رابح خفيف
2011-01-30, 23:26
هل القرار العربي سيد؟
الموضوع الذي أمامنا يطرح سؤالا يتداوله الشارع العربي منذ فترة :
هل الدول العربية سيدة في إصدار قراراتها وممارساتها السياسية والاقتصادية .. ؟
الواقع المعيش يؤكد أنها - وبدون استثناء - لا تملك القرار السيد في أهم القضايا التي تهم الأمة العربية . لم نسمع عن دولة عربية أو دول في إطار الجامعة العربية رفضت إجراء تعسفيا أو قرارا جائرا أصدرته الدول الغربية أو إسرائيل مس الأمة العربية في الصميم : - احتلال العراق - ضم القدس - إقامة المستوطنات - الحصار الظالم لغزة.
ما ألفناه وجود مواقف ضعيفة وفي أحسن الأحوال محتشمة طابعها المميز الشجب والتنديد سرعان ما يلفها الصمت عندما تصطدم بالموقف الأمريكي المعلن عبر وسائل الإعلام مستعملا عبارات مألوفة مضامينها غير قابلة للرد أوالنقاش.. ترهيبية للدول ، مثل : - نحن قلقون .. - لن نتخل عن إسرائيل .. - لا نرىمصلحة في هذا .. - حقوق الإنسان منتهكة في .. - إقرار العقوبات الاقتصادية ضد .. - تمديد العقوبات ....
هذا هو المنطق السائد ، منطق القوة ، الذي فرض نفسه على دول العالم ومنها الدول العربية ، لا يراعي أحقية الشعوب في العيش بسلام وأمن ،يحاول دوما زعزعة استقرار الدول بالتدخل في شؤونها ونهب ثرواتها مستغلا ضعفهاوالتشتت الحاصل بينها .
** ماذا يمنع الدول العربية من إصدار قرار رفض " véto - لا بيان تنديد – يرفض احتلال العراق ويقنع العالم أن القضية العراقية شأن عربي داخلي يعالج على مستوى الجامعة العربية التي يمكنها تغيير الواقع العراقي بالطرق التي تراها ضرورية دون اللجوء إلى الطرق الجهنمية من قبل أمريكا وحلفائها ؟ وعلى الرغم من تفطن الدول العربية للنية المبيتة من طرف أمريكا فقد وقفت عاجزة على إصدارقرار رفض ، لأن درجة الترهيب بلغت حد التزام الصمت .
** ماذا يمنع من رفض قرارالمحكمة الدولية بشأن إصدار مذكرة توقيف ضد الرئيس السوداني وتسليمه للمحاكمة؟
ألا يمكن الرد على القرار بأن قضية دارفور عربية تعالج ضمن الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي ؟ .
** ماذا يمنع من تغيير أو تعديل بعض المواقف تجاه القضاياالعربية : - المصالحة الفلسطينية - احتلال العراق - أسباب قبول ممارسات بعض الدول فوق الأراضي العربية ... هذه المواقف التي يجب أن تتسم بالصراحة في الطرح والمعالجة دون الهروب إلى الأمام ودون تعالي من البعض .
لعل هذا ما أدى إلى انتشار نقاط توتر في العالم العربي ، فمن التوتر الحاصل في اليمن والسودان والصحراء الغربية...
الخلافات السياسية بين الدول العربية تشكل عائقا لتحقيق طموح الأمة العربية نحو مستقبل أفضل:
- إنشاء تجارة بينية وفتح أسواق لتبادل السلع العربية .
- إنشاء جامعات ومعاهد عربية متخصصة تضم النخبة العربية ذات القدرات العقلية المتميزة
- تنظيم حوار عربي صريح وجاد يضع يده على الجرح ويصف الدواء المناسب .
- الاتفاق على قرار عربي يلغي كل المفاهيم الخاطئة والسلبية ، واستبداله بما تتطلع إليه الأمة العربية جمعاء" الديمقراطية ، حرية الرأي ، احترام الحقوق والحريات ، إلغاء الحدود ، التعامل النزيه دون خلفيات ... "
لتحقيق هذا - في رأيي - لابد من مراعاة بعض المتطلبات، أذكر منها :
1- بعث فكرجديد يهيكل القضايا ويبحثها من رؤية متطورة يتولاها خبراء متخصصون مع تحديدالأولويات .
2-تأسيس "هيئة " عربية جديدة – اتحاد عربي أو بأي مسمى - لها ميكانزمات عصرية في التسيير ، أوتعديل أساليب الهيئة الحالية " الجامعة العربية " لتكون قادرة على التعامل مع القضايا بما تقرره وما تنفذه من قرارات .
3-أن ينص القانون أو ميثاق" الهيئة "العربية على بند يبرز أحقيتها في الرفض ضد أي قرار جائر يمس مصلحة أي دولة عربية، وتحديد الإجراءات الحاسمة لمواجهته .
4 -توسيع التمثيل إلى الدول الإسلامية لتكون داعمة ومساندة للقرارات التي تصدرها "الهيئة" العربية .
5 -وضع سياسةإعلامية جادة تخدم القضايا العربية وتدعمها .
6 -وضع سياسة تحدد علاقة الجامعة العربية بالهيئات العالمية ، ومنحها صلاحيات التفاوض في قضايا عربية مشتركة واضعة المصلحة العربية في المقام الأول .
هذه بعض المتطلبات التي أراها تحظى بالأولوية لتحقيق طموحات الأمة العربية وسيادة القرار العربي، ولكنها تتطلب إرادة جماعية ، وآليات فعالة للتنفيذ تعتمد أساليب حديثة في التسيير .
رابح خفيف
الموضوع الذي أمامنا يطرح سؤالا يتداوله الشارع العربي منذ فترة :
هل الدول العربية سيدة في إصدار قراراتها وممارساتها السياسية والاقتصادية .. ؟
الواقع المعيش يؤكد أنها - وبدون استثناء - لا تملك القرار السيد في أهم القضايا التي تهم الأمة العربية . لم نسمع عن دولة عربية أو دول في إطار الجامعة العربية رفضت إجراء تعسفيا أو قرارا جائرا أصدرته الدول الغربية أو إسرائيل مس الأمة العربية في الصميم : - احتلال العراق - ضم القدس - إقامة المستوطنات - الحصار الظالم لغزة.
ما ألفناه وجود مواقف ضعيفة وفي أحسن الأحوال محتشمة طابعها المميز الشجب والتنديد سرعان ما يلفها الصمت عندما تصطدم بالموقف الأمريكي المعلن عبر وسائل الإعلام مستعملا عبارات مألوفة مضامينها غير قابلة للرد أوالنقاش.. ترهيبية للدول ، مثل : - نحن قلقون .. - لن نتخل عن إسرائيل .. - لا نرىمصلحة في هذا .. - حقوق الإنسان منتهكة في .. - إقرار العقوبات الاقتصادية ضد .. - تمديد العقوبات ....
هذا هو المنطق السائد ، منطق القوة ، الذي فرض نفسه على دول العالم ومنها الدول العربية ، لا يراعي أحقية الشعوب في العيش بسلام وأمن ،يحاول دوما زعزعة استقرار الدول بالتدخل في شؤونها ونهب ثرواتها مستغلا ضعفهاوالتشتت الحاصل بينها .
** ماذا يمنع الدول العربية من إصدار قرار رفض " véto - لا بيان تنديد – يرفض احتلال العراق ويقنع العالم أن القضية العراقية شأن عربي داخلي يعالج على مستوى الجامعة العربية التي يمكنها تغيير الواقع العراقي بالطرق التي تراها ضرورية دون اللجوء إلى الطرق الجهنمية من قبل أمريكا وحلفائها ؟ وعلى الرغم من تفطن الدول العربية للنية المبيتة من طرف أمريكا فقد وقفت عاجزة على إصدارقرار رفض ، لأن درجة الترهيب بلغت حد التزام الصمت .
** ماذا يمنع من رفض قرارالمحكمة الدولية بشأن إصدار مذكرة توقيف ضد الرئيس السوداني وتسليمه للمحاكمة؟
ألا يمكن الرد على القرار بأن قضية دارفور عربية تعالج ضمن الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي ؟ .
** ماذا يمنع من تغيير أو تعديل بعض المواقف تجاه القضاياالعربية : - المصالحة الفلسطينية - احتلال العراق - أسباب قبول ممارسات بعض الدول فوق الأراضي العربية ... هذه المواقف التي يجب أن تتسم بالصراحة في الطرح والمعالجة دون الهروب إلى الأمام ودون تعالي من البعض .
لعل هذا ما أدى إلى انتشار نقاط توتر في العالم العربي ، فمن التوتر الحاصل في اليمن والسودان والصحراء الغربية...
الخلافات السياسية بين الدول العربية تشكل عائقا لتحقيق طموح الأمة العربية نحو مستقبل أفضل:
- إنشاء تجارة بينية وفتح أسواق لتبادل السلع العربية .
- إنشاء جامعات ومعاهد عربية متخصصة تضم النخبة العربية ذات القدرات العقلية المتميزة
- تنظيم حوار عربي صريح وجاد يضع يده على الجرح ويصف الدواء المناسب .
- الاتفاق على قرار عربي يلغي كل المفاهيم الخاطئة والسلبية ، واستبداله بما تتطلع إليه الأمة العربية جمعاء" الديمقراطية ، حرية الرأي ، احترام الحقوق والحريات ، إلغاء الحدود ، التعامل النزيه دون خلفيات ... "
لتحقيق هذا - في رأيي - لابد من مراعاة بعض المتطلبات، أذكر منها :
1- بعث فكرجديد يهيكل القضايا ويبحثها من رؤية متطورة يتولاها خبراء متخصصون مع تحديدالأولويات .
2-تأسيس "هيئة " عربية جديدة – اتحاد عربي أو بأي مسمى - لها ميكانزمات عصرية في التسيير ، أوتعديل أساليب الهيئة الحالية " الجامعة العربية " لتكون قادرة على التعامل مع القضايا بما تقرره وما تنفذه من قرارات .
3-أن ينص القانون أو ميثاق" الهيئة "العربية على بند يبرز أحقيتها في الرفض ضد أي قرار جائر يمس مصلحة أي دولة عربية، وتحديد الإجراءات الحاسمة لمواجهته .
4 -توسيع التمثيل إلى الدول الإسلامية لتكون داعمة ومساندة للقرارات التي تصدرها "الهيئة" العربية .
5 -وضع سياسةإعلامية جادة تخدم القضايا العربية وتدعمها .
6 -وضع سياسة تحدد علاقة الجامعة العربية بالهيئات العالمية ، ومنحها صلاحيات التفاوض في قضايا عربية مشتركة واضعة المصلحة العربية في المقام الأول .
هذه بعض المتطلبات التي أراها تحظى بالأولوية لتحقيق طموحات الأمة العربية وسيادة القرار العربي، ولكنها تتطلب إرادة جماعية ، وآليات فعالة للتنفيذ تعتمد أساليب حديثة في التسيير .
رابح خفيف