hichem.tipazi
2011-02-02, 21:40
هؤلاء المنتفضون...
لا يزال صوت الرفض يتردد... وصدى الثورة يتكرر... ونشوة انتصار الحق تستمر... وحكايات البطولات تخلد... ولا يزال التاريخ يسجل كرامة وعزة شعب أبي... هؤلاء هم المنتفضون... في هذه الأرض... أرض الجزائر...
لابد لنا من العودة، لا بد لنا من وقفة، لنعرف حكاية هذا "الشعب"، هؤلاء الناس من البسطاء ومن "الأغبياء" – كما يصفونهم في سرهم – كلما ذكرت الثروة أو الانتفاضة أو حتى مجرد قول "لا"، لا يهم هذا بقدر ما يهم أن نعرف ماذا فُعل بهؤلاء المتكلمون في سرهم، بهؤلاء المستغبون لرعاياهم، ومن يعتقدون بحمق أنهم عبيدهم، الذين يملكونهم ولا يقدرون على فعل شيء، يسوسون أشياءهم بالظلم والفقر وجهل، وتاريخنا للذين لا يقرونه ليس مملوء فقط بالرفض اللامنتهي على ظلمة الطغاة المستبدين ممن حل في أرضهم أو تولى أمرهم، بل هو تاريخ نهاية الظلم في كل لون و شكل...
وللتاريخ قوله... يقول فيما يحكي الراوي – وكل هذا مسجل في الكتب على رفوف المكتبات – أن هذه الأرض قد حل فيها الرومان غير أن ملكهم لم يدم غير بضع قرون قليلة جدا حيث كانوا هؤلاء في التاريخ يمثلون "حضارة القوة" وأن الكل يسقطون تحتهم لأنهم الأقوى في تلك الحقبة التاريخية، يعلم لمن اطلع كيف جعل من هؤلاء الأمازيغيين عبيدا يبنون لهم صروحهم من البنيات والمدن والمسارح وعبدوا بهم طرق البلاد شرقا وغربا، لم يكفهم ذلك بل استولوا على زرعهم ومعاشهم من الأرض، حتى قال أحدهم "إفريقيا مطمورة روما"، وزادوا على ذلك أن أجبروا هؤلاء الأحرار على أن يتخلوا على معتقدهم بفرض المسيحية، فكانت ثورة الدوناتيين التي استمر ت سنينا وقد كان وقود هذه الثورة هو الخبر والآلهة و لكن لما نقرأ في تاريخ هذه الثورة نكتشف كما اكتشفت ذلك وأنا ادرس القديس أوغسطين وكيف واجه "المهرطقين" من الدوناتيين أنهم ما تجمع تحت رايتهم ذاك العدد الهائل من الأهالي " النوميديين الأمايغيين" إلا لما ألم بهم من ظلم وجور وجوع وجهل الرومان لهم فكانت ثوراتهم التي لم تنتهي بنهاية الحركة الدوناتية بل استمر ليظهر هؤلاء الأبطال من يوغرطة وتاكفاريناس، يشنون حرب الرفض للظالمين...
غير أن طرد الونداليين أفضل من مثال الرومان فقط عبر الونداليون على عقلية مميزة في تلك المرحلة فهم يمثلون الغزاة الممتصين للثروات والمستنزفين والمستغلين بمنتهى الجشع لكل قوت لهؤلاء البشر على هذه الأرض، فقد كان همهم الوحيد هو السرقة والسلب واغتصاب كل ما هو ثمين، بل وفوق ذلك كانوا رمز التدمير والتخريب كل ما فيه خير ونفع للعباد، فكانت نهايته طردا مهينا...
ثم جاء من بعده البيزنطيون الذين لم يطردوا إلا لما تحالفوا مع المسلمون القادمون من الشرق، وكانت للمسلمين حكاية تختلف على هؤلاء الغزاة المستبدين، ولكن هذا لم يستمر طويلا إذا لما كانت الدولة العبيدية والتي أسست الدولة الفاطمية في المشرق بعد طرد لهم من المغاربة الباحثين على الأفضل لهم في الدين والدنيا، والتاريخ يشهد كيف سرق هؤلاء بعد حكم وجيز أموال المغاربة المسلمين ليبنوا بها "قاهرة المعز" ويشيدوا صرحا حضاريا عظيما بأموال هؤلاء الطاردين لهم بعد سلب وغصب كبير، وحجة مذهبية أسست على رفض اجتماعي وقع في البلاد قبل الطرد، لمن يشكك فليرجع وليقرأ حقيقة ما وقع، وليلقى نظرة على الحياة الاقتصادية والاجتماعية لمعرفة الحقيقة...
أما حكاية سقوط الممالك والدول الإسلامية التي قامت في هذه الأرض فيكفي، إطلالة خاصة على الحياة الاقتصادية داخل هذه الممالك والدول حتى نكتشف كيف وقع السقوط، لا أريد أن أكون ماركسيا ماديا في تفسيري التاريخي، ولكنه كلما نظرنا لانتفاضة هؤلاء القوم إلا وجدنا الحياة اليومية بواقعها ومعاشها حاضرا في ثورتهم وكيف يجمعون واقعهم المعيشي سواء من غلاء الأسعار أو احتكار التجار أو غصب الولاة والحكام بفساد حكمهم وزوال ملكهم...
ربما تلك العصور بعيدة عن الجميع علما وقراءة ودراسة في الكثير من الأحياء و ليس من باب النفي الكلي، ولكن هناك العصر الذي هو أقرب للكثيرين، إنه العهد العثماني، تميز العهد العثماني في الجزائر بميزة على غيره من العهود و العصور، فعليه قامت أسس كيان الدولة الجزائرية، من الحدود، والحكم، وقوة لها من الفخر ما يعز لها ممجد، يوما كانت الجزائر قوة مهيمنة في المتوسط والعالم ولها الحق في قول كلمتها وتقرير الكثير من الأمور ومنها اعترافها بقيام دولة الولايات المتحدة الأمريكية أول معترف لها في التاريخ مع تقديم الدعم لها ضد أوروبا التي لم تقبلها، لكن ألأمور في حقيقتها لم تكن كما يتصور، فلو نظرنا قليلا وقريبا من آخر فصول هذه الدولة، وسقوط الجزائر على يد المحتل الفرنسي ماذا كان حالها... ستتعجبون و تستغربون؟؟؟
كانت البلاد تعيش على الفترات الأخيرة على مجموعة من الكوارث الطبيعية منها الزلازل والمجاعات والأوبئة، كلها ساهمت في خلق مجموعة من المشاكل الاجتماعية منها انتشار الفقر والبطالة سوء المعشية، سيطر عليها تجار محتكرون للسلع ويهود مسيرين للديون وحركة من الهجرة من الداخل إلى الساحل ومن الريف إلى المدينة، كما شاعت السرقة القطع الطريق بل أصبحت بعض العروش بأكملها تمارس قطع الطريق، وفوقها كان هناك ذاك الاضطراب السياسي بين الأهالي الجزائريين والسلطة الحاكمة وبخاصة في دفع الضرائب لها، كل هذا والداي وحاشيته تنام على ثروة مالية من الذهب كانت تعتبر أغنى دول العالم في تلك الفترة فتخيل مالا من الذهب ينقل من أسفل القصبة إلى قصر الداي الحالي قبالة فندق الأوراسي خلال 15 ليلة على 50 بغلا محملا بالذهب ليلة كمالة لا تذكر المصادر عدد الذهاب والإياب، عدّ منها دبورمون قائد الحملة الفرنسية على الجزائر ما قيمته 63 مليون فرنك ذهبي، و تشير نفس المصادر على السرقات التي وقعت ولم تحسب في نفس المال الذي وضعت فرنسا يومها يدها على الخزينة، هذا المال الذي لم يستفد منه الجزائريون وجاء الفرنسيون وسرقوه ودولة انتهى أمرها ولم يبنى لهم شيء ولم يقدم منه شيء ولم يساعد به أحد ولم يشترى به حتى غذاء لمن أصيبوا بالمجاعة أو ما دمر منه زلزال 1808، بل سرق منه الكثير يوم خرج العثمانيون ومن قبلها، ولمن لم يصدق فليقرأ ما كانت تقوم به المؤسسات الخيرية في العاصمة فقط ومنها مؤسسة الحرمين الشريفين من أعمال خيرية، وفوقها ماذا كانت تقدم المؤسسات الوقفية سواء التعليمية أو الاجتماعية منها لعلمنا حجم المعاناة الجزائريين في تلك المرحلة، هذا الأمر الذي دونته المصادر وتكلمت عنه الوثائق في تلكم الفترة دفعت يومها بالجزائريين في العاصمة أن دخلوا منازلهم وأفرغوا المدينة وتركوا الداي وحاشيته يواجهون مصيرهم أو بعبارة أكثر عصرية جعل النظام والحكومة تسقط على يد الأجنبي ولم يدافعوا عنها إنها لم تدافع عنهم ولم تقف معهم يوما احتاجوها، لينتهي حكما دام ثلاث قرون...
أما حكم المحتل الذي دام 132 سنة الكل يعلم ماذا تعني هذه السنوات، سنوات من الظلم والجور والاستبداد والتجويع والقتل والسلب والغصب والسرقة وكلم ما هو إجرام في حق هذا الشعب هل دام كل هذا؟؟؟ لا لم يدم بل انتهى وانتهى نهاية نكراء لا مثيل لها، جعلت بعدها يومها الجزائر على عزتها وكرامتها وعظمتها يمشي الجزائري في كل بلاد العالم مرفوع الرأس، غير أن هذا الأمر لم يستمر طويلا حتى عاد المستبد ليفعل ما فعل الأولون من السابقين، ويظنون كما ظن الأولون أن عهدهم باق مستمر لا ينتهي، هي تلك الدروس التي خلدها التاريخ على هذه الأرض لم يحفظها ولم يستوعبها ولم يعمل بها القائمون على أمرنا، الذين لا يزالون مستمرين في غيهم وظلمهم، ويبحثون عن نهاية مماثلة لمن سبقوهم...
هذه هي الحقيقة التي ورثها لنا التاريخ على هؤلاء الرافضون عبر التاريخ كيف كانوا يصبرون على ظلامهم ومستبديهم ومستعبديهم لا خوفا أو رهبة منهم ولمن هي فرصة لهم لعلهم يتراجعون أو يدركون حجم خطئهم ويصححون ويصلحون ويغيرون... لكن يبدوا أنه لا يتعظون .. فماذا ستكون نهايتهم...؟؟؟ إننا ننتظر لنرى نهايتهم ....
بقلم هشام التيبازي / الجزائري
لا يزال صوت الرفض يتردد... وصدى الثورة يتكرر... ونشوة انتصار الحق تستمر... وحكايات البطولات تخلد... ولا يزال التاريخ يسجل كرامة وعزة شعب أبي... هؤلاء هم المنتفضون... في هذه الأرض... أرض الجزائر...
لابد لنا من العودة، لا بد لنا من وقفة، لنعرف حكاية هذا "الشعب"، هؤلاء الناس من البسطاء ومن "الأغبياء" – كما يصفونهم في سرهم – كلما ذكرت الثروة أو الانتفاضة أو حتى مجرد قول "لا"، لا يهم هذا بقدر ما يهم أن نعرف ماذا فُعل بهؤلاء المتكلمون في سرهم، بهؤلاء المستغبون لرعاياهم، ومن يعتقدون بحمق أنهم عبيدهم، الذين يملكونهم ولا يقدرون على فعل شيء، يسوسون أشياءهم بالظلم والفقر وجهل، وتاريخنا للذين لا يقرونه ليس مملوء فقط بالرفض اللامنتهي على ظلمة الطغاة المستبدين ممن حل في أرضهم أو تولى أمرهم، بل هو تاريخ نهاية الظلم في كل لون و شكل...
وللتاريخ قوله... يقول فيما يحكي الراوي – وكل هذا مسجل في الكتب على رفوف المكتبات – أن هذه الأرض قد حل فيها الرومان غير أن ملكهم لم يدم غير بضع قرون قليلة جدا حيث كانوا هؤلاء في التاريخ يمثلون "حضارة القوة" وأن الكل يسقطون تحتهم لأنهم الأقوى في تلك الحقبة التاريخية، يعلم لمن اطلع كيف جعل من هؤلاء الأمازيغيين عبيدا يبنون لهم صروحهم من البنيات والمدن والمسارح وعبدوا بهم طرق البلاد شرقا وغربا، لم يكفهم ذلك بل استولوا على زرعهم ومعاشهم من الأرض، حتى قال أحدهم "إفريقيا مطمورة روما"، وزادوا على ذلك أن أجبروا هؤلاء الأحرار على أن يتخلوا على معتقدهم بفرض المسيحية، فكانت ثورة الدوناتيين التي استمر ت سنينا وقد كان وقود هذه الثورة هو الخبر والآلهة و لكن لما نقرأ في تاريخ هذه الثورة نكتشف كما اكتشفت ذلك وأنا ادرس القديس أوغسطين وكيف واجه "المهرطقين" من الدوناتيين أنهم ما تجمع تحت رايتهم ذاك العدد الهائل من الأهالي " النوميديين الأمايغيين" إلا لما ألم بهم من ظلم وجور وجوع وجهل الرومان لهم فكانت ثوراتهم التي لم تنتهي بنهاية الحركة الدوناتية بل استمر ليظهر هؤلاء الأبطال من يوغرطة وتاكفاريناس، يشنون حرب الرفض للظالمين...
غير أن طرد الونداليين أفضل من مثال الرومان فقط عبر الونداليون على عقلية مميزة في تلك المرحلة فهم يمثلون الغزاة الممتصين للثروات والمستنزفين والمستغلين بمنتهى الجشع لكل قوت لهؤلاء البشر على هذه الأرض، فقد كان همهم الوحيد هو السرقة والسلب واغتصاب كل ما هو ثمين، بل وفوق ذلك كانوا رمز التدمير والتخريب كل ما فيه خير ونفع للعباد، فكانت نهايته طردا مهينا...
ثم جاء من بعده البيزنطيون الذين لم يطردوا إلا لما تحالفوا مع المسلمون القادمون من الشرق، وكانت للمسلمين حكاية تختلف على هؤلاء الغزاة المستبدين، ولكن هذا لم يستمر طويلا إذا لما كانت الدولة العبيدية والتي أسست الدولة الفاطمية في المشرق بعد طرد لهم من المغاربة الباحثين على الأفضل لهم في الدين والدنيا، والتاريخ يشهد كيف سرق هؤلاء بعد حكم وجيز أموال المغاربة المسلمين ليبنوا بها "قاهرة المعز" ويشيدوا صرحا حضاريا عظيما بأموال هؤلاء الطاردين لهم بعد سلب وغصب كبير، وحجة مذهبية أسست على رفض اجتماعي وقع في البلاد قبل الطرد، لمن يشكك فليرجع وليقرأ حقيقة ما وقع، وليلقى نظرة على الحياة الاقتصادية والاجتماعية لمعرفة الحقيقة...
أما حكاية سقوط الممالك والدول الإسلامية التي قامت في هذه الأرض فيكفي، إطلالة خاصة على الحياة الاقتصادية داخل هذه الممالك والدول حتى نكتشف كيف وقع السقوط، لا أريد أن أكون ماركسيا ماديا في تفسيري التاريخي، ولكنه كلما نظرنا لانتفاضة هؤلاء القوم إلا وجدنا الحياة اليومية بواقعها ومعاشها حاضرا في ثورتهم وكيف يجمعون واقعهم المعيشي سواء من غلاء الأسعار أو احتكار التجار أو غصب الولاة والحكام بفساد حكمهم وزوال ملكهم...
ربما تلك العصور بعيدة عن الجميع علما وقراءة ودراسة في الكثير من الأحياء و ليس من باب النفي الكلي، ولكن هناك العصر الذي هو أقرب للكثيرين، إنه العهد العثماني، تميز العهد العثماني في الجزائر بميزة على غيره من العهود و العصور، فعليه قامت أسس كيان الدولة الجزائرية، من الحدود، والحكم، وقوة لها من الفخر ما يعز لها ممجد، يوما كانت الجزائر قوة مهيمنة في المتوسط والعالم ولها الحق في قول كلمتها وتقرير الكثير من الأمور ومنها اعترافها بقيام دولة الولايات المتحدة الأمريكية أول معترف لها في التاريخ مع تقديم الدعم لها ضد أوروبا التي لم تقبلها، لكن ألأمور في حقيقتها لم تكن كما يتصور، فلو نظرنا قليلا وقريبا من آخر فصول هذه الدولة، وسقوط الجزائر على يد المحتل الفرنسي ماذا كان حالها... ستتعجبون و تستغربون؟؟؟
كانت البلاد تعيش على الفترات الأخيرة على مجموعة من الكوارث الطبيعية منها الزلازل والمجاعات والأوبئة، كلها ساهمت في خلق مجموعة من المشاكل الاجتماعية منها انتشار الفقر والبطالة سوء المعشية، سيطر عليها تجار محتكرون للسلع ويهود مسيرين للديون وحركة من الهجرة من الداخل إلى الساحل ومن الريف إلى المدينة، كما شاعت السرقة القطع الطريق بل أصبحت بعض العروش بأكملها تمارس قطع الطريق، وفوقها كان هناك ذاك الاضطراب السياسي بين الأهالي الجزائريين والسلطة الحاكمة وبخاصة في دفع الضرائب لها، كل هذا والداي وحاشيته تنام على ثروة مالية من الذهب كانت تعتبر أغنى دول العالم في تلك الفترة فتخيل مالا من الذهب ينقل من أسفل القصبة إلى قصر الداي الحالي قبالة فندق الأوراسي خلال 15 ليلة على 50 بغلا محملا بالذهب ليلة كمالة لا تذكر المصادر عدد الذهاب والإياب، عدّ منها دبورمون قائد الحملة الفرنسية على الجزائر ما قيمته 63 مليون فرنك ذهبي، و تشير نفس المصادر على السرقات التي وقعت ولم تحسب في نفس المال الذي وضعت فرنسا يومها يدها على الخزينة، هذا المال الذي لم يستفد منه الجزائريون وجاء الفرنسيون وسرقوه ودولة انتهى أمرها ولم يبنى لهم شيء ولم يقدم منه شيء ولم يساعد به أحد ولم يشترى به حتى غذاء لمن أصيبوا بالمجاعة أو ما دمر منه زلزال 1808، بل سرق منه الكثير يوم خرج العثمانيون ومن قبلها، ولمن لم يصدق فليقرأ ما كانت تقوم به المؤسسات الخيرية في العاصمة فقط ومنها مؤسسة الحرمين الشريفين من أعمال خيرية، وفوقها ماذا كانت تقدم المؤسسات الوقفية سواء التعليمية أو الاجتماعية منها لعلمنا حجم المعاناة الجزائريين في تلك المرحلة، هذا الأمر الذي دونته المصادر وتكلمت عنه الوثائق في تلكم الفترة دفعت يومها بالجزائريين في العاصمة أن دخلوا منازلهم وأفرغوا المدينة وتركوا الداي وحاشيته يواجهون مصيرهم أو بعبارة أكثر عصرية جعل النظام والحكومة تسقط على يد الأجنبي ولم يدافعوا عنها إنها لم تدافع عنهم ولم تقف معهم يوما احتاجوها، لينتهي حكما دام ثلاث قرون...
أما حكم المحتل الذي دام 132 سنة الكل يعلم ماذا تعني هذه السنوات، سنوات من الظلم والجور والاستبداد والتجويع والقتل والسلب والغصب والسرقة وكلم ما هو إجرام في حق هذا الشعب هل دام كل هذا؟؟؟ لا لم يدم بل انتهى وانتهى نهاية نكراء لا مثيل لها، جعلت بعدها يومها الجزائر على عزتها وكرامتها وعظمتها يمشي الجزائري في كل بلاد العالم مرفوع الرأس، غير أن هذا الأمر لم يستمر طويلا حتى عاد المستبد ليفعل ما فعل الأولون من السابقين، ويظنون كما ظن الأولون أن عهدهم باق مستمر لا ينتهي، هي تلك الدروس التي خلدها التاريخ على هذه الأرض لم يحفظها ولم يستوعبها ولم يعمل بها القائمون على أمرنا، الذين لا يزالون مستمرين في غيهم وظلمهم، ويبحثون عن نهاية مماثلة لمن سبقوهم...
هذه هي الحقيقة التي ورثها لنا التاريخ على هؤلاء الرافضون عبر التاريخ كيف كانوا يصبرون على ظلامهم ومستبديهم ومستعبديهم لا خوفا أو رهبة منهم ولمن هي فرصة لهم لعلهم يتراجعون أو يدركون حجم خطئهم ويصححون ويصلحون ويغيرون... لكن يبدوا أنه لا يتعظون .. فماذا ستكون نهايتهم...؟؟؟ إننا ننتظر لنرى نهايتهم ....
بقلم هشام التيبازي / الجزائري