أبو تقي الدّين
2011-02-01, 18:41
إسرائيل تحنّط الفرعون
لماذا إذا ذكر إبليس قال النّاس جميعا :
- عليه لعنة الله !!
وإذا ذكر الديكتاتور قالوا:
- أبعده الله !!
وإذا ذكر الفرعون قيل :
- سحقا ..سحقا.. !!
خطرت بذهني هذه الأسئلة وأنا أرقب من قرب توالي الأحداث التاريخيّة في مصر، وأقول من قرب ولست قريبا منها ، إلاّ أنّني أجد نفسي منغمسا في قلب الأحداث، وأنا أتابعها أوّلا بأوّل ، وكأنّ الأمر يعنيني شخصيّا ومباشرة ؛ بلى هو يعنيني شخصيّا ومباشرة، ويعني كلّ إنسان حرّ أو مسلم غيور يأبى الظلم والضيم..ويمقت الديكتاتوريّة والاستبداد !
وأجدني في هذه اللّحظات أستحضر أجواء تصفيات مباريات كأس العالم، وما جرى من صراع بين الجزائر ومصر العام الماضي ..والذي جسدته وسائل الإعلام في البلدين حيث افتعلت معركة وهميّة حاربت فيها الجماهير طواحين الهواء ...
لكنّ هذه المرّة...المعركة في مسارها الصّحيح وبأدواتها المشروعة ومن أجل هدف عظيم..إنّه الحريّة والانعتاق ..وأجدني كذلك أقول من أعماق قلبي: إنّي لم أكره في حياتي رئيسا مثلما كرهت هذا الرّجل ( حسني مبارك ) وليس كرهي إيّاه كرها شخصيّا ؛ وإنّما هو كره للظلم والجبروت الذي فاض منه وزكمت رائحته الأنوف حتى مسّت العالم الإسلامي كلّه، مسّته في مشاعره ومبادئه وقيمه...
والعجيب أنّ إسرائيل نفسها حليفة مبارك الأولى وسنده الأكبر؛ أقرّت وبشكل علني أنّ ( لا ديموقراطية حسني مبارك خير من ديموقراطيّة تأتي بالتيار الإسلامي إلى الحكم ( وتعني بذلك الإخوان المسلمين الذين يمثلون القوة المعارضة رقم واحد في مصر )، تماما مثلما حدث في غزة .. !!
وهذل الأمر يحمد لأسرائيل ..ونطأطئ رؤوسنا منه حياء وخجلا ونبكي ندما ؛ أن بلغت إسرائل ما بلغت بضعفنا ووهننا وتخاذلنا، إنّ إسرائيل لم تعد تخفي حقيقة أو تتقنّع بقناع، إنّها تعلن بصفاقة وصلف عن كلّ أهدافها وما تخطط له وما تريده، وتسمّي عملاءها وذيولها في العالم العربي..دون تحفظ ومواربة.. !!
ماذا يعني أن يبقى رئيس في الحكم ثلاثين عاما ويريد أن يوّرث الأمر لابنه، من بعده وإن استطاع إلى أحفاده ، ومع ذلك فإنّ النظام الذي يحكم به جمهوريّ ديموقراطي شعبي.. !!
إنّ التاريخ يخبرنا أنّ الملوك أنفسهم من النادر أن يبقى الواحد منهم على العرش ثلاثين عاما، فإنّه إمّا أن يطاح بهم أو يأخذهم ملك الموت ...
أمّا بعض رؤساء العرب ( ملوك غير متوّجين ) يحكمون الثلاثين من السّنين ، ويطمعون في المزيد.. ! متشدّقين بالديموقراطيّة والجمهوريّة ..قلت لبعض الأصدقاء المهتمّين بالسّياسة:
- أترى أنّ أمريكا ستتخلّى عن حليفها العتيد ( الرئيس مبارك ) وتخضع إلى الأمر الواقع..؟
فأجابني وعلى شفتيه سخريّة مشوبة بمرار:
- سوف لن تتخل أمريكا عنه .. !!
فقلت: ولم ؟ ألانّها لن تجد مثله في الطغيان والفساد والإخلاص للأسيّاد ؟
قال: لا ..ولكنّها لن تجد من هو أحطّ منه ! ..قالها بالعاميّة الجزائريّة ( لن تجد من هو أرخس منه ).
وعندما تابعت الأحداث ( وكنت أحيانا أستيقظ ليلا وأشغل التلفاز مستطلعا الأخبار )؛ ورأيت كيف تسعى إسرائيل جاهدة من أجل تحنيط الصنم الأكبر فرعون مصر الجديد ( !! ) على عرش مصر فعلمت أنّ صديقي كان على حق وأنّ نظرته صائبة ، في تحليل العلاقة الغراميّة بين أمريكا أو إسرائيل - فالأمر سيان – والرئيس المصري ( السابق إن شاء الله ).. !
و الله غالب على أمره لكنّ أكثر النّاس لا يعلمون .. !
بسكرة في 01 فيفري 2011 م
لماذا إذا ذكر إبليس قال النّاس جميعا :
- عليه لعنة الله !!
وإذا ذكر الديكتاتور قالوا:
- أبعده الله !!
وإذا ذكر الفرعون قيل :
- سحقا ..سحقا.. !!
خطرت بذهني هذه الأسئلة وأنا أرقب من قرب توالي الأحداث التاريخيّة في مصر، وأقول من قرب ولست قريبا منها ، إلاّ أنّني أجد نفسي منغمسا في قلب الأحداث، وأنا أتابعها أوّلا بأوّل ، وكأنّ الأمر يعنيني شخصيّا ومباشرة ؛ بلى هو يعنيني شخصيّا ومباشرة، ويعني كلّ إنسان حرّ أو مسلم غيور يأبى الظلم والضيم..ويمقت الديكتاتوريّة والاستبداد !
وأجدني في هذه اللّحظات أستحضر أجواء تصفيات مباريات كأس العالم، وما جرى من صراع بين الجزائر ومصر العام الماضي ..والذي جسدته وسائل الإعلام في البلدين حيث افتعلت معركة وهميّة حاربت فيها الجماهير طواحين الهواء ...
لكنّ هذه المرّة...المعركة في مسارها الصّحيح وبأدواتها المشروعة ومن أجل هدف عظيم..إنّه الحريّة والانعتاق ..وأجدني كذلك أقول من أعماق قلبي: إنّي لم أكره في حياتي رئيسا مثلما كرهت هذا الرّجل ( حسني مبارك ) وليس كرهي إيّاه كرها شخصيّا ؛ وإنّما هو كره للظلم والجبروت الذي فاض منه وزكمت رائحته الأنوف حتى مسّت العالم الإسلامي كلّه، مسّته في مشاعره ومبادئه وقيمه...
والعجيب أنّ إسرائيل نفسها حليفة مبارك الأولى وسنده الأكبر؛ أقرّت وبشكل علني أنّ ( لا ديموقراطية حسني مبارك خير من ديموقراطيّة تأتي بالتيار الإسلامي إلى الحكم ( وتعني بذلك الإخوان المسلمين الذين يمثلون القوة المعارضة رقم واحد في مصر )، تماما مثلما حدث في غزة .. !!
وهذل الأمر يحمد لأسرائيل ..ونطأطئ رؤوسنا منه حياء وخجلا ونبكي ندما ؛ أن بلغت إسرائل ما بلغت بضعفنا ووهننا وتخاذلنا، إنّ إسرائيل لم تعد تخفي حقيقة أو تتقنّع بقناع، إنّها تعلن بصفاقة وصلف عن كلّ أهدافها وما تخطط له وما تريده، وتسمّي عملاءها وذيولها في العالم العربي..دون تحفظ ومواربة.. !!
ماذا يعني أن يبقى رئيس في الحكم ثلاثين عاما ويريد أن يوّرث الأمر لابنه، من بعده وإن استطاع إلى أحفاده ، ومع ذلك فإنّ النظام الذي يحكم به جمهوريّ ديموقراطي شعبي.. !!
إنّ التاريخ يخبرنا أنّ الملوك أنفسهم من النادر أن يبقى الواحد منهم على العرش ثلاثين عاما، فإنّه إمّا أن يطاح بهم أو يأخذهم ملك الموت ...
أمّا بعض رؤساء العرب ( ملوك غير متوّجين ) يحكمون الثلاثين من السّنين ، ويطمعون في المزيد.. ! متشدّقين بالديموقراطيّة والجمهوريّة ..قلت لبعض الأصدقاء المهتمّين بالسّياسة:
- أترى أنّ أمريكا ستتخلّى عن حليفها العتيد ( الرئيس مبارك ) وتخضع إلى الأمر الواقع..؟
فأجابني وعلى شفتيه سخريّة مشوبة بمرار:
- سوف لن تتخل أمريكا عنه .. !!
فقلت: ولم ؟ ألانّها لن تجد مثله في الطغيان والفساد والإخلاص للأسيّاد ؟
قال: لا ..ولكنّها لن تجد من هو أحطّ منه ! ..قالها بالعاميّة الجزائريّة ( لن تجد من هو أرخس منه ).
وعندما تابعت الأحداث ( وكنت أحيانا أستيقظ ليلا وأشغل التلفاز مستطلعا الأخبار )؛ ورأيت كيف تسعى إسرائيل جاهدة من أجل تحنيط الصنم الأكبر فرعون مصر الجديد ( !! ) على عرش مصر فعلمت أنّ صديقي كان على حق وأنّ نظرته صائبة ، في تحليل العلاقة الغراميّة بين أمريكا أو إسرائيل - فالأمر سيان – والرئيس المصري ( السابق إن شاء الله ).. !
و الله غالب على أمره لكنّ أكثر النّاس لا يعلمون .. !
بسكرة في 01 فيفري 2011 م