تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا ذكر العرض دون الطول في القرآن الكريم


ايمن جابر أحمد
2011-01-18, 22:46
لماذا ذكر العرض دون الطول في القرآن الكريم ؟؟؟؟ (http://forum.nooor.com/t41760.html)


سم الله (http://forum.nooor.com/t41760.html) الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و الصلاة (http://forum.nooor.com/t41760.html) والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمدا خاتم النبيين و على آله و صحبه أجمعين ، و أما بعد :



يقول الله (http://forum.nooor.com/t41760.html) تعالى : (( سارعوا إلى مغفرة من ربكم و جنة عرضها السماوات و الأرض (http://forum.nooor.com/t41760.html) أعدت للمتقين)) [ آل عمران 133 ].

بين الله (http://forum.nooor.com/t41760.html) تعالى (http://forum.nooor.com/t41760.html) أنه كما تجب المسارعة إلى المغفرة فكذلك تجب المسارعة إلى الجنة ، و إنما فصل بين بينهما لأن الغفران معناه إزالة العقاب ، و الجنة معناها إيصال الثواب ، فجمع بينهما للإشعار بأنه لا بد للمكلف من تحصيل أمرين ، فأما وصف الجنة بأنها عرض السماوات و الأرض (http://forum.nooor.com/t41760.html) ، فمعلوم أن ذلك ليس بحقيقة لأن نفس السماوات لا تكون (http://forum.nooor.com/t41760.html) عرضا للجنة ، فالمراد كعرض السماوات و الأرضsize] "] قال أبو حيان الأندلسي http://forum.nooor.com/images/smilies/frown.png (عرضها السماوات و الأرض) يدل على ذلك قوله تعالى (عرضها كعرض السماء و الأرض) ) .

و إختلف العلماء في تأويله فقال ابن عباس : (تقرن السماوات و الأرض (http://forum.nooor.com/t41760.html) بعضها إلى بعض كما تقرن الثياب بعضها إلى بعض ، فذلك عرض الجنة)
و هذا هو القول المنصور المشهور عن جمهور العلماء ، و ذلك لا ينكر فإن حديث (http://forum.nooor.com/t41760.html) أبا ذر عن النبي - صلى الله (http://forum.nooor.com/t41760.html) عليه (http://forum.nooor.com/t41760.html) و سلم- http://forum.nooor.com/images/smilies/frown.png ما السماوات و الأرضون السبع عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة ، و إن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة) .
وفي الصحيح : ( إن أدنى أهل الجنة منزلة من يتمنى و يتمنى حتى إذا إنقطعت به الأماني قال الله (http://forum.nooor.com/t41760.html) تعالى (http://forum.nooor.com/t41760.html) لك ذلك و عشرة أمثاله ) ، و روي أن
هرقل عظيم الروم كتب إلى النبي - صلى الله (http://forum.nooor.com/t41760.html) عليه (http://forum.nooor.com/t41760.html) و سلم- : ( إنك دعوتني إلى جنةعرضها السماوات و الأرض (http://forum.nooor.com/t41760.html) فأين النار ؟!! فقال النبي -صلى الله (http://forum.nooor.com/t41760.html) عليه (http://forum.nooor.com/t41760.html) و سلم-:
(سبحان الله (http://forum.nooor.com/t41760.html) ، فأين اليل إذا جاء النهار؟) ).

و أما وجه الإعجاز في هذه الآية فهو أن الله (http://forum.nooor.com/t41760.html) تعالى (http://forum.nooor.com/t41760.html) نبه بالعرض على الطول (http://forum.nooor.com/t41760.html) لأن الغالب أن الطول (http://forum.nooor.com/t41760.html) يكون أكثر من (http://forum.nooor.com/t41760.html) العرض (http://forum.nooor.com/t41760.html) ، و الطول (http://forum.nooor.com/t41760.html) إذا ذكر لا يدل على قدر (http://forum.nooor.com/t41760.html) العرض (http://forum.nooor.com/t41760.html) و هذه من المسلمات عند علماء الهندسة.

قال الفخر الرازي : ( إنه لما كان (http://forum.nooor.com/t41760.html) العرض (http://forum.nooor.com/t41760.html) ذلك فالظاهر أن الطول (http://forum.nooor.com/t41760.html) يكون أعظم و نظيره قوله تعالى (http://forum.nooor.com/t41760.html) http://forum.nooor.com/images/smilies/frown.pngبطائنها من إستبرق) ، و إنما ذكر البطائن لأن من المعلوم أنها تكون (http://forum.nooor.com/t41760.html) أقل حالا من الظهارة ، فإذا كانت البطائن هكذا فكيف الظهارة، فكذا ها هنا إذا كان (http://forum.nooor.com/t41760.html) العرض (http://forum.nooor.com/t41760.html) هكذا فكيف الطول؟ ). و قيل :" ليس المراد بالعرض ها هنا ما هو خلاف الطول (http://forum.nooor.com/t41760.html) ، بل هو عبارة عن السعة، كما تقول بلاد العرب بلاد عريضة ، و يقال هذه دعوى عريضةأي واسعة عريضة ، و الأصل فيه أن ما إتسع عرضه لم يدق و ما ضاق عرضه دق ، فجعل (http://forum.nooor.com/t41760.html) العرض (http://forum.nooor.com/t41760.html) كناية عن السعة " . و قال الزمخشري : ( المراد وصفها بالسعة و البسطة ، فشبهت بأوسع ما علمه الناس (http://forum.nooor.com/t41760.html) من خلقه و أبسطه) . و قال قوم : الكلام جار على مقطع (http://forum.nooor.com/t41760.html) العرب من الإستعارة ، فلما كانت الجنة من الإتساع و الإنفساح في غاية قصوى حسنت العبارة بعرض السماوات و الأرض (http://forum.nooor.com/t41760.html) ، كما تقول للرجل : هذا بحر و لحيوان كبير
: هذا جبل، و لم تقصد الآية تحديد (http://forum.nooor.com/t41760.html) العرض (http://forum.nooor.com/t41760.html) و لكن أراد بذلك أنها أوسع شيء رأيتموه .

و عامة العلماء على أن الجنة مخلوقة موجودة لقوله تعالى (http://forum.nooor.com/t41760.html) http://forum.nooor.com/images/smilies/frown.pngأعدت للمتقين)
وهو نص حديث (http://forum.nooor.com/t41760.html) الإسراء و غيره في الصحيحين و غيرهما ، و قيل : إن الجنة يزاد
فيها يوم القيامة ، قال ابن عطية http://forum.nooor.com/images/smilies/frown.png يزاد فيها إشارة إلى موجود لكنه يحتاج
إلى سند يقطع العذر في الزيادة).

قال القرطبي http://forum.nooor.com/images/smilies/frown.png صدق ابن عطية -رضي الله (http://forum.nooor.com/t41760.html) عنه- فيما قال ، و إذا كانت السموات السبع و الأرضون السبع بالنسبة إلى الكرسي كدراهم ألقيت في فلاة من الأرض (http://forum.nooor.com/t41760.html) و الكرسي بالنسبة إلى العرش كحلقة ملقاة بأرض فلاة ، فالجنة الآن (http://forum.nooor.com/t41760.html) على ما هي عليه (http://forum.nooor.com/t41760.html) في الآخرة عرضها كعرض السماوات و الأرض (http://forum.nooor.com/t41760.html) إذ العرش سقفها ، حسب ما ورد في صحيح مسلم ، و معلوم أن السقف يحتوي على ما تحته و يزيد. و إذا كانت المخلوقات كلها بالنسبة إليه كالحلقة فمن ذا الذي يقدره و يعلم طوله و عرضه إلا الله (http://forum.nooor.com/t41760.html) خالقة لا نهاية لقدرته ، و لا غاية لسعة مملكته سبحانه و تعالى).

و قيل : بل عرضها لأنها فيه تحت العرش ، و الشيء المقبب و المستدير عرضه كطوله ، وقد دل على ذلك الحديث المشار إليه آنفا: ( إذا سألتم الله (http://forum.nooor.com/t41760.html) الجنة فسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة و أوسط الجنة و منه تفجر أنهار الجنة و سقفهاعرش الرحمن) .

وقد إستهل بهذا (http://forum.nooor.com/t41760.html) الحديث الإمام الفخر الرازي بأن الجنة فوق السماوات و تحت العرش ، و حديث (http://forum.nooor.com/t41760.html) رسول هرقل الذي سأل النبي _ صلى الله (http://forum.nooor.com/t41760.html) عليه (http://forum.nooor.com/t41760.html) و سلم _ قال : إنك تدعوني إلى جنة عرضها السماوات و الأرض (http://forum.nooor.com/t41760.html) أعدت للمتقين فأين النار؟.