تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : "لا تقولوا راعنا، وقولوا انظرنا..."


الأستـ كريم ــاذ
2011-02-01, 14:32
من الآداب التي علَّمها القرآن المسلمين عند مخاطبتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء في قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم } (البقرة:104). ويتعين في مثل هذه الآية تطلب سبب نزولها؛ ليظهر موقعها، وينكشف معناها، فإن النهي عن أن يقول المؤمنون كلمة لا ذم فيها ولا سخف لا بد أن يكون لسبب.

وقد ذكر المفسرون عدداً من الأقوال حول سبب نزول هذه الآية، نذكر منها أهم ما ذكروه في هذا الصدد:

القول الأول: أن { راعنا } كلمة كانت اليهود تقولها على سبيل الاستهزاء والسخرية، فأخذها عنهم المسلمون؛ ظنًا منهم أن فيها تعظيماً للأنبياء.

روي عن قتادة ، قال: { يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا } قول كانت تقوله اليهود استهزاء، فزجر الله المؤمنين أن يقولوا كقولهم.

وعن عطية ، قال: كان أناس من اليهود يقولون: أرعنا سمعك! حتى قالها أناس من المسلمين، فكره الله لهم ما قالت اليهود، فقال: { يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا }، كما قالت اليهود والنصارى.

وقد ضعف الطبري أن يكون سبب نزول الآية هو هذا؛ وذلك أن من غير الجائز في صفة المؤمنين أن يأخذوا من كلام أهل الشرك كلاماً لا يعرفون معناه، ثم يستعملونه بينهم وفي خطاب نبيهم صلى الله عليه وسلم.

القول الثاني: قال السدي : كان رجل من اليهود من بني قينقاع، يدعى رفاعة بن زيد يأتي النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا لقيه فكلمه، قال: أرعني سمعك، واسمع غير مسمع. وكان المسلمون يحسبون أن الأنبياء كانت تُفَخَّم بهذا، فكان ناس منهم يقولون: اسمع غير مسمع، غير صاغر. فنهى الله المؤمنين أن يقولوا لنبيهم صلى الله عليه وسلم: { راعنا }.

والفرق بين هذه الرواية والتي قبلها، أن تلك واردة في حق اليهود عموماً، وهذه واردة في حق فرد منهم بعينه.

القول الثالث: أخرج أبو نعيم في "دلائل النبوة" عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، أن اليهود كانوا يقولون ذلك سراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو سب قبيح بلسانهم، فلما سمعوا الصحابة يقولونها، أعلَنوا بها، فكانوا يقولون ذلك، ويضحكون فيما بينهم، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

وفي رواية أن سعد بن عبادة رضي الله تعالى عنه سمعها منهم، فقال: يا أعداء الله عليكم لعنة الله، والذي نفسي بيده لئن سمعتها من رجل منكم يقولها لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأضربن عنقه، قالوا: أوَلستم تقولونها؟ فنزلت الآية، ونُهي المؤمنون عن قول تلك الكلمة.

وهذه الرواية تخالف سابقتيها من جهة أن الروايتين السابقتين تدلان على أن المسلمين تابعوا اليهود في تلك المقولة؛ ظناً منهم أن فيها تعظيماً للأنبياء، بينما هذه الرواية تدل على أن اليهود أعلنوا هذه الكلمة بعد أن كانوا يقولونها سراً بعد ما سمعوا المسلمين يقولونها.

القول الرابع: أخرج ابن المنذر ، و ابن أبي حاتم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا أدبر، ناداه من كانت له حاجة من المؤمنين، فيقول: أرعنا سمعك. فأعظم الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقال ذلك له. وهذه الرواية تبين أن هذه المقولة كانت تصدر عن بعض ذوي الحاجة من المؤمنين.

القول الخامس: روي عن عطاء ، قال: { راعنا } كانت لغة في الأنصار في الجاهلية، فنزلت هذه الآية: { لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا }.

روى أبو العالية ، قال: إن مشركي العرب كانوا إذا حدَّث بعضهم بعضاً، يقول أحدهم لصاحبه: أَرْعِني سمعك! فنُهوا عن ذلك.

هذه مجمل الأقوال والروايات التي يذكرها المفسرون حول سبب نزول هذه الآية. ولا يمكن القطع بصحة رواية منها؛ إذ لم يرو أيًّا منها بسند يُعتد به، لكنها في مجموعها تصلح للوقوف على سبب نزول هذه الآية، وبالتالي بيان المراد منها.

وعلى العموم، فإنه يُفهم من مجموع ما تقدم، أن النهي عن قول: { راعنا } إنما كان؛ لما فيه من احتمال معنى: ارعنا نرعاك؛ لأن صيغة (المفاعلة) لا تكون إلا من اثنين، كما يقول القائل: حادثنا، وجالسنا، بمعنى: افعل بنا ونفعل بك. ومعنى: أرعنا سمعك، حتى نفهمك وتفهم عنا. فنهى الله تعالى ذكره الصحابة أن يقولوا ذلك كذلك، وأن يتريثوا عند سؤالهم النبي صلى الله عليه وسلم، ليعقلوا عنه بتبجيل منهم له وتعظيم، وأن لا يسألوه ما سألوه من ذلك على وجه الجفاء والتجهم منهم له، ولا بالفظاظة والغلظة، تشبها منهم باليهود في خطابهم نبي الله صلى الله عليه وسلم، بقولهم له: { واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين } (النساء:46).

وإذا كانت الآية الكريمة تأمر المؤمنين بتوقير نبيهم صلى الله عليه وسلم وتعظيمه عند مخاطبتهم إياه، وأن يتخيروا لخطابه من الألفاظ أحسنها، ومن المعاني أرقها، وتنهاهم أن يقولوا له من القول ما فيه جفاء وغلظة، فماذا ينبغي أن يكون موقف المؤمنين اليوم ممن يسيئون القول والفعل لشخص الرسول صلى الله عليه وسلم بدعوى حرية التعبير وحرية الرأي؟




من موقع: http://www.islamweb.net

(منقول)


.

لؤلؤة الرحمن
2011-02-01, 15:32
بارك الله فيك

علي الجزائري الحر
2011-02-01, 20:14
جزاك الله خيرا على الموضوع المميز
جعله الله في موازين حسناتك
اخوك محمد

رَزَانْ
2011-02-02, 09:12
بارك الله فيك

و جعل لك في كل حرف حسنة مضاعفة

ثبت الله قلبك على الايمان
و جزاك الفردوس الاعلى

أنثى الجنون
2011-02-02, 09:18
مشكور استاذ كريم وزادك الله علما نافعا وجزاك الله عنا كل خير

عبير بوشتى
2011-02-02, 10:42
من الآداب التي علَّمها القرآن المسلمين عند مخاطبتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء في قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم } (البقرة:104). ويتعين في مثل هذه الآية تطلب سبب نزولها؛ ليظهر موقعها، وينكشف معناها، فإن النهي عن أن يقول المؤمنون كلمة لا ذم فيها ولا سخف لا بد أن يكون لسبب.

وقد ذكر المفسرون عدداً من الأقوال حول سبب نزول هذه الآية، نذكر منها أهم ما ذكروه في هذا الصدد:

القول الأول: أن { راعنا } كلمة كانت اليهود تقولها على سبيل الاستهزاء والسخرية، فأخذها عنهم المسلمون؛ ظنًا منهم أن فيها تعظيماً للأنبياء.

روي عن قتادة ، قال: { يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا } قول كانت تقوله اليهود استهزاء، فزجر الله المؤمنين أن يقولوا كقولهم.

وعن عطية ، قال: كان أناس من اليهود يقولون: أرعنا سمعك! حتى قالها أناس من المسلمين، فكره الله لهم ما قالت اليهود، فقال: { يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا }، كما قالت اليهود والنصارى.

وقد ضعف الطبري أن يكون سبب نزول الآية هو هذا؛ وذلك أن من غير الجائز في صفة المؤمنين أن يأخذوا من كلام أهل الشرك كلاماً لا يعرفون معناه، ثم يستعملونه بينهم وفي خطاب نبيهم صلى الله عليه وسلم.

القول الثاني: قال السدي : كان رجل من اليهود من بني قينقاع، يدعى رفاعة بن زيد يأتي النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا لقيه فكلمه، قال: أرعني سمعك، واسمع غير مسمع. وكان المسلمون يحسبون أن الأنبياء كانت تُفَخَّم بهذا، فكان ناس منهم يقولون: اسمع غير مسمع، غير صاغر. فنهى الله المؤمنين أن يقولوا لنبيهم صلى الله عليه وسلم: { راعنا }.

والفرق بين هذه الرواية والتي قبلها، أن تلك واردة في حق اليهود عموماً، وهذه واردة في حق فرد منهم بعينه.

القول الثالث: أخرج أبو نعيم في "دلائل النبوة" عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، أن اليهود كانوا يقولون ذلك سراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو سب قبيح بلسانهم، فلما سمعوا الصحابة يقولونها، أعلَنوا بها، فكانوا يقولون ذلك، ويضحكون فيما بينهم، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

وفي رواية أن سعد بن عبادة رضي الله تعالى عنه سمعها منهم، فقال: يا أعداء الله عليكم لعنة الله، والذي نفسي بيده لئن سمعتها من رجل منكم يقولها لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأضربن عنقه، قالوا: أوَلستم تقولونها؟ فنزلت الآية، ونُهي المؤمنون عن قول تلك الكلمة.

وهذه الرواية تخالف سابقتيها من جهة أن الروايتين السابقتين تدلان على أن المسلمين تابعوا اليهود في تلك المقولة؛ ظناً منهم أن فيها تعظيماً للأنبياء، بينما هذه الرواية تدل على أن اليهود أعلنوا هذه الكلمة بعد أن كانوا يقولونها سراً بعد ما سمعوا المسلمين يقولونها.

القول الرابع: أخرج ابن المنذر ، و ابن أبي حاتم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا أدبر، ناداه من كانت له حاجة من المؤمنين، فيقول: أرعنا سمعك. فأعظم الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقال ذلك له. وهذه الرواية تبين أن هذه المقولة كانت تصدر عن بعض ذوي الحاجة من المؤمنين.

القول الخامس: روي عن عطاء ، قال: { راعنا } كانت لغة في الأنصار في الجاهلية، فنزلت هذه الآية: { لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا }.

روى أبو العالية ، قال: إن مشركي العرب كانوا إذا حدَّث بعضهم بعضاً، يقول أحدهم لصاحبه: أَرْعِني سمعك! فنُهوا عن ذلك.

هذه مجمل الأقوال والروايات التي يذكرها المفسرون حول سبب نزول هذه الآية. ولا يمكن القطع بصحة رواية منها؛ إذ لم يرو أيًّا منها بسند يُعتد به، لكنها في مجموعها تصلح للوقوف على سبب نزول هذه الآية، وبالتالي بيان المراد منها.

وعلى العموم، فإنه يُفهم من مجموع ما تقدم، أن النهي عن قول: { راعنا } إنما كان؛ لما فيه من احتمال معنى: ارعنا نرعاك؛ لأن صيغة (المفاعلة) لا تكون إلا من اثنين، كما يقول القائل: حادثنا، وجالسنا، بمعنى: افعل بنا ونفعل بك. ومعنى: أرعنا سمعك، حتى نفهمك وتفهم عنا. فنهى الله تعالى ذكره الصحابة أن يقولوا ذلك كذلك، وأن يتريثوا عند سؤالهم النبي صلى الله عليه وسلم، ليعقلوا عنه بتبجيل منهم له وتعظيم، وأن لا يسألوه ما سألوه من ذلك على وجه الجفاء والتجهم منهم له، ولا بالفظاظة والغلظة، تشبها منهم باليهود في خطابهم نبي الله صلى الله عليه وسلم، بقولهم له: { واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين } (النساء:46).

وإذا كانت الآية الكريمة تأمر المؤمنين بتوقير نبيهم صلى الله عليه وسلم وتعظيمه عند مخاطبتهم إياه، وأن يتخيروا لخطابه من الألفاظ أحسنها، ومن المعاني أرقها، وتنهاهم أن يقولوا له من القول ما فيه جفاء وغلظة، فماذا ينبغي أن يكون موقف المؤمنين اليوم ممن يسيئون القول والفعل لشخص الرسول صلى الله عليه وسلم بدعوى حرية التعبير وحرية الرأي؟




من موقع: http://www.islamweb.net

(منقول)



.













بارك الله فيك
أستاذ كريم
جزاك الله خيرا
وجعل منقولك في ميزان الحسنات
فكما قيل:
"الدال على الخير كفاعله"
تقبل مروري
ولك تحياتي وشكري

الأستـ كريم ــاذ
2011-02-02, 12:13
بارك الله فيك

جزاك الله خيرا على الموضوع المميز
جعله الله في موازين حسناتك
اخوك محمد

بارك الله فيك

و جعل لك في كل حرف حسنة مضاعفة

ثبت الله قلبك على الايمان
و جزاك الفردوس الاعلى

مشكور استاذ كريم وزادك الله علما نافعا وجزاك الله عنا كل خير

بارك الله فيك
أستاذ كريم
جزاك الله خيرا
وجعل منقولك في ميزان الحسنات
فكما قيل:
"الدال على الخير كفاعله"
تقبل مروري
ولك تحياتي وشكري






بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين
وصلّ اللهم على المصطفى الأمين
وآله المطهرين، وصحبه القدوة الراشدين


ثم أمـــــا بعد:

إخوتي
بارك الله فيكم
وشكر سعيكم
وجعل الجنة مأوىً لنا ولكم

والسلام والاحترام مني لكم

كريم أخوكم
...

¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-02-02, 13:34
http://www.saudinokia.com/vb/images/uploads/30283_194647440d492744d.gif
http://www.saudinokia.com/vb/images/uploads/30283_35074744131ead652.gif
http://www.saudinokia.com/vb/images/uploads/30283_126484744137e74254.gif
http://www.saudinokia.com/vb/images/uploads/30283_16964744133c22dff.gif
http://www.saudinokia.com/vb/images/uploads/30283_16964744133c22248.gif
http://www.saudinokia.com/vb/images/uploads/30283_194647440d492744d.gif

علي الجزائري الحر
2011-02-02, 17:44
شكرا لك اخي الكريم
جزاك الله خيرا وتلقى مني كل الشكر
والتقدير

أَمِيرَةُ الأَوْرَآسْ
2011-02-02, 23:56
جزاك الله خيرا

الأستـ كريم ــاذ
2011-02-03, 12:35
http://www.saudinokia.com/vb/images/uploads/30283_194647440d492744d.gif
http://www.saudinokia.com/vb/images/uploads/30283_35074744131ead652.gif
http://www.saudinokia.com/vb/images/uploads/30283_126484744137e74254.gif
http://www.saudinokia.com/vb/images/uploads/30283_16964744133c22dff.gif
http://www.saudinokia.com/vb/images/uploads/30283_16964744133c22248.gif
http://www.saudinokia.com/vb/images/uploads/30283_194647440d492744d.gif

شكرا لك اخي الكريم
جزاك الله خيرا وتلقى مني كل الشكر
والتقدير

جزاك الله خيرا



بارك الله فيكم
وشكر سعيكم
وجعل الجنة مأوىً لنا ولكم

آمـين
أخوك كريم
لكم مني السلام والاحترام