تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : افشاء السر ....إذا تجاوز الإثنين ....شاع


ايمن جابر أحمد
2011-01-08, 21:03
اشتهر قديماً : كل سرٍ جاوز الإثنين .. شاع ..
ومن اللطائف أن أحدهم سئل : من الإثنين ؟ فأشار إلى شفتيه .. وقال : هذان !!
وكل شخص يضرب بيده صدره .. ويقول : والله لو وضعوا الشمس في يميني ..
والقمر في شمالي ..
أو السيف على رقبتي .. على أن أخبر بسرك .. ما أخبرت !!
ثم إذا اطمأننت ووثقت .. وكشفت له أسرارك .. تصبر
شهرين أو ثلاثة .. ثم حدث به .. فلا يزال يُتناقل حتى يصلك ..
فوجدت أن سرك لا ينبغي أن يجاوز شفتيك ..
فلا تكلف الناس ما لا يطيقون ..
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه
فصدر الذي يستودع السر أضيق
جربت كثيراً من الناس .. فوجدتهم كذلك ..
والمشكلة أنك تأتيهم على سبيل الاستشارة .. فيشيرون عليك .. ثم يفضحون سرك ..
فيسقطون من عينك .. ويصبحون من أبغض الناس إليك ..
ومن أعجب ما في التاريخ ..
أن عمر رضي الله عنه لما أسلم .. أراد أن ينشر الخبر ..
فأقبل إلى رجل منهم .. هو أعظمهم نشراً للإشاعة ..
فقال : يا فلان .. إني محدثك بسرٍ .. فاكتم عني ..!
قال : ما سرك ؟
قال : أشعرت أني قد أسلمت .. فانتبه .. لا تخبر أحداً ..
ثم تولى عنه عمر ..
فما كاد يغيب عنه .. حتى جعل الرجل يطوف بالناس ويردد : أعلمتَ أن عمر أسلم ..!! أعلمتَ أن عمر أسلم ..!!
عجباً !! وكالة أنباء متنقلة ..
وفي يوم من الأيام بعث النبي صلى الله عليه وسلم أنساً رضي الله عنه في حاجة ..
فمرَّ بأمه .. فسألته .. إلى ماذا أرسلك النبي صلى الله عليه وسلم ؟
فقال : والله .. ما كنت لأفشي سرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
هكذا كان أنس وهو صغير .. في شدة حفظه للسر ..
وأنى لك اليوم أن تجد مثل أنس ..
قالت عائشة رضي الله عنها ..
أقبلت فاطمة تمشي .. كأن مشيتها مشية النبي صلى الله عليه وسلم ..
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : مرحباً بابنتي .. ثم أجلسها عن يمينه - أو عن شماله - ..
ثم أسرَّ إليها حديثاً .. فبكت ..
فقلت لها : لم تبكين ..
ثم أسرَّ إليها حديثاً .. فضحكت فقلت :
ما رأيت كاليوم .. فرحاً أقرب من حزن ..
فسألت فاطمة عما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم ؟
فقالت : ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
حتى قبض النبي صلى الله عليه وسلم ..
فسألتها ؟
فقالت : أسر إليَّ : إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة وإنه عارضني العام مرتين
.. ولا أراه إلا حضر أجلي .. فبكيت .
فقال : انك اول اهل بيتي لحاقا بي أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة .. أو نساء المؤمنين .. فضحكت



وإن مما يجب أن يُعْلَم أن أمناء الأسرارِ عزيزٌ وجودهم، فهم أقل وجوداً من أمناء الأموال، "وحفظ المال أيسر من كتم الأسرار".. وخاصة في هذا الزمان!!..
أيها المسلمون: إن الإنسان في بعض الأحيان قد يضطر إلى الإفضاء بأسراره إلى بعض أصدقائه من أجل مشورتهم أو تخفيف بعض همومهم، لكن عليه أن يتخير صاحب السِّر، من وُصِفَ بالأمانة والدِّينِ والعقلِ.
ومن الخصال في صفات أمين السر، أن يكون: "ذا عقل صاد، ودين حاجز، ونصح مبذول، وود موفور، وكتوماً بالطبع". ومما ينبغي التنبه إليه في المحافظة على الأسرار وتخير صفات أمين السر ما يأتي:
أولاً: عدم إيداع السر إلى من يتطلع إليه، ويؤثر الوقوف عليه، قال الشاعر:
لا تُذِعْ سراً إلى طالبه *** منك فالطالب للسر مذيع

ثانياً: عدم كثرة المستودَعين للسر، فإن كثرتهم سبب الإذاعة؛ إذ القليل منهم الذي يحافظ على السر
وقال الشاعر:
فلا تنطِق بسرك كلُّ سرٍّ *** إذا ما جاوز الاثنين فاشي

قال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-: "القلوب أوعية الأسرار، والشفاه أقفالها، والألسن مفاتيحها، فليحفظ كلُّ امرئ مفتاح سرِّه"..
وقال الشاعر:
إِذَا ضَاقَ صَدر المرء عَن سِر نَفسِهِ *** فَصَدر الذِي يستودع السر أَضيَق
قال عامر بن الطفيل:
إذا أنت لم تجعلْ لسركَ جُنَّةً *** تعرَّضتَ أن تُرْوى عليكَ العَجَائِبُ

وأن كل امرئ عهد إليه بسِرٍّ يجب أن يحفظه؛ سواء حاكماً أو طبيباً أو موظفاً أو عاملاً..، وكما قيل: "قلوب العقلاء حصون الأسرار". وما أجمل قول حسان في حفظ الأمين للسر:
وأمينٍ حَفَّظتُه سِرَّ نفسي *** فوعاهُ حِفْظَ الأمينِ الأمينَا.



وأخرج عنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
{ إذا حدث رجل رجلا بحديث ثم التفت فهو أمانة } ورواه الترمذي وقال حديث حسن .

وأخرج الإمام أحمد عن أبي الدرداء :
{ من سمع من رجل حديثا لا يشتهي أن يذكر عنه فهو أمانة وإن لم يستكتمه } . وأخرج عن أنس رضي الله عنه : { ما خطب نبي الله صلى الله عليه وسلم إلا قال لا إيمان لمن لا أمانة له , ولا دين لمن لا عهد له } قال في الفروع : حرم في أسباب الهداية إفشاء السر . وفي الرعاية يحرم إفشاء السر المضر . انتهى .





والعورة ما يُستقبح ظهوره للناس حسيًا كان، كالعورة المغلظة والتشوهات الخِلقِية، أو معنوياً كسيئ الأفعال والأقوال والأخلاق.


متى يجوز إفشاء السر :


1 - من يفعل الفواحش ويعلن بها خارجًا عما يجب الكتمان عليه؛ لأنه كاشف ستر نفسه
فإن الرجل إذا قارف السوء، ولم يره غير الله تعالى والكرام الكاتبين الذين يعلمون ما تفعلون، كان عليه أن يستتر بستر الله ويتوب إليه. فإن ذهب يحدِّث بذلك فكأنه يتمسح بالمذمة ويتفاخر بالمعصية، فيزداد قبحاً على قبح، ولم يكن للستر معنى. وإنما تنصرف مشروعية كتم السر والستر على صاحب المعصية إن كان ممن تبدر منه الزلة النادرة، وظاهره عند الناس جميل.

قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله تعالى، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه" (متفق عليه).

وقد قال تعالى: "واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلاً" (النساء: 15).

فالظاهر أن طلب الشهداء في هذه الحال إنما هو في المرأة التي كثر منها ذلك واشتهر، جمعًا بين ما في هذه الآية وبين ما عُلِمَ في الشريعة من طلب الستر على من بدرت منه الزلة وأناب.


2 - انقضاء الأضرار والمفاسد المحتملة:
فانقضاء المضار والمفاسد التي يتضرر بها المكتوم عنه من جميع النواحي: بدنيًا ونفسيًا ومعنويًا وماليًا يجيز عدم التمسك بكتم السر. وهذا الجواز بعدم الكتمان يرتبط بما إذا كان سبب مشروعية الكتمان هو خوف الضرر. فأما إن كان السبب هو حمل الأمانة فلا يجوز كشف السر ما لم يأذن المكتوم عنه بإعلانها أو يعلنها هو بذاته.


3 - أن يأذن صاحب السر بإفشائه:
فإن أذن فلحامل السر أن يحدِّث به، فإذا حدّث به أحدًا أدّاه على أحسن وجه، واختار أجود ما سمع


4 - أن يكون الالتزام بكتم السر إلى أجل:
ومثال ذلك إن يأذن صاحب السر لحامله أن يحدِّث به بعد مرور زمن معين، سواء كان الزمن بضعة أيام، أو مرتبط بحدوث واقعة معينة أو خلافه، فمتى مرت المدة، أو وقعت الحادثة التي تم تعليق السر عليها جاز لحامل السر أن يرويه


5 - تغير الحكم الشرعي حيال صاحب السر:
كأن ينتقل حال المكتوم عنه ممن يشرع كتمان سره إلى أن يشرع كشف ستره وفضح أمره، كأن ينتقل من حال الإيمان إلى حال النفاق، والكفر والعياذ بالله، أو حال التستر بالفواحش إلى المجاهرة بها.


6 - أن يؤدي الكتمان إلى ضرر أبلغ من ضرر الإفشاء
أ - من هنا كشف علماء الحديث أحوال الرواة، ووقائع وقعت لهم تدل على فسق، أو قلة دين، أو تساهل في الكذب، أو نحوه، لا بغرض العيب على المسلمين بل بغرض تفويت الفرصة على هؤلاء؛ لئلا يغتر الناس بأحاديثهم، فإن استمرار الكذب وبناء الأحكام الشرعية على أحاديث منسوبة زورًا إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) أعظم ضررًا من كشف كذب الكاذبين

ب - مسألة الشهادة، فإن شهد المستور الحال أو الظاهر العدالة، بأن لم يعلم باطن حاله، يجوز لمن يعلم حقيقة أمره أن يقدح فيه ويبين السبب لئلا يظلم المشهود عليهم

ج - يُستثنى ما لو تعّين الإفشاء طريقًا لإنقاذ مسلم من هلكة أو نحوه، كأن يخبر ثقة بأن فلانًا خلا برجل ليقتله، أو امرأة ليزني بها، فيشرع التجسس، كما نقله النووي عن الأحكام السلطانية. فعن جابر بن عبد الله (رضي الله عنه) قال: قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "المجالس بالأمانة إلا ثلاثة مجالس: سفك دم حرام، أو فرج حرام، أو اقتطاع مال بغير حق" (أخرجه أبو داوود). وقال الزبيدي: سكوت أبي عليه يدل على أنه عنده حديث حسن. وقال: والمراد بالحديث أن المسلم إذا حضر مجلسًا، ووجد أهله على منكر، يستر على عورتهم، ولا يشيع ما رأى منهم، إلا أن يكون أحد الثلاثة؛ فإنه فساد عظيم، وإخفاؤه ضرر كبير

قال الحليمي في كتابه: "المنهاج في شعب الإيمان": "الستر يكون في الفواحش التي لا تخرج من الملة، فأما إذا سمع مسلمًا يتكلم بكلام الكفر، فعرف به أنه من النافقين، فلا ينبغي أن يستر عليه .. وليعلم المسلمون أنه خارج من جملتهم، ولئلا يغتروا بما يظهره لهم، فيُنكحوه، أو يأكلوا ذبيحته، أو يصلوا خلفه، أو يوصي أحد منهم إليه بولاية أطفاله. ولأن من أظهر الكفر زالت حرمته، فإن الحرمة فيما أوجبنا ستره إنما لدين المتعاطي له، فإذا لم يكن دين فقد زالت العلة (المنهاج: 3/364). والله أعلم.

وواضح أن هذا الأمر يكون فيما كان من الأسرار من قبيل ستر العورات. أما إن كان من قبيل حمل الأمانة فإن الخيانة تجوز، ولو كان من حمَّلك الأمانة زنديقاً، إن التزمت له بحفظها.


فتوى مجمع الفقه الإسلامي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي

إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي المنعقد في دورة مؤتمره الثامن ببندر سيري بيجوان، بروناي دار السلام من 1- 7 محرم 1414هـ الموافق 21- 27 حزيران (يونيو) 1993م،
بعد اطلاعه على البحوث الواردة إلى المجمع بخصوص موضوع السر في المهن الطبية ،
وبعد استماعه إلى المناقشات التي دارت حوله ،
قرر ما يلي :

أولاً : السر هو ما يفضي به الإنسان إلى آخر مستكتماً إياه من قبل أو من بعد، ويشمل ما حفت به قرائن دالة على طلب الكتمان إذا كان العرف يقضي بكتمانه، كما يشمل خصوصيات الإنسان وعيوبه التي يكره أن يطلع عليها الناس .

ثانياً : السر أمانة لدى من استودع حفظه، التزاماً بما جاءت به الشريعة الإسلامية وهو ما تقضي به المروءة وآداب التعامل .

ثالثاً : الأصل حظر إفشاء السر وإفشاؤه بدون مقتضٍ معتبر موجب للمؤاخذة شرعاً .

رابعاً : يتأكد واجب حفظ السر على من يعمل في المهن التي يعود الإفشاء فيها على أصل المهنة بالخلل، كالمهن الطبية، إذ يركن إلى هؤلاء ذوو الحاجة إلى محض النصح وتقديم العون فيفضون إليهم بكل ما يساعد على حسن أداء هذه المهام الحيوية، ومنها أسرار لا يكشفها المرء لغيرهم حتى الأقربين إليه .

خامساً : تستثنى من وجوب كتمان السر حالات يؤدي فيها كتمانه إلى ضرر يفوق ضرر إفشائه بالنسبة لصاحبه، أو يكون إفشائه مصلحة ترجح على مضرة كتمانه، وهذه الحالات على ضربين :
أ- حالات يجب فيها إفشاء السر بناءً على قاعدة ارتكاب أهون الضررين لتفويت أشدهما، وقاعدة تحقيق المصلحة العامة التي تقضي بتحمل الضرر الخاص لدرء الضرر العام إذا تعين ذلك لدرئه .
وهذه الحالات نوعان :
- ما فيه درء مفسدة عن المجتمع .
- وما فيه درء مفسدة عن الفرد .
ب- حالات يجوز فيها إفشاء السر لما فيه :
- جلب مصلحة للمجتمع .
- أو درء مفسدة عامة .
وهذه الحالات يجب الالتزام فيها بمقاصد الشريعة وأولوياتها من حيث حفظ الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال .

سادساً : الاستثناءات بشأن مَوَاطن وجوب الإفشاء أو جوزاه ينبغي أن يُنص عليها في نظام مزاولة المهن الطبية وغيره من الأنظمة، مُوَضّحةً ومنصوصاً عليها على سبيل الحصر، مع تفصيل كيفية الإفشاء، ولمن يكون، وتقوم الجهات المسؤولة بتوعية العامة بهذه المواطن .

ويوصي بما يلي :
دعوة نقابات المهن الطبية، ووزارات الصحة، وكليات العلوم الصحية، بإدراج هذا الموضوع ضمن برامج الكليات والاهتمام به وتوعية العاملين في هذا المجال بهذا الموضوع . ووضع المقررات المتعلقة به، مع الاستفادة من الأبحاث المقدمة في هذا الموضوع .
والله الموفق.


فتاوى مركز الفتوى بالشبكة الاسلامية :

السؤال

أنا أفشيت سر صديقتي وعندما علمت قامت هي الأخرى بإفشاء أسراري وأنا تبت إلى الله بعد ذلك هل أكون ظلمتها أم لا؟

إفشاء السر محرم إذا ترتب عليه ضرر، ولا يجوز لمن فعل به ذلك أن يعامل الفاعل بالمثل.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإفشاء السر خيانة للأمانة، فإذا كان إفشاء سر صديقتك يترتب عليه ضرر بها فهومحرم لما فيه من الخيانة والظلم لها، كما لا يجوز لها هي أيضا معاملتك بالمثل وإفشاء سرك إذا ترتب على ذلك ضرر، قال الغزالي في الإحياء: وإفشاء السر خيانة وهو حرام إذا كان فيه إضرار، ولؤم إن لم يكن فيه إضرار. انتهى

وقال الماوردي فى أدب الدنيا: إظهار الرجل سر غيره أقبح من إظهار سر نفسه لأنه يبوء بإحدى وصمتين الخيانة إن كان مؤتمنا والنميمة إن كان مستخبرا، فأما الضرر فيما استويا فيه أو تفاضلا فكلاهما مذموم وهو فيهما ملوم. انتهى

وعلى كل، فبادرى بالتوبة إلى الله تعالى مع طلب السماح من صديقتك ونصحها بضرورة التوبة أيضا مع العفو


السؤال

تكلمت مع زوجتي في بعض أسرار العمل فأرادت ان تنتقم مني بسبب مشكلة بسيطة فأخبرت مديري في العمل بهذه الأسرار مع العلم أن مديري في العمل هو زوج أختي مما سبب لي مشاكل في عملي وفي علاقة النسب ما حكم الشرع في هذا الأمر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعلى السائل الكريم أن يعلم أنه ارتكب خطأ عندما أفشى أسرار عمله وأخبر بها من لا تسمح له جهة العمل بالاطلاع عليها، وبذلك يكون قد خان الأمانة الموكولة إليه فليستغفر الله ـ وليحذر من أن يعود لمثل هذا. كما ارتكبت زوجته خطأ فادحا عندما أفشت ذلك وأخبرت به مدير العمل لأن إفشاء السر إذا لم يترتب على كتمانه محذور شرعي لا يجوز، وقد روى أبو داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا حدث الرجل بالحديث والتفت فهي أمانة. وقال الحسن البصري: إن من الخيانة أن تحدث بسر أخيك. ورغم وشايتها وإخبارها مدير عملك بذلك على وجه الانتقام فإن عليك أن تصفح عنها وتغفر زلتها بعد أن تخبرها بعدم جواز ما قامت به وتحذرهامنه مستقبلا وعليك أن تحافظ على أسرار عملك في المستقبل، فلا يجوز لك أن تخبر بها من لا يسمح له بالاطلاع عليها ولو كانت زوجتك أو غيرها. ثم إنها قد تكون ارتكبت خطأ أخر إذا كان الرجل الذي أخبرته ليس محرما لها وحصلت لها معه خلوة، فلتنبها لذلك وتحذرها منه مستقبلا .


السؤال
نحن مجموعة من 9 أفراد لدينا جمعية ثقافية إسلامية في هولندا المشكلة هي أنه تتسرب منا الأسرار إلى الخارج ولا ندري من أين؟ ونريد أن نحلف على المصحف بأن لا نسرب الأسرار وأن نخدم الجماعة بكل صدق وأمانة فما موقف الشرع في ذلك؟
أفيدونا أفادكم الله.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فمن استؤمن على سر، فإنه لا يجوز له إفشاؤه، فقد روى أبو داود أن النبي صلى الله قال: "إذا حدّت الرجل بالحديث ثم التفت، فهي أمانة" وقال الحسن البصري: إن من الخيانة أن تحدّث بسر أخيك.
وما دام حفظ السر مطلوباً شرعاً طلباً شديداً، فلا حرج في أن يحلف كل واحد منكم على المصحف على ألا يفشي سركم، وهذا يزيد حفظ السر تأكيدا، وكذلك الحلف على خدمة الجماعة.
والمهم أن تكون جمعيتكم خالية من المحاذير الشرعية، وأن يكون نفس السر المطلوب كتمانه ليس فيه، ولا في كتمانه محذور شرعي.
والله أعلم.