أبو جابر الجزائري
2011-01-02, 07:58
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آل بيته الأطهار وصحابته الأخيار.
أمّا بعد:
قال تعالى ـ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأبْصَارِـ
أي: البصائر النافذة، والعقول الكاملة، ...فإن هذه الآية تدل على الأمر بالاعتبار، وهو اعتبار النظير بنظيره، وقياس الشيء على مثله،
والتفكر فيما تضمنته الأحكام من المعاني والحكم التي هي محل العقل والفكرة، وبذلك يزداد العقل، وتتنور البصيرة ويزداد الإيمان، ويحصل الفهم الحقيقي،
تفسير السعدي ـ 848 ـ
القصة الأولى: عجوز من سطيف ردّ الله تعالى بصرها أمام الكعبة.
قال من حضر الحادثة ـ كما سوف تسمعونه في المادة المذكورة أسفله ـ:
ذهبتْ معنا عجوزا للعمرة وكانت ضعيفة البصر جدّا،
فقلتُ لها: هل قمتِ بأداء مناسك العمرة؟
قالت: لا، فأنا لا أعرف شيء، أنا لم أرى الكعبة، أنا لا أعرف أداء مناسك العمرة، أنا لا أرى شيئا.
قال: فقرّرت أن أخذها معي للأداء المناسك، وكنتُ أقودها، ثمّ بدأنا نمشي ببطئ، وهي تستفسر متلهفة طالبة أن أشرح لها المناسك.
ولمّا وصلنا أمام الكعبة قلتُ لها : ارفعي رأسك الآن فأنت أمام الكعبة المشرفة.
قال: ولمّا رفعتْ بصرها، وإذا بها تصيح : سبحان الله!!، سبحان الله!!، إنّي أراها جيدا وبشكل كبير، ( لقد استعادتْ بصرها) وجعلت تبكي وتبكي بشدّة،
ثمّ قالت لي: أنزع يدك الآن، فإنه يمكنني أن أسير لوحدي، فقال لها محدثي متعجبا من كلامها : ولكن لا تسطعين..
قال: وإذا بها تمشي لوحدها وأتمّمنا المناسك دون أن أقودها..
قال: وكم كانت دهشة الرُفقة الذين جئنا معهم من سطيف، فلقد أُصيبوا بالدهشة وهم يرونها تمشي لوحدها ............
للاستماع للقصة وما تبقى منها، طالعوا الرابطين التالين ( لم أخبر محدّثي بأنّي أسجل كلامه حتى تكون القصة أكثر مصداقية وعفوية ):
الجزء الأول : 2د و38 ثانية، اضغط هـــــــــــــــنـــــــــا (https://sites.google.com/site/radjahtoufik/Home/%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%81%D9%89%D8%AC1.mp3?attredir ects=0&d=1)
الجزء الثاني :50 ثانية ، اضغط هـــــــــــــــنـــــــــا (https://sites.google.com/site/radjahtoufik/Home/%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%81%D9%89%D8%AC2.mp3?attredir ects=0&d=1)
.............
تعليق:
مشى الفخر الرازي رحمه الله يوما ففسح الناس عن طريقه إجلالا وتعظيما وبقيت عجوز تمشي ولم تَعْبَهْ به، فقيل لها: ابتعدي أيّتها العجوز فإنه الإمام الذي أوجد ألف دليل على إثبات وحدة الله سبحانه، فقالت والله لو لم يكن في قلبه ألف شك لما وجد ألف دليل، فسلّم بما قالت وقال: اللهم ارزقنا إيمان العجائز
(المقصود به الإخلاص وصفاء الفطرة وليس المعتقد، فتنبه).
القصة الثانية:> عجوز من سطيف أعمى بصيرتها أمام الكعبة (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=4547294#post4547294)
قلتُ ـ أبو جابر الجزائري ـ : في بداية التسعينيات، تمّ اختيار عجوز " منظّفة " كانت تعمل معي في الشركة لأداء مناسك العمرة مع عمال آخرين على حساب الخدمات الاجتماعية للشركة ـ مع التكفل التّام ـ .
ولمّا رجعوا من العمّرة، حدثني من ذهب مع العجوز على ما كان من أمرها ( سأحاول أن آتيكم بإذن الله تعالى بشهادة سمعية لمن كان معها ) :
قالوا : لمّا بدأتْ العجوز في القيام بمناسك العمرة وعند الأشواط الأولى من الأشواط السبعة:
قالت لمن كان في رفقتها: " أوّاه، هذا بزاف، ماقدرتش ".
فقالوا لها: لا يشترط أن يكون الطواف متّصل، استريحي وعندما تستعيدي نشاطك، أتمّي ما تبقى لك من الأشواط.
قالت: " ما نزيدش، وما نْتَمَشْ".
قالوا لها: " يجب أن تتمّي الأشواط، فالطواف ركن من أركان العمرة، فاستريحي ثمّ واصلي.......
ـ وبعد إلحاح عليها وهي ترفض ذلك، قالت لهم ما كان بمثابة نزول الصاعقة عليهم.
قالت: " بالكفّارة ما نزيدها" ، ثم ذهبت إلى النزل، ولم تكمل طوافها وعمرتها بعدها.
تعليق:
رُوي أنّه في إحدى غزوات الرسول صلى الله عليه و سلم لمّا مرّ بالقرب من منزل أحد اليهود، فصعد هذا اليهودي لسطح بيته و قد كان أعور، فبدأ ينضح عليهم التراب فهمّ أحد الصحابة لأن يذهب عنده فقال له الرسول صلى الله عليه و سلم :اتركوه فإنّه أعمى البصر أعمى البصيرة.
( هذه القصة قرأتها عن الشيخ أحمد القطان في مجلة المجتمع الكويتية، وأنا أبحث عن درجة صحتها، لذا ذكرتها بصيغة التمريض " رُوى").
وكتبه أبو جابر الجزائري
29 محرم 1432
الموافق ل02 جانفي 2011
لا تنسونا بدعوة في ظهر الغيب
.................................................. .................................................. ....................................
لمطالعة باقي " العبر"، يرجو مطالعة الموضوع التالي الذي قمتُ بتوفيق الله بتجميع كل العبر في موضوع واحد:
سلسلة " عبر" من إعدادي ، متجددة ماتعة تحوي قصص واقعية موثقة أحيانا بالصوت والصورة (http://www.djelfa.info/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=4288840)
أمّا بعد:
قال تعالى ـ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأبْصَارِـ
أي: البصائر النافذة، والعقول الكاملة، ...فإن هذه الآية تدل على الأمر بالاعتبار، وهو اعتبار النظير بنظيره، وقياس الشيء على مثله،
والتفكر فيما تضمنته الأحكام من المعاني والحكم التي هي محل العقل والفكرة، وبذلك يزداد العقل، وتتنور البصيرة ويزداد الإيمان، ويحصل الفهم الحقيقي،
تفسير السعدي ـ 848 ـ
القصة الأولى: عجوز من سطيف ردّ الله تعالى بصرها أمام الكعبة.
قال من حضر الحادثة ـ كما سوف تسمعونه في المادة المذكورة أسفله ـ:
ذهبتْ معنا عجوزا للعمرة وكانت ضعيفة البصر جدّا،
فقلتُ لها: هل قمتِ بأداء مناسك العمرة؟
قالت: لا، فأنا لا أعرف شيء، أنا لم أرى الكعبة، أنا لا أعرف أداء مناسك العمرة، أنا لا أرى شيئا.
قال: فقرّرت أن أخذها معي للأداء المناسك، وكنتُ أقودها، ثمّ بدأنا نمشي ببطئ، وهي تستفسر متلهفة طالبة أن أشرح لها المناسك.
ولمّا وصلنا أمام الكعبة قلتُ لها : ارفعي رأسك الآن فأنت أمام الكعبة المشرفة.
قال: ولمّا رفعتْ بصرها، وإذا بها تصيح : سبحان الله!!، سبحان الله!!، إنّي أراها جيدا وبشكل كبير، ( لقد استعادتْ بصرها) وجعلت تبكي وتبكي بشدّة،
ثمّ قالت لي: أنزع يدك الآن، فإنه يمكنني أن أسير لوحدي، فقال لها محدثي متعجبا من كلامها : ولكن لا تسطعين..
قال: وإذا بها تمشي لوحدها وأتمّمنا المناسك دون أن أقودها..
قال: وكم كانت دهشة الرُفقة الذين جئنا معهم من سطيف، فلقد أُصيبوا بالدهشة وهم يرونها تمشي لوحدها ............
للاستماع للقصة وما تبقى منها، طالعوا الرابطين التالين ( لم أخبر محدّثي بأنّي أسجل كلامه حتى تكون القصة أكثر مصداقية وعفوية ):
الجزء الأول : 2د و38 ثانية، اضغط هـــــــــــــــنـــــــــا (https://sites.google.com/site/radjahtoufik/Home/%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%81%D9%89%D8%AC1.mp3?attredir ects=0&d=1)
الجزء الثاني :50 ثانية ، اضغط هـــــــــــــــنـــــــــا (https://sites.google.com/site/radjahtoufik/Home/%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%81%D9%89%D8%AC2.mp3?attredir ects=0&d=1)
.............
تعليق:
مشى الفخر الرازي رحمه الله يوما ففسح الناس عن طريقه إجلالا وتعظيما وبقيت عجوز تمشي ولم تَعْبَهْ به، فقيل لها: ابتعدي أيّتها العجوز فإنه الإمام الذي أوجد ألف دليل على إثبات وحدة الله سبحانه، فقالت والله لو لم يكن في قلبه ألف شك لما وجد ألف دليل، فسلّم بما قالت وقال: اللهم ارزقنا إيمان العجائز
(المقصود به الإخلاص وصفاء الفطرة وليس المعتقد، فتنبه).
القصة الثانية:> عجوز من سطيف أعمى بصيرتها أمام الكعبة (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=4547294#post4547294)
قلتُ ـ أبو جابر الجزائري ـ : في بداية التسعينيات، تمّ اختيار عجوز " منظّفة " كانت تعمل معي في الشركة لأداء مناسك العمرة مع عمال آخرين على حساب الخدمات الاجتماعية للشركة ـ مع التكفل التّام ـ .
ولمّا رجعوا من العمّرة، حدثني من ذهب مع العجوز على ما كان من أمرها ( سأحاول أن آتيكم بإذن الله تعالى بشهادة سمعية لمن كان معها ) :
قالوا : لمّا بدأتْ العجوز في القيام بمناسك العمرة وعند الأشواط الأولى من الأشواط السبعة:
قالت لمن كان في رفقتها: " أوّاه، هذا بزاف، ماقدرتش ".
فقالوا لها: لا يشترط أن يكون الطواف متّصل، استريحي وعندما تستعيدي نشاطك، أتمّي ما تبقى لك من الأشواط.
قالت: " ما نزيدش، وما نْتَمَشْ".
قالوا لها: " يجب أن تتمّي الأشواط، فالطواف ركن من أركان العمرة، فاستريحي ثمّ واصلي.......
ـ وبعد إلحاح عليها وهي ترفض ذلك، قالت لهم ما كان بمثابة نزول الصاعقة عليهم.
قالت: " بالكفّارة ما نزيدها" ، ثم ذهبت إلى النزل، ولم تكمل طوافها وعمرتها بعدها.
تعليق:
رُوي أنّه في إحدى غزوات الرسول صلى الله عليه و سلم لمّا مرّ بالقرب من منزل أحد اليهود، فصعد هذا اليهودي لسطح بيته و قد كان أعور، فبدأ ينضح عليهم التراب فهمّ أحد الصحابة لأن يذهب عنده فقال له الرسول صلى الله عليه و سلم :اتركوه فإنّه أعمى البصر أعمى البصيرة.
( هذه القصة قرأتها عن الشيخ أحمد القطان في مجلة المجتمع الكويتية، وأنا أبحث عن درجة صحتها، لذا ذكرتها بصيغة التمريض " رُوى").
وكتبه أبو جابر الجزائري
29 محرم 1432
الموافق ل02 جانفي 2011
لا تنسونا بدعوة في ظهر الغيب
.................................................. .................................................. ....................................
لمطالعة باقي " العبر"، يرجو مطالعة الموضوع التالي الذي قمتُ بتوفيق الله بتجميع كل العبر في موضوع واحد:
سلسلة " عبر" من إعدادي ، متجددة ماتعة تحوي قصص واقعية موثقة أحيانا بالصوت والصورة (http://www.djelfa.info/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=4288840)