المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طرق التدريس


سعيد الشيخ
2011-02-16, 17:38
مقدمـــــــة:
إن طرق التدريس عادة ما تشير إلى كافة الظروف والإمكانات التي يوفرها المعلم في موقف تدريسي معين، والإجراءات التي يتخذها في مساعدة تلاميذه على تحقيق الأهداف المحددة لدلك الموقف.
وتعد عملية التدريس نظام فرعي ينتمي إلى نظام أوسع وأكثر شمولا باعتباره أحد عناصر المنهج التعليمي، ومن ثم فإن التدريب على التدريس من أجل اكتساب مهارات يجب أن لا يكون إلا من خلال المنظور الكلي وما يحكمه من علاقات تبادلية مع عناصر المنهج الأخرى.
وإذا كنا نؤمن بأن المعلم يجب أن يكون صاحب مهنة لها أصولها ومحدداتها، وأنه في ممارسته لها يجب أن يصل إلى مستوى معين من التمكن من مهاراتها، فهدا يعني أن المعلم حينما يمارس عملية التدريس (بمعناها العلمي) يجب أن يكون أداؤه معبرا عن أسلوب إعداده لممارسة هذا العمل.
ولقد حرصنا في بحثنا هدا على تناول أساسيات ومفاهيم عامة ندرج من خلالها مفهوم طريقة التدريس والعوامل المؤثرة فيها وكدا مختلف تصنيفاتها الممكنة، وهدا من خلال التعرض للمبحث الأول، أما البحث الثاني فقد عرجنا إلى أنواع الطرق المستعملة في التدريس القديمة منها والحديثة.
المبحث الأول: أسس نظرية
المطلب الأول: مفهوم طريقة التدريس
عرف رونالد ت. هايمان طريقة التدريس قائلا:
" إنها نمط أو أسلوب يمكن تكراره في معاملة الناس والأشياء والأحداث موجها توجيها مقصودا وواعيا نحو تحقيق هدف ما".
طريقة التدريس هي الإجراءات التي يتبعها المعلم لمساعدة تلاميذه على تحقيق الأهداف، وقد تكون تلك الإجراءات مناقشات، أو توجيه أسئلة، أو تخطيط لمشروع أو إثارة لمشكلة تدعو التلاميذ إلى التساؤل، ومحاولة لاكتشاف أو فرض فروض، أو غير ذلك من الإجراءات، والطريقة هي حلقة الوصل بين التلميذ والمنهج، ويتوقف على الطريقة نجاح وإخراج المقرر أو المنهج إلى حيز التنفيذ، كما تتضمن الطريقة كيفية إعداد المواقف التعليمية المناسبة وجعلها غنية بالمعلومات والمهارات والعادات، والاتجاهات والقيم المرغوب فيها.
وهناك فرق بين طريقة وأسلوب التدريس يكمن في أن الثاني هو النمط التدريسي الذي يفضله معلم ما، ويمكن تعريفه بالكيفية التي تناول بها المعلم طريقة التدريس أثناء قيامه بعملية التدريس، أو هو الأسلوب الذي يتبعه المعلم في توظيف طرق التدريس بفاعلية تميزه عن غيره من المعلمين الذين يستخدمون نفس الطريقة. أما طريقة التدريس فإنها بالمقابل أوسع من الأسلوب كونها لا تحدد بالخصائص الشخصية للمعلم، وهي الخصائص المحددة لأسلوب التدريس الذي يتبعه المعلم بصورة أساسية.

المطلب الثاني: العوامل المؤثرة في طرق التدريس
قد اختلف في تحديد العوامل المؤثرة في طرق التدريس، فهناك من يرى أنها تتوقف على:
1- الهدف من الموضوع.
2- المادة المرغوب في تدريسها.
3- الطلاب ومستواهم.
4- الإمكانيات المتاحة.
5- عنصر اقتصاد الوقت و الجهد.
ومنهم من يرى عوامل أخرى تتمثل في:
1- العوامل المتعلقة بالمعلم، قدراته، علاقاته مع طلابه وعلاقاته مع الإدارة.
2- العوامل المتعلقة بالطلاب وقدراتهم واهتماماتهم وعددهم في الفصل وميولهم.
3- العوامل المتعلقة بالمرحلة التعليمية وإمكانيات المدرسة المادية والبشرية، المكتبة، المسجد والمعامل والوسائل.
4- عوامل تتعلق بالمادة الدراسية وطبيعتها الخاصة وأهدافها العامة وعلاقتها بالمواد الدراسية الأخرى.
5- عوامل تتعلق بالدرس من حيث موضوعه وأهدافه الخاصة وصلته بالخبرات السابقة لدى الطالب.

المطلب الثالث: تصنيف طرق التدريس
اختلف الباحثون حول تصنيف طرق التدريس فمنهم من جعلها في:
1- طرق عامة وطرق خاصة.
2- الطرق القديمة كالمناقشة والطرق الحديثة أو المعاصرة كالتعليم الذاتي.
3- طرق تعتمد على المدرس وطرق أخرى تعتمد على الطلاب كالاستكشاف.
5- طرق مباشرة كالطريقة العملية وطرق غير مباشرة كالتعليم بالمراسلة.

المبحث الثاني: طرق التدريس
المطلب الأول: الطريقة الإلقائية
1- طريقة المحاضرة:
هذه الطريقة من اقدم طرق التدريس وأشهرها وأكثرها انتشارا، وقد لعبت دورا مهما في العملية التعليمية وما زالت تقوم بدورها على الرغم من الدعوات الكثيرة والمنبهة إلى سلبياتها، وقد استخدم اليونان ومن بعدهم الرومان هذه الطريقة كما استعملها العلماء المسلمون في العصور المختلفة واتخذوها طريقة لتعليم الطلبة. ومنهم من يسميها طريقة الإلقاء أو الطريقة الإلقائية.
والمحاضرة هي عملية اتصال شفوي بين شخص واحد ومجموعة أخرى من الأشخاص، يتولى فيها المحاضر مسؤولية الإتصال من جانب واحد.
شروط المحاضرة الجيدة:
أ- ضرورة التحضير لها ذهنيا وكتابيا قبل موعدها بزمن كاف فيقرؤها بدقة ويحدد الأفكار والمعلومات التي يرغب في نقلها إلى طلابه. وإن لم يستطع كتابتها كاملة فعليه أن يسجل الأفكار العامة والرئيسية ومنهم من يرى أن يبدأها بكتابة الأفكار الرئيسية على السبورة قبل البدء بإلقائها.
ب- إن من الأمور المشجعة للطلاب والجاذبة لهم ان يبدأ المحاضرة بتمهيد طيب يستثير فيه أذهانهم ويشوقهم إلى ما يريد قوله حتى يستقبلوا معلوماته بنفس يقظة وفكر منتبه، لذلك عليه أن يفكر بتمهيد مدروس لمحاضراته بإلقاء أسئلة وإثارة مشكلة أو تقديم خبرة أو فكرة سابقة أو قصة مثيرة أو حادثة تبعد عنه الملل.
ج- عليه أن يلون صوته إرتفاعا أو انخفاضا بل وسكوتا أحيانا وذلك حسب ما يتطلبه الموقف التعليمي، هذا فضلا على ان يكون واضحا مسموعا من الجميع لأن عدم سماعهم لكلامه يشتت أذهانهم ويبعدهم عنه.
د- يجب عليه أن يعيد بعض الأفكار المهمة رغبة منه في تثبيتها وتأكيد لها حتى يزدادوا فهما.
ه- التحدث بالفصحى الواضحة والإبتعاد عن العامية ولهجاتها لأن الفصحى لغة الجماعة بل هي لغة المثقفين وعادة ما تكون المحاضرة موجهة لهذه الفئة.
و- التوقف أحيانا لإثارة نوع من الحوار أو المناقشة والاستفسار، لأن مثل هذا السلوك يعيد للطلاب نشاطهم ويعيد لشاردي الذهن استماعهم.
ز- استعمال بعض وسائل الإيضاح اللوحات والتقنيات التربوية والأجهزة كالفيديو، وجهاز العرض العلوي وأحيانا عرض معلومات على شبكة الإنترنت أو صور منها.
ح- الابتعاد عن الإلقاء السريع جدا أو البطيء الممل لأن سرعة الإلقاء تؤدي إلى عدم الفهم والمتابعة والبطء الشديد يؤدي إلى الملل وانصراف الذهن عن المحاضر والمحاضرة.
ط- على المحاضر أن يختار الوقت المناسب والمكان الملائم للمحاضرة.
ي- يجب أن يراعى الفروق الفردية بين الطلاب والزمن المناسب لكل فئة عمرية منهم.
ك- يجب التأكد من فهم الطلاب أو المستمعين لكل فكرة قبل ان ينتقل إلى الفكرة التالية.
ل- من المستحن أن يحسن محاضرته بالدعابة والفكاهة المنشطة لطلابه بحيث تكون دعابته مرتبطة بموضوع محاضرته.
أن ينهي محاضرته بتلخيص لما ورد فيها من افكار ومعلومات والنتائج التي توصل إليها.
عيوب المحاضرة وسلبياتها:
أ- إن طريقة المحاضرة غير فاعلة لأن المحاضر هو المرسل والطالب هو المستقبل، وهذا المستقبل لا دور له ولا تتيح له المحاضرة والفرصة للتفكير الكافي أو ان يتفاعل مع المحاضر.
ب- إنها تثير الملل لدى الكثير من الطلاب وخاصة إذا كان زمن المحاضرة أكثر من المعقول وخلت من الحوار والوسائل والكتابة والدعابة وما شابه ذلك.
ج- إنها قد تثير تشتت افكار الطلاب لعدم مشاركتهم الفاعلة في المحاضرة، وبالتالي لا يستطيعون الإستمرار في المتابعة خاصة إذا كان صوت المحاضر غير واضح أو كان عددهم كبيرا او كان تقليديا غير مشوق ولا جاذب وقد يثيرون نوعا من الفوضى إذا كانت شخصية المحاضر مهزوزة او ضعيفة.
د- إن المحاضر قد يشعر بالتعب إذا تكررت المحاضرات في اليوم نفسه خاصة كان المحاضر يلقي محاضرتين أو ثلاث محاضرات وكل واحدة قد تستمر ساعتين، وهذا يؤثر تاثيرا سلبيا على نشاطه وعلى فاعليته وأسلوب صوته وحركته وينعكس ذلك على طلابه.
ه- إن المحاضرة تشجع على حفظ المعلومات واعتبار المحاضر هو المصدر الأول لها بينما الأصل في التعليم العالي وخاصة الجامعي يقوم على البحث و المراجعة والعودة إلى المراجع والمصادر والمكتبات ومصادر الثقافة الأخرى.
و- من سلبياتها عدم مراعاتها خصائص الطلاب والفروق الفردية بينهم وميولهم ورغباتهم، لأن المحاضر يفرض معلوماته وخبراتهخ وأسلوبه.

2- طريقة القصة:
طريقة القصة هي صورة من صور الإلقاء، لأن المدرس هو الذي يقوم بإلقاء القصة وتنفيذها في المرة الأولى بينما يكون التلاميذ في موقف الاستماع أو الاستقبال.
إن هذا الأسلوب يصلح لتلاميذ المرحلة الابتدائية بالدرجة الأولى ويصلح لكل المراحل بالدرجة الثانية.
ويمكن استعمال هذا الأسلوب في كثير من المواد الدراسية، يصلح لتدريس التاريخ والسير والرحلات الجغرافية وهناك دعوات عالية الصوت لتدريس العلوم بهذه الطريقة في المرحلة الابتدائية، أي أن المعلم الذي يرغب في تدريس موضوع ما عن إحدى الحشرات كالنحلة مثلا أو احد الحيوانات كالغزال مثلا يمكن ان يصوغ المعلومات التي يرغب في تقديمها في قالب قصصي لأن ذلك سيجعل تلاميذه في موقف مستقبل أكثر جاذبية وتشوقا.

الخاتمـــة:
إن المدرس هو ركن أساسي من أركان العملية التعليمية، وبدونه لا يستقيم أمر التعليم ومهما أوجد العلماء من الأجهزة التعليمية وبرامجها ووسائلها وتعقيداتها، لأن دوره يبقى الدور الرائد والصادق، الدور المنير المرشد والناصح.
وواجب المدرس هكذا أن يوضح، يرشد، ينصح ويساند طلابه على الدراسة والبحث والتعلم الذاتي والاعتماد على النفس، وإطلاعهم على كل جديد، والابتعاد عن الرقابة في العمل والتقييد الدقيق للمنهج والنشاط المفروض أو المقرر.
إن على المدرس أن يكون مستنيرا ومنيرا في آن واحد، مسترشدا ومرشدا في الوقت نفسه دافعا إلى بعث الثقة في النفس.
الطريقة الحوارية:
يسميها البعض المحاورة ـو طريقة الأسئلةأو الاستجواب،وتعد هذه الطريقة من الطرق القديمة في التاريخ،وقد إستعملها سقراط في تدريسه لتلاميذه،وبذلك سماها سماها بعضهم الطريقة السقراطية.
وكان سقراط أول من استخدم هذه الطريقة وكانت طريقته تقوم على أن يلقي سؤالا على احد تلاميذته، وبصوة تهكمية ساخرة، ثم يقوم التلميذ بالإجابة عن هذا السؤال ومن خلال ذلك يظهر جهله وعدم معرفته أن المعلومات التي ذكرها ليست دقيقة أو ليست صحيحة،فيقوم سقراط بتوضيح الحقيقة وتصويب ماأخطأ فيه بعد مناقشة عقلية واعية غير قائمة التصديق الساذج، ولعلنا نلاحظ أن طريقته تقوم على الحوار مع تلميذواحد أما الباقون فهم مستمعون.
إذا الطريقة الحوترية تقوم على مجموعة من الاسئلة المتسلسلة المترابطة يلقيها المعلم على طلابه بغرض مساعدتهم على التعلم ومن خلالها تقدم لهم المعلومات الجديدة والمعارف الحديثة التي تتناسب مع عقولهم وتوسع مداركهم وأفاقهم.
فوائد الطريقة الحوارية:
1-ان التلاميذ يتعودون على الحديث عما في نفوسهموالتعبير عن أرائهم وأفكارهم وعوطفهم بوضوح.
2-ان النقاش يعودهم على التفكير السليم وخاصة اذا استمر المعلم في استعمال هذه الطريقة .
3-ان هذه الطريقة تنزع الخجل من نفوسهم بمرور الوقت خاصة اولائك الذين يعانون بما يسمى خجل المواقف لا الخجل الدائم.
4-هذه الطريقة تشجع الطلاب على البحث والدراسة والفاعلية.
5-انها تثير فيهم حب المشاركة والحماس.
6-انهاتقوي فيهم سرعة الملاحظة والتفكير العلمي والمنطقي السليم .
7-انها تغرس فيهم مهارة الاستمماع وتقبل اراء الاخرين والاحساس بالتواضع والميل نحو الحق.
8-انها تعلم المعلم على تقوية طلابه بدرجة معقولة وبدون تاخير أى خلال وقت الحصة بينما قد لا يعرف ذلك بطريقة المحاضرة.

عيب الطريقة الحوارية:
1-اذا لم يكن المعلم قد اعد اسئلته بتعمق وتسلسل منطقي فإن الطلاب سوف ينفرون من حصته.
2-إذا لم يتعامل المعلم مع أجوبتهم بجدية وابتعد عن الاستخفاف والسخرية ولم يشعرهم بالعجز فإنهم كذاك سينفرون منه ومن طريقته.
3-وهو كذلك يلزم بمنع طلابه المجيدين من الاستهزاء من طلابه غير المصيبين في أجوبتهم.
4-قد يضيع الوقت بلا فائدة إذا لم يكن مدركا لخطوات درسه لأن بعض الطلاب سوف يعملون على إشغاله بالاسئلة الثانوية أو غير المتعلقة بوضوع درسه وقد يعجب بسؤال فيطيل الاجابة عنه وبذلك تضيع الحصة بدن تحقيق الهدف.
5-قد لا يستطيع المعلم ربط أفكارالموضوع المدروس بسبب كثرة الاسئلة وحماس الطلاب أحيانا ،ولذا عليه أن يكون يقظا وواعيا بكل فكرة فيربطها بسابقتها ثم يعيد تجميع مادة درسه في افكار متساسة ومترابطة.
المطلب 11:الطريقة الإستنباطية:
ونعني بها الطريقة التي نستطيع الوصول عن طريقها إلى المعلومات الجديدة لموضوع جديد عن طريق استجواب ومناقشة التلاميذ و الاستفادة من تجاربهم السابقة وتنقسم هذه الطريقة الى طريقتين هما :
أ-الطريقة الاستقرائية:
ويقصد بها تتبع الجزئيات والامثلة ودراستها ومعرفة أوجه الشبه والخلاف بينها حتى نصل الى القاعدة الكلية او العامة وتسير هذه الطريقة وفق ثلاث خطوات هى:
1-كتابة الامثلة على السبورة أوعلى لوحة أو على جهاز العرض العلوي مع إبراز النقاط موضع القراءة والبحث بلون مخالف.
2-يقوم المعلم بقراءة الامثلة ومناقشتها مع تلاميذه وموازنة الامثلة ببعضها حتى يتنبه التلاميذ إلى مواضع الشبه.
3-إستخراج القاعدة العامة النشتركة بين الامثلة او الجزئيات والتي توصل إليها التلاميذ بعد النقاش والدراسة، وحينئذ يقوم المعلم بتسجيلها على السبورة بلغة سليمة واضحة وتسلسل دقيق .

-ميزات هذه الطريقة:
أ-تستنبط القاعدة من الامثلة .
ب- تنتقل من المعلوم الى المجهول .
ج- تنتقل من الجزء الى الكل .
-عيوب هذه الطريقة :
أ-تحتاج إلى وقت طويل لشرح الأمثلة ومن ثم استنساخ القاعدة .
ب-تحتاج الى وقت طويل لانهاء المنهج.
ج- تحرم التلاميذ الضعفاء من المشاركة في الدرس.
ب-الطريقة القياسية أو الاستنتاجية :
ونعني بها الطريقة التي تبدء بالقاعدة ثم تطبق عليها الامثلة أو هى التي تبدأمن الكل إلى الاجزاء وخطواتها كالتالي :
أ‌- كتابة المعلم للقاعدة العامة على السبورة .
ب‌- يقدم المعلم أمثلة لإثبات صحة هذه القاعدة .
ج- الاطمئنان بعد المناقشة والمحاورة على صحة القاعدة من خلال الامثلة.
ولعلى القارئ يدرك أن هذه الطريقة هى نقيض الطريقة السابقة ،او هى تسير على عكس سيرها ،لان الاستقرائية تبدأ من الامثلة وتنتهي بالقاعدة بينما القياسية تبدأ من القاعدة وتنتهي بالامثلة الدالة على صحتها .
ميزات هذه الطريقة:
أ‌- سهولة هذه الطريقة لأنها تبدأ من القاعدة مباشرة.
ب‌- إنها تساعد الضعفاء لأنها تقدم لهم القاعدة بطريقة مباشرة وموجزة وميسرة فيسهل عليهم حفظها.
ج‌- إنها تنمي لدى التلميذ قوة الملاحظة .
عيوب هذه الطريقة:
أ‌- إنها تخالف المنطق التربوي السليم لأنها تنتقل من المجهول إلى المعلوم .
ب‌- مشاركة الطلاب فيها محدودة مما يؤدي إلى مللهم ،لأن المعلم هو الذي يذكر القاعدة وهو الذي يبدأ بإثباتها قبل أن يشاركوا في ذلك.
طريقة حل المشكلات:
إن شعور الإنسان بالمشكلة يدفعه وبقوة أحيانا حسب درجة شعوره بها الى البحث عن حل لها ومعرفة الأسباب التي أوجدتها ،وتزداد رغبته هذه كلما كانت ذات صلة به أو ذات علاقة بحياته.
من هنا يعمل المعلمون على دفع تلاميذهم إلى التفكير في المشكلات المختلفة ولا ربما اقتنص المعلم الفرصة إذا أثار تلميذ واحد سؤالا أو استفسارا عن مشكلة شعر بها.
وإذا ما شعر التلميذ بالمشكلة أو أستثير شعوره بها ودرسها وبحث في أسبابها وحلولها شعر بالراحة وأحس بالنصر.
لقد ظهرت هذه الطريقة كرد فعل على طريقة الإلقاء أو المحاضرة والتي تهتم بالمادة الدراسية وتعتمد على المعلم وتهمل الطالب كفرد يجب أن يهتم به القائمون على أمر التعليم من النواحي العقلية والنفسية والاجتماعية، وهكذا ظهرت هذه الطريقة لتهتم بهذه النواحي.
خطوات طريقة المشكلة:
1-الإحساس أو الشعور بالمشكلة وتحديدها أو إثارة المشكلة والتي يجب أن تكون في مستو التلاميذ ومرتبطة بمقررهم الدراسي.
2- فرض الفروض أو دراسة المشكلة أو أقترح الحلول المناشبة لحلها : وهى تصورات يضعها التلاميذ بتوجه من المعلم وهى أمر ضروري لإثارة تفكيرهم والتي ستكون بوضع الخطة التي سيسيرون عليها والمصادر التي عادوا إليها.
3-اتبار صحة الفروض أو تحقيق الفروض ونعني بها تجربة هذه الفروض وتقييمها ووضعها موضع الاختبار حتى تستبعد غير الصحيحة منها ويستبقى الصحيح .
4-الوصول إلى حل المشكلة ،ويظهر ذلك بعد وضع الفروض موضع الاختبار وقد يجد الطلاب أن فرضية واحدة منها تحل النشكلة أما إذا لم يجدوا لها إى فرضية تحلها عليهم البدء من جديد .
وهناك مشكلات قد لا نجد لها حلا فمشكلة الكثير من الأمراض لا تجد لها حلا إلا بعد زمن طويل وتجارب طويلة مثال ذالك مرض الإيدز ومرض السرطان ،بينما وجد العلماء علاجا لكثير من الأمراض كالسل و الملاريا والتيفوئيد وعملبات القلب وزراعة القلب .
5- تعميم النتائج واستخدامها في مواقف جديدة مشابهة فالحل الذي توصل إليه الطلاب لابد أن يحل كل المشكلات الشبيهة، فالتوصل إلى علاج مرضى أو حل لمشكلة ما يجب أن يكون هذا العلاج صالحا لمعالجة حاملي المرض نفسه.
مزايا هذه الطريقة:
أ-إنها تثير الطلاب وتجعل موقفهم التعليمي إيجابيا وتزيد من مهارتهم وقدراتهم العلمية.
ب- إنها تشجع التلاميذ على مواجهة المشكلات في حياتهم .
ج-إنها تنمي في التلاميذ روح العمل الجماعي وتقوي أواصر ترابطهم .
د-إنها تحفزهم على العمل وتشجعهم على المشاركة والاستمرار فيه حتى يصلوا إلى الحل المطلوب.
عيوب هذه الطريقة:
أ‌- إنها تحتاج إلى وقت طويل جدا قياسا لبقية الطرق، كما أنها تحتاج إلى جهد كبير جدا.
ب‌- إن كثير من المربين يرون أنها صعبة التحقيق بسبب تكاليفها أولا وحاجاتها إلى الجهد والوقت.
ج- قد لا يجد الطلاب المصادر والمراجع والمعلومات اللازمة.

المطلب ال:طريقة المشروعات
تقوم هذه الطريقة على فكرة رئيسية هي التعلم بالعمل والتعلم حسب رغبة الطلبة وحاجاتهم من أجل الحياة، ويجب أن يأتي التعلم ذاتيا واستقلاليا، أي أن الطلبة مسؤولون عن تعلمهم ودور المدرس في هذه الطريقة دور إرشادي وعند الضرورة.
وقد نسبت هذه الطريقة إلى الأمريكي جون ديوي أما اسمها فقد وضعه وليام كباتريك أحد طلبته.
وقد جعلها كباتريك في أربعة أنواع هي:
1- مشروع بنائي أو صنع الأشياء، كصناعة الصابون وتربية الدواجن وإنشاء حديقة مدرسية مثلا.
2- مشروعات استمتاعية، كالرحلات التعليمية إلى المتاحف والأماكن الأثرية والزيارات المختلفة إلى الميادين المتصلة بمجالات الدراسة.
3- مشروع في صورة مشكلة، ويهدف إلى حل مشكلة يواجهها الطلاب ويرغبون في الكشف عن أسبابها، كمشكلة انتشار الذباب أو البعوض أو ما شابه ذلك.
4- مشروع يهدف إلى اكتساب مهارة معينة، كمشروع التدرب على إسعاف المصابين أو كسب مهارة في كهرباء السيارات مثلا.
إن طريقة المشروع تتوافر فيها عناصر ربط المواد المختلفة بعضها ببعض، ذلك أن كل مشروع تتجمع فيه عدة مواد دراسية يتعلمها الطالب بنفسه عن طريق التعلم الذاتي.
ومهمات المعلم تظهر فيما يلي:
- معرفته لحاجات طلبته.
- التخطيط للأنشطة التي تتيح تحقيق هذه الحاجات.
- تهيئة البيئة للمتعلمين التي تثير اهتمام الطلبة وتقودهم للعمل.
ومن أمثلة المشروعات: طبع مجلة الجامعة وكتابة موضوع مفصل عن جغرافية المنطقة التي يعيش فيها الطلبة.
ميزات طريقة المشروع:
من ميزاته أن دور الطلبة دور فاعل وهم يتعلمون ذاتيا من خلاله وهو يلبي حاجاتهم ويوظف معلوماتهم وهم الذين يشاركون في وضع خطته وخلال ذلك يكتسبون الكثير من العادات الطيبة كالعمل الجماعي والعودة إلى المراجع وتحمل المسؤولية.
عيوب الطريقة:
ومن ذلك صعوبة التنفيذ والحاجة إلى موارد مالية كبيرة أحيانا، قد لا تتوفر في الجامعة، كما أنه يعطي حرية زائدة للطلبة وقد يستغل الطلبة هذه الحرفة في غير ما هو مطلوب منهم.

المطلب كزا:العروض العلمية
هناك مواد ومقررات دراسية لا يتم إدراكها من قبل الطلاب إلا إذا شاهدوها على الطبيعة، فهي لا تعتمد على خبرات لفظية وإنما على المشاهدة الحقيقية الفعلية لما يعرضه المدرس عليهم ولما يجريه أمامهم، وأكثر ما تستعمل هذه الطريقة في دراسة فروع العلوم المختلفة وبعض تطبيقات في الرياضيات وفي التربية البدنية والتربية الفنية.
مفهوم العروض العلميةّ:
يعرف الدكتور حمدي أبو الفتوح العلمية قائلا:
هو ذلك النشاط الذي يقوم به المدرس أو الطالب أو زائر متخصص أو مجموعة من الطلبة المتخصصين بقصد توضيح فكرة أو حقيقة أو قانون أو نظرية أو تطبيقاتها العلمية باستخدام بعض وسائل الإيضاح مثل العينات والنماذج والصور والرسوم والأفلام أو التجارب العلمية إلى جانب الشرح الشفوي.
ومن الأمثلة على ذلك تجربة تجرى في المختبر مثل تحضير غاز الكلور أو إعداد شريحة ميكروسكوبية لقطاع في الجذر أو تحليل الماء، ويمكن أن ترسل الجامعة دعوة إلى مركز الإطفاء في المدينة للقيام بتوضيح عملي لكيفية الإطفاء في المدينة للقيام بتوضيح عملي لكيفية إطفاء الحريق أو إسعاف المصاب.
مزايا هذه الطريقة:
- إنها طريقة فاعلة وذات أثر كبير في شرح الحقائق والمفاهيم والتعميمات وتوضيح التطبيقات العملية في الحياة اليومية.
- إنها توفر إثارة حسية للطلبة نتيجة مشاهدتهم بالعين لأشياء مرئية ومحسوسة وعملية.
- إنها توفر النظام داخل القاعة أو المدرج وكذلك الهدوء لأن الطلبة ينشغلون في متابعة عمل المدرس وخطوات التجربة.
- إنها توفر الوقت لأن إجراء التجارب العلمية سيتيح لهم إدراك وفهم الموضوع المقرر في أقل زمن ممكن بطريقة أسرع من الشرح اللفظي.
- إنها أكثر تثبيثا للمعلومات من الطريقة اللفظية.
عيوب هذه الطريقة:
1-إن موقف الطالب التعليمي يكون سلبيا لأنه يكون في دور المشاهد،بينما يكون المدرس إيجابيا.
2-إن الطالب لا يجيد المهارات بنفسه لأنه يراها ويشاهدها، ولكنه لا يقوم بتنفيذها لصعوبة قيام كل طالب في الفصل بها، ثم تكلفتها العالية وعدم توفر الأجهزة لعدد كبير من الطلبة.


المطلب كذا : التعليم الذاتي
تعتبر هذه الطريقة من أحدث الطرق المستعملة في التدريس والتي يستقل فيها الطالب ويقوم بالاعتماد على نفسه.
يعرف أحمد منصور التعلم الذاتي بأنه التعليم الذي يوجه إلى كل فرد وفقا لميوله وسرعته الذاتية وخصائصه بطريقة مقصودة ومنهجية منظمة.
ويرى حنا أن التعلم الذاتي هو عملية إجرائية مقصودة يحاول فيها المتعلم أن يكتسب بنفسه القدر المقنن من المعارف والمفاهيم والمبادئ والاتجاهات والقيم والمهارات مستخدما أو مستفيدا من التطبيقات التكنولوجية كما تتمثل في الكتب المبرمجة ووسائل وآلات التعليم والتقنيات المختلفة.
فالتعليم الذاتي يحتاج إلى أجهزة وبرامج معلمة مرشدة ومقومة وهذه البرامج وهذا التقويم لا يتم إلا بوجود واضع البرامج وواضع نظام التقويم ولكن الطالب يعتمد على نفسه في التعلم، فإذا احتاج إلى شيء ماعاد إلى معلمه أو إلى جهازه يستشير أو يطلب توجيههم.
إن طريقة التعليم الذاتي ليست جديدة ولا حديثة، وإنما جاءت الحداثة من تطور أساليبها واستعمال الوسائل الحديثة في تنفيذها.
الأسس العامة للتعليم الذاتي:
هناك أسس وقواعد عامة يلتزم بها واضعو برامج التعليم الذاتي ومنها:
1- ينظر واضع البرنامج إلى أن التلميذ حالة خاصة في طريقة تعلمه.
2- يراعى واضع البرنامج الفروق الفردية بين الطلبة المتعلمين بهذه الطريقة.
3- يراعي واضع البرنامج سرعة كل متعلم الذاتية خلال تعلمه.
4- يقسم البرنامج المقرر أو المادة التعليمية إلى خطوات صغيرة وكل خطوة لها هدف محدد.
5- يراعي واضع البرنامج ضرورة أن يكون موقف المتعلم بهذه الطريقة إيجابيا، ويجب أن يكون مشاركا في البرنامج مشاركة فعالة.
6- يراعي أن تكون خطوات البرنامج متسلسلة تسلسلا منطقيا خلال تعلمه الذاتي.
7- يراعي كذلك أن يقدم له التعزيز الكافي على كل خطوة وأن يقدم له التغذية العكسية بعدها مباشرة.
8- يراعى أن يكون المتعلم قادرا على اختيار المواد التعليمية التي يرغب فيها، وكذلك يسمح له بتجربة الحركة خلال فترة تعلمه.
9- يحدد له واضع البرنامج السلوك الدقيق المرغوب في تعلمه والذي يحقق هدفا واضحا.

أساليب التعليم الذاتي:
يتم التعلم الذاتي في العصر الحاضر بعدة أساليب حديثة ولعل من اهمها:
1- التعليم المبرمج.
2- التعليم بالكمبيوتر.

1- التعليم المبرمج: أسلوب من أساليب التعلم الذاتي وهو يحقق لكل تلميذ المادة ونموه فيها وفق قدراته وحسب إمكانياته، أي أن دور الطالب فيه يكون فعالا وإيجابيا، ويقوم البرنامج فيه بدور المدرس الموجه إلى تحقيق الأهداف المرسومة.
إن جذور ظهور هذا الأسلوب قديمة وبعضهم يرجعها إلى أيام سقراط أي إلى قبل ألفي عام، أو يزيد لكن انتشاره ووضع خطته وقواعده إلى سكينر.
وقد نادى سكينر إلى فكرة تقسيم المادة التعليمية المراد تعليمها للتلاميذ إلى خطوات صغيرة وبسيطة ومتتابعة، ويبدأ البرنامج بتقديم المعلومات التي يعرفها الطلب ثم يندرج في إعطائه المادة الجديدة من خلال خطوات صغيرة بحيث يستطيع الإجابة الصحيحة وأن يدرك بأن ما قام به أو فعله صحيح.
المكونات الأساسية للبرنامج في هذا الأسلوب: يتكون أي برنامج من العناصر التالية:
1- مادة المثير: وهي عبارة عن وحدة صغيرة تسمى الإطار، وينشأ الإطار من تحليل المادة الدراسية إلى خطوات صغيرة فردية أو أحادية أي أن المادة تتكون من عدة إطارات أو اطر يتوقف عددها على درجة تعقد هذه المادة والتي سيدرسها الطالب، وعلى قدرته على دراستها.
2- الإستجابة: كل إطار من الأطر السابقة يتطلب استجابة معينة من قبل المتعلم، أو اختيار إجابة من بين عدد من الإجابات للتأكد من أن الطالب قد فهم المادة أوتعرف عليها.
3- التغذية العكسية: يزود الطالب بتعزيز عكسي فوري عن طريق ابلاغه ان إجاباته صحيحة أو عن طريق تصحيح فهمه الخاطئ لها.