تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الكومبرادوريا


احمد المعلم
2011-02-13, 08:33
ما المقصود بهذا المصطلح؟

alger1787
2011-02-16, 08:45
الكومبرادور : هم طبقة عملاء الإستعمار من أصحاب المناصب العالية المتحكمة بمقدرات الشعب

*جوداء*
2011-02-16, 17:35
http://www.al-sharq.com/images/small_logo.jpg
كيف قتل "الكومبرادور" القضية
2009-09-17


"الكومبرادور" هو مصطلح من مصطلحات الاقتصاد السياسي ضمن أدبيات الفكر الشيوعي، كان يستخدم عموما للدلالة على تبعية الرأسمالية المحلية لرؤوس أموال أجنبية، وقد جرى استخدام هذا التعبير في الماضي باعتباره تهمة اعتادت الأنظمة الشيوعية (وخصوصا نظام ماو تسي تونغ) أن ترفعها ضد السماسرة ورجال الأعمال المحليين من وكلاء وممثلي الشركات الأجنبية، على اساس ان الكومبرادورات- بحسب المفهوم الفكري الشيوعي- ما هي إلا فئات طفيلية نفعية مرتبطة مباشرة برأس المال الأجنبي، بحيث تعمل على تحقيق مصالحه حصرا دون الأخذ في الحسبان مقتضيات المصلحة الوطنية، وتساعده بذلك في السيطرة على الاقتصاديات الوطنية، وحتى بعد انحسار المد الشيوعي، فقد ظل هذا المصطلح صالحا للاستخدام والتطبيق بشكل موسع، متجاوزاً ذلك النطاق الاقتصادي المحدود إلى نطاقات أكثر شمولية، واتساعا لعل النطاق الثقافي هو أكثرها على الإطلاق احتواء واستيلاء على كل ما هو دونه، كون الثقافة تضم تحت عباءتها كافة المفاهيم والأسس النظرية لكل الممارسات التطبيقية والسلوكية سواء في الأدب أو الفن أو الإعلام أو السياسة والاقتصاد.
كان حجر الزاوية للسياسة الاستعمارية الانجلو سكسونية في الشرق، هو اعداد بلدانه لمرحلة ما بعد الاستقلال، بالعمل على اقامة مؤسسات ذات وجود وواجهات وطنية ومصالح ليست بالضرورة كذلك، أو قل مؤسسات مرتبطة على الأغلب ارتباطا نفعيا بالمصالح الغربية، يتركون الأمر بين ايديها لتتولى- وكثيرا دون إدراك منها- رعاية تلك المصالح، في حين ينام أصحابها ملء جفونهم عنها، مطمئنين إلى انها في أيام أمينة، تماما كما لو كانوا ممسكين بخيوطها الاساسية بين اصابعهم، وقد ضمنوا من خلال وكلائهم غير الرسميين أن رياح مصالحهم ومخططاتهم السياسية ستسير بالتأكيد وفق ما تشتهي سفنهم، في أمان واطمئنان ودون أدنى حاجة لتدخل منهم، وهذا هو ما تناوله المفكر الجزائري "مالك بن نبي" باسهاب من خلال نظريته التي طرحها في ستينيات القرن العشرين حول قابلية الشعوب العربية للاستعمار، بل وترحيبها به، وهو بهذا الطرح يكون قد مهد وارسى اساسا فكريا لفهم ظاهرة الكومبرادور اللاارادية في العالم العربي.
في مسار الثورة الفلسطينية مثال جيد على مدى استحكام الكومبرادور الثقافي بمقدرات القضية الفلسطينية انطلاقا من بدايتها كحركة تحرر وطني نبيلة الشكل والمضمون، وانتهاء بما آلت اليه من سلطة إدارة ذاتية محدودة الحجم والمساحة يتنازع عرشها الواهي تيارات متنافسة، وكثيرا متضادة المصالح والنزعات، وأن اتخذ هذا النزاع قوالب ايديولوجية تراوحت بين كومبرادور براغماتي مرن وآخر ثيوقراطي متشدد، فليس هناك من ينكر بعد ارتباط كل من التيارين دوليا واقليمياً، سواء كان ذلك الارتباط مبدئيا أو انتهازيا، فليست تلك هي القضية.
وحتى لا يذهب الظن بعيداً، فليس المقصود من العبارة السابقة التلميح إلى الخلاف الدائر على السلطة بين حركتي فتح وحماس تحديداً، وإن كان هذا الخلاف أحد اوجه الصراع القديم المتجدد بين المتهاونين والمتشددين.