المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة واقعية


Abdel Moumene Djabou
2011-01-09, 22:11
هؤلاء هم المحرضون!





المكان: عين بشماق بالجزائر
الزمان: صباح أحد أيام يناير 2011
فعلتها البطارية من جديد. لم يستيقظ مسعود باكرا بسبب منبه هاتفه النقال القديم. انتفض من فراشه بعد أن شاهد أشعة الشمس تتوغل داخل غرفته. أسرع الى جهاز التلفاز و الى القناة الجزائرية مباشرة. نظر الى الساعة الموجودة في الشاشة. إنها السابعة و الربع. أسرع الى غرف الاولاد و طرق باب ولديه طارق و عماد طرقا شديدا. ثم انتقل الى غرفة البنات و طرقها طرقا عنيفا و هو يصرخ: انهضوا...الله لا تربحكم. ولا أحد فيكم انتبه الى أن هاتفي يتوقف عن التشغيل هذه الايام فيوقظنا ...هل علي أن أقوم بكل شيء؟. أسرعوا ...أسرعوا. أسرع الى الحمام قبل أن يسبقه الجميع. فتح الحنفية فنزلت قطرات استطاع أن يعدها. أربع قطرات ثم توقفت. خرج من الحمام و هو يصرخ

نفذ خزان الماء البارحة يا أبي...لقد غسلنا كل ملابسنا و ….
اسكتي ...علابالي ...كل شيئ ينفذ بسرعة في هذا البيت
اسرع الى دلو صغير في المطبخ و أفرغه في إناء صغير. دخل الحمام و اغتسل بسرعة. و خرج تاركا مكانه لولده طارق. ذهب الى غرفته ثم عاد و كأنه تذكر شيئا. دق باب الحمام و قال لطارق:
لا تتكل علي هذا اليوم. لن أوصلك الى الجامعة. السيارة لم تجهز بعد. لقد فشل الميكانيكي في تحديد موقع العطب.
خليلي المصروف في المطبخ. علي طبع بعض الاوراق و مصاريف النقل طبعا.
هذا يوم أسود من صباحه
أبي ...أبي
ماذا تريدين يا نجية؟
كراس 120 صفحة أنتهى يا أبي ...اعطيني أشتري واحدا
نحن في يناير يا بنتي فكيف نفذ؟
استعملت أوراقه في الامتحان يا أبي...أنت طلبت مني ذلك حين طلبت منك أن تشتري لي أوراق الاجابة
50 دينارا لك و 100 دينارا لطارق ...هيا خلوني أذهب لقد تأخرت عن طابور البريد
أبي ..أبي!!
ماذا يا صغيرتي سمية؟ تعالي وهاتي قبلة الصباح
أبي أريد أن أشتري لمجة اليوم.
و ماذا تريدين للمجة اليوم.
شوكولاطة يا أبي ...شوكولاطة منى
هاهي 10 دنانير.
أنت يا سعاد ...جهزي الفطور لإخوتك...و اسرعي ...لقد تأخروا جميعا
حاضر يا أبي...حاضر...لا تنسى شراء الخبز و الزيت حين تعود...الثلاجة فارغة ...الخضر أيضا نفذت
توقفي يا بنتي...يكفي
يقبل ابنته الصغرى و يلتحق بغرفة نومه حيث ترقد زوجته مريضة. يطلب منها وصفة الدواء ليشتري بقية الأدوية الازمة. لقد قام بشراء قسط واحد من الادوية في انتظار ان يقبض أجرته هذا اليوم.
سامحني يا مسعود...الله غالب. المرض أنهكني...ليس بيدي
يفرجها ربي... اليوم سأقبض أجرتي و سوف أسدد فواتير الكهرباء و الماء و الكراء و ما يتبقى سوف ننتدبر أمره بإذن الله
ان شاء الله...و السيارة ؟ هل هي جاهزة...بعها و كفاك وجعا للرأس منها ...لقد اصبحت تتعطل كل أسبوع
ان شاء الله...لقد تأخرت...مع السلامة
مع السلامة...مسعود ...مسعود ...يا رجل نسيت الهاتف
لا حاجة لي به...هو لا يشتغل أصلا
يخرج مسرعا باتجاه البريد...يدعو الله أن تكون الاجرة الشهرية قد صبت في حسابه. يضع شيكه و بطاقة تعريفه كبقية الخلق في الطابور...يا رباه...كل هذه البطاقات قبلي...هل نام هؤلاء هنا؟ ينظر الى من قبله فيتعرف اليه . الرجل ساكن هنا في مكتب البريد. سأله عن الوقت الذي سيستغرقه ليصل دوره فأجابه '' ممكن ساعتين''
- ساعتان؟ ساعتان تكفيني لأصل الى الميكانيكي
- من اجل السيارة إذن؟
- هي معطلة ...4 أيام و ما زال لم يصلحها بعد
- لا شك أنه يصلح أخرى بدلا من سيارتك...خاصة إذا كانت قديمة
يتمعن في كلام الرجل فيخرج مباشرة. لا شك أن الرجل لديه حق...فعلا سيارتي قديمة و كلما ذهبت عنده أجده بصدد إصلاح سيارات الشيفرولي و الغولف. يصل الى الميكانيكي فيجده جالسا أمام محله.
- السلام عليكم... واش راكم لاباس؟ واش السيارة راهي واجدة
- من البارح خويا مسعود. انتظرتك و لم تأت
- كان بإمكانك ان تكلمني بالهاتف. ...المهم...بكم؟
- هات 5200 دينار...راني ساعدتط خويا مسعود..ولا هات 5000 و خلاص
- بزاف...والله على سيارة مثل هذه بزاف. هاك 4500
- ماشي مشكل خويا مسعود...أي حاجة أنا هنا
يأخذ منه مفتاح السيارة و يشغل المحرك. السيارة تعمل. ينطلق بها الى وسط المدينة. وصا الى الشارع الرئيسي. يستدير يمينا فيرى إشارة الشرطي تأمره أن يتوقف يمينا.
- السلام عليكم ...وثائق السيارة من فضلك
- تفضل.
يراقب السيارة من الامام ثم من الخلف ...أضواء الالتفاف على اليمين لا تشتغل ...الكلينيوطا. سأسحب منك رخصة السياقة و غرامة 2000 دج
-ياأخي و الله هذا وين جبتها من عند الميكانيكي
- القانون يقول هكذا يا خويا.
يوكل أمره لله و ينزل من سيارته قاصدا سيارة الشرطة .
هذه وثيقة تسمح لك بالسير 48 ساعة بالسيارة. تفضل.
يلعن اليوم الذي فكر فيه في شراء السيارة و يتحرك باتجاه مكتب البريد. لقد وصل في الموعد المحدد. لم يبق أمامه الا شخصين.
- هل أصلح الميكانيكي سيارتك؟
- نعم ...الامر كما قلت. أصلحها بعد ان فرغ من جميع السيارات. ليس هذا فقط ...لقد سحبت الشرطة رخصة سياقتي...كيف سأتنقل الى عملي في بوسلاك؟
. عندهم الحق هؤلاء الذين يحرقون و يكسرون ...هكذا يفعلون دائما ...لم يكفيهم ما نعانيه من غلاء و بطالة
- جاء دورك...بصحتك.
- الله يسلمك...و الله هذا معاشي... سأدفع الدين به
جاء دوره فحمد الله و تقدم خطوة. ما أن نادى الموظف عليه حتى سقطت الحجرة الاولى تبعها سيل من الحجارة على زجاج النوافذ. .صراخ النسوة يملأ المكان. جمع الموظف الاموال التي كانت في الدرج و فر الى الداخل. قفز مسعود على بطاقته و حاول الخروج. وصل الشباب الغاضب الى الداخل. سد جميع المنافذ و أخذ يكسر كل ما وجد أمامه. وجد مسعود نفسه وسط الحشد و فقد القدرة على تحديد الاتجاه. الجميع يصرخ . و الجميع يجري في كل اتجاه . قفز الشباب فوق الماتب و قاموا بنهب جميع الاجهزة. يصل مسعود الى الى الباب بعد تدافع شديد. تصل تعزيزات الشرطة. تقذفهم بالقنابل المسيلة للدموع. يحتار مسعود بين الخروج او البقاء في الداخل ثم يقرر الخروج . تندفع الشرطة الى الامام بيدها هراوات غليظة . يستجمع شجاعته و يخرج.
- أنا خاطيني..دخلت ﻷس....
- اليوم نعتولك..خذه...هذا من المحرضين.
.يمسكه شرطيان من رقبته و ينهالان عليه ضربا ثم يصعدان به الى مركبة مصفحة

اسلام لوصيف
2011-01-10, 00:00
شكرا جزيلا

INGGCV
2011-01-10, 16:10
تقلق بص قريتها فضول حسبت الراجل راح يموت ...........................جت سلامات...............هههههه

*أســيـــــرツالــبــســـمـــة*
2011-01-10, 16:58
حيرتني خوايا

كمل الباقي

وين راه؟

ولا نتخيلوه وحدنا؟

على العموم شكرا على الموضوع الرائع و الهادف الذي يعكس معيشة الانسان البسيط في الجزائر

بارك الله فيك

سلااااااااااام

Abdel Moumene Djabou
2011-01-10, 17:33
شكرااااااااا جميعا على المرور وفقكم الله



هههههههههه يا شعيب قالك اسنا العام الجاي يخرج الجزء الثاني من الفيلم ههه

مارسي شعيب

am85
2011-01-10, 18:39
شكرا اخي ومن فضلك كمل الباقي