مشاهدة النسخة كاملة : إصلاح النفوس
عُبيد الله
2011-01-02, 20:40
قال ابن باديس رحمه الله:
«فصلاحُ النَّفسِ هو صلاحُ الفَرْدِ، وصلاحُ الفردِ هو صلاحُ المجْمُوعِ، والعنايةُ الشَّرعيَّةُ مُتَوَجِّهَةٌ كُلُّها إلى إصلاحِ النُّفوسِ؛ إِمَّا مباشرةً وإمَّا بواسطةٍ، فما مِنْ شيءٍ مِمَّا شَرَعَهُ اللهُ تعالى لعبادِه منَ الحقِّ والخيرِ والعدلِ والإحسانِ، إلاَّ وهو راجعٌ عليها بالصَّلاح، وما من شيءٍ نهى اللهُ تعالى عنه من الباطلِ والشَّرِّ والظُّلمِ والسُّوءِ، إلاَّ وهو عائدٌ عليها بالفساد؛ فتكميل النَّفْسِ الإنسانيَّةِ هو أعظمُ المقصودِ من إنزالِ الكتبِ وإرسالِ الرُّسلِ، وشرع الشَّرَائِعِ».
«ابن باديس: حياته وآثاره» (1/233).
bachirislam
2011-01-03, 08:34
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcS_jmoX010MVi5cJNIRR2jUBi1eDKZQI 0aCo0NU-1M69huNvlpF
جواهر الجزائرية
2011-01-03, 13:35
أردتُ البوحَ من قبلِ الممات
شوقا للنبي سَمح الصفات
رسولا بعثه المولي عطوفا
عَليَّ بكلِّ أطواقِ النجاة
وجدتُ في هدي يسنِ قبسا
قصدتُ حديثَه لشفاء ذاتي
أبوحُ بحبه من صدرِ عبدٍ
كم أغوته أسبابُ الحياة
سَريتُ لياليَ التيهِ ردحاً
أسمعُ للضـلالِ من دعاة
كم أغوتني أموالُ اليتامي
ووعظُ الظـالمينَ من طغاة
كم هفّت عيوني للحرامِ
تمايلت المـيولُ في حـياتي
وكم عاقرت الليل خمرا
لأنم الفجرَ في عُمقٍِ سبات
وكم لهوتُ مع الندامي
حتي نِدمتُ عـلي حـياتي
وكم فََجَرتُ مع الغواني
مقيماً أرقي أنواع الصِلات
رِمَمٌ ، لبستها في شبابي
كجثث الجـوارحِ في الفلاة
*****
جِئتُكَ ربَ البيتِ حاجاً
رَحماك عن نفسي وذاتي
لعلي أري قبرَ الرسولِ
لأمنَحه الكثيرَ من صلاتي
أنا، عبدُك الولهانُ شوقاً
إلي كنفِ الحبيبِ من رُفات
أقرأ فيها من أمِ الكتابِ
كلامَ اللهِ آياً مُحكمـات
******
تقبل مني يا ربي دعائي
بارك في الزهيد من زكاتي
وأغفر ليّ يا ربي ذنبي
ما حَـلّت خُـطاي في غَداة
وأنزل عليّ يا ربي نورا
لكي أستقيمَ في صِـرات
أجمَعني مع الأحبة دوماً
وجنبنا الحرامَ من قتات
وحّد عبادكَ ربي صفّا
ونَقِّ الدينَ من فـِـكر الغُـلاةِ
هم إصلاح النفس:
إن هم تزكية النفس وتصفيتها من الشوائب والمكدرات رأس الهموم وزعيمها!!
كيف لا؟أليس الله جلّ جلاله ذكر في كتابه توبيخاً وتقريعاً للذين يهملون أنفسهم :
( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم)ويقرَّع من هو مخاطب بهذه الآية يوم القيامة من قبل أصحاب النار :"ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر" فيقول نادماً متحسراً :"كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه"
ألم يقل ربنا جلّ جلاله (قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)؟
ويح هذه النفس الكسولة النئومة ليس تقدر إلا على حب الظهور والسمعة والشهرة أما الاتّباع ،والانصياع،والإقلاع عن معاصي الله تبارك وتعالى فهي قعودة ومخلَّفة .
أحبتي صغاراً وكباراً لا يضحكنَّ أحدكم على نفسه إياكم ثم إياكم ، فأحدنا قد يضحك على صغيره أو زوجه أو والديه أو صديقه ولكنه لايمكن أن يضحك على نفسه التي بين جنبيه والتي تشهد عليه بما كان قد اقترفه في الدنيا ومات ولم يتب منه !! ألم يقل ربنا في كتابه (أن تقول نفسٌ ياحسرتى على ما فرطتُ في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين).
ألم يقل ربنا في كتابه (إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين) .؟
إن هم محاسبة النفس أرّق منام الأخيار والأبرار والصالحين، فشمروا عن سواعدهم وتركوا لذيذ الفراش، وأعطوا أنفسهم حقها من المناجاة مع الكبيرالمتعال الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
لقد قال صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة عندما تشتد الفتن (عليك بخاصة نفسك)الحديث
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا .. كلمات نورانية من ملهم ـ رضي الله عنه ـ الذي يقول : رحم الله من أهدى إلينا عيوبنا .
يقول ابن قدامة المقدسي رحمه الله : "واعلم أن الله تعالى إذا أراد بعبده خيراً بصره بعيوب نفسه" ثم ذكر أربع طرق لمن أراد الوقوف على عيوب نفسه أذكرها باختصار :
1. الجلوس على يد شيخ بصير بعيوب النفس يعرفه بعيوب نفسه وطرق علاجها ،وهذا قد عز في هذا الزمان وجوده فمن وقع به فقد وقع بالطبيب الحاذق فلا ينبغي أن يفارقه .
2. أن يطلب صديقاً صدوقاً بصيراً متديناً فينصبه رقيباً على نفسه...
3. أن يستفيد معرفة عيوب نفسه من ألسنة أعدائه فإن عين السخط تبدي المساوئ..
4. أن يخالط الناس فما يراه مذموماً فيما بينهم يجتنبه .(منهاج القاصدين ص 169ـ170)
تأملوا اخوتي كتاب الله كم تحدث عن النفس وعن تبعة ما يحصل من مصائب ونكبات كل ذلك من النفس الأمارة بالسوء قل هو من عند أنفسكم)(فبما كسبت أنفسكم) ومن أراد التغيير الحقيقي فليبدأ بالنفس (حتى يغيروا ما بأنفسهم) .
فهل زكت أنفسنا؟ وهل قويت على أداء الطاعات والقربات؟ هل استكملت الزاد أو قاربت؟؟
وهل "ارتحلت النفس عن الدنيا منقطعة العلائق منها غير ملتفة إليها ولا متشوقة إلى أسبابها فحينئذ ترجع إلى ربها رجوع النفس المطمئنة"؟.(منهاج القاصدين ص168)
وهل نفوسنا فيها من الشر ما يكفي أن تمشي إلى المنكر أو ترضى به ولا تحزن لحصوله بين ظهرانيها ولا تخش من مراقبة السميع البصير؟وتلك الداهية والمصيبة.
وهل وهل ..
وبارك الله فيك يا أخي
(http://muntada.islamtoday.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=64126)
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir