الكهف الجزائري
2007-06-16, 09:30
بذل وإنفاق أبي بكر الصديق
كان أبو بكر رضي الله عنه موسرا وغنيا من أغنياء قريش، ذا مال كثير، سلّطه الله عليه لإنفاقة في سبيل نصرة الإسلام والمسلمين·
ذكر صاحب كتاب الإصابة أن أبا بكر قد أسلم وله أربعون ألف درهم أنفقها كلها في سبيل الله ولما هاجر إلى المدينة أخذ ماله وترك أهله وأنفق ما أخذه في سبيل الله·
فهو الذي اشترى بعيرا وقدّمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليحمله إلى يثرب، وهو الذي اشترى الأرِقّاء الذين أسلموا وحررهم من ظلم الطواغيت، فقد أعتق بلال بن رباح وعامر بن قهيرة ونذيره والنهدية وابنتها وجارية بني المؤمل وأم عبيس·
ولقد اعترف له الرسول صلى الله عليه وسلم ببذله وإنفاقه في سبيل هذا الدين فقال صلى الله عليه وسلم: ''إن من آمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام) وحينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينشد المسلمين إلى التبرع والإنفاق كان لا يتقدم على أبي بكر أحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم·
روى الإمام الترمذي رحمه الله في سنته عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: سمعت عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يقول: ''أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق، فوافق ذلك مالا، فقلت اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما، قال''فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ماذا أبقيت لأهلك قلت مثله·
وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال: يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: والله لا أسبقه إلى شيء أبدا) قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح·
ومن الذين كان ينفق عليهم أبوبكر ابتغاء وجه الله مسطح بن أثاثة الذي شارك في حديث الإفك، واستمر أبو بكر بالإنفاق عليه بعد حديث الإفك بتوجيه من ربه بعد أن حلف أن يوقف نفقته عنه·
قال تعالى: ''ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله، وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم''·
ولما سمع أبوبكر هذه الآية قال: ''والله إني أحب أن يغفر الله لي والله لا أنزعها أبدا''·
وهكذا نرى كيف خرّجت مدرسة النبوة ذلك الجيل الفريد، حيث استجاب لما دعاه الله والرسول في مثل قوله تعالى: ''وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه''- سبأ· وقوله ''وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقوا إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون''- البقرة· وقد أرشدت الآيات إلى أن أي إنفاق في مرضاة الله يعوضه سبحانه لصاحبه في الدنيا والآخرة أو في إحداهما، فلا يمن به على أحد والله تعالى عليم بأي إنفاق في الخير، فيجازي عليه كما قال في سورة البقرة ''وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم''·
وإن كان من شيء يتمنى المؤمن مثله فهو أحد شيئين: المال الذي ينفقه صاحبه في الخير· والعلم والقرآن الذي يعلمه ويقضي به صاحبه، قال صلى الله عليه وسلم ''لا حسد إلا في اثنتين: رجل أتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل أتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها'' متفق عليه من رواية بن مسعود·
ولو تيقن العبد حق اليقين أنه في كل يوم ينزل ملكان يقول أحدهما اللهم اعط كل منفق خلفا وعوضا، ويقول الآخر اللهم اعط كل ممسك عن الإنفاق تلفا وضياعا، لما تأخر أحدنا عن النفقة في كل يوم ولو بالقليل الموجود، لأن دعاء الملائكة مستجاب كما أخبر الصادق المصدوق، صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم'' ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم اعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم اعط ممسكا تلفا'' متفق عليه·
والبخل لا يأتي بخير، فهو يضيق على صاحبه صدره ويجعل نفسه مضطربة ويده منقبضة ويفضحه ويعرضه للشقاء النفسي خصوصا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ''مثل البخيل والمنفق، كمثل رجلين عليهما جُنّتان من حديد ''الجنة يعني الدرع'' من ثديهما إلى ترقيهما ''ترقوة تعني العظم بين ثغرة الرقبة والكتف'' فأما المنفق فلا ينفق إلا سبغت ''امتدت أو وفرت على جلده حتى تخفي نباته وتعفو أثره، واما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئا إلا لزقت كل حلقة مكانها، فهو يوسعها فلا تتسع'' متفق عليه.
كان أبو بكر رضي الله عنه موسرا وغنيا من أغنياء قريش، ذا مال كثير، سلّطه الله عليه لإنفاقة في سبيل نصرة الإسلام والمسلمين·
ذكر صاحب كتاب الإصابة أن أبا بكر قد أسلم وله أربعون ألف درهم أنفقها كلها في سبيل الله ولما هاجر إلى المدينة أخذ ماله وترك أهله وأنفق ما أخذه في سبيل الله·
فهو الذي اشترى بعيرا وقدّمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليحمله إلى يثرب، وهو الذي اشترى الأرِقّاء الذين أسلموا وحررهم من ظلم الطواغيت، فقد أعتق بلال بن رباح وعامر بن قهيرة ونذيره والنهدية وابنتها وجارية بني المؤمل وأم عبيس·
ولقد اعترف له الرسول صلى الله عليه وسلم ببذله وإنفاقه في سبيل هذا الدين فقال صلى الله عليه وسلم: ''إن من آمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام) وحينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينشد المسلمين إلى التبرع والإنفاق كان لا يتقدم على أبي بكر أحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم·
روى الإمام الترمذي رحمه الله في سنته عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: سمعت عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يقول: ''أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق، فوافق ذلك مالا، فقلت اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما، قال''فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ماذا أبقيت لأهلك قلت مثله·
وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال: يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: والله لا أسبقه إلى شيء أبدا) قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح·
ومن الذين كان ينفق عليهم أبوبكر ابتغاء وجه الله مسطح بن أثاثة الذي شارك في حديث الإفك، واستمر أبو بكر بالإنفاق عليه بعد حديث الإفك بتوجيه من ربه بعد أن حلف أن يوقف نفقته عنه·
قال تعالى: ''ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله، وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم''·
ولما سمع أبوبكر هذه الآية قال: ''والله إني أحب أن يغفر الله لي والله لا أنزعها أبدا''·
وهكذا نرى كيف خرّجت مدرسة النبوة ذلك الجيل الفريد، حيث استجاب لما دعاه الله والرسول في مثل قوله تعالى: ''وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه''- سبأ· وقوله ''وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقوا إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون''- البقرة· وقد أرشدت الآيات إلى أن أي إنفاق في مرضاة الله يعوضه سبحانه لصاحبه في الدنيا والآخرة أو في إحداهما، فلا يمن به على أحد والله تعالى عليم بأي إنفاق في الخير، فيجازي عليه كما قال في سورة البقرة ''وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم''·
وإن كان من شيء يتمنى المؤمن مثله فهو أحد شيئين: المال الذي ينفقه صاحبه في الخير· والعلم والقرآن الذي يعلمه ويقضي به صاحبه، قال صلى الله عليه وسلم ''لا حسد إلا في اثنتين: رجل أتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل أتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها'' متفق عليه من رواية بن مسعود·
ولو تيقن العبد حق اليقين أنه في كل يوم ينزل ملكان يقول أحدهما اللهم اعط كل منفق خلفا وعوضا، ويقول الآخر اللهم اعط كل ممسك عن الإنفاق تلفا وضياعا، لما تأخر أحدنا عن النفقة في كل يوم ولو بالقليل الموجود، لأن دعاء الملائكة مستجاب كما أخبر الصادق المصدوق، صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم'' ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم اعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم اعط ممسكا تلفا'' متفق عليه·
والبخل لا يأتي بخير، فهو يضيق على صاحبه صدره ويجعل نفسه مضطربة ويده منقبضة ويفضحه ويعرضه للشقاء النفسي خصوصا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ''مثل البخيل والمنفق، كمثل رجلين عليهما جُنّتان من حديد ''الجنة يعني الدرع'' من ثديهما إلى ترقيهما ''ترقوة تعني العظم بين ثغرة الرقبة والكتف'' فأما المنفق فلا ينفق إلا سبغت ''امتدت أو وفرت على جلده حتى تخفي نباته وتعفو أثره، واما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئا إلا لزقت كل حلقة مكانها، فهو يوسعها فلا تتسع'' متفق عليه.