المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاستقراء والمنطق


astttter
2010-12-31, 06:38
الاستقراء والمنطق


الاستقراء يعني العملية التي ينتقل الذهن بهامن عدد معين من القضايا المفردة أوالخاصة تدعى مستقرئِة، إلى قضية أو عدد قليل من القضايا أعم منها تدعى مستقرَأة، بحيث تشمل القضايا المستقرَئة كلها. وقديماً عرّف أرسطو الاستقراء بقوله: «إنه الانتقال من الحالات الجزئية إلى الكلي الذي ينظمها». والاستقراء نوعان: تام وناقص:

أماالاستقراء التام (أو الصوري) فهو الحكم على الجنس لوجود ذلك الحكم فيأنواعه جميعاً. وكان أرسطو أولمن أشار إليه. ومثاله: الجسم إما حيوان أونبات أو جماد، وكل من الحيوانوالنبات والجماد متحيز (يشغل حيزاً) فينتج أنكل جسم متحيز. ويُلاحظ أنهذا الاستقراء اتخذ صيغة قياس، وأن الحد الأوسطفي المقدمتين كان بتعداد أنواع الجنس استقرائياً.

وأما الاستقراءالناقص (أوالموسع) فهو الحكم على الكلي بما حكم به على بعض جزئياته. ومثاله أن يحلل المرء مخبرياً عينة من الماء ويجد كل جزيء منها يتألف منذرتين من الهدروجين وذرة من الأكسجين، فيقول: إن كل ماء مؤلف من ذرتين من الهدروجين وذرة من الأكسجين.

المنطق هو فرع من الفلسفة يدرس صورالفكر و طرق الاستدلال السليم، ويعتبر أرسطو هو أول من كتب عن المنطق بوصفه علم قائم بذاته ، وسميت مجموعة بحوثه المنطقية اورغانون ، فكان فينظرأرسطو القياس هو صورة الاستدلال ، ولكن بقيام النهضة الاوروبية ونهضة العلوم الطبيعية اصبح المنطق علم مختلف نوعا ما عن منطق أرسطو فظهر منطقا لاستقراء الذي كان رائده فرنسيس بيكون واستكمله بعد ذلك جون ستيوارت مل.

أما في الزمن المعاصر فالشائع هومنطق منطق براجماتي الذي يبني صدق الحكم على النتائج العملية ، إلى جانب المنطق الرياضي الذي ابتدأه ليبنتز وعدله برتراند راسل الذي ربط الرياضة بالمنطق وجعلها امتداد له.

tita_gas
2010-12-31, 11:51
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااا

لالة مريومة
2010-12-31, 13:46
شكرااااااااااا شكراااااااااااا

malak aroh
2011-01-01, 11:34
شكرا على المقال
بارك الله فيك

malak aroh
2011-01-01, 11:35
ممكن مقال
هل الحتمية مبدا مطلق

astttter
2011-01-06, 11:10
الرد على سؤال: هل الحتمية مبدأ مطلق..؟؟



اللاحتمية؟/الرأي الأول(الأطروحة):
ترى هذه الأطروحة أن شرط قيام المعرفة العلمية هو الإيمان بالحتمية أي الظواهر الكونية محكومة بعلاقة النسبية بحيث {إذا تكررت نفس الأسباب تحدث دوما نفسالنتائج} فلا مجال في الطبيعة للصدفة والتلقائية والاحتمال هذا ما عبّر عنه "غوبلو" قائلا{الكون متّسق تجري حوادثه وفق نظام ثابت, إنّ النظام الكوني كلي وعام} مما يستلزم أن القوانين العلمية صادقة صدقا مطلقا لأن اليقين يسود جميع الظواهر الطبيعية بحيث تتكرر حوادث المستقبل بنفس الطريقة التي تظهر بها في الحاضر مما يسمح بالتنبؤ. ترتبط هذه الأطروحة بفيزياء "نيوتن" الذي شبّه الكون بالساعة في الدقة والآلية وهو يعتقد أن تفسير الكون يخضع لمبادئ ذكر منها لكل فعل ردّ فعل يساويه في الشدة ويعاكسه في الاتجاه والتنبؤ يستند إلى القاعدة القائلة {إذا علمنا موقع جسم وسرعته وطبيعة حركته أمكننا التنبؤ بمساره}, ومن الأمثلة التي تبرهن على وجود الحتمية أن التيار الكهربائي يسبب انحراف الإبرة المغناطيسية وارتفاع درجة الماء فوق 100 درجة يحدث التبخّر. وسرعان ما انتقل مفهوم الحتمية من مجال الفيزياء إلى مجال علم الفلك ويظهر ذلك عند"لابلاس" الذي قال في كتابه [نظرية فيالاحتمالات] {الحالة الراهنة للكون نتيجة لحالاته السابقة وسببا لحالته اللاحقة} ولو استطاع العقل الإحاطة بمواقع الأجسام وطبيعة حركتها لأصبح علمه أكيدًا و يقينيا فالحتمية مبدأ مطلق.

نقد(مناقشة):
هذه الأطروحة تتجاهل أن العلم الحديث أثبت بالبرهان أن الظواهر المتناهية في الصغر لا تخضع لمبدأ الحتمية.

الرأي الثاني(نقيض الأطروحة):
ترى هذه النظرية اللاحتمية أنه لا وجود لنظرية علمية نهائية ومطلقة أي العلاقات بين الظواهر الطبيعية ليست دقيقة وصارمة مما يستلزم أن القوانين العلمية نسبية واحتمالية وهذا اذهب إليه"جون كميني" في كتابه [الفيلسوف والعلم] {إن كثيرًا مما نطلق عليه اسم القوانين العلمية هو أنه صحيح بشكل تقريبي أو خطأ في كثير من الأحيان} ترتبط هذه الأطروحة بالقرن الـ20 الذي شهد مولد النظرية النسبية لـ"آنشتاين" وكذا بحوث علماء الذرّة ومنهم "هاينبرج" الذي رأى من خلال مبدأ الارتياب أنه لا يمكن حساب موقع وسرعة الإلكترون بدقة وفي آن واحد, وهذه الحقيقة عبّر عنها "لويس دوبري" في كتابه [المتصل والمنفصل] قائلا {حيننريد في المجال الذري أن نحصر حالة الأشياء الراهنة حتى نتمكن من الإخبارعن الظواهر المستقبلية بدقّة أشدّ خسرنا بعض المعطيات الضرورية}. ومن الأمثلة التي تؤكد نسبية العلم أن انشطار ذرة الراديوم لا يخضع لقاعدةثابتة كما أن الذرة تصدر طاقة في شكل صدمات غير منتظمة يصعب معها التنبؤ الدقيق. وكما قال "دبراك" {لا يمكن التنبؤ إلا على هيئة ما يسمى حساب الاحتمالات} وهو نظام إحصائي يعتمد علة قواعد رياضية. إن الظواهر الكونية تخضع لمبدأ اللاحتمية.

نقد(مناقشة):
إن هذه الأطروحة تجاهل أن عدم الوصول إلى قوانين دقيقة إنما يرتبط بضعف الوسائل المستعملة.

التركيب:
تشكل الحتمية التقليدية صورة ميتافيزيقية متطرفة تتعارض مع الروح العلمية وكما قال "آدنجتون" {الإيمان بوجود علاقات دقيقة صارمة في الطبيعة هو نتيجة للطابع الساذج الذي تتصف به معرفتنا للكون} والسبب في ذلك ما تنطوي عليه أدوات العلم من أشكال النقض وهذا واضح في بحوث الذرة التي حطمت التصوّر للكون. وعلى حدّ تعبير "لانجفان" {إن نظريات الذرة في الفيزياء الحديثة لا تهدممبدأ الحتمية وإنما تهدم فكرة القوانين الصارمة} فالنسبية هي أساس العلم, هذه النظرية العقلانية الجديدة عبّر عنها "برتراند راسل" في كتابه [المعرفة حدودها ومداها] بمصطلح الحتمية المعتدلة وهو مبدأ ينسجم مع البحوث العلمية المعاصرة عبّر عنه أصدق تعبير "جيمس جونز" {إذا نظرت إلى النظريةالنموذجية لماكسويل تلمس الحتمية بوضوح أما إذا نظرنا إلى بحوث الذرة فلا تجد الحتمية}

الخاتمة:
ومجمل القول أن التفكير العلمي تفكير عقلاني وتجريبيفي آن واحد يهدف إلى تفسير الظواهر الطبيعية من خلال ضبط القوانين والنظريات غير أن المعرفة العلمية وحدودها طرحت إشكالات كثيرة أهمها إشكالية الحتمية واللاحتمية وهي ترتبط بموقفين متناقضين أحدهما يدافع عن القوانين المطلقة وفكرة التنبؤ والآخر يدافع عن المفهوم النسبي والاحتمال في العلم, ومن خلال المقارنة الفلسفية التي قمنا بها نستنتج:
تخضع الظواهرالطبيعية لمبدأ الحتمية واللاحتمية في آن واحد بحسب تقدم وسائل البحث العلمي ومناهجه.

astttter
2011-01-06, 11:12
http://www.r-mbd3.com/vb/uploaded/30347_11216066153.gif