المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صراع المحبين


حسام حسام
2008-08-06, 11:03
سمعت أن احد المستشرقين قد كتب كتابا بعنوان *ناس سكرو في محبة الله * وذكر فيه ان هناك كثيرا من الناس احبوا الله كثير وهاموا به وفيهم من جن بسبب محبته لله والشوق اليه ، وسمعت ان منهم من اضر به الشوق حتى قضى عليه وسئل الامام الجنيد عن محبة الله فسبكته العبرة واصفر لونه وقال عبد ذاهل عن نفسه منقطع لذكر ربه ناظر اليه بقلب اذهبت نفسه انوار هيبته وصفى شربه من كأس وده ثم استرسل في كلامه وقال انه ان تكلم فعن الله وان سكت ففي الله كانه يشير الى كلام الله ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله .
وتفيئة ظلال المحبين فوجدتهم كثر فرأيت ابن رواحة وهو يستعد الى مؤتة يغضب حين دعوا له محبيه بسلامة واشار في بعض شعره الى انه يحب ان يمزق في سبيل محبوبه ، وتشير كثير الروايات الى ان ابن السكن مع قوم من الانصار تخطفتهم الاسنة بين يدي رسول الله في احد والبسمة تتراقص على وجوههم ورأيت رسول الله يعاني في الطائف ويصيبه من احجار القوم وقد اغروا عليه سفائهم فادموا قدميه فلم يعجزه الا خوفه ان يكون حبيبه غير راض عنه ، ورأيت مسيحيا يحب الله ويقتل من اجل ذلك وهو يتغنى والسيف يشق السماء هاويا على رأسه : أيتها المحبة التي مداها لا يحدّ
مومآثمي ابتلعتها مع أنها بلا عدد
يزول خوفي إذ مخلّصي الحبيب أنظر
وإن تهب الريح والأمواج فوقي تهدر
وفارقتني قوتي وصحتي والأصدقا
تظل نفسي حبلها بمن فداها ثقا
ويتلوا اخر من ايات الانجيل : الرب إلهنا رب واحد. فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوّتك“ فيهيم به فلا تسال عن حاله ، ورأيت هنا وهناك المحبين بين الظلام الدامس يتهامسون بمناجات تقرع القلوب وتأخذ بالالباب تفوح منها رائحة الشوق وعبير المحبة .
فكل هؤلاء يحبون الله ولا اشك في صدق حبهم لكن الغريب ان كل هؤلاء المحبين قد تباينت مناهجهم وتباعدت طرقهم فاحترت في امر الحبيب وهو يسمع الى كل هذه الاصوت المسافرة الى السماء وهي تقرع باب الاجابة بشدة وادب وهم يلهجون يا ربنا يا مخلصنا يا مليكنا يا حبيبنا ...ان القلوب لتتراقص طربا بذكرك وان النفوس لتلهج بثناء عليك امطرنا من غيث محبتك وبرد رحمتك تجلى الينا بانوار فتحاتك افتح علينا يا مليكنا .
يسمع صوت رابعة في جنح الليل وقد طب منها زوجها ان تريح نفسها وتنام قليلا فتجيبه وهي المحبة الولهة كيف ينام من علم ان حبيبها لا ينام وتتغني ببعض الشعر :
حبيبي لا يدانيه حبيب ****وما لسواه في قلبي نصيب
حبيب غاب عن عيني وحسي ****وانه عن فؤادي لا يغيب
لا تقل عليها دموع الراهب في صومعته وهو يلهج بثناء عليه ، كل هذا التباين بين المنادين والطالبين اثرت في نفسي اصابتني بالحيرة وانا في حيرتي هذه اذا بصوت الشادي يدندن بابيات من الشعر يرفع بها عقيرته
أول العشق مزاح وولع -----------ثم يزداد اذا زاد الطمع
كل من يهوى وان غالت به ---------رتبة الملك لمن يهوى تبع
نعم- صدق –كل من يهوى وان غالت به ---------رتبة الملك لمن يهوى تبع
فتذكرت من كثير الايات التي احفظها قوله تعالى : قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله
لم ينفي الله المحبة على العاص ولا الكافر ولكن المشكلة في محبته هو فمحبة الله لا ينالها من عصاه واعرض عن ذكره ان كميات المدعين لا يقبلهم الله ولا يراعي فيهم تعبهم وشقاهم ولا يقبل الا من اتبع محمد بن عبد الله نعم ان الله كبير وعزيز لا يابه الى كثير الكلمات الفارغة ولا الى دعوى العشق والهيام التي تترقرق بين جوانح الليل من قلوب اثمة لم تنحن الى خالقها بالاذعان انما خلقت لنفسها دينا كان الله فيه هواهم ونسبوه اليه سبحانه والله منه بريئ وهنا تأكدة ان الشيطان لا تضره كثير كلمات الثناء واهازيج المدح فقد قام هو بتمثيلية المدح حين قال بعزتك لأغوينهم اجميعين ولو علم قدر عزت الله ما عصاه وقد قال ابن تيمية ما سب احد الله اودينه الا وقد نفي اجلاله في قلبه وقد ارتد جهل بذلك او علم ...وأخذت كتاب الله ووضعت نفسي بين يدي سورة الاعراف واستمعت الى الله اذ يقول :
قال الله تعالى في سورة الأعراف { وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين و نادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون } (

tarek100
2008-08-06, 11:11
ثبت الكتابة مش قادر نقراها كيما هاك
tareek:1: