المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب: الرد على الرفاعي والبوطي في كذبهما على أهل السنة ودعوتهما إلى البدع والضلال (للعلامة المحدث عبد المحسن العباد)


أم سلمة.
2011-02-13, 09:50
كتاب: الرد على الرفاعي والبوطي في كذبهما على أهل السنة ودعوتهما إلى البدع والضلال
المؤلف:العلامة المحدث عبد المحسن بن حمد العباد البدر
الناشر: دار ابن الأثير - الرياض
سنة النشر: 1432 - 2001
عدد المجلدات: 1
رقم الطبعة: 1
عدد الصفحات: 153
الحجم (بالميجا): 2
التحميل المباشر: الكتاب (http://www.archive.org/download/waq62711/62711.pdf)

أم سلمة.
2011-02-19, 22:05
قال الإمام الحافظ أبو حاتم الرازي: ((علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر و علامة الزنادقة تسمية أهل السنة بالحشوية )).

جرح أليم
2011-02-21, 11:09
التصوف ضلالة وشر وكله مبتدع للعلامة الفقيه صالح الفوزان الفوزان



في رده على الرفاعي الشيخ صالح الفوزان يقول: "التصوف ضلالة وشر وكله مبتدع"
اعتبر عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية الشيخ صالح الفوزان أن علماء السلف ليسوا مغرمين بتكفير الناس وتفسيقهم، كما يتوهم البعض، مؤكداً أن هناك ضوابط لهذا الأمر تضمن عدم التوسع فيه أو لصق التهمة بأي إنسان دون دليل.
وأوضح الفوزان في تعقيب أرسله إلى "السياسة" على مقابلة نشرتها منذ عدة أشهر مع يوسف هاشم الرفاعي حول موضوع التصوف بين المؤيدين والمعارضين له، أن معظم علماء السنة ينكرون البدع التي يأتيها المتصوفة مثل الاحتفال بالمولد النبوي وذكرى الإسراء والمعراج والطواف بالقبور وغيرها.
وفيما يلي نص التعقيب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، نبينا محمد وآله وصحبه: اطلعت على المقابلة التي أجرتها صحيفة "السياسة" الكويتية مع الأستاذ يوسف هاشم الرفاعي ورأيت في أجوبة المذكور مغالطات وضلالات لا يمكن السكوت عنها، وإن كان المشائخ جزاهم الله خيراً قد سبقوني إلى الرد على هذه المغالطات والضلالات لكن تأييداً لما قالوه في الرد عليه أشارك في هذه التنبيهات دفاعاً عن الحق ورداً للباطل فأقول مستعيناً بالله:
1 - قوله: لماذا يستنكر المشائخ التصوف ولا يستنكرون الملابس غير المحتشمة وانتشار المخدرات... وأقول له:
أولا: التصوف أشد مما ذكرت لأنه بدعة وضلالة وقد يصاحبه شيء من الشرك من دعاء الصالحين والاستغاثة بالأموات فهو مع كونه بدعة فهو وسيلة الشرك بالله، والملابس غير المحتشمة والمخدرات معصية، والبدعة أشد من المعصية فيبدأ بالأهم فالمهم.
ثانيا: المشائخ يستنكرون كل معصية وكل بدعة ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ولا يسكتون عن الباطل.

[المولد وليس البعثة]

2 - قوله عن الاحتفال بالمولد النبوي: أنا احتفلت بالمولد النبوي وأقمت خيمة وميكروفونات وعشاء وغير ذلك، فرحاً بنعمة الله علينا ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم... وأقول له:
أولا: الكلام ليس في البعثة وإنما هو بالمولد، والله تعالى ما أشاد بالمولد في القرآن الكريم وإنما أشاد بالبعثة فقال تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ).
ثانيا: الله لم يشرع لنا الاحتفال بالمولد ولا بالبعثة بمعنى أننا نقيم مخيمات ونعمل ما ذكرته، وإنما شرع لنا اتباع هذا النبي والاقتداء به. وهو صلى الله عليه وسلم لم يفعل هذا الاحتفال ولم يفعله خلفاؤه وصحابته والقرون المفضلة من بعده، فإقامته بدعة (وكل بدعة ضلالة) سواء أقمته أنت أو غيرك.
3 - قوله: إننا عندما نتكلم عن التصوف وندعو إليه فنحن نقصد تصوف الإمام الرفاعي والجيلاني والدسوقي والشاذلي والنقشبندي ولا نقصد تصوف ابن عربي... ونقول له: التصوف كله مبتدع وإن كان بعضه أخف من بعض والخفيف منه يجر إلى ما هو أشد منه كما هو المشاهد والواقع من متصوفة اليوم. وهكذا البدعة تجر إلى ما هو شر منها. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة" والتصوف محدث في الدين فهو ضلالة وشر.

[المتصوف "مجرم"!]
4 - قوله: وهل إذا تصوف المسلم السني أصبح مجرماً؟
أقول: نعم من تصوف فقد ابتدع ومن ابتدع كان مجرماً. والسني إذا تصوف لم يبق سنياً بل يكون بدعياً.
5 - قوله: الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد" ليبين للناس أهمية هذه الأماكن ولكنه لم يحرم الذهاب إلى غيرها كما فهمه ابن تيمية.
جوابه أنه لا يفهم معنى الحصر في قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد" فإنه يفيد تحريم السفر إلى غيرها لأجل العبادة فيه، أما السفر لغير العبادة في مكان مخصص معين فهو جائز، كالسفر للتجارة وطلب العلم وصلة الأرحام والنزهة فهذه الأسفار وما شابهها ليست للعبادة ولا يجوز الخلط بين هذا وهذا للتلبيس على الناس، وما ذكرناه هو مدلول الحديث لا فهم ابن تيمية كما يقول:
6- قوله: هم يقولون إن الصوفية بدعة فهل كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم سلفي وبناء على ذلك فالسلفية بدعة، كذا يقول ويغالط والجواب: السلف هم السابقون من هذه الأمة، قال تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) فأثنى الله على من اتبعهم بإحسان ووعده عظيم الأجر فالسلفية هم من اتبع هؤلاء بإحسان وأما التصوف فلم يرد له ذكر في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو عمل مبتدع (وكل بدعة ضلالة) لأنه من أحداث المتأخرين.

[ابن باز وابن عثيمين]
7- قال عن كتب ابن باز وغيره من الأئمة إنها كتب فيها تطرف لأن ابن باز يعتبر أن من يحتفل بالمولد فهو مشرك ومن يحتفل بالإسراء والمعراج فهو مشرك ومن يذهب ويزور المسجد النبوي فسفره معصية وابن عثيمين يسير على منهجه.
ثم قال: وهذه الكتب تساعد على التطرف ومن حق الدولة أن تمنعها طالما أننا نحارب التطرف، ألم يقولوا إن الوقوف أمام قبر النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء شرك، قال: لذلك أنا مع من منع كتب ابن باز وابن عثيمين من معارض الكتب الإسلامية، لأن كل كتاب يتهم المسلمين بالشرك والكفر فهذا يؤدي إلى تفرقة الناس. كذا يقول فهو يريد جمع الناس ولو على الباطل وهذا لا يمكن والجواب أن نقول "سبحان الله" ماذا يصنع الهوى بأهله، قال تعالى: (وَلا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) هكذا وصف الرفاعي كتب الشيخين: ابن باز وابن عثيمين بل وكتب الأئمة جميعا بالتطرف لأنها تخالف هواه، وإنني أسأله: ما التطرف أليس هو أن يكون الإنسان على طرف من الدين فهو ضد الوسطية فالذي يروج للبدع ويدعو إليها ويفعلها هو المتطرف، وأما الذي يدعو إلى السنن ونبذ البدع فهو المتوسط وكذلك كانت كتب الشيخين ابن باز وابن عثيمين- وإنني أتحدى الرفاعي وغيره أن يثبتوا ما يقولون عن هذه الكتب فها هي موجودة ومنتشرة وعليها إقبال شديد فعليهم أن يأتونا منها بما يثبت قولهم وإلا فهم كذابون ومفترون والله تعالى يقول: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَاذِبُونَ) وإنما قال الشيخان في كتبهما إن إحياء المولد والمعراج بدعة لأنه لا دليل عليه وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" وفي رواية: "من عمل عملا ليس عليه أمر فهو رد" فإن اشتمل الاحتفال بالمولد والإسراء والمعراج على الاستغاثة بالرسول ودعائه من دون الله فهو شرك كذا قال الشيخان وغيرهما من أئمة المسلمين وهذا في القرآن"، قال تعالى: (فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً) (قُلْ إنما أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً)، (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ)، ولم يقل الشيخ ابن باز إن من يسافر ليزور المسجد النبوي فسفره سفر معصية كما قال الرفاعي بل يقول الشيخ إن السفر لزيارة المسجد النبوي فيه طاعة وإنما يقول الشيخ ابن باز وغيره من العلماء المعتبرين من سافر لزيارة القبور فهو عاص لأن ذلك من وسائل الشرك، ولم يقل الشيخ ابن باز ولا غيره إن الوقوف أمام قبر النبي صلى الله عليه وسلم للسلام عليه شرك كما قال عنه الرفاعي، وإنما يقول الشيخ ابن باز وغيره إن ذلك سنة، واما الوقوف أمام قبر النبي صلى الله عليه وسلم لدعائه من دون الله فهو شرك.
والوقوف أمامه لدعاء الله بدعة ووسيلة إلى الشرك فما بال الرفاعي يخلط ويكذب ويلبس على الناس.

[حيلة الكذاب]
8- ثم قال الرفاعي: أنا مع من منع كتب ابن باز وابن عثيمين من معارض الكتب الإسلامية لأن كل كتاب يتهم المسلمين بالشرك والكفر يؤدي إلى تفرقة الناس، كذا قال إن ابن باز وابن عثيمين يكفران في كتبهما عموم المسلمين ويتهمانهم بالشرك، وأقول كما قال الشاعر:
لي حيلة فيمن ينم ومالي في الكذاب حيلة
من كان يخلق ما يقول فحيلتي فيه قليلة
وهذه صفة الرفاعي وأمثاله- والحمد لله أن كتب الشيخين موجودة ومتداولة ومسموح لها في كل معرض في الكويت وفي غيره إلا في معارض المبتدعة والخرافين فمنعها منها كرامة لها ولمؤلفيها من الامتهان في هذه المزابل القذرة.
9- أجاز الرفاعي الطواف بالقبور فقال: ليس كل طواف حول القبر شركاً لأنه يجوز يطوف وهو يقرأ كتابا أو يدعو، ولذلك نقول لهم وان الأعمال بالنيات- ونقول له هل تجعل القبور مثل الكعبة يطاف بها فهذا شرع دين لم يأذن الله به والله تعالى يقول: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ) والطواف دين وأنت جعلت القبر كعبة يطاف به كما يطاف بالكعبة ويدعى صاحبه من دون الله أو يدعى الله عنده وهذا شرك أو بدعه وإذا بلغ الجهل والهوى بصاحبه هذا المبلغ فلا فائدة من مناقشته ولكننا نبين للناس أخطاءه لئلا يقتدى به احد أو يغتر به.

[غار حراء]
1- قال الرفاعي: ونقول: أن هؤلاء يحاولون أن يهدموا كل أثار النبي صلى الله عليه وسلم وهذا تطرف وعندما رأوا الحجاج يزورون جبل احد أزالوا مكانا في هذا الجبل جلس فيه النبي صلى الله عليه وسلم ووضعوا حواجز على غار حراء والله تعالى يقول "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى، فهذا مقام النبي صلى الله عليه وسلم وتعبده في غار حراء فهل لا يجوز أن نزوره مثل مقام سيدنا ابراهيم، والجواب عن ذلك أن نقول:
1- احياء الآثار والصلاة عندها من سنة أهل الكتاب من اليهود والنصارى الذين نهينا عن التشبه بهم قال صلى الله عليه وسلم: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فاني أنهاكم عن ذلك".
2- الرسول صلى الله عليه وسلم صلى في أماكن كثيرة من الأرض في أسفاره فهل كل مكان صلى فيه نذهب إليه للصلاة فيه.
3- قولك: "نجعل غار حراء مقاماً للنبي صلى الله عليه وسلم نصلي فيه مثل مقام إبراهيم هذا تشريع دين جديد لم يشرعه الله ورسوله والله لم يقل واتخذوا من غار حراء مصلى كما قال في مقام إبراهيم.
4- النبي صلى الله عليه وسلم لم يذهب إلى غار حراء ليصلي فيه بعد البعثة وإنما كان يذهب إليه قبل البعثة للاختفاء فيه لعبادة ربه خوفا من أذى المشركين واعتزالاً لما هم عليه من الوثنية والشرك ولم يشرع لنا أن نصلي عنده أو فيه والدين توقيفي لا نشرع فيه شيئاً من قبل أنفسنا واستحسانا وقياساتنا كما قال الرفاعي.

[غسيل الأدمغة]
11- قال الرفاعي عمن يخالفه في آرائه: هؤلاء تلاميذ ابن باز وهم أصحاب تقليد ولم يستعملوا عقولهم لأنهم على نفس القالب وغسلت أدمغتهم وأقول له أما كونهم تلاميذ ابن باز فلهم الشرف في ذلك لان ابن بارز رحمه الله إمام من أئمة أهل السنة وأنت بين لنا من أنت تلميذ له من العلماء وقولك: لم يستعملوا عقولهم نقول لك الدين بالدليل من الكتاب والسنة لا بالعقل.. وقولك: غسلت ادمغتهم- نقول: نعم غسلت ادمغتهم من الخرافة والحمد الله.
12- قال الرفاعي: وطالما أن الرسول صلى الله عليه وسلم دفن في المسجد لأنه بيته لماذا دفن أبو بكر وعمر بجواره نقول له لم يدفن الرسول صلى الله عليه وسلم في المسجد وإنما دفن صلى الله عليه وسلم في بيته وفيما بعد ادخل بيته في المسجد ولم يدفن في البقيع مع أصحابه خوفاً عليه من الغلو به، كما قالت عائشة رضي الله عنها لما ذكرت نهيه صلى الله عليه وسلم عن الغلو والافتتان في قبور الأنبياء والصالحين.
قالت: "ولولا ذلك لأبرز قبره غير انه خشي أن يتخذ مسجداً" ودفن أبو بكر وعمر رضي الله عنهما معه في هذا المكان تكريماً لهما لأنهما وزيراه في الحياة وهما أفضل أمته وهذا بإجماع الصحابة.
13- ذكر الرفاعي مسألة التوسل فقال: هناك متوسل ومتوسل به ومتوسل إليه وإنا متوسل والرسول صلى الله عليه وسلم متوسل به والمتوسل إليه هو الله فلماذا أشرك هنا كما يقول هؤلاء.
والجواب أن نقول: التوسل في اللغة هو التقرب والله سبحانه وتعالى نتقرب إليه بالأعمال الصالحة فهي الوسيلة الصحيحة، وأما التوسل بالأشخاص فانه غير مشروع لأنه لا دليل عليه من الكتاب والسنة لا بالرسول ولا بغيره والمتوسل بالأشخاص يكون مشركا إذ دعاهم من دون الله أو ذبح لهم أو نذر لهم أو صرف لهم أي شيء من أنواع العبادة، كما يفعله القبوريون الآن عند القبور أو في أي مكان كما فعل إخوانهم الذين قال الله فيهم: (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) فسمي ذلك شركا نزه نفسه عنه ومن التوسل بالأشخاص ما يكون بدعة ووسيلة إلى الشرك وليس هو شركا في نفسه إذا اقتصر فيه المتوسل على جعل المتوسل به واسطة بينه وبين الله في قضاء حاجته دون ان يصرف له شيئاً من أنواع العبادة، لان الله سبحانه وتعالى امرنا بدعائه مباشرة دون واسطة بيننا وبينه قال تعالى "وقال ربكم ادعوني استجب لكم، ولم يقل بواسطة احد.

[التوسل في الدنيا]
14- ثم قال الرفاعي: "وأقول: أن أمور الدنيا مثل أمور الآخرة فانا عندما ابحث عن وظيفة ولم أجدها واذهب إلى شخص يعرف مسؤولا في مؤسسة لكي اعمل في هذه المؤسسة فهل أنا أشركت ولماذا يكون أمر الآخرة خلافاً لذلك خصوصاً أن الله عز وجل سمى الرسول صلى الله عليه وسلم الشفيع.. ومعنى الشفيع انه يشفع للناس يوم القيامة انظر إلى هذا التلبيس والتضليل ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والجواب عن ذلك من وجوه:
الأول: ان أمور الدنيا لا تقاس على أمور الآخرة لما بينهما من التفاوت العظيم الذي يجعل القياس فاسدا - فالشخص في الدنيا يملك إعانتك بالوساطة بينك وبين من تطلبه من الناس. وأما في الآخرة فلا احد يملك شيئا للآخر كما قال تعالى: (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً)، (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ* وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ) فلا أحد يسأل أحدا.
الثاني: أن الله سبحانه لا يقاس بخلقه فالمخلوق لا يعلم أحوال الناس إلا إذا بلغ عنهم، والله سبحانه يعلم كل شيء عن أحوال عباده وهو ارحم بهم.
الثالث: أن المخلوق قد لا يكون في نفسه باعث لقضاء حاجته للمحتاج الا إذا ألح عليه الواسطة، أما الله سبحانه وتعالى فهو يريد قضاء حوائج عباده ويرحمهم من دون واسطة ولهذا قال: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) ولم يقل وسطوا بيني وبينكم أحدا لإجابتكم.
الرابع: أن المخلوق يشفع عنده الشافع ويتوسط لديه المتوسط ولو لم يأذن ولم يرض ويضطر لقبول الشفاعة والوساطة لحاجته إلى الشافع والواسطة. أما الله جل وعلا فلا يشفع احد عنده الا بإذنه ورضاه عن المشفوع فيه. قال تعالى: (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى) وذلك لغناه عن خلقه وعدم حاجته إليهم.

[من هم الجهلة؟]
15- قال الرفاعي: وهؤلاء الجماعة جهلة ويتبعون ابن باز ويقولون عنه انه إمام من الأئمة - وأقول له: الجماعة الذين وصفتهم بالجهل لا يتبعون ابن باز من باب التعصب له وإنما يتبعونه لأنه متمسك بأدلة الكتاب والسنة وهو إمام وإن أنكرت ذلك لأن الإمام هو العالم القدوة وابن باز جدير بذلك لسعة علمه وتقواه. ولم يحصل على الإمامة بالهيلمة والتلميع كما عليه أئمة الصوفية.
16- قال الرفاعي: قال العلماء رحمهم الله لا فرق في جواز التوسل بأحباب الله تعالى سواء كانوا في حياتهم الدنيوية أو بعد انتقالهم إلى الحياة البرزخية. فإن أهل البرزخ من هم في حضرة الله ومن توجه اليهم توجهوا إليه أي في حصول مطلوبة، والجواب عن ذلك
أولا: أمور البرزخ من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وأما أمور الدنيا فإن الناس يعلمونها بحسب مداركهم فبينهما فرق.
ثانيا: هناك فرق بين الحي والميت، فالحي قد يقدر على تحقيق ما يطلب منه. وأما الميت فلا يقدر على شيء وقد انقطع عمله وهو بحاجة إلى الدعاء له، فكيف يدعى ويستغاث به.
ثالثا: ما معنى قولك: (من هم في حضرة الله) هل هم مع الله فوق عرشه وفوق سماواته أو هل هم يأخذون عن الله مباشرة كما تقوله الصوفية، فجميع الأموات في قبورهم لا يخرجون منها إلا يوم البعث وليسوا في حضرة الله وإنما هذا تعبير صوفي خاطئ ينزه الله عنه.
رابعا: قولك من توجه إليهم توجهوا إليه أي في حصول طلبه.
نقول: التوجه إنما يكون إلى الله سبحانه لا إلى الأموات والمتوجه إليهم مشرك لأنهم لا يقدرون على تحصيل مطلوبة كما تقول.
قال تعالى: (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ* إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ).

[التوسل بالأموات]
17- قال الرفاعي في ختام مقابلته: الدليل على التوسل بالأموات ما ذكره ابن القيم في زاد المعاد عن أبي سعيد الخدري. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من خرج من بيته إلى الصلاة فقال: اللهم إني اسألك بحق السائلين عليكم وبحق ممشاي هذا إليك. فإني لم أخرج بطرا ولا أشرا ولا رياء ولا سمعة. وإنما خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك" قال الرفاعي: فهذا توسل صريح بكل عبد مؤمن حيا أو ميتا، ثم ذكر الدليل الثاني عنده وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم لما توفيت والدة علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال: "اللهم اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي" قال الرفاعي: ومعنى الأنبياء من قبلي أن ذلك فيه التوسل بالأموات، والجواب عن ذلك من وجوه:
الأول: لم يذكر الرفاعي درجة الحديثين، وقد قال العلماء قبل ابن باز وقبل ابن عثيمين أن حديث: "أسألك بحق السائلين" في سنده عطية هو ضعيف ومدلس وأيضا يوضح ليس معناه التوسل بالأشخاص وإنما معنى (حق السائلين) اجابة دعائهم كما قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) وإجابة الدعاء صفة من صفات الله فهو يتوسل إليه بصفة من صفاته والتوسل بأسماء الله وصفاته مشروع كمان قال تعالى: (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا). وأما الحديث الذي ذكره في شأن فاطمة بنت أسد فعليه ان يثبته سندا ومتنا، فإن صح فهو من جنس الحديث الذي قبله في المعنى والله لا يجب عليه حق لأحد، وإنما هو سبحانه يتفضل على عباده فيكرمهم والأنبياء لا يتوسل إلى الله بأشخاصهم وإنما يتوسل إلى الله باتباعهم (رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) فيقول: اللهم باتباعي لرسولك فاغفر لي.

[فصل الرجال عن النساء]
قال الرفاعي وهم الآن فصلوا الرجال عن النساء في الحج ووضعوا حواجز أمام النساء لكيلا ترى البيت.. إلى أن قال: وهل هؤلاء أغير على الإسلام من الرسول صلى الله عليه وسلم ومن أبي بكر وعمر بن الخطاب وبقية الخلفاء الراشدين. ووضعوا الحواجز كذلك في المدينة المنورة وهم يفصلون الآن أشياء وكأنهم يقولون أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان مخطئا انظر كيف المحاسن مساوئ لحقده وجهله. والجواب: أن الرفاعي إذا كان ينكر فصل النساء عن الرجال فهو يدعوا إلى الاختلاط المثير للفتنة كما ينادي بذلك بعض كتاب الصحف. وأيضا هو ينكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم فصل النساء عن الرجال وجعل صفوف النساء خلف صفوف الرجال وقال "خير صفوف الرجال أولها وشرها أخرها وخير صفوف النساء أولها" وشرها أخرها فجعل للرجال لصفوف وللنساء صفوفا حتى المرأة الواحدة تقوم وحدها خلف الصف لحديث انس قال: "صففت أنا ويتيم وراءه" يعني الرسول صلى الله عليه وسلم: "والعجوز من ورائنا" وأما وضع الحاجز بين الرجال والنساء في مسجدي مكة والمدينة فلأن ذلك استر لهن فهو من صالح الرجال والنساء وليس الغرض منه أن لا يرى من الكعبة كما يقول.
19 - قال الرفاعي: وهؤلاء جهلة ويتبعون ابن باز ويقولون عنه انه إمام من الأئمة رغم انه أنكر أن الإنسان وصل للقمر وقال أن الأرض ليست كروية ¯ إلى أن قال: ونقول: أن ابن باز كان عابدا وعالما ولكنه في مذهبه كان متشددا ومتعصبا ¯ إلى أن قال: ومع هذا أقول انه رجل متطرف في أرائه وفي اتهامه للمسلمين بالشرك والبدعة والضلال هكذا تناقض في حق الشيخ ابن باز رحمة الله فتارة يصفه بأنه عالم عابد. ومرة يصفه بأنه متشدد في مذهبه ومتعصب ومتطرف في أرائه وانه يتهم المسلمين بالشرك والبدعة والضلال وينفي عنه الإمامة في العلم لأنه لا يقول بكروية الأرض وينكر وصول الإنسان إلى القمر .وهل من شرط الإمامة التصديق بالنظريات الحديثة والجواب عن ذلك أن نقول: أما أن الشيخ متشدد ومتعصب ومتطرف وانه يتهم المسلمين عموما بالشرك والبدعة والضلال فهذا كله كذب وافتراء وغيبة قبيحة فكل من عرف الشيخ ابن باز يكذب هذه الاتهامات وهي لا تضر إلا من صدرت منه ولا تنقص من قدر الشيخ بل يزيده الله بها رفعة وقد قيل:
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم
وأما أن الشيخ يكفر المسلمين ويتهمهم بالبدعة والضلال فهذا من أعظم الكذب فالشيخ لا يكفر ولا يبدع ولا يضلل إلا بحسب الأدلة الصحيحة وعلى ضوء معتقد أهل السنة والجماعة وكتبه شاهدة بذلك وأما انه لا يقول بكروية الأرض فهذا كذب عليه لم يقله وعلى الرفاعي ان يثبت لنا ذلك من كتب الشيخ فقد حكى شيخ الإسلام ابن تيمية الإجماع على كرويتها. وأما صعود الإنسان إلى القمر فالشيخ له رسالة مطبوعة ذكر فيها إمكان صعود الإنسان إلى الكواكب وختاما نقول للرفاعي: امسك لسانك وقلمك عن الوقيعة في أهل العلم فإن ذلك خير لك واعلم أن الناس لا يصدقونك ولا يزيدك ذلك إلا مقتا، وعند الله تجتمع الخصوم. وصلي الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.




منقول من موقع الشيخ

جرح أليم
2011-02-21, 11:11
اسم الكتاب تعقبات على كتاب السلفية ليست مذهبا
المؤلفصالح الفوزان

دار الوطن - الرياض - الطبعة الثانية - 1411 هـ - 74 صفحة - 1 ميجا


لتحميل الكتاب

اضغط هنا (http://s203841464.onlinehome.us/001/57/tkslm.rar)

جرح أليم
2011-02-21, 11:17
رد العلامة الفوزان على البوطي في كتابه( السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب إسلامي)..
/ تعْقـِـيبـــــــــــــَات علَى كِتَاب السَّلفيَّة ليسَتْ مَذهَباً


بقلم د.صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان

الأستاذ بجماعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميــــة

بِسْمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا ، وأشهد أن ى إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم. وبعد: فقد اطلعت على كتاب من تأليف الدكتور/محمد سعيد رمضان البوطي بعنوان: (السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب إسلامي)..



فاستغربت هذا العنوان لما يوحي به من إنكار أن يكون للسلف مذهب ومنهج تجب علينا معرفته والتمسك به ، وترك المذاهب المخالفة له ، ولما قرأت الكتاب وجدت مضمونه أغرب من عنوانه حيث وجدته يقول فيه: إن التمذهب بالسلفية بدعة ، ويشن حملة على السلفيين. ونحن نتساءل: هل الذي حمله على أن يشن هذه الحملة الشعواء على السلفية والسلفيين –الحملة التي تناولت حتى القدامى منهم كشيخ الإسلام ابن تيمية وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب – هل الذي حمله على ذلك كراهيته للبدع فظن أن التمذهب بالسلفية بدعة فكرهه لذلك؟ كلا ، ليس الحامل له كراهية البدع ، لأننا رأيناه يؤيد في هذا الكتاب كثيرا من البدع: يؤيد الأذكار الصوفية المبتدعة ، ويؤيد الدعاء الجماعي بعد صلاة الفريضة وهو بدعة ، ويؤيد السفر لزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وهو بدعة..

فاتضح لنا – والله أعلم – أن الحامل له على شن هذه الحملة هو التضايق من الآراء السلفية التي تناهض البدع والأفكار التي يعيشها كثير من العالم الإسلامي اليوم وهي لا تتلاءم مع منهج السلف ، وقد ناقشت في هذه العجالة الآراء التي أبداها في كتابه المذكور حول السلفية والسلفيين.

وذلك من خلال التعقيبات التالية ، وهي تعقيبات مختصرة تضع تصوراً لما يحتويه كتابه من آراء هي محل نظر ، وإذا كان الدكتور يعني بحملته هذه جماعة معينة فلماذا لا يخصها ببيان أخطائها دون أن يعمم الحكم على جميع السلفيين المعاصرين ، وحتى بعض السابقين منهم ، والآن التعقيبات..

التعقــيب الأول

قوله في العنوان: (السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب إسلامي) اهـ.

هذا العنوان معناه أن السلف ليس لهم مذهب يعرفون به وكأنهم في نظره عوام عاشوا في فترة من الزمن بلا مذهب..

وأن تفريق العلماء بين مذهب السلف ومذهب الخلف تفريق خاطئ ؛ لأن السلف ليس لهم مذهب ، وعلى هذا لا معنى لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين..) ، وقوله لما سئل عن الفرقة الناجية من هي؟ قال: (هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي) لا معنى لهذا كله ؛ لأن السلف ليس لهم مذهب ، ولعل قصد الدكتور من ذلك هو الرد على الذين يتمسكون بمذهب السلف في هذا الزمان ويخالفون المبتدعة والخرافيين.

التعقــيب الثــاني:

قوله في صفحة (5): (هذا الكتاب لا يتضمن أي مناقشة لآراء السلفية وأفكارهم التي يعرفون بها ، كما لا يتضمن تصويبا ولا تخطئة لها) اهـ.

ومعنى هذا أن الآراء السلفية قابلة للمناقشة والتخطئة ، وهذا فيه إجمال ؛ لأن السلفية بعناها الصحيح المعروف لا تخالف الكتاب والسنة فلا تقبل المناقشة والتخطئة ، وأما السلفية المدعاة فهي محل نظر ، وهو لم يحدد المراد بالسلفية ، فكان كلامه موهماً عاماً يتناول السلفية الصحيحة المستقيمة.

التعقــيب الثــالـث:

في صفحة (12) المقطع الأول يعلل فيه وجوب اتباع السلف بكونهم أفهم للنصوص لسلامة لغتهم ولمخالطتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا فيه نقص كبير ، لأنه أهمل قضية تلقيهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعلمهم منه وسؤالهم إياه ، ومشاهدتهم للتنزيل على رسول الله ، وتلقيهم التأويل عنه صلى الله عليه وسلم ، وهذه مرتبة من العلم لم يبلغها غيرهم ، وقد أهمل ذكرها وتناسها تماما ، كما أنه في آخر هذه الصفحة يقرر أن اتباع السلف لا يعني أخذ أقوالهم والاستدلال بمواقفهم من الوقائع وإنما يعني الرجوع إلى القواعد التي كانوا يحتكمون إليها.

ومعنى هذا الكلام أن أقوال السلف وأفعالهم ليست حجة وإنما الحجة هي القواعد التي كانوا يسيرون عليها وهذا الكلام فيه تناقض ؛ لأن معناه أننا نلغي أقوالهم ونأخذ قواعدها فقط ، ونستنبط بها من النصوص غير استنباطهم ، وهذا إهدار لكلام السلف ودعوة لاجتهاد جديد وفهم جديد يدعي فيه أنه على قواعد السلف.

التعقــيب الرابــع:

في صفحة (13-14) ينكر أن تتميز طائفة من المسلمين من بين الفرق – المختلفة المفترقة – وتسمى بالسلفية ، ويقول: لا اختلاف بين السلف والخلف ولا حواجز بينهم ولا انقسام. وهذا الكلام فيه إنكار بقول الرسول صلى الله عليه ويلم : {لا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم).

وقوله صلى الله عليه وسلم: {وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة) قيل من هي يا رسول الله؟ قال: (هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي} فهذان الحديثان يدلان على وجود الافتراق والانقسام والتميز بين السلف وأتباعهم وبين غيرهم.

والسلف ومن سار على نهجهم ما زالوا يميزون أتباع السنة عن غيرهم من المبتدعة والفرق الضالة ويسمونهم (أهل السنة والجماعة وأتباع السلف الصالح) ومؤلفاتهم مملوءة بذلك. حيث يردون على الفرق المخالفة لفرقة أهل السنة وأتباع السلف. والدكتور يجحد هذا ويقول: لا اختلاف بين السلف والخلف ولا حواجز بينهم ولا انقسام اهـ. وهذا إنكار للواقع مخالف لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من وجود الانقسام والافتراق في هذه الأمة وأنه لا يبقى على الحق منها إلا فرقة واحدة.

التعقــيب الخــامس:

من صفحة 14 – 17 يحاول أن يبرر قوله بعدم وجوب الأخذ بأقوال السلف وأعمالهم وتصرفاتهم ؛ بأن السلف أنفسهم لم يدعوا الناس إلى ذلك وبأن العادات تختف وتتطور في اللباس والمباني والأواني......الخ ما ذكره....

وهذا الكلام فيه جهل وخلط وتلبيس من وجهين:

الوجه الأول: قوله: إن السلف لم يدعوا إلى الأخذ بأقوال السابقين اهـ.

وهذا كذب عليهم ، فإن السلف من الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين يحثون على امتثال ما أمر الله ورسوله به من الاقتداء بالسلف الصالح ، والأخذ بأقوالهم ، والله قد أثنى على الذين يتبعونهم ، فقال تعالى :{والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات} الآية ، وقال صلى الله عليه وسلم عن الفرقة الناجية: { هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي}..

وقال صلى الله عليه وسلم: { عليكم بسنتي وستة الخلفاء الراشدين من بعدي} ، وقال عبد الله بن مسعود: من كان مستناً فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ، أولئك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبر الناس قلوبا وأغزرهم علماً وأقلهم تكلفاً..

وقال الإمام مالك بن أنس: { لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أو لها} إلى غير ذلك مما تضمنته الكتب المؤلفة في عقائد السلف والمسماة بكتب السنة ، ككتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد ، وكتاب السنة للآجري ، وكتاب السنة لابن أبي عاصم وغيرهت تذكر أقوال السلف وتحث على الأخذ بها.

الوجه الثاني: أنه جعل مسائل العادات كالمباني والأواني والملابس كمسائل العلم والعقائد والعبادات تختلف باختلاف الأزمنة والأعراف وهذا منه جهل أو تلبيس ، فإن الفرق في ذلك معروف لأقل الناس ثقافة وعلماً ، كل يعرف أن العادات تختلف وأما العبادات وأحكام الشريعة فهي ثابتة.

التعقــيب الســادس:

في صفحة 18 المقطع الأخير يقول: إن السلف لم يجمدوا عند حرفية أقوال صدرت عنهم اهـ. ومراده أن السلف لا يبقون على أقوالهم بل يتحولون عناه ومن ثم لا يجب علينا الأخذ بأقوالهم.. وهذا فيه إجمال ، فإن كان مراده أقوالهم في العقيدة فهو كذب عليهم ؛ لأنهم ثبتوا على قولهم في العقيدة ولم يتحولوا عنه ، وإن كان مراده أقوالهم في المسائل الاجتهادية فهم لا يجمدون على القول الذي ظهر لهم أنه خطأ بل يتركونه إلى الصواب.

التعقــيب الســابع

قوله: فكل من التزم بالمتفق عليه من تلك القواعد ( ) والأصول وبنى اجتهاده وتفسيره وتأويلاته للنصوص على أساسها فهو مسلم ملتزم بكتاب الله وسنة رسوله...اهـ.

نقول: ضابط الإسلام قد بينه الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل وهو: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً ( ). فالمسلم هو الملتزم بالإسلام المقيم لأركانه ، فلا حاجة إلى هذا التعريف الذي ذكره مع تعريف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم إن تعريفه فيه إجمال وعدم وضوح فهو يتيح لكل أحد أن يفسر الإسلام بما يريد ، يدل على ذلك قوله فيما بعد: نعم إن من قواعد هذا المنهج ما قد يخضع فهمه للاجتهاد ومن ثم فقد وقع الخلاف الخ....

فهل الإسلام قابل للاختلاف؟ كلا بل إن أصول الإسلام والعقيدة ليست مجالاً للاجتهاد والاختلاف ، وإنما هذا في المسائل الفرعية ، فمن خالف في أصول الدين وعقيدته فإنه يكفر أو يضلل بحسب مخالفته ؛ لأن مدارها على النص والتوقيف ولا مسرح للاجتهاد فيها.

التعقـــيب الثـــامن

قوله في ص 23: إن السلفية لا تعني مرحلة زمنية ، قصارى ما في الأمر أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصفها بالخيرية كما وصف كل من عصر آت من بعدُ بأنه خير من الذي يليه ، فإن قصدت بها جماعة إسلامية ذات منهج معين خاص بها ، فتلك إذن إحدى البدع اهـ.

ونقول: هذا التفسير منه للسلفية بأنها مرحلة زمنية وليست جماعة تفسير غريب وباطل ، فهل يقال للمرحلة الزمنية بأنها سلفية؟ هذا لم يقل به أحد من البشر ، وإنما تطلق السلفية على الجماعة المؤمنة الذين عاشوا في العصر الأول من عصور الإسلام ، والتزموا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ووصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: "خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" الحديث..

فهذا وصف لجماعة وليس لمرحلة زمنية ، ولما ذكر صلى الله عليه وسلم افتراق الأمة فيما بعد قال عن الفرق كلها: "إنها في النار إلا واحدة" ووصف هذه الواحدة بأنها هي التي تتبع منهج السلف وتسير عليه فقال: "هم من كان على مثل ما أن عليه اليوم وأصحابي"..

فدل على أن هناك جماعة سلفية سابقة وجماعة متأخرة تتبعها في نهجها ، وهناك جماعات مخالفة لها متوعدة بالنار ، وما ذاك إلا لضلال هذه الفرق المخالفة للفرقة الناجية ، لا كما يقول فيما سبق في صفحة 20-21: ومن حق صاحب أحد الرأيين أو الآراء في تلك المسائل الاجتهادية أن يطمئن إلى أن ما ذهب إليه هو الصواب ، ولكن ليس من حقه أن يجزم بأن الذين خالفوه إلى الآراء الأخرى ضالون خارجون عن حظيرة الهدى اهـ.

ونقول له: ليس هذا على إطلاقه ، إنما هو في المسائل الفروعية التي هي مسرح للاجتهاد ، أما مسائل العقيدة فلا مجال للاجتهاد فيها وإنما مدارها على التوقيف ومن خالف فيها ضُلِّل أو كُفِّر بحسب مخالفته ، وقد ضَلَّل السلف القدرية والخوارج والجهمية وحكموا على بعضهم بالكفر لمخالفتهم منهج السلف.

التعقـــيب التـــاسع

زعم في صفحة 27-31 أن الصحابة لم يكن بهم حاجة إلى تحكيم ميزان علمي في الاستنباط. وهذا فيه إجمال ، فإن أراد بالميزان العلمي فهم النصوص ومعرفة معانيها وما يراد بها فهم أغزر الناس علماً في ذلك وأقلهم تكلفاً ، وإن أراد بالميزان العلمي منهج الجدل وعلم الكلام فهذا ميزان جهلي لا ميزان علمي ، وهم أغنى الناس عنه ، وقد تركوه وحذروا منه وضللوا أصحابه لأنه لا يوصل إلى حقيقة ولا يهدي إلى صواب ، وإنما آل بأصحابه إلى الشك ، وإن زعم من ابتلي به أنه ميزان علمي ووصفوا أنفسهم بأن طريقتهم أعلم وأحكم وأن طريقة السلف أسلم ويوصفون بأنهم ظاهريون كما وصفهم الدكتور بذلك في هذا الكتاب في صفحة 31 فقال: (ومن ثم فإن الشأن فيما ذكرناه عنهم من ابتعادهم عن ساحة الرأي وعدم الخوض فيما تلقوه أنباء الغيب وغوامض المعاني ، ووقوفهم في ذلك مع ظاهر النصوص دون تعطيل ولا تشبيه) – فهذا معناه: أن طريقة السلف طريقة بدائية تقف عند ظاهر النصوص وليست طريقة علمية تنفذ إلى غور النصوص ومقاصدها ، ومعناه أيضاً: أن للنصوص باطناً وظاهراً يختلفان كما يقوله أهل الضلال.

التعقــيب العــاشر

من صفحة 32 إلى صفحة 47 يحاول أن يبرر مخالفة بعض الخلف لمنهج السلف باتساع بلاد الإسلام ودخول أجناس من البشر في دين الإسلام وهم يحملون ثقافات أجنبية وبتوسع مجالات الحياة المعيشية باختلاف الملابس والمباني والأواني والصناعات والأطعمة إلى غير ذلك مما ذكره من الكلام الطويل إلى أن قال في النهاية: فلو كانت اتجاهات السلف واجتهادهم هذه حجة لذاتها لا تحتاج هي بدورها إلى برهان أو مستند يدعماه لأنها برهان نفسها إذل لوجب أن تكون تلك النظرات (يعني نظرات السلف) المتباعدة المتناقضة كلها حقاً وصواباً ولوجب المصير ودون أي تردد إلى رأي المصوبة( ) ولما احتاج أولئك السلف رضوان الله عليهم أن يلجئوا أخيرا من مشكلة هذا التناقض والاضطراب إلى منهج علمي يضبط حدود المصالح... الخ ما قال....

ونحن نجيبه عن ذلك:

الجواب الأول: أن السلف لم يختلفوا في مسائل العقائد والإيمان ، وإنما اختلفوا في مسائل الاجتهاد الفرعية وليس ذلك اضطراباً وتناقضاً كما يقول ، وإنما هو اجتهاد يؤجرون عليه.

الجواب الثاني: أن الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم أمرنا باتباعهم بقوله: {عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي} ، وقال عن الفرقة الناجية: {هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي} ، وأثنى الله على من اتبعهم ورضي عنه معهم فقال سبحانه: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار}.

والإمام مالك بن أنس رحمه الله يقول: (لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها..) فيجب اتباعهم والأخذ بأقوالهم لا سيما في العقيدة ؛ لأن قولهم حجة كما هو مقرر في الأصول.

التعقـــيب الحادي عشـــر

في صفحة 53-54 وصف الكوثري بأنه محقق ونقل كلاما له ذكر فيه أن عدة من أحبار اليهود ورهبان النصارى وموابذة المجوس بثوا بين أعراب الرواة من المسلمين أساطير وأخبارا في جانب الله فيها تجسيم وتشبيه وأن المهدي أمر علماء الجدل من المتكلمين بتصنيف الكتب في الرد على الملحدين والزنادقة ( ) وأقاموا البراهين وأزالوا الشبه وخدموا الدين. هكذا وصف الكوثري رواة الإسلام بأنهم أعراب راجت عليهم أساطير اليهود والنصارى والمجوس ، وهذه الأساطير بزعمه هي الأخبار المتضمنة لأسماء الله وصفاته ؛ لأنها تفيد التشبيه والتجسيم عنده ؛ وأثنى على علماء الكلام الذين ردوا هذه الروايات ووصفهم بالدفاع عن الإسلام والرد على الملحدين والزنادقة ، وأما علماء الكتاب والسنة فليس لهم دور عند الكوثري في الذب عن الإسلام والرد على الملاحدة والزنادقة ، وقد نقل الدكتور كلامه هذا مترضيا له ووصفه بالمحقق –والله المستعان.

التعقــيب الثاني عشــر

في صفحة 63 يرى في فقرة (1) أنه يجب التأكد من صحة النصوص الواردة والمنقولة عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قرآنا كانت هذه النصوص أو سنة . ونقول له: أولاً: هل القرآن يحتاج إلى تأكد من صحته ، أليس هو متواتر توترا قطعيا. وإذا كان يريد بعض القراءات فلماذا لم يبين ويقيد كلامه بذلك.

ثانياً: هل القرآن من فم الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم كالسنة ، أو هو وحي كله لفظه ومعناه من الله تعالى والرسول مبلغ فقط ، إن كلامه هذا يوهم أن القرآن من كلام الرسول كالسنة وليس هو كلام الله تعالى.

التعقــيب الثالث عشــر قال في صفحة 63 فقرة (ج): إنه يجب على الباحث عرض حصيلة تلك المعاني ( أي معاني النصوص الصحيحة) التي وقف عليها وتأكد منها على موازين المنطق والعقل لتمحيصها ومعرفة موقف العقل منها اهـ.

ونقول: هل للعقل موقف وسلطة مع النصوص الصحيحة ، هذا لم يقل به إلا المعتزلة ومن وافقهم ، أما أهل السنة فيسلمون لما صح عن الله ورسوله سواء أدركته عقولهم أم لا ، ولا سيما في نصوص الأسماء والصفات وقضايا العقيدة ، فإن العقول لا مجال لها في ذلك ؛ لأنه من أمور الغيب... مع العلم أن الشرع لا يأتي بما تحيله العقول ، لكنه قد يأتي بما تحار فيه العقول ولا تدرك كنهه.

التعقــيب الرابع عشــر

في صفحة 64 المقطع الثالث يستنكر تقسيم المسلمين إلى سلفيين وبدعيين ، وهذا رد للنصوص التي أخبرت عن افتراق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، والتي أخبرت عن حدوث الاختلاف الكثير وحثت على التمسك بسنة الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم وسنة الخلفاء الراشدين عند ذلك ، وكتابه كله يدور حول هذه النقطة وهو إنكار لما هو واقع من الانقسام والافتراق في هذه الأمة ، فهو إنكار للواقع المحسوس. وكان الأجدر به أن يحث المختلفين والمفترقين إلى الرجوع إلى الكتاب والسنة بدلاً من أن يطمئنهم على ما هم عليه من فرقة ومخالفة وبأنهم على الحق..

التعقــيب الخامس عشــر

في صفحة 65-67 يشكك في صحة الاستدلال بالخبر الصحيح الذي لم يبلغ حد التواتر في الاعتقاد. فيقول: هذا القسم لا تتكون منه حجة ملزمة في نطاق الاعتقاد بحيث يقع الانسان في طائلة الكفر إن هو لم يجزم بمضمون خبر صحيح لم يرق إلى درجة المتواتر اهـ. ونقول: هذا كلام غير سليم ولا سديد ، فإن خبر الآحاد إذا صح عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وجب تصديقه والتسليم له والجزم بمضمونه في العقائد وغيرها ، وهذا القول الذي ذكره قول مبتدع في الإسلام. فإن الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم كان يرسل رسله آحاداً ويقبل المرسل إليه خبرهم من غير توقف ولا تشكك في صحة ما جاؤا به وكذلك الصحابة وأتباعهم كانوا يتقبلون الأحاديث الصحيحة ويحتجون بها ولا يشكون في مضامينها في العقائد وغيرها ولا يوجد هذا التفريق في كلام السلف ، وإنما وجد في كلام بعض الخلف فهو مبتدع.

التعقــيب السادس عشــر

في صفحة 99 ذكر الدكتور البوطي: الأصول والأحكام التي لا مجال للاختلاف فيها ، وذكر منها اليقين بأن الله عز وجل واحد في ذاته وصفاته وأفعاله ، وهذا الذي ذكره لا يزيد على توحيد الربوبية الذي أقر به المشركون وجمهور الأمم ، فالإقرار واليقين به وحده لا يكفي حتى ينضاف إليه توحيد الألوهية وهو إفراد الله بالعبادة وترك عبادة ما سواه ، وهذا أيضاً أصل لا مجال للاختلاف فيه ، وقوله في هذه الصفحة في الفقرة رقم (4) عن صفات الله إنها قديمة قدم ذاته – هذا ليس على إطلاقه إنما يقال في صفات الذات ، أما صفات الأفعال كالاستواء والنزول والخلق والرزق فهي قديمة النوع حادثة الآحاد وكذا قوله عن كلام الله ، فهو قديم ليس على إطلاقه ، لأنه من صفات الأفعال فهو قديم النوع حادث الآحاد كغيره من صفات الأفعال ، وهذا التفصيل معروف عند أهل السنة والجماعة.

التعقـيب السابـع عشــر

قوله في صفحة 99: وكل ما قد وصف الله به ذاته أو أخبر به عنها مما يستلزم ظاهره التجسيد والتشبيه نثبته له كما قد أثبت ذلك لنفسه وننزهه عن التشبيه والنظير والتميز والتجسيد....

نقول: ليس في صفات الله ما يستلزم ظاهره التجسيد والتشبيه ، وإنما ذلك فهم فهمه بعض الجهال أو الضلال و لا ينسب ذلك إلى النصوص ؛ لأن لله صفات تخصه وتليق به لا تشبهها صفات خلقه ، ولا يدور هذا في ذهن المؤمن الصادق الإيمان ، وكلام الله وكلام رسوله ينزه عن أن يكون لازمه بطلاً.

التعقـيب الثــامن عشر

قوله في صفحة 101 في الفقرة (8): إن رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة لا تستلزم تحيزا في جهة معينة اهـ.

وأقول: نفي الجهة عن الله مطلقاً غير صحيح.. فإنه سبحانه في جهة العلو كما تواترت الأدلة على علوه على خلقه ، وإنما ينزه عن جهة غير العلو ، هذا مذهب أهل السنة والجماعة ، بخلاف الجهمية ومن سار على منهجهم في ذلك وغيره.

التعقيـب التـاسع عشـر

قوله في صفحة 101 ، 102 إن الشفاعة في حق كثير من العصاة والمذنبين ميزة ميز الله بها نبيه عن سائر الرسل..اهـ.

هذا كلام غير صحيح فإن الشفاعة في عصاة الموحدين ليست خاصة بنبينا صلَّى الله عليه وسلَّم ، بل ليست خاصة بالأنبياء ، وإنما الخاص به صلى الله عليه وسلم: (الشفاعة العظمى التي هي المقام المحمود).

التعقـيب العشــرون

قوله في صفحة 104 في المقطع الأخير: والإسلام يستتبع آثاره مستقلاً ومنفصلاً عن الإيمان في الدنيا اهـ.

هذا الكلام فيه نظر: فإن الإسلام الصحيح لا ينفصل عن الإيمان لا في الدنيا ولا في الآخرة ، فإن انفصل عنه فليس إسلاماً صحيحاً ، وإنما هو نفاق والمنافق لا يسمى مسلماً ، وإنما يسمى منافقاً كما سماه الله ورسوله ، ولا يلزم من معاملته معاملة المسلم في الدنيا أنه مسلم حقيقة لا في الدنيا ولا في الآخرة.

التعقــيب الحادي والعشــرون

قوله في صفحة 107: والقول بأن الإنسان يخلق أفعال نفسه وهو مذهب المعتزلة ليس مكفراً.

أقول: في نفي تكفيره نظر ؛ لأن من قال ذلك إن كان مع هذا ينكر علم الله في قول غلاة القدرية فهو كافر ، وإن كان لا ينكره وهو مقلد لغيره فهذا يضلل وإن كان غير مقلد ، فقد أنكر أحد أركان الإيمان وهو القدر على علم ، فكيف لا يكفر من هذه حاله ، وأيضاً هو قد أثبت لله شريكاً في خلقه وقد قال السلف عن هذا الصنف إنهم مجوس هذه الأمة.

التعقـيب الثـاني والعشــرون

ما ذكره في صفحة 111-112 من أن من أضفى صفات النبوة على علي بن أبي طالب وما يعتقده بعض المريدين في أشياخهم من العصمة وما قاله الإمام الخميني من أن لأئمتهم ما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل ، أن هذه الأمور تعتبر شذوذات لا تستوجب كفر أصحابها وخروجهم من الملة وكرر ذلك أيضاً في أول صفحة 110 ، وقال في هامش صفحة 112 تعليقة رقم (1) سألت بعض الاخوة علماء الشيعة الإيرانيين الخ...

نقول: إن عدم تكفير من يقول هذه المقالات واعتباره أخاً خطأ واضح ؛ لأنها من أسباب الردة الواضحة فكيف لا يكفرون بذلك.

التعقــيب الثـالث والعشرون

قوله في صفحة 114: ويقابل التعطيل التجسيم أو التشبيه وهو أن تترك هذه الآيات (أي آيات الصفات) على ظاهرها ويفهم منها المألوف في حياة المخلوقين والمحدثين ، فيفهم من اليد الجارحة التي خلقها الله فينا ، ويفهم من الإستواء معناه المتمثل في جلوس أحدنا على كرسيه أو سريره ، ويفهم من المجيء الحركة التي تتخطى حيزاً إلى غيره وهكذا. اهـ.

والجواب عن ذلك أن نقول:

أولاً: لا بد من ترك الآيات على ظاهرها فإنه حق مراد لله سبحانه ، وكون بعض الناس يفهم منها فهما سيئاً آفته من فهمه الخاطئ وليس ما فهمه هو ظاهر الآيات: وكم من عائب قولا صحيحا ***وآفته من الفهم السقيم

ثانياً: الآيات تدل على صفات حقيقية لله ، فله يد حقيقية تليق به ولا تشبه يد المخلوق ، والاستواء له معنى حقيقي فسره به السلف وأئمة السنة واللغة وهو العلو والارتفاع والاستقرار والصعود ، وكل هذه المعاني على ما يليق بالله لا كعلو المخلوق وارتفاعه واستقراره وصعوده ، تعالى الله عن ذلك ، وكذلك المجيء هو مجيء حقيقي على معناه في اللغة العربية ، وكذا الإتيان كما جاء الآيات الأخرى ، ولا يلزم منه مشابهة مجيء المخلوق وإتيانه ، والجارحة والحيز ألفاظ مجملة لم يرد نفيها ولا إثباتها في حق الله تعالى.

التعقـيب الرابع والعشــرون

في صفحة 118-119 ، أثنى على بعض المتصوفة وبعض مؤلفاتهم كالقشيري ، وهذا الثناء في غير محله ؛ لأن التصوف أصله مبتدع في الإسلام ودخيل عليه وقد تطور إلى أفكار إلحادية ، وما زال العلماء المحققون يحذرون منه ومن أصحابه وبالخصوص القشيري ، فإن لشيخ الإسلام ابن تيمية رد مفصل على رسالته وما فيها من مخالفات وشطحات ، وفي الثناء عليه وعلى أمثاله تغرير بمن لا يعرف حقيقتهم.

التعقيب الخـامس والعشرون

تكلم عن صفات الله عز وجل من صفحة 132 حتى صفحة 144 ، وقد حصل في كلامه أخطاء كثيرة من أهمها:

1-اعتباره آيات الصفات من المتشابه ، هذا خطأ ؛ لأن آيات الصفات عند سلف الأمة وأئمتها من المحكم ولم يقل إنها من المتشابه إلا بعض المتأخرين الذين لا يحتج بقولهم ، ولا يعتبر بخلافهم.

2-ذكر أن آيات الصفات لها محملان:

المحمل الأول: أن تجري على ظهرها مع تنزيه الله عز وجل عن الشبيه والشريك ، وقال إن هذا تأويل إجمالي ؛ لأن ظاهرها ما هو من صفات المخلوقين..

والجواب: نقول له: ليس الأمر كما ذكرت فليس ظاهرها يدل على مشابهة صفات المخلوقين ، وإنما هذا وهم توهمته أنت وتوهمه غيرك وليس هو ظاهرها ؛ لأن ظاهرها هو ما يليق بجلال الله ، وصفات الخالق تختص به ، وصفات المخلوق تختص به .

ثم قال: والمحمل الثاني: حملها على المعنى المجازي بأن يفسر الاستواء بالاستيلاء والتسلط ، واليد بالقوة .. انتهى كلامه.

الجواب : نقول له: لا يجوز حمل صفات الله عز وجل على المعنى المجازي ؛ لأن هذا تعطيل لها عن مدلولها ، بل يجب حملها على المعنى الحقيقي اللائق بالله ؛ لأن الأصل في الكلام الحقيقة ولا سيما كلام الله عز وجل ، ولا سيما ما يتعلق به وبأسمائه وصفاته ، ولا يجوز حمل الكلام على المجاز ، إلا عند تعذر حمله على الحقيقة ، وهذا ما لم يحصل في نصوص الصفات ، فليس هناك ما يوجب حملها على المجاز ، وكتبرير منه لهذا الباطل الذي ذكره نسب إلى بعض السلف تأويل بعض الصفات ، فنسب إلى الإمام أحمد تأويل {وجاء ربك} بمعنى جاء أمر ربك ، ونسب إلى الإمام البخاري تأويل الضحك بالرحمة ، ونسب إلى الإمام حماد بن زيد تأويل نزول الله إلى السماء الدنيا بإقباله جل جلاله إلى عباده:

والجواب أن نقول: أولاً: ما نسبه إلى الإمام أحمد لم يثبت عنه ولم يوثقه من كتبه أو كتب أصحابه ، وذكر البيهقي لذلك لا يعتمد ؛ لأن البيهقي رحمه الله عنده شيء من تأويل الصفات فلا يوثق بنقله في هذا الباب ؛ لأنه ربما يتساهل في النقل. والثابت المتيقن عن الإمام أحمد إثبات الصفات على حقيقتها وعدم تأويلها فلا يترك المعروف المتيقن عنه لشيء مظنون ونقل لم يثبت عنه ، وله رحمه الله رد على الجهمية والزنادقة في هذا الباب المشهور ومطبوع ومتداول.

ثانياً: وما نسبه إلى البخاري غير صحيح ، فقد راجعت صحيح البخاري فوجدته قد ذكر الحديث الذي أشار إليه الدكتور ( ) تحت الترجمة: {ويؤثرون على أنفسهم} ، ولم يذكر تأويل الضحك بالرحمة ، وإنما الذي أوله بالرضا هو الحافظ ابن حجر في الفتح ، والحافظ رحمه الله متأثر بمذهب الأشاعرة فلا عبرة بقوله في هذا.

ثالثاً: من نسبه إلى حماد بن زيد من تأويل النزول بالإقبال يجاب عنه من وجهين:

الوجه الأول: أن هذا لم يثبت عنه ؛ لأنه من رواية البيهقي ، والبيهقي رحمه الله يتأول بعض الصفات فربما تساهل في النقل ولو ثبت عن حماد هذا التأويل فهو مردود بما أجمع عليه السلف من إثبات النزول على حقيقته.

الوجه الثاني: أنه لا تنافي بين إثبات النزول على حقيقته وإقبال الله عز وجل على عباده فيقال ينزل ويقبل على عباده وليس في هذا حمل على المجاز كما يظن الدكتور.

3-نسب إلى شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره أنهم قد يفسرون الوجه بالجهة أو القبلة أو الذات ، وظن أن هذا تأويل للوجه الذي هو صفة من صفات الله عز وجل الذاتية، وهذا الظن منه خطأ واضح فهؤلاء الأئمة لم يقصدوا ما توهمه ؛ لأن الوجه لفظ مشترك ، تارة يراد به الوجه الذي هو الصفة الذاتية ، وتارة يراد به الدين والقصد ، وتارة يراد به الجهة والوجهة ، وسياق الكلام هو الذي يحدد المقصود في كل مكان بحسبه ، فإذا فسر الوجه في موضع بأحد هذه المعاني لدليل اقتضى ذلك من دلالة السياق أو غيره ، صح ذلك ولم يكن تأويلاً ، بل هو تفسير لذلك النص وبيان للمراد به ، وبما ذكرنا يتبين أن ما ذكره الدكتور من جواز حمل آيات الصفات وأحاديثها على المعنى المجازي وصرفها عن ظاهرها أنه قول غير صحيح وأنه لا مستند له فيما ذكره عن بعض السلف ، إما لأنه لم يصح عنهم أو لأنهم لم يقصدوا ما توهمه.

3- اعتمد على تأويلات الخطابي لبعض الصفات وأشاد به ومدحه من أجل ذلك. والجواب عن ذلك: أن الخطابي رحمه الله ممن يتأولون الصفات فلا اعتبار بقوله ولا حجة برأيه وله تأويلات كثيرة والله يعفو عنا وعنه.

ثم العجيب في الأمر أن الدكتور تناقض مع نفسه حيث ذكر فيما سبق أنه يجب إثبات صفات الله كما جاءت مع تنزيه الله عن التشبيه والتمثيل كما في صفحة 99 ، 101 ، 113 ، 115 ، بينما نراه هنا يجيز تأويلها وحملها على المجاز.. هل هذا تراجع عما سبق أو هو التناقض؟

التعقــيب السادس والعشـرون

أنه في صفحة 138 ، يجيز مخالفة السلف في إثبات الصفات على حقيقتها فيقول: بل نفرض أن أحدا من رجال السلف رضوان الله عليهم لم يجز لنفسه أكثر من أن يثبت ما أثبته الله لذاته مع تفويض ما وراء ذلك من العلم والتفاصيل إلى الله عز وجل ، فإن ذلك لا يقوم حجة على حرمة مخالفتهم في موقفهم هذا حرمة مطلقة. انتهى كلامه.

ونقول يا سبحان الله ألا يسعنا ما وسع السلف ، أليست مخالفتهم وفيهم المهاجرون والأنصار والخلفاء الراشدون وبقية الصحابة رضي الله عنهم والقرون المفضلة أليست مخالفتهم لا سيما في العقيدة بدعة وكل بدعة ضلالة ، بدليل قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: {عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة} والله تعالى يقول: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه}. فشرط سبحانه في رضاه عمن جاء بعدهم اتباعهم للمهاجرين والأنصار بإحسان ، والدكتور يقول: لا تحرم مخالفتهم في صفات الله عز وجل ، ألم يخبر النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنهم خير القرون؟ ومعنى هذا الحث على الاقتداء بهم والنهي عن مخالفتهم لا سيما في أصول الدين ، ثم هل تجوز المخالفة في أمور العقيدة؟ أليست العقيدة توقيفية لا مجال للاجتهاد والاختلاف فيها؟

التعقــيب السابـع والعشرون

في صفحة 146 المقطع الأخير ذكر أن من البدع القول بفناء النار وأن ذلك داخل بإجماع المسلمين في معنى البدعة.

وتعقيبنا عليه من وجهين:

الوجه الأول: أنه لم يحصل إجماع على تخطئة القول بفناء النار وعده من البدع كما زعم ، فالمسألة خلافية ، وإن كان الجمهور لا يرون القول بذلك ، لكنه لم يتم إجماع على إنكاره ، وإنما هو من المسائل الخلافية التي لا يبدع فيها.

الوجه الثاني: أن الذين قالوا بفنائها استدلوا بأدلة من القرآن والسنة ، وبقطع النظر عن صحة استدلالهم بها أو عدم صحته ، فإن هذا القول لا يعتبر من البدع ما دام أن أصحابه يستدلون له ؛ لأن البدع ما ليس لها دليل أصلاً ، غاية ما يقال أنه قول خطأ أو رأي غير صواب ، ولا يقال بدعة ، وليس قصدي الدفاع عن هذا القول ، ولكن قصدي بيان أنه ليس بدعة ، ولا ينطبق عليه ضابط البدعة ، وهو من المسائل الخلافية.

التعقــيب الثـامن والعشــرون

في صفحة 149 ، قال: وتفريق الباحث في مسألة القرآن بين ما فيه من المعاني النفسية والألفاظ المنطوق بها مع ما يلحق بها من حبر وورق وغلاف ، ليقول أن الأول (يعني المعاني النفسية) قديم غير مخلوق ، والثاني حادث مخلوق ، أيعد بدعة محظورة ؛ لأن هذا التفريق لم يعلم على عهد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، ومن ثم يجب إطلاق القول بأن القرآن قديم غير مخلوق دون تفصيل ولا تفريق أم لا يعد بدعة ، وإنما هو شرح وبيان لما علمه الصحبة من قبل على وجه الإجمال ، ومن ثم فلا مانع لا سيما في مجال التعليم من هذا التفريق والتفصيل اهـ.

وتعقيبا عليه أقول كلامه هذا يتمشى مع مذهب الأشاعرة الذين يفرقون في كلام الله بين المعنى واللفظ ، فيقولون المعنى قائم بالنفس وهو قديم غير مخلوق وهذا هو كلام الله عندهم.

وأما اللفظ فهو عندهم تعبير عن هذا المعنى من قبل جبريل أو النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وهو مخلوق ، وهذا تفريق باطل ( ) ، ومذهب أهل السنة سلفاً وخلفاً أن كلام الله تعالى هو اللفظ والمعنى وكلاهما غير مخلوق لأنه كلام الله تعالى وصفة من صفاته وغير مخلوقة ، وقوله: (إن الصحابة علموا هذا التفريق بين اللفظ والمعنى في كلام الله) هو تقوُّل على الصحابة ونسبة إليهم ما هم منه برءاء.

التعقــيب التــاسع والعشــرون

في صفحة 149 تساءل عن التوسل بجاه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بعد وفاته أو بجاه من عرفوا بالصلاح والاستقامة بعد وفاتهم هل هو بدعة أو يقاس على التوسل به صلَّى الله عليه وسلَّم حال حياته وهو شيء ثابت دلت عليه الأحاديث الصحيحة ومن ثم فهو ليس من البدعة في شيء ولم يجب عن ذلك التساؤل بل ترك القارئ في حيرة والتباس.

وأقول: أولاً: التوسل بالجاه ليس عليه دليل أصلاً لا في حياته ولا بعد موته ، فهو بدعة بلا شك.

ثانياً: أما التوسل بدعائه صلَّى الله عليه وسلَّم فهو جائز في حياته ؛ لأنه يتمكن من الدعاء فيهل ، أما بعد وفاته فطلب الدعاء منه بدعة ولا يجوز ؛ لأنه لا يقدر على الدعاء ؛ ولأن الصحابة لم يفعلوا هذا معه بعد وفاته وإنما كانوا يفعلونه في حال حياته ولا تقاس حالة الحياة على حالة الموت لوجود الفوارق العظيمة بينهما عند جميع العقلاء ، وإنما يقيس هذا القياس المخرفون.

وإن كان هو يزعم في صفحة 155 أن هذا التفريق لم يعرف إلا عن ابن تيمية وأن السلف لم يفرقوا ولم تفرق الأدلة بينهما وكأنه لم يقرأ ما ذكره العلماء في هذا الموضوع وما ذكره ابن تيمية في كتاب (التوسل والوسيلة) عن السلف والأئمة في ذلك ، أو أن تحامله عليه أنساه ذلك. ثم إنه نسب إلى السلف ما لم يقولوه وحمل الأدلة ما لا تتحمله ، ولم يأت بدليل واحد على ما قال وأنى له ذلك. والواجب أن الباحث أمثال الدكتور البوطي لا يخطئ شخصا ويتحامل عليه حتى يقرأ كلامه وينظر في مستنداته حتى يعرف هل هو مخطئ أو مصيب ،هذا هو الإنصاف والعدل ، ولا ننسى أن الدكتور البوطي له هنات في غير هذا الكتاب حول هذه المسألة قد قام بالرد عليها الشيخ محمد ناصر الدين الألباني حفظه الله. ثم إنه في صفحة 156 يهون من شأن هذه المسألة ويقول هي أقل من أن تصدع المسلمين أو تجعل منهم مذهبين.

وأقول: كلا والله إنها لمسألة خطيرة تمس صميم العقيدة وتجر إلى الشرك فكيف تكون هينة.

التعقــيب الثلاثــون

في صفحة 150 ، 157 أدخل تحت بدعة التزيد في العبادة الأذان الأول ليوم الجمعة الذي أمر به عثمان رضي الله عنه لما دعت الحاجة إليه ، وهذا منه خطأ واضح فإن عثمان رضي الله عنه من الخلفاء الراشدين ، وقد قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم : {عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين} ففعله هذا يعتبر سنة لا بدعة وتزيد ، حاشاه من ذلك رضي الله عنه وأرضاه..

وهذا ينسينا ما قاله في حق شيخ الإسلام ابن تيمية أنه ابتدع التفريق بين حالة الحياة والموت ، إذ أن الخليفة الراشد عنده قد ابتدع وتزيد في الدين.

التعقــيب الواحد والثلاثــون

في صفحة 160 خلط بين علم الكلام والفلسفة وانتقد شيخ الإسلام ابن تيمية حيث أجاز مناظرة المتكلمين بمثل مصطلحاتهم مع أنه ينكر على الغزالي انشغاله بالفلسفة ، وكأنه لا يدري أن علم الكلام غير الفلسفة وأن بينهما فرقاً واضحاً ( ) ، وقد انتقد شيخ الإسلام أيضاً في صفحة 162 ، ذ63 من ناحية أنه يحذر من الإقبال على علم الكلام والمنطق وهو قد تضلع فيهما وناظر بهما...

والجواب عن ذلك: أنه رحمه الله يحذر من الاشتغال بذلك من هم على غير مستوى علمي جيد يمكنهم من التخلص من أضرار علم الكلام ؛ ولأن ذلك يشغل عن تعلم الكتاب والسنة ، فأي انتقاد يوجه إليه في ذلك إلا من صاحب هوى وحقد ، ثم إن الشيخ رحمه الله لا ينكر على من تعلم علم الكلام والمنطق من أجل الرد على المضللين وقتلهم بسلاحهم وإنما ينكر على من تعلمها بغير هذا القصد.

التعقــيب الثـاني والثلاثــون

من صفحة 164 حتى صفحة 188 شن هجوماً مسلحاً على شيخ الإسلام ابن تيمية واتهمه أنه قال بقول الفلاسفة حينما قال: إن الحوادث قديمة النوع حادثة الآحاد.

وهذه المسألة قد شنع بها خصوم شيخ الإسلام ابن تيمية عليه قديماً وحديثاً وقالوا: إنه يقول بحوادث لا أول لها ، والدكتور في هذا الكتاب اتخذ من هذه المسألة متنفساً ينفث من خلاله ما في صدره من حقد على شيخ الإسلام ابن تيمية ؛ لأنه شيخ السلفيين الذين يضايقونه في هذا الزمان ، ولكن والحمد لله ليس له في هذه المسألة ولا للذين سبقوه أي مدخل على الشيخ وسيرده الله بغيظه لم ينل خيراً كما رد الذين من قبله ، فإن مراد الشيخ رحمه الله أن أفعال الله سبحانه ليس لها بداية ؛ لأنه الأول الذي ليس قبله شيء ، قال رحمه الله: والتسلسل الواجب ما دل عليه الشرع من دوام أفعال الرب تعالى في الأبد فكل فعل مسبوق بفعل آخر فهذا واجب في كلامه فإنه لم يزل متكلماً إذا شاء ولم تحدث له صفة الكلام في وقت ، وهكذا أفعاله هي من لوازم حياته فإن كل حي فَعَّال ، والفرق بين الحي والميت الفعل ، ولم يكن ربنا تعالى قط في وقت من الأوقات معطلاً عن كماله من الكلام والإرادة والفعل.... إلى أن قال : ولا يلزم من هذا أنه لم يزل الخلق معه فإنه سبحانه متقدم على كل فرد من مخلوقاته تقدماً لا أول له ، فلكل مخلوق أول والخالق سبحانه لا أول له فهو وحده الخالق وكل ما سواه مخلوق كائن بعد أن لم يكن.... إلى أن قال: والمقصود أن الذي دل عليه لشرع والعقل أن كل ما سوى الله تعالى محدث كائن بعد أن لم يكن.

أما كون الرب تعالى لم يزل معطلا عن الفعل ثم فعل فليس في الشرع ولا في العقل ما يثبته بل كلاهما يدل على نقيضه.

هذه خلاصة ما يراه الشيخ في هذه المسألة وهل في ذلك ما يشنع به عليه كما يظنه الدكتور وأضرابه. لولا أنه الهوى والحقد أو الجهل والغفلة ، فإن بين ما قاله الشيخ في هذه المسألة وبين قول الفلاسفة – فروقاً واضحة هي الفروق بين الحق والباطل والكفر والإيمان.

التعقــيب الثالـث والثلاثــون

في صفحة 191- 192 يؤيد عقد حلقات الصوفية التي يسمونها (حلق الذكر) ويزعم أنه ليس هناك ما يمنع من إقامتها ويقول: إن الذكر مشروع.. ، ونحن نجيبه عن ذلك ونقول له: الذكر لا شك أنه مشروع لكن على الصفة الواردة في الكتاب والسنة ، أما إحداث هيئة للذكر لا دليل عليها كالذكر الجماعي أو الأوراد الصوفية التي ليس عليها دليل أو ربما يشوبها شيء من الألفاظ الشركية فهذه لا شك أنها بدعة ، وأن الذين يقيمونها مبتدعة داخلون في قوله صلَّى الله عليه وسلَّم : {من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد} والشيء قد يكون مشروعا في أصله لكن الصفة التي يؤدى بها إذا لم يكن عليها دليل فهي بدعة ، وقد أنكر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه على الذين يجتمعون في مسجد الكوفة وفيهم رجل يقول: سبحوا مائة كبروا مائة هللوا مائة ؛ لأن هذه الصفة ليست من سنة الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم.

التعقــيب الرابـع والثلاثــون

في صفحة 193 –195 ، شنع على الذين ينكرون ذكر الله بالاسم المفرد (الله) ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية ، فإنه وجه إليه قذائف غضبه ولم يصغ إلى حجج المذكورين ومنها أن ذكر الله بالاسم المفرد لم يرد في الكتاب ولا في السنة ولا في هدي السلف الصالح علاوة على أنه لا يفيد شيئاً ، لأن الاسم المفرد لا يأتي بفائدة حتى يتركب مع جملة مفيدة ، وما يزعمه الدكتور أن ذكر الله بالاسم المفرد يدخل في قوله تعالى: { واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا} فنحن نسأله ونريد منه الصدق في الجواب دون مرواغة: هل ورد في سنة من أمره الله بهذا الأمر وهو الرسول صلّى الله عليه وسلَّم أنه ذكر الله بالاسم المفرد إذ لا شك أن سنته تفسر القرآن ، أو أن هذا من محدثات الصوفية وفهمهم السقيم ، وكثيرا ما يكرر الدكتور أن المخالف في هذه المسألة وغيرها لا يضلل ، ونحن نقول له: إن المخالف لا يضلل إذا كان لمخالفته مأخذ من النصوص الشرعية ، أما إذا كانت مخالفته ليس لها مأخذ من الكتاب والسنة فإنه يضلل ؛ لأن الله تعالى يقول: {فماذا بعد الحق إلا الضلال} وما دل عليه كتاب الله حق وما خالفه فهو ضلال يضلل من قال به.

التعقــيب الخامس والثلاثــون

في صفحة 196-197 يبرر اصطلاحات الصوفية التي منها تفريقهم بين الشريعة والحقيقة ، ولم يجد دليلا – والحمد لله –لهذا التبرير إلا أن ذلك قول كبار الصوفية كسهل التستري والحارث المحاسبي والجنيد – وهذا لا أظنه معهم وإن حشر معهم – ومعروف الكرخي ، فهو بهذا الاستدلال كمن فسر الماء بعد الجهد بالماء ( ) ، ثم هل هناك حقيقة تخالف الشريعة حتى يقال الحقيقة والشريعة إلا في اصطلاح الصوفية أن الشريعة للعوام والحقيقة للخواص ، وهذا إلحاد واضح ، وليت الدكتور لم يدخل هذه المجاهل المخيفة.

التعقــيب الســادس والثلاثــون

في صفحة 201 حتى 212 تحدث عن الصوفية وأحوالهم وأقوالهم وحاول الدفاع عنهم بكل ما أوتي من قوة والاعتذار لهم بكل ما استطاع من عبارة حتى عمن قال منهم : (ما في الجبة إلا الله) وعمن قال منهم: (ما عبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك) ورغم ما تحمله هاتان العبارتان من كفر وضلال حاول تأويلهما بها لا داعي للإطالة بذكره ؛ لأن هاتين العبارتين تنبئان عن نفسهما ولا تقبلان التأويل ؛ فإن قول القائل: (ما في الجبة إلا الله) صريح في الحلول أو الاتحاد ، وقوله: (ما عبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك) مخالف لهدي الأنبياء جميعاً حيث وصفهم الله بأنهم يدعونه رغباً ورهباً ، ومخالف لصفة المؤمنين الذين يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ، ولا يعني هذا أنهم لا يعبدونه إلا من أجل الخوف والطمع فقط ، بل هم مع ذلك يحبونه حباً شديداً ويذلون له كما قال تعالى : { والذين آمنوا أشد حباً لله} ، وقال تعالى {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} ولا تصح العبادة إلا باستكمال هذه الأركان: المحبة والذل والخوف ، والرجاء.

ثم حاول الدفاع عن ابن عربي وما في كتبه من القول بوحدة الوجود ، ففي هامش صفحة 104 – 105 قال: إنه لا يجوز تكفيره بموجب كلامه الذي فيه الإلحاد الصريح حتى يعلم ما في قلبه هل يعتقد ما يقول أولاً اهـ.

ولو صح قول الدكتور هذا ما كفر أحد بأي قول أو فعل مهما بلغ من القبح والشناعة والكفر والإلحاد حتى يشق عن قلبه ويعلم ما فيه من اعتقاد ، وعلى هذا فعمل المسلمين على قتال الكفرة وقتل المرتدين خطأ على لازم قول الدكتور ؛ لأنهم لم يعلموا ما في قلوبهم وهل هم يعتقدون ما يقولون وما يفعلون من الكفر أولاً..

واسمع عبارته في ذلك حيث يقول: وخلاصة المشكلة أنه (يعني شيخ الإسلام ابن تيمية) ومن يقلده في نهجه يظلون يآخذون ابن عربي وأمثاله بلازم أقوالهم دون أن يحملوا أنفسهم على التأكد من أنهم يعتقدون ( ) فعلاً ذلك اللازم الذي تصوره.... ثم قال: أما أن يكون في كتب ابن عربي كلام كثير يخالف العقيدة الصحيحة ويوجب الكفر فهذا ما لا ريبة فيه ولا نقاش فيه ، وأما أن يدل ذلك دلالة قاطعة على أن ابن عربي كافر وأنه ينطلق في فهم الشهود الذاتي من أصل كفري هو نظرية الفيض ، فهذا ما لا يملك ابن تيمية ولا غيره أي دليل قاطع عليه. انتهى.

وإنما سقت هذا المقطع من كلامه لإطلاع القارئ على ما فيه من تخبط وتناقض ومناقضة لأدلة الكتاب والسنة وعمل المسلمين على كفر من قال كلمة الكفر غير مكره قال تعالى : {ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم} ويلزم من هذا أيضاً أنه لا يحكم بإسلام كافر ، إذا نطق بالشهادتين حتى يعلم ما في قلبه هل يعتقدها أو لا ولوازم هذا كثيرة ، ويلزم عليه أن من دعا غير الله لا يكفر حتى يعلم ما في قلبه ، ثم اعتذر عن ابن عربي بأن في كتبه كلاماً آخر يناقض كلامه الكفري ، ونحن نقول له إجابة عن ذلك: هل ثبت لديك أنه رجع عن كلامه الكفري وأنه كتب هذا الكلام الذي يناقضه بعد ما تاب أو أنه كتبه من باب التغطية والتلبيس ، ثم أنت لم تأت بشاهد على ما قلت من كلامه.

ثم قال: وإذا أبى ابن تيمية رحمه الله إلا أن يحملنا على تكفير ابن عربي استدلالاً بالكفريات الموجودة في كلامه والإعراض عن الصفحات الطوال التي تناقضها وترد عليها في مختلف كتبه وأقواله فإنها لدعوة منه بلا ريب إلى أن نكفره هو الآخر استدلالاً بالضلالات الفلسفية التي انزلق فيها ، ويعني بذلك المسألة التي سبق ذكرها وهي قول الشيخ: إن أفعال الله سبحانه ليس لها بداية .

ونقول: يا سبحان الله هل وصف الرب بما يستحقه من الكمال بدوام أفعاله وكماله أزلا وأبدا وتنزيهه عن التعطيل الذي وصفه به أهل الضلال من قولهم: (إنه – تعالى الله عما يقولون –مضى عليه وقت لم يفعل شيئاً ثم حدث له الفعل بعد ذلك) هل هذا هو قول الفلاسفة الذين يقولون بقدم العالم وإنكار الخالق؟ إن الضلال هو قول من يعطل الله من أفعاله ويضرب له مدة لا يفعل فيها شيئاً كما هو قول علماء الكلام.

وإن قول ابن تيمية هو الحق وقول أهل الحق ، وأين خطؤه – لو كان خطأ على فرض – من كفريات ابن عربي وقوله بوحدة الوجود وأن من عبد الأصنام ما عبد إلا الله ، ثم إن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لم ينفرد بتكفير ابن عربي بل قد كفره كثير من العلماء حتى من الصوفية ، واقرأ مؤلفاتهم في ذلك منها كتاب: (تنبيه الغبي إلى تكفير ابن العربي) للبقاعي وغيره من الكتب ، وللشيخ تقي الدين الفاسي رسالة مستقلة في تكفير ابن عربي وذكر من قال بذلك من العلماء وهي مطبوعة ومتداولة ، فإذا كان بإمكان البوطي أن يكفرهم فليفعل.

التعقــيب الســابع والثلاثــون

في صفحة 236 كتب عنوانا بلفظ: (التمذهب بالسلفية بدعة) وهذا الكلام يثير الدهشة والاستغراب ، كيف يكون التمذهب بالسلفية بدعة والبدعة ضلالة؟ وكيف يكون بدعة وهو اتباع لمذهب السلف ، واتباع مذهبهم واجب بالكتاب والسنة وحق وهدى؟ قال تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم} الآية..

وقال النبي صلّى الله عليه وسلَّم: {عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين} الحديث ، فالتمذهب بمذهب السلف سنة وليس بدعة ، وإنما البدعة التمذهب بغير مذهبهم.

وإذا كان قصده أن التسمي بهذا الاسم حادث كما يظهر من كلامه ولم يكن معروفاً من قبل فهو بدعة بهذا الاعتبار فمسألة الأسماء أمرها سهل والخطأ فيها لا يصل إلى حد البدعة ، وإن كان قصده أن في الذين تسموا بهذا الاسم من صدرت عنهم أخطاء تخالف مذهب السلف فعليه أن يبين هذا دون أن يتناول السلفية نفسها ، فالتسمي بالسلفية إذا كان يعني التمسك بمذهب السلف ونبذ البدع والخرافات فهذا شيء محمود وطيب كما قرر هذا هو في صفحة 233 حيث قال عن حركة جمال الدين الأفغاني وحمد عبده وتسميتها بالسلفية: فقد كان الشعار الذي رفعه أقطاب هذه الحركة الإصلاحية هو السلفية وكان يعني الدعوة إلى نبذ كل هذه الرواسب التي عكرت على الإسلام طهره وصفاءه.

هذا ما قاله عن تلك الحركة وتسميها بالسلفية ولم يعب عليها هذا التسمي نظرا لسلامة أهدافها ، فنقول له: وهل السلفية اليوم تعني غير ذلك؟

التعقــيب الثــامن والثلاثــون

وفي صفحة 236 – 237 عبر عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بالمذهب الوهابي وقال إن الوهابية تبرموا من هذه الكلمة ؛ لأنها توحي بأن ينبوع هذا المذهب بكل ما تضمنه من مزايا وخصائص يقف عند الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، فدعاهم ذلك إلى أن يستبدلوا بكلمة الوهابية هذه كلمة السلفية...الخ ما قال..

والجواب أن نقول: إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ليس له مذهب خاص به يدعى بالوهابية ؛ لأنه في العقيدة على منهج السلف وفي الفروع على مذهب الإمام أحمد بن حنبل الذي كان عليه علماء نجد من قبله وفي عصره ومن بعده ، وأتباعه لم يتسموا بالسلفية وإنما يدعون إلى التمسك بمذهب السف ويسيرون عليه بدون تسمية ؛ لأن العبرة بالحقائق لا بالأسماء ؛ ولأن التسمي بذلك فيه تزكية للنفس وهم لا يزكون أنفسهم ، وأنا أطلب من الدكتور البوطي أن يأتي بما يدل على ما ادَّعاه عليهم من كتبهم ومقالاتهم أنهم سموا أنفسهم بالسلفية ، كما أطالبه أن يأتي بما يثبت أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب أتى بمذهبه جديد ينسب إليه ، وإذا لم يأت – ولن يأتي بذلك – فإنه مفتر على الشيخ وعلى اتباعه والله يجزي المفترين.

التعقــيب التــاسع والثلاثــون

في صفحة 239-240 تكلم عن زيارة القبر النبوي على صاحبه أفضل الصلاة والسلام فقال: ولكم اتهمنا واتهم كثير من المسلمين من أهل السنة والجماعة بالابتداع والمروق لأننا ذهبنا إلى ما ذهب إليه الجمهور من علماء السلف وغيرهم من أنه لا ضير في أن يعزم الرجل على زيارة كل من قبر النبي صلى الله عليه وسلم ومسجده-كذا قال-،والجواب أن نقول:إن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم من غير سفر سنة وليست بدعة، ولم يقل أحد إنها كانت على هذه الصفة بدعة ومروق، أما السفر لزيارة قبره صلى الله عليه وسلم فهو بدعة، لأنه لا يجوز السفر لأجل زيارة القبور لا قبر النبي صلى الله عليه وسلم ولا قبر غيره من الأولياء والصالحين أو الأقارب،لقوله صلى الله عليه وسلم{لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى}، وعملاً بهذا الحديث لم يكن السلف والأئمة الأربعة وغيرهم من الأئمة المقتدى بهم يسافرون من أجل زيارة القبور، وقد أوغل الدكتور في الخطأ حين ادعى أن مذهب الجمهور من علماء السلف وغيرهم أنه لا ضير في أن يعزم الرجل على هذا ، فإن كان قصده العزم على السفر لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فعلماء السلف ينهون عما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم من السفر لزيارة القبور عموماً ، قبر النبي صلى الله عليه وسلم وغيره ، ثم إن الدكتور خطَّأ شيخ الإسلام ابن تيمية في استدلاله بالحديث المذكور على منع السفر لزيارة القبور وسماه غلطاً عجيباً انزلق فيه الشيخ حيث قال: ويترتب على هذا الغلط العجيب الذي انزلق فيه ابن تيمية رحمه الله أن الإنسان لا يجوز له أن يشد الرحل إلى زيارة رحم أو إلى طلب علم أو انتجاع رزق ؛ لأن هذه الأشياء كلها خارج المساجد الثلاثة ، ونحن نقول له : بل الغلط العجيب ما انزلق إليه فهم الدكتور ؛ لأن الحديث الشريف يعني منع السفر إلى بقاع مخصوصة لأجل التعبد فيها أو عندها غير المساجد الثلاثة ، سواء كانت هذه البقاع مساجد أو قبور أو غيرها.

أما السفر لزيارة الرحم أو طلب العلم أو طلب الرزق فلم يدخل في مدلول الحديث أصلاً.

التعقــيب الأربعــون

في صفحة 241 قال عن سبب صبر الإمام على تحمل محنة القول بخلق القرآن: (وإنما كان سبب المحنة التي تعرض لها الإمام دون غيره هو ورعه الشديد الذي منعه أن يفصل ويفرق بين اللفظ والمعنى)..

والجواب نقول له: أولاً:لم يكن الإمام أحمد وحده الذي تعرض لهذه المحنة بل شاركه في ذلك خلق كثير من العلماء منهم من قتل في ذلك ومنهم من عذب وأوذي ، لكن يظهر أن الدكتور لم يقرأ التاريخ.

ثانياً: ليس هناك تفريق بين معنى القرآن ولفظه ، وكلاهما كلام الله منزل غير مخلوق ، والتفريق بينهما بأن يقال المعنى غير مخلوق واللفظ مخلوق: هذا قول المبتدعة لا قول أهل السنة فالإمام أحمد لم يفرق بينهما ؛ لأنه كغيره من الأئمة لا يرى فرقاً بينهما ولا يعتقد عقيدة الأشاعرة.

التعقــيب الواحـد و الأربعـون وهو الأخير

في صفحة256 - 257 استنكر الرد على كتاب الذخائر المحمدية لمحمد علوي مالكي ما فيه من الضلالات ، وقال: إن محمد علوي من أهل السنة والجماعة ولم يقرأ الناس في تآليفه وكتاباته ولم يروا من واقع حاله إلا ما يزيدهم ثقة باستقامة دينه وصلاح حاله وسلامة عقيدته.

والجواب أن نقول له: الواجب عليك أن تنظر محتويات كتب هذا الرجل وتعرضها على الكتاب والسنة وعلى عقيدة السلف لتعرف مدى مطابقتها أو مخالفتها لهذه الأصول ولا تعتمد على قراءة الناس وإنما تنظر أنت هل المعترض عليه مصيب أو مخطئ ، هذا ما يتطلبه الباحث المنصف الذي يحترم ما يقول ويكتب ، دون التهجم على من اعترض على علوي قبل معرفة وجهة اعتراضه ، ثم كون الرجل من أهل السنة والجماعة ومن أهل الاستقامة هل ذلك يمنع من الاعتراض عليه إذا أخطأ؟.

جرح أليم
2011-02-21, 11:19
(عنوان انتقادات العلامة صالح الفوزان ليوسف الرفاعي و محمد سعيد رمضان البوطي)


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والـســلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
كتب (مميز العَـلاَّمة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله ) كتابا يرد فيه عـلى بعض أهل الأهواء أعداء الدعوة السلفية سمَّاه : الرد على الرفاعي ، و بعد قراءتي له أحببت أن أنقل منه بعض الفقرات التي تشير إلى انحـراف أولئك عن سبيل المؤمنين و هذا لا يغني عن قراءة ذلك الكتاب لما فيه من العلم الغزير و الحجة القوية ، و وهو موجود في مكتبة سحاب لمن أرده… و الله الموفق

(مميز و مما قاله الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله : )
(شعر 1- فقد اطلعت على ورقات كتبها الأسـتـاذ يوسـف بن السيد هاشم الرفاعي بعنوان: "نصيحة لإخواننا علماء نجد" وقدم لها الدكتور محمد سـعـيـد رمـضـان الـبـوطـي. ومـضـمـون هذه النصيحة هو الحث على التخلي عن التمـسك بكتاب الله وسنة رسـولــه صلى الله عـلـيـه وسلم، والأخذ بأقوال الفرق الضالة التي حذرنا الله ـ سبحانه وتعالى ـ منها بقوله ـ تعالى ـ{واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً ولا تَفَرَّقُوا}[آل عمران: 103]. وقوله: {ولا تَـكُـونُـــوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا واخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 105]، وقولـــه ـ تعالى ـ: {وأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ولا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَـبـِـيـلـِهِ ذَلِكُمْ وصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 153]، وحذر منها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمكسوا بها، وعضوا علـيها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فــإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار".)

(شعر 2- إن الـرفـاعـي والبوطي يدعوان إلى ترك ذلك كله، والأخذ بما عليه الفرق الضالة المنحرفة .)

(شعر 3- والبوطي والرفاعي يريدان للأمة البقاء على هذا الافتراق تحت مظلة اسم الإسلام. إنني تذكرت بتآمرهما هذا على من تمسك بالسنة وترك البدعة قول الشاعر:
ذهب الرجال المقـتدى بفعالهم == والمنكــرون لكل فعـــل منكــر
وبقيت في خلف يزكِّي بعضهم == بعضاً ليدفع معور عـن معــور)

(شعر 4- وأقول: لماذا خصَّا علماء نجد بنصيحتهما هذه مع أن المتمسكين بالسنة ـ والحمد لله ـ كثير في أقطار الأرض وفي مختلف الـبــــلاد؟ ما ذاك إلا ليوهما الأغرار أن أهل نجد أهل شذوذ وخروج عن الحق، على قاعدة من يـرى أن كـل مـتمسك بالحق فهو متطرف.)

(شعر 5- وخــذ مثلاً من عجرفة البوطي في مقدمته لتلك النصيحة؛ لتستدل به على مبلغ ما عنده من الـعـلــم.)

(شعر 6- ثم ما الـفـرق بـيـن الغلـو؛ والإطراء الذي نهى عـنــه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حقه؟ إن معناهما واحد إلا عـنـد الـبـوطـي اختراعاً مــن عنده، حمله عليه الحقد والبغضاء لأهل الحق.)

(شعر 6- هذا وإن ما ذكره الأستاذ يوسف الرفاعي في أوراقه التي سماها نصيحة ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: حق ونـحن وغيرنا من أهل السنة والجماعة سلفاً وخلفاً قائلون به. لكنه رآه باطلاً لعمى بصيرته.
وهــذه الأمــور التــي انتقدها علينا، منها قولنا: "كل بدعة ضلالة" كما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فماذا علينا في ذلك إذا أنكرنا البدع وأمرنا بالسنن عملاً بهذه الأحاديث؟
وكـذلك مــن العجائب ما استنكره الرفاعي من تعليقات الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ على كتاب "فـتح الـباري" وهذا لا نكارة فيه، فما زال العلماء يعلقون على الكتب ويبينون الحق للناس من الخطأ.
وأمـــا القسم الثاني: مما يتضمنه ما يسمى بالنصيحة فهو كذب وبهتان في حقنا. وجوابنا عنه أن نقــول كما قال ـ سبحانه وتعالى ـ: {سٍبًحّانّكّ هّذّا بٍهًتّانِ عّظٌيمِ} [النور: 16].. وذلك مثل قوله:
أ - إننا نكفر المسلمين ونتهمهم بالشرك؛ لأننا نوزع الكتب التي فيها التحذير من الشرك والكفر ونرسل الدعاة. ونحن لا نكفِّر إلا من دل الكتاب والسنة على تكفيره كمن يدعو غير الله أو يستغيث به من الأموات والغائبين، وهذا مما لا خلاف فيه. وأما توزيعنا للـكـتـب التي فيها التحذير من الشرك والكفر والبدع فهذا من النصيحة للمسلمين وتبصيرهم بـديـن الله، ولا يعني هذا أننا نكفر من لم يقم الدليل الصحيح على كفره، وإنما هـو مـن بــــاب التنبيه والتحذير والمحافظة على العقيدة. ومن أجل هذه المهمة نرسل الدعاة إلى الله لتعليم الـنـاس أمــور ديـنـهــم والدعوة إلى الإسلام والعمل بالسنة وترك البدع والمحدثات؛ ولم نرسلهم لإثارة الفتنة كما زعم الرفاعي والبوطي. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يرسل الدعاة إلى الله كما أرسل معاذاً إلى اليمن وغيره من الدعاة إلى الأقطار، وكان صلى الله عليه وسلم يكاتب الملوك والرؤساء.)


(شعر 7- وأما قـول الـرفـاعي: إنـنا غيّرنا اسم المدينة، من المدينة المنورة إلى المدينة الـنـبـويـة، فالجواب عنه:
أولاً: أن اسـم المـدينة جاء في الكتاب والسنة مجرداً من أي وصف لا بالمنورة ولا بالنبوية.
ثانياً: أن وصـفـهـا بالنـبـوية أشرف وأوْلى من وصفها بالمنورة؛ لأن تنويرها إنما هو بالنبوة وسكنى النبي صلى الله عليه وسلم فيها وهجرته إليها.)


(شعر 8- يعيب الرفـاعـي على حـكـام المملكة قـتل المفسدين في الأرض بترويج المخدرات، عملاً بقوله ـ تـعـالى ـ" إنَّـمَـا جَزَاءُ الَذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ ورَسُولَهُ ويَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَـتَّـلُـوا أَوْ يُـصَـلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ولَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ"[المائدة: 33]. ويتأسف على قـتـل هــؤلاء المفسدين المجرمين الذي يدمرون الشعوب ويخربون البلاد...فالرفاعي يشفق على هؤلاء المجرمين المفسدين ولا يشفق على الشعوب التي يفتك بها هؤلاء فساداً ودماراً..)


(شعر 9- هذا ما أحببنا التنبيه عليه مما احتوت عليه نصيحة الأستاذ الرفاعي وهو تنبيه على سـبـيـل الاخـتـصـار ـ ونـدعـــو الأستاذ الرفاعي ـ هداه الله ـ إلى الرجوع إلى الحق ـ فالرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل ـ والله يتوب على من تاب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.)

بني ونيف
2011-06-01, 21:48
اسألوا فضيلة الشيخ الجليل عن بدعة التجسيم والعياذ بالله،وعن رقص الملك في الحفلات،ورقص مفتي السعودية،وعن القوات الامريكية النجسة التي تطأ ارض الحرمين،التكفير التفجير،السكوت عن الجهاد، تفصيل الفتاوى حسب ما يأمر به سمو المقام العالي؟؟؟؟؟؟ هذه الامور لم يفعلها العلامة البوطي حفظه الله تعالى والسيخ الرفاعي؟؟؟اين الامانة العلمية يا وهابية ارض نجد؟

أم سلمة عادت
2011-07-13, 21:36
خروج عن الموضوع ..... هههههه

تعلم يا جهمي