sollo44
2011-01-01, 17:19
- بعد أشواط من الدفاع و الادعاء ،و الإنكار و الاعتراف ، سكت القاضي و مد يديه فوق المكتب البني ، مال على يمينه ثم على شماله فهتفت الحكمة الستينية في أذنه ، عاد إلى مجلسه في هدوء و وقار و قال بكل صرامة :
- حكمت المحكمة على المتهم بالإعدام .
أما هو فنظر إلى محاميه نظرات مبهمة و رغم قساوة الحكم إلا أنه ابتسم ابتسامة مستهزئة .. و قال بصوت مرتفع :
- أنا بريء !!
ثم أضاف مقتنعا :
- نحن لم نخلق إلا لنموت .
و في زنزانته الضيقة ، طفق يمارس طقوسه الدينية بلا توقف ، مناجاة للخالق ، و همسات خفيضة و صلاة و بكاء . حتى هو أيضا تساءل عن السبب ، تساءل في لحظة من التجلي ، لماذا ننسى الله دوما و لا نتذكره إلا في الضيق ؟؟
- و بينما هو متكئ على جنبه و برودة الحيطان الإسمنتية تنخر عظامه ، تمثل له الحب كمخلوق في صورة رجل يائس ، يحاول أن يستنجد بأي شيء قبل ضياع الكرامة و قال له مسائلا :
- ألم تعد تحب كما عهدتك ؟
فقال المدان بلهجة لا يفقهها إلا مقبل على الإعدام :
- لم تعد لي في الحب رغبة !
فقال الآخر معاتبا :
- ألم تتخذه من قبل ديوانا تكتب عليه اندفاعك و غضبك و رغائبك المكبوتة ؟
فعدل المتهم جلسته و نظر إلى المخلوق أمامه و قال معلقا :
- لو كنت مثلي لامتنعت عن أشياء كثيرة ، و لكنت تفكر في الجنة و النار مثلا .
تنهد قليلا ثم قال ساخطا :
- حتى هي خانتني و مع ذلك مازالت تصر على الإنكار كأنها لم تفعل شيئا .
و راح المتهم يروي قصته مع زوجته التي طلبت منه الطلاق من أجل "يوسف " ابن عمها . و في الحين قاطعه المخلوق مازحا :
- و لهذا قمت بقتلها ؟
فقال له في مكر :
- لم أقتلها، بل طلقتها فقط .
- و لكن متى كان الطلاق يسلب الحياة ؟! ، أنت تعلم أننا نموت بصعوبة !
- ولكن الخيانة تقتلك ببطء و بلا رحمة أيضا .
- فلهذا قتلتها ؟
- لم أقتلها . بل طلقتها .
- فمن قتلها إذن ؟
- لا أعرف و لكنني متيقن بأن الحقيقة ستظهر بعد فصل رأسي عن جسدي . أو بعد أن يخنقني حبل المشنقة أو بعد أن تهشم رأسي رصاصة لن أسمع بعدها شيئا .
تعجب المخلوق اليائس و قال آسفا :
- أنت لم تعد تحبني !!
و في تلك اللحظة أحس المحكوم بالاعدام بشعور غريب . و قال بأن الحياة حلوة لولا خرجاتها المرة و جلس ينتظر قدوم الصباح حيث سيتم اعدامه و كان كل شيء فيه يقول :
- سنموت جميعا على كل حال
- حكمت المحكمة على المتهم بالإعدام .
أما هو فنظر إلى محاميه نظرات مبهمة و رغم قساوة الحكم إلا أنه ابتسم ابتسامة مستهزئة .. و قال بصوت مرتفع :
- أنا بريء !!
ثم أضاف مقتنعا :
- نحن لم نخلق إلا لنموت .
و في زنزانته الضيقة ، طفق يمارس طقوسه الدينية بلا توقف ، مناجاة للخالق ، و همسات خفيضة و صلاة و بكاء . حتى هو أيضا تساءل عن السبب ، تساءل في لحظة من التجلي ، لماذا ننسى الله دوما و لا نتذكره إلا في الضيق ؟؟
- و بينما هو متكئ على جنبه و برودة الحيطان الإسمنتية تنخر عظامه ، تمثل له الحب كمخلوق في صورة رجل يائس ، يحاول أن يستنجد بأي شيء قبل ضياع الكرامة و قال له مسائلا :
- ألم تعد تحب كما عهدتك ؟
فقال المدان بلهجة لا يفقهها إلا مقبل على الإعدام :
- لم تعد لي في الحب رغبة !
فقال الآخر معاتبا :
- ألم تتخذه من قبل ديوانا تكتب عليه اندفاعك و غضبك و رغائبك المكبوتة ؟
فعدل المتهم جلسته و نظر إلى المخلوق أمامه و قال معلقا :
- لو كنت مثلي لامتنعت عن أشياء كثيرة ، و لكنت تفكر في الجنة و النار مثلا .
تنهد قليلا ثم قال ساخطا :
- حتى هي خانتني و مع ذلك مازالت تصر على الإنكار كأنها لم تفعل شيئا .
و راح المتهم يروي قصته مع زوجته التي طلبت منه الطلاق من أجل "يوسف " ابن عمها . و في الحين قاطعه المخلوق مازحا :
- و لهذا قمت بقتلها ؟
فقال له في مكر :
- لم أقتلها، بل طلقتها فقط .
- و لكن متى كان الطلاق يسلب الحياة ؟! ، أنت تعلم أننا نموت بصعوبة !
- ولكن الخيانة تقتلك ببطء و بلا رحمة أيضا .
- فلهذا قتلتها ؟
- لم أقتلها . بل طلقتها .
- فمن قتلها إذن ؟
- لا أعرف و لكنني متيقن بأن الحقيقة ستظهر بعد فصل رأسي عن جسدي . أو بعد أن يخنقني حبل المشنقة أو بعد أن تهشم رأسي رصاصة لن أسمع بعدها شيئا .
تعجب المخلوق اليائس و قال آسفا :
- أنت لم تعد تحبني !!
و في تلك اللحظة أحس المحكوم بالاعدام بشعور غريب . و قال بأن الحياة حلوة لولا خرجاتها المرة و جلس ينتظر قدوم الصباح حيث سيتم اعدامه و كان كل شيء فيه يقول :
- سنموت جميعا على كل حال