همسة الروح
2008-08-10, 16:11
التنفس.. ذاته واقعة ثقافية
إعداد وترجمة: محمد سبيلا وعبد السلام سعيد العالي
يمكننا, ويتعين علينا ان نبحث عن العنصر الاجتماعي في اصغر الحركات الانسانية. لنأخذ حالة التنفس مثلا. هناك طرائق مهذبة في التنفس, وهناك طرائق اخرى ليست كذلك. نستطيع ان نتخيل ان الفرد هو المتحكم في وتيرة تنفسه, لكن لنبحث فيها اثر المعرفة العملية بفن الحياة, أو اثار التراث, وبذلك نعثر على نموذج اجتماعي. فهناك التنفس المحسوب بالثواني لدى الهنود الذي يمارس اليوغا, والتنفس المكتوم لذلك الذي يشارك في جنازة صديقه المتوفي, والتنفس المراقب الذي يلقنه مغني الاوبرا لتلامذته, وتلك كلها نماذج من السلوك الخاضع لتوجيه المجتمع, ولكل من هذه النماذج مكانها في تاريخ الثقافة الانسانية, ليس هناك اي فرق بين عملية تنفس – شريطة أن ننظر اليها كسلوك اجتماعي – وأي نظام سياسي أو ديني. ويبقى أن يكون من الاحسن, في بعض الحالات تحليل السلوك من منظور اجتماعي وفي حالات أخرى من خلال الفرد. الا انه في هذه الحالة يكون منظور الملاحظ هو مدار المسألة وليس الظاهرة ذاتها.
المصدر/ دفاتر فلسفية
إعداد وترجمة: محمد سبيلا وعبد السلام سعيد العالي
يمكننا, ويتعين علينا ان نبحث عن العنصر الاجتماعي في اصغر الحركات الانسانية. لنأخذ حالة التنفس مثلا. هناك طرائق مهذبة في التنفس, وهناك طرائق اخرى ليست كذلك. نستطيع ان نتخيل ان الفرد هو المتحكم في وتيرة تنفسه, لكن لنبحث فيها اثر المعرفة العملية بفن الحياة, أو اثار التراث, وبذلك نعثر على نموذج اجتماعي. فهناك التنفس المحسوب بالثواني لدى الهنود الذي يمارس اليوغا, والتنفس المكتوم لذلك الذي يشارك في جنازة صديقه المتوفي, والتنفس المراقب الذي يلقنه مغني الاوبرا لتلامذته, وتلك كلها نماذج من السلوك الخاضع لتوجيه المجتمع, ولكل من هذه النماذج مكانها في تاريخ الثقافة الانسانية, ليس هناك اي فرق بين عملية تنفس – شريطة أن ننظر اليها كسلوك اجتماعي – وأي نظام سياسي أو ديني. ويبقى أن يكون من الاحسن, في بعض الحالات تحليل السلوك من منظور اجتماعي وفي حالات أخرى من خلال الفرد. الا انه في هذه الحالة يكون منظور الملاحظ هو مدار المسألة وليس الظاهرة ذاتها.
المصدر/ دفاتر فلسفية