مشاهدة النسخة كاملة : *رسالة الشيخ محمد عبد الوهاب*
جواهر الجزائرية
2011-01-15, 07:59
رسالة الإمام ابن عبد الوهاب إلى أهل القصيم لما سألوه عن عقيدته
رسالة الإمام ابن عبد الوهاب إلى أهل القصيم لما سألوه عن عقيدته
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
وقعت بين يدي هاته الرسالة للإمام المجدد محمد عبد الوهاب -رحمه الله- فأردت نقلها للفائـدة لما تحويه من خير عظيم. أسأل الله أن ينفع بها:
أشهد الله ومن حضرني من الملائكة وأشهدكم أني أعتقد بما اعتقدته الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت ، والإيمان بالقدر خيره وشره ، ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ، بل أعتقد أن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، فلا أنفي عنه ما وصف به نفسه ولا أحرف الكلم عن مواضعه ، ولا ألحد في أسمائه وآياته ، ولا أكيّف ، ولا أمثل صفاته تعالى بصفات خلقه لأنه تعالى لا سميَّ له ولا كفؤ له ، ولا ند له ، ولا يقاس بخلقه فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره وأصدق قيلاً وأحسن حديثاً فـنـّزه نفسه عمّا وصفه به المخالـفـون من أهل التكييف والتمثيل : وعمّا نفاه عنه النافون من أهل التحريف والتعطيل فقال : (سبحان ربك رب العزة عما يصفون . وسلام على المرسلين . والحمد لله رب العالمين ) . والفرقة الناجية وسط في باب أفعاله تعالى بين القدرية والجبرية ، وهم في باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية ، وهم وسط في باب الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة ، وبين المرجئة والجهمية ، وهم وسط في باب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الروافض والخوارج .
وأعتقد أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود ، وأنه تكلم به حقيقة وأنزله على عبده ورسوله وأمينه على وحيه وسفيره بينه وبين عباده نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأومن بأن الله فعال لما يريد ، ولا يكون شيء إلا بإرادته ، ولا يخرج شيء عن مشيئته ، وليس شيء في العالم يخرج عن تقديره ولا يصدر إلا عن تدبيره ولا محيد لأحد عن القدر المحدود ولا يتجاوز ما خط له في اللوح المسطور .
وأعتقد الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت ، فأومن بفتنة القبر ونعيمه ، وبإعادة الأرواح إلى الأجساد ، فيقوم الناس لرب العالمين حفاة عراة غرلاً تدنوا منهم الشمس ، وتنصب الموازين وتوزن بها أعمال العباد فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ، ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون ، وتنشر الدواوين فأخذ كتابه بيمينه وأخذ كتابه بشماله .
وأومن بحوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بعرصة القيامة ، ماؤه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل آنيته عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً ، وأومن بأن الصراط منصوب على شفير جهنم يمر بها الناس على قدر أعمالهم .
وأومن بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه أول شافع وأول مشفع ، ولا ينكر شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم إلا أهل البدع والضلال ، ولكنها لا تكون إلا من بعد الإذن والرضى كما قال تعالى : ( ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) وقال تعالى (من ذا الذي يشفععنده إلا بإذنه) وقال تعالى (وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا منبعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى) . وهو لا يرضى إلا التوحيد ، ولا يأذن إلا لأهله ، وأما المشركون فليس لهم من الشفاعة نصيب ، كما قال تعالى : ( فما تنفعهم شفاعةالشافعين ) .
وأومن بأن الجنة والنار مخلوقتان ، وأنهما اليوم موجدتان ، وأنهما لا يفنيان ، وأن المؤمنين يرون ربهم بأبصارهم يوم القيامة كما يرون القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته .
وأومن بأن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين ، ولا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته ، وأن أفضل أمته أبو بكر الصديق ، ثم عمر الفاروق ، ثم عثمان ذو النورين ، ثم علي المرتضى ، ثم بقية العشرة ، ثم أهل بدر ، ثم أهل الشجرة أهل بيعة الرضوان ، ثم سائر الصحابة رضي الله عنهم .
وأتولى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأذكر محاسنهم وأرتضى عنهم وأستغفر لهم وأكف عن مساويهم و أسكت عما شجر بينهم وأعتقد فضلهم عملاً بقوله تعالى : ( والذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونابالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم) . وأترضى عن أمهات المؤمنين المطهرات من كل سوء ، وأقر بكرامات الأولياء و ما لهم من المكاشفات ، إلا أنهم لا يستحقون من حق الله تعالى شيئا ولا يطلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله ، ولا أشهد لأحد من المسلمين بجنة ولا نار إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكني أرجوا للمحسن وأخاف على المسيء ، ولا أكفر أحدا من المسلمين بذنب ، ولا أخرجه من دائرة الإسلام ، وأرى الجهاد ماضيا مع كل إمام برا كان أو فاجرا وصلاة الجماعة خلفهم جائزة ، والجهاد ماض منذ بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى أن يقاتل آخر هذه الأمة الدجال لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل ، وأرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برهم وفاجرهم مالم يأمروا بمعصية الله ، ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به وغلبهم بسيفه حتى صار خليفة وجبت طاعته ، وحرم الخروج عليه وأرى هجر أهل البدع ومباينتهم حتى يتوبوا ، وأحكم عليهم بالظاهر وأكل سرائرهم إلى الله . وأعتقد أن كل محدثة في الدين بدعة.
وأعتقد أن الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وهو بضع وسبعون شعبة أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، وأرى وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما توجبه الشريعة المحمدية الطاهرة .
فهذه عقيدة وجيزة حررتها وأنا مشتغل البال لتطلعوا على ما عندي والله على ما نقول وكيل .
ثم لا يخفى عليكم أنه بلغني أن رسالة سليمان بن سحيم قد وصلت إليكم وأنه قبلها وصدقها بعض المنتمين للعلم في جهتكم والله يعلم أن الرجل افترى علي أمورا لم أقلها ولم يأت أكثرها على بالي . ( فمنها ) قوله : إني مبطل كتب المذاهب الأربعة ، وإني أقول إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء وإني أدعي الإجتهاد ، وإني خارج عن التقليد وإني أقول إن اختلاف العلماء نقمة ، وإني أكفر من توسل بالصالحين ، وإني أكفر البوصيري لقوله يا أكرم الخلق ، وإني أقول لو أقدر على هدم قبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهدمتها ، ولو أقدر على الكعبة لأخذت ميزابها وجعلت لها ميزابا من خشب ، وإني أحرم زيارة قبر النبي صلي الله عليه وسلم وإني أنكر زيارة قبر الوالدين وغيرهما ، وإني أكفر من حلف بغير الله ، وإني أكفر ابن الفارض وابن عربي ، وإني أحرق دلائل الخيرات وروض الرياحين وأسميه روض الشياطين .
جوا بي عن هذه المسائل أن أقول : سبحانك هذا بهتان عظيم ، وقبله من بهت محمدا صلى الله عليه وسلم أنه يسب عيسى بن مريم ويسب الصالحين فتشابهت قلوبهم بافتراء الكذب وقول الزور ، قال تعالى : ( إنما يفتري الكذب الذي لا يؤمنون بآيات الله) الآية . بهتوه صلى الله عليه وسلم بأنه يقول إن الملائكة وعيسى وعزيرا في النار ، فأنزل الله في ذلك : ( إن الذينسبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون ) .
وأما المسائل الأخر وهي أني أقول لا يتم إسلام الإنسان حتى يعرف معنى لا إله إلا الله وأني أعرف من يأتيني بمعناها وأني أكفر الناذر إذا أراد بنذره التقرب لغير الله وأخذ النذر لأجل ذلك ، وأن الذبح لغير الله كفر والذبيحة حرام ، فهذه المسائل حق وأنا قائل بها ، ولي عليها دلائل من كلام الله وكلام رسوله ، ومن أقوال العلماء المتبعين كالأئمة الأربعة ، وإذا سهل الله تعالى بسطت الجواب عليها في رسالة مستقلة إن شاء الله تعالى .
الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
http://www.salahws.com/sws/Pictures/Flowers/BPics/Flowers006.jpgرفعت الأقلام و جفت الصحف
لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا
حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم
ألف مليون مسلم لو نفخنا كلنا ما بقى بنياناً مشيد
ألف مليون مسلم لو صرخنا كلنا زمجر الكون و أرعد
ألف مليون مسلم لو بكينا كلنا ماجت السيول على اللد
والله لو علموا قبيح سريرتي لأبى السلام علي من يلقاني
ولأعرضوا عني وملوا صحبتي ولبؤت بعد كرامة بهوان
لكن سترت معايبي ومثالبي وحلمت عن سقطي وعن طغياني
فلك المحامد والمدائح كلها بخواطري وجوارحي ولساني
ولقد مننت علي رب بأنعم مالي بشكر أقلهن يدان
http://img7.hostingpics.net/pics/6572781.jpg
ابوحامد الغزالي
2011-01-15, 09:48
هل العمل ركن من الايمان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟
حنين موحد
2011-01-15, 09:52
بارك الله فيك
تجدين عقائده كلها في الدرر السنية وذلك من غير تحرف لاهل الزيغ والضلال
حنين موحد
2011-01-15, 09:53
هل العمل ركن من الايمان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟
أنت تريد أن تفتح محلا للجدل أنت لا تعرف معناه
من دون شبهات العمل من الايمان
جواهر الجزائرية
2011-01-15, 10:32
[quote=حنين موحد;4679222]بارك الله فيك
تجدين عقائده كلها في الدرر السنية وذلك من غير تحرف لاهل الزيغ والضلال
أجل يا أخي أعرف ذلك وقرأتها لكن السؤال هل الكل يفهم مانعنيه لربما مانخفيه من كلام وهو في مكنون صدورنا لقوي جدا لما نعيشه من هول مانرى ونسمع خزعبلات وكلام لاحول ولا قوة إلا بالله لو تكلمت أو تكلمت و تكلم كل طالب حق سمح لنا ولما وجدنا هنا صدورنا إمتلأت وضاقت بهؤلاء نسايرهم ونأتي ببعض ما يرضيهم رغما كبت الجماح كبير لكن نحاول أن نكون مخففين وغير شديدين ونحبب ولا نكره ونجلب ولا ننفر وننفع ولا نضر والله يعنا على ذلك جزاك الله أخي السلفي ولا تحرمنا من مواضيعك النيرة النارية لكل رماد
نسر الآمل
جواهر الجزائرية
2011-01-15, 10:41
أريد أن أفهم هل سؤالك سؤال التلميذ الصغير
أو سؤال المغتر المستهزء يريد التشهير
وخلق الأجواء النقاش العقيم والتعكير
العمل ليس بالتفسير والإيمان صعب للغير
هل العمل ركن من الايمان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟
ابوزيدالجزائري
2011-01-15, 20:45
أخ أبو حامد نعم العمل ركن في الايمان والاعتقاد ركن و القول ركن ،والايمان قول وعمل واعتقاد كما دلت على ذلك الأدلة و جاءت به الأثار وهو الذي قرره البخاري في صحيحه ،
و لكنكم معشر الأشاعرة وقعتم في بدعة الارجاءهذه البدعة الشنيعة النكراء التي استفاضت نصوص السلف في ذمها و ذم أهلها.
جواهر الجزائرية
2011-01-16, 06:54
أما الأشاعرة فليسوا من أهل السنة ، ومن قال ذلك فقد جهل أو كذب ، ليسوا من أهل السنة والجماعة في قليل ولا كثير ولا قبيل ولا دبير ، ليسوا من أهل السنة و الجماعة فضلاً عن أن يكونوا هم أهل السنة و الجماعة ، بل هم ألد أعداء أهل السنة و الجماعة في هذا العصر الحاضر ، وقبله أيضاً
فإن البدع جميعاً انضوت تحت مظلة الأشاعرة في حرب أهل السنة و الجماعة ، فالمعتزلة دخلوا تحتهم و الجهمية دخلوا تحتهم و الصوفية دخلوا تحتهم وكلهم اتحدوا تحت مظلة الأشاعرة ، ومن قال إن الأشاعرة إنهم من أهل السنة فهو مخذول ، الأشاعرة ليسوا من أهل السنة أبداً .
الأشاعرة مخالفون لأهل السنة في تلقيهم في باب الصفات حتى ، حتى في التلقي في باب الصفات مختلفون عن أهل السنة ، وهم كما يقولون أو يقول بعض أهل السنة يقول أنهم أقرب لأنهم أثبتوا بعض الصفات ، نقول لا ! هم وإن أثبتوا بعض الصفات لكنهم لم يثبتوها على طريقة أهل السنة ولا أثبتوها متلقين لها كما تلقاها أهل السنة ، فأهل السنة تلقوا هذه الصفات من السمع من الكتاب والسنة من الدليل النقلي وأثبتوها على وجه يليق بالله جل وعلا ، فيقولون سميع يعني يوصف بالسمع وله سمع - سبحانه وتعالى - يليق به ، سمع حقيقي يليق به على الوجه اللائق -سبحانه وتعالى - ، بصير له بصر يبصر به على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى ، له يد حقيقة تليق به على الوجه اللائق - سبحانه وتعالى - ، هكذا يقول أهل السنة ، هؤلاء يقولون لا! هو موصوف بسبع صفات ، وهي : له الحياة والكلام و البصر [1]و اقتدر ، فهذه سبع صفات .. الأولى عندهم كيف ثبتت القدرة كيف أثبتوها ؟! قالوا وجود الحوادث دليل على القدرة ، ماذا. الحوادث ؟ هذه المخلوقات ؛ دليل على القدرة ، وجود هذه الحوادث دليل على القدرة فلا بد أن يقال له القدرة ، ويقال قدير لا ! لكن باعتبار أن له مقدورات ، له القدرة باعتبار أن له هذه الحوادث ، وما يوصف بأنه قدير ، طيب .
وكذلك الإرادة كيف أثبتوها ؟ قالوا الإحكام يدل على الإرادة ! ما هو الإحكام ؟ هذا انسان وهذا حيوان وهذه سماء وهذه أرض وهذا جمل وهذا حمار وهذا أسد وهذا فهد وهذه عين وهذه رجل .. ماهذا ؟ إحكام ! يدل على أن الله مريد هذه السماء ومريد هذه الأرض ومريد كذا ، إحكامه للعالم هذا يدل على أنه أرادها[2].
و العلم كذلك ، هذه الثلاث صفات أثبتوها ابتداءًً ، ثم قالوا ويستحيل أن يوجود موجود في الخارج متصف بهذه الصفات إلا وهو متصف بالسمع و البصر و الكلام و الحياة ، إذن فالبداية غلط و النهاية مترتبة عليها مبنية عليها ، فبالله هل أثبتوها انطلاقاً من قول الله تعالى { إن الله كان سميعاً بصيراً } و أشار صلى الله عليه وسلم -كما في الحديث الصحيح - هكذا بإصبعه السباحة -المسبحة- وبإبهامه إلى أذنه و بصره [3]مبالغة في إثبات الصفة و أن المراد بها حقيقة لا مجازاً كما يزعم هؤلاء الأفاكون ، فبالله عليكم هل هؤلاء مثل هؤلاء في إثباتهم ، وهل هؤلاء مثل هؤلاء في مصدر تلقيهم ؟!
إلى متى يا جماعة واحنا نغالط أنفسنا نتلقى الكلام عن بعض من يقوله الذي لم يحقق فيه ؟! ونقول لا ! هم أبعد عنا ، ولذلك كان الجهمية تحتهم و المعتزلة تحتهم وغلاة الصوفية تحتهم وأهل الحلول و الإتحاد تحتهم في حرب شيخ الإسلام ابن تيمية ، ولكن لأنهم كانوا أكثر انتشاراً ولايزالون يحتجون بهذا إلى اليوم ، أن الأشاعرة هم ثلاثة أرباع العالم ، ما في إلا الأشاعرة هم أكثر من ثلاثة أرباع العالم ، أو ثمانين في المئة أو خمسة و ثمانين في المئة ، الكثرة ليست بالمقياس ، الله جل وعلا قال لرسوله { وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ } [4] ، وقال سبحانه { وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ }[5] ، فالشاهد الكثيرة ليست بالمقياس ما هو معيار .
فحينما يأتينا آتي ويقول الأشاعرة من أهل السنة نقول هذا باطل بل من أبطل الباطل المعروف عند صغار طلبة العلم من أهل السنة ولله الحمد .
لكن هنا نفس غريب الآن شغال ، وبدؤوا يحشدون له وبدؤوا يحشدون له وبدؤوا يحشدون له ثلاث مرات ! ، يحشدون له العامة ، و يحشدون له بعض طلبة العلم الذين يزعمون أنهم على السنة وهم ليسوا على السنة و إنما تربوا في مرابي هؤلاء الحزبيين ، و إن قالوا نحن أهل سنة فأفعالهم تفضحهم ، متى ؟ سيأتي بيانه .
و بدؤوا يلفون على بعض المشايخ ، لكن ماهم علماء أهل السنة ، لكن بعض من يقال عنهم مشايخ ، فأصبحوا يلطفون له العبارة إلى أن سمعنا شيئاً وتكلمت البارحة أيصح أو لا يصح سمعنا عنه في الإنترنت وهو ما ينسب إلى الشيخ عبد الله الغنيمان أن الأشاعرة من أهل السنة ، و هذا إن صح عنه فهذا ضلال مبين ويرد عليه بما كتبه هو بنفسه في كتبه السابقة ، فالحمد لله ، إن صح هذا عنه فهذا ضلال مبين بيّن وحينئذ لا يؤمن على توجيه أبناء السلفيين أهل السنة ولا على توجيه السلفيين ولا على توجيه أهل السنة و إن كان الشيخ عبد الله الغنيمان ، فالحق واحد ما يتعدد ، ولا يعرف المجاملة على حساب دين الله جل وعلا . [6]
كما قلت لكم أول شي عوام الناس الثاني بعض المنتسبين من طلبة العلم إلى السنة وهو متربي[7] والثالث هذا .
لماذا تدرون لماذا ؟! ليدخلوا رؤوس أهل البدع فيم ؟ في زماننا و أصحاب هذه الدعوات الباطلة يدخلون في الدعوة السلفية ، هذا نفس غريب جديد جائنا ، فالشاهد هذه القضية مكشوفة عند من نوّر الله بصره و بصيرته ، و المقصد أن أهل السنة و الجماعة في كل زمان ومكان هم لهؤلاء بالمرصاد .
الشيء الثاني - أيضاً جانب آخر - بدؤوا يصدرون الكتب في أن الأشاعرة ما هم من أهل السنة ، هم أهل السنة ! أول شي من أهل السنة ثم ركبوا فصاروا هم أهل السنة ، و أنتم يا أهل السنة برة [8] ، واضح ؟!
اسمعوا يا جماعة ، انظروا إلى هذه المكيدة ، أول شيء بدؤوا قريبين وبعدين رجعوا من أهل السنة ثم جائت الكتب الأشاعرة هم أهل السنة ، لا و الله ، فض الله فاك أيها الكاذب الأفاك ، كيف يكون الأشاعرة أهل السنة وهم أعدى[9] لأهل السنة السنة ، كيف يكونون ؟! هذا من العجاب ! الأشاعرة هم أهل السنة ! مرحلة مرحلة ، قريبين هم من أهل ، ثم رجعوا هم أهل !! و أنتم إما وهابية ولا حشوية ولا مجسمة وإلا مشبه وخذ من هذه الألقاب التي يلقب بها أهل الأهواء أهل السنة و الجماعة ، نسأل الله العافية والسلامة ، و الذي يقرأ كتب أئمة السلف يعرف حال هؤلاء .
الأشاعرة ليسوا أشاعرة على مذهب أبي الحسن الأشعري الذي رجع إليه ، وإنما هم على مذهب أبي الحسن الأشعري الإعتزالي الذي مكث عليه أربعين عاماً ، مذهب شيخه أبو علي الجبائي زوج أمه ، عمه زوج أمه ، أربعين عاماً كان على مذهب المعتزلة - أبو الحسن - ثم رجع إلى الإبانة .
الأشاعرة ينكرون أن تكون الإبانة آخر ما صنف أبو الحسن ، لماذا ؟! لأنها تنقض ما هم عليه ، لأنهم على مذهب أبي الحسن الإعتزالي الذي نصره ونشره الرازي في كتابه أساس التقديس ، أساس التقديس هذا هو مذهب أبو الحسن الأول الإعتزالي الذي رجع عنه بعد أن كان عليه أربعين عاماً وكتب الإبانة ، نعم ، و الذين يكذبون على أبي الحسن لا يستطيعون أن يوردوا دليلاً واحداً قوياً يسند دعواهم ، وقد رأينا كثير ممن كتبوا أضعف ما تكون كتاباتهم في هذا الجانب ، فيتكلمون على الإبانة لأنها تنقض ما هم عليه من مذهب أبي الحسن الإعتزالي الذي رجع عنه .
فالأشعرية حقيقة الآن هم معتزلة ، من عهد الرازي إلى يومنا هذا هم معتزلة ،
>الأشاعرة ليسوا أشاعرة على مذهب أبي الحسن الأشعري الذي رجع إليه ، وإنما هم على مذهب أبي الحسن الأشعري الإعتزالي الذي مكث عليه أربعين عاماً
جزاكم الله يا إخواني ورفع الله بكم كل الأمة وراية الحق
أبو لمار
2011-01-16, 08:59
السلام عليكم
أحترم وجهت نظرك
وأخالفك في كل ما قلت
جواهر الجزائرية
2011-01-16, 14:49
في هذه الأيام استجدت فتنة خطيرة...
نتيجتها تحطيم أصول الدين وتغيير أحكامه...
هي فتنة قديمة في تاريخ الإسلام...
بدأت على يد فرقة مبتدعة هي المعتزلة...
واليوم تبدأ من جديد على يد من ينتسب إلى أهل السنة والجماعة...
وهذا محل الخطر....
تلك الفتنة هدفها الأول إلغاء فقه السلف وأقوالهم في تفسير النصوص الشرعية، والاستقلال بفهمها، ومن ثم تعطيل أحكام أصلية وأخبار ثابتة بدعوى مواكبة أحكام العصر، والوسطية في الأمور، واحترام الرأي الآخر وقبوله، مهما كان !!!!!!!!!!!...........
وفي هذه الكلمات نريد أن نفصل ونبين حقيقة هذه الفتنة كيف بدأت في القديم.. هذا أولا.
ثم كيف استجدت اليوم، وذلك ثانيا.
وبعده نبين القول الحق في هذه القضية، والمخرج من هذه الفتنة..
ذلك من أهم ما ينبغي الاعتناء به. (( كيف بدأت فتنة تبديل معاني الشريعة؟))
عندما نتكلم عن هذا الدين فإنما نتحدث عن دين ارتضاه الله عز وجل للناس ولم يرتض لهم غيره، قال تعالى: {ورضيت لكم الإسلام دينا }..
وزيادة على ذلك فنحن نتحدث عن جملة أمور تناسب فطر البشر ولا تعارضها، فالبشرية محتاجة إلى هذا الدين حاجة ماسة، لكونه منزل من رب العالمين، والله تعالى لا ينزل إلا ما فيه صلاح البشر، ولكونه يتفق مع الفطرة، واطمئنان النفوس لا يكون إلا بمباشرة ما يتفق مع الفطرة ولا يناقضها..
وباتفاق الدين والفطرة تكون عمارة الأرض بالحق والعدل.. والله تعالى أنزل هذا الدين وضمنه:
أولا: جوابا عن كل مسألة تحتاج إلى جواب، فبه نطلع على ما يمكن أن نطلع عليه من عالم الغيب.
ثانيا: وأحكاما نحتكم إليها في عالم الشهادة.
وكل ذلك متسق مع الفطرة، ومع هذا الكون الذي نعيش فيه، فالله تعالى خلق الكون حيا متحركا، وكذا الإنسان، فهنا مجموعة حركات متجددة تحتاج إلى توجيه وضوابط، وقد قدر الله سبحانه أن يذعن الكون كله فلا يخرج عن تلك الضوابط، أما بنو آدم فقد خيرهم بين الهدى أو الانحراف، فمنهم من ثبت على فطرته، ومنهم من تحول عنها، قال تعالى:
{ ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم }..
ولقد حققت الأجيال الأولى من البشرية الثبات على الفطرة والإذعان لله تعالى على مدى عشرة قرون كما قال ابن عباس في تفسير قوله تعالى:
{ كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين} ..
ثم طرأ على البشرية حالة غير سوية لما أعرضت عن هدي الله تعالى وخرجت عن الضوابط التي سنها، فاجتالتها الشياطين وأفسدت فطرها، كما جاء تقرير ذلك في حديث مسلم عن عياض بن حمار عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه قال:
( كل مال نحلته عبدا حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا) .
وبدأ الصراع بين فريقين:
الأول: الأنبياء والرسل وأتباعهم من المصلحين، ومهمتهم المحافظة على الفطرة السوية، وتنقيتها من الشرك، وتربية الناس على أحكامها.
الثاني: الشيطان وأتباعه، ومهمتهم إفساد الفطرة بتشريعات غريبة عن طبيعة الفطرة يضعونها بأنفسهم، ويطلقون الإنسان مع رغباته وأهوائه بلا ضابط، ويمدونه بأحكام متبدلة متغيرة لا تعرف الثبات.
وبيان ذلك:
أن أعداء الإنسانية ودعوات الرسل الكرام تربصوا بمن آمن، وقعدوا بكل صراط يوعدون ويصدون عن سبيل الله، يبغونها عوجا، استعملوا القهر والكبت والترهيب والتعذيب لإطفاء نور الله تعالى، لكن جهودهم باءت بالفشل الذريع، حيث زاد تمسك المؤمنين بدينهم وكثر عددهم، فنظروا فإذا السبب:
هو صفاء عقيدة المؤمنين وسلامة دينهم، بحيث كان المرجع للتصحيح من كل انحراف وخطأ..
فعرف الأعداء أنه لا يمكن النجاح في الاستحواذ على المؤمنين ما دامت عقيدتهم صافية نقية تمدهم بالإيمان والتثبيت، فلا بد إذن من الهجوم على الدين ذاته، وإفساد المعين الذي يتلقى منه المؤمنون دينهم وعقيدتهم وثباتهم وتوبتهم، حتى إذا ما أراد المؤمن أن يعود ليتعلم التوبة والإيمان ويصحح ما يعتريه من زلل لم يجد إلا دينا محرفا يأمره بالمنكر وينهاه عن المعروف، ويدعوه إلى الشرك ويحذره من التوحيد..
كل ذلك باسم الإيمان والدين!!!.. كل ذلك باسم الإيمان والدين!!!..
فيضمنوا بذلك أبدا تدمير القاعدة والمرجع الأصلي للمؤمن، فغيروا خطتهم من الحرب المعلن إلى الحرب الخفي، ومن قتل المؤمنين إلى قتل معاني الدين..
سعوا في تحريف الكتب المنزلة، فحرفوا التوراة والإنجيل، حتى لم تعد مصدر هداية، وهلك اليهود والنصارى، صاروا متدينين بلا دين صحيح، يقرؤون التوراة والإنجيل على أنهما من عند الله، ومع التحريف لم يعودا كما أنزل من عند الله، لكنهم يتعبدون بهما، ويحسبونهم أنهم على شيء..
وهكذا نجح أعداء الملة في أن يزينوا لأتباع الديانتين أنهم على دين ارتضاه الله تعالى، فضمنوا بذلك التدمير الأبدي للديانتين..
فمهما أراد النصراني أو اليهودي أن يتوب أو يصحح فليس أمامه إلا الدين المحرف، فيبقى كما هو، ينتقل من خطأ إلى خطأ، فليس أمامه طريق مستقيم، ولا مصدر يهديه إلى الحق.
ثم أرسل الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم يحمل رسالة إلى البشرية كلها، يخالف أهواء الذين لا يعلمون، ويقيم الحق والعدل في الأرض، فتحرك الشيطان وجنده ليمارسوا ذات الطرق في حرب هذا الدين القويم..
فجربوا القوة والقتل والقهر والأذى، فلم يفد شيئا.. فأرادوا تحريف الدين فامتنع عليهم..
فأما القرآن فقد عجزوا عن أن يأتوا بمثله، أو أن يزيدوا فيه أو ينقصوا، فاتجهوا إلى السنة، فوجدوا طريقا ظنوا في بداية الأمر أنه الطريق لتحطيمه وتحريفه، فوضعوا الأحاديث المكذوبة، وأكثروا منها، حتى إن أحد الزنادقة الوضاعين وضع ما يقارب أربعين ألف حديث..
هنا تصدى علماء السنة لهذا الهجوم على الشرعة المحمدية فوضعوا القواعد المتينة للتمييز بين الصحيح والضعيف من الأحاديث، فنخلوا المتون والأسانيد، وتميز الحق من الباطل، فسد الباب أمام المحرفين، فتحقق وعد الله تعالى بحفظ الذكر الذي أنزله:
{ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.
ولما امتنع عليهم تحريف القرآن والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم أوحى إليهم الشيطان بحيلة أخرى، هو التبديل، فعادوا على الوحي يحاولون تبديله، حتى لا يجد المصلحون مرجعا يصححون عليه الفساد الطارئ على البشرية..
لجؤوا إلى تبديل المعاني الشرعية والقيم، فجعلوا السنة بدعة، والبدعة سنة، والمعروف منكرا، والمنكر معروفا، والتوحيد تخلفا، والشرك تقدما، والفضيلة رذيلة، والرذيلة فضيلة، وهكذا..
ونجحوا إلى حد كبير فصار المسلمون يقرأون كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على غير مراد الله إلا من رحم الله، وتواصى أعداء البشرية على هذا التبديل، وكانت الأداة الكبرى لهذا التبديل: المنهج العقلي.
جزا كم الله وثبت خطاكم
ابو اسحاق الشيرازي
2011-01-16, 20:39
أنت تريد أن تفتح محلا للجدل أنت لا تعرف معناه
من دون شبهات العمل من الايمان
بما انك خارجي فانت تخشى ان يكتشف امرك
chaima djalfa
2011-01-16, 21:51
اللهم اهدنا لما تحب وترضى
ابوزيدالجزائري
2011-01-17, 13:03
الى الأخ أبو اسحاق لا يليق أن تقول للأخ حنين أنه خارجي ،وأنا أسألك هل البخاري خارجي ولأنه يعرف االايمان بأنه قول وعمل في صحيحه أصح كتاب بعد كتاب الله و ذلك في كتاب الايمان أم أنك لاتقرأ في البخاري.
و هناك عشرات الأدلة و مئات النقول المسندة على كون الايمان قول وعمل راجعها في كتب العقائد كالسنة للخلال و مجمل أصول السنة للالكائي و الابانة لابن بطة والايمان لابن أبي شيبة وكتاب الايمان لابن تيمية و معارج القبول للحكمي وغيرها كثير.
و قد أعجبني مقال للأخ أبو فهرفي الموضوع في (منتدى أهل الحديث )فأحببت نقله وكل النقول التي نقلها تجدها معزوة في الكتب المذكورة انفا وما كان على شاكلتها وهذا هو المقال :
هذه كلمات جمعتها من هنا وهناك وليس لي فيها فضل سوى الجمع تبين لك أخي الحبيب حقيقة الإيمان عند أهل السنة
حقيقة الإيمان
أقوال علماء أهل السنة في تقرير هذا الأصل:
.وأقوالهم في هذا الباب كثيرة جداً لا يمكن حصرها في هذه الرسالة، ولكن نذكر بعضاً منها على سبيل المثال لا الحصر:
كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يقول لأصحابه: (هلموا نزدد إيماناً) فيذكرون الله تعالى( ).
وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
(الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، من لا صبر له لا إيمان له) ( ).
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
(اللهم زدنا إيماناً، ويقينا، وفقها) ( ).
وقال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه :
(تعالوا نؤمن ساعة؛ تعالوا فلنذكر الله ونزدد إيماناً؛ لعله يذكرنا بمغفرته) ( ).
وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه :
(اجلس بنا نؤمن ساعة) ( ).
وقال جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه :
(كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة؛ فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن؛ ثم تعلمنا القرآن؛ فازددنا به إيماناً) ( ).
وقال أبو هريرة رضي الله عنه : (الإيمان نزه؛ فمن زنى فارقه الإيمان، فإن لام نفسه وراجع راجعه الإيمان) ( ).
وكان عبد الله بن عباس، وأبو هريرة، وأبو الدرداء – رضي الله عنهم – يقولون: (الإيمان يزيد وينقص) ( ).
وقال عمير بن حبيب الخطمي رضي الله عنه : (الإيمان يزيد وينقص، قيل: وما زيادته ونقصانه؟ قال: إذا ذكرنا الله فحمدناه وسبحناه فتلك زيادته، وإذا غفلنا ونسينا فذلك نقصانه) ( ).
وقال عمار بن ياسر رضي الله عنه :
(ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار) ( ).
وقال التابعي الجليل عروة بن الزبير رحمه الله :
(ما نقصت أمانة عبد قط؛ إلا نقص إيمانه) ( ).
وقال الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رحمه الله:
(فإن للإيمان فرائض وشرائع وحدوداً وسنناً؛ فمن استكملها استكمل الإيمان، ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان) ( ).
وقال التابعي الإمام مجاهد بن جبر رحمه الله:
(الإيمان: قول وعمل؛ يزيد وينقص) ( ).
وقال الإمام الحسن البصري رحمه الله (ت 110هـ) :
(ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال) ( ).
وقال الوليد بن مسلم القرشي: سمعت الأوزاعي، ومالك بن أنس، وسعيد بن عبد العزيز؛ ينكرون قول من يقول: إن الإيمان قول بلا عمل، ويقولون: (لا إيمان إلا بعمل، ولا عمل إلا بإيمان) ( ).
وقال أيضاً: سمعتهم يقولون:
(ليس للإيمان منتهى هو في زيادة أبداً، وينكرون على من يقول: إنه مستكمل الإيمان، وإن إيمانه كإيمان جبريل عليه السلام) ( ).
وقال شيخ الإسلام الإمام الأوزاعي رحمه الله (ت 157هـ) :
(لا يستقيم الإيمان إلا بالقول، ولا يستقيم الإيمان والقول إلا بالعمل، ولا يستقيم الإيمان والقول والعمل إلا بنية موافقة للسنة؛ فكان من مضى ممن سلف لا يفرقون بين الإيمان، والعمل من الإيمان، والإيمان من العمل، وإنما الإيمان اسم يجمع كما يجمع هذه الأديان اسمها وتصديقه العمل؛ فمن آمن بلسانه وعرف بقلبه وصدق ذلك بعمله فذلك العروة الوثقى التي لا انفصام لها، ومن قال بلسانه ولم يعرف بقلبه ولم يصدقه بعمله لم يقبل منه، وكان في الآخرة من الخاسرين)( ).
وقال الإمام مالك رحمه الله (ت 179هـ) :
(الإيمان: قول وعمل)( ).
وقال الإمام الحافظ سفيان الثوري رحمه الله (ت 161هـ):
(الإيمان: يزيد وينقص)( ).
وقال الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله (ت 181هـ):
(الإيمان: قول وعمل، والإيمان يتفاضل)( ).
وقال الإمام الفضيل بن عياض رحمه الله (ت 186هـ):
(الإيمان عندنا داخله وخارجه الإقرار باللسان والقول بالقلب، والعمل به)( ).
وقال الإمام أبو الثور البغدادي رحمه الله (ت 240هـ):
(الإيمان تصديق بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالجوارح)( ).
وقال الإمام وكيل بن الجراح رحمه الله (ت 179هـ):
(أهل السنة يقولون: الإيمان: قول وعمل)( ).
وقال الإمام يحيى بن سعيد القطان رحمه الله (ت 198هـ):
(كل من أدركت من الأئمة كانوا يقولون: الإيمان: قول وعمل؛ يزيد وينقص، ويقدمون أبا بكر وعمر في الفضيلة والخلافة )( ).
وقال الإمام سفيان بن عيينة رحمه الله (ت 198هـ):
(الإيمان: قول وعمل؛ يزيد وينقص)( ).
وعن الإمام الحافظ الحميدي – رحمه الله – قال: سمعت ابن عيينة يقول: (الإيمان: قول وعمل؛ يزيد وينقص) فقال له أخوه إبراهيم بن عيينة: يا أبا محمد، لا تقولن: يزيد وينقص؛ فغضب وقال: (اسكت يا صبي! بلى حتى لا يبقى منه شيء) ( ).
وقال الإمام الشافعي رحمه الله (ت 204هـ):
(الإيمان: قول وعمل؛ يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، ثم تلا قوله تعالى: {وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا}( ).
وقال: (كان الإجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم ممن أدركناهم: أن الإيمان: قول وعمل ونية، ولا يجزئ واحد من الثلاثة إلا بالآخر) ( ).
وقال الإمام عبد الرزاق الصنعاني رحمه الله (ت 211هـ):
(سمعت معمراً، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس، وابن جريح، وسفيان بن عيينة، يقولون: الإيمان: قول وعمل؛ يزيد وينقص)( ).
وقال الإمام عبد الله الحميدي رحمه الله (ت 219هـ):
(الإيمان: قول وعمل؛ يزيد وينقص، لا ينفع قول إلا بعمل، ولا عمل ولا قول إلا بنية، ولا قول وعمل بنية إلا بسنة)( ).
قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله (ت 224هـ):
(اعلم – رحمك الله – أن أهل العلم والعناية بالدين افترقوا في هذا الأمر فرقتين: فقالت إحداهما: الإيمان بالإخلاص لله وشهادة الألسنة وعمل. وقالت الفرقة الأخرى: بل الإيمان بالقلوب والألسنة، فأما الأعمال فإنما هي تقوى وبر، وليست من الإيمان. وإنا نظرنا في اختلاف الطائفتين؛ فوجدنا الكتاب والسنة يصدقان الطائفة التي جعلت الإيمان بالنية والقول والعمل جميعاً، وينفيان ما قالت الأخرى)( ).
وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله (ت 241هـ):
(أجمع تسعون رجلاً من التابعين وأئمة السنة، وأئمة السلف، وفقهاء الأمصار على أن السنة التي توفي عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .. – فذكر أموراً منها - : الإيمان: قول وعمل؛ يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية) ( ). وقال: (الإيمان: يزيد وينقص؛ فزيادته بالعمل، ونقصانه بترك العمل)( ).
وعن عبد الملك بن عبد الحميد الميموني: أنه سأل أبا عبد الله: الإيمان قول ونية؟ فقال لي: (كيف يكون بلا نية؛ نعم قول وعمل ونية، لابد من النية – قال لي – النية متقدمة)( ).
وقال الإمام البخاري رحمه الله (ت 256هـ):
(كتبت عن ألف من العلماء وزيادة، ولم أكتب إلا عمن قال: الإيمان: قول وعمل ولم أكتب عن من قال: الإيمان: قول) ( ).
وقال: (لقيت أكثر من ألف رجل من العلماء بالأمصار فما رأيت أحداً يختلف في أن الإيمان: قول وعمل؛ يزيد وينقص) ( ).
وقال الإمام إسحاق بن راهويه رحمه الله (ت 283هـ):
(الإيمان: يزيد وينقص؛ حتى لا يبقى منه شيء) ( ).
وقال الإمام أبو زرعة الرازي رحمه الله (ت 264هـ):
(الإيمان عندنا قول وعمل؛ يزيد وينقص، ومن قال غير ذلك؛ فهو مبتدع مرجئ)( ).
وقال الإمام أبو حاتم الرازي رحمه الله (ت 274هـ):
(مذهبنا واختيارنا وما نعتقده وندين الله به ونسأله السلامة في الدين والدنيا: أن الإيمان قول وعمل؛ يزيد وينقص)( ).
وقال الإمام يعقوب بن يوسف الفسوي رحمه الله (ت 277هـ):
(الإيمان عند أهل السنة: الإخلاص لله بالقلوب والألسنة والجوارح، وهو قول وعمل؛ يزيد وينقص، على ذلك وجدنا كل من أدركنا من عصرنا بمكة والمدينة والشام والبصرة والكوفة) ثم ذكر منهم ثلاثين ونيفا)( ).
وقال الإمام محمد بن نصر المروزي رحمه الله (ت 294هـ):
(الإيمان: أن تؤمن بالله): أن توحده، وتصدق به بالقلب واللسان، وتخضع له ولأمره، بإعطاء العزم للأداء لما أمر، مجانباً للاستكشاف والاستكبار، والمعاندة، فإذا فعلت ذلك لزمت محابه، واجتنبت مساخطه)( ).
وقال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله (ت 310هـ):
(أما القول في الإيمان هل هو قول وعمل، وهل يزيد وينقص، أم لا زيادة فيه ولا نقصان؟ فإن الصواب فيه قول من قال: هو قول وعمل يزيد وينقص، وبه جاء الخبر عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه مضى أهل الدين والفضل@) ( ).
وقال الإمام أبو الحسن الأشعري - رحمه الله – عن ما أجمع عليه السلف من الأصول (ت 324هـ): (وأجمعوا على أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية)( ).
وقال الإمام البربهاري رحمه الله (ت 329هـ):
الإيمان قول وعمل. وعمل وقول، ونية وإصابة؛ يزيد وينقص، يزيد ما شاء الله، وينقص حتى لا يبقى منه شيء)( ).
وقال الإمام الآجري رحمه الله (ت 360هـ):
(اعلموا – رحمنا الله وإياكم – أن الذي عليه علماء المسلمين: أن الإيمان واجب على جميع الخلق؛ وهو تصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح. ثم اعلموا: أنه لا تجزئ المعرفة بالقلب والتصديق؛ إلا أن يكون معه الإيمان باللسان نطقاً، ولا تجزئ معرفة بالقلب، ونطق باللسان؛ حتى يكون عمل بالجوارح؛ فإذا كملت فيه هذه الثلاث خصال: كان مؤمناً. دل على ذلك القرآن والسنة، وقول علماء المسلمين)( ).
وقال: (فالأعمال – رحمكم الله – بالجوارح تصديق عن الإيمان بالقلب واللسان، فمن لم يصدق الإيمان بعمل جوارحه؛ مثل الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد، وأشباه لهذه، ورضي من نفسه بالمعرفة والقول لم يكن مؤمناً، ولم تنفعه المعرفة والقول، وكان تركه للعمل تكذيباً لإيمانه، وكان العمل بما ذكرناه تصديقاً منه لإيمانه، وبالله التوفيق)( ).
وقال أيضاً: - اعلموا – رحمنا الله وإياكم – يا أهل القرآن، ويا أهل العلم بالسنن والآثار، ويا معشر من فقههم الله تعالى في الدين بعلم الحلال والحرام: أنكم إن تدبرتم القرآن – كما أمركم الله تعالى – علمتم أن الله تعالى أوجب على المؤمنين بعد إيمانهم به وبرسوله العمل، وأنه تعالى لم يثن على المؤمنين بأنه قد رضي عنهم وأنهم قد رضوا عنه، وأثابهم على ذلك الدخول إلى الجنة والنجاة من النار إلا بالإيمان وحده حتى ضم إليه العمل الصالح. قرن مع الإيمان العمل الصالح، لم يدخلهم الجنة بالإيمان وحده حتى ضم إليه العمل الصالح الذي وفقهم له، فصار الإيمان لا يتم لأحد حتى يكون مصدقاً بقلبه، وناطقاً بلسانه، وعاملاً بجوارحه، لا يخفى على من تدبر القرآن وتصفحه، وجده كما ذكرت.
واعلموا – رحمنا الله وإياكم – أني قد تصفحت القرآن فوجدت ما ذكرته في شبيه من خمسين موضعاً من كتاب الله تعالى، أن الله تبارك وتعالى لم يدخل المؤمنين الجنة بالإيمان وحده؛ بل أدخلهم الجنة برحمته إياهم، وبما وفقهم له من الإيمان والعمل الصالح)( ).
وقال الإمام ابن بطة رحمه الله (ت 387هـ):
(واعلموا – رحمكم الله – أن الله – عز وجل – لم يثن على المؤمنين، ولم يصف ما أعد لهم من النعيم المقيم والنجاة من العذاب الأليم، ولم يخبرهم برضاه عنهم إلا بالعمل الصالح والسعي الرابح، وقرن القول بالعمل، والنية بالإخلاص؛ حتى صار اسم الإيمان مشتملاً على المعاني الثلاثة، لا ينفصل بعضها من بعض، ولا ينفع بعضها دون بعض؛ حتى صار الإيمان قولاً باللسان، وعملاً بالجوارح، ومعرفة بالقلب؛ خلافاً لقول المرجئة الضالة الذين زاغت قلوبهم، وتلاعبت الشياطين بعقولهم)( ).
وقال الإمام أبو بكر الإسماعيلي – رحمه الله – عن اعتقاد أئمة الحديث؛ أنهم يقولون (ت 371هـ):
(إن الإيمان قول وعمل ومعرفة) ( ).
وقال الإمام ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله (ت 386هـ):
(أن الإيمان قول باللسان، وإخلاص بالقلب، وعمل بالجوارح؛ يزيد ذلك بالطاعة، وينقص بالمعصية نقصاً عن حقائق الكمال لا محبط للإيمان، ولا قول إلا بعمل، ولا قول ولا عمل إلا بنية، ولا قول ولا عمل ولا نية إلا بموافقة السنة، وأنه لا يكفر أحد من أهل القبلة بذنب وإن كان كبيراً، ولا يحبط الإيمان غير الشرك بالله تعالى) ( ).
وقال الإمام الحافظ ابن مندة رحمه الله (ت 395هـ):
(الإيمان قول باللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالأركان؛ يزيد وينقص) ( ).
وقال الإمام الحافظ ابن أبي زمنين رحمه الله (ت 399هـ):
(ومن أقوال أهل السنة: أن الإيمان إخلاص لله بالقلوب، وشهادة بالألسنة، وعمل بالجوارح؛ على نية حسنة، وإصابة السنة .. أن الإيمان درجات ومنازل يتم ويزيد وينقص، ولو لا ذلك استوى الناس فيه، ولم يكن للسابق فضل على المسبوق)( ).
وقال الإمام إسماعيل الصابوني رحمه الله (ت 449هـ):
(ومن مذهب أهل الحديث: أن الإيمان قول وعمل ومعرفة؛ يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية) ( ).
وقال الإمام ابن بطَّال المالكي رحمه الله (ت 449هـ):
(مذهب أهل السنة من سلف الأمة وخلفها: أن الإيمان قول وعمل؛ يزيد وينقص، والحجة على زيادته ونقصانه؛ ما أورده البخاري في كتاب الله من ذكر الزيادة في الإيمان، وبيان ذلك أنه من لم تحصل له بذلك الزيادة؛ فإيمانه أنقص من إيمان من حصلت له) ( ).
وقال الإمام الحليمي رحمه الله (ت 403هـ):
(ومما يدل على أن الإيمان يزيد وينقص قول النبي صلى الله عليه وسلم للنساء : (إنكن ناقصات عقل ودين) ( ).
وقال الإمام القاضي أبو يعلى الفراء (ت 458هـ) - رحمه الله – عن تعريف الإيمان الشرعي:
(وأما حده في الشرع فهو جميع الطاعات الباطنة والظاهرة؛ فالباطنة أعمال القلب، وهو تصديق القلب، والظاهرة هي أفعال البدن الواجبات والمندوبات)( ).
وقال الإمام البيهقي رحمه الله (ت 458هـ):
(أن الإيمان يزيد وينقص، وإذا قبل الزيادة قبل النقص)( ).
وقال الحافظ أبو عمر بن عبد البر رحمه الله (ت 460هـ):
(أجمع أهل الفقه والحديث على أن الإيمان قول وعمل؛ ولا عمل إلا بنية، والإيمان عندهم يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، والطاعات كلها عندهم إيمان)( ).
وقال الإمام البغوي رحمه الله (ت 516هـ):
(اتفقت الصحابة والتابعين فمن بعدهم من علماء السنة على أن الأعمال من الإيمان .. وقالوا إن الإيمان قول وعمل وعقيدة؛ يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية على ما نطق به القرآن في الزيادة، وجاء في الحديث بالنقصان في وصف النساء)( ).
وقال الإمام قوَّام السنة الأصفهاني رحمه الله (ت 535هـ):
(الإيمان في الشرع عبارة عن جميع الطاعات الظاهرة والباطنة)( ).
وقال: (قال علماء السلف .. والإيمان قول وعمل ونية؛ يزيد وينقص، زيادته البر والتقوى، ونقصانه الفسوق والفجور)( ).
وقال الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله (ت 561هـ):
(ونعتقد أن الإيمان قول باللسان، ومعرفة بالجنان، وعمل بالأركان)( ).
وقال الحافظ عبد الغني المقدسي رحمه الله (ت 600هـ):
(الإيمان قول وعمل ونية؛ يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية)( ).
وقال الإمام ابن قدامة المقدسي رحمه الله (ت 620هـ):
(الإيمان: قول باللسان، وعمل بالأركان، وعقد بالجنان؛ يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان)( ).
وقال الإمام النووي رحمه الله (ت 676هـ):
(قال عبد الرزاق: سمعت من أدركت من شيوخنا وأصحابنا: سفيان الثوري، ومالك بن أنس، وعبيد بن عمر، والأوزاعي، ومعمر بن راشد، وابن جريح، وسفيان بن عيينة، يقولون: الإيمان: قول وعمل؛ يزيد وينقص. وهذا قول: ابن مسعود، وحذيفة، والنخعي، والحسن البصري، وعطاء، وطاوس، ومجاهد، وعبد الله بن المبارك؛ فالمعنى الذي يستحق به العبد المدح والولاية من المؤمنين هو إتيانه بهذه الأمور الثلاثة: التصديق بالقلب، والإقرار باللسان، والعمل بالجوارح)( ).
وقال: (إن الطاعات تسمى إيماناً وديناً، وإذا ثبت هذا علمنا أن من كثرت عبادته زاد إيمانه ودينه، ومن نقص عبادته نقص دينه) ( ).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (ت 728هـ):
(ومن أصول أهل السنة: أن الدين والإيمان قول وعمل: قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح، وأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية)( ).
وقال: (ولهذا كان القول: إن الإيمان قول وعمل – عند أهل السنة – من شعائر السنة، وحكى غير واحد الإجماع على ذلك) ( ).
وقال الإمام الحافظ ابن القيم رحمه الله (ت 751هـ):
(حقيقة الإيمان مركبة من قول وعمل. والقول قسمان: قول القلب، وهو الاعتقاد، وقول اللسان، وهو التكلم بكلمة الإسلام، والعمل قسمان: عمل القلب، وهو نيته وإخلاصه، وعمل الجوارح؛ فإذا زالت هذه الأربعة، زال الإيمان بكماله، وإذا زال تصديق القلب، لم تنفع بقية الأجزاء) ( ).
وقال الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله (ت 744هـ) في تفسير الآية {2} من سورة الأنفال:
(وقد استدل البخاري وغيره من الأئمة بهذه الآية وأشباهها على زيادة الإيمان وتفاضله في القلوب، كما هو مذهب جمهور الأمة؛ بل قد حكى الإجماع على ذلك غير واحد من الأئمة كالشافعي وأحمد بن حنبل وأبي عبيد، كما بينا ذلك مستقصى في أول شرح البخاري، ولله الحمد والمنة).
وقال – أيضاً – في تفسير الآية {124} من سورة التوبة:
(وهذه الآية من أكبر الدلائل على أن الإيمان يزيد وينقص، كما هو مذهب أكثر السلف والخلف من أئمة العلماء؛ بل قد حكى غير واحد الإجماع على ذلك، وقد بسط الكلام على هذه المسألة في أول شرح البخاري رحمه الله).
وقال العلامة ابن أبي العز الحنفي رحمه الله (ت 792هـ) :
(اختلف الناس فيما يقع عليه اسم الإيمان اختلافاً كثيراً: فذهب مالك والشافعي وأحمد والأوزاعي وإسحاق بن راهويه، وسائر أهل الحديث، وأهل المدينة رحمهم الله، وأهل الظاهر، وجماعة من المتكلمين: إلى أنه تصديق بالجنان، وإقرار باللسان وعمل بالأركان)( ).
وقال الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله (ت 795هـ) في شرح حديث النبي صلى الله عليه وسلم : (اللهم! زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهديين)( ) : (أما زينة الإيمان؛ فالإيمان قول وعمل ونية؛ فزينة الإيمان تشمل زينة القلب بتحقيق الإيمان له، وزينة اللسان بأقوال الإيمان، وزينة الجوارح بأعمال الإيمان)( ).
وقال في شرحه لقول البخاري: الإيمان قول وعمل:
(وأكثر العلماء قالوا: هو قول وعمل. وهذا كله إجماع من السلف وعلماء أهل الحديث، وقد حكى الشافعي إجماع الصحابة والتابعين عليه، وحكى أبو ثور الإجماع عليه أيضاً.
وقال الأوزاعي: كان من مضى ممن سلف لا يفرقون بين الإيمان والعمل، وحكاه غير واحد من سلف العلماء عن أهل السنة والجماعة، وممن حكى ذلك عن أهل السنة والجماعة: الفضيل بن عياض، ووكيع ابن الجراح، وممن روي عنه أن الإيمان قول وعمل: الحسن، وسعيد بن جبير، وعمر بن عبد العزيز، وعطاء، وطاوس، ومجاهد، والشعبي، والنخعي، والزهري، وهو قول الثوري، والأوزاعي، وابن المبارك، ومالك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبي عبيد، وأبي ثور، وغيرهم) وقال أيضاً: (زيادة الإيمان ونقصانه قول جمهور العلماء)( ).
وقال العلامة أبو الفضل شهاب الدين محمود الآلوسي رحمه الله (ت 1270هـ) في تفسير الآية {2} من سورة الأنفال:
(وهذا أحد أدلة من ذهب إلى أن الإيمان يقبل الزيادة والنقص، وهو مذهب الجم الغفير من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين، وبه أقوال لكثرة الظواهر الدالة على ذلك من الكتاب والسنة من غير معارض لها عقلاً؛ بل قد احتج عليه بعضهم بالعقل أيضاً، وذلك أنه لو لم تتفاوت حقيقة الإيمان لكان إيمان آحاد الأمة بل المنهمكين في الفسق والمعاصي مساوياً لإيمان الأنبياء والملائكة – عليهم الصلاة والسلام – واللازم باطل؛ فكذا الملزوم( ).
وقال العلامة السفاريني رحمه الله (ت 1188هـ):
(الذي اعتمده أئمة الأثر وعلماء السلف: أن الإيمان: تصديق بالجنان وإقرار باللسان، وعمل بالأركان؛ يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان, وإلا فمجرد تصديق القلب من غير إقرار باللسان لا يحصل به الإيمان؛ فإن إبليس لا يسمى مؤمنا بالله، وإن كان مصدقاً بوجوده وربوبيته)( ).
وقال العلامة صديق حسن القنوجي رحمه الله (ت 1307هـ):
(إن الإيمان الشرعي المطلوب لا يكون؛ إلا اعتقاداً وقولاً وعملاً؛ هكذا ذهب إليه أكثر الأئمة بل قد حكاه الشافعي وأحمد وأبو عبيد، وغير واحد إجماعاً أن الإيمان قول وعمل)( ).
وقال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله (ت 1376هـ) في تفسير الآية {76} من سورة مريم:
(وفي هذا دليل على زيادة الإيمان ونقصه؛ كما قاله السلف الصالح، ويدل عليه قوله تعالى : { لِيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا }، { وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا } ويدل عليه أيضاً الواقع؛ فإن الإيمان: قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح، والمؤمنون متفاوتون في هذه الأمور أعظم تفاوت.
وقال العلامة حافظ الحكمي رحمه الله (ت 1377هـ):
(الإيمان: قول وعمل، قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح؛ يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، ويتفاضل أهله فيه)( ).
وقال الشيخ العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله (ت 1393هـ):
(إن الحق الذي لا شك فيه الذي هو مذهب أهل السنة والجماعة أن الإيمان شامل للقول والعمل مع الاعتقاد، وذلك ثابت في أحاديث صحيحة كثيرة)( ).
-اعلم أن المتقرر عند أهل السنة والجماعة هو تلازم عمـل الجــوارح الظاهـرة وأعـمـال القلـوب البـاطنـة لا يمكن تصور وجود أحدهما دون الآخر ، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (الفتاوى:7/221): "والقرآن يبين أن إيمان القلب يستلزم العمل الظاهر بحسبه" أ.هـ ، وبهذا صرح أئمة الدين وحكوه عقيدة لأهل السنة ، أذكر عدداً ممن قرر ذلك :
1- قال سهل بن عبد الله التستري رحمه الله كما نقله شيخ الإسلام في(الفتاوى: 7/171) مقراً له أنه سئل عن الإيمان ما هو ؟ فقال : "هو قول ونية وعمل وسنة ؛ لأن الإيمــان إذا كان قــولاً بلا عمـل فهو كفر ، وإذا كان قولاً وعملاً بلا نية فهو نفاق ، وإذا كان قولاً وعملاً ونية بلا سنة فهو بدعة".وانظر(الإبانة:2/814)
2- قال أبو طالب المكي رحمه الله كما نقله شيخ الإسلام ( الفتاوى: 7/333) :" الإيمان والإسلام أحدهما مرتبط بالآخر فهما كشيء واحد ، لا إيمان لمن لا إسلام له ، ولا إسلام لمن لا إيمان له ، إذ لا يخلو المسلم من إيمان به يصح إسلامه – ولا يخلو المؤمن من إسلام به يحقق إيمانه من حيث اشترط الله للأعمال الصالحة الإيمان ; واشترط للإيمان الأعمال الصالحة ؛ فقال في تحقيق ذلك : )فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه( وقال في تحقيق الإيمان بالعمل : )ومن يأته مؤمناً قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجت العلى( . فمن كان ظاهره أعمال الإسلام ولا يرجع إلى عقود الإيمان بالغيب فهو منافق نفاقاً ينقل عن الملة ، ومن كان عقده الإيمان بالغيب ولا يعمل بأحكام الإيمان وشرائع الإسلام فهو كافر كفراً لا يثبت معه توحيد ; ومن كان مؤمنا بالغيب مما أخبرت به الرسل عن الله عاملاً بما أمر الله فهو مؤمن مسلم … فلا إيمان إلا بعمل ولا عمل إلا بعقد. ومَثَلُ ذلك مَثَلُ العمل الظاهر والباطن أحدهما مرتبط بصاحبه من أعمال القلوب وعمل الجوارح. ومثله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : )إنما الأعمال بالنيات( ؛ أي لا عمل إلا بعقد وقصد ، لأن [إنما] تحقيق للشيء ونفي لما سواه ؛ فأثبت أن جماعة ممن لا يسع رد قولهم من الأئمة حكوا الإجماع أن الإيمان بلا عمل لا يصح ولا يجزئ أو نسبوه لأهل السنة وفقهاء الملة
بذلك عمـل الجـوارح من المعاملات ، وعمل القلوب من النيات. فمثل العمل من الإيمان كمثل الشفتين من اللسان لا يصح الكلام إلا بهما ؛ لأن الشفتين تجمع الحروف ، واللسان يظهر الكلام ، وفي سقوط أحدهما بطلان الكلام ، وكذلك في سقوط العمل ذهاب الإيمان ).
3- قال أبو جعفر الطبري(تهذيب الآثار- مسند ابن عباس:2/685) وذكر من حيث الأثر أحاديث مرسلة عن النبي صلى الله عليه وسلم )أن الإيمان قول وعمل( فقال :
" فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن اسم الإيمان المطلق ، إنما هو للمعرفة بالقلب والإقرار باللسان والعمل بالجوارح ، دون بعض ذلك.
وأما من النظر : مما لا يدفع صحته ذُو فطره صحيحة ، وذلك الشهادةُ لقول قائل قال قولاً أو وَعَد عِدَةً ، ثم أنجز وعده ، وحقَّق بالفعل قولَه : "صدَّق فلانٌ قولَه بفعلِه".
ولا يدفعُ مع ذلك ذو معرفة بكلام العرب ، صحة القول بأن الإيمان التصديقُ. فإذا كان الإيمان في كلامها التصديق ، والتصديق يكونُ بالقلب واللسان والجوارح ، وكان تصديـق القلب العزم والإذعان ، وتصديق اللسان الإقرار ، وتصديق الجوارح السَّعي والعمل ؛ كان المعنى الذي به يستحق العبد المدحَ والولاية من المؤمنين ، هو إتيانه بهذه المعاني الثلاثة.
وذلك أنه لا خلاف بين الجميع أنه لو أقر ، وعمل على غير علم منه ومعرفة بربه ، أنه لا يستحق اسم مؤمن. وأنه لو عرف وعلم وجحد بلسانه وكذَّب وأنكر ما عرف من توحيد ربه ، أنه غير مستحق اسم مؤمن. فإذا كان ذلك كذلك ، وكان صحيحـــاً أنــه غــيرُ مُستحـقٍ غـيرُ المُقِــر اســمَ مؤمن ، ولا المُقِرُّ غير العارف مستحق ذلك ، كان كذلك غير مستحق ذلك بالإطلاق : العارف المُقِر غير العامل ، إذ كان ذلك أحد معاني الإيمان التي بوجود جميعها في الإنسان يستحق اسم مؤمن بالإطلاق".
4- قال الإمام محمد بن نصر رحمه الله(تعظيم قدر الصلاة:2/517) :"ولو أقر , ثم لم يؤد حقه , كان كمن جحده في المعنى , إذ استويا في الترك للأداء ، فتحقيق ما قال أن يؤدي إليه حقه ، فإن أدى جزءاً منه ، حقق بعض ما قال ، ووفّى ببعض ما أقر به ، وكلما أدى جزءاً ، ازداد تحقيقاً لما أقرَّ به ، وعلى المؤمن الأداء أبداً لما أقر به ، حتى يموت".
5- قال الخطابي رحمه الله (كما في شرح السنة للبغوي:1/11) :"أصل الإسلام : الاستسلام والانقياد ، وأصل الإيمان : التصديق. وقد يكون المرء مستسلماً في الظاهر غير منقاد في الباطن ، ولا يكون صادقَ الباطن غير منقاد في الظاهر".
6- قال البغوي رحمه الله (شرح السنة: 1/10) :"والتصديق والعمل يتناولهما اسم الإيمان والإسلام جميعاً، ويدل عليه قوله سبحانه وتعالى (إن الديـن عند الله الإسلام) (ورضيت لكم الإسلام ديناً) (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه) ، فأخبر أن الدين الذي رضيه ويقبله من عباده هو الإسلام ، ولن يكون الدّينُ في محل القبول والرضى إلا بانضمام التصديق إلى العمل".
7- قال الآجري رحمه الله في كتاب الشريعة ( 1/275 ) : فالأعمال - رحمكم الله تعالى - بالجوارح: تصديق عن الإيمـان بالقلــب واللسـان ، فمـن لم يصـدق الإيمــان بعمـلـه وبجـوارحــه : مثــل الطهارة ، والصلاة ، والزكاة ، والصيام ، والحج ، والجهاد ، وأشبـاه لهـذه ، ورضي مـن نفسه بالمعرفـة والقـول ، لم يكن مؤمناً ، ولم ينفعه المعرفة والقول ، وكان تركه للعمل تكذيباً منه لإيمانه ، وكان العمل بما ذكرناه تصديقاً منه لإيمانه ، وبالله التوفيق".
وقال أيضا في كتابه (الأربعين حديثاً:135-137) :" اعلموا رحمنا الله وإياكم أن الذي عليه علماء المسلمين : أن الإيمان واجـب علـى جميــع الخلــق : وهو التصـديق بالقلـب ، وإقــرار باللسان ، وعمـل بالجوارح ... ولا تجزئ معرفة بالقلب والنطق باللسان حتى يكون معه عمل بالجـوارح . فإذا كملت الخصال الثلاث كان مؤمناً … فالأعمال بالجوارح تصديق عن الإيمان بالقلب واللسان. فمن لم يصدق الإيمان بعمله وبجوارحه مثل الطهارة والصــلاة والزكاة والصيـام والحـج والجهـاد أشبـاه لهـذه ، ورضي لنفسه المعرفة والقول دون العمل لم يكن مؤمناً ، ولم تنفعه المعرفة والقول".
8- وقال ابن بطة العكبري رحمه الله (الإبانة:2/795) :" ( فقد تلوت عليكم من كتاب الله عز وجل ما يدل العقلاء من المؤمنين أن الإيمان قول وعمل ، وأن من صدق بالقول وترك العمل كان مكذباً وخارجاً من الإيمان. وأن الله لا يقبل قولاً إلا بعمل ، ولا عملاً إلا بقول).
9- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (الفتاوى:7/363). :"وقول القائل : الطاعات ثمرات التصديق الباطن ، يراد به شيئان : يراد به أنها لوازم له ، فمتى وجد الإيمان الباطن وجدت. وهذا مذهب السلف وأهل السنة. ويراد به : أن الإيمان الباطن قد يكون سبباً ، وقد يكون الإيمان الباطن تاماً كاملاً وهي لم توجد ، وهذا قول المرجئة من الجهمية وغيرهم".
وقال(الفتاوى:7/128) :"بل القرآن والسنة مملوءان بما يدل على أن الرجل لا يثبت له حكم الإيمان إلا بالعمل مع التصديق ، وهذا في القرآن أكثر بكثير من معنى الصلاة والزكاة ، فإن تلك إنما فسرتها السنة ، والإيمان بين معناه الكتاب والسنة وإجماع السلف".
وقال(الفتاوى:7/621 ) : ( وقد تبين أن الدين لابد فيه من قول وعمل ، وأنه يمتنع أن يكون الرجل مؤمناً بالله ورسوله بقلبه أو بقلبه ولسانه ولم يؤد واجباً ظاهراً ، ولا صلاة ولا زكاة ولا صياماً ولا غير ذلك من الواجبات ، لا لأجل أن الله أوجبها، مثل أن يؤدي الأمانة و يصدق الحديث ، أو يعدل في قسمه وحكمه، من غير إيمان بالله ورسوله، لم يخرج بذلك من الكفر، فإن المشركين وأهل الكتاب يرون وجوب هذه الأمور، فلا يكون الرجل مؤمناً بالله ورسوله مع عدم شيء من الواجبات التي يختص بإيجابها محمد صلى الله عليه وسلم).
وقال(الفتاوى:7/611) :"ومن الممتنع أن يكون الرجل مؤمناً إيماناً ثابتاً في قلبه ؛ بأن الله فرض عليه الصلاة والزكاة والصيام والحج ويعيش دهره لا يسجد لله سجدة ولا يصوم من رمضان ولا يؤدي لله زكاة ولا يحج إلى بيته ، فهذا ممتنع ، ولا يصدر هذا إلا مع نفاق في القلب وزندقته لا مع إيمان صحيح ، ولهذا إنما يصف سبحانه بالامتناع عن السجود الكفار".
10- قال ابن القيم رحمه الله في(الفوائد:283): "الإيمان له ظاهر وباطن ، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته ، فـلا ينـفــع ظاهـر لا باطـن لـه وإن حقــن بــه الدماء وعصم به المال والذرية . ولا يجزىء باطن لا ظاهر له إلا إذا تعذّر بعجز أو إكراه وخوف هلاك. فتخلف العمل ظاهراً مع عدم المانع دليل على فساد الباطن وخلوه من الإيمان".
وقال أيضا (الفوائد:204) :"فكل إسلام ظاهر لا ينفذُ صاحبُه منه إلى حقيقة الإيمان الباطنة ، فليس بنافع حتى يكون معه شيء من الإيمان الباطن. وكل حقيقة باطنة لا يقوم صاحبُها بشرائع الإسلام الظاهرة لا تنفع ولو كانت ما كانت ، فلو تمزق القلب بالمحبة والخوف ولم يتعبد بالأمر وظاهر الشرع لم يُنْجه ذلك من النار ، كما أنه لو قام بظواهر الإسلام وليس في باطنه حقيقة الإيمان لم يُنْجـه من النـار".
11- وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله(الدرر السنية:1/124) وذكـر قول وهب بن منبه ــ مفتاح الجنة لا إله إلا الله ولابد لها من أسنان فإن جاء بالأعمال وإلا لم يفتح له ــ قال :"إذا فهمت ذلك فالمسألة الأولى واضحة ، مراده الرد على من ظن دخول الجنـة بالتوحيـد وحده بدون الأعمال.
12- قال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله في(شرح كشف الشبهات:126):"بل إجماع بين أهل العلم (أن التوحيد لابد أن يكون بالقلب واللسان والعمل) ، فلا بد من الثلاثة ، لابد أن يكون هو المعتقد في قلبه ، ولابد أن يكون هو الذي ينطق به لسانه ، ولابد أن يكون هو الذي تعمل به جوارحه ، (فإن اختل شيء من هذا) لو وحّد بلسانه دون قلبه ما نفعه توحيده ، ولو وحد بقلبه وأركانه دون لسانه ما نفعه ذلك ، ولو وحَّــد بأركانـه دون الباقي (لم يكن الرجل مسلماً) ، هذا إجماع أن الإنسان لابد أن يكون موحداً باعتقاده ولسانه وعمله. (فإن عرف التوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاند) إذا اعتقد ولا نطق ولا عمل بالحق بأركانه فهذا كافر عند جميع الأمة".
13- قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله (معارج القبول:2/23) :"ومحال أن ينتفي انقياد الجوارح بالأعمال الظاهرة مع ثبوت عمل القلب ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، إلا وهي القلب. ومن هنا يتبين لك أن من قال من أهل السنة في الإيمان هو التصديق على ظاهر اللغة ؛ أنهم إنما عنوا التصديق الإذعاني المستلزم للانقياد ظاهراً وباطناً ، لم يعنوا مجرد التصديق".
14- وقال الشيخ العلامة محمدأمان الجامي رحمه الله في (شرح الأصول الثلاثة عند التعليق على المرتبة الثانية : الإيمان : وهو بضع وسبعون شعبة – الشريط الثالث الوجه الثاني) :"ومن ادعى أنه مصدق بقلبه بكل ما جاء رسول الله عليه الصلاة والسلام ثم لا يعمل ، يقال له : هذه دعوى! والدعوى لا بد لها من بينة ، فأين البينة ؟ البينة الأعمال ، لذلك يقول بعضهم :
فإذا حلَّت الهدايةُ قلباً نَشَطَتْ في العبادة الأعضاء
فإذا كانت الأعضاء لا تعمل ؛ لا يصلي ولا يصوم ولا يأمر ولا ينهى ولا يجاهد ولا يطلب العلم .. ماشي ، هكذا مصدق ؟! لا لا ، لا يقبل مثل هذا التصديق ، وعلى هذا انتشر بين المسلمين هذا الإيمان الإرجائـي ، لذلك لو أمـرت إنسـان أو نهيتـه عـن مـا فعــل ، يقـول : الإيمـان بالقـلب هنـا الإيمان!!. الإيمان الذي هنا لو صحَّ لظهر أثره في أعضائك وجوارحك.))
وأختم بهذا النص المحكم من شيخ الإسلام: قال بن تيمية: " من الممتنع أن يكون الرجل مؤمناً إيماناً ثابتاً في قلبه، بأن الله فرض عليه الصلاة والزكاة، والصيام، والحج، ويعيش دهره لا يسجد لله سجدة، ولا يصوم من رمضان، ولا يؤدي لله زكاة، ولا يحج إلى بيته، فهذا ممتنع، ولا يصدر هذا إلا مع نفاق في القلب وزندقة لا مع إيمان صحيح"1
التعليق
إعلم-رحمنا الله وإياك- أن من أعظم أسباب الخطأ وأكبر موجبات الضلال ؛ الجهل بالحقائق ،والخطأ في تصور المفاهيم، يقول الشيخ العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمهم الله _ في بيان أهمية تصور الحقائق ومعرفة حدودها: _ اعلم أن من تصور حقيقة أي شيء على ما هو عليه في الخارج، وعرف ماهيته بأوصافها الخاصة عرف ضرورة ما يناقضه ويضاده، وإنما يقع الخفاء بلبس إحدى الحقيقتين، أو بجهل كلا الماهيتين . ومع انتفاء ذلك وحصول التصور التام لهما، لا يخفى ولا يلتبس أحدهما بالآخر . وكم هلك بسبب قصور العلم وعدم معرفة الحدود والحقائق من أمة، وكم وقع بذلك من غلط وريب وغمة " [ منهاج التأسيس ص/12]
إذا تقرر ذلك فانتبه جيدا للتقريرات التالية ؛إذ ينبني عليها مسائل مهمة وأمور جليلة خطيرة فأقول:
أولا:تعريف الإيمان لغة:
الإيمان له في لغة العرب استعمالان:
1- فتارة يتعدى بنفسه فيكون معناه التأمين أي إعطاء الأمان، وآمنته ضد أخفته، وفي الكتاب العزيز (وآمنهم من خوف) ( قريش: 5)فالأمن ضد الخوف ،وأخرج مسلم(2531) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(( النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتْ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ))
· قلت :وهذا المعنى هو أصل الاشتقاق اللغوي للفظ الإيمان
2- وتارة يأتي معدًّى بالباء وتارة معدًّى باللام.
يعدى بالباء كقول الله جل وعلا ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾[البقرة:285]، ﴿آمَنَ... بِـ﴾ هذا تعدية بالباء، ﴿قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ﴾[البقرة:136]، ﴿وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً﴾[البقرة:41]، وآيات في هذا كثيرة.
وتارة يعدّى الإيمان باللام كقوله جل وعلا ﴿وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ﴾[يوسف:17]، وكقوله ﴿فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ﴾[العنكبوت:26].
§ قال العلماء: الفرق بين هذا وهذا أن الغالب فيما عُدي باللام أن يكون هو المعنى اللغوي ، وأما إذا عُدي بالباء فيراد به المعنى الشرعي وهو ما يكون قولا وعملا واعتقادا.
إذا تقرر هذا فاعلم أنَه قد وقع الخلاف في المعنى اللغوي للفظ الإيمان ؛فعرفه قوم بأنه مجرد التصديق القلبي ، وهم جماهير أهل الإسلام وحكي إجماعا، وخالفهم شيخ الإسلام ابن تيمية عليه رحمة الله فعرف الإيمان لغة بأنه :الإقرار القلبي ونسبه إلى السلف،وتقرير مذهبه: أن هناك فرقا بين الإيمان والتصديق لأوجه :
1- الوجه الأول: أن بينَهما فرقا من جهة التعدي، وهو فرق في اللفظ. وذلك أنه يقال للمخبر: صدَّقَه، ولا يُقال آمَنَه بل آمن به أو آمَن له. كما قال تعالى: ] فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ [ وقال: ] فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ [ وقال فرعون: ] قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ [ إلى غيرها من الآيات. فالصدق يتعدى بنفسه بخلاف الإيمان، فلا يقال آمنته، إلا من الأمان الذي هو ضدُّ الإخافة.
فإن قيل: فقد يقال: ما أنت بمصدق لنا. فالجواب أن اللام تدخل على ما يتعدى بنفسه إذا ضعُف عملُه، إمَّا بتأخيره أو بكونه اسمَ فاعلٍ أو مَصدرا، أو باجتماعهما، فيقال فلان يعبد الله ويخافه ويتقيه، ثم إذا ذكر باسم الفاعل قيل، هو عابد لربه، متق لربه، خائف لربه، كما أنه إذا ذكرتَ الفعل وأخرتَه، تُقوِّيه باللام كقوله: ] وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ [ وقوله ] إِنْ كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ [ مع أنك تقول: يرْهَب ربه ويعبر رُؤياه.
2- الوجه الثاني: أن لفظَ الإيمانِ ليس مُرادفا للفظ التصديق في المعنى، فإن كلَّ مُخبر عن مشاهدة أو غيب يقال له في اللغة: صدقت، كما يقال: كذبت، وأما لفظ الإيمان فلا يُستعملُ إلا في الخبر عن غائبٍ، وذلك أنه مشتق من الأمن، فإنما يستعمل في خبرٍ يُؤتمن عليه المخبر، كالأمر الغائب، ولهذا لم يوجد قط في القرآن وغيره لفظ آمن له إلا في هذا النوع.
3- الوجه الثالث: أن لفظ الإيمان في اللغة لم يقابَلْ بالتكذيب كلفظ التصديق، بل المعروف في مقابلة الإيمان لفظ الكفر، يقال هو مؤمن أو كافر، والكفر لا يختص بالتكذيب، بل لو قال: أنا أعلم أنك صادقٌ لكن لا أتبعك، بل أعاديكَ وأُبْغِضُك وأخالفك ولا أوافقك، لكان كفرُه أعظم، فلما كان الكفر المقابل للإيمان ليس هو التكذيب فقط، عُلم أن الإيمان ليس هو التصديق فقط.
4- الوجه الرابع: أن الإيمانَ في اللغة مشتق من الأمن الذي هو ضد الخوف، فهو متضمن مع التصديق معنى الائتمان والأمانة كما يدل عليه الاستعمالُ والاشتقاق، أما التصديق فلا يتضمن شيئا من ذلك.
فهذه الأوجُهُ الأربعة تبطل دعوى الترادفِ بين لفظي الإيمان والتصديق. وعلى فرض أنه مرادف للتصديق فإنه تصديقٌ وأمنٌ أو تصديق وطمأنينة،وهو متضمن للالتزام بالمؤمن به سواء كان خبرا أو إنشاء، بخلاف لفظ التصديق المجرَّد، الذي هو عبارة عن حكمٍ ذهني بإيقاعِ النسبةِ أو انتزاعها، كما يزعُمه المتكلمون .
وعلى تعريفِ المتكلمين للتصديق فإنه لا يمكن أن يكونَ إلا بالقلب أو اللسان، وهذا معترض بما ثبت في السنةِ وأقوالِ السلفِ من تسمية الأفعال تصديقا، كما جاء في الحديث: » إن الله كتب على ابن آدم حظَّه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فزنا العينِ النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كلَّه أو يكذبه « . وقال الحسن البصري: » ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكنه ما وَقَر في القلب وصدَّقَتْه الأعمال « . وروى محمد بن نصر المروزي أن عبدَ الملكِ بن مروان كتب إلى سعيد بن جبير يسأله عن هذه المسائل، فأجابه: » سألتَ عن الإيمان، فالإيمانُ هو التصديق، أن يصدق العبد بالله وملائكته وما أنزل الله من كتاب وما أرسل من رسول، وباليوم الآخر. وسألتَ عن التصديق، والتصديق أن يعمل العبد بما صدق به من القرآن، وما ضعف عن شيء منه وفرَّط فيه عرف أنه أذنب واستغفر الله وتاب منه ولم يصر عليه، فذلك هو التصديق… « . قال شيخ الإسلام رحمه الله: » وهذا معروف عن غير واحد من السلف والخلف، أنهم يجعلون العمل مصدقا للقول « .
ونتيجة هذا المبحث، أن الإيمان في اللغة – عند المحققين من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله – ليس مرادفا للتصديق، وأنه على فرض الترادف بينهما فليس المقصودُ بالتصديق مجردَ الحكمِ الذهني بنسبةِ المحمولِ للموضوع، كما هو الأمر في اصطلاح أهل المنطق والكلام ، ولكنه التصديقُ في عُرف السلف، الشاملُ للالتزام العملي الذي يقتضيه تمامُ الإذعان.
وعليه، فإن أصلحَ تعريف للإيمان من جهة اللغة هو الإقرارُ لا التصديق، والإقرار يتضمن أمرين اثنين هما: قول القلب وهو التصديق وعمل القلب وهو الانقياد، أي تصديق الرسول فيما أخبر، والانقياد له فيما أمر . قال شيخ الإسلام عليه رحمة الله: » … فكان تفسيره بلفظ الإقرار أقربَ من تفسيره بلفظ التصديق، مع أن بينهما فرقا «
· ثم ها هنا تنبيه مهم:اعلم –رحمنا الله وإياك –أن اشتغالنا هنا ببيان المعنى اللغوي للإيمان إنما هو من باب التبرع وإلا فإنه((مما ينبغي أن يعلم أن الألفاظ الموجودة في القرآن والحديث إذا عرف تفسيرها وما أريد بها من جهة النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتج في ذلك إلى الاستدلال بأقوال أهل اللغة ولا غيرهم ; فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم المراد بلفظ الإيمان وما يضاده بياناً لا يحتاج معه إلى الاستدلال على ذلك بالاشتقاق وشواهد استعمال العرب ونحو ذلك، فلهذا يجب الرجوع في مسميات هذه الأسماء إلى بيان الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فإنه شاف كاف، بل معاني هذه الأسماء معلومة من حيث الجملة
للخاصة والعامة، بل كل من تأمل ما يقوله الخوارج والمرجئة في معنى الإيمان، علم بالاضطرار أنه مخالف للرسول...(3)))
ثانيا: الإيمان شرعا:
· إذا تقرر ذلك فاعلم ان الإيمان في الاصطلاح الشرعي عند أهل السنة والجماعة هو:: الدين وهو : اعتقاد بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالجوارح والأركان، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وعلى ذلك حُكِيَ الإجماع المستند إلى الأدلة المتكاثرة من الكتاب والسنة ، عن كل من يدور عليه الإجماع من الصحابة والتابعين .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – في : (( الفتاوى ))( 7/209) :
(( قال الشافعي – رحمه الله تعالى - : وكان الإجماع من الصحابة و التابعين بعدهم , ومن أدركناهم , يقولون : الإيمان قول و عمل و نية , و لا يجزئ واحد من الثلاث إلا بالآخر )).
والنصوص عن الأئمة كثيرة جداً في قولهم: إن الإيمان قول وعمل، نقل كثيراً منها المصنفون في عقيدة أهل السنة من الأئمة المتقدمين كالإمام اللالكائي وابن بطه وابن أبي عاصم وغيرهم وقد قدمنا لك طرفا منها.
ولا فرق بين قولهم: إن الإيمان قول وعمل، أو قول وعمل ونية، أوقول وعمل واعتقاد. فكل ذلك من باب اختلاف التنوع، فمن قال من السلف: إن الإيمان قول وعمل أراد قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح.ومن زاد الاعتقاد رأى لفظ القول لا يفهم منه إلا القول الظاهر، أو خاف ذلك، فزاد الاعتقاد بالقلب.ومن قال: قول وعمل ونية، قال: القول يتناول الاعتقاد (قول القلب)، وقول اللسان، وأما العمل فقد لا يفهم منه النية (عمل القلب)، فزاد ذلك(2).
خلاصة ما سبق من حقيقة الإيمان الشرعي أنها (مركبة من قول وعمل، والقول قسمان: فقول القلب هو اعتقاد ما أخبر الله سبحانه به عن نفسه وعن أسمائه وصفاته وأفعاله وملائكته ولقائه على لسان رسله،وقول اللسان الإخبار عنه بذلك والدعوة إليه والذب عنه وتبيين بطلان البدع المخالفة له والقيام بذكره وتبليغ أوامره
والعمل قسمان: وعمل القلب كالمحبة له والتوكل عليه والإنابة إليه والخوف منه والرجاء له وإخلاص الدين له والصبر على أوامره وعن نواهيه وعلى أقداره والرضى به وعنه والموالاة فيه والمعاداة فيه والذل له والخضوع والإخبات إليه والطمأنينة به وغير ذلك من أعمال القلوب التي فرضها أفرض من أعمال الجوارح ومستحبها أحب إلى الله من مستحبها وعمل الجوارح بدونها إما عديم المنفعة أو قليل المنفعة
وأعمال الجوارح كالصلاة والجهاد ونقل الأقدام إلى الجمعة والجماعات ومساعدة العاجز والإحسان إلى الخلق ونحو ذلك فإذا زالت هذه الأربعة زال الإيمان بكماله وإذا زال تصديق القلب لم تنفع بقية الأجزاء فإن تصديق القلب شرط في اعتقادها وكونها نافعة وإذا زال عمل القلب مع اعتقادالصدق فهذا موضع المعركة بين المرجئة وأهل السنة، فأهل السنة مجمعون على زوال الإيمان، وأنه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب، وهو محبته وانقياده، كما لم ينفع إبليس وفرعون وقومه واليهود والمشركين الذين كانوا يعتقدون صدق الرسول، بل ويقرون به سراً وجهراً، ويقولون: ليس بكاذب، ولكن لا نتبعه ولا نؤمن به) (1).
والدليل على ذلك ما أخرجه مسلم(35) عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم:" الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ" فالحديث صريح على أن القول كقول "لا إله إلا الله " ، والعمل "كإماطة الأذى عن الطريق "، والاعتقاد "كالحياء" من الإيمان .
ليس الإيمان دون اعتقاد:-
وليس الإيمان قولا وعملا دون اعتقاد ، لأن هذا إيمان المنافقين، قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ) (البقرة : 8 ).
ليس الإيمان مجرد المعرفة:-
وليس هو مجرد المعرفة ، لأن هذا إيمان الكافرين والجاحدين . قال تعالى: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) (النمل : 14 ).
وقال تعالى:( َإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ) (الأنعام : 33 ).
وقال تعالى: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ) (البقرة : 146 ).
وقال تعالى: (فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ) (البقرة : 89 ).
وقال تعالى: (وَعَاداً وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ) (العنكبوت : 38 ).
ليس الإيمان دون العمل:-
وليس هو قولا واعتقاد دون عمل، لأن الله سمى اللأعمال إيمانا ، فقال تعالى:{ َمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}(البقرة : 143 ).، أي : صلاتكم إلى البيت المقدس.
وفي الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لوفد عبد القيس :
" آمركم بأربع : الإيمان بالله ، هل تدرون ماالإيمان بالله؟ : شهادة أن لاإله إلا الله ، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وان تعطوا من المغانم الخمس".
فعندنا إذا أربعة أمور تتركب منها حقيقة الإيمان:
أولاً - قول القلب: هو معرفته للحق، واعتقاده، وتصديقه، وإقراره، وإيقانه به؛ وهو ما عقد عليه القلب، وتمسك به، ولم يتردد فيه، قال عز وجل: (ولما يدخل الإيمان في قلوبكم)(1).
وقال تعالى: (ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم)(2).
وقال أيضاً: (كتب في قلوبهم الإيمان)(3).
وقال أيضاً: (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان)(4).
وقال - صلى الله عليه وسلم: " يا معشر من آمن بلسان، ولم يدخل الإيمان إلى قلبه"(5).
إلى غير ذلك من الأدلة الصريحة في أن إيمان القلب شرط في الإيمان، ولا يصح الإيمان بدونه، وأنه إذا وجد سرى ذلك إلى الجوارح ولابد.
ويقول الإمام المروزي - رحمه الله -: (أصل الإيمان التصديق بالله، وبما جاء من عنده، وعنه يكون الخضوع لله لأنه إذا صدق بالله خضع له، وإذا خضع أطاع.. ومعنى التصديق هو المعرفة بالله، والاعتراف له بالربوبية، بوعده، ووعيده، وواجب حقه، وتحقيق ما صدق به من القول والعمل.. ومن التصديق بالله يكون الخضوع لله، وعن الخضوع تكون الطاعات، فأول ما يكون عن خضوع القلب لله الذي أوجبه التصديق من عمل الجوارح والإقرار باللسان)(2).
ويقول أيضاً: (وإنما المعرفة التي هي إيمان، هي معرفة تعظيم الله، وجلاله، وهيبته، فإذا كان كذلك، فهو المصدق الذي لا يجد محيصاً عن الإجلال، والخضوع لله بالربوبية، فبذلك ثبت أن الإيمان يوجب الإجلال لله، والتعظيم له، والخوف منه، والتسارع إليه بالطاعة على قدر ما وجب في القلب من عظيم المعرفة) (3).
ويقول: (أصل الإيمان هو التصديق، وعنه يكون الخضوع، فلا يكون مصدقاً إلا خاضعاً، ولا خاضعاً إلا مصدقاً، وعنهما تكون الأعمال)(4)
يتضح لنا من النقل السابق أن العلم والمعرفة والتصديق (أي قول القلب)، إن لم يصحبها الانقياد والاستسلام والخضوع، (أي عمل القلب والجوارح) لم يكن المرء مؤمناً، بل تصديق هذا شر من عدمه (1) لأنه ترك الانقياد مع علمه ومعرفته.
والدليل على أن التصديق والمعرفة فقط لا تنفع صاحب-ها وصف الله به إبليس بقوله: (خلقتنى من نار) (2) وقوله: (فبعزتك لأغوينهم أجمعين)(3)، فأخبر أنه قد عرف أن الله خلقه، ولم يخضع لأمره فيسجد لآدم كما أمره، فلم ينفعه معرفته إذ زايله الخضوع.
والدليل على ذلك أيضاً شهادة الله على قلوب بعض اليهود أنهم يعرفون النبي – صلى الله عليه وسلم – وما أنزل إليهم كما يعرفون أبناءهم، فلا أحد أصدق شهادة على ما في قلوبهم من الله، إذ يقول لنبيه: (فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به)(4)، وقال: (يعرفونه كما يعرفون أبناءهم)(5)، وقال: (ليكتمون الحق وهم يعلمون) (6) فشهد على قلوبهم بأنها عارفة عالمة بالنبي – صلى الله عليه وسلم – ولم يوجب لهم اسم الإيمان بمعرفتهم وعلمهم بالحق إذ لم يقارن معرفتهم التصديق والخضوع لله ولرسوله بالتصديق له والطاعة (7).
ومما يجدر ذكره أن بعض السلف يطلق التصديق أو اعتقاد القلب ويقصد به قول القلب وعمله جميعاً، أو عمل القلب وحده.
يقول الإمام أحمد – رحمه الله -: " وأما من زعم أن الإيمان الإقرار، فما يقول في المعرفة؟ هل يحتاج إلى المعرفة مع الإقرار؟ وهل يحتاج أن يكون مصدقاً بما عرف؟ فإن زعم أنه يحتاج على المعرفة مع الإقرار، فقد زعم أنه من شيئين، وإن زعم أنه يحتاج أن يكون مقرا ومصدقا بما عرف، فهو من ثلاثة أشياء، وإن جحد وقال: لا يحتاج إلى المعرفة والتصديق فقد قال قولاً عظيماً(1) فالملاحظ من كلام الإمام أحمد أنه يعني بالتصديق عمل القلب ويعني بالمعرفة قول القلب، أما الإقرار فقول اللسان(2) وقال الإمام أبو ثور لما سئل عن الإيمان ما هو؟: (فاعلم يرحمنا الله وإياك أن الإيمان تصديق بالقلب والقول باللسان وعمل بالجوارح، وذلك أنه ليس بين أهل العلم خلاف في رجل لو قال: أشهد أن الله عز وجل واحد، وأن ما جاءت به الرسل حق، وأقر بجميع الشرائع، ثم قال: ما عقد قلبي على شيء من هذا ولا أصدق به أنه ليس بمسلم ولو قال: المسيح هو الله، وجحد أمر الإسلام، قال لم يعتقد قلبي على شيء من ذلك أنه كافر بإظهار ذلك وليس بمؤمن، فلما (3) لم يكن بالإقرار إذا لم يكن معه التصديق مؤمناً ولا بالتصديق إذا لم يكن معه الإقرار مؤمناً، حتى يكون مصدقاً بقلبه مقراً بلسانه فإذا كان تصديق بالقلب وإقرار باللسان كان عندهم مؤمناً (4) وعند بعضهم لا يكون حتى يكون مع التصديق عمل، فيكون بهذه الأشياء إذا اجتمعت مؤمناً...)(5)
ثم رد على من أخرج العمل من الإيمان فالغالب أنه يقصد بالتصديق هنا (قول القلب وعمله) والله أعلم
يقول ابن تيمية (وكذلك قول من قال: اعتقاد بالقلب، وقول باللسان وعمل بالجوارح، جعل القول والعمل اسماً لما يظهر، فاحتاج أن يضم إلى ذلك اعتقاد القلب، ولا بد أن يدخل في قوله: اعتقاد القلب، أعمال القلب المقارنة لتصديقه، مثل حب الله، وخشية الله والتوكل عليه، ونحو ذلك، فإن دخول أعمال القلب في الإيمان أولى من دخول أعمال الجوارح باتفاق الطوائف كلها)(1)
ويقول الإمام ابن القيم موضحاً ذلك: (ونحن نقول: الإيمان هو التصديق، ولكن ليس التصديق مجرد اعتقاد صدق المخبر دون الانقياد له، ولو كان مجرد اعتقاد التصديق إيماناً لكان إبليس وفرعون وقومه وقوم صالح واليهود الذين عرفوا أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم - كما يعرفون أبناءهم مؤمنين صادقين) (2)
ونختم هذا البحث بالتأكيد على أهمية الخضوع والاستسلام والانقياد (عمل القلب والجوارح) وأنه أساس دعوة الأنبياء والرسل، وأن قضيتهم مع أقوامهم دائماً ليست قضية المعرفة والعلم المجرد (أي قول القلب) قال تعالى: (فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون) (3)
وقال تعالى: (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً)
فالكفار والمنافقون غالباً ما يقرون بالربوبية والرسالة ولكن الكبر والبغض وحب الرياسة والشهوات ونحوها تصدهم عن الطاعة والإخلاص والمتابعة (أي توحيد الألوهية) ومن ثم فلا ينفعهم ذلك، ولا ينجيهم من عذاب الله عز وجل في الآخرة ولا من سيف المؤمنين في الدنيا، فيجب على الدعاة إلى الله أن ترتكز دعوتهم على ذلك، وأن لا يقتصروا بالاهتمام بتوحيد الربوبية دون الدعوة إلى توحيد الألوهية، وإنما يكون اهتمامهم بالربوبية طريقاً ومنطلقاً لترسيخ وتثبيت توحيد الألوهية وعبادة الله وحده لا شريك له.
ثانيا:قول اللسان: إقراره والتزامه.أي: النطق بالشهادتين، والإقرار بلوازمها.
قال تعالى: { قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }( ).
وقال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}( ).
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة ...)( )
اتفق أهل السنة على أن النطق بالشهادتين شرط لصحة الإيمان ،يقول شيخ الإسلام ابن تيمية (وقد اتفق المسلمون على أنه من لم يأت بالشهادتين فهو كافر) (3)
وقال أيضاً (فأما الشهادتان) إذا لم يتكلم بهما مع القدرة فهو كافر باتفاق المسلمين، وهو كافر باطناً وظاهراً عند سلف الأمة وأئمتها وجماهير علمائها) (4) وقال أيضاً (إن الذي عليه الجماعة أن من لم يتكلم بالإيمان بلسانه من غير عذر لم ينفعه ما في قلبه من المعرفة، وأن القول من القادر عليه شرط في صحة الإيمان) (5)
ثالثا: عمل القلبوهو نيته وتسليمه،وإخلاصه ، وإذعانه، وخضوعه، وإنقياده، والتزامه، وإقباله إلى الله تعالى، وتوكله عليه – سبحانه – ورجاؤه، وخشيته، وتعظيمه، وحبه وإرادته.
قال الله تعالى: { وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ }( ).
وقال تعالى: { وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى {19} إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى {20} وَلَسَوْفَ يَرْضَى }( ).
فمن لم يوجد في قلبه عمل القلب من أصل الخوف والرجاء والحب والتوكل فهو كافر بالاتفاق (3)، وما زاد على أصل الخوف والحب والرجاء فهو ما بين واجب ومستحب (4
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (الإيمان أصله الإيمان الذي في القلب، ولابد فيه من شيئين:
تصديق القلب وإقراره ومعرفته، ويقال لهذا: قول القلب، ...ثم قول البدن وعمله، ولا بد فيه من عمل القلب، مثل حب الله ورسوله، وإخلاص العمل لله وحده، وتوكل القلب على الله وحده، وغير ذلك من أعمال القلوب التي أوجبها الله ورسوله وجعلها جزءاً من الإيمان ثم القلب هو الأصل، فإذا كان فيه معرفة وإرادة سرى ذلك إلى البدن ضرورة لا يمكن أن يتخلف البدن عما يريده القلب، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم " ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد، ألا وهي القلب (2).
فإذا كان القلب صالحا بما فيه من الإيمان علماً وعملاً قلبياً لزم ضرورة صلاح الجسد بالقول الظاهر، والعمل بالإيمان المطلق..)(3).
ونختم بنص نفيس لابن القيم _ رحمه الله _ حيث يقول:
كل مسألة علمية فإنه يتبعها إيمان القلب وتصديقه وحبه، وذلك عمل بل هو أصل العمل، وهذا مما غفل عنه كثير من المتكلمين في مسائل الإيمان، حيث ظنوا أنه مجرد التصديق دون الأعمال، وهذا من أقبح الغلط وأعظمه، فإن كثيراً من الكفار كانوا جازمين بصدق النبي صلى " كل مسألة علمية فإن الله عليه وسلم، غير شاكين فيه، غير أنه لم يقترن بذلك التصديق عمل القلب من حب ما جاء به والرضا وإرادته، والموالاة والمعاداة عليه، فلا تهمل هذا الموضوع فإنه مهم جداً، به تعرف حقيقة الإيمان. (2)"
رابعا :عمل الجوارح:أي فعل المأمورات والواجبات، وترك المنهيات والمحرمات.
مثل الصلاة، والقيام، والركوع، والسجود، والصيام، والصدقات، والمشي في مرضاة الله تعالى؛ كنقل الخطا إلى المساجد، والحج، والجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك من أعمال شعب الإيمان.
قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {77} {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ }( ).
وقال تعالى: { وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا {63}وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا }( ).
1-الأدلة من القرآن على أن الأعمال جزء من الإيمان
قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}( ).
وقال تعالى: { التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ }( ).
وقال: { لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }( ).
وقد جعل الله عز وجل – أيضاً – جميع الطاعات من الإيمان في كثير من الآيات، قال الله – سبحانه وتعالى – في كتابه العزيز : { وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ }( ).
لم يختلف المفسرون بأن الله أراد من {إِيمَانَكُمْ} في الآية؛ صلاتكم إلى بيت المقدس فسمى الصلاة إيماناً، ولو لم تكن جزءاً من الإيمان وركنا فيه؛ لما صح تسميتها به؛ فهذا دليل بين على أن العمل من الإيمان.
وكذلك قرن الله – عز وجل – الإيمان مع العمل في كثير من الآيات، وجعل جنة الخلد جزاءً لمن آمن وعمل صالحاً.
قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً }( ).
وقال: { وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }( ).
وقال: { وَالْعَصْرِ {1}إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ {2} إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ }( ).
وهذه الآيات الكريمات البينات؛ كلها تدخل الأعمال الصالحة، وجميع الطاعات معها في مسمى الإيمان.
2- الأدلة من السنة :
1- ومن الأدلة الصريحة في ذلك حديث وفد عبد القيس وفيه قوله صلى الله عليه وسلم " أَمَرَهُمْ بِالْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَقَالَ هَلْ تَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ بِاللَّهِ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامُ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ وَصَوْمُ رَمَضَانَ وَأَنْ تُؤَدُّوا خُمُسًا مِنْ الْمَغْنَمِ " الحديث (2) ففي هذا الحديث فسر الرسول صلى الله عليه وسلم للوفد الإيمان هنا بقول اللسان، وأعمال الجوارح
(ومعلوم أنه لم يرد أن هذه الأعمال تكون إيماناً بالله بدون إيمان القلب، لما قد أخبر في مواضع أنه لابد من إيمان القلب، فعلم أن هذه مع إيمان القلب هو الإيمان، وأي دليل على أن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان فوق هذا الدليل؟ فإنه فسر الإيمان بالأعمال ولم يذكر التصديق مع العلم بأن هذه الأعمال لا تفيد مع الجحود) (3)
2- ومن الأدلة أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " الحديث (4) وما في معناه من الأحاديث في نفي الإيمان عمن ارتكب الكبائر وترك الواجبات كقوله صلى الله عليه وسلم " لا إيمان لمن لا أمانة له " (5) يقول ابن رجب تعليقاً على ذلك (فلولا أن ترك هذه الكبائر من مسمى الإيمان لما انتفى اسم الإيمان عن مرتكب شيء منها لأن الاسم لا ينتفي إلا بانتفاء بعض أركان المسمى أو واجباته)(1) ويقول ابن تيمية (.... ثم إن نفي الإيمان عند عدمها دال على أنها واجبة فالله ورسوله لا ينفيان اسم مسمى أمر الله به ورسوله إلا إذا ترك بعض واجباته كقوله صلى الله عليه وسلم " لا صلاة إلا بأم القرآن " (2).
وقوله صلى الله عليه وسلم " لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له " (3)(4).
3- ومن الأحاديث أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم: " الطهور شطر الإيمان " (5) ومثله " حسن العهد من الإيمان " (6)وغيرها كثير.
4- ومنها قوله صلى الله عليه وسلم -: " من أعطى لله ومنع لله، وأحب لله وأبغض لله، وأنكح لله فقد استكمل إيمانه " (7)
وهذا يدل على أن هذه الأعمال جزء من مسمى الإيمان يكمل بوجودها وينقص بنقصها، ويزول بزوال جنسهاوالأيات حاديث الدالة على زيادة الإيمان ونقصانه كما سيأتي (لأن الأعمال إذا كانت إيمانا كان بكمالها تكامل الإيمان، وبتناقصها تناقص الإيمان وكان المؤمنون متفاضلين في إيمانهم كما هم متفاضلون في أعمالهم، وحرم أن يقول قائل (إيماني وإيمان الملائكة والنبيين واحد) لأن الطاعات كلها إذا كانت إيماناً فمن كان أكثر طاعة كان أكثر إيماناً ومن خلط الطاعات بالمعاصي كان أنقص إيماناً ممن أخلص الطاعات)(1)
5- ولعلنا نختم هذا المبحث بأبرز الأحاديث دلالة على المقصود وهو حديث شعب الإيمان.
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان " وقد اعتنى الأئمة بهذا الحديث واعتبروه أصلاً لإدخال الطاعات في الإيمان وعدوها من شعبه وألفوا في ذلك بعض المصنفات.
ومن أصول أهل السنة والجماعة أن الإيمان يتفاضل ويزيد الإيمان بالطاعة وينقص بالمعصية. قال تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) (آل عمران : 173 ).
وقال :( وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (الأنفال : 2 )
وقال تعالى: (وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ
آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) (التوبة : 124 ).
وقال تعالى: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً) (الأحزاب : 22 ).
وقال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ) (الفتح : 4 ).
وقال تعالى:(وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً) (المدّثر : 31 ).
وقال تعالى: (وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) (التوبة : 124 ).
وكل ما يزيد فقد كان ناقصاً (6)،وفي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم وعظ النساء ، وقال لهن: " ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن"، فهذا دليل على نقصان الإيمان. ومثله قوله صلى الله عليه وسلم: " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا". رواه أحمد وغيره عن أبي هريرة.
وإذا كان من اتصف بحسن الخلق فهو أكمل المؤمنين إيمانا ، فغيره ممن ساء خلقه أنقص إيمانا.
والإيمان ليس شيئاً واحداً لا يتجزأ لذلك يصح الاستثناء فيه؛ وذلك بأن يقول المسلم –مثلاً-: أنا مؤمن إن شاء الله ،) قال البيهقي : وقد روينا هذا – يعني الاستثناء في الإيمان – عن جماعة من الصحابة والتابعين والسلف الصالح ا.هـ ( شعب الإيمان ( 1/ 212 ) ) . وقال ابن تيمية : وأما مذهب سلف أصحاب الحديث كابن مسعود وأصحابه والثوري وابن عيينة ، وأكثر علماء الكوفة ويحيى بن سعيد القطان فيما يرويه عن علماء أهل البصرة وأحمد بن حنبل وغيره من أئمة السنة فكانوا يستثنون في الإيمان وهذا متواتر عنهم ا.هـ (مجموع الفتاوى ( 7 / 438 – 439 )) على اعتبارات منها : الله أعلم بقبول الأعمال ، أو أن الإيمان إذا أطلق أريد به الإيمان المطلق -أي الكامل - الذي يتضمن فعل الواجبات وترك المحرمات ، فهو يستثني خشية ألا يكون أتى بهذا الإيمان المطلق ، أو باعتبار ترك تزكية النفس بالإيمان ، فلذلك استثنى ، أو باعتبار أن الاستثناء على اليقين لا على الشك فيكون راجعاً لما تيقنه من نفسه من الإتيان بأصل الإيمان (9)- وهو مطلق الإيمان؛ فصار الاستثناء عند السلف راجعاً لأحد هذه الأمور الأربعة :
الأول / بالنظر إلى تقبل الأعمال ، فليس كل من عمل العمل تقبل منه . قال أحمد : كان سليمان بن حرب حمل هذا على التقبل ، يقول : نحن نعمل ولا ندري يتقبل منا أم لا . ( السنة للخلال ( 3 / 597 )) .
الثاني / بالنظر إلى خشية ألا يكون أتى بالإيمان الكامل الذي يريده الله ، وذلك بأن لا يكون أتى بالواجب كما يريده الله أو يكون اقترف بعض المحرمات . قال أحمد : أقول مؤمن إن شاء الله ، ومؤمن أرجو ، لأنه لا يدري كيف أداؤه للأعمال على ما افترض عليه أم لا . كتاب السنة للخلال ( 3 / 601).
الثالث / بالنظر إلى البعد عن تزكية النفس . قال الإمام أبو عبد الله ابن بطة : ولكن الاستثناء يصح في وجهين : أحدهما / نفي التزكية لئلا يشهد الإنسان على نفسه بحقائق الإيمان وكوامله ، فإن من قطع على نفسه بهذه الأوصاف شهد لها بالجنة وبالرضا والرضوان ا.هـ ( الإبانة ( 2/ 865 )) ، ولما ذكر ابن تيمية هذا المنزع ، قال : وهذا مأخذ عامة السلف الذين كانوا يستثنون ا.هـ مجموع الفتاوى ( 7 / 473 ) .
الرابع / بالنظر للأمور المتيقن منها فيكون الاستثناء على اليقين كقوله تعالى ) لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين ( ، فلما سئل الإمام أحمد بن حنبل عن الاستثناء في الإيمان ؟ قال : نعم . الاستثناء على غير معنى شك مخافة واحتياطاً للعمل ، وقد استثنى ابن مسعود وغيره وهو مذهب الثوري ، قال الله عز وجل ) لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين ( ..ا.هـ ( السنة للخلال ( 3/ 594 )) . قال ابن تيمية موضحاً كلمة الإمام أحمد هذه : وقال : على غير معنى شك : يعني من غير شك مما يعلمه الإنسان من نفسه ، وإلا فهو يشك في تكميل العمل الذي خاف أن لا يكون كمله ، فيخاف من نقصه ، ولا يشك في أصله ا.هـ ( مجموع الفتاوى ( 7 / 451 )) . =
· =تنبيه / ظن بعضهم أن السلف يستثنون في الإيمان باعتبار حالة الموافاة ، لأنه لا يدري على أي شيء يوافي ربه ، وهذا الظن أنكره ابن تيمية وبين أن السلف لم يقولوا به . راجع ( 7 / 436 ) .
· ولفظي الإسلام والإيمان يختلف معناهما بحسب الإفراد والاقتران وقاعدة ذلك (أن من الأسماء ما يكون شاملاً لمسميات متعددة عند إفراده وإطلاقه، فإذا قرن ذلك الاسم بغيره صار دالا على بعض تلك المسميات، والاسم المقرون به دال على باقيها، وهذا كاسم الفقير والمسكين، فإذا أفرد أحدهما دخل فيه كل من هو محتاج، وإذا قرن أحدهما بالآخر دل أحد الاسمين على بعض أنواع ذوي الحاجات والآخر على باقيها، فهكذا اسم الإيمان إذا أفرد أحدهما دخل فيه الآخر، ودل بانفراده على ما يدل عليه الآخر بانفراده، فإذا قرن بينهما دل أحدهما على بعض ما يدل عليه بانفراده ودل الآخر على الباقي وقد صرح بهذا المعنى جماعة من الأئمة.. ويدل على صحة ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - فسر الإيمان عند ذكره مفرداً في حديث وفد عبد القيس بما فسر به الإسلام المقرون بالإيمان في حديث جبريل - عليه السلام - وفسر في حديث آخر الإسلام بما فسر به الإيمان، كما في مسند الإمام أحمد عن عمرو بن عبسة قال: جاء رجل إلي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((يا ر سول الله ما الإسلام؟ قال: ((أن تسلم قلبك لله، وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك))، قال: فأي الإسلام أفضل؟ قال: ((الإيمان، قال: وما الإيمان؟ قال: ((أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت)).. الحديث.. فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - الإيمان أفضل الإسلام، وأدخل فيه الأعمال... وبهذا التفصيل الذي ذكرناه يزول الاختلاف فيقال: إذا أفرد كل من الإسلام والإيمان بالذكر فلا فرق بينهما حينئذ، وإن قرن بين الاسمين كان بينهما فرق...) ((جامع العلوم والحكم))
* المخالفون لأهل السنة في مسألة الإيمان :
أهل السنة والجماعة يقولون : إن الإيمان يتركب من اعتقاد القلب وقول اللسان وعمل الجوارح لا يجزئ أحدها عن الآخر ، والأعمال كلها من حقيقة الإيمان ، إلا أنهم يرون أن الكبائر أو ترك شيء من العمل ــ عدا المباني فمختلف فيها ـــ ليس بكفر ، وخالفهم في هذا الباب طوائف من أهل البدع :
الطائفة الأولى : الخـوارج والمعتـزلة ، والإيمـان عنـدهم كمـا هـو عنـد أهـل السنـة والجماعة : قول وعمل واعتقاد ، إلا إنهم خالفوهم بقولهم : إن تارك بعض العمل ــ آحاده ــ أو مرتكب الكبيرة ليس في قلبه شيء من الإيمان وهو مخلد في الآخرة في النار ، واختلفوا في حكمه في الدنيا ، فقالت الخوارج : هو كافر ، وقالت المعتزلة : هو بمنزلة بين منزلتين.
الطائفة الثانية : الجهمية ، والإيمان عندهم : هو المعرفة فقط دون تصديق القلب و قـول اللسان وعمل الجوارح ، فلو لم يصدق بقلبه وينطق بلسانه ويعمل بجوارحه فهو مؤمن إذا عرف بقلبه لأن هذه الثلاثة غير داخلة في الإيمان ، ولازم ذلك عنـدهم إيمـان إبليس وفرعون وأبي جهل لأنهم عرفوا الله ، وقد سلك بعض الأشاعرة هذا المذهب بأن الإيمان هو المعرفة.
الطائفة الثالثة : الكرامية ، والإيمان عندهم : قول باللسان دون تصديـق القلب أو عمـل الجـوارح ، فمن تكلم به فهو مؤمـن كامـل الإيمـان لأن الإيمـان عندهـم لا يتبعـض ، لكنهـم لا ينكـرون وجوب التصديق بل عندهم من كان مقراً بلسانه مكذباً بقلبـه فهــو منافـق خالـد في النـار في الآخـرة ، فخالفوا أهل السنة في مسألة التصديق في الاسم ووافقوهم في الحكم.
الطائفة الرابعة : الأشاعرة ، والإيمان عندهم : مجرد تصديق القلب دون عمله وعمل الجوارح ودون قول اللسان. لكنهم يقولون : إن للإيمان لوازم إذا ذهبت دل على عدم تصديق القلب.
الطائفة الخامسة : وهم مرجئة الفقهاء ، والإيمان عندهم : قول باللسان واعتقاد بالقلب دون عمل الجوارح ، ولذا فالإيمان عندهم لا يزيد ولا ينقص.
ومع أن المرجئــة يجمعـون تقريبـاً علـى أن العمـل ليـس داخـلاً في حقيقة الإيمـان ولا داخـلاً فيمفهومه ، إلا أن مرجئة الفقهاء أقرب هذه الطوائف لأهل السنة ، وأبعدها طائفة الجهمية القائلون بأن الإيمان هو المعرفة فقـط ، ولذا كفرهم جمع من أئمة السلف دون باقي طوائف المرجئة. وأشار شيخ الإسلام أن الغلط دخل على هذه الطوائف بسبب أنهم ظنوا أن الإيمان كل لا يتبعض ولا يتجزأ ولا يزيد ولا ينقص ، بل إذا وجد فصاحبه مؤمن كامل الإيمان وإذا ذهب بعضه ذهب كله (انظر الفتاوى:13/47،50).
قال ابن تيمية : وأصل نزاع هذه الفرق في الإيمان من الخوارج والمرجئة والمعتزلة والجهمية وغيرهم ، أنهم جعلوا الإيمان شيئاً واحداً إذا زال بعضه زال جميعه ، وإذا ثبت بعضه ثبت جميعه فلم يقولوا بذهاب بعضه وبقاء بعضه ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلَّم :"يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من الإيمان " – ثم قال – وقالت المرجئة والجهمية : ليس الإيمان إلا شيئاً واحداً لا يتبعض – ثم قال – قالوا : لأنا إذا= =أدخلنا فيه الأعمال صارت جزءاً منه ، فإذا ذهب بعضه فيلزم إخراج ذي الكبيرة من الإيمان … ا.هـ ( 7 / 510 – 511 ) .
__________________
اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأصلح لنا شأننا كله .
lehdjili
2011-01-17, 14:41
http://img18.imageshack.us/img18/9968/lehdjili6.gif
جواهر الجزائرية
2011-01-17, 14:42
بما انك خارجي فانت تخشى ان يكتشف امرك
سبحان الواحد الأحد الذي خلقت عقلا جاهلا
حنين موحد يقول قال الله قال رسول الله لا مجالا
فابو اسحاق والإسم بلا أفاق ينعت موحدا بالخارجي هذا موحالا
يا هذا هل رأيت خارجيا يجادلك مباشرة وهو يعلم سلفا أنك أصلا ?????????????????
جواهر الجزائرية
2011-01-17, 14:58
[QUOTE=lehdjili;4701976]http://img18.imageshack.us/img18/9968/lehdjili6.gif
لا أحلى ولا أروع ولا أثقل في الميزان من سبحان الله والله أكبر ولا لإله إلا الله
جزاك الله
ووفقك الله
وهداك الله
¨°o.سيدو~علالو.o°¨
2011-01-17, 18:40
بارك الله فيك وجزاك الله كل الخير
اختي انثى نسر الآمل
سلام
جواهر الجزائرية
2011-01-18, 09:05
[quote=قسورة;4704979]اللهم لا حول و لا قوة إلا بالله
ألم يقل فيكم رسول الله جميعا بتناقضاتكم أنكم "كثير و لكن غثاء كغثاء السيل" ؟ صدق رسول الله
ما دخل الزبرجد في الحديد و الذهب و الفضة البدرة في الغبرة ؟ بصراحة هذا نقاش عقيم جدا
الموضوع عن العلامة الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب بن شولمان النجدي من نجد قرن الشيطان كما جاء في البخاري و الذي جدد لنا الإسلام حتى حين قتل رسول أخيه و الإسلام يحرم قتل حتى رسل الكفار ، فما دخل مبتدعة الأشاعرة و القبوريون و المشركين و الذين يسجدون لغير الله إقتداءا بسيدنا يعقوب الذي سجد ليوسف و الملائكة التي سجدت لآدم بامر من ربها الذي أمرها -بالشرك- حسب أتباع السلفية حين أسجدها لآدم إلا إبليس أبى و لم يرد السجود لغير الله ؟ ، فما دخل هذا كله و ما صح في القرآن بعبقرية هذا الرجل المجدد الفذ الذي جدد شيئا أصلا لا يجزور فيه التجديد لأنه "تم" في زمن رسول الله ، هذا النجدي الفذ الذي قلب الإسلام رأسا على عقب و يخشى أتباعه الحجة من الكتاب و السنة فلو صبروا لتعلموا و إلا إتهمناهم بأنهم ماجورون لنشر فساد كبير يدعون أنه الإسلام و هم يخالفون حتى صريح و واضح الآيات بكلمات لم تنطقها حتى قريش.
إن أتباع العلامة النجدي يحبون من لا يسجد لغير الله و هو مخلوق واحد أبى و إستكبر و كان من الكافرين ، إبليس أي الشيطان ، فلذلك خرج قرناه في نجد كما قال رسول الله في صحيح البخاري أصح كتاب بعد كتاب الله ، فهل تريدون منه أن يخرج قرونه في مكة و المدينة التي بها الملائكة ؟
يا أيها المبتدعة الأشاعرة ، إن قوم النجدي على حق ، فهم يتبعون رجلا "خطت يداه الشريفتان" ما خالفه واقعه ، و هي من أخلاق الإيمان أما أنتم فعليكم بقبوريتكم التي أمركم رسول الله قائلا "فزوروها فإنها تذكركم بالله و اليوم الآخر" ، أما هم فيخافون من العفاريت التي تسكن القبور و لا يعلمون لحد الآن أن الشهداء "أحياء و لكن لا تشعرون" كما جاء في القرآن بل يصرون على أنهم جيف في القبور أكلها الدود و أهلكها الدهر و فناها ، أفتكذبونهم و تصدقون القرآن ؟ عيب عليكم يا أشاعرة
عجبي منكم يا أشاعرة ... عجبي
ملاحظة : فضحت الأشاعرة لأنهم حشروا أنفسهم هنا ضد العلامة المجدد الفهامة وحيد زمانه الفريد الشريد الطريد محمد بن عبد الوهاب بن شولمان ، و شولمان من يهود الدونمة في تركيا ، فمرحى تجديد الإسلام بأصوب يهودية لهذا يكره السلفيون جدا عمامة رسول الله و يفضلون طاقيات اليهود و شماغات أحبار اليهود حتى فرضوها في جزيرة العرب ، فأصبحت "العرب تيجانهم شماغات اليهود"
[quote=قسورة;4704979]اللهم لا حول و لا قوة إلا بالله
ألم يقل فيكم رسول الله جميعا بتناقضاتكم أنكم "كثير و لكن غثاء كغثاء السيل" ؟ صدق رسول الله
ما دخل الزبرجد في الحديد و الذهب و الفضة البدرة في الغبرة ؟ بصراحة هذا نقاش عقيم جدا
الموضوع عن العلامة الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب بن شولمان النجدي من نجد قرن الشيطان كما جاء في البخاري و الذي جدد لنا الإسلام حتى حين قتل رسول أخيه و الإسلام يحرم قتل حتى رسل الكفار ، فما دخل مبتدعة الأشاعرة و القبوريون و المشركين و الذين يسجدون لغير الله إقتداءا بسيدنا يعقوب الذي سجد ليوسف و الملائكة التي سجدت لآدم بامر من ربها الذي أمرها -بالشرك- حسب أتباع السلفية حين أسجدها لآدم إلا إبليس أبى و لم يرد السجود لغير الله ؟ ، فما دخل هذا كله و ما صح في القرآن بعبقرية هذا الرجل المجدد الفذ الذي جدد شيئا أصلا لا يجزور فيه التجديد لأنه "تم" في زمن رسول الله ، هذا النجدي الفذ الذي قلب الإسلام رأسا على عقب و يخشى أتباعه الحجة من الكتاب و السنة فلو صبروا لتعلموا و إلا إتهمناهم بأنهم ماجورون لنشر فساد كبير يدعون أنه الإسلام و هم يخالفون حتى صريح و واضح الآيات بكلمات لم تنطقها حتى قريش.
إن أتباع العلامة النجدي يحبون من لا يسجد لغير الله و هو مخلوق واحد أبى و إستكبر و كان من الكافرين ، إبليس أي الشيطان ، فلذلك خرج قرناه في نجد كما قال رسول الله في صحيح البخاري أصح كتاب بعد كتاب الله ، فهل تريدون منه أن يخرج قرونه في مكة و المدينة التي بها الملائكة ؟
يا أيها المبتدعة الأشاعرة ، إن قوم النجدي على حق ، فهم يتبعون رجلا "خطت يداه الشريفتان" ما خالفه واقعه ، و هي من أخلاق الإيمان أما أنتم فعليكم بقبوريتكم التي أمركم رسول الله قائلا "فزوروها فإنها تذكركم بالله و اليوم الآخر" ، أما هم فيخافون من العفاريت التي تسكن القبور و لا يعلمون لحد الآن أن الشهداء "أحياء و لكن لا تشعرون" كما جاء في القرآن بل يصرون على أنهم جيف في القبور أكلها الدود و أهلكها الدهر و فناها ، أفتكذبونهم و تصدقون القرآن ؟ عيب عليكم يا أشاعرة
عجبي منكم يا أشاعرة ... عجبي
ملاحظة : فضحت الأشاعرة لأنهم حشروا أنفسهم هنا ضد العلامة المجدد الفهامة وحيد زمانه الفريد الشريد الطريد محمد بن عبد الوهاب بن شولمان ، و شولمان من يهود الدونمة في تركيا ، فمرحى تجديد الإسلام بأصوب يهودية لهذا يكره السلفيون جدا عمامة رسول الله و يفضلون طاقيات اليهود و شماغات أحبار اليهود حتى فرضوها في جزيرة العرب ، فأصبحت "العرب تيجانهم شماغات اليهود"
وفقك الله يا أخي ومزيدا من الخير والمعرفة وكل الأمور
لايهمنا قول كل مسعور ألا ترى هل جاءنا بالحجج غير الشرور
وهذا الفرق بين هوؤلاء أهل الهدى يقولون قال الله قال الرسول وكل الجمهور
وهم غير الكلام الفحش والذم والتطاول والسفه هذا عمل كل مسعور
جواهر الجزائرية
2011-01-18, 09:07
[quote=°↓علالو الرحماني↓°;4704528]بارك الله فيك وجزاك الله كل الخير
اختي انثى نسر الآمل
سلام
شكرا لك يا أخي سيد علي والحمد لله على السلامة وعودة محمودة
محب السلف الصالح
2011-05-26, 21:13
http://www.se7li.com/vb/imagehosting/640014aaf87ec81c92.gif
جواهر الجزائرية
2011-05-27, 06:33
( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين )
( ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم * وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم )
( رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي )
( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )
( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء )
( ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير )
( ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا إنك أنت العزيز الحكيم )
( رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين )
( رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء )
( رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي )
( ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين )
( ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين )
( ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين )
( ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا )
( رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون )
( رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين )
( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )
( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب )
( ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين )
( ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم )
( ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم )
( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر ا
لنا
ارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين )
( ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار )
( رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء )
( ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين )
( ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين )
( ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار )
( ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار )
( ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد )
( ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين )
( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين )
( ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين )
( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان )
( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء، ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب )
( ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا )
( ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم )
( ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين )
( ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما، إنها ساءت مستقرا ومقاما )
( ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما )
( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم )
( ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير )
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir