تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ساعيدوني


mazi94
2011-01-05, 19:19
ana taliba jami3iya sana thalitha tarikh


orido minkom an tosa3idoni fi ta3dil khotat lba7th alladhi ya7mil 3onwan 3awamil naja7 lhamla salibiya al'oula khotati hiya katali
الخطة
المقدمة
المبحث الاول.الحركة الصليبية
المطلب1 ماهية الحركة الصليبية
المطلب 2 دوافع الحركة الصليبية
المبحث الثاني الحركة الصليبية الاولى وعوامل نجاحها
المطلب1 الحركة الصليبية الاولى
المطلب2 عوامل نجاحها
الخاتمة
ارجو الرد يا اخوان

najmsat
2011-01-05, 22:20
تعريف الحركة (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)الصليبية (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743):


لقد تعددت الآراء حول تعريف (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)الحركة (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)الصليبية (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)وكل هذا راجع إلى نظرة المؤرخون إليها حيث أن:-
1- فريق من المؤرخين رأى أن الحروب (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)الصليبية (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)هي عبارة عن حلقة من حلقات الصراع الطويل بين بلاد الشرق وبلاد الغرب وقد هذا الصراع التقليدي ظهر بشكل واضح في الصراع بين الفرس واليونان ثم أصبح بين الفرس والإمبراطورية الرومانية والبيزنطية.
يمكن تفسير هذ الصراع على أنه صراع بين حضارتين مختلفتين أي أنه راجع للعوامل الحضارية وليس للعوامل الدينية لأن الشرق و الغرب يعتنقان الديانة الوثنية ولقد رأى أصحاب هذا التعريف (صراع الحضارات) أن هذا الصراع أو النزاع كان مثل البركان يثور حيناً ويهدأ حيناً أخر حتى اشتدت حدته وثورته في نهاية القرن الحادي عشر الميلادي لذلك وجد له طريقاً في الحروب (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)الصليبية (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)بل أن حدته قد ازدادت بالخلاف الديني بين المسيحية و الإسلام.
2- فريق ثاني من المؤرخين ويأتي على رأسهم المؤرخ (كنج.-KING) رأي في الحروب (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)الصليبية (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)أنها الحلقة الأخيرة من سلسلة الهجرات الكبرى التي أعقبت انهيار الإمبراطورية الرومانية في الغرب عام 476م.
3- فريق ثالث نظر إلى الحروب (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)الصليبية (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)على أنها انتفاضة كبرى نتجت عن عملية الأحياء الديني في أوروبا في القرن العاشر الميلادي والتي بلغت ذروتها في القرن الحادي عشر الميلادي ولقد ترتب على ذلك العملية الدينية عودة البابوية إلى سطوتها القديمة وإثارة الحماسة الدينية في الغرب ونتج عن ذلك ظاهرة الحج الجماعي للأراضي المقدسة ولكن مع تطور الأسلوب أي أن الحج أصبح حربيا وليس سلمياً كما كان ويدلل رواد هذه النظرية بخروج مجموعة من الحجاج عام 1064م تحت زعامة أحد الأساقفة حيث بلغوا 70 ألف حاج و كان معهم سلاح للدفاع عن أرواحهم أما التطور في الأسلوب فهذا يرجع إلى الأخبار التي قد وصلت إلى الغرب الأوروبي المسيحي عن سوء معاملة الحجاج المسيحيين وخاصة بعد استيلاء السلاجقة على بيت المقدس عام 1071م وأيضا الاستيلاء على مدينة أنطاكية عام 1085م وطرد البيزنطيين منها وهذا الأمر جعل من الغرب الأوروبي يؤمن بضرورة استخدام القوة بهدف تامين عملية الحج من أوروبا إلى الأراضي المقدسة لذلك اندلعت الحروب (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)الصليبية (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)عام 1095م .
4- فريق رابع من المؤرخين رأى في الحروب (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)الصليبية (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)ما هي إلا وسيلة تحايل قصد بها الغرب الأوروبي الخروج من العصور الوسطى والانطلاق لحياة أوسع وأرحب حيث تبين للأوروبيين عن طرق الاتصال بين الشرق والغرب و مقارنة ذلك بوضع الغرب الأوروبي وسيطرة الكنيسة و و طاتها وظلم رجالها للعامة وبين حياة الشرق.
لذك تطلع الغرب الأوروبي لحياة أفضل وأن هذه لا تتحقق إلا بمشاركة في حركة كبيرة مثل الحركة (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)الصليبية (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)التي دعت لها البابوية وبشرت بها الكنيسة أي أن الحروب (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)الصليبية (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)بمنعي آخر كانت فرصة للغربيين للجمع بين الخلاص في الدينا والثواب في الاخره.
وبعد هذه الآراء المتعددة والمختلفة حول تعريف (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)الحروب (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)الصليبية:- نقول أنها حركة صليبية استعمارية ولدت في غرب أوروبا المسيحية وانها اتخذت شكل مسلح على بلاد المسلمين وخاصة بلاد الشرق الأدنى الإسلامي وان جذور هذه الحركة (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)نابع من الأوضاع الدينية والاجتماعية والفكرية والاقتصادية والسياسية والتي سارت في غرب أوروبا في القرن الحادي عشر الميلادي وأنها اتخذت من الدين ستاراً لتحقيق أهدافها


دوافع الحروب (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)الصليبية (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)(1095_1291)

اصل الكلمة الإنجليزية للحرب الصليبية (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)هي Crusade وهي كلمة مشنقة من اللفظ الأسباني Cruzada والتي تعني علامة الصليب

كان العالم الإسلامي قبيل فترة الحروب (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)الصليبية (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)يعاني من الفرقة والانقسام، ويعيش وضعاً سياسياً واقتصادياً وأمنياً صعباً، تتوزع مناطقه الولاءات ما بين الخلافة العباسية في بغداد، والخلافة الفاطمية في القاهرة، والخلافة الأموية في الأندلس، فيما عاشت عدة مدن ومناطق في بلاد الشام تحت حكم عدد من الأمراء الضعفاء، أو الأمراء شديدي الدهاء، ممن لا يعرفون إلا مصالحهم الخاصة، بل لعله من أسوأ ما حدث في هذا الشأن، هو تحالف بعض أمراء الأقطار الإسلامية مع الغزاة الفرنجة وهم في طريقهم نحو احتلال أراضي العرب والمسلمين، فضلاً عن العوامل المذهبية التي كان لها دور بارز في زيادة حدة التوتر والانقسامات والمساهمة في تمزيق أوصال الدولة العربية الإسلامية.

هذا ماكان عليه باختصار الواقع في عالمنا الإسلامي الذي شجع على استهدافه من قبل القوى الطامعة، ولكن يبقى السؤال: لماذا قام الغرب بغزو الشرق العربي والإسلامي؟ وما هي الدوافع والأسباب التي دفعته إلى القيام بهذه الخطوة؟ لا شك أن هذه العوامل لا يمكن حصرها بالعامل الديني، كما حاول البعض، إلا أن واقع الأمر يشير إلى أن هذه الحروب (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)ـ كما سيتبين ـ كانت نتيجةً لتفاعل عوامل متعددة دينية وسياسية واقتصادية واجتماعية.

العامل الدينى


لقد كانت التحوّلات الدينية في أوروبا من الأسباب الرئيسية لقيام الحروب (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)الصليبية، ذلك أن كنيسة روما بعد اعتناق الفرنجة للنصرانية، غدت نداً للكرسي البطريركي في القسطنطينية، واختصت كنيسة روما دون غيرها بلقب البابا، ولعبت البابوية دوراً مهما في إقامة دولة الفرنجة الكارولنجية كمنافسة لإمبراطورية بيزنطة، ومن ثم أخذت البابوية تطمح إلى توحيد كنيستي الشرق والغرب تحت نفوذها، ولاحت الفرصة حين استنجد ميخائيل السابع بارابنيسز Michael vll parapinaces ملك بيزنطة1071- 1078 م، بالبابا جريجوري السابع Gregory vll 1058ـ 1073م، يدعوه لإرسال حملة لإنقاذ آسيا الصغرى من الترك، فأسرع جريجوري السابع لتأليب ملوك الكاثوليك وأمرائهم، غير أن عجلة الصراع بين المسلمين والفرنجة قد توقفت بسبب النزاع بين الكنيسة وملوك أوروبا، حتى إذا ما عادت للبابوية قوتها بعد موت هنري الرابع Henri 1v""، تطلعت البابوية إلى تأسيس حكومة في الشرق تجمع بين السلطتين الزمنية والدينية، ولذلك حرضت البابوية على الحروب (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)الصليبية، حيث اتخذ البابا أربانوس الثاني urbanus ll" 1088م ـ 1099 م ، المعروف بتعصبه ضد المسلمين عندما كان راهباً لدير كلوني، والذي غذّى حرب المسلمين في الأندلس، وادعى أن الحجاج المسيحيين يلاقون الاضطهاد والأذى أثناء زيارتهم إلى بيت المقدس، فاتخذ من ذلك ذريعة لحرب المسلمين، وكان هذا البابا يرى بأن وظيفة البابوية الأساسية هي القيادة العليا للحرب المقدسة، ثم إن الحروب (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)الصليبية (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)هي بمثابة سياسة البابوية الخارجية، فهي التي تديرها وتتحرك وفقها، والبابوات هم الذين نظموا الحرب ووجّهوها.


موقعة منازكرد:


كشفت موقعة منازكرد 1071 م، التي انتصر فيها السلطان السلجوقي، ألّب أرسلان على الإمبراطور البيزنطي رومانوس ديوجينس، ضعف الممانعة البيزنطية في وجه السلاجقة، وأشعرت الغرب أن أبوابه أصبحت مفتوحة أمام المسلمين.

وتشير المصادر التاريخية إلى أن سلطان السلاجقة عامل الأسرى، ومن بينهم الإمبراطور وقادته معاملة مرضية، فبعد مفاوضات طويلة دارت بينه وبين رومانوس، تم الصلح بينهما على أن يزوج الإمبراطور بناته الثلاث من أولاد السلطان، ويفتدي نفسه وجميع الأسرى بمليون دينار، ويدفع جزية سنوية قدرها 360 ألف قطعة ذهبية، ومهادنته لمدة خمسين عاماً. ساهمت هذه الهزيمة في إشعار الفرنجة بالمخاطر التي تحيق بهم، ما جعلهم يتهيأون الفرصة للأخذ بالثأر.


عوامل سياسية واجتماعية


كان الإقطاع يشكل الدعامة الأساسية للنظام السياسي والاجتماعي في أوروبا، حيث كان لكل إقطاعية محاربوها، وكانت هذه الإقطاعيات تخوض حروباً مدمرة فيما بينها، ما استنزف طاقاتها، وخلف وراءه مشاكل اجتماعية وسياسية قاسية، لذلك عمل الباباوات على توجيه الفرسان لقتال المسلمين بدلاً من الانصراف إلى الحروب (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)الداخلية والمنازعات فيما بينهم ، أي تحويل تفاقم الخطر الداخلي وتنامي الأطماع والمكاسب إلى اتجاه خارجي.

وقد التقت هذه السياسة بمطامع بعض الأمراء والنبلاء الذين لم تسمح لهم الظروف بتأسيس إمارات لهم في أوروبا، حيث كان النظام الإقطاعي الأوروبي يسمح للولد الأكبر بأن يرث كل أملاك أبيه دون أخوته الباقين، فرغب هؤلاء بإنشاء إمارات لهم في المشرق العربي الاسلامي، وما عزز هذا الاتجاه الانتصارات التي حققها الفرنجة على العرب والمسلمين في الأندلس آنذاك، حيث احتلوا كثيراً من أراضيهم، وسيطروا على بعض المواقع العربية في جزر البحر الأبيض المتوسط. كما يشير بعض المؤرخين إلى أن بعض هؤلاء الأمراء والفرسان وجد في الحروب (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)الصليبية (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)إشباعاً لنزعة وروح المغامرة التي سيطرت على الحياة الخاصة والعامة ، لاسيما وأن حركة الترجمة بدأت تنشط في العالم، واطلع الغربيون على ما يسود الشرق الإسلامي من رخاء وثروات وكنوز شكلت مطمعاً لهم للحصول عليها ، في الوقت الذي كانت فيه أعداد كبيرة من فقراء أوروبا، وبعض الرهبان، أو المجرمين أو الملاحقين قضائياً، تجد في زيارة الأماكن المقدسة في فلسطين تكفيراً عن ذنوبها وخطاياها، أو مأوى لها هرباً من الكنيسة، أو الأسياد الإقطاعيين .


العامل الاقتصادي
رغبة التجار الأوربيين، ولاسيما تجار المدن الإيطالية (البندقية ، جنوه ، بيزا)، في السيطرة على منتجات المنطقة العربية، وتأسيس متاجر ومستودعات تجارية فيها. وفي الوقت الذي كانت التجارة مزدهرة، كان عدد قليل من التجار الأثرياء يتقاسمون النفوذ والسلطة مع عدد من الأمراء والنبلاء والإقطاعيين، في حين كان سواد المجتمع الأوروبي في العصور الوسطى يعيش حياة ملؤها البؤس والشقاء في ظل نظام إقطاعي مستبدّ.

يضاف إلى هذه العوامل، حدوث حالات القحط والجفاف التي ضربت بعض المواقع في أوروبا، ما أدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض والمجاعات، ودفع بالبسطاء والفقراء للاشتراك في تلك الحروب (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)لقاء مأكلهم ومشربهم وملبسهم.


العامل اليهودى:


ومن جانبه، يربط د. محمود عطا الله بين يهود أوروبا وتجهيز الحملات الصليبية (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)بقوله: "كانت مصالح أصحاب رؤوس الأموال من يهود أوروبا تتوافق مع مصالح الأمراء الإقطاعيين الأوروبيين الذين كانوا يطمعون في السيطرة على العالم عنوة، لذا دعم هؤلاء اليهود فكرة توجيه حملة صليبية إلى الشرق بكل قواهم وإمكاناتهم المتاحة، فقاموا بالدعاية لها عن طريق إقناع المترددين بالاشتراك فيها، وفتحوا خزائنهم على مصاريعها لتجنيد المحاربين، ورشوة المتخاذلين، وذلك لأنهم رأوا فيها الفرصة الذهبية المواتية التي تتيح لهم تقديم القروض الربوية إلى زعماء الحملات وأمراء المقاطعات والبارونات وسلطات الكنيسة ذاتها، بقصد إغراقهم في الديون والمتاجرة بالعتاد، يضاف إلى ذلك تحقيق أهدافهم الاستراتيجية المتمثلة في إضعاف قوة الإسلام والمسيحية معاً ، لا سيما وأن (العهدة العمرية) التي أعطيت لنصارى القدس ، بناءً على طلبهم، " منعت أي تواجد لليهود في القدس ".

دحض المزاعم حول الاضطهاد الديني:


وهكذا يتبين أن العوامل التي أفضت إلى قيام الحروب (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)الصليبية (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)متنوعة، ولا يمكن حصرها بالعامل الديني فحسب، ما يو دحض تلك الافتراءات المزعومة حول الاضطهاد الديني الذي تعرَّض له (النصارى) أثناء زياراتهم للأماكن المقدسة المسيحية في بيت المقدس وفلسطين بعامة، وقد جاء في كتاب " أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم" لصاحبه المقدسي الذي عاش في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي، وصفاً لحال "أهل الذمة" في القدس بأنها: "كثيرة النصارى"، وفي مكان آخر يقول: " قد غلب عليها النصارى واليهود"، ما يدلل على أنهم كانوا معززين مكرَّمين . .

أما الرحَّالة الفارسي (ناصر خسرو / 453 هـ 1061 م) وكان قد زار فلسطيين والقدس قبل الغزو والاحتلال الصليـبي لها بأربعين عاماً، فإنه قال: "إن الحجاج النصارى كان بوسعهم أن يدخلوا إلى الأماكن المقدسة بكامل حريتهم".

ولم يغفل الكتَّاب المحدثون أيضاً الإشارة إلى الامتيازات التي تمتع بها النصارى في فلسطين، فقد بيَّن الأستاذ (رئيف ميخائيل الساعاتي) في مقال نشره في مجلة (الراعي الصالح): "أن النصارى كانوا أخواناً للمسلمين في اللغة والوطنية، وأن خلفاء المسلمين كانوا يسندون الى أصحاب الكفايات والمؤهلات منهم الوظائف العالية ". وبيَّن أيضاً: "أن الاضطهادات التي أصابتهم في بعض الفترات المحدودة نسبياً ـ إزعاجات من بعض السلاجقة أو زمن الحاكم بأمر الله الخليفة الفاطمي غريب الأطوار ـ تعود إلى انحراف بعض الحكام الذين لم ينج المسلمون أنفسهم من أذاهم وتعدياتهم"، كما أكد ذلك أيضاً الأستاذ "أمير سيد علي" في كتابه "مختصر تاريخ العرب والتمدن الإسلامي " ..

ولعل في ما كتبه وتنبه إليه الكتاب والمؤرخون الغربيون بهذا الشأن أقوى شاهد ودليل على بطلان مزاعم الاضطهاد الديني، فهذا الكاتب "جاي لي سترانج" يقول: "يجدر بنا أن نعترف أن المسيحيين لم يكونوا بمضطهدين ذلك الاضطهاد الذي اتخذوه سبباً لحملاتهم الصليبية"، ولا ريب أن أحداً لا يستطيع نكران فضل (العهدة العمرية) التي أعطاها الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب (18 هـ) لدى فتح بيت المقدس للمسيحيين النصارى، والتي أرست لمن خلفه قواعد التعامل معهم في القدس وسائر الأمصار على أساس" الأمان لأنفسهم، وأموالهم وكنيستهم، وصلبانهم ... فلا تسكن كنائسهم، ولا تهدم، ولا ينتقص منها، ولا من حيزها، ولا من صلبهم، ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم".

ويذهب الباحث وليد الخالدي إلى أبعد من ذلك، حيث يرى أن الخلاف في العهود الإسلامية حول الأماكن المقدسة في القدس، لم يكن في الحقيقة خلافاً بين السلطة الحاكمة والجاليات المسيحية، ولا كان بين هذه السلطة والجالية اليهودية، بل كان بين الجاليات المسيحية ذاتها (الأرثوذكسية/الكنيسة الشرقية) و (اللاتينية/الكنيسة الغربية)، وكان دور السلطة الإسلامية الحاكمة طوال تلك القرون دور الحكم بين الكنائس المسيحية المتنازع على حقوقها في الأماكن المقدسة. وأدت السلطة الإسلامية دورها بالإشراف على نظام اصطلح على تسميته (الستاتيكون، الوضع الراهن) وهو عبارة عن مجموعة من الأعراف والتقاليد حول تلك الحقوق، تراكمت برضا واعتراف الكنائس المحلية والدول الأوروبية الراعية، أدارتها السلطة الإسلامية لضبط الخلاف حول الأماكن المقدسة المسيحية.
الأسباب المباشرة (الاستعدادات للحملة)


أما عن الأسباب المباشرة للحملات الصليبية، فهي إضافة إلى الثأر من الهزيمة في معركة (منازكرد)، ما أثاره (بطرس الناسك) الراهب الفرنسي الأصل، الذي جاء لزيارة "بيت المقدس"، وزعم أنه أسيئت معاملته مع غيره من الزوّار ، وفور عودته إلى بلاده، مر بروما وقابل البابا (أوربان الثاني ) ودعاه الى إنقاذ الأماكن المقدسة. ثم أخذ يجوب ألمانيا وفرنسا وبلجيكا محرضاً الجماهير في خطبه على الزحف لإنقاذ "قبر المسيح"، فكان لتلك الخطب النارية وتشجيع البابا لهذه الحركة (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)أثر كبير في قلوب الناس.

وكانت أولى ثمار هذا التحرك انعقاد مؤتمر كليرمونت في تشرين الثاني 1095م برئاسة البابا، وكان له تأثير كبير في الدعوة للحروب الصليبية (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)ورعايتها، فعمل على المقاربة وإزالة الخلاف بين الكنيستين الشرقية (البيزنطية) والغربية (اللاتينية)، إذ رفع قرار الحرمان الذي كان موقعاً من الإمبراطور البيزنطي. كما أعطى هذا البابا توجيهاته للأمراء ورجال الدين وكبار التجار الإيطاليين المشاركين في " مجمع كلير مونت "، بأن يحيك كل محارب صليباً من القماش الأحمر على ردائه الخارجي من ناحية الكتف، رمزاً للفكرة التي خرج ليحارب من أجلها، وكان قد تم تحديد سنة 1097 م موعداً للحملة الصليبية (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)الأولى


الحملة الصليبية (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)الأولى هي الحملة التي أطلقها البابا أوربانوس الثاني سنة 1095 في كليرمونت جنوب فرنسا لتخليص القدس و عموم الأرض المقدسة من يد المسلمين وأرجاعها للسيطرة المسيحية.

تألفت الحملة من 4 جيوش أقطاعية بقيادة كل من جودفري دوق اللورين و ريموند صنجيل دوق الناربون و بوهيموند كونت تورانتو وروبرت دوق النورماندي.

أفترق أمراء الحملة الأولى في 4 طرق وأجتمتعوا في القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية أستمر زحفهم حتى وصلوا إلى القدس و استولوا عليها في يوليو من عام 1099 بعد حصار أستمرا شهرا كاملا ،أستطاع الصليبيون تأسيس مملكة بيت المقدس و غيرها من الممالك الصليبية (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743). و رغم أن هذه المكاسب دامت أقل من قرنين ، فإن الحملة الصليبية (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)الأولى تعد نقطة تحول رئيسية في توسع القوى الغربية ، و كذلك أول خطوة كبرى لإعادة فتح التجارة الدولية في الغرب منذ سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية.وكانت الحملة الصليبية (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)الوحيدة - بعكس الحملات اللاحقة- التي حققت هدفها المعلن

الشرق في نهايات القرن الحادي عشر

كان جوار أوروبا الغربية المباشر جنوبا هو الإمبراطورية البيزنطية، والتي كانت مسيحية ولكنها كانت إتبعت نهجا أرثوذكسيا شرقيا مختلفا من زمن. وتحت حكم الإمبراطور الكسيوس الأول كومنينوس، كانت الإمبراطورية محصورة بين أوروبا والشواطئ الغربية للأناضول، وواجهت عداوة النورمان في الغرب والسلاجقة في الشرق. وبالإتجاه شرقا كانت الأناضول و سوريا وفلسطين ومصر كلها تحت الحكم الإسلامي، ولكنها كانت منقسمة سياسيا وإلى حد ما ثقافيا في زمن الحملة الصليبية (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)الأولى، مما ساهم في نجاح تلك الحملة.

كانت كل من سوريا والأناضول تحت سيطرة السلاجقة السنة، والتي كانت إمبراطورية واحدة كبيرة، ولكن في تلك الفترة كانت منقسمة إلى دويلات أصغر. وكان ألب أرسلان قد هزم البيزنطيين في معركة ملاذكرد عام 1071 وضمّوا الكثير من الأناضول لمناطق السلاجقة، ولكن هذه الإمبراطورية إنقسمت بحرب أهلية بعد وفاة ملكشاه الأول سنة 1092. وفي دولة سلاجقة الروم في الأناضول، خلف قلج أرسلان ملكشاه، وفي سوريا خلفه تتش بن ألب أرسلان الذي توفي عام 1095. فورث أبناء تتش رضوان ودقاق حلب ودمشق على الترتيب، مقسمين سوريا إلى إمارات يعادي بعضها بعضا، كما تعادي كربغا أتابيك الموصل. وكانت هذه الدويلات أكثر إهتماما في الحفاظ على مناطقها وكسب مناطق جديدة من جيرانها أكثر من إهتمامها بالتعاون ضد الحملة الصليبية.

وفي مكان آخر تحت السيطرة الإسمية للسلاجقة كان الأرتقيون في شمال شرق سوريا وشمال بلاد ما بين النهرين. سيطروا على القدس حتى عام 1098. وفي شرق الاناضول وشمال سوريا كان هناك دولة أسسها الدنشمنديون، مرتزقة سلاجقة؛ لم يكن للصليبيين إتصال يذكر مع أي من المجموعتين إلى ما بعد الحملة. كما أصبح الحشاشون ذوي دور مهم في شؤون سوريا.

كانت مصر وأجزاء كبيرة من فلسطين تحت سيطرة الفاطميون الشيعة، الذين تقلصت مساحة دولتهم بشكل ملحوظ منذ وصول السلاجقة؛ نصح ألكسيوس الأول الصليبين بأن يتعاونوا مع الفاطميين ضد عدوهم المشترك متمثلا بالسلاجقة. أما الفاطميين، يحكمهم في ذلك الوقت الخليفة المستعلي (مع أن السلطة الحقيقية كانت بيد الوزيد الأفضل شاهنشاه)، خسرت القدس لمصلحة السلاجقة عام 1076، ولكن عادوا ليسطروا عليها من الأرتقيين عام 1098 حين كانت القوات الصليبية (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)تتحرك. لم يعتبر الفاطميون في البدء الحملة الصليبية (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)خطرا يهددهم، مفترضين أنهم أرسلوا من قبل البيزنطيين وأنهم سينشغلون بالسيطرة على سوريا، وأنهم لن يصلوا فلسطين؛ فلم يرسلوا أي جيوش لوقف الصليبيين حتى وصل الصليبييون فعلا إلى القدس

التتابع الزمني لأحداث الحملة

انعقاد مجمع كليرمون

في مارس 1095 أرسل ألكسيوس الأول مرسليه إلى مجمع بياشنزا ليطلب من أوربانوس المساعدة ضد الأتراك. تلقى البابا أوربانوس طلب الإمبراطور بكثير من الحفاوة، فكان يتمنى بأن يلتأم الشرخ بين الكنيستين الذي كان عمره 40 عاما، وأراد إعادة توحيد الكنيسة تحت السلطة البابوية كرئيس أساقفة العالم، وذلك بمساعدةالكنائس الشرقية لدى إستصراخها.

وفي مجمع كليرمون، الذي عقد في وسط فرنسا في نوفمبر 1095، ألقى أوربانوس خطبة مليئة بالعواطف لحشد كبير من النبلاء ورجال الدين الفرنسيين. فدعى الحضور إلى إنتزاع السيطرة على القدس من يد المسلمين. وقال إن فرنسا قد إكتظت بالبشر، وأن أرض كنعان تفيض حليبا وعسلا. وتحدث حول مشاكل العنف لدى النبلاء وأن الحل هو تحويل السيوف لخدمة الرب: "دعوا اللصوص يصبحون فرسانا." وتحدث عن العطايا في الأرض كما في السماء، بينما كان محو الخطايا مقدما لكل من قد يموت أثناء محاولة السيطرة. هاجت الحشود وهاجت بحماس قائلة:"Deus lo vult!" ("هي إرادة الرب!").

خطبة أوربان هي واحدة من أهم الخطب في تاريخ أوروبا. وهناك العديد من نسخ الخطبة المختلفة، ولكنها جميعا كتبت بعد السيطرة على القدس، ومن الصعب معرفة ما قيل فعلا وما تم إضافته بعد الاحداث ونجاح الحملة. ولكن من المؤكد أن ردة الفعل على الخطاب كانت أكبر من المتوقع. ولبقية سنة 1095 ولعام 1096، نشر أوربان الرسالة في أنحاء فرنسا، وحث أساقفته وكهنته بأن يعظوا في أسقفياتهم في بقية مناطق فرنسا وألمانيا وإيطاليا أيضا. حاول اوربان منع أشخاص معينين (من ضمنهم النساء والرهبان والمرضى) من الإنضمام للحملة، ولكنه وجد ذلك شبه مستحيل. وفي النهاية كان السواد الأعضم من هؤلاء الذين إنضموا للحملة الصليبية (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)من غير الفرسان، ولكنهم كانوا أقنانًا و لم يكونوا اثرياء ولديهم قليل من المهارة في أساليب القتال، ولكن المعتقدات بأهمية أحداث الألفية والنبوءة وجدت منفذا أخرجت هؤلاء من إضطهاد حياتهم اليومية، في حميم من المشاعر الجديدة والتقوى الذاتية لم يكن من السهل السيطرة عليها من قبل الأرستقراطية والأرستقراطية الدينية


حملة الفقراء

حملة الفقراء هي حملة سبقت الحملة الصليبية (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)العسكرية الأولى وتعتبر جزءا من الحملة الصليبية (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)الأولى ، دامت حوالي ستة أشهر من إبريل 1096 إلى أكتوبر من ذات العام. عرفت أيضا بإسم حملة الشعب أو حملة الأقنان.

فقدخطط البابا أوربانوس الثاني إنطلاق الحملة في 15 أغسطس 1096، ولكن قبل ذلك بشهور ، قامت جيوش من الأقنان والفرسان المعدمين وبشكل غير متوقع أو غير مخطط بتنظيم حملة إلى الأرض المقدسة ، وانطلقوا إلى القدس بمفردهم. وكان الأقنان إبتلوا بالجفاف والمجاعة والطاعون لسنوات قبل 1096، ويبدوا ان بعضهم رأى في الحملة الصليبية (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)مهربا من واقعهم المرير. دفعهم عدد من المصادفات والأحداث السماوية (الفلكية) في بداية 1095 والتي بدت وكأنها مباركة إلهية للتحرك. إنهمار للنيازك ، ظهور شفق، خسوف للقمر، وظهور مذنب، بالإضافة إلى أحداث اخرى. كما أن إنتشار "الشقران" (مرض يصيب الحبوب) ، والذي كان يؤدي عادة إلى حصول هجرات جماعية، ظهر قبل اجتماع مجمع كليرمونت. كما أن الإعتقاد بقرب نهاية العالم كان منتشرا في بدايات القرن الحادي عشر للميلاد،إزدادت شعبيته. وكان صدى دعوة البابا فوق كل التوقعات: ففي حين أن أوروبان ربما كان يتوقع بضع آلاف من الفرسان، إنتهى به الأمر بهجرة جماعية قد تصل إلى 100،000 معظم من فيها من المقاتلين الغير متمرسين ، وبينهم نساء وأطفال.

راهب ذو شخصية مؤثرة (كارازماتي) ومتحدث مفوه إسمه بطرس الناسك من أمينس، كان القائد الروحي لهذه الحركة. عرف أيضا بركوبه لحمار ولبسه لبسيط اللباس. كان قد وعظ بنشاط لأجل الحملة في شمال فرنسا وبلاد الفلانديرز. وإدعى انه عيّن من قبل المسيح ذاته (وأنه كان لديه رسالة إلهية لإثبات ذلك) ، ومن الجائز ان يكون بعض من أتباعه إعتقدوا أنه هو ، لا البابا أوروبان، هو الداعي الحقيقي للحملة إلى الأرض المقدسة. ومن شائع الإعتقاد ان جيش بطرس كان فرقة الرهبان الجهلة والغير كفؤين والذين لم يكن لديهم أدنى فكرة إلى أين سيذهبون، والذين إعتقدوا ان كل مدينة صغيرة أو كبيرة سيطروا عليها في طريقهم أثناء الحملة هي القدس ، وقد يكون هذا الإعتقاد صحيحا إلى حد ما ، ولكن التقليد الطويل بالحج إلى الديار المقدسة والقدس جعل من موقع وبعد المدينة المقدسة معروفا جيدا. وبالرغم من أن الإغلبية كانوا من المقاتلين الغير متمرسين. كان هناك قلة من فرسان جيدي التدريب يقودونهم. مثل الفارسFulcher of Chartres الذي سيصبح لاحقا مؤرخا ، وWalter Sans-Avoir المعروف ايضا بوالتر المعدم، والذي ، كما يدل إسمه، كان فارسا فقيرا بلا أطيان أو أتباع، ولكنه كان متمرسا في القتال.



والتر والفرنسيون

جمع من الصليبيين. ولكن الفرنسيين لم يكونوا مستعدين لإنتظار بطرس والألمان ، وتحت قيادة والتر سانس أفور غادر بضعة آلاف من الصليبيين قبل بطرس ، ووصلوا إلى هنغاريا في 8 مايو، فعبروا هنغاريا دون حوادث ووصلوا نهر ساف على الحدود البيزنطية عند بيلغراد، تفاجأ آمر بلغراد بالجموع ، وكونه ليس لديه تعليمات بما عليه أن يفعل ، رفض فتح إدخالهم للمدينة. مما أجبر الصليبيين على نهبمن أجل ان يعتاشوا. أدى ذلك إلى مناوشات مع حامية بلغراد ، ومما زاد الأمر سوءا ، ان ستة عشر رجلا من رجال والتر حاولوا نهب سوق في سيملين ، على الناحية الأخرى من النهر في هنغاريا طريقهم إلى النيش ، حيث تم إمدادهم بالطعام وظلوا ينتظرون أخبارا من القسطنطينية تسمح بمرورهم. وبنهاية يوليو ، وصلت الجيوش إلى القسطنطينة بمرافقة بيزنطية.


من كولونيا إلى القسطنطينية

بقي بطرس وبقية الصليبيين في كولونيا حتى 20 ابريل، فخرج معه حوالي 20،000 ، وتبعتهم مجموعة أخرى بعدها بفترة قصيرة. ولما وصلوا الدانوب، قرر البعض إستكمال الطريق بالقوارب نزولا مع الدانوب ، بينما قرر السواد الأعظم إستكمال الرحلة على ضفاف الدانوب ودخلوا هنغاريا عند دينبورغ المعروفة اليوم بإسم سوبورون. وهناك إستكملوا الرحلة عبر هنغاريا وعادوا لينضموا إلى من سلكوا الدانوب عند سملين على الحدود البيزنطية.

في سيملين، أصبح الصليبيون متشككين، لما رأوا البذات الستة عشر معلقة على أسوار القلعة. وبعدها ، أدى خلاف على سعر زوج من الأحذية في السوق إلى الإضطرابات. والتي تحولت إلى هجوم كامل على المدينة من قبل الصليبيين (الأمر الذي كان ضد رغبات بطرس على الأغلب)، حيث قتل 4،000 هنغاري. هرب بعدها الصليبييون عبر نهر ساف إلى بلغاريا، ولكن ليس قبل مناوشات مع القوات البلغارية. وهرب سكان بلغراد، ونهب الصليبييون المدينة وأحرقوها. وأستكملوا بعدها المسير لسبعة أيام وصولا إلى نيش في 3 يوليو. هناك وعد الآمر بتوفير مرافقة لجيش بطرس إلى القسطنطينية كما وعد بتوفير الطعام، بشرط ان ترحل الجموع فورا. وافق بطرس، وأنطلق في اليوم التالي. ولكن بعض الألمان دخلوا في خلاف مع السكان المحليين على طول الطريق، وأحرقوا طاحونة، الأمر الذي خرج عن سيطرة بطرس حتى ان نيش أخرجت كامل حاميتها ضد الصليبيين. أصبح الصليبييون محاصرين بالكامل وخسروا حوالي ثلث قواتهم؛ اما البقية فأعادوا لملمة صفوفهم لاحقا عند بيلا بالانكا. ولدى وصولهم صوفيا في 12 يوليو. إلتقوا بالمرافقة البيزنطية ، والتي أوصلتهم بسلام إلى القسطنطينية بحلول بداية أغسطس.

تفتت القيادة

قام الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس الأول كومنينوس، غير عارف ماذا يمكنه ان يفعل بجيش غير عادي وغير متوقع كالذي وصله، قام بنقلهم بسرعة عبر البوسفور ب6 أغسطس. وهنا يطفو خلاف تأريخي قديم ، فهل أرسلهم عبر البوسفور بلا أدلة بيزنطيين وهو يعلم تماما بأنهم قد يذبحوا عن بكرة ابيهم على يد السلاجقة، او انهم أصروا على إستكمال طريقم عبر آسيا بالرغم من تحذيراته.في كلا الحالتين، فإنه من المعروف ان الكسيوس كان قد حذر بطرس من الإلتحام مع القوات السلجوقية، والتي إعتقد بتفوقها على جيش بطرس الرث والتهريجي، ونصحه بإنتظار القوات الصليبية (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)الأساسية التي كانت لا تزال في الطريق.

عادت وإنضمت إلى قوات بطرس المجموعة الفرنسية بقيادة والتر سانس آفور ومجموعة من فرق الصليبيين الإيطالية التي وصلت في ذات الوقت، وبمجرد وصولهم إلى آسيا عبر البوسفور، بدأوا ينهبون المدن ووصلوا إلى خليج نيقوميديا على بعد زهاء 35 كم إلى الشمال الغربي من مدينة نيقية، وهناك نشب خلاف بين الألمان والإيطاليين من جهة والفرنسيين من جهة اخرى. فأنقسمت القوات واختار الالمان والإيطاليون قائدا جديدا إسمه راينلد، بينما تولى جيوفري بوريل زمام الأمور لدى القوات الفرنسية، وبات واضحا أن بطرس الناسك فقد السيطرة على الحملة.

بالرغم من ان ألكسيوس دعى بطرس ان ينتظر الجيش الرئيسي، إلا ان بطرس قد خسر الكثير من سلطته والصليبيون بدأوا يتدافعون. مهاجمين أكثر فأكثر المدن القريبية، حتى وصل الفرنسيون حدود نيقية، عاصمة السلاجقة، حيث نهبوا الضواحي، اما الألمان وكي لا تفوتهم الفرصة تحركوا بستة آلاف صليبي إلى زيريغوردون وإحتلوا المدينة لإستخدامها كقاعدة للهجوم على الأرياف المجاورة. وردا على ذلك ، أرسل السلاجقة جيشا كبيرا إلى زيريغوردون وسيطروا في 29 سبتمبر على مصدر المياه الوحيد هناك، والواقع خارج أسوار المدينة ، الامر الذي لم يتنبه إليه الألمان. وبعد ثمانية أيام من شرب دماء الحمير وبولهم ، اجبر الصليبييون على الإستسلام. فمنهم من تحول إلى الإسلام فهؤلاء قد تم نقلهم إلى خراسان أما الذين رفضوا التحول عن دينهم فقد قتلوا جميعا.

الأزمة

في المخيم الرئيسي، نشر جواسيس السلاجقة إشاعة ان الألمان الذين سيطروا على زيريغوردون قد سيطروا أيضا على نيقية، الأمر الذي أدى إلى تحمس الصليبيين ان يصلوا إلى هناك بالسرعة الممكنة كي لا يفوتوا نصيبهم من الغنائم، وبالطبع نصب السلاجقة كمائن على الطريق إلى نيقيا. وعندما وصلت الأخبار الحقيقية بشأن ما حصل في زيريغوردون للصليبيين. تحول الحماس إلى هلع. كان بطرس الناسك قد عاد إلى القسطنطينية لترتيب شؤون الإمدادات وكان من المفترض عودته قريبا، وفضل معظم القادة إنتظار عودته (وهو لم يعد أبدا في الواقع). على كل فإن غوفري بوريل، الذي كان لديه شعبية واسعة بين الجموع، قال بأنه من الجبن الإنتظار، وان عليهم التحرك ضد السلاجقة في الحال. وكان له ما أراد: ففي صباح 21 أكتوبر تحرك كامل الجيش ب20،000 مقاتل بإتجاه نيقية، تاركين النساء والأطفال والعجائز والمرضى خلفهم في المخيم.

على بعد ثلاثة أميال من المخيم ، حيث أصبح الطريق ضيقا، في وادي مشجر قرب قرية دراكون، كان الكمين منتظرا. فبدا وابل من السهام تنهمر عليهم، فإنتشر الهلع فورا، وحاولت تلك القوة العودة للمخيم هاربين من المعركة، ولكنهم هزموا وقتل الكثير منهم. ولم يبق إلا الأطفال والذين إستسلموا، وسحق الآلاف من الذين حاولوا المقاومة. ونجح ثلاثة آلاف من بينهم جيوفري بوريل بالفرار إلى قلعة مهجورة. وبالنهاية أبحر البيزنطيون إلى الصليبيين ورفعوا الحصار عنهم؛ عادت هذه الآلاف القليلة إلى القسطنطينية ، وهم الناجين الوحيدين من الذين شاركوا بحملة الفقراء الصليبية.

تحرك الحملة

تحركت في اغسطس عام 1096 من اللورين بقيادة جودفري وانضم اليها اتباعه (اخوه الأكبر الكونت يفتسافي من بولون واخوه الاصغر بلدوين من بولون ايضا ، كما انضم بودوان له بورغ ابن عم غودفري ، والكونت بودوان من اينو والكونت رينو من تول) على اثر الدعوة التي انطلقت لها حملة الفقراء ، مشت هذه الفصائل على طريق الراين-الدانوب التي سارت عليها قبلهم فصائل الفلاحين الفقراء. حتي وصلت القسطنطينية نهاية عام 1096 .

وفي 6 مايو أجتمعت القوات الصليبية (http://www.dreamscrazy.com/vb/showthread.php?t=27743)بعد عبورها مضيق البسفور لحصار مدينة نيقية ،وقدم امبراطور القسطنطينية اليكسيوس كومينن الامدادات للصليبيين من المؤنة إلى الأت الحصار أستمر الحصار حتى 26 يونيو حيث أستسلمت المدينة لقوات ألكسيوس ومنع ألكسيوس قوات الصليبيين من دخول المدينه ونهبها وأمتصاصا لغضبهم قدم لهم الهبات والمنح للأمراء وطبقات الفرسان وامر بتوزيع قطع نحاسية على المشاة.

بعد تسليم مدينة للقوات البيزنطية تقدمت قوات الصليبيين إلى القدس وخلال المسير تقرر تقسيم الجيش إلى قسمين نظرا لكثرته على ان تكون المسافة الفاصلة بينهما مسيرة يومين، وفي هذه الاثناء حشد قلج ارسلان حاكم قونية جموعه صد الصليبيين بعدما اخذوا منه نيقية إلا انه تعرض لهزيمة شديدة في معركة ضورليوم ومهد هذا النصر للصليبيين الأستيلاء على على مدن وحصون عديدة في الأنضول بسبب إخلاء السلاجقة لها او معاونة الارمن لهم.

وقبل مسير الصليبيين إلى انطاكية لحصارها انفصل بلدوين عن الجيش الرئيسي مصطحبا معه 80 فارسا بعدما طلب منه اهالي الرها القدوم اليهم لنجدتهم.

وكانت الرها تحكم من قبل امير ارمني يسمى طوروس الذي كان يخضع للسلاجقة الذي اراد ان يكون بلدوين وفرسانة جندا له بعدما سمع بنتصارات الصليبيين الا ان فكرة ان يكون بلدوين وفرسانه جندا لطوروس لم يتقبلها بلدوين فتقرر ان يتبنى طوروس بلدوين كأبنا له لاسيما كون طوروس رجلا عقيما ومسنا.

قامت بعدها ثورة في الرها أسفرت عن مقتل طوروس وتنصيب بلدوين حاكما على الرها كوريث لطوروس.

اما الجيش الرئيسي لصليبيين تابع مسيرة حتى أنطاكيا حيث أستمر في حصارها طوال ثمانية أشهر أبتداء من العشرين أكتوبر حتى صبيحة اليوم الثالث من يوليو حيث دخل الصليبيين انطاكيه بعد خيانة أحد المستحفظين على الابراج ويدعى فيروز الذي مهد لهم للصعود إلى أحد الابراج وفتح الابواب والدخول إلى المدينة

وظهرت الخيانات وانكشف التخاذل من إمارات المدن التي حرصت كل منها على نفوذها و«كسب ود» الصليبيين أثناء توسعهم ومن ذلك ما حدث من اتصال صاحب إقليم شيزر بالصليبيين حيث تعهد بعدم اعتراضهم وتقديم ما يحتاجون من غذاء ومؤن بل وأرسل لهم دليلين ليرشداهم على الطريق!!، وقدمت لهم حمص الهدايا!! وعقدت معهم مصياف اتفاقية!!.. أما طرابلس فدفعت لهم الجزية، وأعانتهم بالأدلاء، ودفعت بيروت المال، وعرضت عليهم الدخول في الطاعة إذا نجحوا في احتلال بيت المقدس!!.

تابع ريموند دي تولوز (أمير إقليم بروفانس وتولوز بفرنسا) قيادة بقية الصليبيين إلى بيت المقدس وكان عددهم ألف فارس وخمسة آلاف من المشاة فقط!! وفي ربيع 1099م دخلوا مناطق فلسطين فمروا بعكا التي قام حاكمها بتموين الصليبيين!! ثم قيسارية ثم أرسوف، ثم احتلوا الرملة واللد وبيت لحم، وفي 7 حزيران / يونيو 1099م بدأوا حصار بيت المقدس، وكان حاكمها قد نصبه الفاطميون ويدعى افتخار الدولة، وتم احتلالها في 15 يوليو 1099 لسبع بقين من شعبان 492هـ. ولبث الفرنج أسبوعاً يقتلون المسلمين... وقتلوا بالمسجد الأقصى ما يزيد على سبعين ألفاً منهم جماعة كثيرة من أئمة المسلمين، وعلمائهم وعبادهم(20). أما الدولة الفاطمية فقد واجهت الخبر ببرود، كما أن الدولة العباسية لم تحرك ساكناً!!

تولى حكم بيت المقدس القائد الصليبي جود فري بوايون، وتسمى تواضعاً بحامي بيت المقدس، واستسلمت نابلس، وتم للصليبيين احتلال الخليل(21).

ويقال إنه لم يبق من الصليبيين إلا ثلاثمائة فارس وألفين من المشاة ولم يستطيعوا توسيع سيطرتهم، ذلك أن كثيراً منهم عادوا إلى بلادهم بعد أن أوفوا قسمهم بالاستيلاء على بيت المقدس(22)، وبذلك أصبحت ممالك الصليبيين كالجزر وسط محيط من الأعداء، ومع ذلك كتب لها الاستمرار مائتي سنة حتى تم اقتلاع آخرها!! بسبب الإمدادات والحملات التي كانت تأتيهم بين فترة وأخرى، وبسبب ضعف المسلمين وتشرذمهم، وعدم استغلالهم لفرصة انسياب وانتشار الصليبيين على مساحات واسعة من الأرض بأعداد قليلة ليقضوا عليهم، ولكن المسلمين تأخروا حتى قويت شوكة الصليبيين وأصبح من الصعب اقتلاعها.

وتتابع سقوط مدن فلسطين الأخرى، فقد كانت يافا قد سقطت أثناء حصار بيت المقدس على يد سفن جنوية في 15 يونيو 1099م، وسيطر الصليبيون على شرق بحيرة طبرية (منطقة السواد) في مايو 1100م، واستولوا على حيفا عنوة في شوال 494 هـ - أغسطس 1100م بمساعدة أسطول كبير من البندقية، وملكوا أرسوف بالأمان وأخرجوا أهلها منها، وملكوا قيسارية 17 مايو 1109م بالسيف وقتلوا أهلها ونهبوا ما فيها وذلك في 17 مايو 1101م(23). وهكذا فرض الصليبيون هيمنتهم على فلسطين غير أن عسقلان ظلت عصية عليهم وكان المصريون (الفاطميون) يرسلون لها كل عام الذخائر والرجال والأموال، وكان الفرنج يقصدونها ويحاصرونها كل عام فلا يجدون لها سبيلاً، ولم تسقط عسقلان بأيدي الفرنج إلا في سنة 1153م-548هـ، وكان أهلها قد ردوا الفرنج مقهورين في ذلك العام، وعندما آيس الفرنج وهموا بالرحيل أتاهم خبرأن خلافاً وقع بين أهلها فصبروا. وكان سبب الخلاف أن أهلها لما عادوا قاهرين منصورين ادعى كل طائفة أن النصرة كانت من جهتها، فعظم الخصام بينهم إلى أن قتل من إحدى الطائفتين قتيل، واشتد الخطب وتفاقم الشر، ووقعت الحرب بينهم فقتل بينهم قتلى!! فطمع الفرنج، وزحفوا إلى عسقلان وقاتلوا «فلم يجدوا من يمنعهم فملكوه»(24)!! ترى... كم هي الهزائم التي تأتي من أنفسنا أو نصنعها بأنفسنا؟! {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}(25).

وهكذا تأسست مملكة بيت المقدس الصليبية، ونشير استطراداً إلى تأسيس الفرنج لمملكة صليبية رابعة هي طرابلس في 11 ذي الحجة 503هـ -12 يوليو 1109م بعد حصار دام سبعة أعوام.

najmsat
2011-01-05, 22:22
دوافع الحروب الصليبية وعوامل نجاحها

كان العالم الإسلامي قبيل فترة الحروب الصليبية يعاني من الفرقة والانقسام، ويعيش وضعاً سياسياً واقتصادياً وأمنياً صعباً، تتوزع مناطقه الولاءات ما بين الخلافة العباسية في بغداد، والخلافة الفاطمية في القاهرة، والخلافة الأموية في الأندلس، فيما عاشت عدة مدن ومناطق في بلاد الشام تحت حكم عدد من الأمراء الضعفاء، أو الأمراء شديدي الدهاء، ممن لا يعرفون إلا مصالحهم الخاصة، بل لعله من أسوأ ما حدث في هذا الشأن، هو تحالف بعض أمراء الأقطار الإسلامية مع الغزاة الفرنجة وهم في طريقهم نحو احتلال أراضي العرب والمسلمين، فضلاً عن العوامل المذهبية التي كان لها دور بارز في زيادة حدة التوتر والانقسامات والمساهمة في تمزيق أوصال الدولة العربية الإسلامية.

هذا ماكان عليه باختصار الواقع في عالمنا الإسلامي الذي شجع على استهدافه من قبل القوى الطامعة، ولكن يبقى السؤال: لماذا قام الغرب بغزو الشرق العربي والإسلامي؟ وما هي الدوافع والأسباب التي دفعته إلى القيام بهذه الخطوة؟ لا شك أن هذه العوامل لا يمكن حصرها بالعامل الديني، كما حاول البعض، إلا أن واقع الأمر يشير إلى أن هذه الحروب ـ كما سيتبين ـ كانت نتيجةً لتفاعل عوامل متعددة دينية وسياسية واقتصادية واجتماعية.

العامل الديني

لقد كانت التحوّلات الدينية في أوروبا من الأسباب الرئيسية لقيام الحروب الصليبية، ذلك أن كنيسة روما بعد اعتناق الفرنجة للنصرانية، غدت نداً للكرسي البطريركي في القسطنطينية، واختصت كنيسة روما دون غيرها بلقب البابا، ولعبت البابوية دوراً مهما في إقامة دولة الفرنجة الكارولنجية كمنافسة لإمبراطورية بيزنطة، ومن ثم أخذت البابوية تطمح إلى توحيد كنيستي الشرق والغرب تحت نفوذها، ولاحت الفرصة حين استنجد ميخائيل السابع بارابنيسز
Michael vll parapinaces ملك بيزنطة1071- 1078 م، بالبابا جريجوري السابع Gregory vll 1058ـ 1073م، يدعوه لإرسال حملة لإنقاذ آسيا الصغرى من الترك، فأسرع جريجوري السابع لتأليب ملوك الكاثوليك وأمرائهم، غير أن عجلة الصراع بين المسلمين والفرنجة قد توقفت بسبب النزاع بين الكنيسة وملوك أوروبا، حتى إذا ما عادت للبابوية قوتها بعد موت هنري الرابع Henri 1v""، تطلعت البابوية إلى تأسيس حكومة في الشرق تجمع بين السلطتين الزمنية والدينية، ولذلك حرضت البابوية على الحروب الصليبية، حيث اتخذ البابا أربانوس الثاني urbanus ll" 1088م ـ 1099 م ، المعروف بتعصبه ضد المسلمين عندما كان راهباً لدير كلوني، والذي غذّى حرب المسلمين في الأندلس، وادعى أن الحجاج المسيحيين يلاقون الاضطهاد والأذى أثناء زيارتهم إلى بيت المقدس، فاتخذ من ذلك ذريعة لحرب المسلمين، وكان هذا البابا يرى بأن وظيفة البابوية الأساسية هي القيادة العليا للحرب المقدسة، ثم إن الحروب الصليبية هي بمثابة سياسة البابوية الخارجية، فهي التي تديرها وتتحرك وفقها، والبابوات هم الذين نظموا الحرب ووجّهوها.

موقعة منازكرد:

كشفت موقعة منازكرد 1071 م، التي انتصر فيها السلطان السلجوقي، ألّب أرسلان على الإمبراطور البيزنطي رومانوس ديوجينس، ضعف الممانعة البيزنطية في وجه السلاجقة، وأشعرت الغرب أن أبوابه أصبحت مفتوحة أمام المسلمين.

وتشير المصادر التاريخية إلى أن سلطان السلاجقة عامل الأسرى، ومن بينهم الإمبراطور وقادته معاملة مرضية، فبعد مفاوضات طويلة دارت بينه وبين رومانوس، تم الصلح بينهما على أن يزوج الإمبراطور بناته الثلاث من أولاد السلطان، ويفتدي نفسه وجميع الأسرى بمليون دينار، ويدفع جزية سنوية قدرها 360 ألف قطعة ذهبية، ومهادنته لمدة خمسين عاماً. ساهمت هذه الهزيمة في إشعار الفرنجة بالمخاطر التي تحيق بهم، ما جعلهم يتهيأون الفرصة للأخذ بالثأر.

عوامل سياسية واجتماعية

كان الإقطاع يشكل الدعامة الأساسية للنظام السياسي والاجتماعي في أوروبا، حيث كان لكل إقطاعية محاربوها، وكانت هذه الإقطاعيات تخوض حروباً مدمرة فيما بينها، ما استنزف طاقاتها، وخلف وراءه مشاكل اجتماعية وسياسية قاسية، لذلك عمل الباباوات على توجيه الفرسان لقتال المسلمين بدلاً من الانصراف إلى الحروب الداخلية والمنازعات فيما بينهم ، أي تحويل تفاقم الخطر الداخلي وتنامي الأطماع والمكاسب إلى اتجاه خارجي.

وقد التقت هذه السياسة بمطامع بعض الأمراء والنبلاء الذين لم تسمح لهم الظروف بتأسيس إمارات لهم في أوروبا، حيث كان النظام الإقطاعي الأوروبي يسمح للولد الأكبر بأن يرث كل أملاك أبيه دون أخوته الباقين، فرغب هؤلاء بإنشاء إمارات لهم في المشرق العربي الاسلامي، وما عزز هذا الاتجاه الانتصارات التي حققها الفرنجة على العرب والمسلمين في الأندلس آنذاك، حيث احتلوا كثيراً من أراضيهم، وسيطروا على بعض المواقع العربية في جزر البحر الأبيض المتوسط. كما يشير بعض المؤرخين إلى أن بعض هؤلاء الأمراء والفرسان وجد في الحروب الصليبية إشباعاً لنزعة وروح المغامرة التي سيطرت على الحياة الخاصة والعامة ، لاسيما وأن حركة الترجمة بدأت تنشط في العالم، واطلع الغربيون على ما يسود الشرق الإسلامي من رخاء وثروات وكنوز شكلت مطمعاً لهم للحصول عليها ، في الوقت الذي كانت فيه أعداد كبيرة من فقراء أوروبا، وبعض الرهبان، أو المجرمين أو الملاحقين قضائياً، تجد في زيارة الأماكن المقدسة في فلسطين تكفيراً عن ذنوبها وخطاياها، أو مأوى لها هرباً من الكنيسة، أو الأسياد الإقطاعيين .

العامل الاقتصادي

رغبة التجار الأوربيين، ولاسيما تجار المدن الإيطالية (البندقية ، جنوه ، بيزا)، في السيطرة على منتجات المنطقة العربية، وتأسيس متاجر ومستودعات تجارية فيها. وفي الوقت الذي كانت التجارة مزدهرة، كان عدد قليل من التجار الأثرياء يتقاسمون النفوذ والسلطة مع عدد من الأمراء والنبلاء والإقطاعيين، في حين كان سواد المجتمع الأوروبي في العصور الوسطى يعيش حياة ملؤها البؤس والشقاء في ظل نظام إقطاعي مستبدّ.

يضاف إلى هذه العوامل، حدوث حالات القحط والجفاف التي ضربت بعض المواقع في أوروبا، ما أدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض والمجاعات، ودفع بالبسطاء والفقراء للاشتراك في تلك الحروب لقاء مأكلهم ومشربهم وملبسهم.

العامل اليهودي

ومن جانبه، يربط د. محمود عطا الله بين يهود أوروبا وتجهيز الحملات الصليبية بقوله: "كانت مصالح أصحاب رؤوس الأموال من يهود أوروبا تتوافق مع مصالح الأمراء الإقطاعيين الأوروبيين الذين كانوا يطمعون في السيطرة على العالم عنوة، لذا دعم هؤلاء اليهود فكرة توجيه حملة صليبية إلى الشرق بكل قواهم وإمكاناتهم المتاحة، فقاموا بالدعاية لها عن طريق إقناع المترددين بالاشتراك فيها، وفتحوا خزائنهم على مصاريعها لتجنيد المحاربين، ورشوة المتخاذلين، وذلك لأنهم رأوا فيها الفرصة الذهبية المواتية التي تتيح لهم تقديم القروض الربوية إلى زعماء الحملات وأمراء المقاطعات والبارونات وسلطات الكنيسة ذاتها، بقصد إغراقهم في الديون والمتاجرة بالعتاد، يضاف إلى ذلك تحقيق أهدافهم الاستراتيجية المتمثلة في إضعاف قوة الإسلام والمسيحية معاً ، لا سيما وأن (العهدة العمرية) التي أعطيت لنصارى القدس ، بناءً على طلبهم، " منعت أي تواجد لليهود في القدس ".

دحض المزاعم حول الاضطهاد الديني

وهكذا يتبين أن العوامل التي أفضت إلى قيام الحروب الصليبية متنوعة، ولا يمكن حصرها بالعامل الديني فحسب، ما يو دحض تلك الافتراءات المزعومة حول الاضطهاد الديني الذي تعرَّض له (النصارى) أثناء زياراتهم للأماكن المقدسة المسيحية في بيت المقدس وفلسطين بعامة، وقد جاء في كتاب " أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم" لصاحبه المقدسي الذي عاش في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي، وصفاً لحال "أهل الذمة" في القدس بأنها: "كثيرة النصارى"، وفي مكان آخر يقول: " قد غلب عليها النصارى واليهود"، ما يدلل على أنهم كانوا معززين مكرَّمين . .

أما الرحَّالة الفارسي (ناصر خسرو / 453 هـ 1061 م) وكان قد زار فلسطيين والقدس قبل الغزو والاحتلال الصليـبي لها بأربعين عاماً، فإنه قال: "إن الحجاج النصارى كان بوسعهم أن يدخلوا إلى الأماكن المقدسة بكامل حريتهم".

ولم يغفل الكتَّاب المحدثون أيضاً الإشارة إلى الامتيازات التي تمتع بها النصارى في فلسطين، فقد بيَّن الأستاذ (رئيف ميخائيل الساعاتي) في مقال نشره في مجلة (الراعي الصالح): "أن النصارى كانوا أخواناً للمسلمين في اللغة والوطنية، وأن خلفاء المسلمين كانوا يسندون الى أصحاب الكفايات والمؤهلات منهم الوظائف العالية ". وبيَّن أيضاً: "أن الاضطهادات التي أصابتهم في بعض الفترات المحدودة نسبياً ـ إزعاجات من بعض السلاجقة أو زمن الحاكم بأمر الله الخليفة الفاطمي غريب الأطوار ـ تعود إلى انحراف بعض الحكام الذين لم ينج المسلمون أنفسهم من أذاهم وتعدياتهم"، كما أكد ذلك أيضاً الأستاذ "أمير سيد علي" في كتابه "مختصر تاريخ العرب والتمدن الإسلامي " ..

ولعل في ما كتبه وتنبه إليه الكتاب والمؤرخون الغربيون بهذا الشأن أقوى شاهد ودليل على بطلان مزاعم الاضطهاد الديني، فهذا الكاتب "جاي لي سترانج" يقول: "يجدر بنا أن نعترف أن المسيحيين لم يكونوا بمضطهدين ذلك الاضطهاد الذي اتخذوه سبباً لحملاتهم الصليبية"، ولا ريب أن أحداً لا يستطيع نكران فضل (العهدة العمرية) التي أعطاها الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب (18 هـ) لدى فتح بيت المقدس للمسيحيين النصارى، والتي أرست لمن خلفه قواعد التعامل معهم في القدس وسائر الأمصار على أساس" الأمان لأنفسهم، وأموالهم وكنيستهم، وصلبانهم ... فلا تسكن كنائسهم، ولا تهدم، ولا ينتقص منها، ولا من حيزها، ولا من صلبهم، ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم".

ويذهب الباحث وليد الخالدي إلى أبعد من ذلك، حيث يرى أن الخلاف في العهود الإسلامية حول الأماكن المقدسة في القدس، لم يكن في الحقيقة خلافاً بين السلطة الحاكمة والجاليات المسيحية، ولا كان بين هذه السلطة والجالية اليهودية، بل كان بين الجاليات المسيحية ذاتها (الأرثوذكسية/الكنيسة الشرقية) و (اللاتينية/الكنيسة الغربية)، وكان دور السلطة الإسلامية الحاكمة طوال تلك القرون دور الحكم بين الكنائس المسيحية المتنازع على حقوقها في الأماكن المقدسة. وأدت السلطة الإسلامية دورها بالإشراف على نظام اصطلح على تسميته (الستاتيكون، الوضع الراهن) وهو عبارة عن مجموعة من الأعراف والتقاليد حول تلك الحقوق، تراكمت برضا واعتراف الكنائس المحلية والدول الأوروبية الراعية، أدارتها السلطة الإسلامية لضبط الخلاف حول الأماكن المقدسة المسيحية.

الأسباب المباشرة (الاستعدادات للحملة)

أما عن الأسباب المباشرة للحملات الصليبية، فهي إضافة إلى الثأر من الهزيمة في معركة (منازكرد)، ما أثاره (بطرس الناسك) الراهب الفرنسي الأصل، الذي جاء لزيارة "بيت المقدس"، وزعم أنه أسيئت معاملته مع غيره من الزوّار ، وفور عودته إلى بلاده، مر بروما وقابل البابا (أوربان الثاني ) ودعاه الى إنقاذ الأماكن المقدسة. ثم أخذ يجوب ألمانيا وفرنسا وبلجيكا محرضاً الجماهير في خطبه على الزحف لإنقاذ "قبر المسيح"، فكان لتلك الخطب النارية وتشجيع البابا لهذه الحركة أثر كبير في قلوب الناس.

وكانت أولى ثمار هذا التحرك انعقاد مؤتمر كليرمونت في تشرين الثاني 1095م برئاسة البابا، وكان له تأثير كبير في الدعوة للحروب الصليبية ورعايتها، فعمل على المقاربة وإزالة الخلاف بين الكنيستين الشرقية (البيزنطية) والغربية (اللاتينية)، إذ رفع قرار الحرمان الذي كان موقعاً من الإمبراطور البيزنطي. كما أعطى هذا البابا توجيهاته للأمراء ورجال الدين وكبار التجار الإيطاليين المشاركين في " مجمع كلير مونت "، بأن يحيك كل محارب صليباً من القماش الأحمر على ردائه الخارجي من ناحية الكتف، رمزاً للفكرة التي خرج ليحارب من أجلها، وكان قد تم تحديد سنة 1097 م موعداً للحملة الصليبية الأولى

:mh92:

mazi94
2011-01-06, 07:43
merciiiiiiiiiiiiiiiii

mazi94
2011-01-06, 13:07
http://3.bp.blogspot.com/_0wvbff122YU/Sd43NQ9FttI/AAAAAAAAAT8/yX0QeHApYjw/S692/ظ…ظٹظƒظ‰%20ط´ظƒط±ط§%20ظ„ظ…ط±ظˆط±ظƒظ….gif

مطر تشرين~
2011-01-12, 14:52
الله يوفقك

لكن بالنسبة لخطتك أرى أنك لم تتطرقي في العناوين إلى سير الحركات الصليبية و هذا مهم

ما شاء الله الأخ قدم موضوعا رائعا و معلومات كافية

مطر تشرين~
2011-01-12, 14:57
الله يوفقك

لكن بالنسبة لخطتك أرى أنك لم تتطرقي في العناوين إلى سير الحركات الصليبية و هذا مهم

ما شاء الله الأخ قدم موضوعا رائعا و معلومات كافية