تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : علي محمد واختراق استخبارات الامريكان


بوعلام العاصمي
2011-01-22, 11:49
علي محمد» العميل المصري الذي اخترق المخابرات الأمريكية لصالح القاعدة
مى سمير



لاتزال أحداث 11 سبتمبر تفاجئنا كل يوم بما هو جديد .. تفاجئنا باكتشافات واسرار صادمة لقد نشرت مجلة "نيو أمريكان" تقريرا صحفيا تناول انتصار الكاتب الامريكي بيتر لانس الذي تمكن من إعادة نشر كتابه " الاختراقات الثلاثية: كيف استطاع جاسوس بن لادن في اختراق السي أي ايه، المباحث الفيدرالية والجيش الأمريكي "، وكان المدعي العام الأمريكي بارتريك فيتزجراليد قد هدد الكاتب والصحفي الأمريكي بمقاضاته إذا قام بنشر هذا الكتاب، وقد استمر الصراع بينهما لمدة 20 شهرا أسفرت في النهاية عن خروج الطبعة الجديدة من الكتاب الذي يتناول قصة حياة العميل المصري علي محمد الذي يؤكد الكتاب أنه نجح في اختراق المخابرات الأمريكية في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي لصالح منظمة القاعدة، وقدم لتنظيم القاعدة معلومات حيوية ومهمة لعبت دورا رئيسيا في التخطيط لأحداث 11 سبتمبر.
هذا المصري تحول إلي لغز لاينقصه الغموض، هذا اللغز أثار انتباه الصحفي الأمريكي بيتر لانس الذي نشر قصته في كتاب " الاختراقات الثلاثية..." تضمن الكتاب العديد من الشهادات عن هذا العميل المصري الأصل، واسمه الكامل علي عبد سعود محمد ولد في 3 يونيو عام 1952 وكان يطلق عليه في بعض الأحيان "علي الأمريكي"، وقد وصفه لاري جونسون النائب السابق لإدارة محاربة الإرهاب في إدارة الأمن القومي، بأنه كان نموذجاً للعميل المزدوج، فلا أحد يعلم إلي الآن إذا كان عميلا للقاعدة أم كان عميلا للحكومة الأمريكية. وفقا لجونسون فقد عمل "علي محمد" مع المخابرات المركزية الأمريكية، والقوات الأمريكية الخاصة، في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي. في هذا الوقت تعاون "علي محمد" مع منظمة الجهاد الإسلامي المصرية ومع منظمة القاعدة، بالثمانينيات شارك في تدريب المقاتلين ضد الاتحاد السوفيتي في أفغانستان. أطلق عليه عميل المباحث الفيدارلية جاك كلونان "المدرب الأول لأسامة بن لادن" الذي يمتلك العديد من المواهب التي ساعدته في عمله فهو يجيد الانجليزية والفرنسية والعبرية إلي جانب اللغة العربية، إلي جانب تمتعه بالذكاء والجاذبية وقدرة كبيرة علي اكتساب الأفراد. بدأت قصة علي محمد عندما كان عضواً في المخابرات العسكرية المصرية التي استغنت عن خدماته بعد اكتشافها تورطه مع الجماعات السلفية وذلك عام 1984. بعد الخروج من الجيش طلب منه أيمن الظواهري محاولة اختراق المخابرات الأمريكية ولكنه فشل في هذه المهمة في المقابل نجح في اختراق الجيش الأمريكي واستخدم المعلومات التي توصل إليها في تدريب أعضاء القاعدة، كما قام بوضع كتاب إرشادي للتدريبات العسكرية لتنظيم القاعدة. وكان محمد علي قد قدم خدماته للمخابرات المركزية الأمريكية بعد خروجه من الجيش المصري، وبالفعل تمت الاستعانة به وإرساله إلي ألمانيا من أجل اختراق الجماعات الإسلامية هناك ولكن بمجرد وصوله ودخوله لأحد الجوامع اعترف لشيخ الجامع الإيراني الأصل بأنه عميل للمخابرات الأمريكية، وكانت السي أي ايه قد اخترقت بالفعل هذه الجماعة و علم أحد عملائها بما أقدم عليه العميل الجديد وكتب عنه تقريرا بأنه شخصية غير قابلة للثقة، ولكن بمجرد اكتشاف حقيقته كان محمد قد سافر بالفعل إلي الولايات المتحدة من خلال برنامج ترحيل تشرف عليه المخابرات والهدف منه ترحيل الأشخاص الذين يقدمون خدمات للولايات المتحدة.

في الولايات المتحدة تزوج "علي محمد" من سيدة أمريكية تدعي ليندا سانشيز وحصل علي الجنسية الأمريكية وانضم للجيش الأمريكي وعمل في قاعدة جون اف كيندي في شمال كاليفورنيا إلي عام 1989، وكان يعطي دوراً في الثقافة واللغة العربية لأعضاء الجيش الأمريكي. وفي عام 1988 أبلغ علي محمد رؤساءه برغبته في أخذ إجازة من أجل المشاركة في الحرب ضد الاتحاد السوفيتي في افغانستان، وبعد شهر من السفر عاد مرة أخري حيث أبلغ زملاءه أنه قتل جنديين سوفيت وأخذ ملابسهما العسكرية كتذكار. لكن سفر علي محمد إلي أفغانستان من أجل المشاركة في الحرب أثارت حفيظة رؤسائه، فلم يكن من المنطقي أن يسافر عضو في الجيش الأمريكي من أجل المشاركة في حرب لدولة أخري، وبالفعل كتب رئيسه في القاعدة العسكرية الكولونيل روبرت اندرسون تقريراً بشأنه، ولكن التقرير تم تجاهله، وهو الأمر الذي دفع اندرسون إلي التأكد من أن "علي محمد" يتلقي معاملة خاصة ويقوم بعمله تحت مظلة المخابرات الأمريكية، فهو مصري له علاقات بالجماعات السلفية أتي الولايات المتحدة وانضم للجيش وهي كلها أمور ليس من السهل حدوثها. ويشير الكتاب المثير للجدل إلي أن "علي محمد"، أثناء وجوده في الجيش الأمريكي كان يشارك في تدريب أعضاء القاعدة، كما قام بتدريب السيد نصير الذي اغتال مير كاهان القائد العسكري لإحدي الجمعيات اليهودية المتطرفة في نيويورك ، كما تولي تدريب محمود أبو حليمة الذي شارك في الهجوم علي مركز التجارة العالمي عام 1993.

في التسعينيات، عاد "علي محمد" إلي أفغانستان ولعب دورا في تدريب أعضاء تنظيم القاعدة علي العديد من الأساليب العسكرية التي تعلمها في الولايات المتحدة الأمريكية مثل عمليات الاختطاف والاغتيال واختطاف الطائرات، وكما يؤكد عميل المباحث الفيدرالية جاك كلونان فإن أهم قادة القاعدة مثل أسامة بن لادن وأيمن الظواهري تتلمذوا علي يد "علي محمد". وفي عام 1993 سافر إلي افريقيا وعمل كمخبر للمباحث الفيدرالية الأمريكية، وفي ذلك الوقت بدأت الشكوك تثار حوله داخل تنظيم القاعدة ورفض محمد عاطف العضو الشهير في تنظيم القاعدة ابلاغه بأي معلومات متعلقة به وبالعمليات التي يقوم بها بعد أن أبلغ أعضاء القاعدة بشكوكها تجاه علي محمد.

وقد وجهت الحكومة الأمريكية اتهاماً إلي "علي محمد" بالتورط في تفجيرات السفارات الأمريكية في نيروبي وكينيا ودار السلام التي وقعت عام 1998، والقي القبض عليه أثناء محاولة السفر إلي مصر، وبعد سجنه لما يقرب من ثمانية أشهر وبالتحديد في مايو 1999 قدم "علي محمد" اعترافاً بالذنب بشأن التهم الموجهة إليه، وكان هذا الاعتراف نقطة نهاية لقصة هذا الرجل الغامض، فما حدث بعد ذلك غير واضح، القصة التي لعب بطولتها هذا الرجل المصري لاتزال تمتلئ بالمساحات الخالية التي يحتاج لمن يكملها. فقد استمرت المحاكمة ولكن لم تتضمن أوراق القضية أي تسجيل لعقوبة أو حكم تم إصداره. وفي فبراير عام 2002، أذاعت محطة السي بي اس أن "علي محمد" أقر بالذنب وهو في انتظار الحكم عليه، ولكن لا يوجد أي معلومات متعلقة بالحكم الذي صدر ضده، كما لا يوجد ذكر لاسم "علي محمد" داخل السجون الأمريكية.

علي ناحية أخري، ذكر باتريك بيرلي الصحفي الأمريكي علي موقع "نيوز ويز فيوز" الإخباري أن "علي محمد" قد أطلق سراحه بأمر مباشر من إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش. وقد أشارت تقارير صحفية إن "علي محمد" قد حصل علي صفقة مع الحكومة الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر، في مقابل تقديمه معلومات عن القاعدة طالب بتخفيف العقوبة عنه، ولكن لا يوجد أحد يؤكد مصير هذا الرجل وأين هو وهل تم الحكم عليه أم لا؟ ويبدو أن لغز العميل المصري الذي اخترق الجيش والمخابرات الأمريكية كما اخترق تنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات السلفية سوف يستمر.
المصدر
http://www.elfagr.org/NewsDetails.as...521&secid=3274