تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة من أم اللغات


حنين موحد
2011-01-01, 10:41
(رسالة من أمّ اللّغات)قصيدة ألقاها الأستاذ: محمد بن سعد الدبل، في حفل افتتاح ندوة (ظاهرة االضّعف اللّغوي في المرحلة الجامعيّة)، والتي أقيمت بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرّياض، بتاريخ: 17-19/ 10/ 1995م

شَكوتَ الهَوَى العُذرِيَّ مِن لَوعةِ الوَجدِ **** وأنتَ أسِيرٌ فِي التغرُّبِ والصَدِّ
تحلُّ جَدِيبَ الرّوضِ فِي عُقرِ دَارِهِ **** وتَهجُرُ مغنِي الطّلحِ والشِّيحِ والرّندِ
تُصوِّرُ زَيفَ الحُبّ فِي لَيلِ غُربةٍ **** وتُدلِي بِأنَّ سُوازنَ أفضَلُ مِن دَعدِ
وَهل يَستَوِي الضِدّانِ إن كُنتَ مُنِصِفًا *** وتُفضِّلُ نَبعَ الطّهرِ آسِنةَ الوِردِ
فسُوزانُ بَاعتْ عِرضَهَا وجمالَها **** بِتعلِيلِ كأسٍ فِي غَوائِلِهَا تُردِي
ودعدُ ـ رعاكَ اللهُ ـ صَانَ جمَالهَا **** وقَوَّمهَا الشّرعُ الذِي للهُدَى يَهدِي
تلُومُ القوافِي حِينَ شقَّ رويُّهَا **** عليكَ فراحَ الهزلُ يَطعنُ فِي الجِدّ
***************
تَقُولُ لَكَ الفُصحَى وأنتَ غَرِيمُهَا **** أنَا الكوكبُ الدريُّ لاَ القَدحُ بالزّندِ
تعالَ وَصَاحِبنِي فلستُ غَرِيبةً **** أَرَى غُربَتِي فِيمَا أعانِي من البُعدِ
أيصحبُنِي مستَشرِقٌ ومقلِّدٌ **** وأنتَ أمِينِي والوصِيُّ عَلَى عَهدِي
أنَا لُغةُ الأحرارِ مِن يَعرُبِ الألَى **** أصَالتُهم صَانت كيَانِي عنِ الهدِّ
سمَاويّةٌ قدسيّةُ وأرُومتِي **** مِنَ الأوسِ عليَاهَا ومِن ذِروةِ الأزدِ
ترعرَتُ فِي أمّ القُرَى يَعرُبِيّةً **** وفِي طِيبةَ المختارِ حلّقتُ للمجدِ
وسِرتُ بِآفَاقِ الجَزِيرَةِ حرّةً **** تألّقَ بِي حِجرُ اليمامَة من نَجدِ
*******************
أَيرمُونَ بالتّعقِيدِ لَفظِي ومَا دَرَوا **** بِأنِّي فِي الإِبداعِ واسِطةُ العِقدِ
أمجُّ الدّخِيلَ الأجنبِيَّ وإن أبَى ***** سِوَى مَعدَنِي زَوّدتُ مَعناهُ مِن رِفدِي
إِذَا مَا نبَا طوّعتُهُ بِمهَارتِي **** ودَاويتُهُ مِن عُجمةٍ دَاؤُهَا يُعدِي
وإن شِئتَ فَاضَت بالقدِيمِ أصَالتِي **** وإن شِئتَ سَايرتُ الجَدِيدَ بلا حدِّ
**********
أنَ الضّادُ ـ يا هذا ـ كفَانِي رِيادةً ***** بأنّ عُبابَ الذِّكرِ فجّرتُهُ وَحدِي
وأهدَيتُ منهُ الدرَّ يُغرِي ذوِي التّهَى **** بِما تَحتَ أسرَارِي من الفَيضِ والمدِّ
وسِرتُ بعرضِ الكونِ شرقًا ومغربًا **** أنطقتُ صمتَ البُكمِ والطّفلِ فِي المهدِ
وأمهرتُ بالخُلدِ احتفاءً بأمّةٍ **** رَعتنِي فِي التّنزِيلِ بالحفظِ والحمدِ
وتَمشِي لُغاتُ العالمِينَ قَصيرةً **** ورَائِي لما أُخفِي من الفَضلِ أو أُبدِي
وسامية سبّاقة العَهدِ والخُطَى **** فمَا لغةٌ فِي الأرضِ إلاّ أتت بَعدِي
************
رُويدَكَ يا ابنَ العربِ إنِّي أبيّةٌ **** تحضُّرُكَ المزعُومُ فِي الفكرِ لا يُجدِي
تنقِّصنِي من غَيرِ علمٍ وفطنةٍ **** لأنّك مبهُورٌ بمجلُوبةٍ ضدِّي
أترمِي قناتِي بالجمودِ جهالةً **** وتستَلهِمُ الإبداعَ من عبثِ المردِ
عدوُّكَ يُخفِي مصدَر الشرِّ عندهُ **** بليلٍ وإنّ لا خيرَ مصدرهُ عندِي
عطَائِي فِي حرفِي ولفظِي وجُملتِي ****وربِّكَ ما اخلَولقتُ من كثرةِ الردِّ
*********
أترمِي بِضعفٍ قُدرتِي وجزَالتِي **** وأنت الذِي ألبستَنِي ضعفَكَ المُعدِي
بيَانِي حواهُ الذّكرُ فِي كلّ لفظَةٍ ****عذُوبتُها تنسَابُ أحلَى من الشّهدِ
وأقطابُ أعلاَمِي بِفضلِي تحدّثت *** ومازِلتُ للأجيالِ من حِكمِي أهدِي
وللهِ أسلافٌ أحلُّوا مكانتِي **** مَحارِيبهم واللّيلُ يَشكُو من السُّهدِ
نشِيدهُم الله أكبرُ كلَّما *** عدَا فارسٌ يَختالُ بالسّيفِ والغمدِ
علَى صَهواتِ الخيلِ هزّت منَابِري **** صَنادِيدُ تدعُو العالمين إلى الرّشدِ
*************
أَراكَ مُجدًّا فِي عُقوقِي ومُبرمًا **** صُدودَكَ إذ تَلوِيهِ فِي الحلِّ والعقدِ
أيبكِي هزَارُ النِّيلِ أمسِي وحاضِرِي **** وتُسرِعُ بِي غدرًا إلى ظُلمةِ اللّحدِ
أهذَا وفاءُ للتي بِلبَانِها **** غَذتكَ وزَادت فِي التعهّدِ والجهدِ
عقُوقِي وطعنِي بالبيتِ سفاهةٌ **** يَفُوهُ بِهَا فِي المنتدَى زائفُ النّقدِ
ملُوكُ البيانِ استلهَموا فيضَ حكمتِي **** بِخبرتِهم والندُّ يُقرعُ بالندِّ
أسيرُ وتسرِي بِي حروفِي إلَى النّهيِ **** ويمنعُهَا منِّي خيالٌ بلا كدِّ
علَى صفحاتِ الكونِ ريشةُ شَاعرِي **** تُجلِّي رَبيعَ الرّوضِ يَختالُ فِي البردِ
وكم ناحَ قربِي طائرُ الفجرِ شَدّهُ **** جمالٌ دَعا النّيروزَ يُنشِدُ للوردِ
إذَ ما عرُوبٌ نادَمتْهَا شَوارِدِي **** فشِيمتُهَا الإنصافُ والصّدقُ فِي الوعدِ
وكم عالمِ أحيا مصَابيحَ ليلهِ **** يُحرِّرُ بي معناهُ من رِبقةِ القيدِ
**************
لَئن ضِقتَ بِي مَا ضِقتُ يومًا بأمّةٍ **** لها وبهَا أحيَا إذا خَطَبت ودِّي
وصَانت أصُولِي من فسَادٍ وعجمةٍ **** ومنتسِبٍ للكفرِ يُمعنُ فِي الحقدِ
لئنْ ضِقتَ بِي ذرعًا رفعتُ تظلُّمِي **** إلَى ماجدٍ يُعلِي مقامِي بمَا يَفدِي
سموتُ لِسطامِ الإبَا مستَغِيثةً **** من الظُّلمِ تقوِيضِي وقتلِي عن عمدِ
ندَبتُكَ يا ابن الصّيدِ لمّا تآمرتْ **** أَضالِيلُ غزوٍ يُستباحُ بِهِ وأدِي
أجرنِي رعاكَ الله يا معدنَ الوفَا **** تعمَّد حربِي أضعفُ النّاسِ من جُندِي
فكم سَطرتْ يمناكَ للجودِ آيةً **** تجلُّ عن الإفصَاحِ والحصرِ والعدِّ
تَرَسّمتَ نهجَ المفلِحِينَ موفقًا **** أيادِيكَ في الإخلاصِ من نخوةِ الفهدِ
تألّقَ فجرِي حين زُرتَ ومعقلِي **** فخُورٌ بمسعاكَ النّبِيلِ الذي تُسدِي
سألت الذي أولاكَ فضلا ونعمةً **** يدِيم عليك العزَّ من طالِعِ السّعدِ
******************
ومِن قادتِي نَصرِي وحفظِي فكلُّهُم **** رعَى حرماتِي من شَراذِمةِ لدِّي
فبالأمسِ فهدُ العلمِ صان معارفي **** ولازالَ برًّا بِي غيُورًا على عهدِي
أبَى الشّهمُ عبدُ الله طعن أمانتِي **** وسلطانُ أنعمْ بالعمالقةِ الأُسدِ
ويا أرضُ قومِي أنتِ معراجُ رفعَتِي **** ولا زِلتِ بيت المُسلمِينَ ذوِي المجدِ
***********
أقُولُ لمنْ أعشَتهُ فِي الدّربِ ظلمةٌ *** رُويدك فالتَّعتيم للأعيُنِ الرّمدِ
أنَا العينُ ترعاهَا عُقولٌ بصِيرةٌ **** وما لامرئٍ عن سِرِّ حفظِي من بُدِّ

منقول ورائع

جواهر الجزائرية
2011-01-12, 17:00
قصيدة شعرية نظمها إسماعيل بن أبي بكر المقري ـ رحمه الله ـ

والعجيب فيها أنك عندما تقرأها من اليمين إلى اليسار تكون مدحا

وعندما تقرأها من اليسار إلى اليمين تكون ذماً .

من اليمين إلى اليسار في المدح يلا روعة اللغة العربية .

طلبوا الذي نالوا فما حُرمــــوا ..... رُفعتْ فما حُطتْ لهـــم رُتبُ

وهَبوا ومـا تمّتْ لــهم خُلــــــقُ .... سلموا فما أودى بهـــم عطَبُ

جلبوا الذي نرضى فما كَسَدوا .... حُمدتْ لهم شيمُ فــمـــا كَسَبوا

من اليسار إلى اليمين في الذم

رُتب لهم حُطتْ فمــــا رُفعتْ .. حُرموا فما نالوا الـــــذي طلبُوا

عَطَب بهم أودى فمــــا سلموا ... خُلقٌ لهم تمّتْ ومـــــــــا وهبُوا

كَسَبوا فما شيمٌ لــــهم حُمــدتْ ... كَسَدوا فما نرضى الذي جَلبُوا
بورك فيك يا حنين موحد سلمت...رغم انه نقل وليس لكموا


http://www.hanein.info/vb/imgcache/9/53842_hanein.info.gif

حنين موحد
2011-01-13, 10:00
بارك الله فيك
لم أنتبه لها جيدا
أنت فطنة في الشعر

مصطفى
2011-01-13, 14:53
شــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكرا

امير الجود
2011-01-15, 14:46
شكـرا لـك على القصيدة الرائعة
بارك الله فيك و لك خالــص الشكـر والتقديـر

خليل عبد الكريم
2011-01-16, 16:05
أشكرك سيسدي على هذا الكلام غن دل يدل على حب اللغة وأي لغة لغة القرآن

المهاجر-16
2011-01-17, 15:29
شكرا لك و بارك الله فيك