زهرة السندس
2011-01-02, 11:20
يقول معروف الرصافي في وصف ارملة لقيها في طريقه
لـقيتها لـيتني مـا كـنت iiالقاها **** تـمشي وقـد أثقل الأملاق iiممشاها
أثـوابـها رثّـةٌ والـرجل حـافية **** والـدمع تـذرفه فـي الخدّ iiعيناها
بـكت مـن الفقر فاحمرّت iiمدامعها **** واصـفرّ كالورس من جوع iiمحيّاها
مـات الذي كان يحميها iiويسعدها **** فـالدهر مـن بـعده بالفقر iiأشقاها
الـموت أفـجعها والـفقر iiأوجعها **** والـهمّ أنـحلها والـغمّ iiأضـناها
فـمنظر الـحزن مـشهود iiبمنظرها **** والـبؤس مـرآه مـقرون بـمرآها
كـرّ الـجديدين قـد ابلى iiعباءتها **** فـانشقّ أسـفلها وانـشق iiأعلاها
ومـزّق الـدهر ويل الدهر مئزرها **** حـتى بدا من شقوق الثوب iiجنباها
تـمشي بـأطمارها والـبرد يلسعها **** كـأنه عـقرب شـالت iiزبـاناها
حـتى غـدا جسمها بالبرد iiمرتجفا **** كالغصن في الريح واصطكّت iiثناياها
تـمشي وتـحمل بـاليسرى وليدتها **** حـملاً على الصدر مدعوماً بيمناها
قــد قـمّطتها بـأهدام مـمزّقة **** فـي الـعين مـنثرها سمبحٌ ومطواها
مـا أنـس لا أنس أنيّ كنت iiأسمعها **** تـشكو إلـى ربّها أوصاب iiدنياها
تـقول يـا ربّ لا تـترك بلا لبن **** هـذي الـرضيعة وارحـمني وإياها
مـا تـصنع الأم في تربيب iiطفلتها **** أن مـسّها الـضرّ حتى جفّ iiثدياها
يـا ربّ مـا حيلتي فيها وقد iiذبلت **** كـزهرة الروض فقد الغيث iiأظماها
مـا بـالها وهـي طول الليل iiباكية **** والأم سـاهـرة تـبكي iiلـمبكاها
يـكاد يـنقدّ قـلبي حـين iiأنظرها **** تـبكي وتـفتح لي من جوعها iiفاها
ويـلـمّها طـفلة بـاتت مـروّعةً **** وبـتّ مـن حولها في الليل iiارعاها
تـبكي لـتشكوَ مـن داءٍ ألـم بها **** ولـست أفـهم منها كنه iiشكواها
قـد فـاتها النطق كالعجماء iiأرحمها **** ولـست أعـلم أيّ الـسقم iiآذاها
ويـح ابـنتي أن ريب الدهر iiروّعها **** بـالفقر والـيتم آهـا مـنهما آها
كـانت مـصيبتها بـالفقر iiواحدة **** ومـوت والـدها بـاليتم iiثـنّاها
هـذا الـذي في طريقي كنت iiأسمعه **** مـنها فـأثرّ فـي نفسي iiوأشجاها
حـتى دنَـوت إلـيها وهي iiماشية **** وادمـعي أوسـعت في الخد iiمجراها
وقـلت يـا أخت مهلاً أنني iiرجل **** أشـارك الـناس طـرّاً في بلا iiياها
سـمعت يا أخت شكوىً تهمسين بها **** فـي قـالة أوجـعت قلبي iiبفحواها
هـل تسمح الأخت لي أني iiأشاطرها **** مـا في يدي الآن استرضي به iiاللها
ثـم اجـتذبت لها من جيب ملحفتي **** دراهـماً كـنت اسـتبقي بـقاياها
وقـلت يا أخت أرجو منك iiتكرِمتي **** بـأخذها دون مـا مـنٍّ iiتـغشاها
فـأرسلت نـظرةً رعـشاءَ iiراجفةً **** تـرمي الـسهام وقلبي من iiرماياها
وأخـرجت زفـرات مـن iiجوانحها **** كـالنار تـصعد من أعماق أحشاها
وأجـشهت ثـم قالت وهي iiباكية و**** اهـاً لـمثلك مـن ذي رقة iiواها
لو عمّ في الناس حسَنٌ مثل حسّك لي **** مـاتاه فـي فـلوات الفقر من iiتاها
أو كـان في الناس انصاف iiومرحمة **** لـم تـشك أرمـلة ضنكاً بدنياها
هـذي حـكاية حال جئت iiأذكرها **** ولـيس يـخفي على الأحرار مغزاها
أولـى الأنـام بـعطف الناس أرملةٌ **** وأشـرف الناس من في المال iiواساها
لـقيتها لـيتني مـا كـنت iiالقاها **** تـمشي وقـد أثقل الأملاق iiممشاها
أثـوابـها رثّـةٌ والـرجل حـافية **** والـدمع تـذرفه فـي الخدّ iiعيناها
بـكت مـن الفقر فاحمرّت iiمدامعها **** واصـفرّ كالورس من جوع iiمحيّاها
مـات الذي كان يحميها iiويسعدها **** فـالدهر مـن بـعده بالفقر iiأشقاها
الـموت أفـجعها والـفقر iiأوجعها **** والـهمّ أنـحلها والـغمّ iiأضـناها
فـمنظر الـحزن مـشهود iiبمنظرها **** والـبؤس مـرآه مـقرون بـمرآها
كـرّ الـجديدين قـد ابلى iiعباءتها **** فـانشقّ أسـفلها وانـشق iiأعلاها
ومـزّق الـدهر ويل الدهر مئزرها **** حـتى بدا من شقوق الثوب iiجنباها
تـمشي بـأطمارها والـبرد يلسعها **** كـأنه عـقرب شـالت iiزبـاناها
حـتى غـدا جسمها بالبرد iiمرتجفا **** كالغصن في الريح واصطكّت iiثناياها
تـمشي وتـحمل بـاليسرى وليدتها **** حـملاً على الصدر مدعوماً بيمناها
قــد قـمّطتها بـأهدام مـمزّقة **** فـي الـعين مـنثرها سمبحٌ ومطواها
مـا أنـس لا أنس أنيّ كنت iiأسمعها **** تـشكو إلـى ربّها أوصاب iiدنياها
تـقول يـا ربّ لا تـترك بلا لبن **** هـذي الـرضيعة وارحـمني وإياها
مـا تـصنع الأم في تربيب iiطفلتها **** أن مـسّها الـضرّ حتى جفّ iiثدياها
يـا ربّ مـا حيلتي فيها وقد iiذبلت **** كـزهرة الروض فقد الغيث iiأظماها
مـا بـالها وهـي طول الليل iiباكية **** والأم سـاهـرة تـبكي iiلـمبكاها
يـكاد يـنقدّ قـلبي حـين iiأنظرها **** تـبكي وتـفتح لي من جوعها iiفاها
ويـلـمّها طـفلة بـاتت مـروّعةً **** وبـتّ مـن حولها في الليل iiارعاها
تـبكي لـتشكوَ مـن داءٍ ألـم بها **** ولـست أفـهم منها كنه iiشكواها
قـد فـاتها النطق كالعجماء iiأرحمها **** ولـست أعـلم أيّ الـسقم iiآذاها
ويـح ابـنتي أن ريب الدهر iiروّعها **** بـالفقر والـيتم آهـا مـنهما آها
كـانت مـصيبتها بـالفقر iiواحدة **** ومـوت والـدها بـاليتم iiثـنّاها
هـذا الـذي في طريقي كنت iiأسمعه **** مـنها فـأثرّ فـي نفسي iiوأشجاها
حـتى دنَـوت إلـيها وهي iiماشية **** وادمـعي أوسـعت في الخد iiمجراها
وقـلت يـا أخت مهلاً أنني iiرجل **** أشـارك الـناس طـرّاً في بلا iiياها
سـمعت يا أخت شكوىً تهمسين بها **** فـي قـالة أوجـعت قلبي iiبفحواها
هـل تسمح الأخت لي أني iiأشاطرها **** مـا في يدي الآن استرضي به iiاللها
ثـم اجـتذبت لها من جيب ملحفتي **** دراهـماً كـنت اسـتبقي بـقاياها
وقـلت يا أخت أرجو منك iiتكرِمتي **** بـأخذها دون مـا مـنٍّ iiتـغشاها
فـأرسلت نـظرةً رعـشاءَ iiراجفةً **** تـرمي الـسهام وقلبي من iiرماياها
وأخـرجت زفـرات مـن iiجوانحها **** كـالنار تـصعد من أعماق أحشاها
وأجـشهت ثـم قالت وهي iiباكية و**** اهـاً لـمثلك مـن ذي رقة iiواها
لو عمّ في الناس حسَنٌ مثل حسّك لي **** مـاتاه فـي فـلوات الفقر من iiتاها
أو كـان في الناس انصاف iiومرحمة **** لـم تـشك أرمـلة ضنكاً بدنياها
هـذي حـكاية حال جئت iiأذكرها **** ولـيس يـخفي على الأحرار مغزاها
أولـى الأنـام بـعطف الناس أرملةٌ **** وأشـرف الناس من في المال iiواساها