المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لقاء مفتوح


سلمى عبدالله
2011-01-23, 16:57
لقاء مفتوح


التقينا مصادفة في موعد كتب له التاريخ أن يكون

كان صوته مدويا أردت الاقتراب إنه ينادي بالإصلاح

ويشتم القائمين على النظام في هاته المؤسسة

كلماته جعلتني أقترب وأقترب

وأتتبع خطواته

لأكتشفه عن كثب فيلهمني طريقته المثلى لتحقيق مآربه

حاولت شدّ وثاقي به ولو بهمزة وصل

....

رسمت صورة لجولة الأفكار التي ستتخبط بداخله

خشيت أن يسيء فهمي ماذا أفعل كيف أتخلص من ركاكة أسلوبي

أردت رسم صورة لكلّ ما يمكن أن يجول

في ذهنه قبل أن أدق بابه

واستعدادا للموعد

عطرت كلماتي

حاولت أن أكون غير نفسي أن أتخلص من المشاعر الدونية

التي تتملكني. وفي ساعة موبوءة لملمت أشلائي وبعثرتي وانطلقت صوبه

في رحلة أشبه بالخرافة دون دراية مسبقا بخطّة الحديث التي سأشنها

لأفتح سراديبه المظلمة

كنت أشعر أنه يملك قلعة محصّنة بالمدرعات

أو قبّعة تفكير يمكنها أن تنير دربي

لذا حاولت ارتداء وشاح مرصّع بالكلمات

وسريت في أمسية ماطرة تتراجع خطاي ألف ميل

قبل أن أحبو بأولى الخطوات نحوه

كيف يمكن أن أبدأ حديثي بأي العبارات سأنطق

هل ألقي السلام ؟

لم أفكر طويلا وفعلت.

تأخّر رده

حاولت جاهدة أن أمسك أعصابي التي تنافرت في رحلة معاناة

رفض حتى رد السلام .. !!؟

هل كان في عبارة السلام إساءة له

هل إلى هاته الدرجة من الدونية أنا دون أن أعي ؟؟

انتابني صراع وموجة

أفكار تخبّطت بداخلي كيف أمكنني فعل ذلك

ولم فعلت ؟ أ لهاته الدرجة أبدو ساذجة .. !!؟

ونظرت في كفّي هنيهة هل هو خبير لهاته الدرجة

هل قرأ ملامحي وسطحيتي ؟

وفي ثورة هيجان صرخت كاتمة أنفاسي لا أحب أن تتجاهلني يا ...

إلا أن الفوضى المتربصة بي لم تتبناني طويلا

ليردّ السلام

.....
/
\
/
\

ردّ السلام ...وانصرف

مع هذا الموقف

لم يكن أمامي إلا أن أقلب أوراق دفاتري

إلا أن طرقا لهتافات تعالت ..نقلني إليه مجددا لأمر على كلماته :

حين نؤمن أنّ عبوديتنا لله وحده سنتحرك

حين تتقطع سبل النجاة مع كلّ هذا العفن المنتشر

وتمنع..تبتعد عن آداء مناسكك ودورك في الحياة

حين ينتهك عرض أخيك وأنت تسد الجفن لتبقى مصلوبا بين صمم وبكم

وتلهث خلف قوت يومك المسلوب منك

لا بدّ أن تولد حركة دفينة حركة في ذواتنا نطعمها من فطرتنا التي جبلنا عليها

لنحرر إرادتنا المستعبدة المسترهبة فننطلق...

-----



تتخللني موجة أفكار هل هي شهقات أصرخ ..إلى أين تحلق بي

لست أدري..

و كيف أمكنك التسلل إلى وجداني لتحرك أحاسيسا غمرها الطوفان

كيف استطعت فعل ذلك، وتمكنت من النطق والانطلاق ..!؟

هل دبّ الأمل في هاته النفوس على وقع كلماتك يا وليد الشعب ؟

أجل ..ربما

سأعلمك .. لازلت أحتفظ بصورتك..في كتبي ..فكري

وإني أحبّ وأحببت مظلّتك..وهامتك العالية

-----

أصمت هنيهة ..أمسك سجل دفاتري كأني أحاول التخلص من شيء داخلي

أقلب صفحاته مجددا

لم تركت المدرسة مبكرا...؟

هل درست في الكتاتيب ؟ واخترت تطوير ذاتك بمعيتك

أعلم أنك حرفي ربما كنت حدادا

كم استغرقت من الوقت لتصنع المفتااااح ؟

مفتاح التخلص من العبودية الظاهرية

وكم عدد المفاتيح التي استعملتها للتخلص من عبودية الذات ؟

يوسف ...يوسف

هل تسمعني ؟

أعلم أنك تسمعني ... لا تجب

تعوّدت طرح الأسئلة دون أن أجد لها إجابات

لذا أنا هكذا .....كما تراني مبعثرة

---------

صمت طويل بعض الأنين ارهاق وتعب

همّ بي الحزن مجددا

طلقة نارية أيقظت بعض الذكرى

ذكرى الكفاح والنضال ..أشعلت الشموع

عددتها بعمر الجهاد كم عمرك الآن ؟

ما أقسى السنين حين تطويك ...هل كان من العظمة مرورها

لنأخذ صورة تذكارية سأضرب موعدا مع الشموع

اطمئن لن أشعلها على الأضرحة

ولا في لقاء عابر

انقطع التيار لذا سأشعل الشموع

لآخذ صورة تذكارية في لقاء مفتوح

على الساعة الصفر


كتبت ليلة 01/11/2010

ملاحظة
يوسف 1: العفّة والنقاء والإباء
يوسف 2: أحد رموز الثورة.

** لا أحد **
2011-01-23, 17:29
أجهدني النّص .
فهو مزدحمٌ بالأحداث متداخل المشاعر .. يتمتّع بالنضج .
في النّص
بدا لي أكثر من صوت ، وخطواتٍ كثيرة ... تروح وتجيء
وكأنّنا نتفرج من أسفلٍ جدا على منصة مسرحٍ نُصبت عاليا جدا
نتطاول برقابنا .. علّنا نرى وجه البطل ، سلمى أو اليوسفين


قدرة الكاتب على جعلنا نتمثل حكايته ، ونتصوّرها كبيرة فعلا ، وقد جعلنا نتمثل أكثرَ من صورة للنص
وينتقل بنا من صورة لصورة .. تماما في الوقت المناسب ، فلا نشعر بتغيّر الالوان بين الواقع في الارض ، والواقع في شعوره .

جميل هذا النّص أدبيا محرّك ...

أمّا الرمية التي يقصدها فإذا كانت سياسية أو فيها من السياسة توخّينا الحذر ...

سلمى عبدالله
2011-01-23, 17:49
أجهدني النّص .
فهو مزدحمٌ بالأحداث متداخل المشاعر .. يتمتّع بالنضج .
في النّص
بدا لي أكثر من صوت ، وخطواتٍ كثيرة ... تروح وتجيء
وكأنّنا نتفرج من أسفلٍ جدا على منصة مسرحٍ نُصبت عاليا جدا
نتطاول برقابنا .. علّنا نرى وجه البطل ، سلمى أو اليوسفين


قدرة الكاتب على جعلنا نتمثل حكايته ، ونتصوّرها كبيرة فعلا ، وقد جعلنا نتمثل أكثرَ من صورة للنص
وينتقل بنا من صورة لصورة .. تماما في الوقت المناسب ، فلا نشعر بتغيّر الالوان بين الواقع في الارض ، والواقع في شعوره .

جميل هذا النّص أدبيا محرّك ...

أمّا الرمية التي يقصدها فإذا كانت سياسية أو فيها من السياسة توخّينا الحذر ...

السلام عليكم

سعيدة بردّك سيدي الكريم

يهمني الجانب الأدبي لأن السياسة لها أهلها

ولست من أهلها

أشكرك مجددا

تقديري واحترامي

أحمد الجمل
2011-01-24, 01:44
اللـــــــــــه
ما أروع ما قرأت
حبكة درامية قوية جدا لا يستطيع أن يفلت منها من قرأ حرفك الأول
إلا بعد أن يصل للحرف الأخير

رائعة
شكرا جزيلا لك

مواطن فقط
2011-01-24, 17:28
الأخت سلمى

سرد متداخل على نحو جميل ..

راق لي ماقرأت هنا

تقديري

فريدرامي
2011-01-24, 22:21
كلمات من وحي قلم فنان
لك الاعجاب بما سطرت هنا
.............تقديري ودمت متألقة

وردة الخزامى
2011-01-25, 15:48
مشوشة أنا
ربما فقدت قدرتى على الإستيعاب أمام جمالية ماقرأت هاهنا...


لااقول قرات اقول عشت،،

عشت هذا اللقاء... تنقلت بين سلاسة الاحداث..

قلمك الرائع اخذنى بعيدا،،
فلكِ كل تعاويذ الشكر و الامتنان
ه
ه
ه
اختك وردة الخزامى