المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : .. في مدح خير الخلق محمد صلى الله عليه و سلم


omaaar622
2011-02-15, 17:45
http://img105.herosh.com/2010/10/04/40173516.gif


أقدم لكم اليوم بمناسبة المولد النبوي الشريف :


مجموعة من أجمل الأناشيد في مدح النبي صلى الله عليه و سلم


http://2.bp.blogspot.com/_lXejBBLeucs/TOMKjSR_D7I/AAAAAAAAAOw/8wl0n9rpXgk/S748/20.gif


http://img105.herosh.com/2010/10/04/40173516.gif


http://img502.imageshack.us/img502/4374/5dy06260.png


التحميل :






http://fantasyflash.ru/grafic/line/image/line21.gif


وفي الأخير أتمنى للجميع الإفادة والإستفادة


+


لا تقرأ و ترحل أتبث وجودكٍ


+


لا تنساني بدعاء صالح في هذه الليلة المباركة




http://img105.herosh.com/2010/10/04/40173516.gif





حكم الأناشيد
قال الألباني رحمه الله تعالى :


كلمة في الأناشيد الإسلامية :


هذا وقد بقي عندي كلمة أخيرة أختم بها هذه الرسالة النافعة إن شاء الله تعالى وهي حول ما يسمونه بـ( الأناشيد الإسلامية أو الدينية ) فأقول : قد تبين من الفصل السابع ما يجوز التغني به من الشعر وما لا يجوز كما تبين مما قبله تحريم آلات الطرب كلها إلا الدف في العيد والعرس للنساء


ومن هذا الفصل الأخير أنه لا يجوز التقرب إلى الله إلا بما شرع الله فكيف يجوز التقرب إليه بما حرم ؟ وأنه من أجل ذلك حرم العلماء الغناء الصوفي واشتد إنكارهم على مستحليه فإذا استحضر القارئ في باله هذه الأصول القوية تبين له بكل وضوح أنه لا فرق من حيث الحكم بين الغناء الصوفي والأناشيد الدينية .
بل قد يكون في هذه آفة أخرى وهي أنها قد تلحن على ألحان الأغاني الماجنة وتوقع على القوانين الموسيقية الشرقية أو الغربية التي تطرب السامعين وترقصهم وتخرجهم عن طورهم فيكون المقصود هو اللحن والطرب وليس النشيد بالذات وهذه مخالفة جديدة وهي التشبه بالكفار والمجان .


وقد ينتج من وراء ذلك مخالفة أخرى وهي التشبه بهم في إعراضهم عن القرآن وهجرهم إياه فيدخلون في عموم شكوى النبي صلى الله عليه وسلم من قومه كما في قوله تعالى : ( وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) .


وإني لأذكر جيدا أنني لما كنت في دمشق - قبل هجرتي إلى هنا ( عمان ) بسنتين - أن بعض الشباب المسلم بدأ يتغنى ببعض الأناشيد السليمة المعنى قاصدا بذلك معارضة غناء الصوفية بمثل قصائد البوصيري وغيره وسجل ذلك في شريط فلم يلبث إلا قليلا حتى قرن معه الضرب على الدف ثم استعملوه في أول الأمر في حفلات الأعراس على أساس أن ( الدف ) جائز فيها ثم شاع الشريط واستنسخت منه نسخ وانتشر استعماله في كثير من البيوت وأخذوا يستمعون إليه ليلا نهارا بمناسبة وبغير مناسبة وصار ذلك سلواهم وهجيراهم وما ذلك إلا من غلبة الهوى والجهل بمكائد الشيطان فصرفهم عن الاهتمام بالقرآن وسماعه فضلا عن دراسته وصار عندهم مهجورا كما جاء في الآية الكريمة . قال الحافظ ابن كثير في " تفسيرها " ( 3 / 317 ) : " يقول تعالى مخبرا عن رسوله ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) وذلك أن المشركين كانوا لا يسمعون القرآن ولا يستمعونه كما قال تعالى : ( وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه ) الآية فكانوا إذا تلي عليهم القرآن أكثروا اللغط والكلام في غيره حتى لا يسمعوه فهذا من هجرانه وترك الإيمان به وترك تصديقه من هجرانه وترك تدبره وتفهمه من هجرانه وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرانه والعدول عنه إلى غيره من شعر أو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره من هجرانه فنسأل الله الكريم المنان القادر على ما يشاء أن يخلصنا مما يسخطه ويستعملنا فيما يرضيه من حفظ كتابه وفهمه والقيام بمقتضاه آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يحبه ويرضاه إنه كريم وهاب " . وهذا آخر ما يسر الله تبارك وتعالى تبييضه من هذه الرسالة نفع الله بها عباده وذلك أصيل يوم الجمعة الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة ( 1415 هـ ) .


و" سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك " .


عمان 28 / 6 / 1415 هـ محمد ناصر الدين الألباني




--------------------------------------


الشيخ العلامة حمود بن عبد الله التويجري رحمه الله
الأناشيد الإسلامية ليست من أمور الإسلام



قال رحمه الله في كتابه "إقامة الدليل على المنع من الأناشيد الملحنة والتمثيل":
"إن بعض الأناشيد التي يفعلها كثير من الطلاب في الحفلات والمراكز الصيفية
ويسمونها الأناشيد الإسلامية، ليست من أمور الإسلام لأنها مزجت بالتغني والتلحين والتطريب
الذي يستفز المنشدين والسامعين ويدعوهم للطرب ويصدهم عن ذكر الله وتلاوة القرآن وتدبر آياته
والتذكر بما جاء فيه من الوعد والوعيد وأخبار الانبياء وأممهم، وغير ذلك من الأمور النافعة لمن
تدبرها حق التدبر وعمل بما جاء فيها من الأمور، واجتنب ما فيها من المنهيات، وأراد بعلمه
وأعماله وجه الله عز وجل" ص6


وقال أيضاً - رحمه الله - :
"من قاس الأناشيد الملحنة بألحان الغناء على رجز الصحابة رضي الله عنهم حين كانوا
يبنون المسجد النبوي، وحين كانوا يحفرون الخندق، أو قاسها على الحداء الذي كان الصحابة
رضي الله عنهم يستحثون به على الإبل في السفر فقياسه فاسد، لأن الصحابة رضوان الله
عليهم لم يكونوا يتغنون بالأشعار ويستعملون فيها الألحان المطربة التي تستفز المنشدين
والسامعين كما يفعل ذلك الطلاب في الحفلات والمراكز الصيفية، وإنما كان الصحابة رضي
الله عنهم يقتصرون على مجرد الإنشاد للشعر مع رفع الصوت بذلك، ولم يذكر عنهم أنهم يجتمعون
على الإنشاد بصوت واحد كما يفعله الطلاب في زماننا.
والخير كل الخير في اتباع ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم،
والشر كل الشر في مخالفتهم، والأخذ بالمحدثات التي ليست من هديهم ولم تكن معروفة في زمانهم،
وإنما هي البدع الصوفية الذين اتخذوا دينهم لهواً ولعبا، فقد ذكر عنهم أنهم كانوا يجتمعون
على إنشاد الشعر الملحن بألحان الغناء في الغلو والإطراء للنبي صلى الله عليه وسلم، و يجتمعون
على مثل ذلك فيما يسمونه بالأذكار، وهو في الحقيقة استهزاء بالله وذكره.
و من كانت الصوفية الضالة سلفاً لهم وقدوة فبئس ما اختاروا لأنفسهم " ص7/8


وقال رحمه الله:
"إن تسمية الأناشيد الملحنة بألحان الغناء باسم الأناشيد الإسلامية يلزم عنه لوازم سيئة جداً و خطيرة.
منها: جعل هذه البدعة من أمور الإسلام ومكملاته، وهذا يتضمن الإستدراك على الشريعة الإسلامية،
ويتضمن القول بأنها لم تكن كامله في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
ومنها: معارضة قوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم) ففي هذه الآية الكريمة النص على
كمال الدين لهذه الامة، والقول بأن الأناشيد الملحنة أناشيد إسلامية يتضمن معارضة هذا
النص بإضافة الأناشيد التي ليست من دين الإسلام إلى دين الإسلام وجعلها جزءاً منه.
ومنها: نسبة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى التقصير في التبليغ و البيان لأمته حيث
لم يأمرهم بالأناشيد الجماعية الملحنة و يخبرهم أنها أناشيد إسلامية.
ومنها: نسبة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم إلى إهمال أمر
من أمور الإسلام و ترك العمل به.
ومنها: استحسان بدعة الإناشيد الملحنة بـألحان الغناء، وإدخالها في أمور الإسلام. وقد ذكر
الشاطبي في كتاب الاعتصام ما رواه ابن حبيب عن ابن الماجشون قال: سمعت مالكاً يقول
( من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً خان الرسالة، لأن الله يقول
(اليوم أكملت لكم دينكم) فما لم يكن يومئذ ديناً فلا يكون اليوم ديناً)" ص11
فضيلة الشيخ عبدالرحمن السحيم حفظه الله ..
ماهو الحكم الشرعي في الأناشيد ( الإسلامية ) ؟
ارجوا التفصيل في المسألة ..

الجواب :
ما يتعلق بالأناشيد الإسلامية فقد ورد فيها الخلاف بناء على طبيعة الأناشيد اليوم
والذي يترجح من خلال النظر في الأدلة أن الأناشيد إذا ضُبِطت بالضوابط التالية أنه لا حرج فيها
والضوابط هي :
1 – أن لا تشتمل على آلة موسيقية
2 – أن لا تشتمل على كلماتِ فُحش ودعوة إلى سفاسف الأمور
3 – أن لا تكون على ألحان الأغاني
4 – أن لا تُلهي عن العلم النافع

وقد دلّت الأدلة على جوازهـا في الأصل

--------

فقد روى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لِحَادِيهِ – الذي يحدو ويُنشد بصوت حسَن - : ويحك يا أنجشة ! رويدك سوقك بالقوارير . قال أبو قلابة : فتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة لو تكلّم بـها بعضكم لعبتموها عليه قوله : سوقك بالقوارير .
وفي رواية لمسلم قال أنس : كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حَـادٍ حسن الصوت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : رويداً يا أنجشة لا تكسر القوارير . يعني ضعفة النساء

--------

كما كان عامر بن الأكوع ممن يُنشد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، بل كان بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يطلب منه سماع ذلك في السفر .
وروى البخاري ومسلم عن سلمة بن الأكوع قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر فتسيرنا ليلا ، فقال رجل من القوم لعامر بن الأكوع : ألا تسمعنا من هنياتك ! وكان عامر رجلا شاعرا ، فنزل يحدو بالقوم يقول :
اللهم لولا أنت ما اهتدينا == ولا تصدقنا ولا صلينا
فاغفر فداء لك ما اقتفينا == وثبت الأقدام إن لاقينا
وألقين سكينة علينا == إنا إذا صِيح بنا أتينا
وبالصياح عولوا علينا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من هذا السائق ؟ قالوا : عامر . قال : يرحمه الله . فقال رجل من القوم : وجبت يا رسول الله ! لولا أمتعتنا به . الحديث

--------

وفي الصحيحين أيضا عن أنس – رضي الله عنه – قال : كانت الأنصار يوم الخندق تقول :
نحن الذين بايعوا محمدا == على الجهاد ما حيينا أبدا
فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة == فأكرم الأنصار والمهاجرة

فالشاهد أن الحداء بالصوت الحسن كان معروفا
ويحتاج إلى تقييده بالقيود السابقة كما تقـدّم .
أما الميوعة في الأناشيد كإنشاد الكلمات الرخوة والآهات !! فهو يخرجها عن مقصدها إلى الغناء والتّغنّي المذموم .
والله أعلم .

omaaar622
2011-02-15, 17:50
في إنتظار ردودكم

ام عبد الحي
2011-02-15, 18:46
الاحتفال بالمولد النبوي لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة

ولا التابعون، ولا الائمة الاربعة وغيرهم من اهل القرون المفضلة، ولا دليل شرعي عليه.

ان النصارى يحتفلون بعيد ميلاد المسيح وميلاد افراد اسرتهم،وعنهم اخذ المسلمون هذه

البدعة ورسولهم يحذرهم بقوله:{من تشبه بقوم فهو منهم}. صحيح رواه ابو داود.

يقول بعضهم نحن نقرا في المولد سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ،والمحب هو الذي

يقرا سيرته كل يوم لا كل سنة ،هذا مع ان شهر ربيع الاول الذي ولد فيه الرسول صلى

الله عليه وسلم قد مات فيه فليس الفرح باولى من الحزن فيه.

المرجع: التوجيهات الاسلامية

تاليف:محمد بن جميل زينو المدرس في دار الحديث الخيرية بمكة المكرمة

حازم312
2011-02-15, 19:14
شكرا جزيلا على المجهود

بلال المدريدي
2011-02-15, 19:20
كُـلُّ كَـلاَم يَـبـرُز....اِلاَّ وَ عَـلَـيـهِ كـسوَةُ الـقَـلـبِ الَّـذِي مِـنـهُ بَـرَز




مشكووووووووووور

الماسة الزرقاء
2011-02-16, 15:28
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هـل نحتفـل بالمولـد النبوي؟


الموضوع طويل.. ومن أراد الفائدة فليقرأ حتى النهاية...

كثير ممن يحتفل بالمولد النبوي يحتفلون به بدعوى محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره وتعظيمه.

فما مدى صحّـة الدعوى؟

روى البخاري ومسلمٌ عَنِ ابن عَبّاسٍ رضي الله عنه أَنّ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَال: «لَوْ يُعْطَى النّاسُ بِدَعْوَاهُمْ, لادّعَى ناسٌ دِمَاءَ رِجَالٍ وَأَمْوَالهُمْ».

إن كلَّ إنسانٍ يستطيعُ أن يدّعي ما يريد، وأن يقولَ ما يشاء، غير أن الحقائقَ تكذِّبَ ذلك القولَ أو تصدِّ قُـه.

قال الحسن البصري -رحمه الله- : "زعم قومٌ أنـهم يحبون اللهَ فابتلاهم الله بهذه الآية"، يعني قوله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آل عمران: 31]".

قال ابن كثير -رحمه الله- : "هذه الآيةُ الكريمة حاكمةٌ على كل من ادّعى محبة الله وهو على غير الطريقة المحمدية فإنه كاذبٌ في دعواه في نفس الأمر حتى يتّبع الشرعَ المحمدي والدينَ النبوي في جميع أقوالِه وأفعالِه".

أولاً: يرد هذا السؤال:

هل نحن أكثر حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الصحابة؟

لقد سطّرَ أصحابُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم أعظمَ ملحمةٍ في الحبِّ. سطّروها بدمائهم فِداءً لرسولهم صلى الله عليه وسلم، قدّموا بين يديه صدورهم ونحورهم، فدَوه بكل غالٍ ونفيس.
وصَفَهُم عُروةُ بنُ مسعودٍ -وكان مشركاً- حين كان يرمقُ أصحابَ النبي صلى الله عليه وسلم بعينيه، فقال: "فوالله ما تنخم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نخامـةً إلا وقعتْ في كفِّ رجلٍ منهم فَدَلَكَ بـها وجهَه وجلدَه، وإذا أمرهم ابتدروا أمرَه، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وَضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتَهم عنده، وما يُحِدُّون إليه النظرَ تعظيماً له. ولما رجع عروةُ إلى أصحابه قال: أي قوم، والله لقد وفَدْتُّ على الملوك ووفَدتُّ على قيصر وكسرى والنجاشي، والله إنْ رأيتُ ملِكاً قط يعظمْه أصحابُه ما يعظمُ أصحابَ محمد صلى الله عليه وسلم محمداً" [رواه البخاري].

وفي الصحيحين من حديث أنسٍ رضيَ اللهُ عنه قال: لما كان يومَ أحُدٍ انـهزمَ الناسُ عنِ النبيّ صلى الله عليه وسلم وأبو طلحةَ بينَ يدَي النبيّ صلى الله عليه وسلم مُجوّبٌ عليهِ بحجَفةٍ له -وكان أبو طلحةَ رجلاً رامياً شديدَ النـزعِ-، كَسَرَ يومَئذ قوسَينِ أو ثلاثاً، وكان الرجلُ يَمرُّ معه بجعْبةٍ من النّبل فيقولُ: انْثُرها لأبي طلحةَ. قال: ويُشرِفُ النبيّ صلى الله عليه وسلم ينظرُ إلى القوم، فيقولُ أبو طلحة: "بأبي أنتَ وأمي، لا تُشرفْ يُصيبُكَ سهمٌ من سِهام القوم، نَحرِي دُونَ نحرِك".

ويومها شُلّتْ يدُ أبي طلحة رضي الله عنه... تساقط الصحابةُ أمامه الواحدُ تِلو الآخر فداء له صلى الله عليه وسلم ولرسالته.

فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أُفـْرِدَ يَوْمَ أُحُدٍ فِي سَبْعَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَرَجُلَيْنِ مِنْ قُريْشٍ، فَلَمّا رَهِقُوهُ قَالَ: «مَنْ يَرُدّهُمْ عَنّا وَلَهُ الْجَنّةُ؟» أَوْ «هُوَ رَفِيقِي فِي الْجَنّةِ»، فَتَقَدّمَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَاتَلَ حَتّىَ قُتِلَ, ثُمّ رَهِقُوهُ أَيْضاً. فَقَالَ: «مَنْ يَرُدّهُمْ عَنّا وَلَهُ الْجَنّةُ» أَوْ «هُوَ رَفِيقِي فِي الْجَنّةِ؟»، فَتَقَدّمَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَاتَلَ حَتّىَ قُتِلَ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتّىَ قُتِلَ السّبْعَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم لِصَاحِبَيْهِ:«مَا أَنْصَفـْـنـَا أَصْحَابَنَا» [رواه مسلم].

ومع كلِّ هذا الحب وتلك التضحيات، ما كانوا يَغـْـلـُون فيه صلوات الله وسلامه عليه؛ فهذا أنسُ بنُ مالكٍ رضي الله عنه يقول: "ما كان شخصٌ أحبُّ إليهم من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته لذلك" [رواه أحمد والترمذي والبخاري في الأدبِ المفردِ بأسانيدَ صحيحة].

لقد زعمَ أقوامٌ أنـهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم مُحِبُّون، ودعواهم في وادٍ وأعمالُهم في وادٍ آخر.... شتّان بين مشرِّقٍ ومُغرِّبِ!!

إن محبَّتَه صلى الله عليه وسلم إنما تكون بإحياءِ سُنَّتِه، تكون باقتفاءِ أَثَرِه، تكون بطاعته فيما أمر.
وليست محبتُه بالتغنِّي بشمائله بقرعَ الدفوفِ ليلةَ مولده، ولا بالغلو فيه؛ فهذا معصيةٌ له عليه الصلاة والسلام، حيث قال: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله» [رواه البخاري عن عمر رضي الله عنه].

وإن من الإطراء إضفاء بعض صفات الله عليه صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك قول القائل:

مالي من ألــــوذ به ســــــواك *** عند حـدوث الحــادث الـعمـــــــــم
فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلـــم

فهذا إطراء وغلو لا يرضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل هو عين إطراء النصارى لعيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، فإن النصارى ادعت في عيسى الألوهية، وأضافت إليه شيئا من صفات الله عز وجل، وهناك من أمة محمد صلى الله عليه وسلم من فعل كفعل النصارى، بأن أدعى أن من علومه علم اللوح والقلم، ومن جوده الدنيا والآخرة، وأنه هو الملاذ والملجأ والمستعاذ، وكل هذا لا يرضاه صاحب الملة الحنيفية.

جاءه رجل فكلّمه فقال: "ما شاء الله وشئت"، فقال: «أجعلتني مع الله عدلا -وفي لفظ- ندا لا بل ما شاء الله وحده» [قال الألباني إسناده حسن].

فهذه أمثلة على إنكاره صلى الله عليه وسلم على من جعله لله نداً أو أضاف إليه شيء من صفات الله، أو نعته ووصفه بنعوت الله وصفاته.

فمن أحدث في دين رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فإنما هو يستدرك على أبي القاسم صلى الله عليه وسلم.

قال الإمام مالك -رحمه الله-: "من ابتدع في الدين بدعة فرآها حسنة فقد اتـّـهم أبا القاسم صلى الله عليه وسلم، فإن الله يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلاَمَ دِيناً} [المائدة: 3]".

ألا وإن مما يُقوّي محبةَ رسولِ الهدى صلى الله عليه وسلم ويزيدها معرفة كريم خصاله، وعظيم شمائله، وهذا لا يَحصُل إلا بقراءة سيرته ليس في يومٍ من السَّنَةِ فحسْب، والوقوف عن كَثَبٍ على شمائله، فهناك كُتُبٌ خُصَّتْ بِذِكْرِ شمائلِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم وأخلاقِـه؛ فرسول الله صلى الله عليه وسلم حاز قَصَبَ السَّبقِ في كل خـُـلـُق فاضل، فهو الشُّجاع إذا احمرّت الحَدَق، وادلهمّت الخطوب

أنت الشّجاع إذا الأبطال ذاهلة *** والهُنْدُوانيُّ في الأعنـاق والُّلمَـمِ

قال البراء رضي الله عنه: "كنا والله إذا احمرّ البأس نتّقي به، وإن الشجاع مـنـّا للذي يحاذي به، يعني النبي صلى الله عليه وسلم" [رواه مسلم].

وقال عليّ رضي الله عنه: "كنا إذا احمرّ البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون منا أحد أدنى من القوم منه" [رواه أحمد وغيره].

أما البراء رضي الله عنه فهو الملقّب بالمَهْلَكَة، وأما عليٌّ رضي الله عنه فشجاعتُه أشهرُ من أن تُذْكَر.

وهو صلى الله عليه وسلم الكريم إذا عُـدَّ الكرماء، يُعطي عطاء من لا يخشى الفقـر؛ أتاه رجلٌ فسأله فأعطاه غَنَماً بين جبلين، فأتى قومه فقال: "أي قوم أسلموا، فو الله إن محمداً ليعطي عطاء رجلٍ ما يخاف الفقر" [رواه مسلم من حديث أنس رضي الله عنه].

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجودُ بالخير من الرِّيحِ المرسَلَة، وكان أجود ما يكون في رمضان، كما في الصحيحين من حديث ابن عباس.

قَدِّمَ عليه سبعون ألف درهم فقام يَقْسمُها، فما ردَّ سائلاً حتى فرغ منه صلى الله عليه وسلم. رواه أبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم.

وهو صلى الله عليه وسلم على خُلُقٍ عظيم يُوجِبُ مَحَبَّتَه، ويَبْعَثُ على توقيره.

مَنَحتُ حُبّيَ خير الناس قاطبـــةً *** بِرَغْمِ من أنفُه لا زال في الرَّغَـمِ
يكفيك عن كل مَدْحٍ مدْحُ خالِقِـه *** واقـــرأ بربك مبدأ ســورةِ القلـم

{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [سورة القلم: 4].

قال أنس رضي الله عنه: "كان النبي أحسنَ الناس، وأشجعَ الناس، وأجودَ الناس" [متفق عليه].

حليم على مَنْ سَفِـه عليه، أتتـه قريش بعد طول عناء وأذى، فقال: اذهبوا فأنتم الطلقاء.

شَـدّ أعربيٌّ بُردَه حتى أثّـر في عاتقـه، ثم أغلظ له القول بأن قال له: "يا محمد مـُرْ لي من مال الله الذي عندك"، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ضحك ثم أمـر له بعطاء [متفق عليه من حديث أنس رضي الله عنه].

هو مَنْ جمع خصال الخير وكريم الشمائل، وَصَفَه ربّـه بأنـه {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [سورة التوبة: 128].

قال الحسن البصري في قوله عز وجل {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ} [سورة آل عمران: 159]، قال: "هذا خُلُقُ محمد صلى الله عليه وسلم نَعَتَـه الله عز وجل".

كان علي رضي الله عنه إذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كان أجودَ الناس كفّـاً، وأشرَحهم صدراً، وأصدقَ الناس لهجة، وألْيَنَهُم عريكة، وأكرَمهم عِشرة، من رآه بديهةً هابَـه، ومن خالطه معرفـةً أحبَّـه، يقول ناعِتـُه لم أرَ قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم" [رواه الترمذي وابن أبي شيبة والبيهقي في شُعب الإيمان].

تلك قَطْرِةٌ من بحرِ صفاتِه، وإشارةٌ لمن ألقى السَّمْعَ، وتذكِرةٌ للمُـحِبّ.

فهذه أخلاقه فأين المحبـُّـون؟

هذه من أخلاقه عليه الصلاة والسلام فأين المقتدون؟

أين أدعياء محبته صلى الله عليه وسلم؟

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم.......إن التشبه بالكـرام فــلاح

فما أحبَّ أبا القاسم من تنكّرَ لِسُـنـَّـتِه، أو طعَنَ في صحابته، أو قذف زوجاتِه.

وما أحبَّ أبا القاسم كلَّ المحبّة من استنَّ بغير سـُـنـّتـِه، واقتفى غير طريقته، واهتدى بغير هَدْيِه.

ما أحبَّ أبا القاسم كلَّ المحبّةِ من لم يـَذْكـُرْه في العام سوى يومٍ أو ليلة، ويَنسى ذِكرَه بقيّةَ سَنَتِه.

ما أحبَّ أبا القاسم كلَّ المحبّةِ من خالفَ أمرَه، أو أحيا سُنّةَ الجاهلية.

وقد رأيت في بعض البلاد التي يحتفلون بها بـ (المولد النبوي) من جعلوا يوم الاحتفال مؤرّخا بالتاريخ الميلادي، تاريخ أعداءه وأعداء دينه ملته، تاريخ النصارى، على ما بينهم من اختلاف في تحديد يوم الميلاد.

ولو كان الاحتفال يمثل صدق المحبة لأرّخوا بتاريخ هجرة الحبيب صلى الله عليه وسلم، ولكنها كما قلت دعاوى خفيفة.

وبالمناسبة فإن يوم مولده لم يثبت من الناحية التاريخية على وجه التحديد.

ثم إنه صلى الله عليه وسلم مـات في نفس الشهر الذي ولد فيه.

فهل هؤلاء يحتفلون بيوم ولادته أو بيوم موته؟

ولعل أولئك الذين اتخذوا يوم ميلاده يوما يحيونه ويدعون فيه محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه ما يكونون بمن عقوا أمهاتهم ثم جعلوا لهن يوما في السنة يزورونهن ويهدون إليهن الورد والحلوى.

ولعل أولئك يصدق عليهم قول ابن القيم -رحمه الله-:

ثقل الكتاب عليهم لمــا رأوا *** تقييده بشــــــرائع الإيمــــان
واللهو خفّ عليهم لما رأوا *** ما فيه من طرب ومن ألحان

فتهرّبوا من الأوامر والنواهي وتمسّكوا بما لا مشقة فيه، من رقص وطرب وأكل وشرب ولهو.

فأين هم عن سمْته وهديه؟

وأين هم عن سنته وطريقته؟

وأين هم عن امتثال أمره؟

وأين هم عن اقتفاء أثره؟

صلى عليك الله يا علم الهدى.

فهل يكفي من محبة النبي صلى الله عليه وسلم يوما من السنة ثم تنسى سنته طيلة العام؟!

وهل يكفي من محبته صلى الله عليه وسلم مجرد الشعارات والدعاوى؟!

لا والله حتى تسيل المهج في محبته، لا الطبول والمسيرات، وأحيانا (المشروبات)!!

فاتقوا الله حق تقاته، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ، واذكروا نعمة ربكم عليكم ، واعتصموا بكتاب الله واستمسكوا بسنة نبيّكم، عضوا عليها بالنواجذ. وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كلَّ محدثةٍ بدعة وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مـنـّـة ربِّ العالمين {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} [آل عمران: 164].

ودعوةُ أبيـه إبراهيم {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ} [البقرة: 129].

وبشارة عيسى عليه السلام {وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: 6].

إن البريّةَ يــــومَ مبعثِ أحمـدٍ *** نَــظــَــرَ الإلـه لهـــا فبدّل حالهـا
بل كرّمَ الإنســــانَ حين اختار *** من خيرِ البريةِ نجمها وهلالها
لبسَ المُرقّعَ وهو قـــائدُ أمـةٍ *** جَبَتِ الكنوزَ فكسّـرتْ أغلالهـــا

ولا يفهم من هذا الكلام أن فيه تنقصاً من قدر صاحب القـَـدر صلى الله عليه وسلم، بل أنا كما قال الشاعر:

إن حلّ في القلب أعلى منك منزلة *** في الحبّ حاشا إلهي باريء النّسَمِ
فمــزّق الله شــــــــرياني وأوردتي *** ولا مَشَت بي إلى ما أشتهــي قدمي




كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم