قلب متعلق با لله
2011-01-11, 17:31
سِيَر الصحابة رضوان الله عليهم/ فمن يضيف
لقد اطلعت على موضوع يضم سير الصحابة بجهد جمعي في احد المنتديات الطيبة فغرت على نفسي ان لا يكون في منتديات الخير التي نساهم بها مثل ذلك الموضوع فابتدأت ب
الصحابي جبير بن مطعم القرشي
انه الراوي والنسابة جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي القرشيالنوفلي أبوه مطعم بن عدي أحد وجوه قريش وهو الذي قام بنقض صحيفة القطيعة المعلقةفي جوف الكعبة لمعاداة بني هاشم مقاطعتهم وكان يحنو عليهم بالسر ويصلهم وهو الذيأجار النبي صلى الله عليه وسلم عندما رجع من الطائف وأمه أم حبيب بنت سعد بن عبدالله من بني عامر بن لؤي وكنيته أبو محمد وأبو عدي وقد ولد في مكة المكرمةأيام الجاهلية ونشأ في بيت من الزعامة والوجاهة فكان أحد سادات قريش مطاعاً فيهاوموصوفاً بالحلم ونبل الرأي مثل أبيه بعثته قريش لفداء الأسرى من قومه بعد معركةبدر فوافى المدينة والنبي صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة الطور وقال فكان ذلك أولما دخل الإيمان في قلبي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم عن الأسرى لو كان أبوكحياً وكلمني فيهم لوهبتهم له أسلم يوم الفتح وشهد غزوة حنين مع النبي صلى اللهعليه وسلم وعُدَّ من المؤلفة قلوبهم فأعطاه الرسول عليه السلام مائة من الإبل ثمكانت له صحبة وحسن إسلامه وله ذكر في كتب الحديث فقد روى عن النبي صلى الله عليهوسلم عدة أحاديث وروى عنه سليمان بن صرد وأبو سروعة وسعيد بن المسيب وابناه محمدونافع وغيرهم وكان جبير نسّابة يؤخذ عنه النسب لقريش وللعرب قاطبة وكانيقول أخذت النسب عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقد كان أبو بكر رضي الله عنه أنسب العرب بزمانه وكانمن الذين يتحاكم إليهم الناس وقد تحاكم إليه عثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله ويروى أن عمر بن الخطاب قلَّده سيف ملك العرب في الجاهلية النعمان بن المنذر لماورد إليه بعد فتوحات العراق وفارسوكان جبير أحد ولاة عمر على الكوفةتولاها قبل المغيرة بن شعبة وقد كان قبل ذلك يفد إلى معاوية بن أبي سفيان فيالشاموكان من شهامته ونبله أنه تزوج إمراة سمّى لها مهرها وصداقها ثمطلقها قبل الدخول بها وتلا قوله تعالى ((إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدةالنكاح ))[البقرة /237] فقال: أنا أحق بالعفو منها فأعطاها مهرها كاملاوقد توفي في المدينة سنة (58هـ) ودفن في البقيع رحمه الله ورضي عنه وعن جمع الصحابة في عليين.
فمن سيضيف
جعفر بن ابي طالب
34) ق.هـ ـ 8هـ)هو جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي وهوابن عم رسول الله صلى عليه وسلم وأخو أمير المؤمنين علي بن أبيطالب رضي الله عنه وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم الهاشمية، وكنيته أبو عبد الله ويلقب بالطيار وبأبي المساكين وبذي الهجرتين لأنه هاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة،وهو ثالث أبناء أبيه بعد طالب وعقيل، وأكبر من علي بعشر سنوات وقد ولد في مكةالمكرمة سنة 34 قبل الهجرة وكان من السابقين الأولين في الإسلام هاجر مع زوجتهأسماء بنت عميس الخثعمية الهجرة الأولى إلى الحبشة فكانا من أوائل المهاجرينإليها وولد له فيها أبناؤه: عبد الله وعوف ومحمد وهو أول سفير في الإسلام وأولمن حمل رسالة إلى ملك الحبشة وقد أسلم على يديه ملك الحبشة النجاشي وعدد من أهلها وكان له في الحبشة موقف متميز دافع فيه عن الإسلام دفاعاً مؤثراً أمام النجاشيعندما جاء عمرو بن العاص على رأس وفد من قريش يطلب إخراج المسلمين منها، فاقتنعالنجاشي عند ذلك بالإسلام، ورفض طلب القرشيين، وأعلن إسلامه وحمى المسلمين فيبلاده وعندما وقعت معركة بدر في السنة الثانية للهجرة وكان جعفر في الحبشة ، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم له لمحبته له وإكرامه إياه وبقيجعفر في الحبشة أربعة عشر عاماً وهو أمير المهاجرين ومن أسلم من أهلها يعلمهم فضائلالدين الحنيف ويدعو إلى الإسلام، وفي السنة السابعة للهجرة. عاد هو وأهله وجماعة منالمسلمين على سفينتين إلى المدينة ـ وهم آخر من عاد من الحبشة وقدم على رسول اللهصلى الله عليه وسلم بعد فتح خيبر فالتزمه عليه السلام وقبل ما بين عينيه واعتنقه،وقال: (والله لا أدري بأيهم أنا أُسر ! أبقدوم جعفر أم بفتح خيبر) وأنزله رسولالله صلى الله عليه وسلم إلى جنب المسجد، وأسهم له من غنائم خيبروفيالسنة الثامنة من الهجرة بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشاً إلى مؤتة وهيقرية من قرى الشام، وتقع الآن في محافظة الكرك جنوب الأردن وبعد تجهيز الجيش قالعليكم زيد (بن حارثة) فإن أصيب فجعفر بن أبي طالب فإن أصيب فابن رواحة (عبد اللهبن رواحة) وكان اختيار الرسول عليه السلام جعفراً أحد قادة الغزوة ، على أهميتهاوخطورتها دليلاً على كفايته القيادية وشجاعته الفائقة، حيث إن هذه المعركة تعتبرالمعركة التمهيدية الحقيقية لفتح بلاد الشام، وتأسيس أول ركن لدولة الإسلام خارجالجزيرة العربية وبعد أن بدأت المعركة واستشهد زيد بن حارثة تسلم القيادة واللواءجعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وقد وصف أحد الجنود جعفراً في المعركة بقوله لكأنيأنظر إلى جعفر يوم مؤتة حين اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها وأخذ يقول
ياحبـذا الجنـة واقترابـها *** طيبـة وبـارد شرابهـا
والروم روم قد دناعذابـها *** كافـرة بعيدة أنسابـها
عليّ إذا لاقيتها ضرابـها
فأخذ اللواء بيمينه فحارب حتى قطعت يمينه، فأخذه بشماله فقطعت فاحتضنه بعضديه حتى قتل،فسقط مضرجاً بدمائه دون أن يسقط اللواء على الأرض، حيث التقطه بعض الجنود اما عبد الله بن عمر فقال: (فقدنا جعفر يوم مؤتة فوجدنا فيما أقبل من جسمهبضعاً وتسعين جرحاً ما بين ضربة سيف أو طعنة رمح أو رمية سهم) ونعاه رسولالله صلى الله عليه وسلم في المدينة في اليوم الذي استشهد فيه رحمه الله وصلى عليهصلاة الغائب ودعا له ثم قال: (استغفروا لأخيكم جعفر، فإنه شهيد ، وقد دخل الجنةوهو يطير فيها بجناحين من ياقوت حيث شاء من الجنة) ولهذا الحديث لُقّببالطيار وروت زوجه أسماء بنت عميس قالت دخل عليّ رسول الله صلى الله عليهوسلم فدعا ببني جعفر فرأيته شَمّهم وذرفت عيناه، فقلت يا رسول الله أبلغك عنجعفر شيء قال (نعم، قُتل اليوم) فقمنا نبكي ثم دخلت السيدة فاطمة وهي تبكيوتقول واعماه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (على مثل جعفر فلتبكالبواكي) ثم قال اللهم اخلف جعفراً في أهله وبارك لعبد الله ثم رجّع وقال اصنعوالآل جعفر طعاماً فقد شغلوا عن أنفسهم..
ولما ذكرت أسماء يتم أولادها، قالعليه الصلاة والسلام (العيلة تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنياوالآخرة) كان جعفر أحبَّ الناس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأقربهم إلىقلبه وكان يشبهه عليه السلام وفيه يقول أما أنت يا جعفر فأشبهت خَلْقي وخُلقي،وأنت من عترتي التي أنا منها فهو أحد المعدودين من المشبهين بالنبي عليهالسلام، وكان علي بن أبي طالب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن قبلينبي إلا وقد أعطي سبعة رفقاء نجباء وزراء، وإني أعطيت أربعة عشرة، وعدد أسماءهمومنهم جعفر وكان جعفر أحد حواريّي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت عنه زوجهأسماء بعد استشهاده وزواجها من غيره: (ما رأيت شاباً من العرب كان خيراً من جعفر)وروي عن أبي هريرة أنه قال عنه (كان خير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب وكانينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته) حدّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلموله ذكر في عدد من كتب الحديث، وحدّث عنه ابنه عبد الله ومعظم أهله وأم سلمة وعمرو بن العاص وعبد الله بن مسعود وغيرهم وكان استشهاده رحمه الله في شهرجمادى الثانية من السنة الثامنة من الهجرة وله من العمر اثنتان وأربعون سنة ودفن مع صاحبيه في منطقة مؤتة وقبورهم ظاهرة فيها رحمهم الله جميعاً ويروى أن زوجه أسماء بنت عميس قالت ترثيه
فآليت لا تنفك عيني حزينـة *** عليك ولا ينفك جلديَ أغبرا
فللـه عينا من رأى مثلـه فتى ***أكـرّ وأحمى في الهياج وأصبرا
كما رثاه عدد من الشعراء منهم كعب بن مالك وحسان بن ثابت وغيرهم.
لقد اطلعت على موضوع يضم سير الصحابة بجهد جمعي في احد المنتديات الطيبة فغرت على نفسي ان لا يكون في منتديات الخير التي نساهم بها مثل ذلك الموضوع فابتدأت ب
الصحابي جبير بن مطعم القرشي
انه الراوي والنسابة جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي القرشيالنوفلي أبوه مطعم بن عدي أحد وجوه قريش وهو الذي قام بنقض صحيفة القطيعة المعلقةفي جوف الكعبة لمعاداة بني هاشم مقاطعتهم وكان يحنو عليهم بالسر ويصلهم وهو الذيأجار النبي صلى الله عليه وسلم عندما رجع من الطائف وأمه أم حبيب بنت سعد بن عبدالله من بني عامر بن لؤي وكنيته أبو محمد وأبو عدي وقد ولد في مكة المكرمةأيام الجاهلية ونشأ في بيت من الزعامة والوجاهة فكان أحد سادات قريش مطاعاً فيهاوموصوفاً بالحلم ونبل الرأي مثل أبيه بعثته قريش لفداء الأسرى من قومه بعد معركةبدر فوافى المدينة والنبي صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة الطور وقال فكان ذلك أولما دخل الإيمان في قلبي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم عن الأسرى لو كان أبوكحياً وكلمني فيهم لوهبتهم له أسلم يوم الفتح وشهد غزوة حنين مع النبي صلى اللهعليه وسلم وعُدَّ من المؤلفة قلوبهم فأعطاه الرسول عليه السلام مائة من الإبل ثمكانت له صحبة وحسن إسلامه وله ذكر في كتب الحديث فقد روى عن النبي صلى الله عليهوسلم عدة أحاديث وروى عنه سليمان بن صرد وأبو سروعة وسعيد بن المسيب وابناه محمدونافع وغيرهم وكان جبير نسّابة يؤخذ عنه النسب لقريش وللعرب قاطبة وكانيقول أخذت النسب عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقد كان أبو بكر رضي الله عنه أنسب العرب بزمانه وكانمن الذين يتحاكم إليهم الناس وقد تحاكم إليه عثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله ويروى أن عمر بن الخطاب قلَّده سيف ملك العرب في الجاهلية النعمان بن المنذر لماورد إليه بعد فتوحات العراق وفارسوكان جبير أحد ولاة عمر على الكوفةتولاها قبل المغيرة بن شعبة وقد كان قبل ذلك يفد إلى معاوية بن أبي سفيان فيالشاموكان من شهامته ونبله أنه تزوج إمراة سمّى لها مهرها وصداقها ثمطلقها قبل الدخول بها وتلا قوله تعالى ((إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدةالنكاح ))[البقرة /237] فقال: أنا أحق بالعفو منها فأعطاها مهرها كاملاوقد توفي في المدينة سنة (58هـ) ودفن في البقيع رحمه الله ورضي عنه وعن جمع الصحابة في عليين.
فمن سيضيف
جعفر بن ابي طالب
34) ق.هـ ـ 8هـ)هو جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي وهوابن عم رسول الله صلى عليه وسلم وأخو أمير المؤمنين علي بن أبيطالب رضي الله عنه وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم الهاشمية، وكنيته أبو عبد الله ويلقب بالطيار وبأبي المساكين وبذي الهجرتين لأنه هاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة،وهو ثالث أبناء أبيه بعد طالب وعقيل، وأكبر من علي بعشر سنوات وقد ولد في مكةالمكرمة سنة 34 قبل الهجرة وكان من السابقين الأولين في الإسلام هاجر مع زوجتهأسماء بنت عميس الخثعمية الهجرة الأولى إلى الحبشة فكانا من أوائل المهاجرينإليها وولد له فيها أبناؤه: عبد الله وعوف ومحمد وهو أول سفير في الإسلام وأولمن حمل رسالة إلى ملك الحبشة وقد أسلم على يديه ملك الحبشة النجاشي وعدد من أهلها وكان له في الحبشة موقف متميز دافع فيه عن الإسلام دفاعاً مؤثراً أمام النجاشيعندما جاء عمرو بن العاص على رأس وفد من قريش يطلب إخراج المسلمين منها، فاقتنعالنجاشي عند ذلك بالإسلام، ورفض طلب القرشيين، وأعلن إسلامه وحمى المسلمين فيبلاده وعندما وقعت معركة بدر في السنة الثانية للهجرة وكان جعفر في الحبشة ، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم له لمحبته له وإكرامه إياه وبقيجعفر في الحبشة أربعة عشر عاماً وهو أمير المهاجرين ومن أسلم من أهلها يعلمهم فضائلالدين الحنيف ويدعو إلى الإسلام، وفي السنة السابعة للهجرة. عاد هو وأهله وجماعة منالمسلمين على سفينتين إلى المدينة ـ وهم آخر من عاد من الحبشة وقدم على رسول اللهصلى الله عليه وسلم بعد فتح خيبر فالتزمه عليه السلام وقبل ما بين عينيه واعتنقه،وقال: (والله لا أدري بأيهم أنا أُسر ! أبقدوم جعفر أم بفتح خيبر) وأنزله رسولالله صلى الله عليه وسلم إلى جنب المسجد، وأسهم له من غنائم خيبروفيالسنة الثامنة من الهجرة بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشاً إلى مؤتة وهيقرية من قرى الشام، وتقع الآن في محافظة الكرك جنوب الأردن وبعد تجهيز الجيش قالعليكم زيد (بن حارثة) فإن أصيب فجعفر بن أبي طالب فإن أصيب فابن رواحة (عبد اللهبن رواحة) وكان اختيار الرسول عليه السلام جعفراً أحد قادة الغزوة ، على أهميتهاوخطورتها دليلاً على كفايته القيادية وشجاعته الفائقة، حيث إن هذه المعركة تعتبرالمعركة التمهيدية الحقيقية لفتح بلاد الشام، وتأسيس أول ركن لدولة الإسلام خارجالجزيرة العربية وبعد أن بدأت المعركة واستشهد زيد بن حارثة تسلم القيادة واللواءجعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وقد وصف أحد الجنود جعفراً في المعركة بقوله لكأنيأنظر إلى جعفر يوم مؤتة حين اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها وأخذ يقول
ياحبـذا الجنـة واقترابـها *** طيبـة وبـارد شرابهـا
والروم روم قد دناعذابـها *** كافـرة بعيدة أنسابـها
عليّ إذا لاقيتها ضرابـها
فأخذ اللواء بيمينه فحارب حتى قطعت يمينه، فأخذه بشماله فقطعت فاحتضنه بعضديه حتى قتل،فسقط مضرجاً بدمائه دون أن يسقط اللواء على الأرض، حيث التقطه بعض الجنود اما عبد الله بن عمر فقال: (فقدنا جعفر يوم مؤتة فوجدنا فيما أقبل من جسمهبضعاً وتسعين جرحاً ما بين ضربة سيف أو طعنة رمح أو رمية سهم) ونعاه رسولالله صلى الله عليه وسلم في المدينة في اليوم الذي استشهد فيه رحمه الله وصلى عليهصلاة الغائب ودعا له ثم قال: (استغفروا لأخيكم جعفر، فإنه شهيد ، وقد دخل الجنةوهو يطير فيها بجناحين من ياقوت حيث شاء من الجنة) ولهذا الحديث لُقّببالطيار وروت زوجه أسماء بنت عميس قالت دخل عليّ رسول الله صلى الله عليهوسلم فدعا ببني جعفر فرأيته شَمّهم وذرفت عيناه، فقلت يا رسول الله أبلغك عنجعفر شيء قال (نعم، قُتل اليوم) فقمنا نبكي ثم دخلت السيدة فاطمة وهي تبكيوتقول واعماه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (على مثل جعفر فلتبكالبواكي) ثم قال اللهم اخلف جعفراً في أهله وبارك لعبد الله ثم رجّع وقال اصنعوالآل جعفر طعاماً فقد شغلوا عن أنفسهم..
ولما ذكرت أسماء يتم أولادها، قالعليه الصلاة والسلام (العيلة تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنياوالآخرة) كان جعفر أحبَّ الناس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأقربهم إلىقلبه وكان يشبهه عليه السلام وفيه يقول أما أنت يا جعفر فأشبهت خَلْقي وخُلقي،وأنت من عترتي التي أنا منها فهو أحد المعدودين من المشبهين بالنبي عليهالسلام، وكان علي بن أبي طالب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن قبلينبي إلا وقد أعطي سبعة رفقاء نجباء وزراء، وإني أعطيت أربعة عشرة، وعدد أسماءهمومنهم جعفر وكان جعفر أحد حواريّي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت عنه زوجهأسماء بعد استشهاده وزواجها من غيره: (ما رأيت شاباً من العرب كان خيراً من جعفر)وروي عن أبي هريرة أنه قال عنه (كان خير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب وكانينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته) حدّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلموله ذكر في عدد من كتب الحديث، وحدّث عنه ابنه عبد الله ومعظم أهله وأم سلمة وعمرو بن العاص وعبد الله بن مسعود وغيرهم وكان استشهاده رحمه الله في شهرجمادى الثانية من السنة الثامنة من الهجرة وله من العمر اثنتان وأربعون سنة ودفن مع صاحبيه في منطقة مؤتة وقبورهم ظاهرة فيها رحمهم الله جميعاً ويروى أن زوجه أسماء بنت عميس قالت ترثيه
فآليت لا تنفك عيني حزينـة *** عليك ولا ينفك جلديَ أغبرا
فللـه عينا من رأى مثلـه فتى ***أكـرّ وأحمى في الهياج وأصبرا
كما رثاه عدد من الشعراء منهم كعب بن مالك وحسان بن ثابت وغيرهم.