المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصائد من الرصاص


غزة اميرتي
2008-08-07, 17:50
الاستشهادي ...صورة مرعبة وفاتنة في آن واحد ، مرعبة في صدور عشاق الليل ، فاتنة في قلوب الظامئين لوجه الصباح ، هذه الصورة تتنقل بين معانيها في قصائد الشعراء ، ولذا فليس غريبا أن نجد شيئا من هذه المعاني عند الشاعر عبد الرحمن بارود ، يحكي على لسان الشهيد السعيد بعض ما قالته الأحداث إلى الأعداء ، وهو هنا يترك لخياله أن يحلق في الكلمات التي نطقت بها الشظايا ولم تنطق بها الشفاه وما أجمله من تعبير رقيق بكلمات سهلة لكنه يحمل في ثناياه الوعيد للمحتلين في تحية إلى أبطالنا الاستشهاديين :

أمُحرّقي بشواظ نارك خُذ نصيبَك من حريقي
دوّت رعودي القاصفاتُ عليكَ والتمعتْ بُروقي
خذ هذه الأقساط واخصمها من الدين العتيقِ
أنا صخرةٌ صمّاء من لهبٍ من القعر السحيقِ
سجّل لديك اسمي سعيدٌ والألوفُ على الطريقِ
ثم هو يعود بعد ذلك على لسان البطل يجدد العهد ، ويقبض بأياديه على الولاء للرصاص الذي ينطلق تحت راية الله العزيز ، لا يخاف من الردى وكيف يخاف والحياة والأجل قد سطر في الكتاب وحدده المولى عز وجل ....ثم هو من كتائب القسام التي لا تحيد عن حقها ولا تميد حتى لو مادت الجبال !!!

لا أستقيلُ ولا أقيلُ ، أقول ما قالَ الأسودُ
أنا في كنانةِ سيّد الثقلين صاروخٌ جديدُ
وعلى الزناد أصابعي فإذا انطلقت فلا أعودُ
لا ينقصُ الأجلُ المسطّر في الكتاب ولا يزيدُ
أنا من بني القسّام إن مادَ الجبال فلا أميدُ
الشاعر فريد سرسك يحمل نصل قلمه مدافعا عن الشهداء ...إنه يدافع عن حقهم في نيل الحرية والكرامة ..يدافع عن أحقيتهم في دفع الظلم ، من هنا انطلقت قصيدته ( لستَ بالإرهابي) كرصاص كثيف يصيب ألسنة من وصموا عمليات حماس الاستشهادية بالإرهاب ، وهنا يبرز دور الشعر الكبير في الدفاع عن قيم الجهاد ومعلني المقاومة ومكانة الشعر في المعركة.

إفهم عليّ
فلستَ إرهابي
إذا فجّرتَ وجهك في دفاترهم
إذا دافعتَ عن غرناطة الفرس الأخيرْ
ونثرتَ روحك في الشوارع كالعبيرْ
أسرجْ خيولك يا صغير السن
واخترق الصفوف فليس من يعطيك ’فيتو‘
يا صديقي غير ساعدك الصغيرْ
من بين الصور الجميلة المعبرة والمعاني الأصيلة من بين الموسيقى الداخلية البديعة يأتي دفاع الشاعر عن المقاومة مذكرا من نسي منهم بسجل الدم الذي كتبه المحتل بآهات شعبنا وأشلاء أبنائنا ، داعيا من كل من يسطر ملاحمه بالفداء أن لا ينثني عن درب الرصاص ...درب الحماس :

فَجّر عليهم كبرياءهم الضعيف المستعار
إياك أن تصغي لما قالوه إنك قاتل يا عنفوان الورد
والليلكْ
سنابك خيلهم غرقت ببحر رفاتنا والخيلَ لكْ
ورصاصهم ما زال يمطر في جماجمنا
وجرافاتهم تقتات من دمنا
وتنهش ما تبقى من خدود الورد في دفلى دمكْ
الساح ساحك فاعبر الساحات فوق صهيلك المآسي
رمحاً في الفَلَكْ