تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عاجل جدا جدا


سامي86
2011-01-27, 15:38
إعراب سورة الحجر
.من فضلكم.

محمد جديدي التبسي
2011-01-27, 16:11
سورة الحجر

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى : ( الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ( 1 ) ) .

قوله تعالى : ( الر تلك آيات الكتاب ) : قد ذكر في أول الرعد .

قال تعالى : ( ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ( 2 ) ) قوله تعالى : ( ربما ) : يقرأ بالتشديد والتخفيف ، وهما لغتان .

وفي " رب " ثمان لغات : منها المذكورتان ، والثالثة والرابعة كذلك ، إلا أن الراء مفتوحة ، والأربع الأخر مع تاء التأنيث " ربت " . ففيها التشديد والتخفيف ، وضم الراء وفتحها . وفي " ما " وجهان ; أحدهما : هي كافة لرب حتى يقع الفعل بعدها ، وهي حرف جر . والثاني : هي نكرة موصوفة ; أي رب شيء يوده الذين . . . . .

و " رب " : حرف جر لا يعمل فيه إلا ما بعده ، والعامل هنا محذوف تقديره : رب كافر يود الإسلام يوم القيامة أنذرت أو نحو ذلك . وأصل رب أن يقع للتقليل ، وهي هنا للتكثير والتحقيق ، وقد جاءت على هذا المعنى في الشعر كثيرا ، وأكثر ما يأتي بعدها الفعل الماضي ، ولكن المستقبل هنا لكونه صدقا قطعا بمنزلة الماضي .

قال تعالى : ( وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم ( 4 ) ) .

قوله تعالى : ( إلا ولها كتاب ) : الجملة نعت لقرية ; كقولك : ما لقيت رجلا إلا [ ص: 92 ] عالما وقد ذكرنا حال الواو في مثل هذا في البقرة في قوله تعالى : ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) [ البقرة : 216 ] .

قال تعالى : ( لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين ( 7 ) ) .

قوله تعالى : ( لو ما تأتينا ) : هي بمعنى لولا ، وهلا ، وألا ، وكلها للتحضيض .

قال تعالى : ( ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين ( 8 ) ) .

قوله تعالى : ( ما ننزل الملائكة ) : فيها قراءات كثيرة كلها ظاهرة .

( إلا بالحق ) : في موضع الحال ، فيتعلق بمحذوف .

ويجوز أن يتعلق بننزل ، وتكون بمعنى الاستعانة .

قال تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ( 9 ) ) .

قوله تعالى : ( نحن نزلنا ) : نحن هنا ليست فصلا ; لأنها لم تقع بين اسمين ; بل هي إما مبتدأ ، أو تأكيد لاسم إن .

قال تعالى : ( وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون ( 11 ) ) .

قوله تعالى : ( إلا كانوا به يستهزئون ) : الجملة حال من الضمير المفعول في " يأتيهم " ، وهي حال مقدرة .

ويجوز أن تكون صفة لرسول على اللفظ ، أو الموضع .

قال تعالى : ( كذلك نسلكه في قلوب المجرمين ( 12 ) ) .

قوله تعالى : ( كذلك ) : أي الأمر كذلك . ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف ; أي سلوكا مثل استهزائهم .

والهاء في ( نسلكه ) تعود على الاستهزاء ، والهاء في ( به ) للرسول ، أو للقرآن . وقيل : للاستهزاء أيضا . والمعنى : لا يؤمنون بسبب الاستهزاء ، فحذف المضاف .

[ ص: 93 ] ويجوز أن يكون حالا ; أي لا يؤمنون مستهزئين .

قال تعالى : ( ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون ( 14 ) لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون ( 15 ) ) .

قوله تعالى : ( فظلوا ) : الضمير للملائكة ، وقيل : للمشركين . فأما الضمير في " قالوا " فللمشركين ألبتة .

( سكرت ) : يقرأ بالتشديد والضم ، وهو منقول بالتضعيف ; يقال : سكر بصره ، وسكرته . ويقرأ بالتخفيف ، وفيه وجهان :

أحدهما : أنه متعد مخففا ومثقلا . والثاني : أنه مثل سعد ; وقد ذكر في هود .

ويقرأ بفتح السين وكسر الكاف ; أي سدت وغطيت كما يغطي السكر على العقل .

وقيل : هو مطاوع أسكرت الشيء فسكر ; أي انسد .

قال تعالى : ( وحفظناها من كل شيطان رجيم ( 17 ) إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين ( 18 ) ) .

قوله تعالى : ( إلا من استرق السمع ) : في موضعه ثلاثة أوجه :

الأول : نصب على الاستثناء المنقطع . والثاني : جر على البدل ; أي إلا ممن استرق . والثالث : رفع على الابتداء . و " فأتبعه " : الخبر ، وجاز دخول الفاء فيه من أجل أن " من " بمعنى الذي ، أو شرط .

محمد جديدي التبسي
2011-01-27, 16:12
قال تعالى : ( والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون ( 19 ) ) .

قوله تعالى : ( والأرض ) : منصوب بفعل محذوف ; أي ومددنا الأرض ، وهو أحسن من الرفع ; لأنه معطوف على البروج ، وقد عمل فيها الفعل .

( وأنبتنا فيها من كل شيء ) : أي وأنبتنا فيها ضروبا . وعند الأخفش " من " زائدة .

قال تعالى : ( وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين ( 20 ) ) .

قوله تعالى : ( ومن لستم ) : في موضعها وجهان :

أحدهما : نصب لجعلنا ، والمراد بمن : العبيد ، والإماء ، والبهائم ، فإنها مخلوقة [ ص: 94 ] لمنافعنا . وقال الزجاج : هو منصوب بفعل محذوف تقديره : وأعشنا من لستم له . . . ; لأن المعنى : أعشناكم وأعشنا من لستم . . . والثاني : موضعه جر ; أي لكم ولمن لستم . . . وهذا يجوز عند الكوفيين .

قال تعالى : ( وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم ( 21 ) ) .

قوله تعالى : ( إلا عندنا خزائنه ) : الجملة في موضع رفع على الخبر . و " من شيء " : مبتدأ ، ولا يجوز أن يكون صفة ; إذ لا خبر هنا .

و ( خزائنه ) : مرفوع بالظرف ; لأنه قوي بكونه خبرا ، ويجوز أن يكون مبتدأ ، والظرف خبره .

( بقدر ) : في موضع الحال .

قال تعالى : ( وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين ( 22 ) ) .

قوله تعالى : ( الرياح ) : الجمهور على الجمع ، وهو ملائم لما بعده لفظا ومعنى .

ويقرأ على لفظ الواحد وهو جنس .

وفي اللواقح ثلاثة أوجه :

أحدها : أصلها ملاقح ; لأنه يقال : ألقح الريح السحاب ، كما يقال : ألقح الفحل الأنثى ; أي أحبلها ، وحذفت الميم لظهور المعنى ، ومثله الطوائح ، والأصل المطاوح ; لأنه من أطاح الشيء . والوجه الثاني : أنه على النسب ; أي ذوات لقاح كما يقال : طالق وطامس . والثالث : أنه على حقيقته ، يقال : لقحت الريح ، إذا حملت الماء ، وألقحت الريح السحاب ، إذا حملتها الماء ، كما تقول : ألقح الفحل الأنثى فلقحت ، وانتصابه على الحال المقدرة .

( فأسقيناكموه ) : يقال : سقاه ، وأسقاه لغتان . ومنهم من يفرق ; فيقول سقاه لشفته ، إذا أعطاه ما يشربه في الحال ، أو صبه في حلقه . وأسقاه ، إذا جعل له ما يشربه زمانا . ويقال : أسقاه ، إذا دعا له بالسقيا .

قال تعالى : ( وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون ( 23 ) ) .

قوله تعالى : ( وإنا لنحن ) : نحن هنا لا تكون فصلا لوجهين :

[ ص: 95 ] أحدهما : أن بعدها فعلا . والثاني : أن اللام معها .

قال تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون ( 26 ) ) .

قوله تعالى : ( من حمأ ) : في موضع جر صفة لصلصال .

ويجوز أن يكون بدلا من صلصال ، بإعادة الجار .

قال تعالى : ( والجان خلقناه من قبل من نار السموم ( 27 ) ) .

قوله تعالى : ( والجان ) : منصوب بفعل محذوف ليشاكل المعطوف عليه .

قال تعالى : ( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فسجد الملائكة كلهم أجمعون ( 30 ) ) .

قوله تعالى : ( فقعوا له ) : يجوز أن تتعلق اللام بقعوا ، و بـ " ساجدين " .

و ( أجمعون ) : توكيد ثان عند الجمهور . وزعم بعضهم أنها أفادت ما لم تفده " كلهم " ; وهو أنها دلت على أن الجميع سجدوا في حال واحدة . وهذا بعيد ; لأنك تقول : جاء القوم كلهم أجمعون ، وإن سبق بعضهم بعضا ; و لأنه لو كان كما زعم لكان حالا لا توكيدا .

( إلا إبليس ) : قد ذكر في البقرة .

( قال تعالى : ( وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين ( 35 ) ) .

قوله تعالى : ( إلى يوم الدين ) : يجوز أن يكون معمول اللعنة . وأن يكون حالا منها ، والعامل الاستقرار في " عليك " .

قال تعالى : ( قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين ( 39 ) ) .

قوله تعالى : ( بما أغويتني ) : قد ذكر في الأعراف .

قال تعالى : ( إلا عبادك منهم المخلصين ( 40 ) ) .

قوله تعالى : ( إلا عبادك ) : استثناء من الجنس ; وهل المستثنى أكثر من النصف أو أقل ؟ فيه اختلاف ، والصحيح أنه أقل .

محمد جديدي التبسي
2011-01-27, 16:13
[ ص: 96 ] قال تعالى : ( قال هذا صراط علي مستقيم ( 41 ) ) ) .

قوله تعالى : ( علي مستقيم ) : قيل : على بمعنى إلى ; فيتعلق بمستقيم ، أو يكون وصفا لصراط . وقيل : هو محمول على المعنى . والمعنى : استقامته علي .

ويقرأ " علي " أي علي القدر . والمراد بالصراط : الدين .

قال تعالى : ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين ( 42 ) ) .

قوله تعالى : ( إلا من اتبعك ) : قيل : هو استثناء من غير الجنس ; لأن المراد بعبادي الموحدون ، ومتبع الشيطان غير موحد . وقيل : هو من الجنس ; لأن عبادي جميع المكلفين . وقيل : " إلا من اتبعك " استثناء ليس من الجنس ; لأن جميع العباد ليس للشيطان عليهم سلطان ; أي حجة ومن اتبعه لا يضلهم بالحجة ، بل بالتزيين .

قال تعالى : ( وإن جهنم لموعدهم أجمعين ) .

قوله تعالى : ( أجمعين ) : هو توكيد للضمير المجرور .

وقيل : هو حال من الضمير المجرور ، والعامل فيه معنى الإضافة .

فأما الموعد إذا جعلته نفس المكان فلا يعمل ، وإن قدرت هنا حذف مضاف ، صح أن يعمل الموعد ; والتقدير : وإن جهنم مكان موعدهم .

قال تعالى : ( لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم ( 44 ) ) .

قوله تعالى : ( لها سبعة أبواب ) : يجوز أن يكون خبرا ثانيا ، وأن يكون مستأنفا . ولا يجوز أن يكون حالا من جهنم ; لأن " إن " لا تعمل في الحال .

( منهم ) : في موضع حال من الضمير الكائن في الظرف ; وهو قوله تعالى : ( لكل باب ) ويجوز أن يكون حالا من " جزء " ، وهو صفة له ثانية قدمت عليه .

ولا يجوز أن يكون حالا من الضمير في " مقسوم " لأن الصفة لا تعمل في الموصوف ولا فيما قبله ; ولا يكون صفة لباب ; لأن الباب ليس من الناس .

قال تعالى : ( إن المتقين في جنات وعيون ( 45 ) ادخلوها بسلام آمنين ( 46 ) ) .

[ ص: 97 ] قوله تعالى : ( وعيون ادخلوها ) : يقرأ على لفظ الأمر ، ويجوز كسر التنوين وضمه ; وقطع الهمزة على هذا لا يجوز .

ويقرأ بضم الهمزة ، وكسر الخاء ، على أنه ماض ; فعلى هذا لا يجوز كسر التنوين ; لأنه لم يلتق ساكنان ; بل يجوز ضمه على إلقاء ضمة الهمزة عليه ; ويجوز قطع الهمزة .

( بسلام ) : حال ; أي سالمين ، أو مسلما عليهم .

و ( آمنين ) : حال أخرى بدل من الأولى .

قال تعالى : ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين ( 47 ) ) .

قوله تعالى : ( إخوانا ) : هو حال من الضمير في الظرف في قوله تعالى : ( جنات ) .

ويجوز أن يكون حالا من الفاعل في " ادخلوها " مقدرة ، أو من الضمير في " آمنين " .

وقيل : هو حال من الضمير المجرور بالإضافة ; والعامل فيها معنى الإلصاق والملازمة .

( متقابلين ) : يجوز أن يكون صفة لإخوان ; فتتعلق " على " بها .

ويجوز أن يكون حالا من الضمير في الجار ; فيتعلق الجار بمحذوف ، وهو صفة لإخوان .

ويجوز أن يتعلق بنفس إخوان ; لأن معناه متصافين ; فعلى هذا ينتصب " متقابلين " على الحال من الضمير في إخوان .

قال تعالى : ( لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين ( 48 ) ) .

قوله تعالى : ( لا يمسهم ) : يجوز أن يكون حالا من الضمير في متقابلين . وأن يكون مستأنفا .

و ( منها ) : يتعلق بمخرجين .

محمد جديدي التبسي
2011-01-27, 16:14
قال تعالى : ( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم ( 49 ) وأن عذابي هو العذاب الأليم ( 50 ) ) . [ ص: 98 ] قوله تعالى : ( أنا الغفور ) : يجوز أن يكون توكيدا للمنصوب ، ومبتدأ ، وفصلا . فأما قوله : " هو العذاب " فيجوز فيها الفصل والابتداء ; ولا يجوز التوكيد ; لأن العذاب مظهر ، والمظهر لا يؤكد بالمضمر .

قال تعالى : ( إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال إنا منكم وجلون ( 52 ) ) .

قوله تعالى : ( إذ دخلوا ) : في " إذ " وجهان ; أحدهما : هو مفعول ; أي اذكر إذ دخلوا . والثاني : أن يكون ظرفا . وفي العامل وجهان ; أحدهما : نفس ضيف فإنه مصدر . وفي توجيه ذلك وجهان ; أحدهما : أن يكون عاملا بنفسه وإن كان وصفا ; لأن كونه وصفا لا يسلبه أحكام المصادر ، ألا ترى أنه لا يجمع ولا يثنى ولا يؤنث كما لو لم يوصف به .

ويقوي ذلك أن الوصف الذي قام المصدر مقامه يجوز أن يعمل . والوجه الثاني : أن يكون في الكلام حذف مضاف ، تقديره : نبئهم عن ذوي ضيف إبراهيم ; أي أصحاب ضيافته ، والمصدر على هذا مضاف إلى المفعول . والوجه الثاني من وجهي الظرف : أن يكون العامل محذوفا ، تقديره : عن خبر ضيف .

( فقالوا سلاما ) : قد ذكر في هود .

قال تعالى : ( قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون ( 54 ) ) .

قوله : ( على أن مسني ) : هو في موضع الحال ; أي بشرتموني كبيرا .

( فبم تبشروني ) : يقرأ بفتح النون وهو الوجه ، والنون علامة الرفع .

ويقرأ بكسرها ويا الإضافة محذوفة ; وفي النون وجهان :

أحدهما : هي نون الوقاية ، ونون الرفع محذوفة لثقل المثلين ، وكانت الأولى أحق بالحذف ; إذ لو بقيت لكسرت ، ونون الإعراب لا تكسر لئلا تصير تابعة ، وقد جاء ذلك في الشعر . والثاني : أن نون الوقاية محذوفة ، والباقية نون الرفع ; لأن الفعل مرفوع فأبقيت علامته .

والقراءة بالتشديد أوجه .

قال تعالى : ( قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون ( 56 ) ) .

[ ص: 99 ] قوله تعالى : ( ومن يقنط ) : " من " : مبتدأ . و " يقنط " : خبره ، واللفظ استفهام ، ومعناه النفي ; فلذلك جاءت بعده إلا .

وفي " يقنط " لغتان : كسر النون وماضيه بفتحها ، وفتحها وماضيه بكسرها ، وقد قرئ بهما ; والكسر أجود ، لقوله : ( من القانطين ) [ الحجر : 55 ] ويجوز قانط وقنط .

قال تعالى : ( قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين ( 58 ) إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين ( 59 ) ) قوله تعالى : ( إلا آل لوط ) : هو استثناء من غير الجنس ; لأنهم لم يكونوا مجرمين .

( إلا امرأته ) : فيه وجهان :

أحدهما : هو مستثنى من آل لوط والاستثناء إذا جاء بعد الاستثناء كان الاستثناء الثاني مضافا إلى المبتدأ ; كقولك : له عندي عشرة إلا أربعة إلا درهما ، فإن الدرهم يستثنى من الأربعة ; فهو مضاف إلى العشرة فكأنك قلت : أحد عشر إلا أربعة ، أو عشرة إلا ثلاثة . والوجه الثاني : أن يكون مستثنى من ضمير المفعول في " منجوهم " .

( قدرنا ) : يقرأ بالتخفيف والتشديد ، وهما لغتان .

( إنها ) : كسرت إن هاهنا من أجل اللام في خبرها ، ولولا اللام لفتحت .

محمد جديدي التبسي
2011-01-27, 16:15
قال تعالى : ( وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين ( 66 ) ) .

قوله تعالى : ( ذلك الأمر ) : في الأمر وجهان ; أحدهما : هو بدل . والثاني : عطف بيان .

( أن دابر ) : هو بدل من ذلك ، أو من الأمر إذا جعلته بيانا . وقيل : تقديره : بأن ، فحذف حرف الجر .

( مقطوع ) : خبر " أن دابر " .

و ( مصبحين ) : حال من هؤلاء . ويجوز أن يكون حالا من الضمير في " مقطوع " وتأويله أن دابر هنا في معنى مدبري هؤلاء ، فأفرده ، وأفرد مقطوعا ; لأنه خبره ، وجاء مصبحين على المعنى .

[ ص: 100 ] قال تعالى : ( قالوا أولم ننهك عن العالمين ( 70 ) ) .

قوله تعالى : ( عن العالمين ) : أي عن ضيافة العالمين .

قال تعالى : ( قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين ( 71 ) ) .

قوله تعالى : ( هؤلاء بناتي ) : يجوز أن يكون مبتدأ ; و " بناتي " خبره ; وفي الكلام حذف ; أي فتزوجوهن .

ويجوز أن يكون بناتي بدلا ، أو بيانا ، والخبر محذوف ; أي أطهر لكم ; كما جاء في الآية الأخرى .

ويجوز أن يكون هؤلاء في موضع نصب بفعل محذوف ; أي قال تزوجوا هؤلاء .

قال تعالى : ( لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ( 72 ) ) .

قوله تعالى : ( إنهم لفي سكرتهم ) : الجمهور على كسر إن من أجل اللام . وقرئ بفتحها على تقدير زيادة اللام ; ومثله قراءة سعيد بن جبير رضي الله تعالى عنه . ( إلا أنهم ليأكلوا الطعام ) [ الفرقان : 20 ] بالفتح .

و ( يعمهون ) : حال من الضمير في الجار ، أو من الضمير المجرور في " سكرتهم " والعامل السكرة ، أو معنى الإضافة .

قال تعالى : ( كما أنزلنا على المقتسمين ( 90 ) الذين جعلوا القرآن عضين ( 91 ) ) .

قوله تعالى : ( كما أنزلنا ) : الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف ، تقديره : آتيناك سبعا من المثاني إيتاء كما أنزلنا ; أو إنزالا كما أنزلنا ; لأن آتيناك بمعنى أنزلنا عليك . وقيل : التقدير : متعناهم تمتيعا كما أنزلنا ; والمعنى : نعمنا بعضهم كما عذبنا بعضهم .

وقيل : التقدير : إنزالا مثل ما أنزلنا ; فيكون وصفا لمصدر .

وقيل : هو وصف لمفعول تقديره : إني أنذركم عذابا مثل العذاب المنزل على المقتسمين . والمراد بالمقتسمين قوم صالح الذين اقتسموا على تبييته وتبييت أهله .

وقيل : هم الذين قسموا القرآن إلى شعر وإلى سحر وكهانة .

وقيل : تقديره : لنسألنهم أجمعين مثل ما أنزلنا .

[ ص: 101 ] وواحد " عضين " عضة ، ولامها محذوفة ، والأصل عضوة .

وقيل : المحذوف هاء ، وهو من عضه يعضه ; وهو من العضيهة ; وهي الإفك ، أو الداهية .

قال تعالى : ( فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين ( 94 ) ) .

قوله تعالى : ( بما تؤمر ) : ما مصدرية ، فلا محذوف إذا .

ويجوز أن تكون بمعنى الذي والعائد محذوف ; أي بما تؤمر به ; والأصل : بما تؤمر بالصدع به ، ثم حذف للعلم به .

قال تعالى : ( الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون ( 96 ) ) .

قوله تعالى : ( الذين يجعلون ) : صفة للمستهزئين ، أو منصوب بإضمار فعل ، أو مرفوع على تقدير " هم " .

سامي86
2011-01-27, 18:41
أشكرك على هذا و أريد التهميش و المصادر و المراجع وشكرا

محمد جديدي التبسي
2011-01-28, 11:52
التبيان في إعراب القرآن
أبو البقاء عبد الله بن الحسين العكبري
http://www.islamweb.net/newlibrary/BooksCover/Doc069.jpg

سامي86
2011-01-29, 21:45
بارك الله فيك أخي محمد