تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بطالة


lili2
2011-02-03, 22:01
بمناسبة إطلاق "السنة الدولية للشباب" من قبل منظمة الأمم المتحدة ،صدر تقرير خاص أعدّته منظمة العمل الدولية. بعنوان "إتجاهات الإستخدام العالمية للشباب للعام 2010 ". يتناول هذا التقرير الأوضاع التشغيلّية للعمال الشباب والظروف التي يعيشونها في ظل الأزمة الإقتصادية العالمية – الأزمة الرأسمالية .التي أدت إلى إرتجاج كبير في الأوضاع الإقتصادية العالمية ، تَبِعه ركود إقتصادي وإنهيارات مالية لمؤسسات عولمية ، وبطالة وفقر .ليس فقط في الدول المُتقدمة ،بل وفي جميع أنحاء العالم .

وفق هذا التقرير يظهر لنا أنه "من بين 620 مليون شاب ناشط إقتصادياً ضمن الفئة العُمرية المتراوحة بين 15 – 24 عاماً بات 81 مليون منهم في حالة البطالة في نهاية 2009 ، وهذا الرقم هو الأعلى حتى الآن بحيث يفوق المُعدّل المُسَجّل في العام 2007 ب 7.8 مليون شاب عاطل عن العمل .أي إرتفاع معدل بطالة الشباب من 11.9 بالمئة في العام 2007 إلى 13% في العام 2009." ووفقاً لتوقعات المنظمة :"قد يتفاقم مُعَدّل البطالة العالمية لدى الشباب صعوداً من خلال العام 2010 ، ليبلغ 13.1 بالمئة …. كما يُشير التقرير إلى معدّلات البطالة لدى فئة الشباب أَثبتت تأثرّها بالأزمة الإقتصادية أكثر من معدّلات البطالة لدى فئة الراشدين ،وأن إمكانية إنتعاش سوق عمل الشبان والشابات تتخلّف وراء َ إمكانية إنتعاش سوق العمل لدى الراشدين." مِمّا يُؤَكِد لنا أنَّ الضحية الأولى للأزمةِ الإقتصادية هُم شباب وشابات هذا العصر ، لكنَّ أثر هذه الأزمة هُو أكبر بِكثير على شباب الدُول النامية والفقيرة أَو ما يُعرَفْ ب "الإقتصادات الناشئة" حيث :" يَتَجَسَد في إرتفاع نِسبة البَطالة وفي المَخاطر الإجتماعية المُرتَبِطة بالإِحباط والتوقف عن العَمل فترة طويلة ."

ووفقَ التقرير نجد أنه في الإِقتصادات الناميَة :"يعيش 90 بالمئة من الشباب ،تعتبر هذه الفِئَة أكثَر عُرضَةً للبَطالة الجُزئِية والفَقر،أمّا البُلدان المُنْخَفِضَةَ الدَخل ،فإنّ أثَر الأزمَة الإقتصادية أكثر ما يُترجم في تَقْليص ساعات العَمَل وتخفيض الأُجور للقَلائِل الذين إحتَفَظُوا بالوظائف المَدْفُوعَة الأجر والرواتب وفي زيادة الوظائف الهَشّة في إقتِصاد نظامي مُتَفاقِم الإكتِظاظ." أيّ أنّ الأزمة تَعْصِف أكثر وبِقُوَة في الشباب الذي يعيش في الدول الفقيرة ، مما يُعرِضه لأزمة معيشية – إجتماعية خطيرة جداً.

هذه المُعطيات نعتبرها كارثة للمجمع البشري عامة ، خاصة وأنها تتحدث عن خطر ضياع جيل كامل جراء السياسات الإقتصادية والإجتماعية التي تقوم بها قوى رأس المال ، التي تتحكم بالحركة المالية والسياسة الإقتصادية في عالمنا اليوم. من خلال "التكنولوجيا السياسية " التي طَوّرتها تلك السلطات الرأسمالية بهدف التَحَكُم في كُلِ ما يَتَحرّك في عالمنا وفي المُقَدِّمة الإنسان.

لهذا نَجِد في التقرير " أنّ هذه الإتجاهات سيكون لها تَبِعات خطيرة على فِئَة الشباب مع إنضمام الداخِلين حديثاً إلى سوق العمل ،إلى صفوف العاطلين عن العمل مُسبقاً." ويُحذِر من أزمة إرث "الجيل الضائع" المؤلف من شباب تَسَرّبوا من سوق العمل فاقدين أيّ أمَل بالتَمَكُن من العمل لتأمينِ عيشٍ لائق." وعبارة "الجيل الضائع" هي ما إفتَتَح بِه الروائي الأمريكي الشهير إرنست همنغواي روايته الشهيرة "ستشرق الشمس أيضًا " بقوله "إنّكُم جَميعاً جيلٌ ضائع ..! "وكانت روايته الأولى التي صدرت في العام 1926 وتناول فيها أزمة الشباب المُغترب وما أُطلق عليه "الجيل الضائع".