حفيد الشهداء
2011-02-13, 02:22
ثورة مصر ....هل الدور على الجزائر؟؟؟
تحاول فئة صغيرة جدا في الجزائر تعد في أحسن الأحوال بالمئات مدعومة بأطراف خارجية لاسيما من فرنسا مع محاولات يائسة إلى صب الزيت على النار من طرف وسائل الإعلام العربية إلى خلق مظاهرات في الجزائر و إيهام غير الجزائريين بان هناك ثورة سوف تظهر في الجزائر على غرار ما حدث في تونس ومصر، ولكن هيهات فهم يجهلون تماما الوضع في الجزائر ولا يعرفون حتى كيف يفكر المواطن الجزائري ويجهلون أو يتجاهلون تاريخ وحاضر الجزائر، لان الواقع والوضع الذي أدى إلى انفجار الوضع في مصر يختلف تماما عن ما تعيشه الجزائر اختلاف الأرض عن السماء وسأسرد فيما يلي بعض تلك الفروق الجوهرية والشاسعة ليفهم غير الجزائريين حقيقة الأمر و أقول غير الجزائريين لان الجزائريين يدركون تماما ماسأقول.
أولا يجب أن أوضح أنني لست بصدد الحديث عن الثورات العظمى وهي التي كانت تندلع في سبيل طرد محتل أجنبي مغتصب كالثورة الجزائرية العظمى والثورة الفيتنامية التي ألهمت جميع دول العالم الثالث للاستقلال وإنما فقط عن الثورات الأصغر والأقل مستوى وهي تلك التي تكون من طرف شعوب ضد أنظمتها الوطنية التي تحكمها كالثورة الفرنسية والايرانية ومؤخرا التونسية والمصرية
1- الجزائريون سباقون إلى الثورة ضد الأنظمة في البلاد العربية:
الشعب الجزائر ونظرا لطبيعته الثورية الحارة ورغم حداثة استقلاله عن الاستعمار الغاشم بعد ثورة عظمى وكفاح بطولي وأسطوري ورغم أن الوضع في البلاد لم يكن بالسوء الذي هو قائم في مصر إلا انه كان السباق إلى القيام بثورة ضد النظام من خلال أحداث أكتوبر 1988 والتي أدت إلى تغييرات جذرية في النظام من خلال فتح التعددية والحرية الحزبية والإعلامية ومن خلال تعديل الدستور الذي تبنى إصلاحات عديدة وتبنى التحول من الاشتراكية إلى الرأسمالية إضافة إلى تقديم الرئيس استقالته إلى المجلس الدستوري، إلا انه ومع الأسف استغلت أطراف خارجية الوضع فيما بعد لإدخال البلاد في دوامة الإرهاب استمرت لسنوات وقد تعافينا منها والحمد لله في أزمة لم نلق فيها الدعم لا المادي ولا حتى المعنوي من الأشقاء وبالتالي فالجزائريون لا يريدون أبدا الدخول في دوامة جديدة من عدم الاستقرار، وعليه فالجزائريون ثوريون بطبيعتهم وهم السباقون لذلك لا يمكن لشعب كهذا أن يتأثر بغيره أبدا، بل هو من يؤثر ولا يتأثر كما أن الجزائريين يتميزون في عقلياتهم وطريقة تفكيرهم عن باقي الشعوب العربية فهم نتاج خليط رائع بين الأتراك والامازيغ والعرب بجوهر إسلامي كما أن التاريخ النضالي الطويل والعظيم أثر في بلورة هذا النتاج الفريد هذا المعدن الأصيل.
2- مقارنة الوضع المعيشي والاجتماعي والاقتصادي:
إن الوضع المعيشي والاجتماعي والاقتصادي في الجزائر يختلف تماما عن ما هو موجود في مصر فيكفي أن نقول أن الأجر القاعدي المضمون في الجزائر هو سبعة أضعاف مثيله في مصر كما انه في الجزائر لا يوجد من يسكن المقابر كما هو الحال في مصر وهذا دون الدخول في تفاصيل الفوارق في عدد البطالين والفقراء والتي هي فوارق شاسعة ، كما أن مصر تعرف فوراق كبيرة جدا في الأجور بين مختلف الوظائف فبينما يعاني الموظفون من أجور زهيدة جدا توجد طبقات لها أجور عالية جدا كالإعلاميين والرياضيين والمسئولين الكبار هذه الفارق اقل بكثير في الجزائر وهذه بعض الميزات التي توجد في الجزائر ولا توجد في مصر:
1- هناك صيغ عديدة للسكن أكثرها شيوعا السكن الاجتماعي وهو بسيط جدا وبمبلغ زهيد ومخصص للفئات ذات الدخول الضعيفة أما في مصر فيكفي أن نقول أنها البلد الوحيد في العالم الذي به مواطنون يسكنون المقابر –حوالي 2 مليون-
2- هناك صيغ عديدة لتشغيل الشباب كما انه استحدثت مؤخرا منحة للبطالين في الجزائر
3- المديونية الخارجية للجزائر صغيرة جدا وهي في طريق الانتهاء بينما في مصر تفوق 40 مليار دولار
4- للجزائر احتياطي ضخم بالعملة الصعبة مخصص كصمام أمان للاقتصاد الذي مازال يعتمد على النفط.
5- مجانية وإجبارية التعليم ومجانية الصحة والدواء
6- الدعم الكبير للمواد الغذائية الأساسية
كل هذه النقاط الهامة إضافة أخرى عديدة لا يتسع المقام لذكرها كلها تشكل فارقا صارخا بين الجزائر ومصر
3- مقارنة الوضع السياسي والديمقراطي:
1- سيطرة الجيش على السلطة في مصر وحتى بعد رحيل مبارك ، أما في الجزائر وعند قدوم بوتفليقة فقد حجم هذا الأخير دور الجيش في مهامه الدستورية فقط وكانت البداية من خلال إقالة بوتفليقة للجنرال القوي العماري وبعدها قيامه بتعيين ولأول مرة وزير منتدب للدفاع ثم قيامه بسلسلة تعيينات على هرم مختلف القوات المسلحة كما انه في مصر لم يكن يوجد لقب الرئيس السابق أما في الجزائر فقد تعاقب على رئاستها أكثر من 7 رؤساء ومنهم ثلاثة على قيد الحياة
2- مبارك وعائلته وحسب الإعلام الغربي استحوذوا على ثروة قاربت 70مليار دولار وهذا الأمر غير موجود تماما في الجزائر
3- السياسة الخارجية المصرية كانت عميلة لاسرائيل وأمريكا وشاركت في ارتكاب المجازر ضد الفلسطينيين والعراقيين أما الجزائر فالعكس تماما والمقام لايتسع لنستفيض في هذا الموضوع.
4- في الجزائر ومنذ أحداث ثورة أكتوبر 1988 فهناك مجال للتعبير عن الرأي اكبر بكثير مما هو كائن في مصر فالجزائريون يعبرون عن آرائهم بحرية وينتقدون النظام والرئيس بشكل عادي جدا في البيوت والمقاهي والتجمعات وبشكل علني دون أن يعترضهم احد أما في مصر فلم يكن أي شخص يتجرأ حتى بينه وبين نفسه على الإساءة إلى النظام بل ويتنافسون في الإعلام على امتداحه والتغزل فيه وهاهم الآن انقلبوا عليه 180درجة!!!!
5- يحظى الرئيس بوتفليقة باحترام وحب اغلب الجزائريين تقديرا له على تاريخة الجهادي ضد الاستعمار وعلى إرجاعه الأمن للجزائريين والقضاء على المديونية الخارجية بعد سنوات عصيبة جدا وهو في نظرهم يحتاج فقط لمزيد من الوقت للإصلاح
وعليه فبجميع المقاييس هناك فرق شاسع بين الجزائر ومصر، وهنا قد يطرح علي سائل سؤالا: إذن فالأوضاع في الجزائر مثالية؟ فأجيب: لا ولكننا الأقل سوءا بين الدول العربية إلا لم نكن الأفضل على الإطلاق( قد تكون دول الخليج أفضل من الجزائر من حيث المستوى المعيشي دون أن نجزم بذلك لأنه وفي السعودية مثلا –أغنى الدول العربية- 70بالمائة من السعوديون يؤجرون سكناتهم وبأسعار غالية جدا ، إضافة إلى الانغلاق السياسي التام فلا اثر لحرية التعبير قيد أنملة) ومع ذلك توجد العديد من النقائص في الجزائر والتي توجد حتى في كبريات الدول العظمى فهناك الفساد (الذي لا تخلو دولة منه فأمريكا مثلا من أكثر الدول فسادا مع أنها سيدة العالم) والرشوة والمحسوبية وغيرها ولكنها مشاكل لا تستدعي ثورة أبدا ولا ترقى أبدا إلى ماهو موجود في مصر بل فقط الصبر والنضال السياسي السلمي والعمل الجاد من أجل الرقي بهذا البلد الكبير.
لذلك فكل من يهول لقيام ثورة في الجزائر هو إما جاهل أو متجاهل حاقد.
تحاول فئة صغيرة جدا في الجزائر تعد في أحسن الأحوال بالمئات مدعومة بأطراف خارجية لاسيما من فرنسا مع محاولات يائسة إلى صب الزيت على النار من طرف وسائل الإعلام العربية إلى خلق مظاهرات في الجزائر و إيهام غير الجزائريين بان هناك ثورة سوف تظهر في الجزائر على غرار ما حدث في تونس ومصر، ولكن هيهات فهم يجهلون تماما الوضع في الجزائر ولا يعرفون حتى كيف يفكر المواطن الجزائري ويجهلون أو يتجاهلون تاريخ وحاضر الجزائر، لان الواقع والوضع الذي أدى إلى انفجار الوضع في مصر يختلف تماما عن ما تعيشه الجزائر اختلاف الأرض عن السماء وسأسرد فيما يلي بعض تلك الفروق الجوهرية والشاسعة ليفهم غير الجزائريين حقيقة الأمر و أقول غير الجزائريين لان الجزائريين يدركون تماما ماسأقول.
أولا يجب أن أوضح أنني لست بصدد الحديث عن الثورات العظمى وهي التي كانت تندلع في سبيل طرد محتل أجنبي مغتصب كالثورة الجزائرية العظمى والثورة الفيتنامية التي ألهمت جميع دول العالم الثالث للاستقلال وإنما فقط عن الثورات الأصغر والأقل مستوى وهي تلك التي تكون من طرف شعوب ضد أنظمتها الوطنية التي تحكمها كالثورة الفرنسية والايرانية ومؤخرا التونسية والمصرية
1- الجزائريون سباقون إلى الثورة ضد الأنظمة في البلاد العربية:
الشعب الجزائر ونظرا لطبيعته الثورية الحارة ورغم حداثة استقلاله عن الاستعمار الغاشم بعد ثورة عظمى وكفاح بطولي وأسطوري ورغم أن الوضع في البلاد لم يكن بالسوء الذي هو قائم في مصر إلا انه كان السباق إلى القيام بثورة ضد النظام من خلال أحداث أكتوبر 1988 والتي أدت إلى تغييرات جذرية في النظام من خلال فتح التعددية والحرية الحزبية والإعلامية ومن خلال تعديل الدستور الذي تبنى إصلاحات عديدة وتبنى التحول من الاشتراكية إلى الرأسمالية إضافة إلى تقديم الرئيس استقالته إلى المجلس الدستوري، إلا انه ومع الأسف استغلت أطراف خارجية الوضع فيما بعد لإدخال البلاد في دوامة الإرهاب استمرت لسنوات وقد تعافينا منها والحمد لله في أزمة لم نلق فيها الدعم لا المادي ولا حتى المعنوي من الأشقاء وبالتالي فالجزائريون لا يريدون أبدا الدخول في دوامة جديدة من عدم الاستقرار، وعليه فالجزائريون ثوريون بطبيعتهم وهم السباقون لذلك لا يمكن لشعب كهذا أن يتأثر بغيره أبدا، بل هو من يؤثر ولا يتأثر كما أن الجزائريين يتميزون في عقلياتهم وطريقة تفكيرهم عن باقي الشعوب العربية فهم نتاج خليط رائع بين الأتراك والامازيغ والعرب بجوهر إسلامي كما أن التاريخ النضالي الطويل والعظيم أثر في بلورة هذا النتاج الفريد هذا المعدن الأصيل.
2- مقارنة الوضع المعيشي والاجتماعي والاقتصادي:
إن الوضع المعيشي والاجتماعي والاقتصادي في الجزائر يختلف تماما عن ما هو موجود في مصر فيكفي أن نقول أن الأجر القاعدي المضمون في الجزائر هو سبعة أضعاف مثيله في مصر كما انه في الجزائر لا يوجد من يسكن المقابر كما هو الحال في مصر وهذا دون الدخول في تفاصيل الفوارق في عدد البطالين والفقراء والتي هي فوارق شاسعة ، كما أن مصر تعرف فوراق كبيرة جدا في الأجور بين مختلف الوظائف فبينما يعاني الموظفون من أجور زهيدة جدا توجد طبقات لها أجور عالية جدا كالإعلاميين والرياضيين والمسئولين الكبار هذه الفارق اقل بكثير في الجزائر وهذه بعض الميزات التي توجد في الجزائر ولا توجد في مصر:
1- هناك صيغ عديدة للسكن أكثرها شيوعا السكن الاجتماعي وهو بسيط جدا وبمبلغ زهيد ومخصص للفئات ذات الدخول الضعيفة أما في مصر فيكفي أن نقول أنها البلد الوحيد في العالم الذي به مواطنون يسكنون المقابر –حوالي 2 مليون-
2- هناك صيغ عديدة لتشغيل الشباب كما انه استحدثت مؤخرا منحة للبطالين في الجزائر
3- المديونية الخارجية للجزائر صغيرة جدا وهي في طريق الانتهاء بينما في مصر تفوق 40 مليار دولار
4- للجزائر احتياطي ضخم بالعملة الصعبة مخصص كصمام أمان للاقتصاد الذي مازال يعتمد على النفط.
5- مجانية وإجبارية التعليم ومجانية الصحة والدواء
6- الدعم الكبير للمواد الغذائية الأساسية
كل هذه النقاط الهامة إضافة أخرى عديدة لا يتسع المقام لذكرها كلها تشكل فارقا صارخا بين الجزائر ومصر
3- مقارنة الوضع السياسي والديمقراطي:
1- سيطرة الجيش على السلطة في مصر وحتى بعد رحيل مبارك ، أما في الجزائر وعند قدوم بوتفليقة فقد حجم هذا الأخير دور الجيش في مهامه الدستورية فقط وكانت البداية من خلال إقالة بوتفليقة للجنرال القوي العماري وبعدها قيامه بتعيين ولأول مرة وزير منتدب للدفاع ثم قيامه بسلسلة تعيينات على هرم مختلف القوات المسلحة كما انه في مصر لم يكن يوجد لقب الرئيس السابق أما في الجزائر فقد تعاقب على رئاستها أكثر من 7 رؤساء ومنهم ثلاثة على قيد الحياة
2- مبارك وعائلته وحسب الإعلام الغربي استحوذوا على ثروة قاربت 70مليار دولار وهذا الأمر غير موجود تماما في الجزائر
3- السياسة الخارجية المصرية كانت عميلة لاسرائيل وأمريكا وشاركت في ارتكاب المجازر ضد الفلسطينيين والعراقيين أما الجزائر فالعكس تماما والمقام لايتسع لنستفيض في هذا الموضوع.
4- في الجزائر ومنذ أحداث ثورة أكتوبر 1988 فهناك مجال للتعبير عن الرأي اكبر بكثير مما هو كائن في مصر فالجزائريون يعبرون عن آرائهم بحرية وينتقدون النظام والرئيس بشكل عادي جدا في البيوت والمقاهي والتجمعات وبشكل علني دون أن يعترضهم احد أما في مصر فلم يكن أي شخص يتجرأ حتى بينه وبين نفسه على الإساءة إلى النظام بل ويتنافسون في الإعلام على امتداحه والتغزل فيه وهاهم الآن انقلبوا عليه 180درجة!!!!
5- يحظى الرئيس بوتفليقة باحترام وحب اغلب الجزائريين تقديرا له على تاريخة الجهادي ضد الاستعمار وعلى إرجاعه الأمن للجزائريين والقضاء على المديونية الخارجية بعد سنوات عصيبة جدا وهو في نظرهم يحتاج فقط لمزيد من الوقت للإصلاح
وعليه فبجميع المقاييس هناك فرق شاسع بين الجزائر ومصر، وهنا قد يطرح علي سائل سؤالا: إذن فالأوضاع في الجزائر مثالية؟ فأجيب: لا ولكننا الأقل سوءا بين الدول العربية إلا لم نكن الأفضل على الإطلاق( قد تكون دول الخليج أفضل من الجزائر من حيث المستوى المعيشي دون أن نجزم بذلك لأنه وفي السعودية مثلا –أغنى الدول العربية- 70بالمائة من السعوديون يؤجرون سكناتهم وبأسعار غالية جدا ، إضافة إلى الانغلاق السياسي التام فلا اثر لحرية التعبير قيد أنملة) ومع ذلك توجد العديد من النقائص في الجزائر والتي توجد حتى في كبريات الدول العظمى فهناك الفساد (الذي لا تخلو دولة منه فأمريكا مثلا من أكثر الدول فسادا مع أنها سيدة العالم) والرشوة والمحسوبية وغيرها ولكنها مشاكل لا تستدعي ثورة أبدا ولا ترقى أبدا إلى ماهو موجود في مصر بل فقط الصبر والنضال السياسي السلمي والعمل الجاد من أجل الرقي بهذا البلد الكبير.
لذلك فكل من يهول لقيام ثورة في الجزائر هو إما جاهل أو متجاهل حاقد.