تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ثقافة كتب :تشبه حكاية بدؤها دهشة الطفل تجربة شربل داغر في الرغبة في القصيدة


شدى العلوم
2008-08-01, 14:51
http://www.alittihad.ae/images/g-spacer.gif








http://www.alittihad.ae/images/g-spacer.gif http://www.alittihad.ae/assets/images/Thaqafa/2008/08/01/260x195/1a-na-53813.jpg الغلاف http://www.alittihad.ae/images/g-spacer.gif



أخر تحديث: الخميس 31 يوليو 2008 الساعة 10:27PM بتوقت الإمارات

عمر شبانة:صدر عن دار شرقيات في القاهرة كتاب ''شربل داغر.. الرغبة في القصيدة''، من تأليف الناقد التونسي الدكتور مصطفى الكيلاني، ويقع الكتاب في 230 صفحة تضم ستة فصول وخاتمة ومجموعة من الملاحق تحتوي عددا من القصائد والحوارات التي اجريت مع داغر، وفي ''التصدير يكتب المؤلف ''إن مسار الكتابة لدى الشاعر اللبناني شربل داغر أشبه ما يكون بحكاية يتحدد بدؤها الأول بدهشة الطفل التي سرعان ما أثمرت رغبة الحلم الرومانسي في أحضان طبيعة بدائية، بمعنى الاكتشاف الأول، حادثة بدلالة الوعي المختلف''.

ويضيف الكيلاني أن الكتابة الشعرية منذ تشكلاتها الأولى لدى داغر هي ''فرار من اللغة إلى اللغة، ومن الشعر إلى ما وراء العادة، ومن القصيدة إلى الشعر، ومن الشعر إلى الشعري، هذا الذي به يكون الشعر شعرا، لأن الذي حدث قد حدث باسم اللغة، باسم منطق الاجتماع والتداول، وبحكم الفرع الذي حل محل الأصل، والاستثناء الذي تقادم فأضحى ''قاعدة'' آيلة، هي الأخرى، كغيرها من القواعد والاستثناءات، إلى مقبرة العدم الهائلة''. في الفصل الأول يكتب المؤلف تحت عنوان ''ذاتية الكتابة- غيريتها'' معتبرا أن ثمة أربعة مفردات (بياض، تخت، وشم، ليل) هي أبرز العلامات في تجربة شربل داغر الشعرية، منذ قرر كتابة النص المختلف ومرورا بالانقطاع ثم استئنافا للكتابة حتى الآن، كما يرى أن هناك رابطا بين هذه العلامات التي تختلف باختلاف وتعدد وظائف التسمية، أما الرابط الدلالي بينها فهو افتراض معنى يتردد صداه في مختلف الملفوظات الشعرية، ذلك الفراغ يتخذ في البدء صورة البياض، وهو في مرآة الأشياء العاكسة محاولة لتعمير البياض برموزية رؤية الفضاء والخطوط والألوان، كما أنه رابط يشكل مغامرة بحركة التنقل في متاهاته، وذلك بحثا عن سبيل ينقذ الذات الشاعرة من إبهامه الموحش.

الفصل الثاني ''دلالة ما بين الأثر والسفر'' يتناول مفردات (الوجه، الرسم، الجسد، الباب، الكتاب، السفينة، والبحر، وسواها) بوصفها مفردات تحمل معنى العبور، وبدء التواصل بين علامية الحرف وعلامية الطيف بمشترك الفعل الإبداعي، حيث الشعر والرسم يتعالقان ضمن مناخ إبداعي واحد، وحيث تتشكل الرغبة في إطار مشهد جواني كغيره من المشاهد، غير أن بهجة الحس المتخيل كما تتمثله ذاكرة النسيان في الحلم المتيقظ حدث مختلف، كأن يسيح لون السواد لينحصر البياض، وتظهر أشكال طيفية تشبه خلايا ذاكرة تسعى إلى لملمة شتاتها في زحمة الفراغ، فتتركب اللوحة- القصيدة في فعل الرسم ببقع من السواد المتدرج.

وحول ''سؤال الكتابة الشعرية'' موضوع الفصل الثالث يرى المؤلف أن ''فعل الكتابة انتخاب للحظة ولموقع (هنا- الآن)، وإلغاء بحكم الترشيح للآخر الذي ينقلب وجوده غيابا، حينما يلوذ الضمير المفرد المتكلم (أنا) باللغة، ويخترق بالصوت كثافة الصمت في العالم والأشياء، وكأن فعل الكتابة الشعرية بهذا الحضور تحسس أعمى لـ''البياض'' أو السواد المستبد بالمكان والكيان، وتبديد لبعض من هذه الكثافة بحركة السير كي يحدث الاختراق الذي به تتضح بعض الأشكال، وتتناظم الصور في التدليل أو إمكان التدليل على معنى''، ويستشهد بقول الشاعر: بفجاجة ثمرة/ ما أن يرن ألقها/ فوق شاشة أجوس بياضها/ بعصا الأعمى في أمكنة شاردة''.

ويكتب الناقد في الفصل الرابع ''لعب جاد قبل انتهاء الحكاية واحتجاب الكائن'' معتبرا تجربة داغر تتنزل بين علامية الشكل والحرف واللون ''بضرب خاص من التشكيل الذي يسعى إلى الموالفة بين الشعر والرسم، في بنية أيقونية واحدة مشتركة: كأن يستقدم الشعر جمالية اللون، وتثنيات الخط، ووهج المشهد المرئي، واستيهامات الصورة المتخيلة بنسق تعبيري مخصوص هو من اللغة وإليها''.

وفي فصل ''همس الكارثة- كتابة الرغبة يتناول ديوان داغر ''لا تبحث عن معنى لعله يلقاك''، فيرى أن الشاعر هنا شأنه شأن النص ''يحيا بالاستعارة التي تنبثق من الجسدية الكاتبة، وتتشكل في مجالها بالأداء، أي بكثافة الحضور الجسدي في العقل، وعقل العقل الكاتبين، بدلالة التثنية وبمفهوم الواحد الواصل بينهما، كأن نقول إن الذات الكاتبة هي تسمية مجازية تختصر الازدواج والعدد في لفظ واحد مشترك''. أما الفصل السادس ''مسرحة الكارثة- نبوءة الشعر'' فيتناول فيه الناقد تعدد نبرات الصوت الشعري في المجموعة المذكورة ''بمختلف الأساليب التي استلزمها تكثيف الحوار الجواني، وتنويع وسائله التعبيرية.