مشاهدة النسخة كاملة : الى الاستاذ ترشة او عيسى فاطمة ارجوكم ساعدوني احتاجه اليوم
ارجوكم اريد حل الاشكالية التالية (مقالة): هل ماهية الحق تتمثل في كونه إلزاما ام إلتزاما ؟؟؟
بارك الله فيكم احاتجه اليوم ,,شكرا:sdf:
billel2010
2011-01-24, 18:36
هذه المقالة أختي حول أسبقية كل من الحقوق والواجبات على بعضهم
فالحق إلزام أي أسبقية الحق أي الفرد ملزم بحقوقه
الحق إلتزام أسبقية الواجب أي يجب الإلتزام بالواجبات لنيل الحقوق
لكن عندما نقول ماهية الحق تعتبر الزاما او التزاما ..... نعني الزاما : نقصد الحقوق الطبيعية
و الخق التزاما :نقصد الحقوق الاجتماعية والفردية ولكن اريد مقالة حول هده الاشكالية انا بانتظاركم
شكــــــ؛ِـرا لك اخيٍ
ترشه عمار
2011-01-24, 20:25
الحق إلزام أم التزام ؟
إذا كان الحق يتحدد بوصفه مجموعة من الحدود والضوابط التي تؤطر الفاعلية الانسانية ، فما هي طبيعة هذه الفاعلية ؟
هل لهذه الحدود والضوابط صبغة مجردة و " غير مرئية " تقوم التنشئة الاجتماعية بتمريرها إلى الفاعلين الاجتماعيين من خلال مفهوم الواجب ؟ أم أن لها صبغة " مرئية " وملموسة يتم تجسيدها من خلال القوانين والتشريعات ومختلف مؤسسات القضاء داخل المجتمع ؟
من أين يستمد الحق قوته ؟ هل من آليات الإكراه والإلزام أم من نداء الواجب والالتزام ؟
1- الحق إلزام : ( ارتباط الحق بالقانون )
أ - موقف التيار الوضعي :
الحق إلزام ، لأنه يستمد قوته من سلطة تمارسها الدولة على الأفراد عبر المؤسسات القانونية ،وتجد هذه السلطة تبريرها في الصراع بين العقل والأهواء . فالوضعية ترى بأن لا وجود لحق غير الحق الوضعي ، كما هو في الواقع ( أي ما هو كائن ) .
هكذا ذهبت النزعة الوضعية القانونية ( le positivisme juridique) إلى اعتبار الحق يحدد ما هو مشروع (légitime) ، ويروم تحقيق العدل (justice) في المجتمع ، لذلك فالقانون يتأسس على ما هو شرعي (légal) المرتبط بالقانونية المتفق عليها ( الدستور ونحوه ) ، وبمختلف المؤسسات التشريعية و القضائية والتنفيذية داخل المجتمع ،ومن خلال آليات وهيئات تسهر على تكريسه وترجمته في الواقع ( محاكم ، برلمان ، سجون ...) لهذا فالحق يتخذ صبغة " ملموسة مرئية " ( واقعية ) ، ويكون له بالتالي طابعا إلزاميا .
2- الحق التزام : ( ارتباط الحق بالأخلاق )
إذا كان الحق يهدف تحقيق العدل ، فإن القانون قد يكون عادلا أو جائرا ، ما هو قانوني إذن ليس بالضرورة حقا ، لذلك فالحق لا يستمد قوته من القانون ، لمجموعة من الاعتبارات :
- النضالات المستمرة داخل المجتمع تطالب المزيد من الحقوق لصالح الأفراد والجماعات .
- التمايزات الاجتماعية تجاه القانون بين الفئات المستفيدة المتحكمة والأخرى المحرومة الخاضعة تعتبر القانون غير منصف لها .
- نسبية القوانين النابعة من سلطة تشريعية متغيرة عبر الزمان والمكان ،وبحسب الأنظمة السياسية والاجتماعية .
هذه الاعتبارات مجتمعة تجعل القانون يتعرض باستمرار للمساءلة والنقد والخرق والتغيير ... في حين يبقى الحق دائما في مستوى الطموح ( أي ما يجب أن يكون ) .
أ- رأي لييو ستروس : Léo Strauss
إن ارتباط الحق الوضعي بالقوانين و التشريعات والمؤسسات التشريعية الوضعية القائمة في المجتمع، لا يعني بالضرورة – حسب لييو ستروس - أن هذا الحق عادل ، فالحكم على الحق الوضعي بالعدل أو الظلم يتم وفق معيار متعال عن الحق الوضعي نفسه ، لكنه نسبي ، خاضع بدوره للتغير في الزمان والمكان ، يدفع بالانسان إلى البحث باستمرار عما هو أمثل .
ب- وجهة نظر شيشرون :
يقوم الحق كفضيلة – حسب شيشرون - على ما هو طبيعي – إنساني مرتبط بطبيعة الانسان الخيرية ( الانسان محب للانسان ) ، ومن تم فلا وجود إلا لحق واحد يقوم على قانون واحد ، أما الابتعاد عن تلك الطبيعة فمعناه عدم تحقق الفضيلة .
3- الحق إلزام والتزام : ( ارتباط الحق بالقانون والأخلاق )
أ- موقف كانط : Kant
يقول كانط : << ليس هناك سوى حق واحد فطري ، وهذا الحق الوحيد هو الحرية لفعل طيب في الحدود التي تتعايش فيها هذه الحرية مع حرية أي إنسان آخر وفق قانون كوني . >>
يتبين من خلال هذه القولة أن الحق تحدده الحرية النابعة من الذات ، كما يتحدد وفق تشريعات كونية خارجية عن الذات ( القانون ) ، في الحالة الأولى الحق التزام يتعلق بمبادئ مطبوعة في الذات الانسانية ، وفي الحالة الثانية الحق إلزام يقتضي الامتثال لضرورات القانون الكوني .
ب – رأي هيجل : Hegel
يتخذ الحق حسب هيجل خاصية كونية كونية يخضع له جميع الأفراد ،وهو بذلك يتعالى على ما هو عرضي وظرفي ،و في استقلال عن الدوافع الفردية والعواطف والانفعالات والأهواء .
إذا كانت العدالة تستمد قوتها الإلزامية من القانون أو من الأخلاق . فإن الحق لا يتعارض مع حرية الإنسان إلا عندما تعمل هذه الحرية على تجاوز حدود القانون ومبادئ الحق المتفق عليها و التطاول على حرية الغير المعترف بها في إطار علاقات التعاقد .
استنتاجات :
إن الدولة القائمة على القانون العادل ، في رأي بنجمان كونسطان (Benjamin Constant) ، تحمي حقوق الفرد حيث العيش في حرية وأمن واستقرار وعدل ، مقابل تخلي هذا الفرد عن جزء من حريته وثروته من أجل قيام الدولة وسيادة القانون .
إن تناول الانسان كماهية كونية ، وبالارتباط مع هذا التصور يتم طرح مسألة الحق بين كونيته وخصوصيته ، على مستوى علاقات المجتمعات الوطنية فيما بينها ،و على مستوى علاقات الفئات الاجتماعية داخل المجتمع الواحد . وكذلك على مستوى علاقة الانسان بمحيطه ( حيوانات ، بيئة ... )
إن الدعوة إلى كونية وعالمية الحق في مقابل خصوصيته ووطنيته ، قد تؤدي إلى بروز اتجاهات فكرية وإيديولوجية متصارعة تثير قضايا آنية تمتاز بالحدة والجدية .
يمثل مجال الحق نموذجا لموضوعات فلسفية هي أشد ارتباطا بالانسان عبر التاريخ ، حيث شكل الحق مادة لإنتاجات نظرية وفكرية غزيرة ، وتعبيرا عن تطلعات الانسان وطموحاته الظرفية والمستقبلية .
------------------------------
منقول من.. ذ.خـالـد العبيوي-المغرب
بارك الله فيك يا استاذ ... جزاك الله خيرا ... لك مني فائق الاحترام والتقدير
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir