مشاهدة النسخة كاملة : العلمانية والعلمانيون
le fugitif
2011-01-19, 22:17
ما مفهومك للعلمانية والعلمانيين وهل هي ايديولوجية تتنافي كليا او جزئيا مع الاسلام شريعة وعقيدة وهل الفكر العلماني يحارب الدين ويصادره .
http://img365.imageshack.us/img365/3074/filleswe2.jpg
عكس التيار
2011-01-19, 23:18
ما مفهومك للعلمانية والعلمانيين وهل هي ايديولوجية تتنافي كليا او جزئيا مع الاسلام شريعة وعقيدة وهل الفكر العلماني يحارب الدين ويصادره .
http://img365.imageshack.us/img365/3074/filleswe2.jpg
لايمكن الاجابة على السؤال الا بعد توضيح المفهوم المقصود. هناك علمانية تحارب الدين وهناك علمانية تحمي الدين.
العلمانية بمعناها الواسع هي رفض الكهنوت و سلطة رجال الدين و هي الوقوف ضد احتكار الخطاب الديني من طرف السلطة السياسية او من طرف فئة معينة من اجل مصالح فئوية ضيقة . فالتوظيف السياسي للدين و احتكار الحقيقة الدينية باب من أبواب الاستبداد و لهذا لم يوجد في الإسلام كهنوت يحتكر سلطة فهم الدين و يفرضه على الغير بالقوة . و لهذا السبب لم يعرف الإسلام محاكم التفتيش كالتي عرفتها الكنيسة . و العلمانية من الناحية التاريخية هي ثورة ضد استبداد الكنيسة الكاثوليكية و تحالفها مع الإقطاع في اوروبا أما في عالمنا الإسلامي فالعلمانية دخلت علينا بصورة مشوهة عبر الأحزاب القومية بدء بحزب اتاتورك و التي كانت احزاب قمعية و معادية للدين ذاته . و لهذا اعتقد ان العلمانية لا تتنافى مع الإسلام عقيدة و شريعة . لان العلمانية المعادية للدين عند بعض العلمانيين المتطرفيين هي انحراف عن مفهوم العلمانية الأصلية و هي إسقاط للعلاقة المتعارضة بين الدين و العلم و بين الدين و الحريات في الغرب على الواقع الإسلامي . و إذا كان الدين عندنا لا يتعارض مع العلم و لا يتعارض مع الحرية و الديموقراطية فليس علينا ان نخاف من العلمانية . لكن التطرف الديني من جهة و الذي لا يمثل الدين الصحيح و التطرف العلماني اللاديموقراطي هو الذي يخلق انطباعا بتعارض العلمانية و الدين . و واجبنا اليوم هو التخلص من كل أشكال التطرف الديني و العلماني .
ما مفهومك للعلمانية والعلمانيين وهل هي ايديولوجية تتنافي كليا او جزئيا مع الاسلام شريعة وعقيدة وهل الفكر العلماني يحارب الدين ويصادره .
http://img365.imageshack.us/img365/3074/filleswe2.jpg
نعم العلمانية هى بالمفهوم الغربى اللائكية اى فصل الدين عن الدولة وهو ما يتنافى كليا مع الاسلام شريعتا وعقيدة
واللائكية تحارب الفكر الاسلامى وكل ما يتعلق بالدين ولايمكن ان تتعايش معه ،وهذا مالحظناه فى كثير من الدول مثل تركيا سابقا والجزائر فى عهد التعددية قبل الانقلاب
nassir406
2011-01-20, 10:58
-اللهم ان كان رزقي في السماء فانزله وان كان في بطن الارض فاخرجه وان كان بعيدا فقربه وان كان عسيرا فيسره وان كان قليلا فاكثره وبارك فيه برحمتك ياارحم الراحمين
بس يا بحر
2011-01-20, 12:12
العلمانيه هي الإلحاد بعينه..
فكما الملحد ينكر وجود الله .....العلماني يقول عن نفسه مؤمن ولكن لا يؤخذ بشرائع الله
يقول العلماني الدين فقط عبادات..أما المعاملات والشرائع من إختصاص الدول فلا يحرم
ما حرم الله ولا يحلل ما حلله الله.. بل القوانين الوضعيه التي أبتدعها هي التي يؤخذ بها
بالتالي لا فرق بين ملحد وعلماني، فما يكون معنى الإيمان بالله ولا يؤخذ بشرائع الله ..
العلمانيه ظهرت بظهور الإستعمار الغربي على ديار الإسلام ، وفرض على كل الدول المستعمره
وحتى بعد التحرير مازال أحكام المستعمرين الغربيين قائمه وبالتالي حربنا مع الغرب ليس حرب أسلحة
ولكن حربا فكريه فنحن منذ الإستعمار حتى اليوم لم نتحرر من هذا الفكر الغربي الملحد الذي يكفر بشرائع الله.
مشكلة العلمانيه الآن ليست كما يدعون فصل الدين عن السياسه بل فصل الدين عن كل القيم والمبادئ التي
يدعو لها الدين سواء بالدين الإسلامي أو المسيحي أو اليهودي وهذا ما نراه جليا واضحا في دول الغرب
فالمرأة لم تعد مرأة والرجل لم يعد رجل وصار حتى نكاح الحيوانات عندهم حلال ، فمن وقت قريب عقد رجل
غربي قرانه على كلب........أنظر كيف صار حال العلمانيين أذلاء حتى على الكلاب والعياذ بالله...!
في شرائع العلمانيه التي نصوها ، يجوز الإجهاض ، ويجوز النكاح بلا عقد زواج ويجوز أن تخرج البنت عن
طوع أهلها ما إن تبلغ 16 من عمرها وتخرج تبيت بالشارع فالقانون يحميها ، وغيرها غيرها من الإبتلاءات.
نحن نرفض العلمانية لأننا نرى إنهيار القيم في دول الغرب ، وأن هذا الإنهيار بدأ يصل لنا ، فقبل فتره نادت
إحدى العضوات في مجلس الأمة دوله خليجيه بحماية الجنس الثالث وأن يجعلوا لهم غطاء قانون يحميهم ويكفلوا حقوقهم
في دوله إسلاميه ..في دوله خليجيه يحصل ذلك..فلا حول ولا قوة إلا بالله. هذا هي نتاج العلمانيه المخجل.
نعم العلمانية هى بالمفهوم الغربى اللائكية اى فصل الدين عن الدولة وهو ما يتنافى كليا مع الاسلام شريعتا وعقيدة
واللائكية تحارب الفكر الاسلامى وكل ما يتعلق بالدين ولايمكن ان تتعايش معه ،وهذا مالحظناه فى كثير من الدول مثل تركيا سابقا والجزائر فى عهد التعددية قبل الانقلاب
أختي العزيزة اللائكية ترجمة لمصطلح laïcité المشتق من كلمة laïc و التي يقابلها مصطلح clerc التي تعني رجل الكنيسة . و رجال الكنيسة يشكلون الكهنوت او الإكليروس clergé . و الكنيسة في اللغات الاوروبية إذا ابتدأ كتابتها بحرف صغير minuscule (église – church) فمعناها المعبد او المبني الذي يتعبد فيه المسيحيون و إذا بدا كتابتها بحرف كبير (Eglise – Church) فمعناها المؤسسة الدينية التي يرأسها البابا و التي تنقسم إلى عدة أسقفيات و ابرشيات و كنائس و لديها أديرة للرهبان و الراهبات و لديها مجلس اساقفة و إدارة و هي تنظيم تراتبي une hiérarchie يضع نفسه بمثابة وسيط بين الله و المؤمنين و يحرم أي تفسير و اجتهاد حول النصوص المقدسة من خارج الكنيسة , و يطلق على العوام من المسيحيين الذين لا ينتمون للكنيسة مصطلح les laïcs . و اللائكية جاءت كثورة على سلطة رجال الدين cléricalisme أي ضد ان يحتكر شخص ما الحقيقة الدينية و يفرضها على الغير و يوظفها سياسيا للسيطرة عليهم . و بما ان المجتمع الإسلامي يخلو من الأكليروس فلا معنى لهذه الثنائية عندنا من الناحية النظرية , اما من الناحية العملية فهناك توظيف سياسي للدين مثلا من طرف حكومة الملالي في ايران و من طرف التحالف السعودي الوهابي لإحتكار فهم الدين واقصاء كل فهم معارض و حماية النظام السياسي .
و عودة لمفهوم العلمانية . لابد من دراسة أي مفهوم من خلال السياق التاريخي لظهوره و تطوره . كما يجب ان نفهم التشعب و التصورات المختلفة للمفهوم الواحد على ضوء العديد من العوامل السياسية و الدينية و التاريخية . فالعلمانية الفرنسية مثلا هي علمانية متشددة لانها جاءت بعد صراع عنيف مع الكنيسة الكاثوليكية و هي معادية للدين بصفة عامة . أما العلمانية في الدول البروتستانتية فهي اقل عداوة للدين داخل الدولة لانها جائت نتيجة لحركات الإصلاح الديني . في حين الحركات العلمانية عندنا لم تأت نتيجة تطور تدريجي للفكر السياسي بل تبنتها نخب حاكمة غير ديموقراطية و مدعومة من الغرب .
فالعلمانية المتشددة تدعو لفصل الدين بصورة تامة عن الحياة العامة . و الوهابية تدعو لفصل الدين عن الواقع . و كلاهما متشددان و يتدخل في الحياة الخاصة للافراد . و لذلك فأنا ضد كل تصور علماني يقصي الدين لان الدين أهم بعد في حياة الأنسان و المجتمع و ضد كل تصور ديني يدعي إحتكار الحقيقة الدينية و يكفر و يضلل و يبدع و يفسق كل من خالفه و يستخدم هذه الأدوات في خدمة سلطة سياسية معينة . أي انني ضد العلمانية التي تحارب الدين و مع العلمانية التي تحمي البشر من تسلط رجال الدين . و الإسلام كدين يحذرنا من ان نتخذ من أمثال الأحبار و الرهبان أربابا من دون الله . فليس لدينا إكليروس و لا بابا ولا اساقفة و لا نحتاج لواسطة بيننا و بين الله و كل يؤخذ من كلامه و يرد .
العلمانيه هي الإلحاد بعينه..
فكما الملحد ينكر وجود الله .....العلماني يقول عن نفسه مؤمن ولكن لا يؤخذ بشرائع الله
يقول العلماني الدين فقط عبادات..أما المعاملات والشرائع من إختصاص الدول فلا يحرم
ما حرم الله ولا يحلل ما حلله الله.. بل القوانين الوضعيه التي أبتدعها هي التي يؤخذ بها
بالتالي لا فرق بين ملحد وعلماني، فما يكون معنى الإيمان بالله ولا يؤخذ بشرائع الله ..
العلمانيه ظهرت بظهور الإستعمار الغربي على ديار الإسلام ، وفرض على كل الدول المستعمره
وحتى بعد التحرير مازال أحكام المستعمرين الغربيين قائمه وبالتالي حربنا مع الغرب ليس حرب أسلحة
ولكن حربا فكريه فنحن منذ الإستعمار حتى اليوم لم نتحرر من هذا الفكر الغربي الملحد الذي يكفر بشرائع الله.
مشكلة العلمانيه الآن ليست كما يدعون فصل الدين عن السياسه بل فصل الدين عن كل القيم والمبادئ التي
يدعو لها الدين سواء بالدين الإسلامي أو المسيحي أو اليهودي وهذا ما نراه جليا واضحا في دول الغرب
فالمرأة لم تعد مرأة والرجل لم يعد رجل وصار حتى نكاح الحيوانات عندهم حلال ، فمن وقت قريب عقد رجل
غربي قرانه على كلب........أنظر كيف صار حال العلمانيين أذلاء حتى على الكلاب والعياذ بالله...!
في شرائع العلمانيه التي نصوها ، يجوز الإجهاض ، ويجوز النكاح بلا عقد زواج ويجوز أن تخرج البنت عن
طوع أهلها ما إن تبلغ 16 من عمرها وتخرج تبيت بالشارع فالقانون يحميها ، وغيرها غيرها من الإبتلاءات.
نحن نرفض العلمانية لأننا نرى إنهيار القيم في دول الغرب ، وأن هذا الإنهيار بدأ يصل لنا ، فقبل فتره نادت
إحدى العضوات في مجلس الأمة دوله خليجيه بحماية الجنس الثالث وأن يجعلوا لهم غطاء قانون يحميهم ويكفلوا حقوقهم
في دوله إسلاميه ..في دوله خليجيه يحصل ذلك..فلا حول ولا قوة إلا بالله. هذا هي نتاج العلمانيه المخجل.
أعتقد انه لا يجب أن نخلط بين العلمانية و الإباحية و الانحلال الخلقي في الغرب . لان هذا الانحلال نتيجة لتراجع الدين في الغرب و تراجع الدين نتيجة لمواقف الكنيسة المتصلبة و المتشددة , و الخطاب الديني المتشدد هو الذي يؤدي إلي نفور الناس من الدين و أحيانا إلى خروجهم منه . و نفس الأمر سيحدث عندنا إذا سيطر الخطاب الديني المتشنج و المتشدد . لذلك فالمشكلة ليست مشكلة علمانية بقدر ما هي مشكلة خطاب ديني . و في حالة نشوء أنظمة ديموقراطية عندنا فللمجتمع الحق في بناء المنظومة التشريعية التي تناسبه و لا اعتقد أن المسلمين سيرفضون الدين . لكنهم سيرفضون التشدد و التعصب .
بس يا بحر
2011-01-20, 13:01
أعتقد انه لا يجب أن نخلط بين العلمانية و الإباحية و الانحلال الخلقي في الغرب . لان هذا الانحلال نتيجة لتراجع الدين في الغرب و تراجع الدين نتيجة لمواقف الكنيسة المتصلبة و المتشددة , و الخطاب الديني المتشدد هو الذي يؤدي إلي نفور الناس من الدين و أحيانا إلى خروجهم منه . و نفس الأمر سيحدث عندنا إذا سيطر الخطاب الديني المتشنج و المتشدد . لذلك فالمشكلة ليست مشكلة علمانية بقدر ما هي مشكلة خطاب ديني . و في حالة نشوء أنظمة ديموقراطية عندنا فللمجتمع الحق في بناء المنظومة التشريعية التي تناسبه و لا اعتقد أن المسلمين سيرفضون الدين . لكنهم سيرفضون التشدد و التعصب .
ما حصل بالغرب ويحصل اليوم عندنا هو نتيجة العلمانيه
فمن فصل الدين عن السياسه..أليسوا العلمانيين
ألم تقل بالأمس أنهم العلمانيين في الشرق والغرب
متفقون على فصل الدين عن السياسه
وما هي السياسه أليست قوانين تحكم بين الشعوب
لا تدافع .............فقط فكر ما حصل بالغرب ولنا اليوم نتاج من .......؟!
الأمل الحقيقي
2011-01-20, 13:36
أنا بصراحة أردت الإشارة لنقطة مهمة :
أحيانا تجد لدى بعض العلمانيين أفكارا جيدة جدا وحلولا لبعض المشكال التي أستعصى حلها من البعض المنسوبين
على الإسلام والمتحجرين والذين يريدون إرجاعنا لوراء .
وأنا إذ أقول هذا الكلام لا أشجع ولا أؤيد العلمانية ولكن الصراحة لا بد أن تقال.
أما عن تعارضها مع الدين فهنا العلمانييون منقسون على أنفسهم.
وهناك علمانييون متدينون وآخرون يحاربون بكل قوة التدين وأشكاله.
ولا يمكننا الإنكار أن هؤلاء العلمانيين لهم نفوذ كبير في الدول العربية.
والسبب يرجع بالدرجة الأولى لأخطاء الإسلاميين الذين بقوا يروجون لأفكار قد أكل عليها الدهر وشرب.
مما أعطى الفرصة لهؤلاء للظهور وإبراز قوتهم وإظهار خصومهم الإسلاميين على أنهم اناس متحجرون لا علاقة لهم
بالحضارة.
وأنا شخصيا لا أؤيد العلمانية ولكني في نفس الوقت أحترم بعض أفكارهم الطيبة عن إرساء دولة القانون والحق
والعدالة والحرية وهي المفاهيم التي يبقى التيار الإسلامي مصرا على إعتبارها من العقيدة الإسلامية ولا يجوز الخوض
فيهارغم ان أمور العقيدة واضحة أما الباقي فيمكن الإجتهاد فيه.
فحين لا يجد الإسلاميون حلولا لمشاكل المواطن سينفر المواطن منهم كما يفعل أغلبهم اليوم.
والحل الذي أقترحه انا شخصيا :
محاربة التيار العلماني وجعله وسطيا وإبعاده عند التطرف الغربي.
محاربة الرجعيين وليس الإسلاميين لأن هناك فرق كبير بينهما .لأن هؤلاء الرجعيين للأسف بعيدون كل البعد عن منهج
الوسطية الذي يدعو إليه الإسلام وهم لم يقدموا جديدا للحضارة لا الإسلامية ولا الإنسانية .
وشكرا على الموضوع
ما حصل بالغرب ويحصل اليوم عندنا هو نتيجة العلمانيه
فمن فصل الدين عن السياسه..أليسوا العلمانيين
ألم تقل بالأمس أنهم العلمانيين في الشرق والغرب
متفقون على فصل الدين عن السياسه
وما هي السياسه أليست قوانين تحكم بين الشعوب
لا تدافع .............فقط فكر ما حصل بالغرب ولنا اليوم نتاج من .......؟!
ما حدث في الغرب هو نتيجة استبداد الكنيسة , و الثورة عليها كانت لها ايجابيات لا يمكن لاحد ان ينكرها بحيث تقدمت الحركة العلمية اما الفساد الاخلاقي فهو ناتج عن تراجع ثقة الناس بالكنيسة و غياب البديل الروحي لملأ الفراغ ...... أما ما حدث عندنا فهو بالدرجة الاولى بسبب الجمود الفكري و الفقهي الذي سيطر على الامة و جعلها قابلة للإستعمار . و بسبب الأفكار الميتة و المميتة التي ادت إلى تراجع الإنتاج العلمي و الفكري للمسلمين . و الانحلال الأخلاقي الوافد من الغرب له عدة اسباب منها عجز الخطاب الاسلامي المهيمن على الساحة عن تطوير نفسه و تقديم حلول عملية لمشاكلنا ...... يا آنستي نحن مجتمعات يسودها الجهل و الكثير منا لا يقرأ و لا يفكر و لا يتحاور بل يكتفي بكونه كائن مستهلك لكل شيء مفتقد لثقافة الاستهلاك . نستهلك الفتاوى بشكل مفرط لأننا لا نعطي لانفسنا حق التفكير . حتى صارت الفتاوى تصدر عن البوكيمون والبيبسي و الهواتف النقالة ...الخ . ..... إن إقحام الدين في كل التفاصيل و تفاصيل التفاصيل يضر الدين ولا يخدمه . و إضفائنا القداسة على الكثير من الأفكار و التصورات البشرية هو إضافة للاثقال على جسد الامة تمنعها من التحرك . أما فصل الدين عن الدولة فبإمكانك ان تفهمي من مشاراكاتي أنني اقصد به المؤسسة الدينية و استخدام الدين لاغراض سياسية لأن هذا هو التعبير المستخدم و الشائع و ربما هو تعبير في حاجة على اعادة صياغة لانك محقة في نقدك الموجه للعلمانية المعادية للدين .
أختي العزيزة اللائكية ترجمة لمصطلح laïcité المشتق من كلمة laïc و التي يقابلها مصطلح clerc التي تعني رجل الكنيسة . و رجال الكنيسة يشكلون الكهنوت او الإكليروس clergé . و الكنيسة في اللغات الاوروبية إذا ابتدأ كتابتها بحرف صغير minuscule (église – church) فمعناها المعبد او المبني الذي يتعبد فيه المسيحيون و إذا بدا كتابتها بحرف كبير (eglise – church) فمعناها المؤسسة الدينية التي يرأسها البابا و التي تنقسم إلى عدة أسقفيات و ابرشيات و كنائس و لديها أديرة للرهبان و الراهبات و لديها مجلس اساقفة و إدارة و هي تنظيم تراتبي une hiérarchie يضع نفسه بمثابة وسيط بين الله و المؤمنين و يحرم أي تفسير و اجتهاد حول النصوص المقدسة من خارج الكنيسة , و يطلق على العوام من المسيحيين الذين لا ينتمون للكنيسة مصطلح les laïcs . و اللائكية جاءت كثورة على سلطة رجال الدين cléricalisme أي ضد ان يحتكر شخص ما الحقيقة الدينية و يفرضها على الغير و يوظفها سياسيا للسيطرة عليهم . و بما ان المجتمع الإسلامي يخلو من الأكليروس فلا معنى لهذه الثنائية عندنا من الناحية النظرية , اما من الناحية العملية فهناك توظيف سياسي للدين مثلا من طرف حكومة الملالي في ايران و من طرف التحالف السعودي الوهابي لإحتكار فهم الدين واقصاء كل فهم معارض و حماية النظام السياسي .
و عودة لمفهوم العلمانية . لابد من دراسة أي مفهوم من خلال السياق التاريخي لظهوره و تطوره . كما يجب ان نفهم التشعب و التصورات المختلفة للمفهوم الواحد على ضوء العديد من العوامل السياسية و الدينية و التاريخية . فالعلمانية الفرنسية مثلا هي علمانية متشددة لانها جاءت بعد صراع عنيف مع الكنيسة الكاثوليكية و هي معادية للدين بصفة عامة . أما العلمانية في الدول البروتستانتية فهي اقل عداوة للدين داخل الدولة لانها جائت نتيجة لحركات الإصلاح الديني . في حين الحركات العلمانية عندنا لم تأت نتيجة تطور تدريجي للفكر السياسي بل تبنتها نخب حاكمة غير ديموقراطية و مدعومة من الغرب .
فالعلمانية المتشددة تدعو لفصل الدين بصورة تامة عن الحياة العامة . و الوهابية تدعو لفصل الدين عن الواقع . و كلاهما متشددان و يتدخل في الحياة الخاصة للافراد . و لذلك فأنا ضد كل تصور علماني يقصي الدين لان الدين أهم بعد في حياة الأنسان و المجتمع و ضد كل تصور ديني يدعي إحتكار الحقيقة الدينية و يكفر و يضلل و يبدع و يفسق كل من خالفه و يستخدم هذه الأدوات في خدمة سلطة سياسية معينة . أي انني ضد العلمانية التي تحارب الدين و مع العلمانية التي تحمي البشر من تسلط رجال الدين . و الإسلام كدين يحذرنا من ان نتخذ من أمثال الأحبار و الرهبان أربابا من دون الله . فليس لدينا إكليروس و لا بابا ولا اساقفة و لا نحتاج لواسطة بيننا و بين الله و كل يؤخذ من كلامه و يرد .
شكرا لك أخي على طرحك المميز .. وإني أتفق معك تماما في أنه ما كان حتى ينبغي على المسلمين مناقشة فكرة العلمانية لأنه لا توجد أصلا فكرة المؤسسة الدينية المسيطرة في الإسلام فالإسلام دين ركز على حرية الأفراد الشخصية حتى في قبول الدين أو رفضه ..فقال الله لكم دينكم ولي دين .. وقد ذهب الدكتور عبد المجيد مزيان رحمة الله عليه إلى إعتبار أن دولة المدينة التي أسسها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي أول دولة في العالم قدمت وثيقة أو معاهدة تحترم فيها وتضمن حرية المعتقد للأقليات .. فلم يسبق للعالم أن شهد وثيقة تعترف بحرية ممارسة دين داخل الدولة غير دين حكامها فكانت المعاهدة الموقعة مع يهود المدينة التي تمنحهم حرية ممارسة دينهم وشعائرهم مقابل حماية المسلمين لهم وثيقة غير مسبوقة في العالم ولم تعرف الحضارات القديمة أي وثيقة معروفة مشابهة تضمن حرية المعتقد ... فأعتبر الدكتور مزيان أن دولة المدينة بهذا مارست علمانية بالمفهوم الفضفاض للكلمة
http://www.arabsys.net/pic/thanx/4.gif
بس يا بحر
2011-01-20, 20:01
مؤسف..أن أرى علماني يقول عن نفسه مسلم
العلمانيه بحد ذاتها شريعه تعارض شريعة الإسلام..
هم ينادون بالحرية المطلقه..أي حرية مطلقه هل يقصدون أن نصل الى الحيوانيه.
ويعلنون أن شريعة الله لا تصلح لهذا الزمان ولابد من تغيير ..ركبا بالحضاره .
وأن السلفيين طغاة ومستبدين ورجعيين..أستغفر الله كيف يحكمون
السلفيين يطبقون شريعة الله لا شريعة الغاب التي ينادي بها العلمانيين
السلفيين إن كانوا رجعيين فذلك فخرا فإن لم يكن خيرا في ديننا ونرجع للدين في كل أمر فلا عيب
ولا مهانة ، الرجعي هو ذلك العلماني الذي يريدنا أن نصل الى أحكام الرومانيين والجاهليين
قبل إنبعاث الإسلام، يخدع نفسه ويقول عن ذلك حضاره. حضاره أن يعاشر الرجل أمه، أو يعاشر كلبه
حضاره أن يفعل المنكرات ويسلب وينهب بلا رادع ولا حساب، لا نريدها من حضاره
نتشرف بالسلفيين ، فلابد أن ينهضوا السلفييون ليركلوا كلاب العلمانيين في كل مكان فهم أشبه بشريعة
الغاب، سفه وهبال وجنون وأي جنون ، أموات وربي أنهم أموات...
أنظروا ماذا حصل للدول العلمانيه من إمريكا الى السوفييت، عذبوا شعوبهم وظهر على ركبهم الدكتاتوريين
فالرئيس ستالين كان علماني نازي، وهتلر علماني ،وجورج واشنطن الذي أستعمر الشعوب علماني
ومن العرب صدام..!
لا نريد هذه الأنظمة الفاسده، نريد شريعة الله ، شريعة الحق لا شريعة الطغاة العلمانيين النازيين
والعياذ بالله منهم
عكس التيار
2011-01-20, 20:19
مؤسف..أن أرى علماني يقول عن نفسه مسلم
العلمانيه بحد ذاتها شريعه تعارض شريعة الإسلام..
هم ينادون بالحرية المطلقه..أي حرية مطلقه هل يقصدون أن نصل الى الحيوانيه.
ويعلنون أن شريعة الله لا تصلح لهذا الزمان ولابد من تغيير ..ركبا بالحضاره .
وأن السلفيين طغاة ومستبدين ورجعيين..أستغفر الله كيف يحكمون
السلفيين يطبقون شريعة الله لا شريعة الغاب التي ينادي بها العلمانيين
السلفيين إن كانوا رجعيين فذلك فخرا فإن لم يكن خيرا في ديننا ونرجع للدين في كل أمر فلا عيب
ولا مهانة ، الرجعي هو ذلك العلماني الذي يريدنا أن نصل الى أحكام الرومانيين والجاهليين
قبل إنبعاث الإسلام، يخدع نفسه ويقول عن ذلك حضاره. حضاره أن يعاشر الرجل أمه، أو يعاشر كلبه
حضاره أن يفعل المنكرات ويسلب وينهب بلا رادع ولا حساب، لا نريدها من حضاره
نتشرف بالسلفيين ، فلابد أن ينهضوا السلفييون ليركلوا كلاب العلمانيين في كل مكان فهم أشبه بشريعة
الغاب، سفه وهبال وجنون وأي جنون ، أموات وربي أنهم أموات...
أنظروا ماذا حصل للدول العلمانيه من إمريكا الى السوفييت، عذبوا شعوبهم وظهر على ركبهم الدكتاتوريين
فالرئيس ستالين كان علماني نازي، وهتلر علماني ،وجورج واشنطن الذي أستعمر الشعوب علماني
ومن العرب صدام..!
لا نريد هذه الأنظمة الفاسده، نريد شريعة الله ، شريعة الحق لا شريعة الطغاة العلمانيين النازيين
والعياذ بالله منهم
لاداعي ان تتنكر لصدام فهو دخل المعسكر الايراني واستسلم لاعدائه الفرس
روح القلم
2011-01-20, 22:29
لايمكن الاجابة على السؤال الا بعد توضيح المفهوم المقصود. هناك علمانية تحارب الدين وهناك علمانية تحمي الدين.
و الله ؟؟
و من أين لك بهاته المعلومة ؟؟ و أين هم أتباع العلمانية هؤلاء الذين يحمونا الدين ؟؟
أولا يجب أن نفرق بين الاديان و يجب أن نعلم أن الدين المسيحي مغلوط و محرف و ان الدين الاسلامي محفوظ و مصان
و عليه فإن نشأت العلمانية كانت على أساس عبث بعض رجال الدين المسيحيين في الدين و تحريفه و تفصيله على مقاسهم و هذا ما استدع ظهور هاته الفئة التي تريد اعادت اصلاح للدين و لمفاهيمه و وضع [ الحرية في المعتقدات ] كحل لكل الافراد في المجتمع الاوروبي و أيضا مع العمل على إبعاد الخطاب الديني على جل الحياة عموما سواء السياسة او الاقتصادية هذا هو المتعارف عليه و زد على ذالك أن إيطارها الاجتماعي هو توجيهم الناس الى الاهتمام بدنياهم و ترك أخرتهم و هذا ما يعارض الدين ليأتي دور العقل في دعم هاته الفكرة على حساب الدين .. و هنا نراهم ان هناك أمور تفسر علميا و لا يوجد لها تفسير في الدين و هذا ما يستدعي منها أن نتخلى عن الدين و نحصره في العبادة و أن نعتمد على الاسلوب العقلاني لتستمر حياة كما يبغونها ...
لكن السؤال المطروح : إذا كانت العالمانية قد ظهرت لتصحيح العقيدة المسيحية المغلوطة فما دخل العلمانية في الدين الاسلامي ؟؟
~~ أغيلاس ~~
2011-01-20, 22:32
باسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين قيوم السموات والأرضين مدبر الخلائق أجمعين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، الملك الحق المبين ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، الصادق الأمين ، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين .
وبعد .. فهذه مقالة مقتضبة ، كتبها بعض العلماء في طائفة وفرقة خرجت في هذه الأزمنة ، وتمكنت في الكثير من دول الإسلام ، ألا وهي فرقة ( العلمانية ) ، التي يظهر منها الحب ، والوئام لأفراد الأمة ، ولكنها تظهر أحيانًا خفايا تضمرها تنبئ عن حقد ، وشنآن للدين الإسلامي ، وتعاليمه ، وتتنكر للحدود الشرعية ، وللعبادات ، والمعاملات الدينية ، وتجعل جل هدفها المصالح ، والشهوات النفسية ، وترى عزل الدين عن الدولة ، وترمي المتمسكين به بالتخلف ، والجحود ، والتأخر ، ولاشك أن هذه الطائفة أخطر على الأمة من المنافقين الأولين ، ومن كل الطوائف المنحرفة .
ولقد أبان الكاتب وفقه الله جُلَّ أهداف هذه الفرقة الضالة ، وأكبر خطرها .. فجدير بالمسلم أن يأخذ حذره ، وأن يعرف عدوه ، وأن يبعد بنفسه ، وبإخوانه عن أمثال هؤلاء العلمانيين ، ليسلك سبيل النجاة .. والله الموفق الهادي إلى سبيل الرشاد .
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم
عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
المقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .
أما بعد :
فإن أمتنا الإسلامية اليوم تمر بقترة من أسوأ فترات حياتها ، فهي الآن ضعيفة مستذلة ، قد تسلط عليها أشرار الناس من اليهود والنصارى ، وعبدة الأوثان ، وما لذلك من سبب إلا البُعد عن الالتزام بالدين الذي أنزله الله لنا ، هداية ورشادًا ، وإخراجًا لنا من الظلمات إلى النور .
وقد كان هذا البُعد عن الدين في أول أمره مقصورًا على طائفة من المسلمين ، لكنه بدأ الآن ينساح حتى تغلغل في طائفة كبيرة من الأمة ، وقد كان لانتشار العلمانية على المستوى الرسمي والمستوى الفكري والإعلامي الأثر الأكبر ، في ترسيخ هذا البُعد وتثبيته ، والحيلولة دون الرجوع مرة أخرى إلى نبع الهداية ومعدن التقوى .
من هنا كانت هذه الرسالة الموجزة عن ( العلمانية وثمارها الخبيثة ) في بلاد المسلمين ، لعلها تُؤتي ثمارها في تبصير المسلمين بحقيقة هذه الدعوة ، ومصادرها ، وخطرها على ديننا ، وآثارها المميتة ، حتى نسارع في التحصن منها ، ومقاومتها ، وفضح دُعاتها ، والقضاء عليها - بإذن الله - حتى نعود إلى ديننا ، وتعود لنا العزة كما كانت ، } ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين { .
نسأل الله من فضله التوفيق والإرشاد والسداد .
مــحــمــد شــاكــر الــشــريــف
مكة المكرمة
ما هي العلمانية ؟!
سؤال قصير ، لكنه في حاجة إلى جواب طويل ، واضح وصريح ، ومن الأهمية بمكان أن يعرف المسلمون جوابًا صحيحًا لهذا السؤال ، وقد كُتِبَتْ - بحمد الله - عدة كتب في هذا المجال ، وما علينا إلا أن نعلم فتعمل .
نعود إلى جوانب سؤالنا ، ولن نتعب في العثور على الجواب الصحيح ، فقد كفتنا القواميس المؤلفة في البلاد الغربية ، التي نشأت فيها العلمانية مؤنة البحث والتنقيب ، فقد جاء في القاموس الإنجليزي ، أن كلمة ( علماني ) تعني :
1- دنيوي أو مادي .
2- ليس بديني أو ليس بروحاني .
3- ليس بمترهب ([1] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn1)) ، ليس برهباني .
وجاء أيضًا في نفس القاموس ، بيان معنى كلمة العلمانية ، حيث يقول : العلمانية : هي النظرية التي تقول : إن الأخلاق والتعليم يجب أن لا يكونا مبنيين على أسس دينية .
وفي دائر المعارف البريطانية ، نجدها تذكر عن العلمانية : أنها حركة اجتماعية ، تهدف إلى نقل الناس من العناية بالآخرة إلى العناية بالدار الدنيا فحسب .
ودائرة المعارف البريطانية حينما تحدثت عن العلمانية ، تحدثت عنها ضمن حديثها عن الإلحاد ، وقد قسمت دائرة المعارف الإلحاد إلى قسمين :
* إلحاد نظري .
* إلحاد عملي ، وجعلت العلمانية ضمن الإلحاد العملي ([2] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn2)) .
وما تقدم ذكره يعني أمرين :
أولهما : أن العلمانية مذهب من المذاهب الكفرية ، التي ترمي إلى عزل الدين عن التأثير في الدنيا ، فهو مذهب يعمل على قيادة الدنيا في جميع النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية والقانونية وغيرها ، بعيدًا عن أوامر الدين ونواهيه .
ثانيهما : أنه لا علاقة للعلمانية بالعلم ، كما يحاول بعض المراوغين أن يلبس على الناس ، بأن المراد بالعلمانية : هو الحرص على العلم التجريبي والاهتمام به ، فقد تبين كذب هذا الزعم وتلبيسه بما ذكر من معاني هذه الكلمة في البيئة التي نشأت فيها .
ولهـذا ، لو قيـل عن هذه الكلمة ( العلمانية ) إنها : ( اللادينية ، لكان ذلك أدق تعبيرًا وأصدق ) ، وكان في الوقت نفسه أبعد عن التلبيس وأوضح في المدلول .
كيف ظهرت العلمانية
كان الغرب النصراني في ظروفه الدينية المتردية هو البيئة الصالحة ، والتربة الخصبة ، التي نبتت فيها شجرة العلمانية وترعرعت ، وقد كانت فرنسا بعد ثورتها المشهورة هي أول دولة تُقيم نظامها على أسس الفكر العلماني ، ولم يكن هذا الذي حدث من ظهور الفكر العلماني والتقيد به - بما يتضمنه من إلحاد ، وإبعاد للدين عن كافة مجالات الحياة ، بالإضافة إلى بغض الدين ومعاداته ، ومعاداة أهله - أقول لم يكن هذا حدثًا غريبًا في بابه ، ذلك لأن الدين عندهم حينئذ لم يكن يمثل وحي الله الخالص الذي أوحاه إلى عبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم - عليه السلام - ، وإنما تدخلت فيه أيدي التحريف والتزييف ، فبدلت وغيرت وأضافت وحذفت ، فكان من نتيجة ذلك أن تعارض الدين المُبدَّل مع مصالح الناس في دنياهم ومعاملاتهم ، في الوقت نفسه الذي تعارض مع حقائق العلم الثابتة ، ولم تكتفِ الكنيسة - الممثلة للدين عندهم - بما عملته أيدي قسيسيها ورهبانها من التحريف والتبديل ، حتى جعلت ذلك دينًا يجب الالتزام والتقيد به ، وحاكمت إليه العلماء المكتشفين ، والمخترعين ، وعاقبتهم على اكتشافاتهم العلمية المناقضة للدين المبدل ، فاتهمت بالزندقة والإلحاد ، فقتلت من قتلت ، وحرَّقت من حرَّقت ، وسجنت من سجنت .
ومن جانب آخر فإن الكنيسة - الممثلة للدين عند النصارى - أقامت تحالفًا غير شريف مع الحكام الظالمين ، وأسبغت عليهم هالاتٍ من التقديس ، والعصمة ، وسوَّغت لهم كل ما يأتون به من جرائـم وفظائع في حـق شعوبهم ، زاعمـة أن هذا هو الدين الذي ينبغي على الجميع الرضوخ له والرضا به .
من هنا بدأ الناس هناك يبحثون عن مهرب لهم من سجن الكنيسة ومن طغيانها ، ولم يكن مخرجهم الذي اختاروه إذ ذاك ، إلا الخروج على ذلك الدين - الذي يحارب العلم ويناصر المجرمين - والتمر عليه ، وإبعاده وطرده ، من كافـة جوانب الحياة السياسية ، والاقتصادية ، والعلمية ، والأخلاقية ، وغيرها .
ويا ليتهم إذ خرجوا على هذا الدين المبدل اهتدوا إلى دين الإسلام ، ولكنهم أعلنوها حربًا على الدين عامة .
وإذا كان هذا الذي حدث في بلاد الغرب النصراني ليس بغريب ، فإنه غير ممكن في الإسلام ، بل ولا متصور الوقوع ، فوحي الله في الإسلام لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فلا هو ممكن التحريف والتبديل ، ولا هو ممكن أن يُزاد فيه أو يُنقص منه ، وهو في الوقت نفسه لا يحابي أحدًا ، سواء كان حاكمًا أو محكومًا ، فالكل أمام شريعته سواء ، وهو أيضًا يحافظ على مصالح الناس الحقيقية ، فليس فيه تشريع واحد يُعارض مصلحة البشرية ، وهو أيضًا يحرص على العلم ويحض عليه ، وليس فيه نص شرعي صحيح يُعارض حقيقة علمية ، فالإسلام حق كله ، خير كله ، عدل كله ، ومن هنا فإن كل الأفكار والمناهج التي ظهرت في الغرب بعد التنكر للدين والنفور منه ، ما كان لها أن تظهر ، بل ما كان لها أن تجد آذانًا تسمع في بلاد المسلمين ، لولا عمليات الغزو الفكري المنظمة ، والتي صادفت في الوقت نفسه قلوبًا من حقائق الإيمان خاوية ، وعقولاً عن التفكير الصحيح عاطلة ، ودينًا في مجال التمدن ضائعة متخلفة .
ولقد كان للنصارى العرب المقيمين في بلاد المسلمين دورٌ كبيرٌ ، وأثرٌ خطيرٌ ، في نقل الفكر العلماني إلى ديار المسلمين ، والترويج له ، والمساهمة في نشره عن طريق وسائل الإعلام المختلفة ، كما كان أيضًا للبعثات التعليمية التي ذهب بموجبها طلاب مسلمون إلى بلاد الغرب لتلقي أنواع العلوم الحديثة أثرٌ كبيرٌ في نقل الفكر العلماني ومظاهره إلى بلاد المسلمين ، حيث افتتن الطلاب هناك بما رأوا من مظاهر التقدم العلمي وآثاره ، فرجعوا إلى بلادهم محملين بكل ما رأوا من عادات وتقاليد ، ونظم اجتماعية ، وسياسية ، واقتصادية ، عاملين على نشرها والدعوة إليها ، في الوقت نفسه الذي تلقاهم الناس فيه بالقبول الحسن ، توهمًا منهم أن هؤلاء المبعوثين هم حملة العلم النافع ، وأصحاب المعرفة الصحيحة ، ولم تكن تلك العادات والنظم والتقاليد التي تشبع بها هؤلاء المبعوثون وعظموا شأنها عند رجوعهم إلى بلادهم إلا عادات ، وتقاليد ونظم مجتمع رافض لكل ما له علاقة ، أو صلة بالدين .
ومثل هذا السرد الموجز وإن كان يدلنا على كيفية دخول العلمانية إلى بلاد المسلمين ، ( فإنه أيضًا ينبهنا إلى أمرين هامين ) :
أحدهما : خطورة أصحاب العقائد الأخرى ، من النصارى وغيرهم الذين يعيشون في بلاد المسلمين ، وكيف أنهم يكيدون للإسلام وأهله ؟ مما يوجب علينا الحذر كل الحذر من هؤلاء الناس ، وأن ننزلهم المنزلة التي أنزلهم الله إليها ، فلا نجعل لهم في بلاد المسلمين أدنى نوع من أنواع القيادة والتوجيه ، كما ينبغي أن تكون كل وسائل الإعلام والاتصال بالجماهير موصودة الأبواب في وجوههم ، حتى لا يبثوا سمومهم بين المسلمين .. لكن من يفعل ذلك ! وكثير من الأنظمة تجعل لهم مكانة سامية من أجل نشر هذه السموم .. حسبنا الله ونعم الوكيل .
ثانيهما : خطورة الابتعاث الشديدة على أبناء المسلمين ، فكم من مسلم ذهب إلى هناك ثم رجع بوجه غير الوجه الذي ذهب به ، وقلب غير القلب الذي ذهب به ، وإذا كانت هناك دواعي لذهاب المسلمين للحصول على المعرفة في مجال العلوم التجريبية ، فكيف يمكننا القبول بذهاب بعض المسلمين للحصول على درجة علمية في علوم الشريعة بعامة ، واللغة العربية بخاصة ؟!!
فهل اللغة العربية لغتهم أم لغتنا ؟! وهل القرآن الكريم أنزل بلغتهم أم بلغتنا ؟!
وهل يُعقل أن المسلم يمكنه الحصول على المعرفة الصحيحة بعلوم الإسلام وشريعته من أناس هم أشدُّ الناس كفرًا وحقدًا على الإسلام وأهله ؟!
صور العلمانية
للعلمانية صورتان ، كل صورة منهما أقبح من الأخرى :
الصورة الأولى : العلمانية الملحدة : وهي التي تنكر الدين كلية : وتنكر وجود الله الخالق البارئ المصور ، ولا تعترف بشيء من ذلك ، بل وتحارب وتعادي من يدعو إلى مجرد الإيمان بوجود الله ، وهذه العلمانية على فجورها ووقاحتها في التبجح بكفرها ، إلا أن الحكم بكفرها أمر ظاهر ميسور لكافة المسلمين ، فلا ينطلي - بحمد الله - أمرها على المسلمين ، ولا يُقبل عليها من المسلمين إلا رجل يريد أن يفـارق دينه ، ( وخطر هذه الصورة من العلمانية من حيث التلبيس على عوام المسلمين خطر ضعيف ) ، وإن كان لها خطر عظيم من حيث محاربة الدين ، ومعاداة المؤمنين وحربهم وإيذائهم بالتعذيب ، أو السجن أو القتل .
الصورة الثانية : العلمانية غير الملحدة ([3] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn3)) وهي علمانية لا تنكر وجود الله ، وتؤمن به إيمانًا نظريًا : لكنها تنكر تدخل الدين في شؤون الدنيا ، وتنادي بعزل الدين عن الدنيا ، ( وهذه الصورة أشد خطرًا من الصورة السابقة ) من حيث الإضلال والتلبيس على عوام المسلمين ، فعدم إنكارها لوجود الله ، وعدم ظهور محاربتها للتدين ([4] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn4)) يغطي على أكثر عوام المسلمين حقيقة هذه الدعوة الكفرية ، فلا يتبينون ما فيها من الكفر لقلة علمهم ومعرفتهم الصحيحة بالدين ، ولذلك تجد أكثر الأنظمة الحاكمة اليوم في بلاد المسلمين أنظمة علمانية ، والكثرة الكاثرة والجمهور الأعظم من المسلمين لا يعرفون حقيقة ذلك .
ومثل هذه الأنظمة العلمانية اليوم ، تحارب الدين حقيقة ، وتحارب الدعاة إلى الله ، وهي آمنة مطمئنة أن يصفها أحد بالكفر والمروق من الدين ؛ لأنها لم تظهر بالصورة الأولى ، وما ذلك إلا لجهل كثير من المسلمين ، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعلمنا وسائر المسلمين ، وأن يفقه الأمة في دينها حتى تعرف حقيقة هذه الأنظمة المعادية للدين .
ولهذا فليس من المستبعد أو الغريب عند المسلم الفاهم لدينه أن يجد في كلمات أو كتابات كثير من العلمانيين المعروفين بعلمانيتهم ذكر الله سبحانه وتعالى ، أو ذكر رسوله - e - أو ذكر الإسلام ، وإنما تظهر الغرابة وتبدو الدهشة عند أولئك الذين لا يفهمون حقائق الأمور .
والخلاصة : أن العلمانية بصورتيها السابقتين كفر بواح لاشك فيها ولا ارتياب ، وأن من آمن بأي صورة منها وقبلها فقد خرج من دين الإسلام والعياذ بالله ، وذلك أن الإسلام دين شامل كامل ، له في كل جانب من جوانب الإنسان الروحية ، والسياسية ، والاقتصادية ، والأخلاقية ، والاجتماعية ، منهج واضح وكامل ، ولا يقبل ولا يُجيز أن يشاركه فيه منهج آخر ، قال الله تعالى مبينًا وجوب الدخول في كل مناهج الإسلام وتشريعاته : } يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة { . وقال تعالى مبينًا كفر من أخذ بعضًا من مناهج الإسلام ، ورفض البعض الآخر ، } أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون { .
والأدلة الشرعية كثيرة جدًا في بيان كفر وضلال من رفض شيئًا محققًا معلومًا أنه من دين الإسلام ، ولو كان هذا الشيء يسيرًا جدًا ، فكيف بمن رفض الأخذ بكل الأحكام الشرعية المتعلقة بسياسة الدنيا - مثل العلمانيين - من فعل ذلك فلاشك في كفره .
والعلمانييون قد ارتكبوا ناقضًا من نواقض الإسلام ، يوم أن اعتقدوا أن هدي غير النبي - e - أكمل من هديه ، وأن حكم غيره أفضل من حكمه ([5] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn5)) .
* قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - : ( ويدخل في القسم الرابع - أي من نواقض الإسلام - من اعتقد أن الأنظمة القوانين التي يسنها الناس أفضل من شريعة الإسلام ، أو أن نظام الإسلام لا يصلح تطبيقه في القرن العشرين ، أو أنه كان سببًا في تخلف المسلمين ، أو أنه يُحصر في علاقة المرء بربه ، دون أن يتدخل في شؤون الحياة الأخرى ) ([6] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn6)) .
طبقات العلمانيين
والعلمانيون في العالم العربي والإسلامي كثيرون - لا أكثر الله من أمثالهم - منهم كثير من الكتاب والأدباء والصحفيين ، ومنهم كثير ممن يسمونهم بالمفكرين ، ومنهم أساتذة في الجامعات ، ومنهم جمهرة غفيرة منشرة في وسائل الإعلام المختلفة ، وتسيطر عليها ، ومنهم غير ذلك .
وكل هذه الطبقات تتعاون فيما بينها ، وتستغل أقصى ما لديها من إمكانات لنشر العلمانية بين الناس ، حتى غدت العلمانية متفشية في جل جوانب حياة المسلمين ، نسأل الله السلامة والعافية .
نتائج العلمانية في العالم العربي والإسلامي
وقد كان لتسرب العلمانية إلى المجتمع الإسلامي أسوأ الأثر على المسلمين في دينهم ودنياهم .
وهاهي بعض الثمار الخبيثة للعلمانية :
1- رفض الحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى ، وإقصاء الشريعة عن كافة مجالات الحياة ، والاستعاضة عن الوحي الإلهي المُنزَّل على سيد البشر محمد بن عبدالله - e - ، بالقوانين الوضعية التي اقتبسوها عن الكفار المحاربين لله ورسوله ، واعتبار الدعوة إلى العودة إلى الحكم بما أنزل الله وهجر القوانين الوضعية ، اعتبار ذلك تخلفًا ورجعية وردة عن التقدم والحضارة ، وسببًا في السخرية من أصحاب هذه الدعوة واحتقارهم ، وإبعادهم عن تولي الوظائف التي تستلزم الاحتكاك بالشعب والشباب ، حتى لا يؤثروا فيهم .
2- تحريف التاريخ الإسلامي وتزييفه ، وتصوير العصور الذهبية لحركة الفتوح الإسلامية ، على أنها عصور همجية تسودها الفوضى ، والمطامع الشخصية .
3- إفساد التعليم وجعله خادمًا لنشر الفكر العلماني وذلك عن طريق :
أ - بث الأفكار العلمانية في ثنايا المواد الدراسية بالنسبة للتلاميذ ، والطلاب في مختلف مراحل التعليم .
ب - تقليص الفترة الزمنية المتاحة للمادة الدينية إلى أقصى حد ممكن .
جـ - منع تدريس نصوص معينة لأنها واضحة صريحة في كشف باطلهم .
د - تحريف النصوص الشرعية عن طريق تقديم شروح مقتضبة ومبتورة لها ، بحيث تبدو وكأنها تؤيد الفكر العلماني ، أو على الأقل أنها لا تعارضه .
هـ - إبعاد الأساتذة المتمسكين بدينهم عن التدريس ، ومنعهم من الاختلاط بالطلاب ، وذلك عن طريق تحويلهم إلى وظائف إدارية أو عن طريق إحالتهم إلى المعاش .
و - جعل مادة الدين مادة هامشية ، حيث يكون موضعها في آخر اليوم الدراسي ، وهي في الوقت نفسه لا تؤثر في تقديرات الطلاب .
4- إذابة الفوارق بين حملة الرسالة الصحيحة ، وهم المسلمون ، وبين أهل التحريف والتبديل والإلحاد ، وصهر الجميع في إطار واحد ، وجعلهم جميعًا بمنزلة واحدة من حيث الظاهر ، وإن كان في الحقيقة يتم تفضيل أهل الكفر والإلحاد والفسوق والعصيان على أهل التوحيد والطاعة والإيمان .
فالمسلم والنصراني واليهودي والشيوعي والمجوسي والبرهمي كل هؤلاء وغيرهم ، في ظل هذا الفكر بمنزلة واحدة يتساوون أمام القانون ، لا فضل لأحد على الآخر إلا بمقدار الاستجابة لهذا الفكر العلماني .
وفي ظل هذا الفكر يكون زاج النصراني أو اليهودي أو البوذي أو الشيوعي بالمسلمة أمرًا لا غبار عليه ، ولا حرج فيه ، كذلك لا حرج عندهم أن يكون اليهودي أو النصراني أو غير ذلك من النحل الكافرة حاكمًا على بلاد المسلمين .
وهم يحاولون ترويج ذلك في بلاد المسلمين تحت ما سموه بـ ( الوحدة الوطنية ) .
بل جعلوا ( الوحدة الوطنية ) هي الأصل والعصام ، وكل ما خالفوها من كتاب الله أو سنة رسوله - e - طرحوه ورفضوه ، وقالوا : ( هذا يعرض الوحدة الوطنية للخطر !! ) .
5- نشر الإباحية والفوضى الأخلاقية ، وتهديم بنيان الأسرة باعتبارها النواة الأولى في البنية الاجتماعية ، وتشجيع ذلك والحض عليه : وذلك عن طريق :
أ - القوانين التي تبيح الرذيلة ولا تعاقب عليها ، وتعتبر ممارسة الزنا والشذوذ من باب الحرية الشخصية التي يجب أن تكون مكفولة ومصونة .
ب - وسائل الإعلام المختلفة من صحف ومجلات وإذاعة وتلفاز التي لا تكل ولا تمل من محاربة الفضيلة ، ونشر الرذيلة بالتلميح مرة ، وبالتصريح مرة أخرى ليلاً ونهارًا .
جـ - محاربة الحجاب وفرض السفور والاختلاط في المدارس والجامعات والمصالح والهيئات .
6- محاربة الدعوة الإسلامية عن طريق :
أ - تضييق الخناق على نشر الكتاب الإسلامي ، مع إفساح المجال للكتب الضالة المنحرفة التي تشكك في العقيدة الإسلامية ، والشريعة الإسلامية .
ب - إفساح المجال في وسائل الإعلام المختلفة للعلمانيين المنحرفين لمخاطبة أكبر عدد من الناس لنشر الفكر الضال المنحرف ، ولتحريف معاني النصوص الشرعية ، مع إغلاق وسائل الإعلام في وجه علماء المسلمين الذين يُبصِّرون الناس بحقيقة الدين .
7- مطاردة الدعاة إلى الله ، ومحاربتهم ، وإلصاق التهم الباطلة بهم ، ونعتهم بالأوصاف الذميمة ، وتصويرهم على أنهم جماعة متخلفة فكريًا ، ومتحجرة عقليًا ، وأنهم رجعيون ، يُحارون كل مخترعات العلم الحديث النافع ، وأنهم متطرفون متعصبون لا يفقهون حقيقة الأمور ، بل يتمسكون بالقشور ويَدعون الأصول .
8- التخلص من المسلمين الذين لا يهادنون العلمانية ، وذلك عن طريق النفي أو السجن أو القتل .
9- إنكار فريضة الجهاد في سبيل الله ، ومهاجمتها واعتبارها نوعًا من أنواع الهمجية وقطع الطريق .
وذلك أن الجهاد في سبيل الله معناه القتال لتكون كلمة الله هي العليا ، وحتى لا يكون في الأرض سلطان له القوة والغلبة والحكم إلا سلطان الإسلام ، والقوم - أي العلمانيين - قد عزلوا الدين عن التدخل في شؤون الدنيا ، وجعلوا الدين - في أحسن أقوالهم - علاقة خاصة بين الإنسان وما يعبد ، بحيث لا يكون لهذه العبادة تأثير في أقواله وأفعاله وسلوكه خارج مكان العبادة .
فكيف يكون عندهم إذن جهاد في سبيل إعلاء كلمة الدين ؟!!
والقتال المشروع عند العلمانيين وأذنابهم إنما هو القتال للدفاع عن المال أو الأرض ، أما الدفاع عن الدين والعمل على نشره والقتال في سبيله ، فهذا عندهم عمل من أعمال العدوان والهمجية التي تأباها الإنسانية المتمدنة !!
10- الدعوة إلى القومية أو الوطنية ، وهي دعوة تعمل على تجميع الناس تحت جامع وهمي من الجنس أو اللغة أو المكان أو المصالح ، على ألا يكون الدين عاملاً من عوامل التجميع ، بل الدين من منظار هذه الدعوة يُعد عاملاً من أكبر عوامل التفرق والشقاق ، حتى قال قائل منهم : ( والتجربة الإنسانية عبر القرون الدامية ، دلَّت على أن الدين - وهو سبيل الناس لتأمين ما بعد الحياة - ذهب بأمن الحياة ذاتها ) .
هذه هي بعض الثمار الخبيثة التي أنتجتها العلمانية في بلاد المسلمين ، وإلا فثمارها الخبيثة أكثر من ذلك بكثير .
والمسلم يستطيع أن يلمس أو يدرك كل هذه الثمار أو جُلها في غالب بلاد المسلمين ، وهو في الوقت ذاته يستطيع أن يُدرك إلى أي مدى تغلغلت العلمانية في بلدٍ ما اعتمادًا على ما يجده من هذه الثمار الخبيثة فيها .
والمسلم أينما تلفت يمينًا أو يسارًا في أي بلد من بلاد المسلمين يستطيع أن يدرك بسهولة ويسر ثمرة أو عدة ثمار من هذه الثمار الخبيثة ، بينما لا يستطيع أن يجد بالسهولة نفسها بلدًا خاليًا من جميع هذه الثمار الخبيثة .
وسائل العلمانية في تحريف الدين في نفوس المسلمين وتزييفه
للعلمانية وسائل متعددة في تحريف الدين في نفوس المسلمين منها :
1- إغراء بعض ذوي النفوس الضعيفة والإيمان المزعزع بمغريات الدنيا من المال والمناصب ، أو النساء لكي يرددوا دعاوى العلمانية على مسامع الناس ، لكنه قبل ذلك يُقام لهؤلاء الأشخاص دعاية مكثفة في وسائل الإعلام التي يسيطر عليها العلمانيون لكي يظهروهم في ثوب العلماء والمفكرين وأصحاب الخبرات الواسعة ، حتى يكون كلامهم مقبولاً لدى قطاع كبير من الناس ، وبذلك يتمكنون من التلبيس على كثير من الناس .
2- القيام بتربية بعض الناس في محاضن العلمانية في البلاد الغربية ، وإعطائهم ألقابًا علمية مثل درجة ( الدكتوراه ) أو درجة ( الأستاذية ) ، ثم رجوعهم بعد ذلك ليكونوا أساتذة في الجامعات ، ليمارسوا تحريف الدين وتزييفه في نفوس الطبقة المثقفة على أوسع نطاق ، وإذا علمنا أن الطبقة المثقفة من خريجي الجامعات والمعاهد العلمية ، هم في الغالبية الذين بيدهم أزِمَّة الأمور في بلادهم ، علمنا مدى الفساد الذي يحدث من جراء وجود هؤلاء العلمانيين في المعاهد العلمية والجامعات .
3- تجزئ الدين والإكثار من الكلام والحديث والكتابة عن بعض القضايا الفرعية ، وإشغال الناس بذلك ، والدخول في معارك وهمية حول هذه القضايا مع العلماء وطلاب العلم والدعاة لإشغالهم وصرفهم عن القيام بدورهم في التوجيه ، والتصدي لما هو أهم وأخطر من ذلك بكثير .
4- تصوير العلماء وطلاب العلم والدعاة إلى الله - في كثير من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية - على أنهم طبقة منحرفة خلقيًا ، وأنهم طلاب دنيا من مال ومناصب ونساء حتى لا يستمع الناس إليهم ، ولا يثقوا في كلامهم ، وبذلك تخلو الساحة للعلمانيين في بث دعواهم .
5- الحديث بكثرة عن المسائل الخلافية ، واختلاف العلماء وتضخيم ذلك الأمر ، حتى يخيل للناس أن الدين كله اختلافات وأنه لا اتفاق على شيء حتى بين العلماء بالدين ، مما يوقع في النفس أن الدين لا شيء فيه يقيني مجزوم به ، وإلا لما وقع هذا الخلاف ، والعلمانيون كثيرًا ما يركزون على هذا الجانب ، ويضخمونه لإحداث ذلك الأثر في نفوس المسلمين ، مما يعني انصراف الناس عن الدين .
6- إنشاء المدارس والجامعات والمراكز الثقافية الأجنبية ، والتي تكون خاضعة - في حقيقة الأمر - لإشراف الدول العلمانية التي أنشأت هذه المؤسسات في ديار المسلمين ، حيث تعمل جاهدة على توهـين صلة المسلم بدينه إلى أقصى حدٍّ ممكن ، في نفس الوقت الذي تقوم فيه بنشر الفكر العلماني على أوسع نطاق ، وخاصة في الدراسات الاجتماعية ، والفلسفية ، والنفسية .
7- الاتكاء على بعض القواعد الشرعية والمنضبطة بقواعد وضوابط الشريعة ، الاتكاء عليها بقوة في غير محلها وبغير مراعاة هذه الضوابط ، ومن خلال هذا الاتكاء الضال والمنحرف يحاولون تروج كل قضايا الفكر العلماني أو جُلها .
فمـن ذلك مثلاً قاعدة ( المصالح المرسلة ) يفهمونها على غير حقيقتها ويطبقونها في غير موضعها ، ويجعلونها حجة في رفض كل ما لا يحبون من شرائع الإسلام ، وإثبات كل ما يرغبون من الأمور التي تقوي العلمانية وترسخ دعائمها في بلاد المسلمين .
وكذلك قاعدة ( ارتكاب أخف الضررين واحتمال أدنى المفسدتين ) وقاعدة ( الضرورات تبيح المحظورات ) ، ( ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح ) ، ( وصلاحية الإسلام لكل زمان ) ، ( واختلاف الفتوى باختلاف الأحوال ) ، يتخذون من هذه القواعد وأشباهها تُكأة في تذويب الإسلام في النحل والملل الأخرى ، وتمييعه في نفوس المسلمين .
كما يتخذون هذه القواعد أيضًا منطلقًا لنقل كل النظم الاقتصادية ، والسياسية السائدة في عالم الكفار إلى بلاد المسلمين ، من غير أن يتفطن أكثر الناس إلى حقيقة هذه الأمور .
وفي تصوري أن هذا المسلك من أخطر المسالك وأشدها ضررًا لما فيه من شبهة وتلبيس على الناس أن هذه الأمور إنما هي مرتكزة على قواعد شرعية معترف بها ، وكشف هذا المسلك على وجه التفصيل ومناقشة كثير من هذه الأمور على وجه البسط والتوضيح في حاجة إلى كتابة مستقلة لكشف كل هذه الأمور وتوضيحها وإزالة ما فيها من لبس أو غموض .
ونحن نحب أن نؤكد هنا أن اعتمادهم على هذه القواعد أو غيرها ليس لإيمانهم بها ، وليس لإيمانهم بعموم وشمول وكمال الدين الذي انبثقت منه هذه القواعد ، وإنما هي عندهم أداة يتوصلون بها إلى تحقيق غاياتهم الضالة المنحرفة .
واجب المسلمين
في ظل هذه الأوضاع بالغة السوء التي يعيشها المسلمون ، فإن على المسلمين واجبًا كبيرًا وعظيمًا ألا وهو العمل على تغيير هذا الواقع الأليم الذي يكاد يُحرِّف الأمة كلها بعيدًا عن الإسلام .
والمسلمون جميعهم اليوم مطالبون ببذل كل الجهد : من الوقت والمال والنفس والولد لتحقيق ذلك ، وإن كان العلماء وطلاب العلم والدعاة إلى الله وأصحاب القوة والشوكة عليهم من الوجوب ما ليس على غيرهم ، لأنهم في الحقيقة هم القادة وغيرهم من الناس تبع لهم .
ولا خروج للمسلمين من هذا الواقع الأليم إلا بالعلم والعمل ، فالعلم الذي لا يتبعه عمل لا يغير من الواقع شيئًا ، والعمل على غير علم وبصيرة يُفسد أكثر مما يُصلح .
ولا أقصد بالعلم العلم ببعض القضايا الفقهية الفرعية ولا ببعض الآداب ومحاسن العادات ، كما يحرص كثير من الناس على مثل هذه الأمور ، ويضعونها في مرتبة أكبر من مرتبتها في ميزان الإسلام ، ولكني أقصد بالعلم ، العلم الذي يورث إيمانًا صحيحًا صادقًا في القلب ، مؤثرًا حب الله ورسوله ودينه على كل ما سوى ذلك ، وباعثًا على العمل لدين الله والتمكين له في الأرض وإن كلفه ذلك ما كلفه من بذل النفس والنفيس ، ولن يتأتى ذلك إلا بالعلم الصحيح بحقيقة دين الإسلام ، واليقين الكامل التام الشامل بحقيقة التوحيد أساس البنيان في دين الإسلام ، ثم لابد مع ذلك من العلم بالمخاطر التي تتهدد الأمة الإسلامية ، والأعداء الذين يتربصون بها والدعوات الباطلة والهدامة التي يُروَّج لها ، وما يتبع ذلك من تحقيق البراءة من أعداء الدين ، وتحقيق الولاية للمؤمنين الصادقين .
وإذا كان من الواجب على المسلمين طلب العلم والدأب في تحصيله وسؤال أهل الذكر ، ليكون المرء على بصيرة كاملة ووعي صحيح ، فإن من الواجب على أصحاب القلم - من الكُتَّاب والناشرين - العمل على الإكثار من نشر الكتاب الإسلامي الذي يربط المسلمين بالإسلام كله ، والذي يُعطي كل شرعة من شرائع الإسلام وكل حكم من أحكامه قدره ومنزلته في ميزان الإسلام ، بحيث لا يزيد به عن قدره ولا ينزل به عن مرتبته ، ولا يضخم جانبًا على حساب جوانب أخرى متعددة ، وفي هذا الصدد فإن الكُتَّاب والناشرين مدعُوُّون بقوة إلى الالتزام بذلك ، وخاصة في تلك الظروف العصيبة الحرجة التي تمر بها الأمة الإسلامية ، فلا يليق بهم ولا ينبغي لهم أن يُجَاروا رغبات العوام وغيرهم في الإكثار والتركيز على جانب معين من جوانب الدين مع إهمال جوانب أخرى هي في ميزان الإسلام أجلّ قدرًا وأخطر شأنًا .
ونحن في هذا الصدد لا نريد أن نقع فيما وقع فيه غيرنا فندعو إلى إهمال الجانب الأقل في ميزان الإسلام لحساب الجانب الأكبر ، ولكنا ندعو إلى التوازن بحيث تكون الكتابات في الجوانب المختلفة متوازنة مع مرتبتها وثقلها في ميزان الإسلام ، فلا يُقبل أن تكون المكتبة الإسلامية مملوءة بالكتابات المختلفة المتنوعة عن الجن ، والسحر ، والشعوذة ، والورع ، والزهد ، والأذكار ، وفضائل الأعمال ، وفروع الفروع الفقهية ، وأشباه ذلك ([7] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn7)) ، بينما نجد المكتبة تكاد تكون خاوية من الكتاب الميسر الصالح للتناول لتناول العام في مجالات بالغة الأهمية .
مثل : أحكام الفقه السياسي في الإسلام : أو بالتعبير القديم ( الأحكام السلطانية ) .
ومثل : مناقشة النحل الكثيرة التي بدأت تنتشر في عالم المسلمين ( كالعلمانية ، والديمقراطية ، والقومية ، والاشتراكية ، والأحزاب ذات العقائد الكفرية كحزب البعث ، والأحزاب القومية ، وغير ذلك ) .
ومثل : الكتابات التي تتحدث عن الجهاد ، لا أقصد الجهاد بمعنى فرضيته ودوامه إلى قيام الساعة ، ولكن أقصد إلى جانب ذلك الكلام عن جهاد المرتدين اليوم في عالم الحكام ، وأصحاب السلطان الذين تبنوا المذاهب الاشتراكية ، والعلمانية ، والقومية ، والديمقراطية ، وغير ذلك ودعوا إليها وألزموا الناس بها .
ومثل : الحديث عن كيفية العمل لإعادة الخلافة الضائعة ، إلى غير ذلك من المواضيع ذات الأهمية البالغة في حياة المسلمين ، وإذا نظر الإنسان إلى ما كُتب في هذه المواضيع ، وما كُتب في المواضيع الأخرى لهاله التباين الشديد في هذا الأمر ، وإذا نظر أيضًا إلى كمية المباع من ذاك ومن هذا لهاله الأمر أكثر وأكثر .
قد يقول الكتاب والناشرون : إن الناس لديهم عزوف عن قراءة هذه المواضيع ، لكن منذ متى كان لصاحب الرسالة التي يريد لها الذيوع والانتشار أن يطاوع الأهواء والرغبات ، وإذا كان حقًّا ما يُقال عن هذا العزوف ، فأنتم مشتركون بنصيب وافر في ذلك ؛ لأنكم طاوعتموهم على ذلك ، ولم تبصروهم بأهمية التوازن وعدم تضخيم جانب وإهمال جوانب أخرى ؛ لأن هذا الأمر سيؤدي بالناس في النهاية إلى حصر الإسلام وتضييق نطاقه في إطار عبادة من العبادات أو أدب من الآداب أو عادة من العادات ، بل قد انحصر الإسلام فعلاً عند كثير من الناس في أداء الصلاة ، وصيام رمضان ، وبعضهم انحصر الإسلام عنده في مجموعة من الأذكار ، وبعضهم انحصر الإسلام عنده في حسن الخلق ، وبعضهم انحصر الإسلام عنده في هيئة أو زي أو لباس ، وبعضهم انحصر الإسلام عنده في العلم ببعض فروع الفقه ، أو العلم ببعض قضايا مصطلح الحديث ، وهكذا .
فإذا خاطبت الكثير منهم عن عموم الإسلام وشموله وحدثتهم عن بعض القضايا الهامة والملحة والمنبثقة من توحيد الله والإيمان باليوم الآخر مثل الحديث عن الحكم بما أنزل الله ، والالتزام بشرعه ووجوب السعي لإقامة دولة الإسلام وإعادة الخلافة ، وبيان بطلان المذاهب الكفرية كالعلمانية ، والديمقراطية ، وغير ذلك ، ظنوك تتحدث عن دين غير دين الإسلام ، وقالوا : هذا اشتغال بالسياسة ، ولا يجوز إدخال الدين في السياسة .
ومثل هؤلاء لو تأكد عليهم الكلام في مثل هذه القضايا في خطب الجمعة ، وفي دروس وحلقات العلم في المساجد ، وفي الكتابات الميسرة التي يمكنهم قراءتها وفهمها بيسر ، لم يصدر عنهم مثل هذا الكلام الضال المنحرف .
ونحن يجب علينا كتابًا وناشرين ألا نشارك في تزييف الدين وتجزئته عن طريق عرضه عرضًا ناقصًا مقصورًا على جانب من جوانبه استجابة لرغبة القراء ، ولحركة البيع والشراء ، فنكون بذلك محققين لهدف كبير من أهداف العلمانية في تضييق نطاق الدين وعزله عن الحياة .
وقد يقول الكتاب والناشرون : نحن لا نكتب في هذه الأمور لأنها مسائل كبيرة والخطأ فيها ليس بالهين ، وهي تحتاج إلى علم كثير هو ليس في وسعنا ، وأنا معهم في هذا القول في أن كثيرين ممن يكتب هذه الأيام لا يصلح للكتابة في هذه الأمور .. إما لعدم فقههم لهذه الأمور ، وإما لأن فقههم لها قاصر ومبتور ، وإذا كان ذلك صحيحًا - وهو صحيح - في حق كثيرين ، فأين العلماء الكبار ، وأين الشيوخ الأجلاء ، وإذا لم يكن هذا هو دورهم ومهمتهم ، فما هو دورهم إذن في العمل على تغيير هذا الواقع الأليم ؟!
وفي إطار الحديث عن العلم ونشره فإن فئة المعلمين من المدرسين والأساتذة من أدنى مراحل التعليم إلى أعلاها عليهم واجب من أهم الواجبات العامة في حقهم وآكدها وهذا الواجب يتمثل في :
1- العمل على أسلمة المناهج بحيث تصب كل المناهج العلمية في إطار خدمة الإسلام ، وبحيث لا يكون الهدف العلمي البحت ، هو الهدف الوحيد من تدريس هذا العلم ، ونظرًا لأن ديننا من عند الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وأن المكتشفات العلمية هي من خلق الله فلا تعارض إذن ولا تناقض بين العلم والدين ، وبالتالي فإن كثيرًا من الحقائق العلمية يمكن استخدامها كأدلة في مجال الإيمان ، وكثير من القوانين العلمية يمكن استخدامها كردود أو إبطال لنظريات إلحادية من وجهة نظر العلم التجريبي الذي يؤمن به الملحدون ولا يعولون على غيره ، وعلى ذلك فإن المناهج العلمية الموضوعة للتلاميذ والطلاب لابد أن يراعى فيها ذلك ، ولابد من توضيح ذلك الأمر بأوضح بيان ، ولا يكفي فيه الإشارة والتلميح ، وهذا الأمر واجب أكيد في حق أولئك الذين يضعون هذه المناهج ويقررون تدريسها .
2- تنقية المواد العلمية من الكفريات والضلالات المدسوسة بها ، فقد يحدث أن يضع هذه المواد ومناهجها أناس غرباء على الدين ، فالواجب على المدرس المسلم ألا يقوم بتدريس المادة العلمية كما هي ، بل لا يحق له ذلك ، وينبغي عليه كشف هذه الضلالات للطلاب وتحذيرهم منها ، وبيان الصواب فيها ، فلا يكتفي المعلم بدوره كمعلم للمادة فقط ، بل يربط هذه العلوم بالإسلام وينقيها مما فيها من الشوائب ويكون في الوقت نفسه داعية وواعظًا ومرشدًا إلى جانب كونه معلمًا ومثقفًا .
3- أن ينتهز المعلم الفرصة كلما سنحت له لتوضيح مفهوم من مفاهيم الإسلام ، أو لتثبيت عقيدة من العقائد أو لبيان قضية من قضايا المسلمين أو لتعليم أدب من آداب الإسلام ، وهكذا .
وكل هذه الأمور يستتبع بالضرورة تحقيقها أن يرتفع المعلمون بمستواهم العلمي والشرعي في كثير من الأمور حتى يكونوا أكفاء لهذه المهمة النبيلة التي شرفهم الله بحملها .
الخاتمة
وفي ختام هذا البحث نأتي إلى العمل بعد العلم ، ولست أقصد بالعمل ذلك العمل الذي يعود نفعه وخيره على شخص العامل وحده ، فهذا مطلوب ، ولكن أين العمل الذي يعود نفعه وخيره على الأمة الإسلامية بالإضافة إلى شخص العامل ؟
إنه مما يجب علينا أن نعتقد الحق ونعمل به في خاصة أنفسنا ، ومن نعول ، ثم لا نكتفي بذلك حتى ندعو الناس غيرنا ونبصرهم بحقيقة هذا الدين ، وبتكالب الأعداء علينا من داخلنا وخارجنا ، وبحجم المأساة التي تعيشها الأمة الإسلامية ، ولا يصدنا عن القيام بهذا الدور ما نلقى من عنت ومشقة ومن صدود من جانب الناس ، ومن تضييق وحرب من جانب الحكام أذناب العلمانية وعملائها .
لابد إذن من العمل بهذا الدين ولهذا الدين ، ولابد من جمع الناس على ما يحبه الله ورسوله من الاعتقادات ، والأقوال ، والأفعال ، ولابد من تحمل التبعات في سبيل ذلك ، ولابد أيضًا من الجهاد في سبيل الله ، وإعلان الحرب على كل محارب لله ورسوله حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله .
ولا أحسب أني بذلك قد تحدثت عن واجب المسلمين كما ينبغي ، ولكن يكفي أن تكون تذكرة لنا جميعًا ، لعل الله ينفعنا بها .. اللهم آمين .
تم الفراغ منه في 3 من ربيع الآخر لعام 1411هـ
الأحد ليلاً
والحمد لله في الأولى والآخرة
[/URL]([1]) الرهبانية عند النصارى نوع من العبادة التي ابتدعوها ، فقوله : ( ليس بمترهب ) يعني ليس بمتعبد ، وهي تقارب أو تناظر التعريفين الأول والثاني ، والنصارى لا ينظرون إلى الرهبانية على أنها بدعة كما ينظر إليها المسلمون ، بل يعتبرونها دينًا صحيحًا ، وعلى ذلك فقوله : ( ليس بمترهب ) ، ليس نفيًا للابتداع ، وإنما هو نفي للتعبد والتدين .
(http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref1)([2]) ما ذكرنا هنا عن دائرة المعارف البريطانية ، والقاموس الإنجليزي ، استفيد من كتاب ( نشأة العلمانية ) للدكتور محمد زين الهادي .
([3]) العلمانية في جميع صورها وأشكالها هي في الحقيقة ملحدة ، سواء منها ما ينكر وجود الله ، وما لا ينكر ؛ لأن أصل الإلحاد في لغة العرب معناه : العدول عن القصد ، والميل إلى الجور والانحراف .
وإنما قلنا علمانية ملحدة ، وغير ملحدة ، جريًا على ما اشتهر عند الناس اليوم : أن الإلحاد يطلق على إنكار وجود الله فقط .
(http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref3)([4]) كثير من الناس لا يظهر لهم محاربة العلمانية ( غير الملحدة ) للدين ؛ لأن الدين انحصر عندهم في نطاق بعض العبادات ، فإذا لم تمنع العلمانية مثلاً الصلاة في المساجد ، أو لم تمنع الحج إلى بيت الله الحرام ، ظنوا أن العلمانية لا تحارب الدين ، أما من فهم الدين بالفهم الصحيح ، فإنه يعلم علم اليقين محاربة العلمانية للدين ، فهل هناك محاربة أشد وأوضح من إقصاء شريعة الله عن الحكم في شتى المجالات ، لو كانوا يفقهون .
([5]) انظر الناقض الرابع من نواقض الإسلام للشيخ محمد بن عبدالوهاب ، وكتاب العقيدة الصحيحة للشيخ عبدالعزيز بن باز ، ص28 .
وإنما قلنا علمانية ملحدة ، وغير ملحدة ، جريًا على ما اشتهر عند الناس اليوم : أن الإلحاد يطلق على إنكار وجود الله فقط .
(http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref5)([6]) المرجع السابق ، ص30 .
[URL="http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref7"]([7]) ونحن أكدنا وما زلنا نؤكد أنه لا يحق لأحد أن يظن مجرد الظن أننا نقلل من أي شيء - وإن كان صغيرًا - تناوله حكم الإسلام ، حتى ولو كان ما يتعلق بأدب قضاء الحاجة ، وما ندعو إليه فقط هو إعطاء كل جانب ما يستحقه في ميزان الإسلام ، وهذا الذي أكدناه وذكرناه إنما هو طريقة العلماء المنبثقة عن الفهم الصحيح للنصوص الشرعية .
le fugitif
2011-01-21, 14:41
شكرا لكل من ابدى رايا وشارك
لكن السؤال المطروح : إذا كانت العالمانية قد ظهرت لتصحيح العقيدة المسيحية المغلوطة فما دخل العلمانية في الدين الاسلامي ؟؟
شكرا وحي القلم على السؤال المهم والعلمي الذي يجب بالفعل أن تطرحه النخبة سواء التي تدعو للعلمانية أو التي تحارب العلمانية ما هو دور العلماانية في المجتمعات الإسلامية إذا عرفنا و أجمعنا أن العلمانية هي نتاج تطور طبيعي للفكر الغربي الناقم على المؤسسة الكنسية أو هل فعلا للعلمانية حاجة في مجتمعاتنا ؟؟؟
ومع هذا فقولك أن العلمانية جاءت لتصحيح العقيدة المسيحية هو كلام غير دقيق فالعلمانية هي ردة فعل ثورية على عدم نجاح الإصلاحات التي دعى إليها الكثيرون على مدى قرون وعلى رأسهم جون كالفن و مارتن لوثر لإجراء إصلاحات على الكنيسة وحصر النففوذ الكبير الذي تمارسه الكنيسة في كل مناحي الحياة وخاصة السياسية منها ... ففي القرون الوسطى كانت الكنيسة الكاتوليكية كما نعلم تمارس هيمنتها على كل الدول الأوروبية فتعين الملوك وتعزلهم وتزكيهم ونكفرهم وتتهم العلماء بالهرطقة وتتدخل في شؤون الدول والملوك ما أدى إلى إنفصال بريطانيا عن الكنيسة في عهد هنري الثامن (قصة تدخل البابا في زواجه الثاني وإعتباره غير صحيح) فأعلن هنري الثامن طلاق بريطانيا مع الكنيسة و إعلانها تبني فكرة مدرسة الإصلاح الديني التي دعى لها كالفن وآرثر ومارتن لوثر أو ما عرف بالبروتستانتية .. وبقيت باقي الدول الأوروبية تعاني تحت حكم الكنيسة من كل أنواع التضييق الفكري وعدم تقبل أي دعوى للإصلاح أو حتى القليل من الحريات الفكرية والدينية مما أدى بالثورة الفرنسية إلى الكفر بسلطة الكنيسة والدين وكل ما له علاقة مع تلك الأفكار التي جعلت من الدين المسيحي كسلطة في يد أقلية من رجال الكنيسة يسيطرون من خلاله على كافة أوروبا ما جعل من الكنيسة أغنى و أقوى مؤسسة في أوروبا و رجالها إحتكروا السلطة الدينية والسياسية والفكرية والثروة المادية فكانت الثورة عليهم و إحلال العلمانية محل الكنيسة والدين ضرورة ملحة للثورة الأوروبية و مقدمة حتمية لتقدم أروبا وإزدهارها ...فتاريخ العلمانية هو تاريخ أوروبا المسيحية ولا يمكن بشكل من الأشكال سحبه على واقعنا وتاريخنا المختلف لحد ما عن تاريخ أوروبا فصحيح قد ظهرت عبر التاريخ الإسلامي دول تيوقراطية تكلم حكامها باسم الدين و باسم الله وكفروا المعارضين ولم يتقبلوا أي مخالف لهم و حاربوا كل الأقليات الدينية و المذهبية لكنهم كانوا الإستثناء على القاعدة ففلسفة الإسلام لا تقبل رجال دين يحتكرون السلطة الدينية والحقيقة المطلقة والقداسة المعصومة ففي عقيدتنا حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يخظئ ويصيب ويستشير أصحابه أما البابا عند السيحيين فهو قديس لا يخطئ ولا يظلم ... ولهذا عرف التاريخ الإسلامي حركية فكرية نشيطة وواسعة خاصة قبل القرن الثاني عشر فلم تكن هناك مدرسة فكرية مسيطرة على المشهد تتبناها السلطة السياسية فكان الناس لا يخيفهم التحاور والمناظرة وتبني أفكار مختلفة ومتباينة و حتى متناقضة في بعض الأحيان دون عقدة وبكل إحترام و تسامح فظهرت العديد من المدارس الفكرية من معتزلة و سنة ومناطقة أو متكلمين وغيرهم ..
والنتيجة أنه طالما لاتوجد هناك مؤسسة دينية مسيطرة على المشهد الديني والسياسي والثقافي وتركت الحرية لكل فرد في ممارسة حقه في التفكير والتعبير فلا يوجد هناك داعي للدعوة للعلمانية ... أما إذا ضهرت أنضمة سياسية أو مؤسسات دينية تحاول إحتكار الحقيقة و تمنع الآخرين من التفكير والتعبير و تمنعهم من ممارسة حريتهم الفردية وتمنح لنفسها الحق في تكفير وتبديع كل من يخالفها الرأي فالعلمانية في هته الحالة تصبح ضرورة ملحة للمجتمع ..لأن المؤسسة الدينية تطرف والعلمانية تطرف والإسلام وسط
بس يا بحر
2011-01-21, 18:39
العلمانية شريعة تنادي على شيئين مهمين بالنسبه لها ولا تتخلى عنها
الشي الأول هو فصل الدين عن الدولة..........فصل نهائي
بمعنى كلام الله لا يطبق كلامهم هم وقوانينهم هي التي تطبق
الشي الثاني التي تنادي به هو (الحريه المطلقه)
وتضع القوانين لذلك ومن يعتدي على حرية الشخص يحاكم
كأن يعاشر الرجل إحدى محارمه هذا لا عيب عندهم
زواج المثليه أيضا عندهم جائز وزواج البشر من حيوانات
بمعنى كن يا بشري شاذ حتى تتقبلك العلمانية
هذه هي الحريه المطلقه التي ينادون بها
لا تصدقون حكاية ( علي بابا والأربعين حرامي )
أقصد تعصب الكنسيه أدت للعلمانيه
هذا مبرر..فقط
الآن من يقف في شوكتهم ...هم السلفيين
لذلك هم في عراك دائم
فكيف يحب الشيطان ملاك
أما سبب وجودهم في الإسلام فهو حصيلة الإستعمار ما قبل قرن من الزمان ..
مندسين في ثياب المسلمين والإسلام بريئ منهم الى يوم الدين.
~~ أغيلاس ~~
2011-01-21, 19:03
موقف أهل السنة والجماعة
من العلمانية
"عوائق الانطلاقة الكبرى"
جمع وإعداد محمد عبد الهادي المصري
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
إهداء
إلى تجمعات أهل السنة والجماعة التي تسعى لإعلاء كلمة الله في كل مكان.
إلى المجاهدين الصادقين من أهل السنة والجماعة الذين يقاتلون أعداء الله لتكون كلمة الله هي العليا.
إلى كل مسلم يريد أن يعرف الوجه الحقيقي القبيح للعلمانية، ولا يريد أن ينخدع بشعاراتها الزائفة.
إلى كل إنسان ضل الطريق أو انخدع بأباطيل العلمانية ويريد أن يهتدي إلى الحق.
{ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا}، {وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين}.
المؤلف
مقدمة
غفلة - أي غفلة- أن يظن أصحاب الحق والخير والاستقامة والالتزام بشرع الله أنهم متروكون من الباطل وأهله!
غفلة - أي غفلة- أن يظن المسلمون اليوم أنهم يملكون تجنب المعركة! أو تأجيل المواجهة!
غفلة - أي غفلة- أن تظن الفئة المؤمنة أنه يمكن أن تقوم هناك مصالحة أو مهادنة مع العلمانية الديمقراطية الكافرة!
خير لأهل السنة والجماعة اليوم أن يستعدوا للمعركة المحتومة بالوعي والعدة، من أن يستسلموا للوهم والخديعة... {وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين}[الأنعام، الآية: 55].
إن قوة الاندفاع بالحق لا تنشأ فقط من شعور صاحب الحق أنه على الحق، ولكن كذلك من شعوره بأن الذي يحاده ويحاربه إنما هو على الباطل وأنه يسلك سبيل المجرمين.
إن سفور الكفر والشر والإجرام ضروري لوضوح الإيمان والخير والصلاح، واستبانة سبيل المجرمين هدف من أهداف التفصيل الرباني للآيات. ذلك أن أي غبش أو شبهة في موقف الكفار والمجرمين وفي أساليبهم المتعددة والمتنوعة ترتد غبشاً وشبهة في موقف المؤمنين. فهما صفحتان متقابلتان.. وطريقان مفترقان.. ولابد من وضوح الألوان والخطوط.
من هنا يجب أن تبدأ كل تجمعات أهل السنة والجماعة اليوم بتحديد وتعريف سبيل المؤمنين والعنوان المميز للمؤمنين والعنوان المميز للمجرمين، في عالم الواقع لا في عالم النظريات. فيعرف أصحاب الدعوة الإسلامية والحركة الإسلامية من هم المؤمنون ممن حولهم. ومن هم المجرمون. بعد تحديد سبيل المؤمنين ومنهجهم وعلامتهم، وتحديد سبيل المجرمين ومنهجهم وعلامتهم. بحيث لا يختلط السبيلان ولا يتشابه العنوانان، ولا تلتبس الملامح والسمات بين المؤمنين والعلمانيين الكافرين المجرمين.
وحيثما واجه الإسلام الشرك والوثنية والإلحاد والديانات المنحرفة من الديانات ذات الأصل السماوي بعد ما بدلتها وأفسدتها التحريفات البشرية... حيثما واجه الإسلام هذه الطوائف والملل كانت سبيل المؤمنين الصالحين واضحة، وسبيل المشركين الكافرين المجرمين واضحة كذلك... لا يجدي معها التلبيس!
ولكن المشقة الكبرى التي تواجه حركات الإسلام الحقيقية اليوم التي تنتمي إلى أهل السنة والجماعة ليست في شيء من هذا... إنها تتمثل في وجود أقوام وتجمعات من الناس من سلالات المسلمين في أوطان كانت في يوم من الأيام داراً للإسلام، يسيطر عليها دين الله، وتحكم بشريعته.. ثم إذا هذه الأقوام وإذا هذه التجمعات تهجر الإسلام حقيقة، وتعلنه اسماً. وإذا هي تتنكر لمقومات الإسلام وأحكامه. وإن ظنت أنها تدين بالإسلام!
وفي الأرض اليوم أقوام وأحزاب.. علمانية وغيرها.. أسماؤهم أسماء المسلمين، وهم من سلالات المسلمين، من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، إذا اتبعهم أحد قذفوه في النار، يعيشون في أوطان كانت في يوم من الأيام داراً للإسلام.
وهذا أشق ما تواجهه تجمعات أهل السنة والجماعة اليوم في هذه الأوطان مع هؤلاء الأقوام!
أشق ما تعانيه الدعوة الإسلامية الحقيقية اليوم هو الغبش والغموض واللبس الذي أحاط بمدلول لا إله إلا الله ومدلول الإسلام في جانب، ولمدلول الشرك، وبمدلول الجاهلية في الجانب الآخر.
أشق ما تعانيه تجمعات أهل السنة والجماعة اليوم هو عدم استبانة طريق المسلمين الصالحين، وطريق العلمانيين المشركين المجرمين، واختلاط الشارات والعناوين والتباس الأسماء واللافتات والتيه الذي لا تتحدد فيه مفارق الطريق!
ويعرف أعداء أهل السنة والجماعة هذه الثغرةن سواء كانوا من الرافضة الباطنية أو كانوا من العلمانيين، فيعكفون عليها توسيعاً وتمييعاً وتلبيساً وتخليطاً، حتى يصبح الجهر بكلمة الفصل تهمة يؤخذ عليها بالنواصي والأقدام!.. تهمة تكفير "المسلمين"!!!
ويصبح الحكم في أمر الإسلام والكفر مسألة المرجع فيها لعرف الناس واصطلاحهم وأذواقهم!! لا إلى قول الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويوصف من يجهر بالحق بالتطرف والتزمت والتعصب والإرهاب!!
هذه هي المشقة الكبرى.. وهذه كذلك هي العقبة الأولى التي لابد أن يجتازها أصحاب الدعوة إلى الله في كل جيل! يجب أن تبدأ الدعوة إلى الله باستبانة سبيل المجرمين.. ويجب ألا تأخذ أصحاب الدعوة إلى الله في كلمة الحق والفصل هوادة ولا مداهنة. وألا تأخذهم فيها خشية ولا خوف، وألا تقعدهم عنها لومة لائمن ولا صيحة صائح: انظروا! إنهم يكفرون المسلمين! إن الإسلام ليس بهذا التميع الذي يظنه المخدوعون!
إن الإسلام بيّن والكفر بيّن... فمن ينتسب إلى العلمانية الكافرة والتي ترفع راية فصل الدين عن الحياة وعن الدولة فحكم الله ورسوله فيه أنه من الكافرين الظالمين الفاسقين المجرمين.
أجل يجب أن يجتاز أهل السنة والجماعة اليوم، خاصة أصحاب الدعوة إلى الله بهذه العقبة، وأن تتم في نفوسهم هذه الاستبانة كي تنطلق طاقاتهم كلها في سبيل الله، لا تصدها شبهة، ولا يعوقها غبش، ولا يميعها لبس. فإن طاقاتهم لا تنطلق إلا إذا اعتقدوا في يقين أنهم على الحق... وأن الذين يقفون في طريقهم ويصدونهم ويصدون الناس عن سبيل الله على الباطل. كذلك لن يحتملوا متاعب الطريق إلا إذا استيقنوا أنها قضية إيمان وكفر... إسلام أو علمانية تشرك بالله وإن شيدت المساجد وتشدقت بالعقيدة الإسلامية وأقامت في أحزابها لجاناً للشؤون الدينية لتضليل العوام!!
هذا ما ينبغي أن يعيه الواعون اليوم وغداً، فلا ينساقوا وراء حركات التمييع الخادعة والمخدوعة التي تتخذ من ذلك وسيلة لتخدير مشاعر المسلمين تجاه المعسكرات التي تضمر لأهل السنة والجماعة الحقد وتبيت لهم الكيد، الأمر الذي تبذل فيه هذه المعسكرات -ومنها العلمانية- جهدها، وهي بصدد الضربة الأخيرة الموجهة إلى جذور العقيدة الإسلامية.
إن العلمانية الكافرة.. والمعسكرات التي ورائها، لا تخشى شيئاً أكثر مما تخشى الوعي في قلوب أهل السنة والجماعة، مهما ل عددهم أو عدتهم، فالذين يخدرون هذا الوعي هم أعدى أعداء هذه العقيدة، وهم أكفر أعداء الإسلام.
لذلك، فهي غفلة - أي غفلة- أن يظن أصحاب الحق أنهم يملكون تجنب المعركة أو تأجيل المواجهة!
وغفلة - أي غفلة- أن يظن أصحاب الدعوة إلى الله أنهم متروكون من العلمانية ومن وراءها من معسكرات الباطل والكفر
... إنها معركة لا خيار لأهل السنة والجماعة فيها.
... إنها مواجهة لا يملك أصحاب الحق ألا يخوضوها في وجه الباطل.
... إنها منازلة لا تستطيع الحركة الإسلامية الحقيقية أن تتجنبها لأن العلمانية الكافرة لابد ستحاول البطش بهم.
لقد آن لتجمعات أهل السنة والجماعة أن تعد العدة وتجمع الشمل وتنفض غبار الخلافات الجانبية لتتفرغ للمعركة الحقيقية والمواجهة المصيرية مع العلمانية الكافرة ومن وراءها من معسكرات الكفر والضلال.
ولقد آن لتجمعات أهل السنة والجماعة أن تتكتل في مواجهة الرافضة الباطنية ومن يناصرونهم من أعداء الأمة الإسلامية من العلمانيين وغيرهم.
لقد آن لتجمعات أهل السنة والجماعة أن تحسم موقفها من أعدائها وتتوكل على ربها حق التوكل. إنه نعم المولى ونعم النصير.
حسم موقف أهل السنة والجماعة من العلمانية
هناك كلمة لا نحسب أنها تغيب عن ذهن القارئ الواعي بأمر هذا الدين، وإن كنا نخشى أن تكون قد تاهت - أو توارت- أثناء الصراع الدائر بين أهل السنة والجماعة والفرق المختلفة الضالة التي تنتسب لهذا الدين.
إن أحد التحديات الخطيرة - إن لم تكن أخطرها على الإطلاق - والتي تواجه أهل السنة والجماعة في هذا العصر، لهي إسقاط اللافتات الزائفة وكشف المقولات الغامضة وفضح الشعارات الملبسة التي تتخفى وراءها العلمانية[1] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn1) الكافرة التي تبث سمومها في عقول وقلوب أبناء هذه الأمة.
ولفضح العلمانية ومواجهتها، لابد أولاً أن يصل أمر المواجهة إلى المستوى المطلوب من الحسم والحزم والوضوح في نفوس أهل السنة... فإنه بدون هذا الحسم والحزم، وبدون هذا الوضوح، تعجز تجمعات أهل السنة عن أداء واجبها في هذه الفترة الحرجة، ويعجز علماؤها ومفكروها عن التصدي للهجمة العلمانية. وتتأرجح المواقف وتتميع المواجهة.
وبالتالي تفقد تجمعات أهل السنة أهدافها الحقيقية بفقدانها لتحديد نقطة البدء الصحيحة في مواجهة التجمعات الجاهلية - ومنها العلمانية- من حيث تقف هذه التجمعات الجاهلية فعلاً، لا من حيث تزعم وتدعي. والمسافة بعيدة بين الزعم والواقع الفعلي.. بعيدة جداً.
التوحيد نقيض العلمانية
ومن أجل حسم الصراع بين أهل السنة والجماعة من جانب والعلمانية من جانب آخر، ونظراً لما أصاب الكثير من التصورات الإسلامية من انحراف وغبش في أذهان الناس في هذا العصر، ولما يثيره أعداء الإسلام الظاهرون منهم والمتسترون من شبهات وأباطيل.
فإنه من الواجب علينا أن نقوم بتجلية تلك التصورات وكشف هذه الشبهات في كلمة موجزة عن حقيقة العلمانية الكافرة، وبيان أن التوحيد الذي هو أعظم حقيقة في التصور الإسلامي - بل الوجود كله- هو في الوقت ذاته أكبر نقيض للعلمانية.
ومن هنا كان لابد من معرفته حق المعرفة والتأكيد عليه في جميع مراحل الدعوة إلى الله مع بيان سبيل إحياء الأمة في التمسك واتباع مناهج وأصول أهل السنة والجماعة.
وإذا كان معنى لا إله إلى الله الكفر بالطاغوت[2] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn2) والإيمان بالله، فإننا نستطيع القول بأن الشرك - الذي ظل عبر التاريخ محور الصراع بين الأمم والرسل - هو عبادة الطاغوت مع الله أو من دونه في أمرين متلازمين:
الأول: الإرادة والقصد.
الثاني: الطاعة والاتباع.
أما شرك الإرادة والقصد فهو التوجه إلى غير الله تعالى بشعيرة من شعائر التعبد كالصلاة والقرابين والنذور والدعاء والاستغاثة تبعاً للتبريرات الجاهلية المردودة القائلة: {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} [الزمر: الآية: 3]. وطاغوت هذا النوع قد يكون صنماً أو وثناً ـو ميتاً أو جنياً أو شيخاً... الخ.
وأما شرك الطاعة والاتباع فهو التمرد على شرع الله تعالى وعدم قبول حكمه وتحكيمه في شؤون الحياة بعضها أو كلها. وهو مفرق الطريق بين الإسلام والجاهلية... بين الإيمان والكفر.
كما أنه السمة المشتركة بين الجاهليات كلها على مدار التاريخ، وبه استحقت أن تسمى جاهلية مهما بلغ شأنها في الحضارة والمعرفة.. {أفحكم الجاهلية يبغون} [المائدة: 50]... {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله} [الشورى: 21].
وطاغوت هذا النوع قد يكون زعيماً أو حاكماً أو كاهناً أو يكون هيئة تشريعية أو أنظمة وأوضاع وتقاليد وأعراف وعادات أو مجالس نيابية وبرلمانات أو لجان أو مجالس شعبية أو قوانين ودساتير وأهواء وأحزاب... الخ.
والواقع أن كلا النوعين من الشرك مردهما إلى أصل واحد، وهم تحكيم غير الله والتلقي عن غيره. فإن مقتضى تحكيمه وحده ألا تتوجه البشرية إلى غيره بأي نوع من أنواع العبادات والقرباتن وألا تتوجه وتسير في حياتها كلها إلا وفق ما شرع الله لها في كتبه وعلى لسان رسله.. {إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون} [يوسف: 40].
إن رد الأمر كله إلى الله واتخاذه وحده حكماً في كل شيء هو بعينه العبادة التي أمر الله ألا يصرف شيء منها لغير، وهذا هو ذات الدين القيم الذي لا يرضى الله تعالى سواه وإن جهله أكثر الناس على مدار التاريخ.
الطاغوت تتعدد صوره وأشكاله
إذا تقرر هذا، فكل ما يجابه هذه الحقيقة أو جزءاً منها فهو طاغوت في أي صورة كان وفي أي عصر ظهر، ولا يكون الإنسان - فرداً أ مجتمعاً - شاهداً ألا إله إلا الله حقيقة إلا بالكفر بالطاغوت والبراءة منه وأهله.
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: "إن الإنسان على مفترق طريقين لا ثالث لهما، فإما أن يختار العبودية لله، وإما أن يرفض هذه العبودية فيقع لا محالة في عبودية لغير الله".[3] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn3)
وكل عبودية لغير الله كبرت أو صغرت هي في نهايتها عبادة للشيطان.. {ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين، وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم} [يس: 60-61].
يشمل ذلك العرب الذين قال الله فيهم.. { إن يدعون من دونه إلا إناثاً وإن يدعون إلا شيطاناً مريداً} [النساء: 117].
ويشمل كذلك كل عبادة لغير الله على مدار التاريخ. لقد تغيرت ولا شك بعض مظاهر العبادة... فلم يعد هناك تلك "الإناث" التي كان العرب في شركهم يعبدونها، لكن عبادة الشيطان ذاتها لم تتغير، وحلت محل "الإناث" القديمة أوثان أخرى، الدولة والزعيم والمذهب والحزب والقومية والعلمانية والحرية الشخصية والفن والجنس... الخ. عشرات من "الإناث" الجديدة غير تلك الإناث الساذجة البسيطة التي كان يعبدها العرب في الجاهلية الأولىن تضفى عليها القداسات الزائفة وتعبد من دون الله ويطاع أمرها في مخالفة الله وفي تغيير خلق الله... وما تغيرت إلا مظاهر العبادة "تطورت"!!.. ولكن الجوهر لم يتغيرن إنه عبادة الشيطان.
وعلى ضوء هذا الفهم الإجمالي لمعنى "الطاغوت" و"العبادة" يتضح لنا المعنى الحقيقي لشهادة "لا إله إلا الله" الذي هو - كما سبق- الكفر بالطاغوت وإفراد الله تعالى وحده بالعبادة.
الجاهلية تتعدد صورها وأشكالها
وكما أن الطاغوت تتعدد صوره وأشكاله، فإن الجاهلية أيضاً تتعدد صورها وأشكالها.
يجب أن نعلم أن الجاهلية بعضها يتمثل في إلحاد بالله سبحانه وإنكار لوجوده... فهي جاهلية اعتقاد وتصور كجاهلية الشيوعيين. وبعضها يتمثل في اعتراف مشوه بوجود الله سبحانه وانحراف في الشعائر التعبدية وفي الاتباع والطاعة كجاهلية الوثنيين من الهنود وغيرهم.. وكجاهلية اليهود والنصارى كذلك.
وبعضها يتمثل في اعتراف بوجود الله سبحانه وأداء للشعائر التعبدية مع انحراف خطير في تصور مفهوم ودلالة " لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله".. ومع شرك كامل في الاتباع والطاعة، وذلك كجاهلية من سمون أنفسهم "مسلمين" من العلمانيين ويظنون أنهم أسلموا واكتسبوا صفة الإسلام وحقوقه بمجرد نطقهم بالشهادتين وأدائهم للشعائر التعبدية مع انحرافهم وسوء فهمهم لمعنى الشهادتين ومع استسلامهم لغير الله من العبيد.. وكلها جاهلية.. وكلها كفر بالله كالأولين. أو شرك بالله كالآخرين.
مقارنة بين الجاهلية العربية القديمة والجاهلية العلمانية الحديثة
إن الدارس لعقائد الجاهلية العربية القديمة يجد - من أول وهلة- إنها لم تكن تنكر وجود الله أبداً، بل كانت توحده في معظم أفعاله تعالى كالخلق والرزق والتدبير والإحياء والإماتة.. {ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله} [لقمان: 25].
وكانوا يقرون بمشيئة الله النافذة في الكون وقدره الذي لا يرد.. {سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا أباؤنا ولا حرمنا من شيء} [الأنعام: 148].
وكانوا يؤمنون بالملائكة {وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أزل علينا الملائكة} [الفرقان: 21]، ويؤمنون بالرسل.. {وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثلما أوتي رسل الله} [الأنعام: 124].
ويقرون بأن الله يملك الرزق والسمع والبصر ويحيي ويميت وأنه يدبر الأمر.. {قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله} [يونس: 31].
وكان منهم من يؤمن بالبعث والحساب كقول زهير:
(يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر ليوم الحساب أو يعجل فينتقم)[4] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn4)
وكذلك كان لدى الجاهلين العرب بعض الشعائر التعبدية منها تعظيم البيت الحرام وطوافهم حوله ووقوفهم بعرفات وتعظيم الأشهر الحرم. وكذلك ذبحهم ونذرهم لله كما في قصة نذر عبد المطلب وإهدائهم للبيت الحرام وتخصيص شيء من الحرث والأنعم لله.. {وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً} [الأنعام: 136].
ومن الناحية التشريعية كانت الجاهلية العربية تقيم بعض الحدود كحد السرقة، فقد ذكر الكلبي والقرطبي في تفسيره: "أن قريشاً كانت تقطع يد السارق".[5] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn5) وهو حد معروف في الشرائع السابقة كما في حديث المخزومية وشفاعة زيد لها.
وشيء آخر سبقت - بل فاقت- به الجاهلية العربية القديمة الجاهليات العلمانية المعاصرة وهو "حرية التدين". فكان منهم الحنفاء الذين يتعبدون ببقايا دين إبراهيم عليه السلام...
وكان منهم أهل الكتاب من اليهود والنصارى...
وكان منهم عبدة الكواكب وعبادة الأوثان...
وبعضهم كان يعبد الجن أو الملائكة.
بيان حكم الله على المجتمع رغم كل ذلك
ولكن - وهذا هو المهم- بماذا حكم الله على هذا المجتمع؟ إن الله تعالى حكم على هذه البيئة وعلى هذه المجتمعات والتصورات بأنها كفر وجاهلية، وعد تلك الأمور جميعها - التي يحتج العلمانيون اليوم بها على إسلامهم - صفراً في ميزان الإسلام، وكفراً بالله ورسوله.
ولذلك نشبت المعركة الطويلة بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، واشتد النزاع، معركة شرسة ونزاع حاد، حتى أن السيف كان الحكم الأخير.
والشيء المثير أيضاً، أن موضوع هذه المعركة العنيفة الطويلة لم يكن سوى كلمة واحدة "لا إله إلا الله" كلمة يصر عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى أقصى حدود الإصرار، وترفضها الجاهلية إلى أبعد مدى للإنكار والرفض.
لماذا؟… لأنه منذ اللحظة الأولى حين دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم، إلى شهادة أن "لا إله إلا الله" كان الجواب الفوري… {أجعل الآلهة إلهاً واحدا إن هذا لشيء عجاب} [ص: 5].
فالقضية واضحة في أذهانه من أن الالتزام بهذه الكلمة معناه الرفض الجازم والتخلي الكامل عن كل ما عدا الله من معبوداتهم وطواغيتهم المختلفة، طاغوت الأوثان وطاغوت الزعامة وطاغوت القبيلة وطاغوت الكهانة وطاغوت التقليد... الخ، والاستسلام الكامل لله ورد الأمر كله - جليله وحقيره وكبيره وصغيره- إلى الله تعالى وحده لا شريك له.
العلمانية نظام طاغوتي جاهلي كافر
وانطلاقاً من هذا المفهوم - الذي يعتبر في حقيقة الأمر من المعلوم من الدين بالضرورة عند أهل السنة والجماعة- نستطيع أن نرى حكم الإسلام في العلمانية بسهولة ووضوح. ونستطيع أن نصل بالقضية إلى المستوى المطلوب من الحسم والوضوح في نفوس أهل السنة اللازمين لفضح العلمانية ومواجهتها.
إن العلمانية باختصار " نظام طاغوتي جاهلي كافر" يتنافى ويتعارض تماماً مع شهادة "لا إله إلا الله" من ناحيتين أساسيتين متلازمتين:
الأولى: من ناحية كونها - أي العلمانية - حكما بغير ما أنزل الله.
الثانية: من ناحية كونها شركاً في عبادة الله.
إن العلمانية تعني - بداهة- الحكم بغير ما أنزل الله وتحكيم غير شريعة الله وقبول الحكم والتشريع والطاعة والاتباع من طواغيت من دون الله. فهذا معنى قيام الحياة على غير الدين أو بعبارة أخرى فصل الدين عن الدولة، أو فصل الدين عن السياسة، ومن ثم فهي- بالبديهة أيضا- نظام جاهلي لا مكان لمعتقده ولا لنظامه ولا لشرائعه في دائرة الإسلام. بل هو نظام كافر بنص القرآن الكريم {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} [المائدة: 44].
لماذا التردد في الحكم على الأنظمة العلمانية بالكفر؟
إذا كان الأمر كذلك، فهل يبقى بعد هذا أي مجال للشك أو التردد في حسم هذه القضية في نفوس أهل السنة تجاه العلمانية؟
الحق أنه لا مجال لشيء من ذلك، ولكن الغياب المذهل لحقائق الإسلام من العقول والغبش الكثيف الذي أنتجته الأفكار المنحرفة، هما اللذان يجعلان كثيراً من الناس يثيرون شبهات متهافتة لم تكن لتستحق أدنى نظر لولا هذا الواقع المؤلم الذي يعتبر من أشد عوائق الانطلاقة الكبرى المرتقبة لأهل السنة والجماعة بمشيئة الله.
فمن هذه الشبهات، استصعاب بعض الناس إطلاق لفظ الكفر أو الجاهلية على من أطلقها الله تعالى عليه من الأنظمة والأوضاع والأفراد، وبذريعة أن هذه الأنظمة - ولا سيما العلمانية الديمقراطية- لا تنكر وجود الله، وبذريعة أن هذه الأنظمة العلمانية الديمقراطية لا تمانع في إقامة بعض شعائر التعبد، وبحجة أن بعض قيادات الأنظمة العلمانية الديمقراطية يتلفظون بالشهادة ويقيمون الشعائر من صلاة وصيام أو حج وصدقة، ويظهرون احترامهم في المناسبات العامة لمن يسمون ب(رجال الدين)!! والمؤسسات الدينية.
وفي ظل هذه الشبهات المتهافتة المردودة، يستصعب بعض الناس، ومنهم - للأسف الشديد- بعض من يرفع راية الدعوة الإسلامية اليوم، القول بأن الأنظمة العلمانية الديمقراطية أنظمة جاهلية كافرة وأن المؤمنين بها المتبعين لها جاهليون كافرون.
ومن الواضح جدا أن الذين يلوكون هذه الشبهات، لا يعرفون معنى "لا إله إلا الله"، ولا مدلول "الإسلام". وإن جاز هذا في حق البعض على فرض حسن الظن بهم، فهو لا يجوز في حق كثير من المثقفين المطلعين على حقائق الأمور، وبالذات بعض من يرفعون راية الدعوة الإسلامية اليوم ويتعللون بهذه العلل الواهية.
ولا نملك إلا أن نذكر هؤلاء بأن تاريخ الدعوة الإسلامية وصراع أهل السنة والجماعة المرير عبر القرون، بل والقرآن الكريم كله من أوله إلى آخره ومثله السنة المطهرة لتقطع الطريق على هذه الشبهة وقائليها.
وهل تحمل الرسول صلى الله عليه وسلم، وأصحابه العنت والمشقة والحرب والجهاد ثلاثاً وعشرين متوالية، وهل نزل القرآن موجهاً وآمراً وناهياً طوال هذه السنين من أن أجل أن يقول الجاهلون باللسان فقط... " لا إله إلا الله"، ويقيموا الشعائر التي يمن دعاة العلمانية على الله أنهم يسمحون بها اليوم.
وما الفرق بين قول قريش.. يا محمد اعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة، وبين قول العلمانيين لفظاً وحالاً: نعبد الله في المسجد ونطيع غيره في المجالس التشريعية والبرلمان وفي القضاء والتجارة والسياسة!!
أهو شيء آخر غير أن قسمة أولئك زمنية، وقسمة هؤلاء مكانية أو موضوعية!!..
دستور التتار ودستور العلمانيين
ويقول الشيخ ابن كثير - رحمه الله- في تفسير قول الله تعالى: {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون}: ينكر الله تعالى على من خرج عن حكم الله المحكم المشتمل على كل خير، الناهي عن كل شر، وعدل إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله، كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم، وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية المأخوذة عن ملكهم (جنكيز خان) الذي وضع لهم الياسق، وهو عبارة عن أحكام قد اقتبسها من شرائع شتى من اليهودية والنصرانية والملة الإسلامية وغيره، وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد هواه، فصارت في بنيه شرعاً متبعاً يقدمونها على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فمن فعل ذلك فهو كافر، يجب قتاله، حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله، فلا يحكم سواه في قليل ولا كثير) [تفسير ابن كثير 2/70].
إذا تأملنا ذلك، ونظرنا إلى دستور العلمانيين وجدناه عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها (جنكيز خان العلمانيين) من شرائع شتى من الرومانية والفرنسية والملة الإسلامية وغيرها، وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه فصارت في أتباع العلمانيين شرعاً متبعا يقدمونه على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأصدروا قواعد تشريعية عامة بدلوا بها شرائع الإسلام لتكون لها السيادة في الأمة ولتصبح هي المرجع في الحكم عند التنازع. وأصبح التحاكم إلى القوانين الوضعية التي تحل الربا والزنا والفواحش هو دين العلمانيين وشريعتهم.
وأصبح هؤلاء العلمانيون وأتباعهم يتحاكمون إلى القوانين الديوثية التي لا تجيز للزوج أن يرفع دعوى ضد زوجته بتهمة الزنا إلا إذا فاجأها وهي تزني على فراش الزوجية! وحتى إذا ما أخذته دوافع الغيرة وحاول أن يقتل عشيق زوجته فسبقه العشيق وقتل الزوج. فإن عشيق الزوجة الزانية يمكنه بالقانون أن يثبت براءته تحت ظل عدالة وديمقراطية وسماحة القوانين الوضعية بحجة أنه كان في وضع "دفاع عن النفس"!!
أما الزوجة الزانية فلا يستطيع أحد أن يخدش حياءها ويوجه لها تهمة الزنا لأنه في ظل هذه القوانين العلمانية الديوثية لا يستطيع أحد أن يرفع دعوى بتهمة الزنا ضد الزوجة إلا زوجها. وقد مات الزوج!! إذن فهي بريئة!!
· فما ظنكم بهؤلاء العلمانيين الذين يستعلنون بالفصل بين الدين والدولة وأن إدارة الكون شركة بينهم وبين الله، فلله حكم العقائد والعبادات ولهم ما وراء ذلك من جميع المعاملات؟.
· وما ظنكم بهؤلاء الذين لا شارع لهم إلا البرلمان، ولا سيادة عندهم إلا للأمة، ولا قدسية لديهم إلا للقوانين الوضعية؟.
· ما ظنكم بهؤلاء الذين يزعجهم - كما يزعج أسيادهم في الغرب والشرق- تنامي التيار الإسلامي ويرونه خطراً داهماً على سلطانهم؟
ألا ينطبق عليهم قول ابن كثير رحمه الله: "فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسق وقدمها عليه، فمن فعل ذلك فقد كفر بإجماع المسلمين" [البداية والنهاية لابن كثير: 13/119].
وبذلك يتضح أن تلك الشبهة - شبهة تلفظ بعض العلمانيين بالشهادة وإقامة بعض الشعائر- لا وزن لها ولا اعتبار إلا عند البلهاء أو المنافقين والزنادقة.
لماذا تتمسح الأنظمة العلمانية بالدين وتدعي الإسلام؟
والسؤال الآن هو لماذا تصر الأنظمة العلمانية على التمسح بالدين وادعاء الإسلام رغم أنها - على ما يبدو في الظاهر- تسيطر على مراكز القوة والحكم والتشريع؟
وللإجابة على ذلك، يجب أن نعلم أولاً أنه بعد أن نجحت الجاهلية- مؤقتا- في تنحية شرع الله من أن يحكم حياة المسلمين في ديارهم حاول أعداء الإسلام إخراج المسلمين عن أصل دينهم إلى المذاهب الإلحادية والمادية.
وبعد أن فشلوا في تنفيذ هذا المخطط وأصابهم اليأس من ذلك، لجأوا - بعد التفكير والتدبير - إلى ما هو أخبث وأخطر، لجأوا إلى اصطناع أنظمة تحكم بغير ما أنزل الله وفي الوقت نفسه هي تدعي الإسلام، وتظهر احترام العقيدة بوسائل مختلفة، فقتلوا إحساس الجماهير وضمنوا ولاءها وخدروا ضميرها، ثم انطلقوا يهدمون شريعة الله في مأمن من انتفاضتها.
ولذلك لا يجرؤ أرباب هذه الأنظمة العلمانية الديمقراطية على التصريح بأنهم ملحدون أو لادينيون أو أنهم ضد شريعة الله. بينما يصرحون - مفتخرين- بـنهم ديمقراطيون مثلا!!.
شعارات العلمانيين وراياتهم
لذلك تبلورت شعارات العلمانيين وأفكارهم التي تعبر في جوهرها عن حقيقة الجاهلية ولكنها وبخبث شديد وتدبير محكم تحاول أن تنتسب إلى الدين بتبجح غريب ومكر وضيع، فأعلنوا شعار "تطوير الشريعة". ورفعوا راية "مرونة الشريعة لتلبية حاجات العصر". ثم نادوا بعد ذلك بشعار "تقنين الشريعة". وذلك حتى لا ينفر من هذه الأفكار جمهور المسلمين، فهم يريدون أن تسري العلمانية ببطء في عقول ونفوس جمهور المسلمين سريان السم البطيء الذي يودي بحياة صاحبه دون أن ينتبه له جسده.. وذلك بجرعات منتظمة تحت شعار " التدرج في تطبيق الشريعة"!!
والعلمانية الديمقراطية كما هو معروف تجعل العقيدة والشعائر لله ووفق أمره، وتجعل الشريعة والتعامل لغير الله ووفق أمر غيره. وذلك معنى قولهم "لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين" أي "فصل الدين عن الدولة". وكما هو معلوم من الدين بالضرورة، فإن هذا هو عين الشرك في حقيقته وأصله.
ولكنهم يستميتون حتى لا تصل هذه الحقيقة إلى جماهير المسلمين ويلهون الناس بشعارات "المدرسة العقلانية" و"الإسلام المستنير" وشعار "حكم الشعب بالشعب"، وتحت شعار "الحرية الشخصية" تمارس جميع أنواع الشذوذ الجنسي والإباحية تحت سمع وبصر وحماية الشرطة ومباركة أجهزة الإعلام. وتحت شعار "الأمة مصدر السلطات" تصادر جميع السلطات إلا سلطة البطش والتنكيل بالمسلمين دون غيرهم. وتحت شعار "الاستنارة" يخرجون الناس من نور الإسلام إلى ظلمات الجاهلية. وتحت شعار "حرية الثقافة والفكر" تمارس جميع أنواع الفنون الساقطة ويفتح الباب أمام الزنادقة للتهجم على الإسلام حتى يصل بهم الأمر بالسخرية من بيت الله الحرام وعُمَّاره حيث يظهر نموذج للكعبة المشرفة في إحدى المسرحيات وإذا بها تفتح فجأة وتخرج من داخلها راقصة تتلوى أمام الجماهير التي تنتسب إلى الإسلام!! ولم لا... وقد أصبح للعاهرات عيد يسمونه "عين الفن"، تمنح فيه العطايا والمكافآت، وجوائز الدولة التقديرية، ومفتي الديار العلمانية يبارك ذلك بمزيد من الفتاوى اليومية فحلل الرقص وحلل الغناء وحلل الموسيقى والفن وأخيراً وليس آخراً.. حلل مفتي الديار العلمانية.. الربا!!
العلمانية خبث لا يخرج إلا نكداً
يقول الله تعالى: {والذي خبث لا يخرج إلا نكداً} [الأعراف: 58]. ولأن العلمانية شجرة خبيثة فقد أثمرت بيننا اليوم - ممن يقولون إنهم مسلمون- من يستنكر وجود صلة بين العقيدة والأخلاق، وبخاصة أخلاق المعاملات.
وأثمرت بيننا اليوم حاصلين على الشهادات العليا من جامعاتنا وجامعات العالم يتساءلون في استنكار ما للإسلام وسلوكنا الشخصي؟ وما للإسلام والعري على الشواطئ؟ وما للإسلام وزي المرأة في الطريق؟ وما للإسلام وتصريف الطاقة الجنسية بأس سبيل؟ ما للإسلام وتناول كأس من الخمر لإصلاح المزاج؟ ما للإسلام وتعامل الناس بالربا في البنوك؟ ما للإسلام وهذا الذي يفعله "المتحضرون!!"؟ الذين يلهثون خلف راياتهم الخبيثة ويرددون بأن "الدين لله والوطن للجميع".. ولا عجب في ذلكن فهم طلائع مدرسة "دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله"..!!
... فأي فرق بين هذا وبين سؤال أهل مدين: {أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا} [ص: 5].
وهم يتساءلون كذلك، بل ينكرون بشدة وعنف أن يتدخل الدين في الاقتصاد، وأن تتصل المعاملات بالاعتقاد، أو حتى بالأخلاق من غير اعتقاد.. فما للدين والمعاملات الربوبية؟ وما للدين والمهارة في الغش والسرقة؟ وما للدين وتجارة الخمور والمخدرات ما لم يقع تحت طائلة القانون الوضعي؟ وما للدين والسياسة والحكم؟ لا .. بل إنهم يتبجحون بأن الأخلاق إذا دخلت في الاقتصاد تفسده!! ولا غرابة في ذلك، فهم قد رضعوا وشبوا على شعارات "فصل الدين عن الدولة"، و "لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين"!!
فلا يذهبن بنا الترفع كثيراً على أهل مدين في تلك الجاهلية الأولى، ونحن اليوم في جاهلية أشد جهالة، ولكنها تدعي العلم والاستنارة والمعرفة والحضارة وتتهم الذين يربطون بين العقيدة في الله والسلوك الشخصي في الحياة والمعاملات المادية في السوق والسياسة والحكم... تتهمهم بالرجعية والتعصب والجمود!! وبعد أن استهلكت هذه الألفاظ أضافت الجاهلية العلمانية اليوم وصفهم بالتطرف!! ثم ألصقت بهم أخيراً صفة الإرهاب!!
أليس هذا بعينه ما يردده أدعياء الإسلام من العلمانيين أو غيرهم؟
مذهبهم عدم إظهار العداء السافر للإسلام
إن من عادة المنافقين والزنادقة من المنتسبين لهذا الدين عدم الإنكار الصريح والواضح وعدم إظهار العداء السافر للإسلام وهم بهذا الأسلوب وتحت هذه العباءة يستطيعون - أو هكذا يظنون- تحقيق أهدافهم الخبيثة وتقديم خدماتهم لأصدقائهم من اليهود والنصارى الذين يتآمرون للقضاء على الأمة الإسلامية.
وهم يسعون لذلك بسلاح التلبيس والتمويه للالتفاف حول المسلمين لحين المعركة الفاصلة حين يفاجئوا المسلمين على حين غرة. هم حريصون غاية الحرص في عدم إيقاظ الوعي الإسلامي قبل الموعد المرتقب.
وقد يكون هناك مسلمون طيبون لا تدرك عقولهم مثل هذه الأمور الملتوية والحيل المعقدة، فإلى هؤلاء وأمثالهم نهديهم الخبر التالي:
لقد نشرت الصحيفة اليهودية "يدعوت أحرنوت" في 18/03/1978 م مقالاً حللت فيه الهجوم اليهودي على جنوب لبنان وانتقدت إجراء التلفزيون اليهودي مقابلات مع العميل النصراني الخائن سعد حداد وإبراز معالم البهجة التي عمت القرى المارونية النصرانية إزاء احتلال الجيش اليهودي لجزء كبير من جنوب لبنان، وفيما يلي قطوف من هذا التحليل لعل فيها عبرة لهؤلاء المخدوعين والنيام:
قالت الصحيفة اليهودية: "إن على وسائل إعلامنا ألا تنسى حقيقة هامة هي جزء من استراتيجية إسرائيل في حربها مع العرب، هي أننا قد نجحنا بجهودنا وجهود (أصدقائنا) في إبعاد الإسلام عن معركتنا مع العرب، طوال ثلاثين عاماً، ويجب أن يبقى الإسلام بعيداً عن المعركة إلى الأبد، ولهذا يجب أن لا نغفل لحظة واحدة عن تنفيذ خطتنا في منع استيقاظ الروح الإسلامية بأي شكل، وبأي أسلوب ولو اقتضى الأمر الاستعانة (بأصدقائنا) لاستعمال العنف والبطش لإخماد أية بادرة ليقظة الروح الإسلامية في المنطقة المحيطة بنا".
واختتمت الصحيفة تحليلها قائلة:
"ولكن تلفزيوننا الإسرائيلي وقع في خطأ أرعن، كاد ينسف كل خططنا، فقد تسبب هذا التصرف في إيقاظ الروح الإسلامية ولو على نطاق ضيق، ونخشى أن تستغل الجماعات الإسلامية هذه الفرصة لتحريك المشاعر ضدنا، وإذا نجحت في ذلك، وإذا فشلنا - في المقابل- في إقناع (أصدقائنا) بتوجيه ضربة قاضية إليها في الوقت المناسب، فإن على إسرائيل أن تواجه حين ذلك عدواً حقيقياً (لا وهمياً)، وهو عدو حرصنا أن يبقى بعيداً عن المعركة.
وستجد إسرائيل نفسها في وضع حرج إذا نجح المتعصبون، أولئك الذين يعتقدون أن أحدهم يدخل الجنة إذا قتل يهودياً، أو إذا قتله يهودي".
لهذا ومن أجل ذلك يرفع هؤلاء الزنادقة من العلمانيين وأشباههم شعارات يحاولون بها خداع أكبر عدد ممكن من المسلمين وتهدئة نفوس القلة التي قد ساورتها الشكوك تجاه نوايا هؤلاء الذين يرفعون شعارات العلمانية ويتشدقون بالحرية والديمقراطية بينما يسعون بواقعهم العملي لاقتلاع الإسلام من جذوره ولكن رويداً رويدا حتى لا يستيقظ النائمون.
أهمية البرامج الدينية في أجهزة الإعلام الشيطانية
لا يزال المنافقون والزنادقة على مدار التاريخ الإسلامي يدعون الإيمان، بل ويزعمون للناس أنهم مجددون وأنهم يصلحون في الأرض ولا يفسدون.
كذلك يدعي الإيمان بعض قيادات العلمانية الديمقراطية في العصر الحديث، بل منهم من يتقلب بين عقائد الكفر المتعددة فهذا شيوعي سابق أصبح ليبريالياً متعصباً، ولا غرابة في ذلك حيث أن ملة الكفر واحدة. ولكن الغرابة أنه يلقب نفسه بلقب (الحاج)، ويقيمون في أحزابهم لجاناً للشؤون الدينية!! {يخادعون الله والذين آمنوا وما يخادعون إلا أنفسهم وما يشعرون} [البقرة: 9].
ومنهم من ادعى الإيمان ودعا إلى زمالة بين الأديان إلى تأليف كتب دينية مشتركة يلتقي عليها المسلمون والنصارى واليهود.
لذلك لا غرابة في أصرار الأنظمة العلمانية الديمقراطية الكافرة على أن يجعلوا للدين برامج تسمى برامج دينية أو "روحية". ضمن أجهزة الإعلام الشيطانية، وهم الذين يجعلون أحكاماً إسلامية للأحوال الشخصية ضمن قوانين الحكم الجاهلية، وهم الذين يجعلون في كل صحفهم ومجلاتهم العلمانية الجاهلية صفحة يسمونها صفحة الفكر الديني!!
وهم الذين يقولون إن مكان الدين هو المسجد فقط ويظهرون لعامة المسلمين أنهم يحجون لبيت الله في العمرة مرة ويتعمدون إبراز هذه الصور في أجهزة إعلامهم. بينما هم يقصدون بيوت أعداء الله شرقاً وغرباً كل حين يتلقفون منهم المناهج ويتلقون التشريعات والأوامر والنواهي والحلال والحرام!!
ويمتدح أحد هؤلاء العلمانيين بغباء شديد أحد أئمتهم السابقين ويترحم عليه ويذكر أن أهم فضائله أنه لم يكن يطبق شرع الله!!
يقول عبد الستار الطويلة في جريدة الوفد القاهرية وهي إحدى معاقل العلمانية بتاريخ 22/08/1991 م بالحرف الواحد:
" أيام (المرحوم!!) جمال عبد الناصر منذ السنوات الأولى للثورة كان الحكم - بصرف النظر أنه كان ديكتاتوريا- حريصاً على عدم الخلط بين الدين والحكم.. أنه كان أقرب إلى العلمانية.. منه إلى أي شيء.. كان يقتصر نظام عبد الناصر على إنشاء محطة للقرآن الكريم... الاستمرار في بناء المساجد.. والكنائس.. تيسير الحج.. الخ.. أي تقديم كافة التسهيلات (للمتدينين) كي يؤدوا (شعائرهم) الدينية على أكمل وجه.. لكن كان الحكم بعيداً عن أي ترويج لفكرة ضرورة الحكم بالدين.. ولم تكن نظم الشريعة سواء الشريعة الإسلامية أو (الشريعة المسيحية!) مطبقة إلا فيما يتعلق بالأحوال الشخصية من زواج أو طلاق.".. والكلام لا يحتاج إلى تعليق كما هو واضح!
العلمانيون يعبدون أحبارهم المشرعين
إننا نتوجه بهذا السؤال إلى هؤلاء العلمانيين.. إلى كل من يدعي الإسلام من هؤلاء.. فنقول:
إذا أخرجنا - على سبيل التحكم- جزءاً من النشاط الإنساني في الحياة - إما السياسة وإما غيرها- عن دائرة الإسلام.. فمن أين نتلقى منهج وقيم وموازين وتشريعات هذا الجزء؟.
وأيا ما كان الجواب.. فإن نتيجته ومؤداه واحد لا ريب فيه: التلقي عن غير الله.. والطاعة والإتباع لغير الله.
والنتيجة... هي الشرك بالله... وهل هناك صورة من صور الاعتراف بالشرك أصرح من هذه؟ أعني شرك الطاعة والإتباع!!
إنه شرك في عبادة الله، وإن كان الذين يمارسونه قد يجهلون معنى عبادة الله وحده، وما ذلك بغريب على الجاهلين. فإن عدي بن حاتم - رضي الله عنه- في الجاهلية لم يكن يتصور أن ذلك عبادة، فإنه لما دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، تلا صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله}، فقال عدي (وكان نصرانيا) يا رسول الله: لسنا نعبدهم. قال: "أليس يحلون لكم ما حرم الله فتحلونه ويحرمون ما أحل الله فتحرمونه؟ قال: بلى. قال النبي صلى الله عليه وسلم: فتلك عبادتهم[6] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn6).
قال ابن تيمية رحمه الله تعليقاً على ذلك: " قد جعله الله ورسوله شركاً وإن لم يكونوا يصلون لهم ويسجدون لهم".[7] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn7)
إن العلمانية التي ولدت وترعرعت في أحضان الجاهلية لهي كفر بواح لا خفاء فيه ولا مداورة ولا التباس. ولكن الخفاء والمداورة والالتباس إنما يحدث عمداً من دعاة العلمانية أنفسهم، لأنهم يعلمون أنه لا حياة ولا امتداد لجاهليتهم وسلطانهم في بلاد المسلمين إلا من خلال هذا التخفي وهذه المداورة. ولا بقاء لهم إلا بالتلبيس على جماهير المسلمين وذلك من خلال راياتهم الزائفة التي تخفي حقيقة أمرهم وباطن دعوتهم عن المسلمين وتلبس على العامة أمر دينهم وعقيدتهم خاصة إذا ساندهم من نصبوه مفتياً للديار العلمانية في محاولة تجميل مكشوفة لم تزد وجوههم إلا قبحاً. بل هم يدعون عامة المسلمين ويحفزونهم ضد إخوانهم المسلمين الصادقين الواعين لحقيقة هذا الصراع وخلفياته والمنبهين إلى خطره الداهم على الدين وأهله.
حصون أهل السنة مهددة من الداخل
إن المعارك والجبهات التي تفتحها الفرق الضالة والمنتسبة لهذا الدين ضد أهل السنة والجماعة، وأخطرها دائماً جبهة الرافضة الباطنية، والتي تغذيها وتدعمها القوى والمعسكرات الجاهلية العالمية لتدمير أهل السنة والجماعة باعتبارهم الخطر الحقيقي والفعال ضد كل هذه القوى، أقول إن هذه المعارك وهذه الجبهات يجب ألا ينسى معها أهل السنة والجماعة أن حصونهم لا زالت مهددة من داخلها، وأن القوى العلمانية المتكتلة ضدهم من الداخل والتي تصارعهم في معارك خافية - غالباً- وسافرة - أحياناً- هي التي تمثل الآن جوهر الصراع القائم بين الإسلام والجاهلية في العصر الحديث. وإن أخطر مراحل هذا الصراع هي مرحلة تعرية هذه القوى العلمانية القبيحة وفضحها أمام جميع المسلمين ليستبين لكل مسلم سبيل هؤلاء المجرمين الذين يحاولون خداعهم والقضاء عليهم.
الخاتمة
وختاماً نقول، لقد أدى الغبش في هذه القضية إلى التفاف البعض حول الأحزاب العلمانية التي تجاهر بعلمانيتها لمجرد أنها تعد الناس بشيء من الرغد وتلوح لهم بحلول لمشكلة الغذاء والكساء والمسكن، ولو رسخت حقائق الإسلام والولاء والبراء في النفوس ما التف حول هذه الأحزاب من الأمة رجل واحد، وكيف يرضى بموالاتها رجل يؤمن بالله واليوم الآخر وهو يتلو آناء الليل والنهار قول الله تعالى: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم} [المجادلة: 22]. وأية محادة لله ورسوله أكبر من أن تستعلن العلمانية بردها لشرائع الإسلام وتدعو بلا مواربة لإقصاء شرع الله عن الحياة بفصل الدين عن الدولة. وأية محادة لله ورسوله أكبر من منزاعة الله تعالى في حق التشريع بالتحليل والتحريم.
أما آن لأهل السنة والجماعة أن ينتبهوا لهذه الأخطار الماحقة من الداخل والخارج والتي تهددهم في دنياهم وآخرتهم؟
أما آن لهم أن يتكتلوا دفاعاً عن أنفسهم وعن وجودهم ودفاعاً عن عقيدتهم؟.
أما آن لهم أن ينظموا صفوفهم ويعدوا لأعدائهم ما استطاعوا من عدة يرهبون بها عدو الله وعدوهم؟
أما آن لهم -أو لكثير منهم- أن يتخلوا عن معاركهم الوهمية وخلافاتهم الجانبية والشكلية ليتفرغوا ويركزوا جهودهم المشتركة المادية والمعنوية لمواجهة هذه التحديات التاريخية والمعارك الفاصلة الحقيقية التي اقتربت؟
وليعلم الجميع أن تعرية الأنظمة العلمانية وكشف عمالتها وتآمرها على الشعوب الإسلامية.. خطوة على الطريق الصحيح.
وأن فضح الزنادقة والمنافقين ممن أسبغ عليهم أعداء الإسلام ألقاب الزعامة والعبقرية في السياسة والأدب والفن... خطوة على الطريق الصحيح.
وأن شيوع العلم بأن تحكيم الشريعة الإسلامية يرتبط بأصل دين الإسلام وأن تحكيم القوانين الوضعية ردة صريحة عن الإسلام... خطوة على الطريق الصحيح.
وإن إحياء فريضة الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. خطوة على الطريق الصحيح.
وأن تعلم العلوم الشرعية وتعليمها والعمل بها.. خطوة على الطريق الصحيح.
أما آن لنا جميعاً أن تخشع قلوبنا للحق... أما آن لنا هذا؟
{ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق }[الحديد: 16].
نسأل الله الهدى والرشاد، فمنه وحده التوفيق والسداد وهو على كل شيء قدير.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..
الفهرس
إهداء............................................. .................................................. ................................ 2
مقدمة............................................. .................................................. ............................... 2
حسم موقف أهل السنة والجماعة من العلمانية......................................... .......................... 5
التوحيد نقيض العلمانية......................................... .................................................. ......... 6
الطاغوت تتعدد صوره وأشكاله........................................... .............................................. 7
الجاهلية تتعدد صورها وأشكالها.......................................... ............................................... 8
مقارنة بين الجاهلية العربية القديمة والجاهلية العلمانية الحديثة........................................... .... 8
بيان حكم الله على المجتمع رغم كل ذلك............................................... ............................ 9
العلمانية نظام طاغوتي جاهلي كافر.............................................. .................................... 10
لماذا التردد في الحكم على الأنظمة العلمانية بالكفر؟........................................... .............. 11
دستور التتار ودستور العلمانيين........................................ ............................................... 12
لماذا تتمسح الأنظمة العلمانية بالدين وتدعي الإسلام؟.......................................... ............ 13
شعارات العلمانيين وراياتهم.......................................... .................................................. . 14
العلمانية خبث لا يخرج إلا نكداً............................................. ......................................... 15
مذهبهم عدم إظهار العداء السافر للإسلام........................................... ............................ 16
أهمية البرامج الدينية في أجهزة الإعلام الشيطانية......................................... ..................... 17
العلمانيون يعبدون أحبارهم المشرعين.......................................... ..................................... 18
حصون أهل السنة مهددة من الداخل............................................ ................................... 19
الخاتمة........................................... .................................................. ................................ 19
الفهرس............................................ .................................................. ............................ 21
[1] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref1) - لفظ العلمانية ترجمة خاطئة لكلمة (Secularism) في الإنجليزية أو (Sécularité) بالفرنسية. وهي كلمة لا صلة لها بلفظ (العلم) على الإطلاق فالعلم بالإنجليزية والفرنسية معناه (Science) والمذهب العلمي نطلق عليه كلمة (Scientism).
والترجمة الصحيحة لكلمة (Secularism) هي "اللادينية" أو "الدنيوية"، وتقول دائرة المعارف البريطانية مادة (Secularism) : "هي حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بهذه الدنيا وحدها". ولذلك فإن المدلول الصحيح للعلمانية هو (إقامة الحياة على غير الدين) سواء بالنسبة للأمة أو للفرد.
[2] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref2) - وخير تعريف للطاغوت ما ذكره الإمام ابن القيم رحمه الله: " الطاغوت كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع، فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله أو يعبدونه من دون الله أو يتبعونه على غير بصيرة من الله أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله". إعلام الموقعين: 25.
[3] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref3) - مقدمة رسالة العبودية لابن تيمية : 6.
[4] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref4) - شرح ديوان زهير 81.
[5] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref5) - أضواء البيان للشنقيطي 3: 392.
[6] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref6) - انظر رواياته في الدر المنثور: 3/230 وأصله في الترمذي: كتاب التفسير وسنده صحيح.
[7] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref7) - فتح المجيد: 86 نقلاً عن الإيمان.
~~ أغيلاس ~~
2011-01-21, 19:20
تسعة كتب عن العلمانية الخبيثة في الرابط التالي لمن أراد التحميل .
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1458661
موقف أهل السنة والجماعة
من العلمانية
"عوائق الانطلاقة الكبرى"
الفهرس
جمع وإعداد محمد عبد الهادي المصري
.................................................. .................................................. .................
.................................................. ...........................................
.................................................. ........................................
.................................................. .................................................. ..
إهداء............................................. .................................................. ................................ 2
مقدمة............................................. .................................................. ............................... 2
حسم موقف أهل السنة والجماعة من العلمانية......................................... .......................... 5
التوحيد نقيض العلمانية......................................... .................................................. ......... 6
الطاغوت تتعدد صوره وأشكاله........................................... .............................................. 7
الجاهلية تتعدد صورها وأشكالها.......................................... ............................................... 8
مقارنة بين الجاهلية العربية القديمة والجاهلية العلمانية الحديثة........................................... .... 8
بيان حكم الله على المجتمع رغم كل ذلك............................................... ............................ 9
العلمانية نظام طاغوتي جاهلي كافر.............................................. .................................... 10
لماذا التردد في الحكم على الأنظمة العلمانية بالكفر؟........................................... .............. 11
دستور التتار ودستور العلمانيين........................................ ............................................... 12
لماذا تتمسح الأنظمة العلمانية بالدين وتدعي الإسلام؟.......................................... ............ 13
شعارات العلمانيين وراياتهم.......................................... .................................................. . 14
العلمانية خبث لا يخرج إلا نكداً............................................. ......................................... 15
مذهبهم عدم إظهار العداء السافر للإسلام........................................... ............................ 16
أهمية البرامج الدينية في أجهزة الإعلام الشيطانية......................................... ..................... 17
العلمانيون يعبدون أحبارهم المشرعين.......................................... ..................................... 18
حصون أهل السنة مهددة من الداخل............................................ ................................... 19
الخاتمة........................................... .................................................. ................................ 19
الفهرس............................................ .................................................. ............................ 21
[3] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref3) - مقدمة رسالة العبودية لابن تيمية : 6.
[4] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref4) - شرح ديوان زهير 81.
[5] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref5) - أضواء البيان للشنقيطي 3: 392.
[6] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref6) - انظر رواياته في الدر المنثور: 3/230 وأصله في الترمذي: كتاب التفسير وسنده صحيح.
[7] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref7) - فتح المجيد: 86 نقلاً عن الإيمان.
كان يكفي ان تضع رابطا للكتيب بدل قصه و لصقه كاملا . يبدو انك بدل ان تجيب على سؤالي تفضل الجواب بالقص و اللصق . ما زلت في انتظار السياسة الشرعية التي تجعلنا نستغني عن الدساتير الوضعية .
المقال الذي نقلته يحوي الكثير من المغالطات لكن لن اعلق عليه لان صاحبه غير موجود ليرد .
~~ أغيلاس ~~
2011-01-21, 19:37
كان يكفي ان تضع رابطا للكتيب بدل قصه و لصقه كاملا . يبدو انك بدل ان تجيب على سؤالي تفضل الجواب بالقص و اللصق . ما زلت في انتظار السياسة الشرعية التي تجعلنا نستغني عن الدساتير الوضعية .
المقال الذي نقلته يحوي الكثير من المغالطات لكن لن اعلق عليه لان صاحبه غير موجود ليرد .
لم أضع الرابط لانه يحتاج إلى تحميل و ياخذ بعض الوقت ، فأحببت الاختصار على إخواني أما المطولات فقد اكتفيت بالرابط ، لأنه لن يحملها إلا المهتمون بالموضوع .
و يا أخي الكريم ، هل أجبت أنت عن تساؤلاتي و ما أكثرها ؟ أما عن السياسة الشرعية فدعها للمتخصصين في السياسة الشرعية ، هل تعلم أن السياسة الشرعية تُدرس كمادة في المعاهد و الجامعات الشرعية ، و كُتبت فيها الكثير من رسائل الماجستير و الدكتوراه ؟ يعني تنتقل من موضوع إلى موضوع لتُثبت أن شريعتنا لا تتوافق مع هذا العصر ، يا أخي الكريم السياسة الشرعية و الدساتير لا تتكلم فيها أنت يا من تجهل مصادر التشريع و تُحلل الاحتفال بعيد محرم من رأيك الخاص ، لما يتعلق الأمر بمسائل الشرع أمسك عليك لسانك لأنه ليس من تخصصك ، تقول أن الجميع يعلم أن الشريعة ليست لها علاقة مع السياسة ! ! ! و طاماتك في مشاركاتك كثيرة ، ما أردت أن أقوله لك قلته في مشاركاتي السابقة ، أعد قراءتها جيدا لتعرف قدر نفسك ، لما تُعطي لعلمائنا حقهم و تتعلم مبادىء الأصول و الفقه و المصطلح و العقيدة الإسلامية ، تعال بعد ذلك و كلمني ، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
لم أضع الرابط لانه يحتاج إلى تحميل و ياخذ بعض الوقت ، فأحببت الاختصار على إخواني أما المطولات فقد اكتفيت بالرابط ، لأن لن يحملها إلا المهتمون بلمسألة .
و يا أخي الكريم ، هل أجبت أنت عن تساؤلاتي و ما أكثرها ؟ أما عن السياسة الشرعية فدعها للمتخصصين في السياسة الشرعية ، هل تعلم أن السياسة الشرعية تُدرس كمادة في المعاهد و الجامعات الشرعية ، و كُتبت فيها الكثير من رسائل الماجستير و الدكتوراه ؟ يعني تنتقل من موضوع إلى موضوع لتُثبت أن شريعتنا لا تتوافق مع هذا العصر ، يا أخي الكريم السياسة الشرعية و الدساتير لا تتكلم فيها أنت يا من تجهل مصادر التشريع و تُحلل الاحتفال بعيد محرم من رأيك الخاص ، لما يتعلق الأمر بمسائل الشرع أمسك عليك لسانك لأنه ليس من تخصصك ، تقول أن الجميع يعلم أن الشريعة ليست لها علاقة من السياسة ! ! ! و طاماتك في مشاركاتك كثيرة ، ما أردت أن أقوله لك قلته في مشاركاتي السابقة ، أعد قراءتها جيدا لتعرف قدر نفسك ، لما تُعطي لعلمائنا حقهم و تتعلم مبادىء الأصول و الفقه و المصطلح و العقيدة الإسلامية ، تعال بعد ذلك و كلمني ، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
كل ما اقوله هو أن الشريعة لم تفصل في امور السياسة و الحكم . و الأمر متروك لإجتهاد الناس في تبني النظام الذي يناسبهم . و تشريع القوانين التي تنظم مختلف جوانب حياتهم أما انتم فتذهبون لقضايا أخرى كالإباحية و الإلحاد و الجاهلية و تسارعون إلى اتهام غيركم بالكفر . و طريقة تفكيركم الإقصائية شبيهة بمنهج الكنيسة بإتهام مخالفيها بالهرطقة و الكفر و هذا هو الامر الذي ترفضه العلمانية بمعناها الأساسي . أي رفض إحتكار الخطاب الديني و تكفير المخالفين و إعطاء المشروعية للحكام . و أعتذر إن بدر مني ما يسيء إليك اثناء النقاش
~~ أغيلاس ~~
2011-01-21, 20:29
كل ما اقوله هو أن الشريعة لم تفصل في امور السياسة و الحكم . و الأمر متروك لإجتهاد الناس في تبني النظام الذي يناسبهم . و تشريع القوانين التي تنظم مختلف جوانب حياتهم أما انتم فتذهبون لقضايا أخرى كالإباحية و الإلحاد و الجاهلية و تسارعون إلى اتهام غيركم بالكفر . و طريقة تفكيركم الإقصائية شبيهة بمنهج الكنيسة بإتهام مخالفيها بالهرطقة و الكفر و هذا هو الامر الذي ترفضه العلمانية بمعناها الأساسي . أي رفض إحتكار الخطاب الديني و تكفير المخالفين و إعطاء المشروعية للحكام . و أعتذر إن بدر مني ما يسيء إليك اثناء النقاش
لم تقل غير هذا أخي الكريم ، ارجع إلى مشاركاتك و اقرأها جيدا ، و الأمر ليس متروكا لاجتهاد الناس في تبني النظام الذي يناسبهم ، بل هو متروك لاجتهاد العلماء ، علماء أصول الفقه ، العلماء المتخصصين في السياسة الشرعية الذين معهم آداوات الاجتهاد ، و لكي تفهم معنى الاجتهاد و درجاته و شروط المجتهد عليك الرجوع إلى اصول الفقه ، لا توجد شاردة و لا واردة إلا و تحدث عنها علماؤنا علمها من علمها و جهلها من جهلها ، أما عن الآثار الخبيثة للعلمانية فكلها موجودة في مجتمعنا الجزائري ، فقط أخي ، عليك بالقراءة في كتب دينك ، فمن خلال كلامك يظهر أنك لا تعرف شيئا ، و إن طرأت عليك إشكالات فالشيخ فركوس متخصص في أصول الفقه و القانون و ستكون إجاباته تأصيلية ، و أنت لم تسىء إلي أنا بل أسأت إلى دينك و إلى علمائنا الربانيين الذين وصفتهم بأصحاب العمائم ( علماء الخليج و الأزهر و الزيتونة ) ، و في كل الديانات لا يوجد تراث كالتراث الإسلامي ، و تقبل اعتذاري أنا أيضا ، و مشكور على أدبك و أخلاقك الرفيعة ، و لا تنس التفقه في دينك .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
كل ما اقوله هو أن الشريعة لم تفصل في امور السياسة و الحكم . و الأمر متروك لإجتهاد الناس في تبني النظام الذي يناسبهم . و تشريع القوانين التي تنظم مختلف جوانب حياتهم أما انتم فتذهبون لقضايا أخرى كالإباحية و الإلحاد و الجاهلية و تسارعون إلى اتهام غيركم بالكفر . و طريقة تفكيركم الإقصائية شبيهة بمنهج الكنيسة بإتهام مخالفيها بالهرطقة و الكفر و هذا هو الامر الذي ترفضه العلمانية بمعناها الأساسي . أي رفض إحتكار الخطاب الديني و تكفير المخالفين و إعطاء المشروعية للحكام . و أعتذر إن بدر مني ما يسيء إليك اثناء النقاش
وهو كذلك أخي فقد حددت الشريعة الإسلامية الخطوط العريضة وعناوين دولة المسلمين و تركت أمور صياغتها لإجتهادات الأمم المختلفة عبر الزمان والمكان ... فقد شهد التاريخ الإسلامي كل أنواع الدول الإسلامية ... من ممالك إسلامية إلى إمارات إسلامية إلى إمبراطوريات إلى دول الخلافة إلى الجمهوريات الإسلامية مؤخرا ... فالإسلام قد ترك السعة للمسلمين في إختيار طريقة سياسة بلدانهم ... كما عرف التاريخ الإسلامي عدة إجتهادات أضافت للعالم أساليب جديدة في سياسة الدول والكتاب الموسوم الأحكام السلطانية للماوردي أو صلاح الراعي والرعية لإبن تيمية هي بمثابة إجتهادات في الفقه الدستوري لكن طبعا تبقى إجتهادات مهمة لزمانها فالفقه الدستوري والإداري الآن عرف تطورا كبيرا لا يمكن معه الإعتماد على كتب ذلك الزمن بل تبقى مجرد مادة مهمة للباحثين والدارسين في بحثهم عن تاريخية تطور الفكر الدستوري والقانوني
وهو كذلك أخي فقد حددت الشريعة الإسلامية الخطوط العريضة وعناوين دولة المسلمين و تركت أمور صياغتها لإجتهادات الأمم المختلفة عبر الزمان والمكان ... فقد شهد التاريخ الإسلامي كل أنواع الدول الإسلامية ... من ممالك إسلامية إلى إمارات إسلامية إلى إمبراطوريات إلى دول الخلافة إلى الجمهوريات الإسلامية مؤخرا ... فالإسلام قد ترك السعة للمسلمين في إختيار طريقة سياسة بلدانهم ... كما عرف التاريخ الإسلامي عدة إجتهادات أضافت للعالم أساليب جديدة في سياسة الدول والكتاب الموسوم الأحكام السلطانية للماوردي أو صلاح الراعي والرعية لإبن تيمية هي بمثابة إجتهادات في الفقه الدستوري لكن طبعا تبقى إجتهادات مهمة لزمانها فالفقه الدستوري والإداري الآن عرف تطورا كبيرا لا يمكن معه الإعتماد على كتب ذلك الزمن بل تبقى مجرد مادة مهمة للباحثين والدارسين في بحثهم عن تاريخية تطور الفكر الدستوري والقانوني
مداخلة موجزة و مفيدة للغاية . بارك الله فيك أخي
البليدي 88
2011-01-22, 02:45
السلام عليكم و رحمة الله
كما ذكر الاخوة العلمانية نشأت في فترة هيمنة الكنيسة على المجتمع الاوروبي و احتكارها للسلطة و من ولاها. فثارت على الاستبداد و الطغيان البابوي و الاقطاعيين. فهي ليست بالضرورة معادية للدين و أحكامه بل معادية لاحتكار زمرة من الناس للدين و السلطة.
و هذا المشكل لم يكن مطروح عند المسلمين فالدولة كانت دائما مدنية فمنذ القرون الأولى من عهد الأمويين و العباسيين كان الخلفاء و الولاة يسيرون شؤون الأمة و الأئمة و العلماء في منابرهم يرشدون الناس و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر للحكام و المحكومين على حد السواء.
و لكن و بسبب الاستعمار و تقليد الغرب دخل على بلداننا هذا الصراع و هذه الأفكار بدأ من أتا ترك إلى باقي الدول و تبنوا أفكار العلمانية المعادية للدين فعطلوا الأحكام و الحدود الاسلامية. و هذه حقيقة لا يمكن انكارها فأغلب العلمانيين العرب معادين للدين رغم أنه ليس الأصل فيها.
و مقابل هذه الأفكار نشأت تيارات اسلامية مثل الاخوان و باقي الأحزاب الاسلامية التي تستغل الدين و تحتكره بشكل أو بآخر للوصول إلى السلطة . فتجد هذه الأحزاب تلعب دائما على و تر الدين لدغدغة مشاعر الناس و منهم من يصرح علنا أن من خالفه فقد خالف الاسلام و من ليس معهم فهو معاد للدين و من لم ينتخبهم فسيحاسبه الله و مصيره النار. فبالتالي في محاولتهم لصد العلمانيين احتكروا الدين ووظفوه لخدمة السياسة عن قصد أو عن غير قصد.
فالإسلام ليس حكرا على أحد فتسمية هذه الاحزاب اسلامية يعني أن غيرها ليس مسلما و من جهة ثانية تحزب هذه الجماعات مع تبنيهم لإديولوجيات معينة و توجهات دينية محددة يجعل منه تحزبا دينيا و هذا حرام ف الاسلام لكل المسلمين لا يوجد اسلام الاخوان و اسلام الفيس و اسلام حماس و هكذا بل لا يود اسلام جزائري و اسلام سعودي و مصري...... و يحق لكل داعية مهما كان بلده ان يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر فمثلا اباحة الخمر في الجزائر هي قضية كل الأئمة و الدعاة و ليست حكرا على أحد.
و تيار ثالث يعارض الاثنين, يعارض العلمانيين و يعارض الأحزاب الاسلامية و يحرم التحزب و هم الحنابلة الجدد أو ما يسمون أنفسهم السلفية فعندهم
الأحزاب حرام
الديموقراطية حرام
الانتخابات حرام
المظاهرات حرام
الخروج على الحاكم حرام ( إلا طائفة التكفريين الذين لايختلفون عن الخوارج إن لم يكونوا أسوأ منهم)
فبالتالي لا مزحزح لآل سعود إلا رب العالمين و الدعوات ( و إن كنت أرى أن السعودية أفضل من غيرها من الدول العربية) فما سبل التغيير الله أعلم. طبعا الدعوة و الدعاء و انتظار الفرج من السماء.
فأرى أن الحل الأمثل هو فصل الأحزاب عن الدين . أي نظام ديموقراطي ( أو نظام شورى إن شأتم)
بأحزاب مدنية تصب كل اهتمامها على المشاكل الواقعية للناس و اهتماماتهم و التنافس بينهم ببرامج تنموية و اقتصادية و .. .
و ترك الجانب الدعوي للأئمة و العلماء الذين من واجبهم تنظيم أنفسهم في إيطار دعوي بعيدا عن السياسة للمطالبة بتطبيق الحدود و الأحكام الاسلامية .
و الله أعلم
جواهر الجزائرية
2011-01-22, 09:46
[يكون المسلم علماني ؟ , مستحيل وكأني بك تسأل : هل يجوز أكل لحم الخنزير إذا استنزفت دمائه حسب الشريعة الإسلامية ؟ الجواب : قطعاً لا .أن يكون المسلم علماني ؟ , مستحيل وكأني بك تسأل : هل يجوز أكل لحم الخنزير إذا استنزفت دمائه حسب الشريعة الإسلامية ؟ الجواب : قطعاً لا .فقولك ((( علماني مسلم ))) , كقولك ((( خنزير مستنزف الدماء حسب الشريعة الإسلامية )))هم (( مسيحيين صليبيين )) يمارسون عقيدة ( التقية ) كي يسبوا الاسلام من وراء ستار , لحماية أبناء عقيدتهم المسيحية الصليبية فلم أجد عندهم تلك البذاءة والحقارة والحقد , إنها صفات الصليبية المسيحية الفاجرة , فلا تعاملوهم كمسلمين ضالين , هم صليبيين مسيحيين العلماني هو الذي يؤمن بالعلم وانه لا وجود للخالق وان هذا الكون خلق بالصدفةهل يجوز ان نسمي انسان بانه ( مسلم مسيحي )لاكذالك لا يجوز ( مسلم علماني )لان العلمانية دين من الاديان الارضية الاديان الوضعية من صنع الانسان العلمانية لها حاخمات ومذاهب ومعبود عبارة عن صنم ولا يعرف ذلك من دخل هذا الدين الا بعد ان يغرق فيه حتى النخاع انه يعبد وثن ان العلمانية دعوة إلى إقامة الحياة على أسس العلم الوضعي والعقل بعيدا عن الدين الذي يتم فصلة عن الدولة وحياة المجتمع وحبسة في ضمير الفرد ولا يصرح بالتعبير عنة الا في أضيق الحدود . وعلى ذلك فأن الذي يؤمن بالعلمانية بديلا عن الدين ولا يقبل تحكيم* الشرعية الإسلامية .في كل جوانب الحياة ولا يحرم ما حرم الله يعتبر مرتدا ولا ينتمي الى الإسلام . والواجب اقامة الحجة علية حتى واستتابتة حتى يدخل في حضيرة الإسلام والا جرت علية أحكام المرتدين المارقين في الحياة وبعد الوفاة . [/b][/color]
بس يا بحر
2011-01-22, 11:57
صدقت ليس مسلم أبدا ولا ينتمي الى أي أديان ، أنه يؤمن بأن الكون خلق من الصدفه
ولا يؤمنون بالله كل كلامهم محض إفتراء ، فكيف يؤمن بالله وهو يجحد بتطبيق حدود الله
كيف يفصل الدين عن الدوله ما يفعلها إلا كافر ملحد ، الإسلام هو من فتح الدول وليس العكس
مالهم كيف يحكمون أم على قلوب أقفالها ............أموات وربي أموات
والحريه المطلقه هذه الخرافه التي لا أعرف من أين أبتدعوها
تعرفين أخيتي كان بالسابق الناس تذهب الى المحاكم لتتخاصم
مثلا الزوج يقر بخيانة زوجته ويريد معاقبتها فيحكمون عليها
أما اليوم إذا أشتكى الزوج ...قالوا اخسأ هذه حريه شخصيه
لا يستطيع أن يتحكم ببناته ولا زوجته وتسلب منه الكرامه سلب
في السابق كانوا يضعون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليحمي الشارع من الرذيله
اليوم العكس يضعون الشرطه في المنتزهات لتحمي الرذيله
فإن أستنكر الإنسان شي ما حرام قالوا له أخسأ هذه حرية شخصيه..
وليس هذا الأمر فقط.. الحجاب منعوه..طردوا النساء من الجامعات لارتداءهم الحجاب
أين الحريه التي يدعونها..أليس الحجاب من الحريه
لما يحللون الحرام ويحرمون الحلال
لما يرفضون الحجاب
تعرفين لما
لانهم مثل قوم لوط
حين قال قوم لوط ((أخرجوا أل لوط من قريتكم أنهم أناس يتطهرون ))
فهم يعرفون أنهم في وحل الرذيله كيف يعيشون مع ناس يتطهرون من الرذيله..
هم أموات القلوب والعقول هم لا شرع لهم ولا دين ولا ذمه ولا ضمير.
[يكون المسلم علماني ؟ , مستحيل وكأني بك تسأل : هل يجوز أكل لحم الخنزير إذا استنزفت دمائه حسب الشريعة الإسلامية ؟ الجواب : قطعاً لا .أن يكون المسلم علماني ؟ , مستحيل وكأني بك تسأل : هل يجوز أكل لحم الخنزير إذا استنزفت دمائه حسب الشريعة الإسلامية ؟ الجواب : قطعاً لا .فقولك ((( علماني مسلم ))) , كقولك ((( خنزير مستنزف الدماء حسب الشريعة الإسلامية )))هم (( مسيحيين صليبيين )) يمارسون عقيدة ( التقية ) كي يسبوا الاسلام من وراء ستار , لحماية أبناء عقيدتهم المسيحية الصليبية فلم أجد عندهم تلك البذاءة والحقارة والحقد , إنها صفات الصليبية المسيحية الفاجرة , فلا تعاملوهم كمسلمين ضالين , هم صليبيين مسيحيين العلماني هو الذي يؤمن بالعلم وانه لا وجود للخالق وان هذا الكون خلق بالصدفةهل يجوز ان نسمي انسان بانه ( مسلم مسيحي )لاكذالك لا يجوز ( مسلم علماني )لان العلمانية دين من الاديان الارضية الاديان الوضعية من صنع الانسان العلمانية لها حاخمات ومذاهب ومعبود عبارة عن صنم ولا يعرف ذلك من دخل هذا الدين الا بعد ان يغرق فيه حتى النخاع انه يعبد وثن ان العلمانية دعوة إلى إقامة الحياة على أسس العلم الوضعي والعقل بعيدا عن الدين الذي يتم فصلة عن الدولة وحياة المجتمع وحبسة في ضمير الفرد ولا يصرح بالتعبير عنة الا في أضيق الحدود . وعلى ذلك فأن الذي يؤمن بالعلمانية بديلا عن الدين ولا يقبل تحكيم* الشرعية الإسلامية .في كل جوانب الحياة ولا يحرم ما حرم الله يعتبر مرتدا ولا ينتمي الى الإسلام . والواجب اقامة الحجة علية حتى واستتابتة حتى يدخل في حضيرة الإسلام والا جرت علية أحكام المرتدين المارقين في الحياة وبعد الوفاة . [/b][/color]
يا نسر الأمل أنت خلطت كثيرا في المفاهيم ... لا تعتقد أن العلمانية هي الإلحاد نفسه ... أو بالضرورة العلمانية هي كفر .. فالعلمانية هي نظام سياسي يمكن أن يقترن بنظام لا ديني مثلما هو الحال في الصين أو الإتحاد السوفياتي سابقا حيث إقترنت العلمانية بالأنظمة الشيوعية اللادينية .. أو المثال الفرنسي أيضا الذي يمارس علمانية متطرفة ... ولكن يمكن أن تقترن العلمانية بأحزاب دينية كما هو الحال الآن في ألمانيا بوصول الحزب المسيحي للحكم .. أو حتى تقترن بحكومة إسلامية كما هو الحال في تركيا اليوم بوصول حزب العدالة والتنمية الإسلامي للحكم رغم أن تركيا تطبق علمانية متشددة إستنسختها من التجربة الفرنسية .. فالأتراك كما تلاحظ علمانيون مسلمون و فيهم حتى علمانيون إسلاميون على غرار حزب العدالة والتنمية .. أما قولك أن العلمانية يستعملها الغرب كتقية لسب المسلمين فهذا خطأ كبير لأن اهم مبادئ وركيزة العلمانية هي إحترام الآخر المختلف مهما كانت عقيدته فأن يسب أو يشتم أو يهين مسيحي مثلا المسلمين في أوروبا أو فرنسا مثلا يحاكم بتهمة عدم إحترام قوانين الجمهورية ومبادئ العلمانية كما حصل مؤخرا مع الزعيم اليميني المتطرف جون ماري لوبان
نظام الفوضى
2011-01-22, 12:03
العلمانية : تدعوا الى فصل الدين عن الدولة
وهذا يتنافى مع القانون الإسلامي
جواهر الجزائرية
2011-01-22, 12:11
يا نسر الأمل أنت خلطت كثيرا في المفاهيم ... لا تعتقد أن العلمانية هي الإلحاد نفسه ... أو بالضرورة العلمانية هي كفر .. فالعلمانية هي نظام سياسي يمكن أن يقترن بنظام لا ديني مثلما هو الحال في الصين أو الإتحاد السوفياتي سابقا حيث إقترنت العلمانية بالأنظمة الشيوعية اللادينية .. أو المثال الفرنسي أيضا الذي يمارس علمانية متطرفة ... ولكن يمكن أن تقترن العلمانية بأحزاب دينية كما هو الحال الآن في ألمانيا بوصول الحزب المسيحي للحكم .. أو حتى تقترن بحكومة إسلامية كما هو الحال في تركيا اليوم بوصول حزب العدالة والتنمية الإسلامي للحكم رغم أن تركيا تطبق علمانية متشددة إستنسختها من التجربة الفرنسية .. فالأتراك كما تلاحظ علمانيون مسلمون و فيهم حتى علمانيون إسلاميون على غرار حزب العدالة والتنمية .. أما قولك أن العلمانية يستعملها الغرب كتقية لسب المسلمين فهذا خطأ كبير لأن اهم مبادئ وركيزة العلمانية هي إحترام الآخر المختلف مهما كانت عقيدته فأن يسب أو يشتم أو يهين مسيحي مثلا المسلمين في أوروبا أو فرنسا مثلا يحاكم بتهمة عدم إحترام قوانين الجمهورية ومبادئ العلمانية كما حصل مؤخرا مع الزعيم اليميني المتطرف جون ماري لوبان
قال عزوجل
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [ التوبة الآية 23]
أظن أن فض الخلاف يبدأ من أن الدين حكم وثقافة وليس مجرد ثقافة وذلك من قوله تعالى :"الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوُا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوْا عن المنكر..41الحج" وقوله"ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون،44المائدة،
وسلطان الدولة هو أعلى صور التمكين في الأرض فإن لم تكن بما أنزل الله من شريعة فهو ببساطة غير صالح سواءاً حفظ الحريات الشخصية أم لم يحفظها.
وأما الذي يدافع عن العلمنة بأنها مجرد فصل الدين عن الدولة وسياستها فليعلم أن هذه هي الطامة لأن الناس على دين ملوكهم شاؤوا أم أبوا ،
والموالمدافع عنها بقوله أن لا علاقة لها بالالحاد فليعلم أنها بوابته الكبرى لأن ليس في هذا العالم خيار ثالث: فإما اتباع ما أنزل الله تعالى وإما اتباع خلافه وهم دركات .
العلمانيه تتعارض مع الدين الاسلامي الحنيف
(قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
منع النقاب في الدول العلمانيه الكبري اضهاد
منع المآذن في الدول العلمانيه الكبري اضهاد
منع دخول المحجبات الجامعات في تركيا الذي اصدر ها القانون العلمانين اضهاد للمسلمين
الرسومات المسيئة
وصف المجاهدين المقاومين بالارهابين مع انهم بيقولوا من حق الشعوب المحتله ان هي تدافع عن نفسها
العلمانية لاتصلح الا في بلد شعبها لايريد الاحكام السماوية .......
صعب ان تفرض على المجتمع الامريكي الحكم الديني ....وصعب ان تفرض على المجتمع الاسلامي المحافظ الحكم بالعلمانية
لذلك لانرى اشخاص محافظين يطالبون بالحكم العلماني ...وبنفس الوقت لانرى اشخاص منسلخين من الدين (كما يدعون انفسهم متفتحين!!) بالحكم الديني
باختصار شديد جدا جدا
العلمانيه فصل الدين عن الحكم ( السياسة )
وفي اعتقادهم ان القران لايصلح لهذا الزمان ( لانه يحد من التطور )
انا اقول خذوا علمانيتكم لكم وسنرى لاي مستوى ستقذف بكم
ودعوني للكتاب والسنه ( الرجعيه والمتاخرة على حسب ادعاهم )
وسنرى من سيفوز
قال تعالى ( فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز ) اللهم اني اسالك الفوز في الدنيا والاخرة
حتى الآن كان أسلوبي ليس متشددا والحلم والحوار اسلوبي
روح القلم
2011-01-22, 14:06
السلام عليكم
أخي طارق أعتقد رجال الدين المسيحيين كان لديهم حب السلطة أكثر من أي شيء و و جد المفتاح لذلك في الدين ، حيث نرى أنهم كان أكثر ثراء وسلطة و نفوذ و كل هذا بفضل السياسة الاقطاعية و الاستبدادية التي كانوا يمارسونها ضد الشعب و حتى وصولهم إلى التحكم في الافكار كل شخص و هذا الذي جعل الثورة ضدها
أخي طارق ربما نتفق في أن كون العلمانية قد أتت لتقلص تدخل الكنيسة في جميع المجالات ... و لأن ما اقترفته الكنسية في حق الشعب آنذاك كان عنصرية وإستبداد تعصب [خوفا من الخروج على طاعتها ] و قامت بحصر جل المفاهيم في البنود التي ينص عليها القساوسة و رجال الدين ، و المشكلة أن مميزات هاته المفاهيم هي [مغلوطة] و مخالفة للواقع و هذا ما دعى إلى ظهور المصلحين المتمثلة في النظام العلماني لأمرين هو أولا [تحكيم العقل في تفسير] لجميع الظواهر بمعنى الاعتماد على التفسيرات العلمية و الابتعاد عن التفاسير التي يأتي بها رجال الدين على أساس مستمدة من الدين هذا في حد ذاته يمثل [إنفصال عن الكنيسة ]التي تمثل الدين
ثاني شيء [حرية المعتقد ]، بعنى أنت حر في إعتقادك أن الارض مسطحة أو كروية ... و الغير من الأمور الاخرى ...
le fugitif
2011-01-22, 23:37
شكرا لمروركم وتفاعلكم وابداء رايكم
http://www.moveed.com/data/thumbnails/21/20.gif
روح القلم
2011-01-23, 18:56
السلام عليكم
ربما في المرة الفارطة قد إنقطعت عني الفكرة و التي كنت أود التكلم فيها من جانب الدين الاسلامي و كما ذكر أحد الأخوة هنا بأن هناك بعض العلماء الذين قد قاموا بتحريم بعض الامور كـ الديموقراطية و الانتخابات و التحزب الى غير ذلك لكن كان من المفترض أن يبين الاسباب لمقاطعت و تحريم كل هاته الأمور ... لكن السؤال الذي يجب طرحه هو هل هاته الامور إذا قاطعناها سوف تضر بنا ؟؟ و هل يجب إستدعاء العلمانية كي تنجينا من الضرر إذا حدث و أن قاطعنا كل هاته الأمور ؟؟
المشكلة ان العلمانية هي تنادي بالحرية لكنها في نفس الوقت تمنعها و هنا يوجد تناقض
بمعنى أنها تدعوك لإعتقاد أي شيء و لكن كل الحرية في التصرف لكن هي في نفس الوقت تتحكم في معتقدك و مثل هذا مسألة الحجاب .... أو ممارست الشعائر الدينية في أي مكان ....
ربما ذكرني هذا الموضوع بحادثة قد حدثت لأحد أساتذتي حين كان في احد المؤتمرات حيث كان يلقي محاضرة على الحاضرين و إذ به قد بدأ بقول [ بسم الله الرحمان الرحيم ] حيث أمتعض البعض من قوله هذا و وصفه بأنه غير أكاديمي و كان يجب عليه أن يكون حياديا و أن لا يخلط بين الأمور و كمعلومة مهمة أن المؤتمر كان في دولة [عربية ] ....
لا أدري ألهذا الحد أصبحوا يريدون تشبيه الاسلام الدين المحفوظ بأديان أخرى محرفة ؟؟
fahams22
2011-01-23, 20:32
العلمانية بمعناها الواسع هي رفض الكهنوت و سلطة رجال الدين و هي الوقوف ضد احتكار الخطاب الديني من طرف السلطة السياسية او من طرف فئة معينة من اجل مصالح فئوية ضيقة . فالتوظيف السياسي للدين و احتكار الحقيقة الدينية باب من أبواب الاستبداد و لهذا لم يوجد في الإسلام كهنوت يحتكر سلطة فهم الدين و يفرضه على الغير بالقوة . و لهذا السبب لم يعرف الإسلام محاكم التفتيش كالتي عرفتها الكنيسة . و العلمانية من الناحية التاريخية هي ثورة ضد استبداد الكنيسة الكاثوليكية و تحالفها مع الإقطاع في اوروبا أما في عالمنا الإسلامي فالعلمانية دخلت علينا بصورة مشوهة عبر الأحزاب القومية بدء بحزب اتاتورك و التي كانت احزاب قمعية و معادية للدين ذاته . و لهذا اعتقد ان العلمانية لا تتنافى مع الإسلام عقيدة و شريعة . لان العلمانية المعادية للدين عند بعض العلمانيين المتطرفيين هي انحراف عن مفهوم العلمانية الأصلية و هي إسقاط للعلاقة المتعارضة بين الدين و العلم و بين الدين و الحريات في الغرب على الواقع الإسلامي . و إذا كان الدين عندنا لا يتعارض مع العلم و لا يتعارض مع الحرية و الديموقراطية فليس علينا ان نخاف من العلمانية . لكن التطرف الديني من جهة و الذي لا يمثل الدين الصحيح و التطرف العلماني اللاديموقراطي هو الذي يخلق انطباعا بتعارض العلمانية و الدين . و واجبنا اليوم هو التخلص من كل أشكال التطرف الديني و العلماني .
يعني العلمانية في العالم الاسلامي وحسب رايك تكون على شاكلة ان الدولة الاسلامية هي دولة مدنية وليست دولة دينية ؟؟ .... او يمعنى اخر أن الدولة الاسلامية و الدولة العلمانية هما وجهان لعملة واحدة لتطابقهما في رفض استغلال الدين لتحقيق مكاسب ومصالح والدين بريئ منهم ؟؟؟
ولو قلنا ان الاسلام هو دين وشريعة ....اي دين فيه عبادات وواجبات على المسلم وشريعة تحتوى على احكام تضمن العدل وتقيم حدود الله في الارض يستوجب فرضا تطبيقها .... لو قلنا هكذا انكون مخطئين واننا جهال ( حسب رايك بالطبع) ؟؟او بمعنى اخر ان الاحكام الواردة في الكتاب والسنة لا تصلح لان تنظم حياتنا في العصر الحالي ..... و ان الاسلام هو صالح للعبادة من صلاة وصوم وحج ونترك شؤون السياسة والتنظيم والعدل وغيرها لعقولنا وماجادت به الثورة الفرنسية ؟؟؟
اذا تحدثنا عن اي نظام فلابد لنا من نخضعه الى الواقع التطبيقي ونرى ما فيه ...... والعلمانية الان تقضي بان تكون وفق الرؤى الغربية وخصوصا الامريكية ..... فكيف نسعى الى تطبيق العلمانية الاصلية (كما سميتها انت) في ظل هذه الظروف ؟؟؟
fahams22
2011-01-23, 20:39
السلام عليكم
ربما في المرة الفارطة قد إنقطعت عني الفكرة و التي كنت أود التكلم فيها من جانب الدين الاسلامي و كما ذكر أحد الأخوة هنا بأن هناك بعض العلماء الذين قد قاموا بتحريم بعض الامور كـ الديموقراطية و الانتخابات و التحزب الى غير ذلك لكن كان من المفترض أن يبين الاسباب لمقاطعت و تحريم كل هاته الأمور ... لكن السؤال الذي يجب طرحه هو هل هاته الامور إذا قاطعناها سوف تضر بنا ؟؟ و هل يجب إستدعاء العلمانية كي تنجينا من الضرر إذا حدث و أن قاطعنا كل هاته الأمور ؟؟
المشكلة ان العلمانية هي تنادي بالحرية لكنها في نفس الوقت تمنعها و هنا يوجد تناقض
بمعنى أنها تدعوك لإعتقاد أي شيء و لكن كل الحرية في التصرف لكن هي في نفس الوقت تتحكم في معتقدك و مثل هذا مسألة الحجاب .... أو ممارست الشعائر الدينية في أي مكان ....
ربما ذكرني هذا الموضوع بحادثة قد حدثت لأحد أساتذتي حين كان في احد المؤتمرات حيث كان يلقي محاضرة على الحاضرين و إذ به قد بدأ بقول [ بسم الله الرحمان الرحيم ] حيث أمتعض البعض من قوله هذا و وصفه بأنه غير أكاديمي و كان يجب عليه أن يكون حياديا و أن لا يخلط بين الأمور و كمعلومة مهمة أن المؤتمر كان في دولة [عربية ] ....
لا أدري ألهذا الحد أصبحوا يريدون تشبيه الاسلام الدين المحفوظ بأديان أخرى محرفة ؟؟
اود التعقيب والتوضيح في نقطة نظام مختصرة :
1/ الديمقراطية تعني حكم الشعب ...... اما في الدولة الاسلامية الحكم لله والسلطة للشعب ...... ويمثال يتضح الاشكال : في الديمقراطية لو اختار الشعب أن يغيره دينه فهذا يعد قمة الديمقراطية اما في الشرع الاسلامي فهذا يعد ردة وخروج عن الاسلام
2/ العلمانية اليوم تطبيقها يختلف عن مبادئها التي اتت بها الثورة الفرنسية ...... ففيها استغلال مزودج يخدم السياسة والمصالح لا اكثر .
شكرا
روح القلم
2011-01-23, 20:39
لو نظرنا الى واقع العلمانية في المجتمعات الاسلامية فكيف سيكون حكمها ( حسب رايك بالطبع) ؟؟
أهلا عمي ... هذا هو السؤال الذي أريد له إجابة ......... لكن بصيغة اخرى
كيف يمكن تطبيق العلمانية في المجتمع الأسلامي ؟؟
fahams22
2011-01-23, 20:50
لو نظرنا الى واقع العلمانية في المجتمعات الاسلامية فكيف سيكون حكمها ( حسب رايك بالطبع) ؟؟
أهلا عمي ... هذا هو السؤال الذي أريد له إجابة ......... لكن بصيغة اخرى
كيف يمكن تطبيق العلمانية في المجتمع الأسلامي ؟؟
شكرا على مداخلتك ........... ولكني ارى ان السؤالين مختلفين :1: :1:
وبعد ايجابة سريس ساقول لك لماذا هما مختلفين في المحتوى ؟؟؟
روح القلم
2011-01-23, 20:59
شكرا على مداخلتك ........... ولكني ارى ان السؤالين مختلفين :1: :1:
وبعد ايجابة سريس ساقول لك لماذا هما مختلفين في المحتوى ؟؟؟
ربما يكون سؤالي هو البداية لعملية تطبيق العلمانية على المجتمع و سؤالك سوف يأتي لنا بالنتيجة على هاته العملية ......
بس يا بحر
2011-01-23, 21:17
أنا أنصح العلمانيين والملاحده أن يسمعوا كلام الدكتور محمد العوضي
في الرد على تسائلاتهم الإلحادية ، ماشاء الله له علم واسع في هذا الأمر..
وعلى فكره أنا أول مره أعرف أن نظرية داروين أنتهت وألغيت من مدارس الغرب
عند اكتشافهم الجينات بـ 1999 ..مؤسف ومضحك هذا الأمر ( أمر المناقشة )
بس يا بحر
2011-01-23, 21:19
قلنا لهم من قبل النظريات متغيره
القرآن وحده الثابت
إن شاء الله أنهم يستوعبون هذا الأمر المخجل
عندما يكفرون بكلام الله ويصدقون داروين
البليدي 88
2011-01-24, 00:26
السلام عليكم
هل تحريم الديموقراطية و الانتخابات و التحزب و المظاهرات سوف تضر بنا ؟؟
كنت أجبت في مداخلتي عن هذا السؤال بسؤال آخر. ما هي سبل التغيير ؟
نحن لا نعيش في دولة الخلافة فما السبيل للتغيير . الدعوة و المراسلة . هل تظنون حقا أن الحكام العرب تنفع معهم المراسلة ؟
و نحن أيضا لا نعيش في القرون الأولى للهجرة لما كان أهل المدينة هم أصحاب الحل و العقد.
فكيف نختار حكامنا؟
كيف نختار الولاة و المسؤولين ؟
كيف نقيم الشورى ؟
من هم أهل الشورى ؟
كيف نختارهم؟
و إذا اختلفنا في اختيارهم ما الحل ؟
و إذا اختلف أهل الشورى في مسألة من مسائل دنيانا ما السبيل لاختيار أحد الآراء ؟
و .................... و..................
الديموقراطية و الانتخابات آلية و وسيلة لحل كل هذه المشاكل
و ليست بالضرورة رزمة كما يقول بعضهم من العلمانيين المتطرفين يجب أخذها كلها أو تركها كلها.
فأهم ما رأيت من مدخلات تخلط بين العلمانية و الانحلال الخلقي. بدعوى أن العلمانية تدعوا للحرية المطلقة. لا وجود لشيء إسمه حرية مطلقة فلا أحد يقول مثلا أنا حر فبإمكاني قتل فلان لأنه لا يعجبني . أو أنا حر فلن أتوقف في إشارة المرور قف.
فكل الناس تتفق أن للحريات حدود و لكن تختلف في هذه الحدود حسب مجتمعاتهم و ثقافتهم و ديانتهم و نحن كمسلمين أخلاقنا مستمدة من ديننا الحنيف
.
و القول بأن العلمانية تمنع الحجاب و الممارسات الدينية غير صحيح . فهذا تطرف كما في كل شيء اعتدال و تطرف و في أوروبا الأصوات المنادية بهذه العنصرية حديثة بسبب الارهاب. و فرنسا كما قال الإخوة تتبنى علمانية متشددة عكس بريطانيا مثلا . و تركيا اليوم مازالت علمانية و رغم ذلك تدافع عن الحجاب و بدأت تصحح في أخطاء المتطرفين قبلها. و الدول العربية أغلبها علمانية حتى و إن كانت لا تصرح بذلك فهل الجزائر تمنع الحجاب و الممارسات الدينية.
و الحريات التي تتبناها العلمانية هي حرية الفكر و حرية المعتقد و هما مكفولان في الاسلام.
و كما قال الأخ سيروس
" التطرف الديني من جهة و الذي لا يمثل الدين الصحيح و التطرف العلماني اللاديموقراطي هو الذي يخلق انطباعا بتعارض العلمانية و الدين. و واجبنا اليوم هو التخلص من كل أشكال التطرف الديني و العلماني."
يعني العلمانية في العالم الاسلامي وحسب رايك تكون على شاكلة ان الدولة الاسلامية هي دولة مدنية وليست دولة دينية ؟؟ .... او يمعنى اخر أن الدولة الاسلامية و الدولة العلمانية هما وجهان لعملة واحدة لتطابقهما في رفض استغلال الدين لتحقيق مكاسب ومصالح والدين بريئ منهم ؟؟؟
ولو قلنا ان الاسلام هو دين وشريعة ....اي دين فيه عبادات وواجبات على المسلم وشريعة تحتوى على احكام تضمن العدل وتقيم حدود الله في الارض يستوجب فرضا تطبيقها .... لو قلنا هكذا انكون مخطئين واننا جهال ( حسب رايك بالطبع) ؟؟او بمعنى اخر ان الاحكام الواردة في الكتاب والسنة لا تصلح لان تنظم حياتنا في العصر الحالي ..... و ان الاسلام هو صالح للعبادة من صلاة وصوم وحج ونترك شؤون السياسة والتنظيم والعدل وغيرها لعقولنا وماجادت به الثورة الفرنسية ؟؟؟
اذا تحدثنا عن اي نظام فلابد لنا من نخضعه الى الواقع التطبيقي ونرى ما فيه ...... والعلمانية الان تقضي بان تكون وفق الرؤى الغربية وخصوصا الامريكية ..... فكيف نسعى الى تطبيق العلمانية الاصلية (كما سميتها انت) في ظل هذه الظروف ؟؟؟
كنت قد اجبت عن سؤال كهذا في موضوع اخر اقتبس بعضا منه للإجابة على سؤالك
- بخصوص كيفية تعيين الحاكم أرجو أن تتفضل و تعطينا النصوص الشرعية من القرآن و السنة التي تحدد تفاصيل تعيين الحكام و عزلهم و غير ذلك من ضرورات تسييرالدولة . واستشهادك (الرد كان على شخص أخر) بتعيين الخلفاء هو دليل عليك لأن خلافة ابو بكر كانت من اقتراح عمر و لان ابو بكر أوصى لعمر و عمر حصر الشورى في الستة و هذه كلها اجتهادات نظرا لغياب نص واضح يحدد كيفية تعيين الخليفة أو الحاكم و ليست نصوصا تشريعية. و ماعدا تقرير مبدأ الشورى لم يقدم لنا الإسلام آليات محددة للشورى و لا فصل لنا في تقسيم السلطات و لا في عدد أصحاب الشورى و هل تحصر في عدد معين او أنها تشمل كل البالغين و لم يحدد للدخول في الشورى شروطا بعينها ولا هل تكون في اهل المدينة فقط كما حدثفي زمن الخلفاء الراشدين إلى غير ذلك من التفاصيل . اما اجتهادات الفقهاء المتأخرين حول السياسة الشرعية فقد كانت في معظمها مجرد إضفاء للمشروعية على الحكم الاستبدادي الوراثي . كحصر الخلافة في قريش زمن الامويين والعباسسين و اجازة صحة الخلافة ببيعة شخصين قياسا على عقد الزواج كما افتى بذلك الماوردي في كتابه الاحكام السلطانية . وتقسيم الدولة إلى امارات أو ولايات او دوائر و مقاطعات و بلديات ليست قضية دينية بل هي تقسيمات وضعية قابلة للتغير و التعديل . .
5- بخصوص القوانين الوضعية : معظم القوانين اليوم تتعلق بتفاصيل الفضاء العمومي و هي من امور الإجتهاد البشري أي انها وضعية , فلايمكن الحديث عن قانون وظيفة عمومية اسلامي و لا عن قانون المرور الإسلامي و لا عن قانون إداري إسلامي . و في مجال العقوبات الإسلام قدم لنا تشريعات تعد على الأصابع وترك لنا حرية وضع قوانين وضعية بخصوص مختلف التجاوزات و المخالفات . فلا يمكن اننضع عقوبات حول المخالفات المرورية أو حول الجرائم الإلكترونية او التهرب من الضرائب او البناء بدون رخصة و نقول عنها قوانين اسلامية .
و المتأمل لهذا يدرك الحكمةالكبيرة في عدم التفصيل في نظام الحكم و في التشريع لأن ذلك يجعل من المجتمعات الإسلامية اكثر مرونة و مواكبة للعصر لكن للأسف تقف التيارات السلفية ضد أي تطورتشريعي و قانوني و سياسي بفرض اجتهادات القرون الوسطى و إصباغ القداسة عليها . وعادة ما يستشهد الإسلاميون بقوله تعالى ( و من لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون) و ينزلون الآية غير محلها و مثال على ذلك رفضهم للدساتير الوضعية حتى ولو لم تخالف الإسلام بدعوى ان القرآن هو الدستور رغم ان القرآن لا يحوي تفاصيل حول كيفية إدارة الدولة يمكننا ان نعتمدها كبديل على الدساتير الوضعية . و هكذايعودون بنا لاجتهادات القرون الماضية حول البيعة و السمع و الطاعة بحيث لا يوجد فصل بين السلطات و لا توجد انظمة رقابة على المسؤولين و تسود الانظمة الوراثية.
بإختصار, الإسلام لا يتعامل معنا كقصر لذلك لم يشرع لنا حول كل الأمور بل قدم لنا الخطوط العريضة فقط و ترك لنا إمكانية تشريع قوانين تنظم الحياة السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية فهو يدعو للتفكير و الإجتهاد في أيجاد الحلول أي يدعو للإقامة القوانين الوضعية لأن هذا من متطلبات الإستخلاف في الارض
بخصوص الديموقراطية فهي و الشورى شيء واحد . لان الديموقراطية على عكس ما يروج له كهنة الإستبداد عندنا ليست ضد حكم الله بل هي حكم الشعب ضد حكم الفرد أي أنها نقيض الإستبداد . و الشورى ليست إستشارة كما أراد البعض تحريف معناه فهي ملزمة و ليست معلمة . لأن "أمرهم شورى بينهم" أي أن اتخاذ القرار لا يكون لفرد واحد يستشير ثم يقرر ما يشاء بل تخضع لحكم الأغلبية حسب نظام الشورى الذي يرتضيه المسلمون لأنفسهم .
fahams22
2011-01-24, 17:29
كنت قد اجبت عن سؤال كهذا في موضوع اخر اقتبس بعضا منه للإجابة على سؤالك
- بخصوص كيفية تعيين الحاكم أرجو أن تتفضل و تعطينا النصوص الشرعية من القرآن و السنة التي تحدد تفاصيل تعيين الحكام و عزلهم و غير ذلك من ضرورات تسييرالدولة . واستشهادك (الرد كان على شخص أخر) بتعيين الخلفاء هو دليل عليك لأن خلافة ابو بكر كانت من اقتراح عمر و لان ابو بكر أوصى لعمر و عمر حصر الشورى في الستة و هذه كلها اجتهادات نظرا لغياب نص واضح يحدد كيفية تعيين الخليفة أو الحاكم و ليست نصوصا تشريعية. و ماعدا تقرير مبدأ الشورى لم يقدم لنا الإسلام آليات محددة للشورى و لا فصل لنا في تقسيم السلطات و لا في عدد أصحاب الشورى و هل تحصر في عدد معين او أنها تشمل كل البالغين و لم يحدد للدخول في الشورى شروطا بعينها ولا هل تكون في اهل المدينة فقط كما حدثفي زمن الخلفاء الراشدين إلى غير ذلك من التفاصيل . اما اجتهادات الفقهاء المتأخرين حول السياسة الشرعية فقد كانت في معظمها مجرد إضفاء للمشروعية على الحكم الاستبدادي الوراثي . كحصر الخلافة في قريش زمن الامويين والعباسسين و اجازة صحة الخلافة ببيعة شخصين قياسا على عقد الزواج كما افتى بذلك الماوردي في كتابه الاحكام السلطانية . وتقسيم الدولة إلى امارات أو ولايات او دوائر و مقاطعات و بلديات ليست قضية دينية بل هي تقسيمات وضعية قابلة للتغير و التعديل . .
5- بخصوص القوانين الوضعية : معظم القوانين اليوم تتعلق بتفاصيل الفضاء العمومي و هي من امور الإجتهاد البشري أي انها وضعية , فلايمكن الحديث عن قانون وظيفة عمومية اسلامي و لا عن قانون المرور الإسلامي و لا عن قانون إداري إسلامي . و في مجال العقوبات الإسلام قدم لنا تشريعات تعد على الأصابع وترك لنا حرية وضع قوانين وضعية بخصوص مختلف التجاوزات و المخالفات . فلا يمكن اننضع عقوبات حول المخالفات المرورية أو حول الجرائم الإلكترونية او التهرب من الضرائب او البناء بدون رخصة و نقول عنها قوانين اسلامية .
و المتأمل لهذا يدرك الحكمةالكبيرة في عدم التفصيل في نظام الحكم و في التشريع لأن ذلك يجعل من المجتمعات الإسلامية اكثر مرونة و مواكبة للعصر لكن للأسف تقف التيارات السلفية ضد أي تطورتشريعي و قانوني و سياسي بفرض اجتهادات القرون الوسطى و إصباغ القداسة عليها . وعادة ما يستشهد الإسلاميون بقوله تعالى ( و من لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم ]القوم [/u]الكافرون) و ينزلون الآية غير محلها و مثال على ذلك رفضهم للدساتير الوضعية حتى ولو لم تخالف الإسلام بدعوى ان القرآن هو الدستور رغم ان القرآن لا يحوي تفاصيل حول كيفية إدارة الدولة يمكننا ان نعتمدها كبديل على الدساتير الوضعية . و هكذايعودون بنا لاجتهادات القرون الماضية حول البيعة و السمع و الطاعة بحيث لا يوجد فصل بين السلطات و لا توجد انظمة رقابة على المسؤولين و تسود الانظمة الوراثية.
بإختصار, الإسلام لا يتعامل معنا كقصر لذلك لم يشرع لنا حول كل الأمور بل قدم لنا الخطوط العريضة فقط و ترك لنا إمكانية تشريع قوانين تنظم الحياة السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية فهو يدعو للتفكير و الإجتهاد في أيجاد الحلول أي يدعو للإقامة القوانين الوضعية لأن هذا من متطلبات الإستخلاف في الارض
بخصوص الديموقراطية فهي و الشورى شيء واحد . لان الديموقراطية على عكس ما يروج له كهنة الإستبداد عندنا ليست ضد حكم الله بل هي حكم الشعب ضد حكم الفرد أي أنها نقيض الإستبداد . و الشورى ليست إستشارة كما أراد البعض تحريف معناه فهي ملزمة و ليست معلمة . لأن "أمرهم شورى بينهم" أي أن اتخاذ القرار لا يكون لفرد واحد يستشير ثم يقرر ما يشاء بل تخضع لحكم الأغلبية حسب نظام الشورى الذي يرتضيه المسلمون لأنفسهم .
ملاحظة : لما تكتب القران الكريم ...... اكتبه صحيحا ولا تضف اليه كلمات ....... واذا عندك شيئ اخر ( حتى لا اقول دليل) فتفضل اتينا به ؟؟؟
كما قلت لك سابقا .............. لم انتظر منك جوابا بهذا المستوى ............. فانت لم تعطيني ايجابات عن اسئلة وتترك لي حرية الاقتناع وانما سكبت لي جمل وكلمات في مضمونها العام اتهام باني من ضمن دائرة ناقصي الاجتهاد والتعمق في الفكر الاسلامي وهذا حكم عن سبق اصرار وترصد دون محاولة تبيان الحقيقة ...... وهذا يمكن ان يرجع الى الخلفيات الفكرية التي تحملها بحيث ان كل من يخالفك في الرأي ولو جزئيا هو من جماعة الرجعية والمغرر بهم فكريا وعقائديا ؟؟؟
اما قضية الاجتهادات البشرية من اجل مواكبة العصر وعدم تجميد الفكر فهذا امر لا يرفضه الا قاصر وغير واعي بالتشريع الاسلامي على حقيقته الا في حالة عدم مراعاتها للحدود الشرعية واتيان بقوانين تخالف تماما احكام الشريعة الاسلامية ولو بتغيير مسمياتها او مضامينها ......... فاجتهاد الصاحبة رضوان الله عليهم في تحديد خليفة النبي عليه الصلاة والسلام او في غيرها من المسائل لم يكن خارج نطاق الشريعة الاسلامية واصولها اما ان تعطل تماما احكام الشريعة بدعوى مواكبة العصر والاعتماد على العقل ومبادئ الثورة الفرنسية دون سواها فهذا هو التغريب الفكري ؟؟؟
اتمنى ايجابات مباشرة ومختصرة لهذه الاسئلة :
مامعنى الدولة المدنية ؟؟ ....... ومالفرق بين الدولة المدنية والدولة الدينية ؟؟
اذا قلنا ان الاصل الحقيقي للدولة الاسلامية هي دولة مدنية فهل يعد هذا الوصف خطأ ؟؟ ...... ام ان الامر لايهم باعتبار ان الاسلام بكل مايحمله لايصلح الا للعبادات ؟؟
شكرا
بس يا بحر
2011-01-24, 17:36
السياسة في الخلافة العثمانية وما قبلها تطورت لاشك في ذلك
ولكن لم تفصل الدين عن الدولة
ولم تحادد الله وكان الأمر بينهم شورى
وكمثال المملكه العربيه السعوديه تنتهج سياستها كلها من الشرع الإسلامي
فإن جئتم تحدثونا لا تقولون الخلافه القديمة.
تكلموا عن سياسه السعوديه فهي تواكب العصر ومتطوره ولم تخرج عن شرع الله.
وأيضا القوانين الوضعيه في زماننا هذا الواحد يخجل منها في بلد إسلامي عربي يحدث ذلك
لنأخذ مثال قانون الأحوال الشخصية
في بعض الدول ترفض زواج الزوج من أخرى غير زوجته
وأيضا لا تعترف بالعده للمطلقه مع أن هذا حد من حدود الله
ففي القوانين الوضعية
يحق للمرأة أن تزوج نفسها وتطلق وتزوج إن شاء الله بالشهر عشر مرات
وأذكر عملوا لقاء مع نساء يتزوجن بالأسبوع ثلاث مرات
أليس هذا زنا ..أهذا هي القوانين الوضعيه التي تفتخرون بها
ما الفرق بين هذا القانون وقانون الحيوانات
أنعدمت الكرامه الإنسانية ، صار الإنسان سلعة
والعياذ بالله
fahams22
2011-01-24, 17:47
تكلموا عن سياسه السعوديه فهي تواكب العصر ومتطوره ولم تخرج عن شرع الله.
مبدئيا فيه جانب كبير من الصواب ..............؟؟؟
وأيضا القوانين الوضعيه في زماننا هذا الواحد يخجل منها في بلد إسلامي عربي يحدث ذلك
لنأخذ مثال قانون الأحوال الشخصية
في بعض الدول ترفض زواج الزوج من أخرى غير زوجته
وأيضا لا تعترف بالعده للمطلقه مع أن هذا حد من حدود الله
ففي القوانين الوضعية
يحق للمرأة أن تزوج نفسها وتطلق وتزوج إن شاء الله بالشهر عشر مرات
وأذكر عملوا لقاء عن نساء يتزوجن بالأسبوع ثلاث مرات
أليس هذا زنا ..أهذا هي القوانين الوضعيه التي تفتخرون بها
ممكن يا اختي الكريمة لو تتفضلي علينا وتبين لنا قانون الاحوال الشخصية ووضعية الازواج في هذا البلد الذي يحدث فيه كل هذا ....... ( اسم الدولة العربية فقط واتركنا نبحث ) ؟؟؟
شكرا لك على المشاركة الطيبة
بس يا بحر
2011-01-24, 17:54
تكلموا عن سياسه السعوديه فهي تواكب العصر ومتطوره ولم تخرج عن شرع الله.
مبدئيا فيه جانب كبير من الصواب ..............؟؟؟
وأيضا القوانين الوضعيه في زماننا هذا الواحد يخجل منها في بلد إسلامي عربي يحدث ذلك
لنأخذ مثال قانون الأحوال الشخصية
في بعض الدول ترفض زواج الزوج من أخرى غير زوجته
وأيضا لا تعترف بالعده للمطلقه مع أن هذا حد من حدود الله
ففي القوانين الوضعية
يحق للمرأة أن تزوج نفسها وتطلق وتزوج إن شاء الله بالشهر عشر مرات
وأذكر عملوا لقاء عن نساء يتزوجن بالأسبوع ثلاث مرات
أليس هذا زنا ..أهذا هي القوانين الوضعيه التي تفتخرون بها
ممكن يا اختي الكريمة لو تتفضلي علينا وتبين لنا قانون الاحوال الشخصية ووضعية الازواج في هذا البلد الذي يحدث فيه كل هذا ....... ( اسم الدولة العربية فقط واتركنا نبحث ) ؟؟؟
شكرا لك على المشاركة الطيبة
أخاف يزعلون أخواننا المصريين لاني عرفت هذا الشي من لقاء على الشاشه المصريه وكانوا النساء هم أنفسهم يتحدثون وأكثرهم صغار مغرر بهم
في مصر يحدث ذلك ,آسفه إن ذكرت اسم الدوله.
fahams22
2011-01-24, 18:27
أخاف يزعلون أخواننا المصريين لاني عرفت هذا الشي من لقاء على الشاشه المصريه وكانوا النساء هم أنفسهم يتحدثون وأكثرهم صغار مغرر بهم
في مصر يحدث ذلك ,آسفه إن ذكرت اسم الدوله.
شكرا اختي الكريمة على المشاركة ........... ولكن اود ان الفت الى عنايتك ان الاعلام والقنوات الفضائية ليست مصدرا موثقا فيه في اخذ المعلومة ............ ولهذا سابحث في قانون الاحوال الشخصية المصري ...
ملاحظة : لما تكتب القران الكريم ...... اكتبه صحيحا ولا تضف اليه كلمات ....... واذا عندك شيئ اخر ( حتى لا اقول دليل) فتفضل اتينا به ؟؟؟
كما قلت لك سابقا .............. لم انتظر منك جوابا بهذا المستوى ............. فانت لم تعطيني ايجابات عن اسئلة وتترك لي حرية الاقتناع وانما سكبت لي جمل وكلمات في مضمونها العام اتهام باني من ضمن دائرة ناقصي الاجتهاد والتعمق في الفكر الاسلامي وهذا حكم عن سبق اصرار وترصد دون محاولة تبيان الحقيقة ...... وهذا يمكن ان يرجع الى الخلفيات الفكرية التي تحملها بحيث ان كل من يخالفك في الرأي ولو جزئيا هو من جماعة الرجعية والمغرر بهم فكريا وعقائديا ؟؟؟
اما قضية الاجتهادات البشرية من اجل مواكبة العصر وعدم تجميد الفكر فهذا امر لا يرفضه الا قاصر وغير واعي بالتشريع الاسلامي على حقيقته الا في حالة عدم مراعاتها للحدود الشرعية واتيان بقوانين تخالف تماما احكام الشريعة الاسلامية ولو بتغيير مسمياتها او مضامينها ......... فاجتهاد الصاحبة رضوان الله عليهم في تحديد خليفة النبي عليه الصلاة والسلام او في غيرها من المسائل لم يكن خارج نطاق الشريعة الاسلامية واصولها اما ان تعطل تماما احكام الشريعة بدعوى مواكبة العصر والاعتماد على العقل ومبادئ الثورة الفرنسية دون سواها فهذا هو التغريب الفكري ؟؟؟
اتمنى ايجابات مباشرة ومختصرة لهذه الاسئلة :
مامعنى الدولة المدنية ؟؟ ....... ومالفرق بين الدولة المدنية والدولة الدينية ؟؟
اذا قلنا ان الاصل الحقيقي للدولة الاسلامية هي دولة مدنية فهل يعد هذا الوصف خطأ ؟؟ ...... ام ان الامر لايهم باعتبار ان الاسلام بكل مايحمله لايصلح الا للعبادات ؟؟
شكرا
أعتقد انه ليس بالضرورة ان تكون الإجابة في نقاط . لكن كما تشاء , سأعيد صياغة الإجابة في نقاط حسب اسئلتك .
- بالنسبة للسؤال الأول : نعم الدولة في الإسلام هي دولة مدنية و هي علمانية من حيث رفضها لاحتكار الخطاب الديني من طرف فئة تابعة و مسيرة من السلطة الحاكمة .
- بخصوص أحكام الشريعة أنا لم اقل انها لا تصلح لكنها لا تشمل كل جوانب و تفاصيل الحياة مما يعني انه لا يمكن الاستغناء عن القوانين الوضعية
و انا لم أقل أن الإسلام هو عبادات فقط لكن تشريعاته بخصوص السياسة و الحكم و التنظيم و الإدارة محدودة . لأنها من أمور دنيانا التي ترك لنا باب الاجتهاد فيها مفتوحا . و الاجتهاد هنا ليس اجتهادا دينيا أو فقهيا , فاعتماد قانون للمرور مثلا لا يصح اعتباره فقها أو اجتهادا دينيا .
- العلمانية فكرة و مبدأ و ليست نموذجا جاهزا نستورده من الغرب . و لو ترك الامر للشعب ليقرر فلن تتبنى نخبه علمانية على النمط الغربي و المثال التركي افضل مثال إذ ان عودة الحياة الديموقراطية سمحت لحزب العدالة و التنمية بتصحيح مسار العلمنة في تركيا . و لذلك فتبني نظام علماني بمعناه المتوافق مع الإسلام لا يمكن ان يتم إلا عبر نظام الشورى (الديموقراطية) التي يعتقد السلفيون انها من الكفر , و في إجابتي السابقة وضحت وجهة نظري حول الديموقراطية في كونها مرادف للشورى .
بس يا بحر
2011-01-24, 18:55
شكرا اختي الكريمة على المشاركة ........... ولكن اود ان الفت الى عنايتك ان الاعلام والقنوات الفضائية ليست مصدرا موثقا فيه في اخذ المعلومة ............ ولهذا سابحث في قانون الاحوال الشخصية المصري ...
ابحث ما شئت
وأيضا ابحث عن الزواج السياحي وزواج المتعه في دول إسلاميه اجمع
بمعنى يسافر وهناك يجد محامين وأولياء أمور
مستعدين لبيع فتيات مدة قصيره ثم الطلاق بعد الإنتهاء من السفر .
وكل هذا الزواج من الإنتهاكات لحدود الله التي شرعها
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir