ماسة اخلاص
2011-01-25, 12:29
لقاء الله ، لقاء العظيم ، لقاء رب السموات والأرضين ..
هل للمؤمن راحة دون لقاء الله ؟
عَنْ عَائِشَةَ ـ رضي الله عنها ـ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللّهِ ، أَحَبَّ اللّهُ لِقَاءَهُ . وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللّهِ ، كَرِهَ اللّهُ لِقَاءَهُ » فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللّهِ أَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ ؟ فَكُلُّنَا نَكْرَهُ الْمَوْتَ . فَقَالَ : «لَيْسَ كَذَلِكَ . وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا بُشِّرَ بِرَحْمَةِ اللّهِ وَرِضْوَانِهِ وَجَنَّتِهِ ، أَحَبَّ لِقَاءَ اللّهِ ، فَأَحَبَّ اللّهُ لِقَاءَهُ . وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا بُشِّرَ بِعَذَابِ اللّهِ وَسَخَطِهِ ، كَرِهَ لِقَاءَ اللّهِ ، وَكَرِهَ اللّهُ لِقَاءَهُ » رواه مسلم في صحيحه .
والحديث في الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت ، وأبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنهما ـ .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضي الله عنه ـ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : « مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللّهِ ، أَحَبَّ اللّهُ لِقَاءَهُ . وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللّهِ ، كَرِهَ اللّهُ لِقَاءَهُ» قَالَ فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَذْكُرُ عَنْ رَسُولِ اللّهِ حَدِيثاً . إِنْ كَانَ كَذَلِكَ فَقَدْ هَلَكْنَا . فَقَالَتْ : إِنَّ الْهَالِكَ مَنْ هَلَكَ بِقَوْلِ رَسُولِ اللّهِ . وَمَا ذَاكَ ؟ قَال َ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : « مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللّهِ ، أَحَبَّ اللّهُ لِقَاءَهُ . وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللّهِ ، كَرِهَ اللّهُ لِقَاءَهُ » وَلَيْسَ مِنَّا أَحَدٌ إِلاَّ وَهُوَ يَكْرَهُ الْمَوَتَ . فَقَالَتْ : قَدْ قَالَهُ رَسُولُ اللّهِ . وَلَيْسَ بِالَّذِي تَذْهَبُ إِلَيْهِ . وَلكِنْ إِذَا شَخَصَ الْبَصَرُ، وَحَشْرَجَ الصَّدْرُ ، وَاقْشَعَرَّ الْجِلْدُ، وَتَشَنَّجَتِ الأَصَابِعُ . فَعِنْدَ ذلِكَ، مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللّهِ ، أَحَبَّ اللّهُ لِقَاءَهُ . وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللّهِ ، كَرِهَ اللّهُ لِقَاءَهُ " . رواه مسلم .
لقاءُ الله ما أعظمه من لقاء ، لقاء عظيم ، لقاء يحتاج إلى العمل الصالح من العبد ، يحتاج إلى التوحيد و الإخلاص في القول والعمل والاعتقاد ، يحتاج إلى الصدق مع الله ، إلى حسن الظن بالله ، يحتاج إلى استغلال الأوقات في طاعة الله والقرب منه .
فماذا علمنا لهذا اللقاء العظيم ، وهذا الموعد الحاسم إِذَا شَخَصَ الْبَصَرُ، وَحَشْرَجَ الصَّدْرُ ، وَاقْشَعَرَّ الْجِلْدُ ، وَتَشَنَّجَتِ الأَصَابِعُ ، ( قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ ) [ الأنعام31] . ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ ) [يونس45] . ( مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) [العنكبوت 5] .
وقال الحسن البصري ـ رحمه الله ـ : لا راحة للمؤمن إلا في لقاء الله ، ومن كانت راحته في لقاء الله تعالى فيومُ الموت يومُ سروره وفرحِهِ وأمنِهِ وعزِهِ وشرفِهِ .
فرحم الله عبدًا قال لنفسه كل ليلة : ألستِ صاحبةَ كذا ؟! ألستِ صاحبةَ كذا ؟! ثم ذمَّهَا ثم خَطَمَهَا ، ثم ألزمها كتابَ الله وسنةَ رسولِهِ وكان هذا لها قائدًا .
عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ـ رضي الله عنه ـ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : « مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ اللّهُ. لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ . فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ . وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ . وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلاَ يَرَى إِلاَّ النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ . فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ » ، «وَلَوْ بِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ». رواه البخاري ومسلم .
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ ، وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ ، وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) [المنافقون9، 11].
فمن منا باع نفسه لله ، وانتصر على شيطانه وهواه ، ونال رضا الله وهُداه ، فاجتهد بأعماله ليفوز مع الفائزين وينجو مع الناجين ، فصلّى لربه وصام ، وتصدّق بماله وابتعد عن فعل الحرام ، ووصل رحمه وواسى الفقراء والأيتام ، وابتعد عن أذية المسلمين ، ومن منا غلبه شيطانه واتّبع هواه ، وغرته نفسه وعمّت مصائبه وبلواه ، سيء في تعامله مع ربه ، سيء في تعامله مع نفسه ، سيء في تعامله مع أهله وجيرانه وإخوانه المسلمين .
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ، ولا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) [الحشر 18، 19] نحن بحاجة إلى وقفة مع أنفسنا في الدنيا حتى ننظر ما قدمنا لغد .
كم مضى عليك أيتها النفس من عام ، ومن شهر ، ومن يوم ، ومن ساعة ، ومن دقيقة ، ومن لحظة .
ماذا تكلم هذا اللسان ؟! وماذا رأت هذه العين ؟! وماذا سمعت هذه الأذن ؟! وأين مشت هذه القدم ؟! وبماذا بطشت هذه اليد ؟!
( وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ ) [القمر53] .
( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ) [الكهف 49] .
( يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ ) [ الحاقة 18] .
كل منا على موعد مع هذا اللقاء ، في لحظة قد لا يشعر الإنسان به ، ولا يدري كم بقي على هذا اللقاء من وقت ومن زمن ؟
فأعظم الأمور حسرة فوت نعيم الجنة ، وفوت لقاء الله تعالى ، وفوت رضاه ، وكيف يباع هذا بثمن بخس دراهم معدودة ؛ بشهوات حقيرة في الدنيا في أيام قصيرة غير صافية ، مكدّرة منغصة .
( فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ) [الكهف110]
أسأل الله تعالى أن يمن علينا بالتوبة الصادقة ، والعمل الصالح ، وحسن اللقاء .
يارب ، يارب ، يارب .. يا خير من سئل ، ويا خير من أجاب ..
هل للمؤمن راحة دون لقاء الله ؟
عَنْ عَائِشَةَ ـ رضي الله عنها ـ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللّهِ ، أَحَبَّ اللّهُ لِقَاءَهُ . وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللّهِ ، كَرِهَ اللّهُ لِقَاءَهُ » فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللّهِ أَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ ؟ فَكُلُّنَا نَكْرَهُ الْمَوْتَ . فَقَالَ : «لَيْسَ كَذَلِكَ . وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا بُشِّرَ بِرَحْمَةِ اللّهِ وَرِضْوَانِهِ وَجَنَّتِهِ ، أَحَبَّ لِقَاءَ اللّهِ ، فَأَحَبَّ اللّهُ لِقَاءَهُ . وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا بُشِّرَ بِعَذَابِ اللّهِ وَسَخَطِهِ ، كَرِهَ لِقَاءَ اللّهِ ، وَكَرِهَ اللّهُ لِقَاءَهُ » رواه مسلم في صحيحه .
والحديث في الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت ، وأبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنهما ـ .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضي الله عنه ـ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : « مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللّهِ ، أَحَبَّ اللّهُ لِقَاءَهُ . وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللّهِ ، كَرِهَ اللّهُ لِقَاءَهُ» قَالَ فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَذْكُرُ عَنْ رَسُولِ اللّهِ حَدِيثاً . إِنْ كَانَ كَذَلِكَ فَقَدْ هَلَكْنَا . فَقَالَتْ : إِنَّ الْهَالِكَ مَنْ هَلَكَ بِقَوْلِ رَسُولِ اللّهِ . وَمَا ذَاكَ ؟ قَال َ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : « مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللّهِ ، أَحَبَّ اللّهُ لِقَاءَهُ . وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللّهِ ، كَرِهَ اللّهُ لِقَاءَهُ » وَلَيْسَ مِنَّا أَحَدٌ إِلاَّ وَهُوَ يَكْرَهُ الْمَوَتَ . فَقَالَتْ : قَدْ قَالَهُ رَسُولُ اللّهِ . وَلَيْسَ بِالَّذِي تَذْهَبُ إِلَيْهِ . وَلكِنْ إِذَا شَخَصَ الْبَصَرُ، وَحَشْرَجَ الصَّدْرُ ، وَاقْشَعَرَّ الْجِلْدُ، وَتَشَنَّجَتِ الأَصَابِعُ . فَعِنْدَ ذلِكَ، مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللّهِ ، أَحَبَّ اللّهُ لِقَاءَهُ . وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللّهِ ، كَرِهَ اللّهُ لِقَاءَهُ " . رواه مسلم .
لقاءُ الله ما أعظمه من لقاء ، لقاء عظيم ، لقاء يحتاج إلى العمل الصالح من العبد ، يحتاج إلى التوحيد و الإخلاص في القول والعمل والاعتقاد ، يحتاج إلى الصدق مع الله ، إلى حسن الظن بالله ، يحتاج إلى استغلال الأوقات في طاعة الله والقرب منه .
فماذا علمنا لهذا اللقاء العظيم ، وهذا الموعد الحاسم إِذَا شَخَصَ الْبَصَرُ، وَحَشْرَجَ الصَّدْرُ ، وَاقْشَعَرَّ الْجِلْدُ ، وَتَشَنَّجَتِ الأَصَابِعُ ، ( قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ ) [ الأنعام31] . ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ ) [يونس45] . ( مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) [العنكبوت 5] .
وقال الحسن البصري ـ رحمه الله ـ : لا راحة للمؤمن إلا في لقاء الله ، ومن كانت راحته في لقاء الله تعالى فيومُ الموت يومُ سروره وفرحِهِ وأمنِهِ وعزِهِ وشرفِهِ .
فرحم الله عبدًا قال لنفسه كل ليلة : ألستِ صاحبةَ كذا ؟! ألستِ صاحبةَ كذا ؟! ثم ذمَّهَا ثم خَطَمَهَا ، ثم ألزمها كتابَ الله وسنةَ رسولِهِ وكان هذا لها قائدًا .
عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ـ رضي الله عنه ـ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : « مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ اللّهُ. لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ . فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ . وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ . وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلاَ يَرَى إِلاَّ النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ . فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ » ، «وَلَوْ بِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ». رواه البخاري ومسلم .
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ ، وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ ، وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) [المنافقون9، 11].
فمن منا باع نفسه لله ، وانتصر على شيطانه وهواه ، ونال رضا الله وهُداه ، فاجتهد بأعماله ليفوز مع الفائزين وينجو مع الناجين ، فصلّى لربه وصام ، وتصدّق بماله وابتعد عن فعل الحرام ، ووصل رحمه وواسى الفقراء والأيتام ، وابتعد عن أذية المسلمين ، ومن منا غلبه شيطانه واتّبع هواه ، وغرته نفسه وعمّت مصائبه وبلواه ، سيء في تعامله مع ربه ، سيء في تعامله مع نفسه ، سيء في تعامله مع أهله وجيرانه وإخوانه المسلمين .
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ، ولا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) [الحشر 18، 19] نحن بحاجة إلى وقفة مع أنفسنا في الدنيا حتى ننظر ما قدمنا لغد .
كم مضى عليك أيتها النفس من عام ، ومن شهر ، ومن يوم ، ومن ساعة ، ومن دقيقة ، ومن لحظة .
ماذا تكلم هذا اللسان ؟! وماذا رأت هذه العين ؟! وماذا سمعت هذه الأذن ؟! وأين مشت هذه القدم ؟! وبماذا بطشت هذه اليد ؟!
( وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ ) [القمر53] .
( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ) [الكهف 49] .
( يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ ) [ الحاقة 18] .
كل منا على موعد مع هذا اللقاء ، في لحظة قد لا يشعر الإنسان به ، ولا يدري كم بقي على هذا اللقاء من وقت ومن زمن ؟
فأعظم الأمور حسرة فوت نعيم الجنة ، وفوت لقاء الله تعالى ، وفوت رضاه ، وكيف يباع هذا بثمن بخس دراهم معدودة ؛ بشهوات حقيرة في الدنيا في أيام قصيرة غير صافية ، مكدّرة منغصة .
( فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ) [الكهف110]
أسأل الله تعالى أن يمن علينا بالتوبة الصادقة ، والعمل الصالح ، وحسن اللقاء .
يارب ، يارب ، يارب .. يا خير من سئل ، ويا خير من أجاب ..