المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تتّخذ قراراتك بنفسك ؟


sososeya
2011-02-04, 14:04
أوّلاً وقبل كلّ شيء ، لا بدّ من أن تتذكّر أنّ الحريّة ـ حقّ الحريّة ـ هي الامتناع عن أي استجابة لأيّ ضغط سلبيّ يستهدف النيل


من عزّتك وكرامتك وشخصيتك وإيمانك .


وقد يجهل بعض الشبان من حديثي العهد بالتجربة الحياتية ، معرفة الصحيح من الخطأ في اتخاذ القرار ، فيقعون تحت ضغط


الجهل مترددين ، أو قد يقدمون دون مراعاة أو حساب للنتائج ، ولأجل أن تخفف من وطأة الضغط في اتخاذ القرار المناسب ضع


أسئلة لاكتشاف الصحيح ، من قبيل :



ـ هل هذا العمل يسيء إلى شخصيّتي ، أو أحد ممّن تربطني به علاقة حب واحترام ؟


ـ ماذا يقول عقلي وضميري عن ذلك ؟


ـ هل هذا من العدل والإنصاف ؟


ـ ما ردّ فعلي لو فعله غيري ؟


ـ ما شعوري لو فعلته ، هل سأكون راضياً مقتنعاً ، أو نادماً متألماً ؟


ـ ما هو رأي الذين أثق بهم وأحترمهم من الكبار في هذا العمل أو الخيار ؟


ـ هل هذا يرضي الله سبحانه وتعالى أم يسخطه ؟


ـ ما هي عاقبته ونتائجه ؟


ـ ما هي نسبة سلبياته في قبال إيجابياته ؟


ـ ما هو المعنى المحدّد للألفاظ والمصطلحات الواردة فيه ، فمثلاً ما معنى (العيب) : هل هو ارتكاب المحرّم شرعاً ؟


أم الذي يبيحه الشرع ويستنكرهُ الناس ؟ أو الحرج النفسي الشديد الذي تسببه لي تربيتي البيتية ؟


إنّ معرفة الإجابة عن هذه الأسئلة أو بعضها يقيك الوقوع تحت مطرقة الضغط ، وكلّما كانت ثقافتك الإسلامية أوسع ، كان الضغط عليك أخفّ .


ومن هنا فإنّ المراد بـ (التفقّه في الدين) هو الثقافة الاسلامية بإطارها الواسع ، وليست الثقافة الشرعية الواردة في كتب الفقه


والرسائل العملية والمتضمنة لمسائل الحلال والحرام .


- العقل الجمعيّ :
أنّ الجماعة تعدّ ضاغطاً اجتماعياً كبيراً . وبالطبع يكون مردود الضغط سلبياً بشكل خاص عندما تكون الجماعة ضالّة مضلّة ، أي


التي تسخّر جهدك وطاقتك ومواهبك في خدمة مآربها السيِّئة وأغراضها الدنيئة .


فلقد اعتبر (العقل الجمعي) وهو انصياع الفرد لما تردده الجماعة حتى ولو لم يكن على قناعة تامّة به ، عقلاً سلبياً في مردوده


على الفرد ، وإن كان إيجابياً في مردوده على الجماعة . ففي بعض الدراسات الجماهيرية(()) يعبّر عن جمهور العقل الجمعيّ بـ


(الجمهور النفسي) وهو كائن مؤقت منصاع للغرائز ، وقد يعبّر عن الشعور بالقوّة ، لكن صفات الجماعة هي التي تنعكس فيه ،


وليس صفات الفرد .


اُنظر إلى نفسك ـ مثلاً ـ وأنت تشارك في تظاهرة ، سترى أ نّك لا تتصرّف كشخصية مستقلة وإنّما كجزء من جمع .


ولهذا السبب نفهم لماذا طالب الله سبحانه وتعالى المتهمين رسوله الكريم محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) بالجنون أن


ينفضّوا عن الجماعة ، ويتحاور كلّ إثنين مع بعضهم البعض ، أو كلّ فرد يخلو إلى نفسه فيحاورها ، ليروا مدى صحّة هذا الاتهام أو


بطلانه : (قل إنّما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى وأن تتفكّروا ما بصاحبكم من جنّة ) .


فالعقل الجمعي لا يعطي الفرصة في استقلالية التفكير ، وتكوين القناعة الشخصية (http://www.bnat16.com/60734-%D8%B3%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A9-%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%84%D8%A9-%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%AE%D8%B5%D9%8A%D8%A9.html)، فحتى لو كانت الجماعة صالحة ، فلا بدّ من


أن يخلو الانسان مع نفسه للتبصر في قراراتها وأدائها ومسيرتها ، وهذا هو معنى (الاعتكاف) في الاسلام ، فليس هو مجرد


انقطاع عن الناس لأجلّ التعبّد ، وإنّما هو خلوة مع النفس لمراجعة حساباتها .


وعلى هذا أيضاً ، فإنّ تنمية الثقة بالنفس والقدرة على صنع القرار واتخاذ الاختيار المناسب ، تعدّ عاملاً مهماً من عوامل مواجهة


الضغوط ، فحتى لو هتف الناس بأ نّك ضعيف ، وأنت تشعر بالقوّة من خلال امتلاكك لامكاناتها ، فيجب أن يطغى شعورك بالقوة


على هتافهم بضعفك ، فقد ورد في الحديث أ نّه لو كان بيدك (جوزة) وقال الناس عنها أنّها (لؤلؤة) فلا يجعلك ذلك تصدّق


إدعاءهم أنّها (لؤلؤة) . ولو كان في يدك لؤلؤة وقال الناس عنها أنّها جوزة ، فلا يقلل ذلك من قيمتها في نظرك فتنخدع بما يقولون .


إنّ معرفتك بقدر نفسك تساعدك كثيراً في عدم الاهتزاز أمام الضغوط التي تمارس ضدّك .


- حاذر من الانسياق إلى مقولات :


ـ (لا أستطيع السيطرة على نفسي ، هذا الشيء أقوى منِّي) .


ـ (لا أريد أن أتمرّد خارج السرب ، أو أكون خارج قوس) .


ـ (إذا لم أفعل ذلك فسيظنّون بي الظنون ، أو يسخرون منِّي) .


ـ (كلّهم يفعل ذلك ، هل بقيت عليَّ)



فهذه المقولات معاول تهدّم صرح ثقتك بنفسك ، وتهدّ بنيان مقاومتك ، وتقوّض قراراتك واختياراتك .


فهل تعتقد أنّ النبيّ نوحاً (عليه السلام) كان يمكن أن ينجز التكليف الإلهيّ ببناء السفينة لينقذ خيرة الناس من المؤمنين ، لو


انهار أمام سخريّة الذين كانوا يمرّون عليه وهو يبنيها وهم يضحكون من عمله ويستخفّون به ؟


فإذا اقتنعت بصلاح عمل فلا تعر أذناً صاغية لكلام الناس ، وإذا اقتنعت ببطلان عمل فلا تهتم بما يدّعون من أ نّه صالح ، أو يجب


الأخذ به ، فهم لا ينطلقون دائماً من حجّة دامغة أو برهان ساطع أو دليل قاطع ، بل كثيراً ما يطلقون الكلام على عواهنه ، ولعلّك


تتذكر قصّة (جحا والحمار) فلقد اعترض الناس على كلّ الحالات التي تعامل بها مع حماره .


فحينما سار هو وابنه خلف حمارهما انتقدهما الناس بأ نّهما لم يستفيدا من واسطة النقل المتاحة ، وحينما ركبا عليه معاً ،


قالوا : إنّهما ظالمان قاسيان فقد أثقلا ظهر الحمار ، وحينما ركب الأب وسار الابن خلف الحمار ، اتهموا الأب بالأنانية لأ نّه لم


يركب ولده ، وحين ركب الولد وحده ، قالوا عنه أ نّه عاقّ لأبيه ، وحين حملا الحمار على عاتقيهما سخر الناس من بلاهتهما !


ومن أبلغ ما يمكن أن تتذكره ، وأنت تشقّ طريقك بخطى واثقة في زحام كلام الناس ، قول موسى (عليه السلام) لله تبارك


وتعالى : «ربّ نجِّني من ألسنة الناس ! فجاءه النداء : يا موسى ! أنت تطلب منِّي شيئاً لم أصنعه لنفسي» !!


وحتى لايختلط الفهم ويساء ، فليس كلّ كلام الناس مرفوضاً ، ففيه الصائب وفيه الحقّ ، وفيه الخير ، وفيه الصالح ، وفيه النافع .


ولكنّنا نشير إلى كلام أولئك الذين يثبّطون العزائم ، ويسخرون من العاملين ، ويضغطون عليك لتمارس عملاً منكراً لأ نّهم عملوه


، أو تترك معروفاً لأ نّهم تركوه ..


أولئك يريدون أن يوقعوك في الحفرة التي وقعوا فيها .


فدقِّق النظر جيِّداً ، فلقد قيل لحكيم : من أين تعلّمت الحكمة ؟ فقال : من العميان ، لأنني رأيتهم لا يقدّمون رجلاً ولا يؤخرون


أخرى إلاّ بعد أن يتثبّتوا من مواضع أقدامهم !!


- كيف تحقق ذاتك :


لخص عالم النفس ( ماسلو ) الصفات المميزة لمن استطاعوا تحقيق ذاتهم في الآتي:


1- انهم يدركون الحقيقة بكفاءة , و يستطيعون تحمل التأرجح بين الشك واليقين


2- يتقبلون ذاتهم كما هي والآخرين كما هم


3- أنهم تلقائيين في تفكيرهم و سلوكهم


4- أنهم يركزون اهتماماتهم في المشاكل أكثر من تركيزهم على ذاتهم


5- يتحلون بملكة الفكاهة


6- مبدعين وخلاقين


7- يقاومون التشكل الحضاري الدخيل - ولكن دون تحفظ متزمت -


8- أنهم يهتمون بسعادة الانسان والبشرية


9- أنهم قادرين على التقدير العميق للتجارب الأساسية في الحياة


10- أنهم يقيمون علاقات مشبعة مع القلة وليس مع الكم من الناس


11- ينظرون للحياة نظرة موضوعية


والآن ماذا تفعل لكي تحقق ذاتك؟


1- مارس حياتك كالطفل !! ( اي باستغراق واهتمام كامل )


2- جرب دائماً الجديد و لا تلتصق بالقديم


3- استمع الى احساسك الخاص في تقديرك للتجارب - وليس لصوت التقاليد او السلطة او الغالبية -


4- كن مخلصا وتجنب المظاهر


5- ليكن لك رأيك المستقل .. وكن مستعدا لتكون غير محبوب اذا كانت آرائك تختلف مع الاغلبية


6- تحمل المسئولية


7- اعمل بجدية في ماتقرره


8- حاول استكشاف عيوبك ودفاعاتك اللاشعورية , وتحلى بالشجاعة في القضاء عليها.