chaima djalfa
2011-01-23, 19:49
تفاءلوا بالخير تجدوه
الشيخ أسامة حافظ
في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(من قال هلك الناس فهو أهلكهم),
وجمهرة العلماء على أن أهلكهم بالضم
ومعناه كما يقول الإمام مالك:
" فهو أفلسهم وأدناهم ".
يؤيد ذلك رواية الإمام أحمد لهذا الحديث:
(إذا سمعتم رجلا ً يقول قد هلك الناس فهو أهلكهم ..
يقول الله إنه هالك).
والحديث هو أحد إبداعات النبوة في التعبير عن آفة خطيرة تمزق المجتمع المسلم وتفت في عضد أبنائه وتصدع من جدرانه.
وهى على خطورتها شائعة بين كثير من أبنائه وخاصة بين أبناء الحركة الإسلامية وهى تشينهم ..
ولذا فهي تحتاج منا جميعا لوقفة يتكاتف فيها الجميع لعلاجها.
فكثير منا ينظر للخير بمنظار مصغر..
كلما أخبر بخير في الناس أو في أعمالهم
زهد فيه.. وفى الحديث عنه..
واستصغره وهون من شأنه,
بينما ينظر للشر بعكس ذلك ..
فإذا بلغه الشر مهما صغر ..
أو سمع شائعة عن أمر سوء ضخمها
وبالغ فيها وأشاعها.
وكأنما الدنيا قد خلت من الخير..
وشاع فيها الفساد والضلال والانحراف ..
فهو ينصب نفسه قاضيا ً يصنف الناس في الذنوب والمعاصي..
ويعطى نفسه حق الحكم عليهم ..
ويعتقد في الجميع الشر
أو على الأقل هو شائع بين الناس.
ولا يخفى ما في هذا السلوك من إشاعة اليأس بين الناس وتثبيط همتهم..
مع ما يدل عليه من عجب في فاعله
واعتقاد الخير في النفس من بين سائر الناس.
ورحم الله الخطابي يعلق على هذا الحديث بقوله:
"معناه لا يزال الرجل يعيب الناس ويذكر مساويهم..
ويقول فسد الناس وهلكوا ونحو ذلك ..
فإذا فعل فهو أهلكهم أى أسوأ حالا ً منهم..
بما يلحقه من الإثم في عيبهم والوقيعة فيهم ..
وربما أداه ذلك إلى العجب بنفسه ورؤيته أنه خير منهم".
إن الفارغ البليد يجد لذته في تحطيم الآخرين وتحقير أعمالهم..
وربما يكون ذلك عن عجز عن مجاراتهم ..
أو حسدا ً لهم على أعمالهم..
أو لأنه يرى نفسه خيرا ً منهم فيفرحه أن يهمش عطاءهم.
أما المنشغل بالعمل والعطاء ..
وإتقان ما يفيض به من جهد علي مجتمعه..
فليس عنده من الوقت ما ينشغل به عن ذلك ..
ولا يهتم بتشريح جثث الآخرين
وأكل جيفهم أو نبش قبورهم ..
وإنما يشغله إدراك الثواب
وتحصيل جزاء الجهد والعمل .
السيف – كما يقولون – يقطع العظام وهو صامت..
أما الطبل فإنه يملأ الدنيا ضجيجا وهو أجوف,
من المهم أن ندرك جميعا ً
أن الواجب علينا هو العمل والجهد..
هذا ما ننال عليه الثواب.
أما محاسبة الناس وتقييم عطائهم
والرقابة على ضمائرهم وإصدار الأحكام عليهم
فليست مهمتنا .. ولا ثواب عليها
الشيخ أسامة حافظ
في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(من قال هلك الناس فهو أهلكهم),
وجمهرة العلماء على أن أهلكهم بالضم
ومعناه كما يقول الإمام مالك:
" فهو أفلسهم وأدناهم ".
يؤيد ذلك رواية الإمام أحمد لهذا الحديث:
(إذا سمعتم رجلا ً يقول قد هلك الناس فهو أهلكهم ..
يقول الله إنه هالك).
والحديث هو أحد إبداعات النبوة في التعبير عن آفة خطيرة تمزق المجتمع المسلم وتفت في عضد أبنائه وتصدع من جدرانه.
وهى على خطورتها شائعة بين كثير من أبنائه وخاصة بين أبناء الحركة الإسلامية وهى تشينهم ..
ولذا فهي تحتاج منا جميعا لوقفة يتكاتف فيها الجميع لعلاجها.
فكثير منا ينظر للخير بمنظار مصغر..
كلما أخبر بخير في الناس أو في أعمالهم
زهد فيه.. وفى الحديث عنه..
واستصغره وهون من شأنه,
بينما ينظر للشر بعكس ذلك ..
فإذا بلغه الشر مهما صغر ..
أو سمع شائعة عن أمر سوء ضخمها
وبالغ فيها وأشاعها.
وكأنما الدنيا قد خلت من الخير..
وشاع فيها الفساد والضلال والانحراف ..
فهو ينصب نفسه قاضيا ً يصنف الناس في الذنوب والمعاصي..
ويعطى نفسه حق الحكم عليهم ..
ويعتقد في الجميع الشر
أو على الأقل هو شائع بين الناس.
ولا يخفى ما في هذا السلوك من إشاعة اليأس بين الناس وتثبيط همتهم..
مع ما يدل عليه من عجب في فاعله
واعتقاد الخير في النفس من بين سائر الناس.
ورحم الله الخطابي يعلق على هذا الحديث بقوله:
"معناه لا يزال الرجل يعيب الناس ويذكر مساويهم..
ويقول فسد الناس وهلكوا ونحو ذلك ..
فإذا فعل فهو أهلكهم أى أسوأ حالا ً منهم..
بما يلحقه من الإثم في عيبهم والوقيعة فيهم ..
وربما أداه ذلك إلى العجب بنفسه ورؤيته أنه خير منهم".
إن الفارغ البليد يجد لذته في تحطيم الآخرين وتحقير أعمالهم..
وربما يكون ذلك عن عجز عن مجاراتهم ..
أو حسدا ً لهم على أعمالهم..
أو لأنه يرى نفسه خيرا ً منهم فيفرحه أن يهمش عطاءهم.
أما المنشغل بالعمل والعطاء ..
وإتقان ما يفيض به من جهد علي مجتمعه..
فليس عنده من الوقت ما ينشغل به عن ذلك ..
ولا يهتم بتشريح جثث الآخرين
وأكل جيفهم أو نبش قبورهم ..
وإنما يشغله إدراك الثواب
وتحصيل جزاء الجهد والعمل .
السيف – كما يقولون – يقطع العظام وهو صامت..
أما الطبل فإنه يملأ الدنيا ضجيجا وهو أجوف,
من المهم أن ندرك جميعا ً
أن الواجب علينا هو العمل والجهد..
هذا ما ننال عليه الثواب.
أما محاسبة الناس وتقييم عطائهم
والرقابة على ضمائرهم وإصدار الأحكام عليهم
فليست مهمتنا .. ولا ثواب عليها