¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2011-01-25, 08:45
* لا أظن أن الشيخ سيحذف قصة زواجه من مذكراته لأن الجزء الذي حذفه ستالين من مذكرات لينين هو المشهور الآن أكثر من الكتاب نفسه .
* أول رسالة خطتها له يدي أخبرته أن الحب ليس سهما مفاجئا يُفجر نبع العواطف .
منذ أن ارتبطت السيدة أسماء بن قادة بفضيلة الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، لم يسبق لها وأن خاضت في تفاصيل تلك العلاقة الزوجية بينما سبقها الشيخ إلى كتابة أدق تفاصيل علاقته معها وزواجه بها في مذكراته التي نشرت العام 2008، لكن الشروق تمكنت من الوصول إلى الدكتورة الجزائرية أسماء بن قادة حفيدة الأمير عبد القادر وكريمة عالم الرياضيات محمد بن قادة في حوار حصري تروي من خلاله السيدة أسماء تفاصيل ذلك الزواج الزلزال بين عالم دين كبير وفتاة جزائرية تمثل العنفوان الجزائري في ذروته، ولأن الكثير من تفاصيل هذا الزواج قد سبق لفضيلة الشيخ أن تحدث عنه في مذكراته فإن ما تورده السيدة أسماء من هذا الحوار الشيق يزيد من احترامنا لفضيلة الشيخ يوسف القرضاوي الذي أحب الجزائر وأحبته بغض النظر عن المحيط الموبوء أحيانا الذي عانت منه السيدة أسماء التي كانت حريصة هي الأخرى على إجلال العلماء وإكبارهم.. ولعل حديث الشيخ بنفسه في مذكراته عن علاقات الحب والود التي جمعته مع السيدة أسماء ينم أيضا على روحه العالية و صدقه مع الله ومع نفسه وتقديمه لنموذج العالم القدوة الذي يفعل ماهو مقتنع به مادام حلالا وهو الذي يعتبر نموذج الوسطية والاعتدال في كل شيء لدى جيل الشباب سيما الجزائريين المتعلقين به.
الشروق اليومي: الكثير من الناس في العالم العربي، ربما لا يعرفون أن الدكتورة أسماء بن قادة هي كريمة عالم الرياضيات الجزائري محمد بن قادة، أول من أسس المدرسة الجزائرية في الرياضيات وهو المعروف بأبو الرياضيات في الجزائر؟
الدكتورة أسماء بن قادة: نعم والدي، رحمه الله، كان عالما في الرياضيات، تلقى دراسته في المدارس والجامعات الفرنسية، وحفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره، وتعلّم اللغة العربية على يد والده العالم بن قادة نجل القاضي عبد القادر بن قادة، وأشرف الوالد على تعريب الرياضيات في الجزائر، كما صاغ مناهج تدريسها، وكون الأساتذة والمفتشين، وألف معجم للرياضيات وأسس مجلة الخوارزمي في الرياضيات باللغتين العربية والفرنسية وألف في الإنشاءات الهندسية وابستمولوجيا العلوم، وأشرف على تكوين المشاركين في مسابقات الأولمبياد العالمية للرياضيات، وإلى أيام قليلة قبل وفاته، رحمه الله، كان يدرس في المدرسة العليا للأساتذة منهجية تدريس الرياضيات وهو في الثالثة والثمانين من العمر، وفي جوان 2006، ختم تاريخا من الجهاد والاجتهاد، من حزب الشعب الجزائري إلى حزب جبهة التحرير الوطني، إلى مرحلة البناء متقفّيا بذلك طريق أجداده الذين عرفوا دوما بالعلم والجهاد
دعينا نعرف الجوانب التي كان للوالد التأثير الأكبر فيها في شخصيتك؟
باختصار والدي هو من صنعني، لقد كان يعامل جميع بناته كوجود وكذات، وكيان إنساني متعدد الأبعاد، أما التأثير فقد تعلمنا منه المنهجية في التفكير، والدقة والوضوح في التعبير، كما زرع فينا الثقة في النفس والشموخ والاعتزاز بالهوية والانتماء، ولقد اتّسعت مداركنا وثقافتنا من خلال ما وفّره لنا من مكتبات بكل فروع العلوم والآداب والفنون، لقد كان يصنع فينا الإنسان ! وفي اليوم الذي يتقدم فيه أحدهم طالبا إحدى بناته يكون أتعس يوم في حياة والدي !
وكيف عشت لحظة وفاة والدك رحمه الله؟
يوم توفي والدي، شعرت بأني فقدت دليلي في الحياة، ولازلت لم أشفَ من فراقه إلى اليوم، وهو لايزال يعايشني في كل شيئ، كلما انتهيت من تأليف كتاب، أو كتابة مقال، أذكره، ماذا لو كان قرأه كيف كان سيكون رأيه؟ لازالت توجيهاته ووصاياه تنير طريقي وهي تقودني دوما إلى الخير .
ولماذا لم يتبوّأ منصبا وزاريا أو سياسيا وهو العالم المعروف؟
منذ الاستقلال، والمسؤولون الجزائريون يعرضون عليه مناصب وزارية وكان دائما يعتذر ويقول إن مهنتي العلم وليس الإدارة .
* قبل الزواج راسلني القرضاوي كثيرا وهاتفني حيثما حلّ أو ارتحل .
بصراحة، هل الجزائر أعطت الوالد حقه؟
لقد كرّمته الجزائر خير تكريم في حياته وعند وفاته، لقد أرسل الرئيس الجزائري وفدا من الرئاسة قدم التعازي للأسرة، ورسالة عزاء خاصة جدا للعائلة وكان أول عشاء للمتوفى من طرف السيد الرئيس، كما هي عادات الجزائريين مع كبار الشخصيات. كما زارنا السيد رئيس الحكومة مرتين في منزلنا بالجزائر العاصمة لتقديم العزاء، وكذلك غالبية من الوزراء الحاليين والسابقين وأغلبهم من تلاميذه، كما زارنا رؤساء الأحزاب وشخصيات جزائرية كبيرة من داخل وخارج الوطن، وحضرت الطبقة السياسية والأحزاب ورموز الفكر والثقافة جنازته، كما أرسل السيد الرئيس أيضا برسالة عزاء مطولة ومعبّرة في وفاة الوالدة قبل الوالد، رحمهما الله، قديرا لعلاقات المودة والصداقة التي تربطه بالعائلة .
* والدي قال لي إن ارتباطي بالشيخ القرضاوي مدمّر .
على ذكر الرئيس بوتفليقة، كنت تسعين للقاء الشيخ بالرئيس؟
نعم، أول ما زرنا الجزائر في ملتقى البشير الابراهيمي سعيت لتحقيق لقاء له مع الرئيس، بعد أربعة عشر عاما كان قد غاب فيها عن الجزائر .
الآن نعرّج على أسماء بن قادة .. . كيف نشأت وكيف عاشت طفولتها؟
لقد عشت طفولة سعيدة جدا ومنطلقة، فخلال السنة الدراسية يكون الجد والاجتهاد، ثم في عطلة الربيع نلتقي مع كل الأسرة في البيت الكبير عند جدي لأمي (عبد القادر بن عودة) أو الشوايخ بمعنى (الشيوخ) كما يلقبون، حيث الحقول والخيول والطبيعة الرائعة، أما في الصيف فهي بين البحر في شواطئ الميناء الصغير petit port حيث كنا نقضي في المنزل الصيفي هناك أغلبية أيام الإجازة، ورحلاتنا إلى خارج الجزائر حيث كان يصطحبنا إلى المتاحف والمراكز العلمية والمعالم السياحية، فضلا عن رحلاتنا إلى البقاع المقدسة في رمضان من كل سنة، لقد عشت طفولة سعيدة جدا مليئة بالانطلاق والفرح والبهجة، ثم عشت شبابا مفعما بالنشاط الفكري والعلمي والعملي، ليس هنا مجال تفصيله .
الشيخ القرضاوي لم ييأس وواصل محاولاته لإقناع أبي بالزواج .
من حياة الشباب إلى الارتباط بالعلامة الدكتور يوسف القرضاوي .. . بصراحة كيف تعرفت الدكتورة أسماء بن قادة على فضيلته إلى أن طلب يدك من والدك رحمه الله؟
(تصمت مطوّلا... ثم تتنهد)، سأذكر لك باختصار، على اعتبار أن الشيخ قد سجل ذلك في مذكراته التي نشرها في جريدتي "الوطن" القطرية في رمضان (أكتوبر2008)، والتي باتت تعرف بالحلقة الثالثة والثلاثين من المذكرات، لقد عرفني الشيخ وأنا على منصة مؤتمر عام 1984، على إثر مداخلة قام خلالها حوالي 2000 شخص كانون مشاركين يصفّقون ويكبّرون، كما غطتها كل وسائل الإعلام ومنها جريدة الشعب التي عرضتها تحت عنوان: "قد تجد في النهر ما لاتجده في البحر" وكان الشيخ قد تقدم ليحيّيني ولكنه وجد وسائل الإعلام تحاصرني عند نزولي من المنصة فتراجع، إلى أن رآني في المساء في مقر إقامة الطالبات، فسألني إذا كنت أنا أسماء التي داخلت في الصباح فقلت نعم، فشكرني كثيرا وقال: "لقد أثلجت صدورنا بردّك الذي جاء قويا دون خوف أو وجل"، ومنذ ذلك الوقت بات يقرّبني جدا منه، ويحاول الحديث معي كلما واتته الفرصة، ويهديني كتبه، التي كان يسقط قصدا في بعضها كلمة ابنتي، ليكتب عليها "إلى الحبيبة أسماء"، وبقي على هذه الحال لمدة خمس سنوات، إلى غاية 1989 حيث حاول الاتصال بي بمجرد وصوله إلى الجزائر، وفي تبسة أثناء مشاركتنا في المؤتمر المنعقد هناك، طلب مني محاولة التعجيل بعودتي إلى العاصمة لكي يتمكّن من مقابلتي والحديث معي معلقا "وإلا سأسافر وفي قلبي حرقة!"، ولكن الظروف لم تساعد على ذلك التعجيل، فاتصل بي من العاصمة وأنا لازلت في تبسة، ليقول لي بأنه قد أجل عودته إلى الدوحة يومين حتى يتمكن من مقابلتي، فطلبت منه أن يؤجل ذلك لفرصة أخرى من منطلق ما عنده من واجبات ومسؤوليات وأنا غافلة تماما عما يريد أن يحدثني عنه، ولكن يبدو أن الشيخ تأكد بأن الأرضية ليست ممهدة بعد ليبثني ما في نفسه فعاد إلى الدوحة، ومنها أرسل إليّ برسالة مطولة وقصيدة من 75 بيتا يبثني فيها عواطفه وأشواقه التي كتمها خلال خمس سنوات منذ 1984 والتي من بين ماجاء فيها: "أترى أطمع أن ألمس من فيك الجوابا؟... أترى تصبح آهاتي ألحانا عذابا؟... أترى يغدو بعادي عنك وصلا واقترابا؟... آه ما أحلى الأماني وان كانت سرابا!... فدعيني في رؤى القرب وإن كانت كذابا!... وافتحي لي في سراديب الغد المجهول بابا !
وكيف تعاملت مع هذا الوضع بعدها؟
لقد كانت مفاجأة أقرب إلى الصدمة في البداية، فقد كنت أراه معجبا، ولكن كانت علاقتي كذلك مع جميع العلماء الذين حظيت عندهم بالكثير من التقدير والحب والاحترام، ولم يكن ذلك غريبا فقد كان يحدث مع أساتذتي وعلماء الجزائر وأصدقاء والدي، ولكن ومع فارق السن ووجود زوجة أولى وأولاد، حب بهذه القوة وبهذا العمق والعنف ومكتوما منذ خمس سنوات لم يخطر ببالي !
* عرفني القرضاوي وأنا على منصة مؤتمر ومنذ ذلك الوقت وهو يُقربني منه .
وكيف تعاملت مع الوضع، بمعنى وافقت مباشرة أم طرحت الأمر مع العائلة؟
لقد تحولت المفاجأة بعد ذلك إلى شيئ من التشوش والحيرة، ولكن الشيخ لم يترك لي فرصة فقد كان يجاملني بالمكالمات والرسائل، ثم بدأ يطالبني بمعرفة مشاعري تجاهه، كما قال: "ياحبيبي جد بوصل دمت لي واجمع شتاتي... لا تعذبني كفاني ما مضى من سنوات... بت أشكو الوجد فيها شاربا من عبراتي"، إلى أن يقول أيضا: "ياحبيبي وطبيبي هل لدائي من دواء؟... لاتدعني بالهوى أشقى، أترضى لي الشقاء؟!... لاتدعني أبك فالدمع سلاح الضعفاء!... كيف يحلو لي عيش ومقامي عنك ناء؟!
لا سلام لا كلام لا اتصال لا لقاء... أنا في الثرى وليلاي الثريا في السماء!!...الخ"، وطبعا كتمت الأمر تماما عن عائلتي في الأول، بسبب ما كنت أشعر به من حرج يعود إلى الظروف المحيطة بالشيخ.
أنا أريد معرفة رد فعلك أنت؟
والله، أول رسالة خطتها له يدي قلت له فيها بعد أن وصفت له حالة الحيرة التي أنا فيها: "إن الحب ليس سهما ينفذ إلى ذاتي فجأة فيفجر فيها نبع العواطف والمشاعر، إنه معنى يدركه العقل، ثم يفيض بعد ذلك على الوجدان، وإن المعنى مرتبط بجوهر الشخص، فهل تمثل أنت ذلك الجوهر، لا أدري " ؟ .
هذه أول رسالة ترسلينها لفضيلة الشيخ؟
نعم وأردفت على ذلك التساؤل: "أنا لا أعرف ما مصير هذه العلاقة إن أنا سمحت لها أن تمتد وتتطور"، كما سألته عن جوانب اهتمامه بشخصي، على الرغم من أنه قد فصل في رسائله الأولى ولكن كنت أريد أن أتأكد، إلى أيّ مدى هو حب متعدد الأبعاد تتداخل فيه المعاني الانسانية المختلفة بشكل متناغم .
وبعد هذا المخطوط الأول، هل تواصلت الرسائل فيما بينكم؟
نعم أعقب ذلك الكثير من الرسائل والمكالمات المطولة من كل أنحاء الدنيا حيث حل وارتحل، بل استمرت الرسائل والقصائد بعد الزواج أيضا، وكان ينظم القصائد أحيانا وهو في مصر وأنا في الجزائر عندما نفترق لبعض أيام الإجازة ويبعث بها إليّ، ومن بينها قصيدة عنوانها شوق كان مطلعها: "يا حبا زاد تدفقه فغدا طوفانا يغرقني..ياشوقا أوقد في قلبي جمرات توشك تحرقني..أيام الشوق تعذبني كم تجمعني وتفرقني..وليالي الشوق تطول علي تطير النوم تؤرقني"، إلى غاية قوله: "ما عدت بمحتمل بعدا عن روحي وهي تفارقني"، وأحيانا ونحن في الدوحة وهو في بيته الأول يكتب الرسالة ويبعث بها مع السائق على بعد خطوتين..وعودة إلى المرحلة الأولى، مرحلة إقامة الشيخ في الجزائر عام 1990 - 1991 لتحقيق هذا الزواج، والتي حصلت فيها ظروف كثيرة ليس هنا مجال تفصيلها، عاد الشيخ بعدها إلى الدوحة ولم يوفق في الوصول إلى مراده من تحقيق الزواج .
* الشيخ طلب الوساطة من الشيخ شيبان لطلب يدي وتعهد له بأن لا يمسسني سوء أو مكروه .
إلى هذا الحد، انتهى الفصل الأول من القصة، فكيف كانت النتيجة؟
بعد مغادرة الشيخ للجزائر، انقطعت العلاقة تماما، لمدة خمس سنوات، ليتصل بي الشيخ بعدها من الدوحة، ويذكر لي بأنه لم ينسنِ لحظة وأني أعيش بداخله لم أفارقه أبدا وكما يقول في احدى رسائله "أنت معي في حركاتي وسكناتي وغدواتي وروحاتي، في سفري وفي إقامتي في البيت وفي المكتب، في الجامع وفي الجامعة وحدي ومع الناس، أكلم الناس وأنت معي وأكتب وأنت معي وأخطب وأنت معي وأصلي وأنت معي"، وقال بأنه يريد أن يرسل لأبي مجموعة من الوجهاء والوسطاء لعل أبي يوافق على زواجه مني.
هل لنا أن نعرف من الذين توسّطوا للشيخ عند الوالد؟
أول اتصال منه كان بفضيلة الشيخ عبد الرحمن شيبان، حفظه الله، صديق العائلة والوزير السابق للشؤون الدينية وقد سأل الشيخ هل لديك ضمانات بأنه لن يمسّها سوء، وهل تضمن ردود فعل أهلك، فأكد له بأن كل ذلك مضمون، ونقل الشيخ شيبان الرسالة، وكان موقف والدي الرفض المطلق والحاسم غير القابل لأي نقاش، ورد الشيخ شيبان على الشيخ عن طريق رسالة حملها له الدكتور عبد الحليم عويس إلى منزله في القاهرة .
* القرضاوي أجل عودته من الجزائر ليومين حتى يقابلني وطلب مني التعجيل في موعد اللقاء .
مع فشل الوساطات مع والدك كيف كان الفصل الثالث؟
بعد أن فشلت كل المحاولات، كتب الشيخ رسالة إلى والدي يشرح له فيها أن القلوب بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام قد تزوج من عائشة رغم فارق السن بينهما، مؤكدا له أنني سأكون في عينه وقلبه كما أعطاه كل الضمانات بأنه لن يصيبني مكروه أبدا وأنه سيعمل على إسعادي...الخ، ولكن والدي رد على الشيخ برسالة أخرى، يطلب منه فيها ترك هذا الموضوع للأبد وأنه لن يغير موقفه أبدا، وظل والدي مصرّا على رفضه، وكان يقول لي: "أطلبي أيّ شيئ في الدنيا أحققه لك، إلا هذا الزواج إنه مدمر لك!"
لماذا برأيك هذا الإصرار من الوالد؟
برأيي والدي، أن الشيخ حاول التأثير عليّ أولا وأنه قد سحرني برسائله ومكالماته واستغل خبرته وفارق السن الكبير جدا بيني وبينه من أجل تحقيق ذلك، في حين كان الأولى به أن يتقدم إليه مباشرة، بالإضافة إلى الفرق الكبير جدا في السن، والزوجة الأولى والأولاد، والغربة والتعدد الذي لا يمثل جزءا من الثقافة في الجزائر، كما أن والدي لم يكن يتصور بأن ابنته التي ظل يصنعها على عينه منتظرا متى تستلم دورها في الحراك العلمي والفكري للوطن، يمكن أن ترتبط برجل ترافقه هذه الظروف الصعبة ومع اختلاف البيئة والثقافة ونظام التفكير..الخ، هذا الكلام الذي كان يصرح به للوسطاء .
* أول رسالة خطتها له يدي أخبرته أن الحب ليس سهما مفاجئا يُفجر نبع العواطف .
منذ أن ارتبطت السيدة أسماء بن قادة بفضيلة الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، لم يسبق لها وأن خاضت في تفاصيل تلك العلاقة الزوجية بينما سبقها الشيخ إلى كتابة أدق تفاصيل علاقته معها وزواجه بها في مذكراته التي نشرت العام 2008، لكن الشروق تمكنت من الوصول إلى الدكتورة الجزائرية أسماء بن قادة حفيدة الأمير عبد القادر وكريمة عالم الرياضيات محمد بن قادة في حوار حصري تروي من خلاله السيدة أسماء تفاصيل ذلك الزواج الزلزال بين عالم دين كبير وفتاة جزائرية تمثل العنفوان الجزائري في ذروته، ولأن الكثير من تفاصيل هذا الزواج قد سبق لفضيلة الشيخ أن تحدث عنه في مذكراته فإن ما تورده السيدة أسماء من هذا الحوار الشيق يزيد من احترامنا لفضيلة الشيخ يوسف القرضاوي الذي أحب الجزائر وأحبته بغض النظر عن المحيط الموبوء أحيانا الذي عانت منه السيدة أسماء التي كانت حريصة هي الأخرى على إجلال العلماء وإكبارهم.. ولعل حديث الشيخ بنفسه في مذكراته عن علاقات الحب والود التي جمعته مع السيدة أسماء ينم أيضا على روحه العالية و صدقه مع الله ومع نفسه وتقديمه لنموذج العالم القدوة الذي يفعل ماهو مقتنع به مادام حلالا وهو الذي يعتبر نموذج الوسطية والاعتدال في كل شيء لدى جيل الشباب سيما الجزائريين المتعلقين به.
الشروق اليومي: الكثير من الناس في العالم العربي، ربما لا يعرفون أن الدكتورة أسماء بن قادة هي كريمة عالم الرياضيات الجزائري محمد بن قادة، أول من أسس المدرسة الجزائرية في الرياضيات وهو المعروف بأبو الرياضيات في الجزائر؟
الدكتورة أسماء بن قادة: نعم والدي، رحمه الله، كان عالما في الرياضيات، تلقى دراسته في المدارس والجامعات الفرنسية، وحفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره، وتعلّم اللغة العربية على يد والده العالم بن قادة نجل القاضي عبد القادر بن قادة، وأشرف الوالد على تعريب الرياضيات في الجزائر، كما صاغ مناهج تدريسها، وكون الأساتذة والمفتشين، وألف معجم للرياضيات وأسس مجلة الخوارزمي في الرياضيات باللغتين العربية والفرنسية وألف في الإنشاءات الهندسية وابستمولوجيا العلوم، وأشرف على تكوين المشاركين في مسابقات الأولمبياد العالمية للرياضيات، وإلى أيام قليلة قبل وفاته، رحمه الله، كان يدرس في المدرسة العليا للأساتذة منهجية تدريس الرياضيات وهو في الثالثة والثمانين من العمر، وفي جوان 2006، ختم تاريخا من الجهاد والاجتهاد، من حزب الشعب الجزائري إلى حزب جبهة التحرير الوطني، إلى مرحلة البناء متقفّيا بذلك طريق أجداده الذين عرفوا دوما بالعلم والجهاد
دعينا نعرف الجوانب التي كان للوالد التأثير الأكبر فيها في شخصيتك؟
باختصار والدي هو من صنعني، لقد كان يعامل جميع بناته كوجود وكذات، وكيان إنساني متعدد الأبعاد، أما التأثير فقد تعلمنا منه المنهجية في التفكير، والدقة والوضوح في التعبير، كما زرع فينا الثقة في النفس والشموخ والاعتزاز بالهوية والانتماء، ولقد اتّسعت مداركنا وثقافتنا من خلال ما وفّره لنا من مكتبات بكل فروع العلوم والآداب والفنون، لقد كان يصنع فينا الإنسان ! وفي اليوم الذي يتقدم فيه أحدهم طالبا إحدى بناته يكون أتعس يوم في حياة والدي !
وكيف عشت لحظة وفاة والدك رحمه الله؟
يوم توفي والدي، شعرت بأني فقدت دليلي في الحياة، ولازلت لم أشفَ من فراقه إلى اليوم، وهو لايزال يعايشني في كل شيئ، كلما انتهيت من تأليف كتاب، أو كتابة مقال، أذكره، ماذا لو كان قرأه كيف كان سيكون رأيه؟ لازالت توجيهاته ووصاياه تنير طريقي وهي تقودني دوما إلى الخير .
ولماذا لم يتبوّأ منصبا وزاريا أو سياسيا وهو العالم المعروف؟
منذ الاستقلال، والمسؤولون الجزائريون يعرضون عليه مناصب وزارية وكان دائما يعتذر ويقول إن مهنتي العلم وليس الإدارة .
* قبل الزواج راسلني القرضاوي كثيرا وهاتفني حيثما حلّ أو ارتحل .
بصراحة، هل الجزائر أعطت الوالد حقه؟
لقد كرّمته الجزائر خير تكريم في حياته وعند وفاته، لقد أرسل الرئيس الجزائري وفدا من الرئاسة قدم التعازي للأسرة، ورسالة عزاء خاصة جدا للعائلة وكان أول عشاء للمتوفى من طرف السيد الرئيس، كما هي عادات الجزائريين مع كبار الشخصيات. كما زارنا السيد رئيس الحكومة مرتين في منزلنا بالجزائر العاصمة لتقديم العزاء، وكذلك غالبية من الوزراء الحاليين والسابقين وأغلبهم من تلاميذه، كما زارنا رؤساء الأحزاب وشخصيات جزائرية كبيرة من داخل وخارج الوطن، وحضرت الطبقة السياسية والأحزاب ورموز الفكر والثقافة جنازته، كما أرسل السيد الرئيس أيضا برسالة عزاء مطولة ومعبّرة في وفاة الوالدة قبل الوالد، رحمهما الله، قديرا لعلاقات المودة والصداقة التي تربطه بالعائلة .
* والدي قال لي إن ارتباطي بالشيخ القرضاوي مدمّر .
على ذكر الرئيس بوتفليقة، كنت تسعين للقاء الشيخ بالرئيس؟
نعم، أول ما زرنا الجزائر في ملتقى البشير الابراهيمي سعيت لتحقيق لقاء له مع الرئيس، بعد أربعة عشر عاما كان قد غاب فيها عن الجزائر .
الآن نعرّج على أسماء بن قادة .. . كيف نشأت وكيف عاشت طفولتها؟
لقد عشت طفولة سعيدة جدا ومنطلقة، فخلال السنة الدراسية يكون الجد والاجتهاد، ثم في عطلة الربيع نلتقي مع كل الأسرة في البيت الكبير عند جدي لأمي (عبد القادر بن عودة) أو الشوايخ بمعنى (الشيوخ) كما يلقبون، حيث الحقول والخيول والطبيعة الرائعة، أما في الصيف فهي بين البحر في شواطئ الميناء الصغير petit port حيث كنا نقضي في المنزل الصيفي هناك أغلبية أيام الإجازة، ورحلاتنا إلى خارج الجزائر حيث كان يصطحبنا إلى المتاحف والمراكز العلمية والمعالم السياحية، فضلا عن رحلاتنا إلى البقاع المقدسة في رمضان من كل سنة، لقد عشت طفولة سعيدة جدا مليئة بالانطلاق والفرح والبهجة، ثم عشت شبابا مفعما بالنشاط الفكري والعلمي والعملي، ليس هنا مجال تفصيله .
الشيخ القرضاوي لم ييأس وواصل محاولاته لإقناع أبي بالزواج .
من حياة الشباب إلى الارتباط بالعلامة الدكتور يوسف القرضاوي .. . بصراحة كيف تعرفت الدكتورة أسماء بن قادة على فضيلته إلى أن طلب يدك من والدك رحمه الله؟
(تصمت مطوّلا... ثم تتنهد)، سأذكر لك باختصار، على اعتبار أن الشيخ قد سجل ذلك في مذكراته التي نشرها في جريدتي "الوطن" القطرية في رمضان (أكتوبر2008)، والتي باتت تعرف بالحلقة الثالثة والثلاثين من المذكرات، لقد عرفني الشيخ وأنا على منصة مؤتمر عام 1984، على إثر مداخلة قام خلالها حوالي 2000 شخص كانون مشاركين يصفّقون ويكبّرون، كما غطتها كل وسائل الإعلام ومنها جريدة الشعب التي عرضتها تحت عنوان: "قد تجد في النهر ما لاتجده في البحر" وكان الشيخ قد تقدم ليحيّيني ولكنه وجد وسائل الإعلام تحاصرني عند نزولي من المنصة فتراجع، إلى أن رآني في المساء في مقر إقامة الطالبات، فسألني إذا كنت أنا أسماء التي داخلت في الصباح فقلت نعم، فشكرني كثيرا وقال: "لقد أثلجت صدورنا بردّك الذي جاء قويا دون خوف أو وجل"، ومنذ ذلك الوقت بات يقرّبني جدا منه، ويحاول الحديث معي كلما واتته الفرصة، ويهديني كتبه، التي كان يسقط قصدا في بعضها كلمة ابنتي، ليكتب عليها "إلى الحبيبة أسماء"، وبقي على هذه الحال لمدة خمس سنوات، إلى غاية 1989 حيث حاول الاتصال بي بمجرد وصوله إلى الجزائر، وفي تبسة أثناء مشاركتنا في المؤتمر المنعقد هناك، طلب مني محاولة التعجيل بعودتي إلى العاصمة لكي يتمكّن من مقابلتي والحديث معي معلقا "وإلا سأسافر وفي قلبي حرقة!"، ولكن الظروف لم تساعد على ذلك التعجيل، فاتصل بي من العاصمة وأنا لازلت في تبسة، ليقول لي بأنه قد أجل عودته إلى الدوحة يومين حتى يتمكن من مقابلتي، فطلبت منه أن يؤجل ذلك لفرصة أخرى من منطلق ما عنده من واجبات ومسؤوليات وأنا غافلة تماما عما يريد أن يحدثني عنه، ولكن يبدو أن الشيخ تأكد بأن الأرضية ليست ممهدة بعد ليبثني ما في نفسه فعاد إلى الدوحة، ومنها أرسل إليّ برسالة مطولة وقصيدة من 75 بيتا يبثني فيها عواطفه وأشواقه التي كتمها خلال خمس سنوات منذ 1984 والتي من بين ماجاء فيها: "أترى أطمع أن ألمس من فيك الجوابا؟... أترى تصبح آهاتي ألحانا عذابا؟... أترى يغدو بعادي عنك وصلا واقترابا؟... آه ما أحلى الأماني وان كانت سرابا!... فدعيني في رؤى القرب وإن كانت كذابا!... وافتحي لي في سراديب الغد المجهول بابا !
وكيف تعاملت مع هذا الوضع بعدها؟
لقد كانت مفاجأة أقرب إلى الصدمة في البداية، فقد كنت أراه معجبا، ولكن كانت علاقتي كذلك مع جميع العلماء الذين حظيت عندهم بالكثير من التقدير والحب والاحترام، ولم يكن ذلك غريبا فقد كان يحدث مع أساتذتي وعلماء الجزائر وأصدقاء والدي، ولكن ومع فارق السن ووجود زوجة أولى وأولاد، حب بهذه القوة وبهذا العمق والعنف ومكتوما منذ خمس سنوات لم يخطر ببالي !
* عرفني القرضاوي وأنا على منصة مؤتمر ومنذ ذلك الوقت وهو يُقربني منه .
وكيف تعاملت مع الوضع، بمعنى وافقت مباشرة أم طرحت الأمر مع العائلة؟
لقد تحولت المفاجأة بعد ذلك إلى شيئ من التشوش والحيرة، ولكن الشيخ لم يترك لي فرصة فقد كان يجاملني بالمكالمات والرسائل، ثم بدأ يطالبني بمعرفة مشاعري تجاهه، كما قال: "ياحبيبي جد بوصل دمت لي واجمع شتاتي... لا تعذبني كفاني ما مضى من سنوات... بت أشكو الوجد فيها شاربا من عبراتي"، إلى أن يقول أيضا: "ياحبيبي وطبيبي هل لدائي من دواء؟... لاتدعني بالهوى أشقى، أترضى لي الشقاء؟!... لاتدعني أبك فالدمع سلاح الضعفاء!... كيف يحلو لي عيش ومقامي عنك ناء؟!
لا سلام لا كلام لا اتصال لا لقاء... أنا في الثرى وليلاي الثريا في السماء!!...الخ"، وطبعا كتمت الأمر تماما عن عائلتي في الأول، بسبب ما كنت أشعر به من حرج يعود إلى الظروف المحيطة بالشيخ.
أنا أريد معرفة رد فعلك أنت؟
والله، أول رسالة خطتها له يدي قلت له فيها بعد أن وصفت له حالة الحيرة التي أنا فيها: "إن الحب ليس سهما ينفذ إلى ذاتي فجأة فيفجر فيها نبع العواطف والمشاعر، إنه معنى يدركه العقل، ثم يفيض بعد ذلك على الوجدان، وإن المعنى مرتبط بجوهر الشخص، فهل تمثل أنت ذلك الجوهر، لا أدري " ؟ .
هذه أول رسالة ترسلينها لفضيلة الشيخ؟
نعم وأردفت على ذلك التساؤل: "أنا لا أعرف ما مصير هذه العلاقة إن أنا سمحت لها أن تمتد وتتطور"، كما سألته عن جوانب اهتمامه بشخصي، على الرغم من أنه قد فصل في رسائله الأولى ولكن كنت أريد أن أتأكد، إلى أيّ مدى هو حب متعدد الأبعاد تتداخل فيه المعاني الانسانية المختلفة بشكل متناغم .
وبعد هذا المخطوط الأول، هل تواصلت الرسائل فيما بينكم؟
نعم أعقب ذلك الكثير من الرسائل والمكالمات المطولة من كل أنحاء الدنيا حيث حل وارتحل، بل استمرت الرسائل والقصائد بعد الزواج أيضا، وكان ينظم القصائد أحيانا وهو في مصر وأنا في الجزائر عندما نفترق لبعض أيام الإجازة ويبعث بها إليّ، ومن بينها قصيدة عنوانها شوق كان مطلعها: "يا حبا زاد تدفقه فغدا طوفانا يغرقني..ياشوقا أوقد في قلبي جمرات توشك تحرقني..أيام الشوق تعذبني كم تجمعني وتفرقني..وليالي الشوق تطول علي تطير النوم تؤرقني"، إلى غاية قوله: "ما عدت بمحتمل بعدا عن روحي وهي تفارقني"، وأحيانا ونحن في الدوحة وهو في بيته الأول يكتب الرسالة ويبعث بها مع السائق على بعد خطوتين..وعودة إلى المرحلة الأولى، مرحلة إقامة الشيخ في الجزائر عام 1990 - 1991 لتحقيق هذا الزواج، والتي حصلت فيها ظروف كثيرة ليس هنا مجال تفصيلها، عاد الشيخ بعدها إلى الدوحة ولم يوفق في الوصول إلى مراده من تحقيق الزواج .
* الشيخ طلب الوساطة من الشيخ شيبان لطلب يدي وتعهد له بأن لا يمسسني سوء أو مكروه .
إلى هذا الحد، انتهى الفصل الأول من القصة، فكيف كانت النتيجة؟
بعد مغادرة الشيخ للجزائر، انقطعت العلاقة تماما، لمدة خمس سنوات، ليتصل بي الشيخ بعدها من الدوحة، ويذكر لي بأنه لم ينسنِ لحظة وأني أعيش بداخله لم أفارقه أبدا وكما يقول في احدى رسائله "أنت معي في حركاتي وسكناتي وغدواتي وروحاتي، في سفري وفي إقامتي في البيت وفي المكتب، في الجامع وفي الجامعة وحدي ومع الناس، أكلم الناس وأنت معي وأكتب وأنت معي وأخطب وأنت معي وأصلي وأنت معي"، وقال بأنه يريد أن يرسل لأبي مجموعة من الوجهاء والوسطاء لعل أبي يوافق على زواجه مني.
هل لنا أن نعرف من الذين توسّطوا للشيخ عند الوالد؟
أول اتصال منه كان بفضيلة الشيخ عبد الرحمن شيبان، حفظه الله، صديق العائلة والوزير السابق للشؤون الدينية وقد سأل الشيخ هل لديك ضمانات بأنه لن يمسّها سوء، وهل تضمن ردود فعل أهلك، فأكد له بأن كل ذلك مضمون، ونقل الشيخ شيبان الرسالة، وكان موقف والدي الرفض المطلق والحاسم غير القابل لأي نقاش، ورد الشيخ شيبان على الشيخ عن طريق رسالة حملها له الدكتور عبد الحليم عويس إلى منزله في القاهرة .
* القرضاوي أجل عودته من الجزائر ليومين حتى يقابلني وطلب مني التعجيل في موعد اللقاء .
مع فشل الوساطات مع والدك كيف كان الفصل الثالث؟
بعد أن فشلت كل المحاولات، كتب الشيخ رسالة إلى والدي يشرح له فيها أن القلوب بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام قد تزوج من عائشة رغم فارق السن بينهما، مؤكدا له أنني سأكون في عينه وقلبه كما أعطاه كل الضمانات بأنه لن يصيبني مكروه أبدا وأنه سيعمل على إسعادي...الخ، ولكن والدي رد على الشيخ برسالة أخرى، يطلب منه فيها ترك هذا الموضوع للأبد وأنه لن يغير موقفه أبدا، وظل والدي مصرّا على رفضه، وكان يقول لي: "أطلبي أيّ شيئ في الدنيا أحققه لك، إلا هذا الزواج إنه مدمر لك!"
لماذا برأيك هذا الإصرار من الوالد؟
برأيي والدي، أن الشيخ حاول التأثير عليّ أولا وأنه قد سحرني برسائله ومكالماته واستغل خبرته وفارق السن الكبير جدا بيني وبينه من أجل تحقيق ذلك، في حين كان الأولى به أن يتقدم إليه مباشرة، بالإضافة إلى الفرق الكبير جدا في السن، والزوجة الأولى والأولاد، والغربة والتعدد الذي لا يمثل جزءا من الثقافة في الجزائر، كما أن والدي لم يكن يتصور بأن ابنته التي ظل يصنعها على عينه منتظرا متى تستلم دورها في الحراك العلمي والفكري للوطن، يمكن أن ترتبط برجل ترافقه هذه الظروف الصعبة ومع اختلاف البيئة والثقافة ونظام التفكير..الخ، هذا الكلام الذي كان يصرح به للوسطاء .