تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حب القراءة عند المسلمين


اوسكار الجزائري
2008-07-20, 10:57
http://img185.imageshack.us/img185/1873/44ux7.gif
http://img150.imageshack.us/img150/4485/mtzxluwndzgxeznynnyadu4my5.gif




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




http://bp0.blogger.com/_F-UsXJ11pY4/SB3U8eyESlI/AAAAAAAAADU/c2S3sZSYqQU/s400/books.jpg

هذا اقتباس من كتاب رائع اسمه "الطرق الجامعة للقراءة النافعة" للدكتور محمد موسى الشريف,
يتحدث في احد فصوله عن حب القراءة عند المسلمين,
رداً على الذين يدّعون ان علماء المسلمين كانوا يكتبون عن جهل بالعلوم والثقافة,
وأن الغربيين تفوقوا علينا في هذا المجال دائماً, فهذه الكلمات له:


" يردد كثير من الناس اليوم أن الغربيين يقرؤون كثيراً, وفي كل مكان, في الحافلات والطرق والأماكن العامة والحدائق وغيرها, ولكننا عندما ننظر إلى المسلمين الأوائل سلفنا نجدهم قد فاقوا في هذا المجال كل الأمم, وضربوا أروع الأمثلة في هذا الباب,




فمنها:



كان الحافظ الخطيب البغدادي يمشي وفي يده جزءٌ يطالعه.



وكان الإمام الحافظ محمد بن موسى الحازمي يدخل بيته في كل ليلة ويطالع ويكتب إلى طلوع الفجر, فقيل للخادم: لا تدفع إليه الليلة بزراً (أحد انواع الدهون النباتية المستعملة لإنارة السراج) للسراج لعله يستريح الليلة, فلما جنَّ الليل اعتذر إليه الخادم لأجل البزر فدخل بيته وصفّ قدميه يصلي ويتلو إلى ان طلع الفجر.



وكان أبو بكر الخياط النحوي المتوفى سنة 286 يدرس في جميع أوقاته حتى في الطريق, وكان ربّما سقط في جرف أو خبطته دابّة.




وهذه الصورة – وإن كانت غير مرغوبة على هذا النحو – تدل على الإهتمام البالغ بالقراءة.

ويقال إن الجاحظ لم يقع بيده كتاب قطّ إلا استوفى قراءته, حتى إنه كان يكترى دكاكين الكتبيّين ويبيت فيها للمطالعة.




وحكي أن ثعلب (إمام الكوفيين في النحو واللغة) كان لا يفارقه كتاب يدرسه, فإذا دعاه رجل إلى دعوة شرط عليه أن يوسّع له بمقدور مِسورة (متكأ من المجلد أو وسادة), يضع فيها كتاباً ويقرأ.



وكان الشيخ عبد الحق الدهلوي دائم الاشتغال, مكباً على المطالعة في دياجير الليالي, حتى إنه قد احترقت عمامته غير مرة بالسراج الذي كان يجلس أمامه للمطالعة, فما كان ينتبه له حتى تتصل النار ببعض شعره.



وكان الأمير الكبير مرزا عبد الرحيم خان



(أحد أمراء الهند) على بطولته وشهامته وانشغاله (لا يعفى نفسه عن مطالعة الكتب, فإذا كان على ظهر فرس وقت طعنة او نهضة رأيت الأجزاء في يدي, وإذا كان يغتصب رأيت الأجزاء في يد خدامه يحاذونه وهو يطالعها ويغتسل).


وكان الفيروز آبادى قد اشترى (بخمسين ألف مثقال ذهباً كتباً, وكان لا يسافر إلا وصحبته منها عدة أحمال, ويخرج أكثرها في كل منزلة فينظر فيها ثم يعيدها إذا ارتحل).



وكان المأمون ينام والدفاتر حول فراشه ينظر فيها متى انتبه من نومه وقبل أن ينام.



وكان المستنصر بالله ملك الأندلس (ذا غرام بالمطالعة وتحصيل الكتب النفيسة الثمينة الكثيرة حقّها وباطلها بحيث أنها قاربت نحو مئتي ألف سفر, وكان باذلاً في استجلاب الكتب, ويعطي من يتجر فيها ما شاء الله حتى ضاقت بها خزائنه لا لذّة له في غير ذلك.. وكان موثقاً في نقله قلّ أن تجد كتاباً إلا وله في نظر وفائدة, ويكتب اسم مؤلفه ونسبه ومولده).


وهكذا – أخي القارئ – كان المثالان الاخيران لملكين من ملوك الإسلام دالّين على اهتمام حكام المسلمين أيضاً بالقراءة وحبهم لها.






وقال بن الجهم: إذا غشيني النعاس في غير وقت النّوم – وبئس الشيء النوم الفاضب عن الحاجة – قال: فإذا اعتراني ذلك تناولت كتاباً من كتب الحكم, فأجد استهزازي للفوائد, والأريحيّة (الأريحي: واسع الخلق, النشيط إلى المعروف, المرتاح للندى والعطاء) التي تعتريني عند الظّفر ببعض الحاجة, والذي يغشى قلبي من سرور الاستبانة وعز التبيين أشد ايقاظاً من نهيق الحمير وهدّة الهدم. وإذا استحسنت الكتاب واستجدته ورجوت منه الفائدة, ورأيت ذلك فيه, فلو تراني وانا ساعة بعد ساعة انظركم بقي من ورقة مخافة استنفاده, وانقطاع المادة من قلبه, وإن كان المصحف (أي الكتاب المجموعة كهيئة المصحف المجموع) عظيم الحجر, كبير الورق, كثير العدد, فقد تم عيشي وكمل سروري.






هذه الأمثلة غيض من فيض, ولو ذهبت أستقصي كل ما ذكر في هذا الباب لأتيت بأمر عظيم.






وللقارئ أن يسأل: هل عقمت النساء – من جملة ما عقمن – أن يلدن مثل هؤلاء؟ والجوال: لا, إذ هناك من أفراد هذه الأمة المباركة من يقارب هؤلاء في حبهم للقراءة ودأبهم على المطالعة, ومن هؤلاء أديب العربية المعاصر فضيلة الشيخ على الطنطاوي رحمه الله تعالى, حيث يقول: (لو أحصيت معدّل الساعات التي كنت أطالع فيها لزادت على عشر في اليوم... فلو جعلت لكل ساعة عشرين صفحة أقرأ من الكتب الدسمة نصفها ومن الكتب السهلة نصفها, لكان في كل يوم مئتا صفحة, أتنازل عن نصفها احتياطاً وهرباً من المبالغة وخوفاً من الكذب, وإن كنت لم أكذب ولم أقل إلا حقاً فهذه مئة صفحة في اليوم, فاحسبوا كم صفحة قرأت من يوم تعلمت النظر في الكتب وامتدت يدي إليها. سبعون سنة, في كل سنة اثنا عشر شهراً, في كل شهر ثلاثون يوماً, في كل يوم مئة صفحة... كنت ولا أزال اقرأ في كل علم: في التفسير, وفي الحديث وفي الفقه وفي التاريخ وفي الأدب: الأدب العربي , والأدب الفرنسي, وفي العلوم على تنوّعها وتعددها).




ومن سمعه ونظر في كتبه علم أن ما قاله حقّ. "





منقول من مدونة القناص




اوسكار

بنت سكيكدة
2008-07-20, 21:51
بارك الله فيك أخي اوسكار و جزاك كل خير

*الراجي عفو الله*
2010-08-22, 17:32
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQpzertvprBVdEYaokWk-yqw4yd0EXd3qyJwBTq3dOfdGdrBvQ&t=1&h=170&w=219&usg=__ZBrkUHRX3eiEhjVOOGFsyLnQM8U=

daoudi16
2010-08-22, 23:38
شكرا على المعلومات القيمة