المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا لو أحبك الله ..؟!!


زبرجدة الجزائر
2011-01-04, 18:31
تدري ماذا سيكون حالك لو أحبك الله ؟!!


آهٍ .. لو عرفت ، والله الذي لا إله غيره لو كنت صادقًا ،،،،


لو كنت عاقلاً لما طاب لك عيش حتى تصل إلى هذه المرتبة العظمى ...

التي لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم ..
ولا فاز بها إلا المصطفون الأخيار ..
الذين صدقوا الله فصدقهم ..

وأخلصوا له دينهم فشكر لهم فأعطاهم أعظم المنح ... فرزقهم حبه.


يقول ابن القيم : وإذا أحب الله عبدا أنشأ في قلبه محبته.


فإذا أحبهم جعلهم من خاصته ، فدفع عنهم كل شر ، وأحاطهم برحماته ، وأسدى لهم الخيرات ، وشرح قلوبهم ، وسلَّم لهم قلوبهم ، واطمأنت نفوسهم


آهٍ .. لو ندرك تلك المراتب !!
ماذا تريد بعدها ؟


إنَّها درجة الولاية ، فوالله لا نريد بعدها حياة ، قال تعالى : } قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاء لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ { [ الجمعة : 6]


فاللهم نسألك فعل الخيرات ، وترك المنكرات ، وحب المساكين ، وأن تغفر لنا وترحمنا ، وتتوب علينا ، وإن أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين .



================================================

لو أحبك الله ...



(1) وهبك الإيمان فأعلى درجتك عنده .

عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه ، قال : " إن الله يؤتي المال من يحبُّ ومن لا يحب ، ولا يؤتى الإيمان إلا من أحب ، فإذا أحب الله عبدا أعطاه الإيمان ، فمنْ ضنَّ بالمال أن ينفقه ، وهاب العدو أن يجاهده ، والليل أن يكابده ، فليكثر من قول : لا إله إلا الله ، والله أكبر ، والحمد لله ، وسبحان الله " [ رواه الطبراني وصححه الألباني (1571) في صحيح الترغيب ]

ولو رزقت الإيمان لم تقع في الشبهات والشكوك والريب ، وأنت في أمس الحاجة لهذا في هذا الزمان الذي تموج فيه الفتن كموج البحر ، وتختلط فيه الأوراق ، ولا يهتدي فيه إلى السبيل إلا من رحم الله .

ولو صار اسمك عند الله " مؤمنًا " فأبشر بكل نعيم ، فالله معهم يختصهم بفضل منه ورضوان ، وينجيهم من المحن ، بل أوجب الله على نفسه نصرتهم ، } وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا { [ الأحزاب :47 ]

================================================== ========

(2) حفظك وشملك برحمته وردَّ عنك أذى أعدائك فلا يصلون إليك .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته . [ رواه البخاري ]

قال الحارث المحاسبي : إنَّ علامة محبة الله للعبد أنْ يتولى الله سياسة همومه فيكون في جميع أموره هو المختار لها .

فيدبر لك أمرك ،،،،
فلا تمر بك مشكلة إلا بعث لك حلها ..
يحفظ سمعك فلا تسمع إلا ما يرضيه ..
يحفظ بصرك فلا ترى إلا ما يحب ..
يحفظ عليك جوارحك فلا تصرفها إلا في طاعته ..

يا له من فضلٍ أن تعيش محفوفًا بحفظ الله تعالى ، اللهم دبر لنا فإنَّا لا نحسن التدبير ، وخذ بأيدينا ونواصينا إليك أخذ الكرام عليك .

=======================================

(3) أعتق رقبتك من النَّار فلا تدخلها


عن أنس رضى الله عنه ، قال : مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بأناس من أصحابه وصبي بين ظهراني الطريق فلما رأت أمه الدواب خشيت على ابنها أن يوطأ فسعت والهة فقالت : ابني ! ابني ! فاحتملت ابنها
فقال القوم : يا نبي الله ! ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : } لا والله ، لا يلقي الله حبيبه في النار {
[ رواه الحاكم في المستدرك وصححه الألباني (7095) في صحيح الجامع ]


وإلي هذا المعنى الإشارة في قول الله تعالى : } قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم { [المائدة : 18] فإنَّ الحبيب لا يعذب حبيبه .

==============================================
(4) أحبك أهل السماء وكتب لك القبول في الأرض .

قال صلى الله عليه وسلم : } إذا أحب الله عبدا نادى جبريل : إن الله يحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء : إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض {

وفي رواية } إذا أحب الله عبدا نادى جبريل : إني قد أحببت فلانا فأحبه فينادي في السماء ثم تنزل له المحبة في الأرض فذلك قوله تعالى : { إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا } و إذا أبغض الله عبدا نادى جبريل إني أبغضت فلانا فينادي في السماء ثم تنزل له البغضاء في الأرض {
[ رواه الترمذي وصححه الألباني (284) في صحيح الجامع ]


قال الفضيل : عاملوا الله عز وجل بالصدق في السر ، فإنَّ الرفيع من رفعه الله ، وإذا أحب الله عبدا أسكن محبته في قلوب العباد .

فيحبك أهل السماء ، فيشفعون لك ، ويدعون لك ، وينصرونك ، وإذا متَّ احتفوا بك ، وبشروك برضوان الله

} وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ { [الأنبياء:103]

} إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ { [ فصلت : 30-31 ]

====================================


(5) حفظك من شرور الدنيا .


قال صلى الله عليه وسلم: } إذا أحب الله عبدا حماه في الدنيا كما يحمي أحدكم سقيمه الماء {
[ صحيح الجامع ]

قال ابن مسعود : إذا أحب الله عبدا اقتناه لنفسه ولم يشغله بزوجة ولا ولد .

======================================

(6) وفقك للعمل الصالح والتوبة بعد الذنوب .


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : } إذا أحب الله عبدًا عسله قال : يا رسول الله و ما عسله ؟ قال : يوفق له عملا صالحا بين يدي أجله{
[رواه ابن حبان والحاكم والبيهقي وصححه الألباني ]


قال الفضيل : وإذا أحب الله عبدًا وفقه لعمل صالح ، فتقربوا إلى الله بحب المساكين .

قال الشعبي : كان يقال التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، إنَّ الله يحب التوابين ، ويحب المتطهرين ، فإذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب ، وذنب لا يضر كذنب لم يعمل .


فهذه من دلائل القبول عند الله ،،،،

أنَّ العبد يكون موفقًا لفعل الطاعات ..
بعيدًا عن الوقوع في المحظورات والمنكرات ..

فالله إذا أحب عبدًا فتح له من العمل الصالح ما يقربه إليه ، ودفع عنه كل شر وسوء .

قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} [الحـج :38 ]


==================================================

(7) يستعملك فيجعلك من خدامه .

قال الغزالي : وإذا أحب الله عبدًا أكثر حوائج الخلق إليه .

قال ابن القيم : إذا أحب الله عبدًا اصطنعه لنفسه ، واجتباه لمحبته ، واستخلصه لعبادته ، فشغل همه به ، ولسانه بذكره ، وجوارحه بخدمته .

فما أعظمها من منزلة ،،،،

أن تكون خادمًا عند الله تعالى ..
يستعملك في إيصال الخير إلى النَّاس ..
فيثقل ميزانك بأعظم أعمال البر ..
فيجعل النَّاس لك في حاجة ..
ويكفيك حاجتك ، فيقضيها عنك ..
فمن استعمله الله واستخدمه ، جعل النَّاس له خدمًا ، واصطفاه لنفسه ،
نسأل الله أن نكون منهم .


========================================

(8) حسَّن أخلاقك ووهبك الرفق .

قال صلى الله عليه وسلم : } وإذا أحب الله عبدا أعطاه الرفق ما من أهل بيت يحرمون الرفق إلا حرموا { [ رواه الطبراني وحسنه الألباني (2666) ]


وفي بعض الآثار : إنَّ محاسن الأخلاق مخزونة عند الله فإذا أحب الله عبدا منحه خلقا حسنا .


فإنَّ الله إذا أحب عبدًا جعل في قلبه الرأفة والشفقة لسائر المخلوقات ، وعود كفه السخاء ، وقلبه الرأفة ، ونفسه السماحة ، وبصَّره بعيوب نفسه حتى يستصغرها ، ولا يراها شيئا .



وهذا مُشاهد في واقع النَّاس ،،،،
أنَّ كثيرًا ممن كانوا معروفين بسوء الأخلاق قبل الالتزام بشريعة الرحمن .... قد تغيرت طباعهم ، فهدأت نفوسهم ، وحسنت أخلاقهم ، حتى عادوا وكأنهم ولدوا ولادة جديدة ، وذلك فضل الله يؤتيه من يصطفيه ويحبه .


==============================================

(9) رزقك رزقًا حلالاً .

قال الفضيل : وإذا أحب الله عبدا طيب له مطعمه . [ اعتقاد أهل السنة (1/138) ]

وهذه الآن صارت نعمة عظيمة ، فقلَّ من يتحري الحلال ،


كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : } ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال ، أمن حلال أم من حرام {[ رواه البخاري ]

والبلية أنَّ النبي أخبرنا أنَّه }لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به {[ رواه الترمذي وصححه الشيخ الألباني ]


وأكل الحلال يورث البصيرة والفراسة وصلاح القلوب ، فطيَّب الله قلبه ، وكان على مظنة القبول ، فإنَّ اله طيب لا يقبل إلا طيبًا .






(10) ابتلاك ليهذبك وامتحنك ليصطفيك .


قال صلى الله عليه وسلم: } إذا أحب الله قوما ابتلاهم فمن صبر فله الصبر ، ومن جزع فله الجزع { [ رواه الإمام أحمد ]


وهذا من عظيم رحمة الله بعبده ، فإنَّ في ذلك تمحيصًا لهم من الذنوب ، وتفريغًا لقلوبهم من الشغل بالدنيا ،،،

غيرة منه عليهم أن يقعوا فيما يضرهم في الآخرة ، وجميع ما يبتليهم به من ضنك المعيشة ، وكدر الدنيا وتسليط أهلها ؛ ليشهد صدقهم معه وصبرهم في المجاهدة .

قال تعالى : } وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ { [محمد : 31]




فـ اللهم ارزقنا حبك وحب كل من يحبك وحب كل عمل يقربنا إلى حبك
اللهم اجعل حبك أحب إلينا من انفسنا وأهلنا والماء البارد على الظمأ
اللهم هب لنا قلوبا سليمة منيبة تحبك وترضى بها عنا


================================================== =



منقول
من كتاب \ أحبك ربى
لفضيلة الشيخ هانى حلمى

قلب متعلق با لله
2011-01-04, 18:55
http://www.lakii.com/img/all/Mar09/wBPyVN03211834.jpghttp://www.upload.al-wed.com/uploader/upload2009/65570/11237134755.jpg

icosime
2011-01-04, 19:12
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

زبرجدة الجزائر


جزاك الله خيرا كثيرا اختنا

عالى الموضوع الذي يشرح الصدر

فعلا ماذا لو احبنا الله

لي عودة ال هنا اختي ان شاء الله

بارك الله فيكي

و جزا الله خيرا شيخنا هاني حلمي عبد الحميد

icosime
2011-01-04, 19:15
سبحان الله سبحان الله سبحان الله

منذ مدة و انا احفز نفسي

و اقول لها ماذا لو احببتي الله و احبك الله

ماذا سيحدث

ها قد جاء الجواب

زبرجدة الجزائر
2011-01-04, 19:19
http://www.lakii.com/img/all/mar09/wbpyvn03211834.jpghttp://www.upload.al-wed.com/uploader/upload2009/65570/11237134755.jpg
مشكورة على مرورك بارك الله فيك

زبرجدة الجزائر
2011-01-04, 19:25
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

زبرجدة الجزائر


جزاك الله خيرا كثيرا اختنا

عالى الموضوع الذي يشرح الصدر

فعلا ماذا لو احبنا الله

لي عودة ال هنا اختي ان شاء الله

بارك الله فيكي

و جزا الله خيرا شيخنا هاني حلمي عبد الحميد





سبحان الله سبحان الله سبحان الله

منذ مدة و انا احفز نفسي

و اقول لها ماذا لو احببتي الله و احبك الله

ماذا سيحدث

ها قد جاء الجواب

الله يحب عباده وهو أرحم الراحمين سبحانه وتعالى عما يصفون اقبلي اختي على الله وغتنمي هذه اللذة{ لذة التقرب من الله }فلو أعطيت الدنيا وما فيها لا تساوي أي شيء امام هذا
بارك الله فيك ومشكورة على مرورك اختي الفاصلة

nnihal
2011-01-04, 19:35
موضوع مميز بارك الله فيك

نينا الجزائرية
2011-01-04, 19:37
بورك فيك وفي شيخنا الجليل

icosime
2011-01-04, 23:16
الله يحب عباده وهو أرحم الراحمين سبحانه وتعالى عما يصفون اقبلي اختي على الله وغتنمي هذه اللذة{ لذة التقرب من الله }فلو أعطيت الدنيا وما فيها لا تساوي أي شيء امام هذا
بارك الله فيك ومشكورة على مرورك اختي الفاصلة


اخيتي

والله ما تركت عتبة بابه

و لا زلت اطلب القرب اخيتي

لكن افتقد هذه اللذة لذة العبادة

التفت عنه برهة فحرمنيها

و انطبق علي القول

ما كان يحسب للبِعاد أظافرا مسنونةً حتى رماه بِعاد


لا اله الا الله


اسأل الله حسن الخاتمة

جواهر الجزائرية
2011-01-05, 07:00
ما محبة الله تعالى للعبد، فاعلم:

أن شواهد القرآن متظاهرة على ذلك كقوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ** [البقرة 222]، {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً**، الآية [الصف : 4] ونبه على أنه لا يعذب من يحبه، لأنه رد على من ادعى أنه حبيبه بقوله : {قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم** [المائدة :18] وشرط للمحبة غفران الذنوب فقال : { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ** [آل عمران] ، وفى الحديث الصحيح، من رواية أبى هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله تعالى يقول: “ما يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه”، إلى أخره. وهو حديث مشهور.

ومن علامة حب الله تعالى للعبد، قول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: “ إن الله إذا أحب عبداً ابتلاه” ((قطعة من حديث أخرجه الترمذى (2398) من حديث أنس بلفظ "إن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضى، فله الرضى، ومن سخط فله السخط" وفى الباب عن عبد الله بن مغفل عند الطبرانى والحاكم، وعن عمار بن ياسر عند الطبرانى، وعن أبى هريرة عند ابن عدى، فهو صحيح بها)).

ومن أقوى العلامات، حسن التدبير له، يربيه من الطفولة على أحسن نظام، ويكتب الإيمان فى قلبه، وينور له عقله، فيتبع كل ما يقربه، وينفر عن كل ما يبعد عنه، ثم يتولاه بتيسير أموره، من غير ذل للخلق، ويسدد ظاهره وباطنه، ويجعل همه هماً واحداً، فإذا زادت المحبة، شغله به عن كل شىء.

وأما محبة العبد لله تعالى،

فاعلم أن المحبة يدعيها كل أحد، فما أسهل الدعوى وأعز المعنى، فلا ينبغي أن يغتر الإنسان بتلبيس الشيطان، وخداع النفس إذا ادعت محبة الله تعالى، مالم يمتحنها بالعلامات، ويطالبها بالبراهين، فمن العلامات حب لقاء الله تعالى فى الجنة، فإنه لا يتصور أن يحب القلب محبوباً إلا ويحب لقاءه ومشاهدته، وهذا لا ينافى كراهة الموت، فإن المؤمن يكره الموت، ولقاء الله بعد الموت.

ومن السلف من أحب الموت، ومنهم من كرهه، إما لضعف محبته، أو لكونها مشوبة بحب شيء من الدنيا ، أو لأنه يرى ذنوبه فيحب أن يبقى ليتوب .

ومنهم من يرى نفسه في ابتداء مقام المحبة ، فسكره عجلة الموت قبل أن يستعد للقاء الله تعالى، وهذا كمحب يصله الخبر بقدوم حبيبه عليه، فيحب أن يتأخر قدومه ساعة ليهيئ له داره، ويعدل له أسبابه، فيلقاه كما يهواه، فارغ القلب عن الشواغل،خفيف الظهر عن العوائق، فالكراهة بهذا السبب لا تنافى كمال المحبة، وعلامة هذا: الدؤوب فى العمل، واستغراق الهم فى الاستعداد.

ومنها أن يكون مؤثراً ما أحبه الله تعالى على ما يحبه فى ظاهره وباطنه، فيجتنب اتباع الهوى، ويعرض عن دعة الكسل، ولا يزال مواظباً على طاعة الله تعالى متقرباً إليه بالنوافل.

ومن أحب الله فلا يعصيه، إلا أن العصيان لا ينافى أصل المحبة، إنما يضاد كمالها، فكم من إنسان يحب الصحة ويأكل ما يضره، وسببه أن المعرفة قد تضعف والشهوة قد تغلب، فيعجز عن القيام بحق المحبة، ويدل على ذلك حديث نعيمان أنه كان يؤتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيحده ((أي يقيم عليه الحد وهو نعيمان بن عمرو بن رفاعة، وكان كثير المزح)) .

إلى أن أتى به يوماً، فحده فلعنه رجل وقال: ما أكثر ما يؤتى به! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “لا تلعنه، فإنه يحب الله ورسوله” فلم تخرجه المعصية عن المحبة، وإنما تخرجه عن كمال المحبة.

ومن العلامات أن يكون مستهتراً بذكر الله تعالى، لا يفتر عنه لسانه، ولا يخلو عنه قلبه، فإن من أحب شيئاً أكثر من ذكره بالضرورة، ومن ذكر ما يتعلق به.

فعلامة حب الله تعالى حب ذكره، وحب القرآن الذي هو كلامه، وحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

قال الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ** [آل عمران: 31].

وقال بعض السلف: كنت قد وجدت حلاوة المناجاة، فكنت أدمن قراءة القرآن، ثم لحقني فترة فانقطعت، فرأيت فى المنام قائلا يقول:

إن كنت تزعم حبي ** فلم هجرت كتابــــي

أما تدبرت ما فيــ ** ـه من لطيف عتابي

ومنها أن يكون أنسه بالخلوة، ومناجاة الله تعالى، وتلاوة كتابه ، فيواظب على التهجد، ويغتنم هدوء الليل وصفاء الوقت بانقطاع العوائق، فان أقل درجات الحب التلذذ بالخلوة بالحبيب، والتنعم بمناجاته.

روى أن عابداً عبد الله غيضة دهراً، فنظر إلى طائر قد عشش فى شجرة يأوى إليها، ويصفر عندها. فقال: لو حولت مسجدي إلى تلك الشجرة كنت آنس بصوت هذا الطائر، ففعل، فأوحى الله تعالى إلى نبيهم: قل لفلان العابد: استأنست بمخلوق، لأحطنك درجة لا تنالها بشيء من عملك أبداً.

فإذن علامة المحبة، كمال الأنس بمناجاة المحبوب، وكمال التنعيم بالخلوة، وكمال الاستيحاش من كل ما ينقض عليه الخلوة.

ومتى غلب الحب والأنس صارت الخلوة والمناجاة قرة عين تدفع جميع الهموم، بل يستغرق الحب والأنس قلبه، حتى لا يفهم أمور الدنيا، مالم تتكرر على سمعه مراراً، مثل العاشق الولهان.

ومنها أن يتأسف على ما يفوته من ذكر الله تعالى، ويتنعم بالطاعة، لا يستثقلها، ويسقط عنه تعبها.

قال ثابت البنانى رحمة الله: كابدت الصلاة عشرين سنه، وتنعمت بها عشرين سنه.

وقال الجنيد: علامة المحبة دوام النشاط، والدؤوب بشهوة يفتر بدنه ولا يفتر قلبه، وكل هذا موجود المثال فى المشاهدات، فإن المحب لا يستثقل السعي في مراد محبوبه، ويستلذ خدمته بقلبه، إن كان شاقاً على بدنه، وكل حب قاهر لا محالة، فمن كان محبوب أحب إليه من الكسل، ترك الكسل في خدمته، وإن كان أحب إليه من المال، ترك المال فى حبه.

ومنها أن يكون شفيقاً على جميع عباد الله، رحيما بهم، شديداً على أعدائه، كما قال تعالى: {أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ**[الفتح:29] ولا تأخذه فى الله لومة لائم، ولا يصرفه عن الغضب له صارف، فهذه علامات المحبة، فمن اجتمعت فيه فقد تمت محبته، وصفا فى الآخرة شرابه. ومن امتزج بحبه حب غير الله، تنعم فى الآخرة بقدر حبه، فيمزج شرابه بشيء من شراب المقربين، كما قال عز وجل: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ** إلى قوله: {يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ * وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ * عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ** [ المطففين: 22-28] فقوبل الخالص بالصرف، والمشوب بالمشوب. {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ** [الزلزلة :7-8].ومنها أن يكون فى حبه خائفاً بين الهيبة والتعظيم، فإن الخوف لا يضاد المحبة، ولخصوص المحبين مخاوف فى مقام المحبة ليست لغيرهم، وبعضها أشد من بعض، فأولها خوف الإعراض، وأشد منه خوف الحجاب، وأشد منه خوف الإبعاد.


ومنها كتمان الحب، واجتناب الدعوى، والتوقى من إظهار الوجد والمحبة ، تعظيماً للحبوب، وإجلالاًله، وهيبة وغيره على سره، فإن الحب سر من أسرار الحبيب. وقد يقع المحب فى دهش وسكر، فيظهر عليه الحب من غير قصد، فهو فى ذلك معذور، كما قال بعضهم.

ومن قلبه مع غيره كيف حاله ومن سره فى جفنه كيف يكتم


مختصر منهاج القاصدين
كتاب المحبة والشوق والأنس والرضى
جزاك الله أخية وسدد خطاك وجعلك الله منفعة للغير.

نور على نور
2011-01-05, 12:43
http://up.arab-x.com/Jan11/TNg27715.jpg

سيملة
2011-01-07, 11:20
بارك الله فيك

زبرجدة الجزائر
2011-01-07, 17:02
بارك الله فيكم ومشكورين على مرركم الطيب والجميل

زبرجدة الجزائر
2011-01-07, 17:11
اخيتي

والله ما تركت عتبة بابه

و لا زلت اطلب القرب اخيتي

لكن افتقد هذه اللذة لذة العبادة

التفت عنه برهة فحرمنيها

و انطبق علي القول




لا اله الا الله


اسأل الله حسن الخاتمة

أختي متى كانت آخر مرة ذقت فيها طعمًا للإيمان ؟
أختاه ..
تعرفين أن طعم الإيمان يذوقه قلب رضي عن الله ، فوقف لا يلتمس متقدمًا ولا متأخرًا ولا يستزيد مزيدا ولا يستبدل حالا .
قلب يناجي دائمًا ربه قائلا : يا رب حيث أوقفتني وقفت ، إن منعتني صبرت ، إن أعطيتني شكرت ، لا رغبة لي بعد قضائك في غير ما أحببت لي ، فقصارى مرادي وغاية آمالي هي أنت . نعم أنت ربي لا إله إلا انت ، فأنت حبيب قلبي ، وقلبي لا يبتغي سواك ، ولا يتعلق إلا بك .
أختاه ..
لا تعكري صفو إيمانك بوساوس ؟ فنحن له عبيد يفعل بنا ما يريد .
ادفعي عنك هذا بتلك الثلاث :
(1) أن يكون الله عز وجل أحب شيء إليك .
(2) أن يكون ربك معظمًا عندك ، حتى تخضعي لعظمته وجلاله ، فتنقادي لأمره .
(3) أن يكون الله أحق عندك بالطاعة ، فلا تري لنفسك حقًا ولا وزنًا ، بل أنت أمة الرحمن تعملين في الرضوان .


اللهم رضنا بقضائك ، وارزقنا قلوبًا سليمة راضية ورزقنا لذة الإيمان ورزقنا لذة النظر إليك في غير ظراء مضلة ولا فتنة مضلة .

ilbak123
2011-01-07, 17:12
جعله الله في ميزان حسناتك وشفع فيك خير خلقه انه ولي ذلك ومولاه

زبرجدة الجزائر
2011-01-07, 17:14
ما محبة الله تعالى للعبد، فاعلم:

أن شواهد القرآن متظاهرة على ذلك كقوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ** [البقرة 222]، {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً**، الآية [الصف : 4] ونبه على أنه لا يعذب من يحبه، لأنه رد على من ادعى أنه حبيبه بقوله : {قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم** [المائدة :18] وشرط للمحبة غفران الذنوب فقال : { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ** [آل عمران] ، وفى الحديث الصحيح، من رواية أبى هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله تعالى يقول: “ما يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه”، إلى أخره. وهو حديث مشهور.

ومن علامة حب الله تعالى للعبد، قول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: “ إن الله إذا أحب عبداً ابتلاه” ((قطعة من حديث أخرجه الترمذى (2398) من حديث أنس بلفظ "إن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضى، فله الرضى، ومن سخط فله السخط" وفى الباب عن عبد الله بن مغفل عند الطبرانى والحاكم، وعن عمار بن ياسر عند الطبرانى، وعن أبى هريرة عند ابن عدى، فهو صحيح بها)).

ومن أقوى العلامات، حسن التدبير له، يربيه من الطفولة على أحسن نظام، ويكتب الإيمان فى قلبه، وينور له عقله، فيتبع كل ما يقربه، وينفر عن كل ما يبعد عنه، ثم يتولاه بتيسير أموره، من غير ذل للخلق، ويسدد ظاهره وباطنه، ويجعل همه هماً واحداً، فإذا زادت المحبة، شغله به عن كل شىء.

وأما محبة العبد لله تعالى،

فاعلم أن المحبة يدعيها كل أحد، فما أسهل الدعوى وأعز المعنى، فلا ينبغي أن يغتر الإنسان بتلبيس الشيطان، وخداع النفس إذا ادعت محبة الله تعالى، مالم يمتحنها بالعلامات، ويطالبها بالبراهين، فمن العلامات حب لقاء الله تعالى فى الجنة، فإنه لا يتصور أن يحب القلب محبوباً إلا ويحب لقاءه ومشاهدته، وهذا لا ينافى كراهة الموت، فإن المؤمن يكره الموت، ولقاء الله بعد الموت.

ومن السلف من أحب الموت، ومنهم من كرهه، إما لضعف محبته، أو لكونها مشوبة بحب شيء من الدنيا ، أو لأنه يرى ذنوبه فيحب أن يبقى ليتوب .

ومنهم من يرى نفسه في ابتداء مقام المحبة ، فسكره عجلة الموت قبل أن يستعد للقاء الله تعالى، وهذا كمحب يصله الخبر بقدوم حبيبه عليه، فيحب أن يتأخر قدومه ساعة ليهيئ له داره، ويعدل له أسبابه، فيلقاه كما يهواه، فارغ القلب عن الشواغل،خفيف الظهر عن العوائق، فالكراهة بهذا السبب لا تنافى كمال المحبة، وعلامة هذا: الدؤوب فى العمل، واستغراق الهم فى الاستعداد.

ومنها أن يكون مؤثراً ما أحبه الله تعالى على ما يحبه فى ظاهره وباطنه، فيجتنب اتباع الهوى، ويعرض عن دعة الكسل، ولا يزال مواظباً على طاعة الله تعالى متقرباً إليه بالنوافل.

ومن أحب الله فلا يعصيه، إلا أن العصيان لا ينافى أصل المحبة، إنما يضاد كمالها، فكم من إنسان يحب الصحة ويأكل ما يضره، وسببه أن المعرفة قد تضعف والشهوة قد تغلب، فيعجز عن القيام بحق المحبة، ويدل على ذلك حديث نعيمان أنه كان يؤتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيحده ((أي يقيم عليه الحد وهو نعيمان بن عمرو بن رفاعة، وكان كثير المزح)) .

إلى أن أتى به يوماً، فحده فلعنه رجل وقال: ما أكثر ما يؤتى به! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “لا تلعنه، فإنه يحب الله ورسوله” فلم تخرجه المعصية عن المحبة، وإنما تخرجه عن كمال المحبة.

ومن العلامات أن يكون مستهتراً بذكر الله تعالى، لا يفتر عنه لسانه، ولا يخلو عنه قلبه، فإن من أحب شيئاً أكثر من ذكره بالضرورة، ومن ذكر ما يتعلق به.

فعلامة حب الله تعالى حب ذكره، وحب القرآن الذي هو كلامه، وحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

قال الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ** [آل عمران: 31].

وقال بعض السلف: كنت قد وجدت حلاوة المناجاة، فكنت أدمن قراءة القرآن، ثم لحقني فترة فانقطعت، فرأيت فى المنام قائلا يقول:

إن كنت تزعم حبي ** فلم هجرت كتابــــي

أما تدبرت ما فيــ ** ـه من لطيف عتابي

ومنها أن يكون أنسه بالخلوة، ومناجاة الله تعالى، وتلاوة كتابه ، فيواظب على التهجد، ويغتنم هدوء الليل وصفاء الوقت بانقطاع العوائق، فان أقل درجات الحب التلذذ بالخلوة بالحبيب، والتنعم بمناجاته.

روى أن عابداً عبد الله غيضة دهراً، فنظر إلى طائر قد عشش فى شجرة يأوى إليها، ويصفر عندها. فقال: لو حولت مسجدي إلى تلك الشجرة كنت آنس بصوت هذا الطائر، ففعل، فأوحى الله تعالى إلى نبيهم: قل لفلان العابد: استأنست بمخلوق، لأحطنك درجة لا تنالها بشيء من عملك أبداً.

فإذن علامة المحبة، كمال الأنس بمناجاة المحبوب، وكمال التنعيم بالخلوة، وكمال الاستيحاش من كل ما ينقض عليه الخلوة.

ومتى غلب الحب والأنس صارت الخلوة والمناجاة قرة عين تدفع جميع الهموم، بل يستغرق الحب والأنس قلبه، حتى لا يفهم أمور الدنيا، مالم تتكرر على سمعه مراراً، مثل العاشق الولهان.

ومنها أن يتأسف على ما يفوته من ذكر الله تعالى، ويتنعم بالطاعة، لا يستثقلها، ويسقط عنه تعبها.

قال ثابت البنانى رحمة الله: كابدت الصلاة عشرين سنه، وتنعمت بها عشرين سنه.

وقال الجنيد: علامة المحبة دوام النشاط، والدؤوب بشهوة يفتر بدنه ولا يفتر قلبه، وكل هذا موجود المثال فى المشاهدات، فإن المحب لا يستثقل السعي في مراد محبوبه، ويستلذ خدمته بقلبه، إن كان شاقاً على بدنه، وكل حب قاهر لا محالة، فمن كان محبوب أحب إليه من الكسل، ترك الكسل في خدمته، وإن كان أحب إليه من المال، ترك المال فى حبه.

ومنها أن يكون شفيقاً على جميع عباد الله، رحيما بهم، شديداً على أعدائه، كما قال تعالى: {أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ**[الفتح:29] ولا تأخذه فى الله لومة لائم، ولا يصرفه عن الغضب له صارف، فهذه علامات المحبة، فمن اجتمعت فيه فقد تمت محبته، وصفا فى الآخرة شرابه. ومن امتزج بحبه حب غير الله، تنعم فى الآخرة بقدر حبه، فيمزج شرابه بشيء من شراب المقربين، كما قال عز وجل: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ** إلى قوله: {يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ * وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ * عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ** [ المطففين: 22-28] فقوبل الخالص بالصرف، والمشوب بالمشوب. {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ** [الزلزلة :7-8].ومنها أن يكون فى حبه خائفاً بين الهيبة والتعظيم، فإن الخوف لا يضاد المحبة، ولخصوص المحبين مخاوف فى مقام المحبة ليست لغيرهم، وبعضها أشد من بعض، فأولها خوف الإعراض، وأشد منه خوف الحجاب، وأشد منه خوف الإبعاد.


ومنها كتمان الحب، واجتناب الدعوى، والتوقى من إظهار الوجد والمحبة ، تعظيماً للحبوب، وإجلالاًله، وهيبة وغيره على سره، فإن الحب سر من أسرار الحبيب. وقد يقع المحب فى دهش وسكر، فيظهر عليه الحب من غير قصد، فهو فى ذلك معذور، كما قال بعضهم.

ومن قلبه مع غيره كيف حاله ومن سره فى جفنه كيف يكتم


مختصر منهاج القاصدين
كتاب المحبة والشوق والأنس والرضى
جزاك الله أخية وسدد خطاك وجعلك الله منفعة للغير.



بارك الله فيك أختي على هذه الإفادةفي ميزان حسناتك إن شاء الله

ف الزهراء
2011-01-07, 18:45
بوركت أختاه

http://etudiantdz.net/vb/imgcache/10662.imgcache.gif

زبرجدة الجزائر
2011-01-07, 18:53
بوركت أختاه

http://etudiantdz.net/vb/imgcache/10662.imgcache.gif

وفيك بارك الله مشكورة على مرورك العطر والجميل

icosime
2011-01-11, 18:20
[quote=زبرجدة الجزائر;4602961]أختي متى كانت آخر مرة ذقت فيها طعمًا للإيمان ؟
أختاه ..
تعرفين أن طعم الإيمان يذوقه قلب رضي عن الله ، فوقف لا يلتمس متقدمًا ولا متأخرًا ولا يستزيد مزيدا ولا يستبدل حالا .
قلب يناجي دائمًا ربه قائلا : يا رب حيث أوقفتني وقفت ، إن منعتني صبرت ، إن أعطيتني شكرت ، لا رغبة لي بعد قضائك في غير ما أحببت لي ، فقصارى مرادي وغاية آمالي هي أنت . نعم أنت ربي لا إله إلا انت ، فأنت حبيب قلبي ، وقلبي لا يبتغي سواك ، ولا يتعلق إلا بك .
أختاه ..
لا تعكري صفو إيمانك بوساوس ؟ فنحن له عبيد يفعل بنا ما يريد .
ادفعي عنك هذا بتلك الثلاث :
(1) أن يكون الله عز وجل أحب شيء إليك .
(2) أن يكون ربك معظمًا عندك ، حتى تخضعي لعظمته وجلاله ، فتنقادي لأمره .
(3) أن يكون الله أحق عندك بالطاعة ، فلا تري لنفسك حقًا ولا وزنًا ، بل أنت أمة الرحمن تعملين في الرضوان .


[/quote


كيف احوالك اختنا الكريمة

عساك بخير

كل الامتنان لكرمك الصافي اختي

و شكرا على كلماتك الطيببة

:):):)

icosime
2011-01-11, 18:27
حاضر في القلب يعمره لست انساه فاذكره

فهو مولاي و معتمدي و نصيبي منه أوفره



اللهم رضنا بقضائك ، وارزقنا قلوبًا سليمة راضية وارزقنا لذة الإيمان وارزقنا لذة النظر إليك في غيرضراء مضرة ولا فتنة مضلة

زبرجدة الجزائر
2011-01-12, 19:46
[quote=زبرجدة الجزائر;4602961]أختي متى كانت آخر مرة ذقت فيها طعمًا للإيمان ؟
أختاه ..
تعرفين أن طعم الإيمان يذوقه قلب رضي عن الله ، فوقف لا يلتمس متقدمًا ولا متأخرًا ولا يستزيد مزيدا ولا يستبدل حالا .
قلب يناجي دائمًا ربه قائلا : يا رب حيث أوقفتني وقفت ، إن منعتني صبرت ، إن أعطيتني شكرت ، لا رغبة لي بعد قضائك في غير ما أحببت لي ، فقصارى مرادي وغاية آمالي هي أنت . نعم أنت ربي لا إله إلا انت ، فأنت حبيب قلبي ، وقلبي لا يبتغي سواك ، ولا يتعلق إلا بك .
أختاه ..
لا تعكري صفو إيمانك بوساوس ؟ فنحن له عبيد يفعل بنا ما يريد .
ادفعي عنك هذا بتلك الثلاث :
(1) أن يكون الله عز وجل أحب شيء إليك .
(2) أن يكون ربك معظمًا عندك ، حتى تخضعي لعظمته وجلاله ، فتنقادي لأمره .
(3) أن يكون الله أحق عندك بالطاعة ، فلا تري لنفسك حقًا ولا وزنًا ، بل أنت أمة الرحمن تعملين في الرضوان .



[/quote


كيف احوالك اختنا الكريمة

عساك بخير

كل الامتنان لكرمك الصافي اختي

و شكرا على كلماتك الطيببة

:):):)



حاضر في القلب يعمره لست انساه فاذكره

فهو مولاي و معتمدي و نصيبي منه أوفره




أنا بخير والحمد لله لك مني أجمل تحية ومودة أختي الغالية :)

وردة الاقصى
2011-01-12, 20:04
http://www3.0zz0.com/2011/01/12/18/263336377.gif

http://www3.0zz0.com/2011/01/12/19/336054996.gif
http://www3.0zz0.com/2011/01/12/19/344650953.gif

ساكون أسعد الناس بالطبع ، شكرا لك على هذه الكلمات الت ادمعت عيني واثلجت قلبي ، بارك اله فيك