المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اشواك الاخرين


اميرة زندل
2011-01-01, 19:05
انت حائر دائما ..هل تقترب من الآخرين أم تبتعد عنهم ؟هل تثق بهم أم تصدق ظنونك فيهم ..؟ هل تبوح! لهم بأسرارك ام تكتمها عنهم....هل تعيش في قلب الدائرة معهم ...ام تنعزل على حافتها كما يعيش الغجرفي اطراف المدن والقرى ،منعزلين عنها ومنفردين بانفسهم؟
فمنذ قديم الزمان و الإنسان حائر في علاقته بالآخرين يحتاج إليهم و يشكو منهم .. يشقى إذا ابتعد عنهم و يبكي إذا اقترب منهم .. لا يستطيع أن يعيش وحيدا كحيوان اللؤلؤ في قلب محارته .. و لا يستطيع أن يلتصق بالآخرين في كل لحظة من عمره و إن فعل كانت شكواه منهم كشكواه من الوحدة سواء بسواء .. فلا هو ارتاح في القرب منهم و لا هو وجد راحته في البعد عنهم .. لأن حالنا مع الآخرين كحال المتنبي مع الملوك الذين اقترب منهم طلبا للسلطان فقال عنهم :

صحبت ملوك الأرض مغتبطا بهم ****و فارقتهم ملآن من ضيق صدرا !

و هذا هو حالنا دائما نحن البشر مع الجميع ! و ذات يوم سألني شاب هذه الأسئلة الحائرة .. فتذكرت فجأة قصة قديمة رواها أحد الأدباء عن مجموعة من " القنافد " اشتد بها البرد ذات ليلة من ليالي الشتاء فاقتربت من بعضها و تلاصقت طلبا للدفء و الأمان ، فآذتها أشواكها فأسرعت تبتعد عن بعضها ففقدت الدفء و الأمان فعادت للاقتراب من جديد بشكل يحقق لها الدفء و يحميها في نفس الوقت من أشواك الآخرين ، و يحمي الآخرين من أشواكها .. فاقتربت و لم تقترب .. و ابتعدت و لم تبتعد .. و هكذا حلت مشكلتها ، وهكذا أيضا ينبغي أن يفعل الإنسان !
وعليه مارايكم ؟؟و ماهي المسافة التي ينبغي ان يتخدها الانسان اتجاه اخيه الانسان ؟
موضوع استوقفني اتمنى ان ينال اعجابكم ويحضى بمداخلتكم

اميرة زندل
2011-01-01, 21:33
اكيد اخي حمزة طبيعة ونوع العلاقة تتحكم في المسافة
بارك الله فيك على المرور الطيب

nina_16
2011-01-01, 23:22
كثيرة هي الحكايات الشعبية الحسانية التي طالما سمعناها من الأجداد والتي تحمل في طياتها الكثير من المعاني والحكم.
ومن بينها تلك التي بطليها الذئب والقنفد أو الذيب والكنفود.
حيث نجد في هذه الحكايات، الذئب رغم مكره إلا انه دائما ما يهزم أمام حكمة القنفد.
وربما إختيار المجتمع الصحراوي لشخصية القنفد ليس وليد الصدفة، فالقنفد شكل عنصرا دراسيا فلسفيا حيث نجده في بيت شعري لشاعر يوناني قديم إسمه أرخيلوخوس يقول فيه ما معناه " الثعلب يعرف أشياء كثيرة لكن القنفد يعرف شيئا واحدا كبيرا"
وهنا يمكننا تعويض الثعلب بالذئب فهما من فصيلة واحدة وتجمعهما خصائص كثيرة مشتركة.
ولو نظرنا إلى المعنى المباشر لبيت أرخيلوخوس نجد أن الثعلب ماكر وله حيل كثيرة ومخادع ومع ذلك يقف عاجزا امام الحيلة الوحيدة للقنفد حين يصنع من نفسه كرة صلبة لا ملامح لها محاطة بأشواك حادة لحماية نفسه من العدو.
إلا أن الباحث والفيلسوف المعاصر أيزايا برلين رأى أن وراء كلمات أرخيلوخوس معان أعمق، حيث أصدر سنة 1953 دراسة مطولة بعنوان " القنفد والثعلب"، إستشهد في مطلعها بهذا البيت وحاول أن يصنف الكتاب والمفكرين إلى قنافد و ثعالب تبعا لإسهاماتهم الفكرية وإنجازاتهم الثقافية ونظرتهم إلى الحياة.
فنجد في مجموعة القنافد : أفلاطون وباسكال وهيجل ونيتسه وبروست.......
وفي مجموعة الثعالب : شكسبير وأرسطو وموليير وبلزاك.....
وحسب منظور إيزايا برلين يرى أن فريق القنافد هم الفريق الذي يرد كل شئ لفكرة واحدة مركزية أي أن لديه مبدأ واحدا عاما وكليا ينظم كل شئ ويعتبره مرجعا يرد إليه كل ما يصدر عنه من فعل وأقوال.
بينما الفريق الآخر أي الثعالب يجاهد في البحث عن أكثر من هدف وتحقيق أكثر من غاية لذا يعيش أفراد هذا الفريق ويتصرفون تبعا لأفكار متنافرة ومتباعدة ومتناثرة وليس تبعا لمبدأ واحد محوري.
قد يجد البعض في هذا التصنيف بعضا من الغرابة إلا أنه يلامس الحقيقة البشرية ولو بنسبة 45 بالمئة
وقد يكون الإنسان يحمل في داخله ثعلبا وقنفدا فلا يوجد من يستطيع العيش دون مبدا يرتكز عليه وينطلق منه لبناء حياته.
كما أن ظروف الحياة غالبا ما تتطلب منا مراوغات وحيل والبحث عن عدة طرق وإن كانت متقاطعة للخروج من المآزق والمعضلات.
فأي الاشخاص أنت؟ قنفد أم ثعلب؟ أو الأصح قنفد أم ذئب ؟ بما أننا في مجتمع حساني.

اميرة زندل
2011-01-02, 17:33
شكرا اخني نينا على اثرائك لموضوعي مقارنةحكيمة مابين الثعلب والقنفد
فكثيرا مانكون ثعالب لنخرج انفسنا من المقازق والمصائب
وكثيرا مانكون قنافذ لنسجل مواقف في حياتنا اليومية
الا انني قصدت بموضوعي الي اي مدى يجب ان يقترب الشخص من الاخر ؟؟حتى لا يكون مثله كالقنافد في اقترابهم وتباعدهم ؟؟

حمو مجدوب
2011-01-03, 20:59
ان العلاقات البشرية لا تبنى إلا على الثقة .. ولكن التعامل الإنساني في كثير من الأحيان يجنح إلى منح الثقة بناء على اعتبارات عاطفية يكون دور العقل فيها محدودا , ولا اعتراض على هذا النوع من الثقة فالإنسان في نهاية الأمر مجموعة من المشاعر والأحاسيس وكثير من القرارات التي يتخذها تتأثر بشكل أو بآخر بهذه المشاعر ..

اميرة زندل
2011-01-03, 22:23
العاطفة تتحكم في اغلب علاقاتنا وعليه المسافة تتارجح بين قوة العلاقة وضعفها
مشكووووور على مرور ك الطيب اخي حمو مجدوب

أحمد الجمل
2011-01-03, 22:38
هى ليست مسافات فى ظنى بقدر ما هى حواجز
نُزيل منها ما نريد لمن نريد
ونبقى على باقى الحواجز للبقية الباقية
نفتح أحيانا بعض الثغرات للبعض لأننا نريد ذلك
ولعل الفجوة تتسع بالرضا للبعض لأننا استحسناه
ولعلها تضيق على البعض لأننا نتخوف منه
ولعلها تُغلق فى وجه البعض لأننا أحببنا أن يبقى خلف الحاجز أبدا

موضوع رائع
شكرا جزيلا لك

اميرة زندل
2011-01-03, 23:54
تشخيص في الصميم
اصبت جوهر الموضوع
هي فعلا حواجز نزيلها لمن نريد ونبقي عليها لمن لا نريد
بارك الله فيك اخي مرورك عطر صفحتي