المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابن تيمية شيخ الاسلام رغم اهل الاهواء والكلام


ربوح ميلود
2008-07-14, 12:21
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه ومن والاه ثم أما بعد
ان الصراع دائم بين الحق والباطل الى يوم القيامة سنة الله في خلقه وكونه والمدافعة قائمة كذلك الى يوم القيامة ولكن للباطل جولة وللحق جولات,والحق ابلج , والباطل لجلج.

انطلاقا من هذا تجدما بين الفينة والأخرى تعلوا صيحات مغرضة بمحاولات فاشلة للنيل من جهبذ من جهابذة العلم وعلم من أعلام التقى وهو شيخ الإسلام تقى الدين أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحرانى رحمة الله وجعل جنة الفردوس متقلبه ومثواه
وإنه لمن دواعى الفخر أن تسنح الفرصة للصغار أمثالنا بعرض تراجم وأقوال أهل العلم المعتبرين فى هذا الجبل الأشم
فنبدأ على بركة الله
قال العلامة الإمام قاضي قضاة مصر والشام ، أبو عبدالله محمد ابن الصفي
عثمان بن الحريري الأنصاري الحنفي :
إن لم يكن ابن تيمية شيخ الإسلام فمن ؟؟ .
ولعلي أذكر بعض من أطلق عليه - رحمه الله - هذا اللقب :
الإمام الحافظ ( الذهبي -ت 748هـ ) :
كتب الحافظ الذهبي في آخر كتاب
(( رفع الملام عن الأئمة الأعلام )) لشيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله
فقال : سُمع هذا الكتاب على مؤلفه شيخنا الإمام العالم العلامة الأوحد شيخ
الإسلام مفتي الفرق ، قدوة الأمة ، أعجوبة الزمان ، بحر العلوم ، حبر القرآن ،
تقي الدين ، سيد العبَّاد ، أبي العباس أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام ابن
تيمية الحراني رضي الله عنه تعالى .
وكتب تحت إجازة الشيخ إبن تيمية لإبن الشهر زوري الموصلي :
هذا خط شيخنا الإمام شيخ الإسلام فرد الزمان ، بحر العلوم تقي الدين ، مولده
عاشر ربيع الأول ، سنة إحدى وستين وستمائة ، وقرأ القرآن والفقه ، وناظر
واستدل وهو دون البلوغ ، برع في العلم والتفسير ، وأفتى ودرس ، وله نحو
العشرين ، وصنف التصانيف ، وصار من أكابر العلماء في حياة شيوخه ، وله
المصنفات الكبار ، التي سارت بها الركبان ، ولعل تصانيفه في هذا الوقت تكون أربعة آلاف كراس وأكثر ، وفسر كتاب الله تعالى مدة سنين من صدوره في
أيام الجُمع ، وكان يتوقد ذكاء ، ومعرفته بالتفسير إليها المنتهى ، وحفظه
للحديث ورجاله وصحته وسقمه فما يلحق فيه ، وأما نقله للفقه ومذاهب الصحابة
والتابعين ، فضلاً عن المذاهب الأربعة ، فليس له فيه نظير ، وأما معرفته بالملل
والنحل ، والأصول والكلام ، فلم أعلم له فيه نظيراً ... الخ .
- الإمام ابن سيد الناس ، ت 734هـ
- الإمام ابن الواني المؤذن ، ت 735
- الإمام محمد ابن اسماعيل ابن بردس ، ت 830هـ
- الإمام محمد بن حسن ابن النقيب القرماني
- الإمام محمد بن خليل ابن المنصفي الحريري ، ت 803هـ
- الإمام محمد ابن رافع ، ت 774هـ
- الإمام محمد بن عبدالله ابن المحب الصامت ، ت 788 : رتب ( مسند الإمام أحمد ) على الأبواب ، وله كتاب ( التذكرة في الضعفاء ) .
- الإمام السبكي ( محمد بن عبدالبر الشافعي ، ت 777هـ .
- الإمام محمد بن علي الزملكاوي ، ت 727هـ ، وهو ممن تولى مناظرة ابن تيمية
غير ما مرة ، ومع ذلك كان يعترف بإمامته ولا ينكر فضله ولا بره ، وقد كتب الشيخ كمال الدين الزملكاوي بخط يده على كتاب ( بيان الدليل على بطلان التحليل ) تأليف ابن تيمية ما نصه :
( من مصنفات سيدنا وشيخنا وقدوتنا ، الشيخ السيد الإمام العالم العلامة الأوحد
، البارع الحافظ الزاهد ، الورع القدوة الكامل ، العارف ، تقي الدين ، شيخ
الإسلام ، مفتي الأنام ، سيد العلماء ، قدوة الأئمة الفضلاء ، ناصر السنة ، قامع
البدعة ، حجة الله على العباد في عصره ، راد أهل الزيغ والعناد ، أوحد العلماء العاملين ، آخر المجتهدين ، أبي العباس أحمد بن عبدالحليم …. ، حفظ الله على
المسلمين طول حياته ، وأعاد عليهم من بركاته ، إنه على كل شيء قدير ) .
- شيخ الإسلام الإمام ابن دقيق العيد ، ت 702هـ ، من مؤلفاته ( الإلمام في الأحكام ) و ( الأربعين في الرواية عن رب العالمين ) قال ابن دقيق العيد :
لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلاً العلوم كلها بين عينيه ، يأخذ منها ما يريد ، ويدع ما يريد .
- ومنهم المحدث الإمام محمد بن يحيى ابن سعد ، ت 757هـ ،
ومنهم الشيخ الإمام العلامة ( أبو حيان الأندلسي ت 745هـ ) قال : ما رأت عيناي مثل ابن تيمية ، ثم مدحه أبو حيان على البديهة في المجلس :
لما أتينا تقي الدين لاح لنــــا ........ داعٍ إلى الله فردٌ ما له وَزَرُ
على محياه من سيما الألى صحبوا ......... خير البرية نورٌ دونه القمر
حبرٌ تسربل منه الدهر حِبَــراً ........ بحر تقاذف من أمواجه الدُّرر
قام ابن تيمية في نصر شِرعتنا ........ مقام سيد تَيْم إذ عصت مضر
فأظهر الحق إذ آثاره دُرست ........ وأخمد الشر إذ طارت له شررُ
كنا نُحدث عن حبرٍ يجيء فها ........ أنت الإمام الذي قد كان ينتظرُ
- ومنهم الحافظ ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية
قال بعد أن وصف جنازة ابن تيمية :
وما علمت أحداً من أهل العلم إلا النفر اليسير تخلف عن الحضور في جنازته وهم
ثلاثة أنفس : ابن جملة والصدر والقحفازي وهؤلاء كانوا قد اشتهروا بمعاداته ،
فاختفوا من الناس خوفاً على أنفسهم ، بحيث علموا أنهم متى خرجوا قتلوا
وأهلكهم الناس . وقال ابن كثير أيضاُ : وبالجملة كان رحمه الله من كبار العلماء
، وممن يخطئ ويصيب ، ولكن خطأه بالنسبة إلى صوابه كنقطة في بحر لجي ، وخطؤه أيضاً مغفور كما صح في البخاري ... الخ . ومنهم
- الحافظ ابن رجب فقد قال في ( ذيل طبقات الحنابلة ) عن ابن تيمية :
الإمام الفقيه المجتهد المحدث الحافظ المفسر الأصولي الزاهد ، تقي الدين أبو
العباس شيخ الإسلام ، وعلم الأعلام ، وشهرته تغني عن الإطناب في ذكره ،
والإسهاب في أمره . ثم ذكر ابن رجب في ذكر موت ابن تيمية فقال : وصلى
عليه صلاة الغائب في غالب بلاد المسلمين القريبة والبعيدة حتى في اليمن
والصين ، وأخبر المسافرون أنه نودي بأقصى الصين للصلاة عليه يوم الجمعة : الصلاة على ترجمان القرآن ) .
- ومنهم شيخ الإسلام ابن القيم الجوزية ، ت 751هـ .
- ومنهم الإمام تاج الدين الحميري
- ومنهم الإمام العلامة شيخ الإسلام تاج الدين الفزاري ، ت 729هـ
- ومنهم الإمام إبن جماعة ، ت 790هـ
- ومنهم الإمام الجزري ، ت 725هـ
- ومنهم الإمام العلامة ابن رجب الحنبلي ، ت 799هـ ز
- ومنهم الإمام الحافظ العراقي ( عبدالرحيم بن الحسين 9 ، ت 806هت
- ومنهم الشيخ العالم الفقيه المحدث ( عمر بن علي البزار ، ت 749هـ .
ولقد صدق العلامة الإمام ، قاضي قضاة المسلمين ، بهاء الدين أبو البقاء محمد
إبن عبدالبر يحيى السبكي الشافعي - رحمه الله - حيث يقول لبعض من ذكر له الكلام في ابن تيمية ، فقال :
والله يا فلان ما يبغض ابن تيمية إلا جاهل ، أو صاحب هوى ، فالجاهل لا يدري
ما يقول ، وصاحب الهوى يصده هواه عن الحق بعد معرفته به . انتهى .

يتبع

oumyahia
2008-07-14, 15:42
السلام عليكم
وبارك الله فيكم ، بارك الله في كلّ من ردّ عن عرض شيخ الإسلام ، إبن تيمية
وفقكم الله و سددّ قولكم
فاللهمّ إرحم شيخنا رحمة واسعة وجازيه عنّا خير الجزاء
الله إرحمه و أكرم نزله ، وانفع بعلمه كلّ من أراد الحق لوجهك يا رب العالمين

ربوح ميلود
2008-07-14, 16:12
ابن تيمية شيخ الاسلام رغم اهل الاهواء والكلام الحلقة الثانية 1 ـ ( الإمام ابن حجر العسقلاني )
أ- قال السخاوي في الجواهر والدرر في ترجمة الحافظ ابن حجر
( في معرض سرد الكتب التي قرظها ابن حجر) ما نصه :
( ومن ذلك ما كتب به على( الرد الوافر على من زعم أن شيخ الإسلام ابن تيمية كافر ) لحافظ الشام ابن ناصر الدين في سنة خمس وثلاثين (وسبعمائة ) وحدث به في أواخر السنة التي تليها بالشام بقراءة صاحبنا النجم الهاشم :
(الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وقفت على هذا التأليف النافع والمجموع الذي هو للمقاصد التي جمع لأجلها جامع فتحققت سعة اطلاع الذي صنفه وتضلعه في العلوم النافعة بما عظمه بين العلماء وشرفه
وشهرة إمامة الشيخ تقي الدين أشهر من الشمس وتلقيبه بشيخ الإسلام في عصره باق إلى الآن على الألسنة الزكية ويستمر غدا كما كان بالإمس ولا ينكر ذلك إلا من(( جهل)) مقداره أو تجنب الإنصاف مما أكثر غلط من تعاطى ذلك وأكثر عثاره
فالله تعالى هو المسؤول أن يقينا شرور أنفسنا وحصائد ألستنا بمنه وفضله ولو لم يكن من ))))))الدليل على إمامة (((((( إلا ما نبه عليه الحافظ الشهير علم الدين البرزالي في تاريخه أنه لم يوجد في الإسلام من اجتمع في جنازته لما مات ما اجتمع في جنازة شيخ الإسلام تقي الدين وأشار إلى أن جنازة الإمام أحمد كانت حافلة جدا شهدها ما بين مئي ألوف ولكن لو كان بدمشق من الخلائق نظير من كان ببغداد بل أضعاف ذلك لما تأخر أحد منهم عن شهود جنازته .
وأيضا فجميع من كان ببغداد إلا الأقل كانوا يعتقدون إمامة الإمام أحمد وكان أمير بغداد وخليفة الوقت إذ ذاك في غاية المحبة له والتعظيم بخلاف ابن تيمية فكان أمير البلاد حين مات غاائبا وكان أكثر من في البلد من الفقهاء فتعصبوا عليه حين مات محبوسا بالقلعة ومع هذا فلم يتخلف عن حضور جنازته والترحم عليه والتأسف عليه إلا ثلاثة أنفس تأخروا خشية على أنفسهم )
( وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أنتم شهود الله في الأرض )
ثم نقل السخاوي عن ابن حجر حديثه عن المتعصبين على الشيخ إلى قال عنه أنه قال ( ولا يحفظ عن أحد منهم أنه أفتى بزندقته ولا حكم بسفك دمه مع شدة المتعصبين عليه حينئذ من أهل الدولة )
إلى أن قال ـ ابن حجر ـ ( ومع ذلك فكلهم معترف بسعة علمه وكثرة ورعه وزهده ووصفه بالسخاء والشجاعة وغير ذلك
( وقيامة في نصر الإسلام والدعاء إلى الله تعالى في السر والعلانية )
( إنه شيخ الإسلام لا ريب )
والمسائل التي أنكرت عليه ما كان يقولها بالتشهي ولا يصر على القول بها بعد قيام الدليل عليه عناداً
( وهذه تصانيفه طافحة بالرد على من يقول بالتجسيم والتبري منه ومع ذلك فهو بشر يخطئ ويصيب فالذي أصاب فيه ـ هو الأكثر ـ يستفاد منه ويترحم عليه بسببه والذي أخطأ فيه ـ بل هو معذور ـ لآن أئمة عصره :
شهدوا له بأن أدوات الإجتهاد فيه حتى كان أشد المتشددين عليه القائمين في إيصال الشر إليه وهو كمال الدين الزملكاني يشهد له بذلك ـ، وكذلك الشيخ صدر الدين ابن الوكيل الذي لم يثبت لمناظرته غيره .
( ومن أعجب العجب أن هذا الرجل كان أعظم قياما على أهل البدع ـالروافض والحلولية والإتحادية وتصانيفه في ذلك كثيرة شهيرة وفتاويه فيهم لا يدخل تحت الحصر ((((( فيا قرة أعينهم إذا سمعوا تكفيره ويا سرورهم إذا رأوا من يكفر من أهل العلم ))))
( فالواجب على من تلبس بالعلم وكان له عقل أن يتأمل كلام الرجل من تصانيفه المشهورة أو من ألسنة من يوثق به من أهل النقل فيفرد من ذلك ما ينكر فيحذر منه على قصد النصح وثني عليه بفضائله فيما أصاب من ذلك كدأب غيره من العلماء )
( ولو لم يكن للشيخ تقي الدين من المناقب إلا تلميذه الشهيرالشيخ شمس الدين ابن قيم الجوزية صاحب التصانيف النافعة السائرة التي انتفع بها الموافق والمخالف لكان غاية في الدلالة على عظيم منزلته فكيف وقد شهد له بالتقدم في العلوم والتميز في المنطوق والمفهوم أئمة عصره من الشافعية وغيرهم فضلا عن الحنابلة )
( فالذي يطلق عليه مع هذه الأشياء الكفر أو على من سماه شيخ الإسلام لا يلتفت إليه ولا يعول في هذا المقام عليه بل يجب ردعه عن ذلك إلى أن يراجع الحق ويذعن للصواب والله يقول الحق وهو يهدي السبيل وحسبنا الله ونعم الوكيل )
المصدر ( مخطوطة موجودة في مكتبة طوبقبو بتركيا رقم المخطوط (2991) ـ نقلا عن كتاب ( المقالات السنية ) لعبدالرحمن محمد سعيد دمشقية ص 42 ) مطبعة دار المسلم الطبعة الأولى 1419 هـ1998م
(ـ وممن نقل تقريض ابن حجر لهذا الكتاب ( الرد الوافر ) مرعي الحنبلي في كتابه الشهادة الزكية في ثناء الأئمة على ابن تيمية ص72)
ب ـ وأثنى الإمام ابن حجر على شيخ الإسلام ابن تيمية أيضا في كتابه
الدرر الكامنة ودعا له بالرحمة فقال ( قال شيخ شيوخنا الحافظ المزي في ترجمة ابن تيمية ( كان يستوعب السنن والآثار حفظاً إن تكلم في التفسير فهو حامل رايته أو أفتى في الفقه فهو مدرك غايته أو ذاكر في الحديث فهو صاحب علمه وذو روايته برز على كل أبناء جنسه )
( 1/156 و157 ) الدرر الكامنة
جـ ـ الحافظ ابن حجر يحتج بأقوال شيخ الإسلام بل يسلم له في نقده الأحاديث كما في رواية ( كان الله ولا مكان ) بل أعطاه لقب ( حافظ ) ثم قال ( وهذا الحديث سئل عنه الحافظ ابن تيمية فقال : إنه كذب لا يعرف في شئ من كتب المسلمين المروية )
( فتح الباري 6/ 289) ع
3- كلام أخر للإمام الذهبي عن شيخ الاسلام إبن تيمية
أـ قال الإمام الذهبي كما جاء في كتابه سير أعلام النبلاء (الجزء الخامس ) من الطبعة المحققة وكما جاء في كتاب ابن الوزير القاصم
العواصم من القواصم ) نقلا عن سير أعلام النبلاء يقول :
(( هذه ترجمة الإمام العلامة ابن تيمية من ((سير النبلاء )) للذهبي ، نقلتها إلى هنا لأني قد أكثرت عنه النقل في هذا الكتاب خاصة في هذا المجلد ، قال أبو عبدالله الذهبي فيه :
الشيخ
الإمام
العالم
المفسر
الفقيه
المجتهد
الحافظ
المحدث
شيخ الإسلام
، نادرة العصر
، ذو التصانيف الباهرة ،
والذكاء المفرط
تقي الدين أبو العباس أحمد بن العالم المفتى شهاب الدين عبدالحليم ابن الإمام شيخ الإسلام مجد الدين ابي البركات عبد السلام مؤلف (( الأحكام )) ( يعني كتاب المنتقى ) ابن عبدالله بن أبي القاسم الحراني ….. إلى قوله : (سمع من فلان وفلان وخلق كثير ، وأكثر وبالغ وقرأ بنفسه على جماعة ، ونسخ عدة أجزاء و (( سنن أبي داود )) ونظر في الرجال والعلل
وصار من ائمة النقد و من علماء الأثر
مع التدين والذكر ، والصيانة ، ثم أقبل على الفقه ودقائقه وقواعده ، وحججه والإجماع ، والاختلاف ، حتى كان يقتضي منه العجب إذا ذكر مسالة من مسائل الخلاف ، ثم يستدل ، ويرجح ، ويجتهد ، وحق له ذلك ، فإن شروط الإجتهاد كانت قد اجتمعت فيه ،
فإنني ما رأيت أحداً أسرع أنتزاعاً للآيات الدالة على المسألة التي يوردها منه ولا أشد استحضاراً لمتون الأحاديث … صحيح أو إلى المسند …
كأن الكتاب والسنن نصب عينيه ، وعلى طرف لسانه بعبارة رشيقة … ىيات الله في التفسير والتوسع فيه لعلة … الديانة ومعرفتها ومعرفة أحوال الخوارج والروافض والمعتزلة … المبتدعة ، فكان لا يسبق فيه غباره ، ولا يلحق شأوه هذا … من الكرم الذي لم يشاهد مثله ، والشجاعة المفرطة التى يضرب بها المثل ، والفراغ عن ميلان النفس من اللباس الجميل ، والماكل الطيب والراحة الدنيوية ، ولقد سارت بتصانيفه في فنون من العلم والوان بعد تواليفه وفتاويه ( كذا ) في الأصول ، والفروع ، والزهد ، واليقين ، والتوكل ، والإخلاص ، غير ذلك تبلغ ثلاث مئة مجلد ، لا بل أكثر ، وكان قوالاً بالحق نهاء عن المنكر ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، ذا سطوة وإقدام وعدم مداراة للأغيار ، ومن خالطه وعرفه قد ينسبني إلى التقصير في وصفه ، ومن نابذه وخالفه ينسبني إلى التغالي … وع أني لا أعتقد فيه العصمة ، كلا فإنه مع سعة علمه وفرط شجاعته وسيلان ذهنه وتعظيمه لحرمات الدين ، بشر من البشر تعتريه حدة في البحث وغضب … يزرع له عداوة في النفوس ونفوراً عنه ، وإلا والله فلو لاطف الخصوم ، ورفق ، ولزم المجاملة ، وحسن المكالمة ، لكان كلمة إجماع ، فإن كبارهم وائمتهم … خاضعون بعلومه وفقهه ، معترفون بشنوفه وكأنهم مقرون بندور خطئه ، لست أعني بعض العلماء الذين شعارهم وهجيراهم الاستخفاف به ، وافزجراء بفضله ، والمقت له ، حتى استجهلوه وكفروه ،ونالوا منه من غير أن ينظروا في تصانيفه ، ولا فهموا كلامه ، ولا لهم حظ تام من التوسع في المعارف ، والعالم منهم قد ينصفه … بعلم ، وطريق العقل اسكوت عما شجر بين الأقران ، رحم الله الجميع .
وأنا أقل من ان ينبه على قدره كلمي ، أو أن يوضح بناءه قلمي ، وأصحابه وأعداؤه خاضعون بعلمه ، مقرون بسرعة فهمه ، وأنه بحر لا ساحل له ، وكنز لا نظير له ، وأن جودة حاتمي وشجاعته خالدية ، ولكن قد ينقمون عليه أخلاقاً وأفعالاً منصفهم فيها مأجور ، ومقتصدهم فيها معذور ، وظالمهم فيها مازور ، وغالبهم مغرور ، وإلى الله ترجع الأمور ، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك ، والكمال للرسل ، والحجة في الإجماع ، فرحم الله أمرأ تكلم بعلم ، وأمعن في مضايق أقاويلهم بتؤده وفهم ، ثم استغفر لهم ووسع نطاق المعذرة ، وإلا فهو ممن لا يدرى أنه لا يدري .
وإن أنت عذرت كبار الأئمة في معضلاتهم ، ولم تعذر ابن تيمية في مفرداته ، فقد أققرت على نفسك بالهوى وعدم افنصاف ، وإن قلت : لا أعذره لأنه كافر ، عدو الله ورسوله ، قال لك خلق من أهل العلم والدين : ما علمناه والله إلا مؤمناً ، محافظاً على الصلاة والوضوء وصوم رمضان ، معظماً للشريعة ظاهراً وباطناً ، لا يؤتي من سوء فهم ، بل الذكاء المفرط ، ولا من قلة علم فإنه بحر زخار ، بصير بالكتاب والسنة ، عديم النظير في ذلك ولا هو بملاعب بالدين ، فلو كان كذلك لكان اسرع شيء إلى مداهنة خصومه وموافقتهم ومناقضتهم ، ولا هو يتفرد بمسائل بالتشهي ، ولا يفتي بما اتفق ، بل مسائله المفردة يحتج لها بالقرآن أو بالحديث وبالقياس ، يبرهنها ، ويناظر عليها ، وينقل فيها الخلاف ، ويطيل البحث أسوة من تقدمه من الأئمة ، فإن كان قد أخطأ فيها فله أجر المجتهد من العلماء ، وإن كان قد اصاب فله أجر أجران ، وإنما الذم والمقت لأحد رجلين : رجل أفتى في مسالة بالهوى ولم يبد حجة ، ورجل تكلم في مسألة بلا خميرة من علم ، ولا توسع في نقل فنعوذ بالله من الهوى والجهل .
ولا ريب أنه لا أعتبار بمدح خواصه والغلاة فيه ، فإن الحب يحملهم على تغطية هناته ، بل قد يعدونها له محاسن ، إنما العبرة لأهل الورع والتقوى من الطرفين الذين يتكلمون بالقسط ويقومون لله ولو على أنفسهم ، وآبائهم .
فهذا الرجل لا أرجو على ما قلته فيه دنيا ولا مالا ولا جاهاً بوجه أصلاً مع خبرتي التامة به ولكن لا يسعني في ديني ولا عقلي أن أكتم محاسنه ، أدفن فضائله ، وأبرز ذنوباً له مغفورة في سعة كرم الله وصفحة مغمورة في بحر علمه وجوده ، فالله يغفر ويرضى عنه ، ويرحمنا إذا صرنا إليه .
ومع أني مخالف له في مسائل اصلية وفرعية ، فقد أبديت آنفاً أن خطأه فيها مغفور ، بل يثيبه الله فيها على حسن قصده وبذل وسعه والله الموعد ، مع أني قد أوذيت لكلامي فيه من اصحابه …… فحسبي اله .
وكان الشيخ أبيض ، أسود الرأس واللحية ، قليل الشيب ، كأن عينيه لسانان ناطقان ، ربعه من الرجال ، يعيد ما بين المنكبين ، جهوري الصوت ، فصيحاً ، سريع القراءة ، ، تعتريه حدة ، ثم يقهرها بحلم واضح وصفح ، وغليه كان المتنهى في فرط الشجاعة والسماحة وقوة الذكاء ، ولم أر مثله في ابتهاله واستعانته بالله ، وكثرة توجهه .
وقد تعبت بين الفريقين ، فأنا عند محبة مقصر ، وعند عدوه مسرف مكثر كلا والله
توفي إلى رحمة الله في ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبع مئة ، وصلى عليه بجامع دمشق عقيب الظهر ، وأمتلأ الجامع بالمصلين كهيئة يوم الجمعة حتى خرج الناس لتشييعه من اربعة أبواب البلد ، وأقل ما قيل في عدد من شهده خمسون ألفاً وقيل أكثر من ذلك وحمل على الرؤوس إلى مقابر الصوفية ، ودفن إلى جانب أخيه الإمام شرف الدين رحمهما الله تعالى وإيانا .
وقد صنف جماعة من الفضلاء له تراجم مطولة ورثي بقصائد كثيرة .
أنتهى )) .
فمن ينظر إلى هذه الترجمة العظيمة الفريدة ، يجد فيها عين الإنصاف ، والترفع عن الإجحاف ، فرحم الله الحافظ الذهبي ، بصر المسلمين في هذا العصر بما يكيكد به أهل البدع أهل السنة والجاعة عامة ، والإمام ابن تيمية خاصة .
ب ـ
ولا يكاد يخلو كتاب من كتب الذهبي من الثناء على ابن تيمية ووصفه بشيخ الإسلام كما جاء ذلك في ( سير أعلام النبلاء 7/373 و 11/350 و 21/ 156 و 21 /161 )
وقال في كتاب دول الإسلام ( وفي ذي القعدة توفي بالقلعة شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبدالحليم ابن تيمية الحراني عن سبع وستين سنة وأشهر وشيعة خلق أقل ما حرزوا بستين ألف ولم يخلف بعده من يقاربه في العلم والفضل )

دول الإسلام للذهبي 237 ط الهيئة المصرية العامة للكتاب
3ـ (( بدر العيني ))
أثنى على شيخ الإسلام ابن تيمية ومواقفة الشجاعة في حرب الكفار من اليهود والرافضة والنصارى والتتارو أنه كان يحرض الناس على قتالهم حتى دحرهم ولهذا كان العيني يجله ويدعو له بالرحمة
ومما قال ( إن أهل دمشق شكوه إلى السلطان لأنه ذهب لقلع صخرة يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم قعد عليها فكانوا يعظمون ويسألون الله عندها فأخذ ابن تيمية فأسا ونزعها فلما بلغ السلطان ذلك أثنى عليه
وكان يقوم بنفسه بإزالة المنكرات فيقلب الرقع التي توضع عليها الشطرنج ويمر ومن معه على الخمارات وأماكن الفواحش فيرقوا الخمور ويسكروا أوانيها
( عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان 4/30 الهيئة المصرية العامة للكتاب )
كما أنه قرض كتاب ابن ناصرالدين ( الرد الوافر )
4ـ الإمام السخاوي
لم يزل يحتج بشيخ الإسلام ويعتمده في ترجيح درجة الأحاديث ويقول ( وناهيك بابن تيمية اطلاعاً وحفظاً أقر له بذلك الموافق والمخالف وكيف لا يعتمد كلامه في مثل هذا وقد قال عنه الحافظ الذهبي ـ ما رأيت أشد استحضار للمتون وعزوها منه كأن السنة بين عينيه وعلى طرف لسانه )
وقد امتلأ كتابه ( المقاصد الحسنة ) بالاحتجاج بابن تيمية في نقده للأحاديث والروايات تصحيحا وتضعيفا )
انظر الفتاوى الحديثية
وكتاب الدرر المنتثرة في الأحاديث المنتشرة ص 200 و204 تحقيق الصباغ ط الوراق ـ الرياض
5ـ ( الشيخ ابن عبادين صاحب الحاشية المشهورة )
ووصفه الشيخ ابن عابدين الحنفي بصفة ( الحافظ )
رد المحتار على الدرر المختار (2/257) ط دار إحياء التراث
6 ـ ( الشيخ ملا علي القاري
الشيخ ملا علي القاري (الذي وصفه الجهمي الكوثري بأنه ناصرا لسنة في كتابه تبديد الظلام 110 )
يقول علي ملا
في معرض الثناء على الشيخ وتلميده (ومن طالع كتاب مدارج السالكين تبين له أنهما من أكابر أهل السنة والجماعة ومن أولياء هذه الأمة )
7 ـ ( الحافظ عمر البزار )
الحافظ عمر علي البزار له كتاب الأعلام العلية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية
ذكر فيه فضائلة ومناقبه وعلمه وجهاده
6ـ( تقي الدين السبكي )
أ ـ
وبخ الإمام الذهبيُ السبكي لتكلمه في حق ابن تيمية فأجابه السبكي برسالة أثنى فيها على ابن تيمية
قال الحافظ ابن حجر ( وكتب الذهبي إلى السبكي يعاتبه بسبب كلام وقع منه في حق ابن تيمية فكان من جملة جوابه (

وأما قول سيدي الشيخ في حق ابن تيمية فالمملوك يتحقق كبير قدره وزخارة بحره وتوسعه في العلوم النقلية والعقلية وفرط ذكائه واجتهاده وبلوغه في كل من ذلك المبلغ الذي يتجاوز الوصف والمملوك يقول ذلك دائما وقدره ( أي قدر ابن تيمية ) في نفسي أكبر من ذلك وأجل مع ماجمعه الله له نم الزهادة والورع والديانة ونصرة الحق والقيام فيه لا لغرض سواه وجريه على سنن السلف أخذه من ذلك بالمأخذ الأوفى وغرابة مثله في هذا الزمان بل من أزمان ) انتهى قول السبكي
حكاه
ـ الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة 1/159
ـ الحافظ ابن رجب الذيل على طبقات الحنابلة 2/392
ب ـ وكان من مواقف السبكي مع شيخ الإسلام ابن تيمية
أنه كان يدعو له بالرحمة ويصفه ب( تقي الدين )
انظر كتابه ( شفاء السقام )139و145 و147 الخ
7 (ابن الزملكاني)
الذي أؤذي بسبب إنتمائه لابن تيمية وكان ذلك بإشارة من المنبجي المنتصر لعقيدة ابن عربي في وحدة الوجود وأدى إنكاره إلى النقمة عليه والوشاية به ) ذكره الحافظ في الدرر الكامنة 1/147
7ـ تاج الدين الفزاري شيخ الشافعية
البداية والنهاية 13/303
8ـ وابن دقيق العيد الذي قال لابن تيمية لما اجتمع به ( ما أظن بقي يخلق مثلك ) ذكره الحافظ ابن رجب الذيل على طبقات على الحنابلة 2ـ392
9ـ الشيخ أحمد ولي الله الدهلوي كما في كتابه التفهيمات الإلهية
10 ـ الشيخ محمد أنور الكشميري صاحب فيض الباري الذي غالبا ما يصفه الحافظ وشيخ الإسلام
( إكفار الملحدين 23و46و75و ..الخ )
وشيخ الحزاميين الواسطي الذي قال فوالله ثم والله لم ير تحت السماء مثل شيخكم ابن تيمية علما وعملا وحالا وخلقا وابتاعا وكرما وقياما في الحق لله تعاللاى عند انتهاك حرماته )
البداية والنهاية لابن كثير 14ـ137
11ـ الحافظ ابن عبدالهادي وصنف كتاب في الشيخ وسماه الكواكب الدرارري
12ـ وأثنى عليه شهاب الدين الأذرعي وذكر شيئا من كرمه قاله الحافظ ابن حجر الدرر الكامنة 1/160
13ـ الحافظ ابن رجب وقال ( هوا الإمام الققيه المجتهد الحافظ المفسر الزاهد .....)
الذيل 2/387
14ـ الحافظ العراقي و
15ـ عمر بن سعدالله
16ـ المزي
و17أبوبكر الرحبي
و18ـفضل الله العمري
و19ـالشيخ قاسم بن قطلوبغا
و20شيخ الإسلام عمر بن رسلان البلقيني
و21إمام الحنفية بدر الدين العيني ( الرد الوافر
22الحافظ السخاوي
23 ـ ابن سيد الناس قال ( كاد يستوعب السنن والاثار حفظا )
24ـ واثنى على الشيخ الزبيدي
واحتج بأقواله (1/170و176)
وسماه شيخ الإسلام (4/537)
وسماه الحافظ (1/400)
والإمام (1/170)
هذه شهادات كبار علماء الأمة فى شيخ الاسلام إبن تيمية رحمه الله
فهل يسمع بعد ذلك لنعيق الناعقين؟؟!!
أسأل الله أن يجزي شيخ الإسلام ابن تيمية خير الجزاء على ما قدم
للإسلام والمسلمين وأن يجمعنا به في مستقر رحمته ودار كرامته
إنه ولى ذلك والقادر عليه
وصلى الله على نبينا محمد وعلى أله وصحبه وسلم