المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الزمكان و السفر عبر الزمن ...


ضيف الحاج
2010-12-29, 11:10
هل يمكننا أن نسافر إلى الماضي, أو نرحل إلى المستقبل? سؤالان أجابت عنهما أساطير الشعوب وقصص الخيال العلمي. لكنهما لم يكونا أبدًا بعيدين عن اهتمام البحث العلمي المتقدم.

في عام 1971 قام العلماء بتجربة حول نسبية الزمان, فتم وضع أربع ساعات ذرية من السيزيوم على طائرات نفاثة تقوم برحلات منتظمة حول العالم, في اتجاهات شرقية وغربية. وبمقارنة الأزمنة التي سجلتها الساعات على الطائرات مع الزمن الذي سجل بمرصد البحرية الأمريكية, وجد أن الزمن المسجل على الطائرات أبطأ منه على الأرض بفارق ضئيل يتفق مع قوانين النسبية الخاصة. وفي عام 1976 وضعت ساعة هيدروجينية في صاروخ وصل إلى ارتفاع 10000 كيلومتر عن سطح الأرض, حيث أصبحت الساعة على الصاروخ في مجال جاذبي أضعف منه على سطح الأرض. وقورنت إشارات الساعة على الصاروخ بالساعات على الأرض, فوجد أن الساعة على الأرض أبطأ منها على الصاروخ بحوالي 4.5 جزء من عشرة آلاف مليون من الثانية, بما يتفق مع تنبؤات النسبية العامة بدقة عالية. والساعة الهيدروجينية الحديثة تعمل بدقة يعادل فيها الخطأ ثانية واحدة في كل ثلاثة ملايين سنة. وهذه القياسات تثبت - بلاشك - الظاهرة المعروفة (بتمدد) الزمن, والتي تعد أهم تنبؤات النظرية النسبية. فالتجربة الأولى تثبت أن الزمن (يتمدد) كلما ازدادت سرعة الجسم, أما التجربة الثانية فتثبت أن الزمن (يتمدد) إذا تعرض الجسم لمجال جاذبي قوي.

و(تمدد) الزمن في هذا السياق ليس مفهومًا فيزيائيًا نظريًا خاصًا بالأجسام الدقيقة دون الذرية, وإنما هو (تمدد) حقيقي في الزمن الذي يحيا فيه الإنسان. فلو زادت سرعة إنسان ما (في سفينة فضاء مثلا) إلى حوالي 87% من سرعة الضوء, فإن الزمن يبطؤ لديه بمعدل50%. فلو سافر على السفينة لمدة عشرة أعوام - مثلا - فسيجد ابنه المولود حديثًا قد أصبح عمره عشرين عامًا, أو أن أخيه التوأم يكبره بعشرة أعوام. إن (تمدد الزمن) والسفر في الزمن, بهذا المعنى, هو حقيقة مثلما أن الأرض كروية وأن المادة تتكون من ذرات وأن تحطيم الذرة يطلق طاقة هائلة. كما أن السفر بسرعة تقترب من سرعة الضوء هو أمر ممكن فيزيائيا وتكنولوجيا, فقد اقترح أحد العلماء تصميم سفينة فضائية تعتمد على محرك دمج نووي يستخدم المادة المنتشرة في الفضاء كوقود, وأن يتم التسارع بمعدل 1ج (وهو معدل التسارع على الكرة الأرضية). وفي تصميم كهذا يمكن أن تصل سرعة السفينة إلى سرعة قريبة من سرعة الضوء خلال عام واحد, وبالتالي يبطؤ الزمن إلى حد كبير, وبالنظر إلى التطور المستمر للتكنولوجيا حاليًا يصبح من المعقول تمامًا افتراض وصول تكنولوجيتنا في المستقبل إلى بناء مثل هذه السفينة النجمية. ويرى عالم الفلك كارل ساجان أن هذا يمكن أن يحدث خلال عدة مئات من السنين. وبناء على ذلك كون مجموعة من العلماء يرأسها الأمريكي كيب ثورن والروسي إيجور نوفيكوف ما أسموه بـ(كونسورتيوم) روسي - أمريكي لتحقيق تقنية تسمح بتكوين آلة للسفر في الزمان.

فماذا تعني هذه الحقائق بالنسبة لغير المتخصص في الفيزياء? هل تعني أن مفهومنا (الطبيعي) عن الزمن قد تغير? وكيف يمكن أن يكون العالم في ظل إمكان السفر عبر الزمان? وهل هذا مجرد خيال علمي? أم أنه يمكن أن يحدث فعلاً في المستقبل? هذه ليست سوى بعض التساؤلات التي تفرضها تلك الحقائق العلمية المحيرة.

ما الزمن?

لا يمثل الزمن بالنسبة للإنسان العادي سوى تتابع المواقيت الناتج عن شروق الشمس وغروبها وعن دوران الأرض حول الشمس, والقمر حول الأرض. أما الزمن عند العلماء فهو مفهوم أساسي لابد منه لضبط التجربة العلمية. ففي عصر العلم الحديث أصبح من الضروري طرح تصوّر للأسلوب العلمي يكفل إجراء التجربة العلمية بواسطة علماء مختلفين وتحقيق النتائج نفسها, وذلك يستلزم وجود مقياس دقيق للزمن ومرجعية ثابتة له بالنسبة لجميع العلماء. وكان هذا التصوّر هو التصوّر النيوتوني للزمن المطلق, فحسب اسحق نيوتن (الزمان المطلق الحقيقي, الرياضي, ينساب من تلقاء نفسه وبطبيعته الخاصة, باطراد دون علاقة بأي شيء خارجي, ويطلق عليه اسم الديمومة). وفي واقع الأمر كانت النظرة النيوتونية للكون ذي الزمان والمكان المطلقين ناجحة في تفسير 99% من حقائق الكون, وتمكنت من تحقيق تقدم كبير في العلم الحديث. ولكن مع تقدم العلم وزيادة دقة الملاحظات تكشفت العديد من الظواهر التي أدت إلى الشك في الصحة المطلقة للنظرة النيوتونية. فحسب قوانين نيوتن يجب أن تتغير سرعة الضوء بحسب سرعة واتجاه حركة مصدره, ولكن العلماء اكتشفوا في تجربة مشهورة, هي تجربة (ميكلسون - مورلي) عام 1887, أن سرعة الضوء ثابتة بغض النظر عن سرعة مصدره وعن اتجاه حركته. كما تبين من قياس حركة كواكب المجموعة الشمسية أنها تتفق مع نظرة نيوتن فيما عدا كوكب عطارد, حيث وجد فرق ضئيل جدا بين حسابات ميكانيكا نيوتن وحركته في الواقع, بالإضافة إلى هذا وذاك تعارضت ميكانيكا نيوتن مع نظرية جيمس كلارك ماكسويل عن الموجات الكهرومغناطيسية والتي تتعامل مع الضوء على أنه موجات وعلى أن سرعته ثابتة. ولم يكن هناك مفر من ظهور نظرية النسبية, فقدم ألبرت أينشتين نظرية النسبية الخاصة عام 1905 والنسبية العامة عام 1915.

انحناء الفضاء والنسبية العامة

تعرف الهندسة المستوية بالهندسة الإقليدية, نسبة إلى إقليدس الذي عاش حوالي عام 300ق.م وبواسطة هذه الهندسة يمكن توصيف أي شكل هندسي بواسطة نظام الإحداثيات الكارتيزية, أي استخدام الأسطح المستوية في توصيف الخطوط المنحنية والمجسمات الفراغية. والفضاء طبقا لهذه الهندسة هو فضاء مستو. ولم تكن تلك هي الهندسة الوحيدة الممكنة, فقد طرح لوباتشفسكي عام 1828 هندسة لاإقليدية ذات أسطح منحنية مفتوحة معتمدة على منحنى القطع الزائد. ثم طرح برنارد ريمان عام 1850 هندسة لاإقليدية معتمدة على السطح الكروي المنغلق, وطورها ويليام كليفورد عام 1870 وافترض احتمال أن يكون الفضاء الكوني رباعي الأبعاد ينطوي على تشوّهات وتضاريس تشابه تضاريس سطح الأرض. ولم يكن ينقص تصور كليفورد سوى التفسير الفيزيائي الصحيح حتى يتطابق مع نظرية النسبية العامة, التي طرحت بعد 45 عاما. فالبعد الرابع في الفضاء لم يكن سوى الزمن وتشوّهات الفضاء لم تكن سوى التأثيرات الجذبوية للأجسام.

وبتقديم آينشتين لنظرية النسبية الخاصة عام 1905 والتي وضع فيها معادلات حركة الأجسام في فضاء مستو رباعي الأبعاد, وبوجود الهندسة اللاإقليدية منذ زمن ثم طرحه لفكرة التواء الزمان والمكان بتأثير الجاذبية, تكونت لدى آينشتين المادة الخام لنظرية متكاملة للجاذبية يمكن أن تكون بديلاً لنظرية نيوتن. ولما لم يكن آينشتين بارعًا في الرياضيات فقد لجأ إلى صديقه في الدراسة مارسيل جروسمان, وكان قد أصبح آنذاك عميدًا لمعهد البوليتكنيك بزيوريخ, وكان بارعًا في الهندسة اللاإقليدية, ووجد الحل في هندسة ريمان للأسطح المنحنية المغلقة. وقدمت الصورة النهائية للنظرية في ثلاث جلسات في أكاديمية العلوم في برلين عام 1915, وطبعت عام 1916.

وكان من أهم نتائج النسبية العامة تغير نظرتنا إلى الكون, فالمكان والزمان ليسا خلفية ثابتة للأحداث, وإنما هما مساهمان نشيطان في ديناميات الكون. والفكرة الأساسية هي أنها تضم (بعد) الزمان إلى أبعاد المكان الثلاثة لتشكّل ما يسمى بمتصل (الزمكان). وتدمج النظرية تأثير الجاذبية بأن تطرح أن توزيع المادة والطاقة في الكون (يحني) و(يشوه) الزمكان بحيث أنه لا يكون مسطحا, ولما كان (الزمكان) منحنيا فإن مسارات الأجسام تظهر منحنية, وتتحرك كما لو كانت متأثرة بمجال جذبوي. وانحناء (الزمكان) لا يؤدي فقط إلى انحناء مسار الأجسام ولكنه أيضًا يؤدي إلى انحناء الضوء نفسه. وقد وجد أول برهان تجريبي لذلك عام 1919 حينما تم إثبات انحناء الضوء الصادر من أحد النجوم عند مروره بجوار الشمس بتأثير مجاله الجذبوي. وتم ذلك بمراقبة الموقع الظاهري للنجم خلال كسوف الشمس ومقارنته بموقعه الحقيقي. فالزمكان ينحني بشدة في حضور الأجسام ذات الكتلة الضخمة, ويعني ذلك أن الأجسام تنحرف في المكان أثناء الحركة وكذلك تنحني في الزمان بأن تبطئ زمنها الخاص نتيجة للتأثير الجذبوي لتلك الكتلة. فإذا تصوّرنا فضاء رباعي الأبعاد له ثلاثة أبعاد تمثل المكان وبعدا رابعا للزمان ورسمنا خط الحركة المنحنية للجسم مع تباطؤ الزمن على المحور الرابع, ظهر لنا (الزمكان) منحنيا بتأثير الكتلة الجاذبة.

الثقوب السوداء

في العام نفسه الذي ظهرت فيه النسبية العامة 1916 وطرح فكرة انحناء (الزمكان), أثبت الفلكي الألماني كارل سفارتسشيلد أنه إذا ضغطت كتلة (ك) في حدود نصف قطر صغير بما فيه الكفاية, فإن انحراف (الزمكان) سيكون كبيرا بحيث لن تتمكن أي إشارة من أي نوع من الإفلات, بما فيها الضوء نفسه, مكونا حيّزا لا يمكن رؤيته, سمي فيما بعد (الثقب الأسود). ويحدث ذلك عند انهيار نجم تتجاوز كتلته كتلتين شمسيتين, حيث ينضغط ويتداخل بفعل قوته الجاذبة حتى تكون كل مادة النجم قد انضغطت في نقطة ذات كثافة لامتناهية, تسمى نقطة التفرد الزمكاني. وأي شعاع ضوء (أو أي جسم) يرسل داخل حدود الثقب الأسود, ويسمى أفق الحدث, يسحب دون هوادة إلى مركز الثقب الأسود. ومن الناحية النظرية يبدو أنه عند الاقتراب من الثقب الأسود تتزايد انحناءة (الزمكان) حتى تبلغ أفق الحدث, الذي لا نستطيع أن نرى ما وراءه. ورغم أن فكرة وجود نجم بهذه المواصفات ترجع إلى العالم جون ميتشيل الذي قدمها في ورقة بحث عام 1783, إلا أن مساهمة سفارتسشيلد تكمن في أنه قدم حلولا للمعادلات التي تصف انهيار النجم إلى ثقب أسود على أساس نظرية النسبية. واتضح لاحقًا أن سفارتسشيلد لم يصل إلى حل واحد للثقب الأسود, وإنما إلى حلين, وهو شيء يشابه الحل الموجب والحل السالب للجذر التربيعي. فالمعادلات التي تصف الانهيار النهائي لجسم يقتحم الثقب الأسود تصف أيضا, كحل بديل, ما يحدث لجسم يخرج من الثقب الأسود (يطلق عليه في هذه الحال أحيانا (الثقب الأبيض)). وبذلك يبدو أننا إذا ما تابعنا انحناء الزمكان داخلالثقب الأسود يبدو لنا وكأنه ينفتح مرة أخرى على زمكان آخر, فكأنما الثقب الأسود يربط (زمكان) كوننا (بزمكان) مختلف تمام الاختلاف, ربما (زمكان) لكون آخر.

ولكن المشكلة كانت في أن أي مادة تدخل مثل هذا الثقب الأسود ستسقط حتمًا في التفردية المركزية لتنسحق بشكل يخرج عن فهمنا. ولكن مع تقدم الأبحاث وجدت هذه المشكلة حلا, فقد ثبت أن كل الأجسام المادية في الكون تدور سواء كانت مجرات أو نجوما أو كواكب, ومن ثم فإننا نتوقع أن تدور الثقوب السوداء بالمثل. وفي تلك الحال يمكن أن يدخل جسم ما إلى الثقب الأسود ويخرج من الناحية الأخرى دون أن يمر بالمفردة ويتحطم, وذلك بتأثير دوران الثقب الأسود. وفي عام 1963 نشر روي كير حلول آينشتين لمعادلات المجال المتعلقة بالثقوب السوداء الدوّارة, وبينت أنه ينبغي أن يكون من الممكن من حيث المبدأ الدخول إلى ثقب أسود دوار من خلال ممر يتجنب التفردية المركزية (نقطة الانسحاق) ليظهر على ما يبدو في كون آخر, أو ربما في منطقة (زمكان) أخرى في كوننا ذاته, ويتحول بذلك الثقب الأسود إلى ما يسمى بالثقب (الدودي). وبذلك تثير هذه النتيجة بشكل قوي إمكان استخدام الثقوب السوداء بوصفها وسيلة للسفر إلى الماضي بين أجزاء مختلفة من الكون والزمان.

وسائل السفر في الزمان

إن فكرة استخدام الثقوب السوداء في السفر عبر الزمان تعتمد على أنه من الممكن عندما يحدث انحناء شديد (للزمكان) أن يحدث اتصال بين نقطتين متباعدتين في (الزمكان). وبالتالي إذا تحقق مسار مغلق (للزمكان) يمكن العودة إلى نقطة البدء في الزمان والمكان, أي السفر إلى الماضي. ويرى بعض العلماء أن السفر إلى الماضي يحدث حقا ولكن على المستوى الميكروسكوبي, حيث تتكون ثقوب سوداء ميكروسكوبية نتيجة نشوء مجالات تلقائية من الطاقة السلبية كأحد تأثيرات نظرية الكم. وفي هذه الثقوب تتردد الجسيمات/الموجات دون الذرية بين الماضي والحاضر, ولكن هذه الثقوب لا تدوم إلا لأجزاء ضئيلة جدًا من الثانية.

وطرحت فيما بعد عدة أفكار للسفر عبر الزمان تعتمد بشكل أو بآخر على فكرة المسار المغلق للزمكان. فطرح البعض الاعتماد على ما يسمى (بالأوتار الكونية), وهي أجسام يفترض أنها تخلفت عن (الانفجار العظيم) لها طول يقدر بالسنين الضوئية, ولكنها دقيقة جدا إلى حد انحناء (الزمكان) بشدة حولها. فإذا تقابل وتران كونيان يسير أحدهما عبر الآخر بسرعة الضوء تقريبًا تكون منحنى مغلق للزمكان يستطيع المرء اتباعه للسفر في الماضي. وقدم فرانك تبلر عام 1974 فكرة للسفر عبر الزمان تعتمد على أن اسطوانة كثيفة الكتلة سريعة الدوران سوف تجر (الزمكان) حولها مكونة مسارات زمنية مغلقة. وفي عام 1949 أثبت الرياضي الشهير كورت جودل أن الكون يمكن أن يكون دوارًا, بمعدل بطيء جدا, وأنه يمكن أن يترتب على ذلك مسار مغلق في الزمكان.

أما كيب ثورن وزملاؤه فقد وضعوا تصميمًا لآلة للسفر في الزمن تعتمد على تخليق ثقب دودي ميكروسكوبي في المعمل, وذلك من خلال تحطيم الذرة في معجل للجسيمات. ثم يلي ذلك التأثير على الثقب الدودي الناتج بواسطة نبضات من الطاقة حتى يستمر فترة مناسبة في الزمان, ويلي ذلك خطوة تشكيله بواسطة شحنات كهربية تؤدي إلى تحديد مدخل ومخرج للثقب الدودي, وأخيرًا تكبيره بحيث يناسب حجم رائد فضاء بواسطة إضافة طاقة سلبية ناتجة عن نبضات الليزر.

وقد أدت تلك التصوّرات النظرية لإمكان السفر إلى الماضي إلى مناقشة التناقضات الناتجة عن ذلك, كمثل أن يسافر المرء إلى الماضي ليقتل جدته قبل أن تحمل بأمه, أو أن يؤثر على مسار التاريخ فيمنع الحروب مثلا... إلخ. ورأى بعض العلماء أنه يمكن حل تلك المفارقات من خلال مفهوم المسارات المتوازية للتاريخ بحيث يكون لكل إمكان مسار مستقل للأحداث. فيكون العالم بعد تغيير أحداثه في الماضي عالمًا مستقلاً موازيًا. وفي الوقت الحالي لا تمثل تلك المناقشات سوى أفكار تأملية فلسفية وليست علمية, فلم يسافر أحد إلى الماضي حتى الآن. ويؤيد ستيفن هوكنج العالم المشهور بأبحاثه عن الثقوب السوداء ونشأة الكون فكرة حدوث السفر في الماضي على المستوى الميكروسكوبي, ولكنه يرى أن احتمال أن يكون هناك انحناء في الزمكان يكفي لوجود آلة للزمان تسمح بالسفر في الماضي هو صفر. ويرى أن هذا يدعم ما يسميه (حدس حماية التتابع الزمني) الذي يقول إن قوانين الفيزياء تتآمر لمنع الأشياء الميكروسكوبية من السفر في الزمان. ويرى بول ديفيز أن وجود جسر للزمان ما هو إلا مفهوم مثالي لا يضع في حسبانه الموقف الفيزيائي اللاواقعي للثقب الأسود في الكون, وأنه من الأرجح أن هذا الجسر المثالي, لابد أن يتحطم داخل الثقب الأسود. ومع ذلك فإن ما يجري داخل الثقب الأسود سيظل مثيرًا للبحث العلمي والتأمل العقلي, وأنه يستطيع أن يكشف لنا عن مزيد من جوانب الطبيعة التي يتسم بها الزمان.

فالعلماء في واقع الأمر يختلفون في تقدير إمكان السفر في الماضي, وإن كانت الغالبية ترى أن هذا غير ممكن. ويذكر ستيفن هوكنج أن كيب ثورن يعتبر أول عالم جاد يناقش السفر في الزمان كاحتمال عملي. وهو يرى أن ذلك له فائدة في كل حال, فعلى الأقل سيمكننا من أن نعرف لم لا يمكن السفر في الماضي? وأن فهم ذلك لن يتأتى إلا بعد الوصول إلى نظرية موحدة للكم والجاذبية (النظرية الموحدة للقوى), وسيظل تفسير ما يحدث للمادة داخل الثقب الأسود أو في مسار زمكاني مغلق مبهمًا بالنسبة إلينا.

عودة إلى انحناء الزمكان

كما هو واضح فإن فكرة (السفر في الماضي) طبقا لنظرية النسبية تعتمد بصفة أساسية على تكوين منحنى مغلق (للزمكان) يسمح بالعودة إلى نقطة البدء في الزمان والمكان. ولذلك فمفهوم (الزمكان) هو القضية الأساسية عند بحث نسبية الزمن والسفر في الماضي. فما هو المعنى الواقعي (للزمكان), وهل له وجود مستقل أم لا?

تخبرنا فلسفة العلم المعاصرة أن هناك نظرتين أساسيتين للمفاهيم والتصورات العلمية, الأولى أن هذه المفاهيم تعبر عن حقائق عن العالم الخارجي, فالنموذج المعياري للذرة والكوارك والثقب الأسود ومنحنى الزمكان هي حقائق عن العالم. أما النظرة الثانية فتخبرنا أن هذه المفاهيم ليست سوى أدوات جيدة للتعامل مع العالم, ولا تعبر عن حقائق واقعية عنه. أو على الأقل هي حقائق تقريبية عن العالم لا نضمن صحتها المطلقة ولكن نستخدمها لأنها تفيدنا في التعامل مع العالم. ومفهوم (الزمكان) ينطبق عليه هذا الوصف نفسه, فهو ليس حقيقة من حقائق العالم ولكنه أداة جيدة للتعامل معه. فالموجود على الحقيقة هو الأجسام التي تتحرك في الفضاء, وقيمة مفهوم (الزمكان) هي في أنه يمكننا بفاعلية من توصيف هذه الحركة بشكل دقيق.

فإذا أخذنا ذلك في الاعتبار سنجد أن استحالة السفر في الماضي ليست بسبب تواطؤ الطبيعة, كما ذهب هوكنج, ولا بسبب ما يترتب عليها من تناقضات في التاريخ, كما رأى آخرون, وإنما بسبب التجاوز في استخدام مفهوم (الزمكان) كأداة للنظر إلى العالم. ويتمثل هذا التجاوز في تحويل هذا المفهوم من مجرد تصور ملائم لوصف حركة الأجسام إلى موضوع للبحث يتغير لينتج وقائع جديدة. وتحويل الأداة إلى موضوع هو أمر غير صحيح, وإنما الصحيح هو أن يكون موضوع تصوراتنا هو الأجسام نفسها حتى لو كان ذلك غير مباشر من خلال المفاهيم والأدوات العلمية. فالقول بانحناء الزمكان هو قول مجازي يقصد به أن الأجسام تسلك في حركتها مسارا منحنيا بتأثير جاذبية الأجسام حسب نظرية النسبية. ولكن ليس هناك في الحقيقة زمكان حتى ينحني. ولذلك فالقول إن الزمكان ينحني حتى ينغلق على نفسه, إذا أخذ حرفيا, هو قول في الواقع لا يعني شيئا, إذ مفهوم الزمكان ليس موضوعا. فإن شئنا اعتباره تعبيرا مجازيا وجب تحويله إلى معنى مباشر مرتبط بحركة الأجسام. وفي هذه الحالة تكون أقصى درجات انحناء الزمكان هي بمعنى الوصول إلى البطء في التغير في حركة الجسم حتى التوقف النهائي عن الحركة, وهي حالة تتوقف عندها القوانين الطبيعية. فالحديث عما يمكن أن يحدث عند هذه الحالة, والتي توصف مجازيا بانغلاق منحنى الزمكان, هو كمثل الحديث عن الحالة عند بدء الكون. أما الحديث عما قد يحدث بعد دخول الجسم في حالة انغلاق منحنى الزمكان فهو كمثل الحديث عما قد يكون قد حدث قبل بدء الكون, وهو حديث لا يمكن أن يكون علميا بالمعنى التجريبي المعروف.

إن الزمن هو (التغير), والسبب في شعورنا بانسياب الزمن هو الانتظام الكامن في الطبيعة الذي يظهر في صورة انتظام للحركة. ويكون مقياس الزمن لجسم ما هو معدل (تغيره) منسوبا لتغير جسم آخر منتظم (كدقات الساعة مثلا). وتخبرنا نظرية النسبية العامة بأن الزمن الخاص بالجسم (أي معدل تغيره) يكون أبطأ إذا تحرك بسرعة أكبر أو إذا تعرض لمجال جاذبي قوي, أي إذا تأثرت طاقته الكلية. وذلك في حين تخبرنا النظرية المعيارية للذرة بأن مكونات الذرة, (وبالتالي كل الأجسام) تتراوح ما بين الحالة الجسيمية والحالة الموجية. فإذا كان الزمن الخاص بالجسم هو معدل تغيره, فإن الارتباط بين طاقة الجسم ومعدل تغيره, كما تخبرنا نظرية النسبية العامة, يكون أمرا مقبولا. كما أن تأثر المسافات داخل الذرة (وبالتالي طول الجسم) بتغير طاقة الجسم يكون أمرا مقبولا أيضا.

فإذا اقتصر تصورنا على أن الزمن ليس إلا تعبيرا عن قياس معدل التغير لجسم ما أصبح واضحا أن هذا التغير لا يمكن الحديث عنه بعد حدوثه كأنه موجود يمكن الذهاب إليه (في الماضي). ولا يمكن أيضا الحديث عنه باعتباره موجودا في المستقبل وأننا يمكننا الذهاب إليه. والسبيل الوحيد للحديث عنه هو باعتباره معلومات محفوظة في الذاكرة لا تتمتع بأي وجود, مستقل لا في الماضي ولا في المستقبل. فواقع ان (التغير) في ظروف معينة يمكن أن يكون أسرع منه في ظروف أخرى لا يعني أن الانتقال من هذه إلى تلك ثم العودة يعني السفر إلى المستقبل إلا بمعنى مجازي. فالسفر على متن سفينة فضاء تسير بسرعة تقترب من سرعة الضوء ثم العودة إلى الأرض بعد أن يكون قد مر عليها عشرة آلاف عام مثلا لا يعني سوى أن التغير على متن السفينة أبطأ منه على ظهر الأرض بهذه الفترة. والسبب في وجود هذا النوع من التصورات (مثل السفر إلى الماضي والمستقبل) والمرتبطة بالنسبية العامة, هو أن النسبية العامة نظرية مرتبطة بظواهر الأجسام فقط, وليست مرتبطة ببنية وجودها المادي, كما هي الحال في نظرية الكم. فنسبية الزمن هي (ظاهرة) ولكن سببها المباشر المرتبط ببنية الوجود دون الذري لا يزال مجهولا, وذلك بسبب غياب النظرية الموحدة للكم والجاذبية. وبسبب غياب هذه النظرية تسود نظريات الخيال العلمي والتي لا ترقى لأن تكون نظريات علمية تجريبية, وبسبب غياب هذه النظرية أيضا تختلف الآراء بين العلماء.

فباعتبار أن الزمن هو (التغير) وأنه ليس له وجود مستقل ولا لمنحنى الزمكان المغلق, فإنه لا يكون من معنى للسفر إلى المستقبل إلا بمعنى مجازي. فنحن نسافر في المستقبل بمعدل يوم واحد كل يوم, ونستطيع أن نسافر بمعدل أبطأ من ذلك إذا تحركنا بسرعة أكبر. أما بالمعنى الحرفي الواقعي فنحن لا يمكننا السفر في الزمان لا في الماضي ولا حتى في المستقبل.



مراجع:

1. الكشف عن حافة الزمن, جون جريبن. المجلس الأعلى للثقافة عام 2001.

2. تاريخ موجز للزمان, تأليف ستيفن هوكنج. دار الثقافة الجديدة عام 1990.

3. General Relativity from A to B. By Robert Geroch.

4. فكرة الزمان عبر التاريخ, تحرير جون جرانت. عالم المعرفة عام 1992.

مقاييس الزمن

· أصغر وحدة زمنية علمية هي (الأتو ثانية) وهي تعادل واحدا على بليون بليون من الثانية, أي يشيش ثانية.

· الفمتو ثانية تعادل واحدا على مليون بليون من الثانية, أي 0, وهو الزمن الذي يجب أن تصل إليه تقنيات التصوير بالليزر حتى يمكن رؤية الحالات الانتقالية للتفاعل الكيميائي بين الذرات.

· البيكو ثانية تعادل واحدا على مليون مليون من الثانية, أي ثانية, وهي أطول زمن يمكن أن يستغرقه التفاعل الكيميائي.

· الميكرو ثانية تعادل واحدا على مليون من الثانية, اي ويستغرق الانفجار الناتج عن المفرقعات عدة ميكرو ثانية.

· الثانية, وتستغرق دقة القلب في المتوسط ما يقرب من ثانية واحدة (تتراوح عدد دقات قلب الإنسان من بين 50 ومائة دقة في الدقيقة).

· الساعة, وهي تساوي واحدا على أربعة وعشرين من الزمن اللازم لدورة الأرض حول نفسها دورة واحدة. وفي الحضارات القديمة كان يتم تقسيم النهار إلى اثنتي عشرة ساعة متساوية, وكان ذلك يؤدي إلى أن يتغير طول الساعة تبعا لفصول السنة.

· تقسيم الزمن لأسابيع هو تقسيم تعسفي لا علاقة له بالطبيعة.

· أساس نظامنا الحالي للوقت يعتمد على تعريف الثانية على أساس تردد ذبذبة ذرات السيزيوم والذي تم التوصل إليه في المختبر القومي في تدينجتون بالقرب من لندن عام 1955.

· أقدم نظام للتقويم هو من وضع المصريين القدماء, وقد أقاموا سنتهم على أساس رصد النجوم, وبخاصة طلوع نجم (الشعري اليمانية) ونجم الكلب مع الشمس, وكان هذا عندهم علامة على حلول السنة الجديدة. وحددوا المدة بين هذين الطلوعين الشمسيين بأنها 365 يوما قسموها إلى اثني عشر شهرا كل منها ثلاثون يوما, وإضافة خمسة أيام زائدة هي أيام النسيء في آخر السنة.

· جاء اشتقاق كلمة (ثانية) من التقسيم (الثاني) للساعة بستين قسما. ويكون التقسيم الأول إلى دقائق (أي أجزاء دقيقة), والتقسيم الثاني دقائق (ثانية).

· الفترة الزمنية (اليوم) والتي تعادل دورة واحدة للأرض حول نفسها ليست ثابتة, فقوى الجذب بين الأرض والقمر تؤدي إلى ظاهرة (التقاصر القرني), وهو ما يؤدي إلى إبطاء معدل دوران الأرض بشكل متناه في الدقة حتى أن الأرض يمكن أن (تخسر) يوما تقريبا كل 7500 سنة. وتمكننا الساعات الهيدروجينية الحديثة بسهولة من تصحيح هذا الخطأ.

إضاءات

· سرعة الضوء حوالي 300 ألف كيلومتر في الثانية الواحدة, والضوء هو الشيء الوحيد في الكون الذي يعتبر مقياسا أساسيا لا يختل للطول والزمن على السواء.

· المتر يعرف بأنه المسافة التي يقطعها الضوء في 0.000000333564095 ثانية كما يقاس بساعة سيزيوم, ويساوي التعريف التاريخي للمتر في حدود علامتين على قضيب بلاتيني معين محفوظ في باريس.

· تحكم النسبية العامة الكون على المقياس الكبير (الماكرو) وتحكم نظرية الكم الكون على المقياس الصغير (الميكرو), وليس لدينا حتى الآن نظرية موحدة للاثنين.

· الثقب الأسود هو حسب تعريفه لا يبث أي ضوء, وبالتالي لا يمكن إدراكه مباشرة, ولذلك تعتبر نظرية (الثقب الأسود) واحدة من عدد صغير جدا من الحالات في تاريخ العلم, حيث تنشأ إحدى النظريات بشكل تفصيلي وحسب نموذج رياضي قبل أن يكون هناك أي برهان من المشاهدات على صحتها.

· يكاد يكون مؤكدا أن عدد الثقوب السوداء في الكون كبير جدا, وربما يكون أعظم كثيرا من عدد النجوم المرئية, والتي تصل إلى مائة ألف مليون في مجرتنا وحدها.

· الحسابات تقول إنه لكي ينحني الزمكان ليكون شكل الكون الحالي فإنك لا تحتاج لأكثر من ثلاث ذرات من الهيدروجين في كل متر مكعب من الفضاء.

· أقصى حد زمني يمكن الرجوع إليه فيزيائيا بعد نشأة الكون في (الانفجار العظيم) هو 1-ثانية, أي واحد مقسوما على عشرة ملايين بليون بليون بليون بليون من الثانية, ويسمى هذا الزمن حاجز بلانك, ويمثل الحد الأقصى لمعارفنا في الزمن.

· افترض العلماء في القرن التاسع عشر أن هناك وسطا يحمل موجات الضوء, سمي (الأثير), ثم تبين لاحقا إثر تجربة ميكلسون مورلي أن هذا الافتراض لا ضرورة له.

منقووووووووووووووووووووووول

نهرين
2010-12-29, 14:08
أشكرك أخي بارك الله فيك

samzoon
2010-12-29, 22:09
شكرا لك
بـــــــــــــــــــــارك الله فيك

ضيف الحاج
2013-07-14, 01:52
الجزء الثاني مبسطا .. خلال هذا الاسبوع ...

فرناس وهران
2013-07-14, 16:28
هاذي غيبة
ان شاء الله يكون الجديد راهي 3 سنوات مرت

ضيف الحاج
2013-07-14, 23:20
هههههههههههههههههه الله لا يغيبكم .... في الحقيقة الموضوع يستحق العناء خاصة أني وجدت ادلة من القرآن الكريم تأكد بعض الحقائق حول الموضوع ... رمضان كريم و كا عام و انتم بالف خير ....

ضيف الحاج
2013-07-17, 00:15
من يقرأ الموضوع يستحضر نية تدبر القرآن
استجابة لقوله تعالى"أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَان مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا"
ونحن فى عبادة يغفل عنها كثير من الناس ألا وهى التأمل والتدبر
الزمكان هو علاقة تربط بين الزمان والمكان وهو تقدير الزمن فى المخ

قال تعالى على لسان نبيه سليمان عليه السلام

((قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِين*قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ *قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَاآتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرلِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ))
نحن أمام ثلاثة تقديرات زمنية منسوبة إلى ثلاث زمكانات:
1- تقدير الزمن لدى سليمان عليه السلام(( قبل أن يأتونى مسلمين))
2-تقدير الزمن لدى العفؤيت من الجن (( قبل أن تقوم من مقامك))
3- تقدير الزمن لدى الذى عنده علم من الكتاب (( قبل أن يرتد إليك طرفك))
والحادثة واحدة وهى نفل عرش بلقيس من اليمن إلى فلسطين
والمعلوم أن عرش بلقيس كان مصمم تصميم للملوك وكان مثبت فى الأرض تثبيت شديد ويحتاج فى نقله إلى تفكيكه وهذا يستغرق زمن طويل فكيف تم نقله فى طرفة عين؟؟؟؟
والإجابة أن تقدير الزمن لدى العفريت من الجن ولدى الذى عنده علم من الكتاب واحد ويختلف عن تقدير الزمن لدى سليمان عليه السلام
بمعنى أن ما يعتبر ساعات أو أيام أوأسابيع أو شهور لدى العفريت من الجن أو الذى عنده علم من الكتاب ما هو إلا برهة صغيرة بالنسبة لسليمان عليه السلام أو للبشر عموما
وهذا يعنى أن تفكيك عرش بلقيس ونقله وتركيبه مرة ثانية عند العفريت من الجن يعادل عند سليمان عليه السلام زمن قيامه من مقامه
وعند الذى عنده علم من الكتاب يعادل عند سليمان عليه السلام طرفة عين
هذا بالإضافة إلى ما ميز الله به الجن من القيام بأعمال لا يستطيع الإنسان فعلها
فنقل عرش بلقيس من اليمن إلى فلسطين فى طرفة عين ممكن من الناحية العقلية والنظرية
تفسير ذلك هو اختلاف الزمكان (تقدير الزمن) فى المنام عن الزمكان فى اليقظة
وللتقريب على القارئ أن أحدنا ينام برهة صغيرة ربع ساعة مثلا فيرى فى منامه أنه سافر إلى فرنسا وتجول فيها ثم رجع إلى بلده واخبر اهله ما فعله لحظة بلحظة فكيف يحدث هذا وهو لم ينم إلا ربع ساعة؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ومثله قوله تعالى عن يوم القيامة ((تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ * فَاصْبِرْ صَبْرًاجَمِيلًا * إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا))
زمكان يوم القيامة (تقدير الزمن ) عند البشر يختلف عن زمكان يوم القيامة عند الله
يوم عند الله يعادل خمسين ألف سنة عند البشر لهذا يقول الله عز وجل أنه يراه قريبا والبشر يرونه بعيدا........ يتبع ..

Ali04
2013-07-17, 01:22
بارك الله فيك

Aminedz28
2013-07-19, 18:01
بارك الله فيك أخي ......

ضيف الحاج
2013-07-25, 02:25
بارك الله فيكم جمبعا ...

ashraf1980
2013-09-24, 15:33
مشكوووووووووووووووووور

ashraf1980
2013-09-24, 15:37
موضوع مثير فعلا

ashraf1980
2013-09-24, 15:38
تسلم ايديك على تعبك

ashraf1980
2013-09-24, 15:46
اعتقد ان بعد التقدم العلنى اللى احنا فيه ما فيش شئ مستحيل

amineforweb
2013-10-13, 16:30
موضوع مشوق

aymen alg
2013-10-15, 17:37
خربتولي دماغي

ammar_phys
2013-11-19, 06:50
قيل ان الذي عنده علم من الكتاب هو انسي وليس جني لكن اوتي علما من العلوم وهذا فضل من الله تعالى,,,
لكن بالرجوع الى علوم الفيزياء السفر في الزمن ممكن جدا نظريا لكن صعب للغاية تطبيقيا اذ يستلزم آلة ذات سرعة تقارب 800,000 كلم في الثانية,,ثم ان مفهوم الزمن امر نسبي اذ يرتبط بالتغير في المكان,,,ولله في كزنه اسرارا عظيمة,,,

ninacicino
2013-11-23, 23:09
مشكور معلومات قيمة
بارك الله فيك

ميمي سمية
2013-12-05, 20:17
شكرااا لك

تعبت باه نقراه كامل

تقدر تقولي وتجاوبلي على هذ السؤال:

اذا هل السفر عبر الزمن ممكن؟؟

kheiro didine
2013-12-07, 16:09
من المواضيع التي اهتم بها خارج اختصاصي
شكرا لك اخي

kheiro didine
2013-12-07, 16:14
شكرااا لك

تعبت باه نقراه كامل

تقدر تقولي وتجاوبلي على هذ السؤال:

اذا هل السفر عبر الزمن ممكن؟؟

نظريا نعم
تطبيقيا - الانسان لا يحتمل سرعات الكبيرة مثل سرعة الضوء

ضيف الحاج
2014-07-18, 03:41
الزمكان و السفر عبر الزمن ...الجزء الثالث .. السفر عبر الزمن سواء السفر عبر الزمن إلى الماضي أو إلى المستقبل من المواضيع المثيرة لخيال العلماء . كيف نسافر إلى المستقبل ؟ هل بإمكانك السفر إلى المستقبل كأن ترى حال الأرض بعد ألف عام من الآن ؟ وهل يمكنك العودة إلى زمنك لتخبر أصدقائك بما سيجرى في المستقبل ؟ أم انه لا يمكنك العودة وتكتفي بالعيش مع ذاك الجيل الذي سيجيء بعد ألف عام ؟ ومن ثم تحدثهم بما كان عليه جيلك الحقيقي ؟ إنه لأمر مثير حقاً ولكن هل بالإمكان إحالة هذا الخيال إلى واقع ؟ كله أو جزء منه ؟ وهل يمكن أن تسمح قوانين الفيزياء بذلك ؟ . السفر إلى المستقبل : كيف تسافر عبر الزمن وأنت في الأرض: يرى العلماء انه وحسب القوانين الفيزيائية المنظورة إنه يمكن للإنسان أن يسافر عبر الزمن إلى المستقبل وهو مقيم في الأرض . وفى هذا يقول ستيفن هوكنغ : (من الممكن السفر إلى المستقبل بمعني أن النسبية تبين أنه من المحتمل إنشاء آلة للزمن تقفز بك إلى الأمام في الزمن فأنت تدخل آلة الزمن وتمكث بها فترة ثم تخرج وتتركها لتكتشف أن الزمن الذي انقضى على الأرض أكبر كثيراً من ذلك الذي أمضيته داخل آلة الزمن ولا نملك اليوم تكنولوجيا تستطيع إنجاز ذلك)( ) . صحيح انه لا توجد الآن تكنولوجيا تحقق ذلك . ولكن العلماء شرحوا كيفية تحقق السفر نظريا ومن بين أولئك العلماء الفيزيائي الأمريكي ريتشارد قوت مؤلف كتاب: Time Travel In Einstein Universe والذي معناه السفر عبر الزمن في كون اينشتاين . وقد تحدث فيه عن السفر عبر الزمن إلى الماضي والى المستقبل وكيفية تحقيق ذلك نظريا . عن كيفية تحقيق البشر للسفر عبر الزمن إلى المستقبل وهم على الأرض ذكر ريتشارد جوت ، أن من يريد ذلك فما عليه إلا أن يقوم بتفكيك كوكب في حجم كوكب المشترى مثلا ثم يرص مادته ويعصرها عصرا شديدا حوله حتى يصل حجم المشتري إلى كرة أو قوقعة لا يتعدى نصف قطرها خمس أمتار ، وبهذه الكيفية ستصبح هذه الكرة أو القوقعة عالية الكثافة ويقول ريتشارد جوت ان المسافر إذا مكث خمسين عاما داخل هذه القوقعة عالية الكثافة ثم خرج منها ، فسيجد انه قد مرت مائتي عام على من هم خارجها!(2) وغنيٌ عن القول أن المكان إذا كان ذو كتلة وكثافة عالية فسيخلق حوله قوة جذب عالية أيضا، ولكن على المسافر أن يضبط حد كتلة القوقعة على المستوى الذي يريد بحيث لا يتعدى الحد الحرج الذي تتحول فيه قوقعته إلى ثقب اسود وبالتالي يتحطم جسده بفعل شدة ضغط المكان و الجاذبية عليه. وكلما كانت كتلة القوقعة عالية كلما أبطأ زمن المسافر وفى المقابل أسرع زمن من هم خارج قوقعته ، فالأمور كلها بيده وتحت سيطرته. و لهذا الشرح النظري أصل في النظرية النسبية والتي توضح قوانينها أن الزمن يبطئ حول الأجسام عالية الكثافة والكتلة ، فقد أثبتت التجار صحة نبوءة انحناء الزمن وتباطؤه عندها وفى هذا يقول ستيفن هوكنغTo some one high up, it would appear that everything down below was taking longer to happen .This prediction was tested in 1962,using a pair of very accurate clock mounted at the top and bottom of a water tower .The clock at the bottom which was near the earth ,was found to run slower ,in exact agreement with general relativity) وحديثه بمعنى : (أن الشخص الذي يكون في مكان عال فان الأحداث أسفله تبدو له تسير ببطء ، وهذه النبوءة اختبرت في العام 1962 عندما تم استخدام ساعتين على دقة عالية من الضبط ، إحداهما وضعت في قمة برج عال والأخرى في أسفله ، فوجد أن الساعة الموضوعة أسفل البرج يبطئ زمنها مقارنة بالأخرى ، في توافق تام بما جاء في النسبية العامة ) . وسبب الإبطاء يعود لقرب الساعة السفلى من مركز جاذبية الأرض. فكلما اقترب جرم ما من مركز ثقل جرم آخر شديد الكثافة كلما إبطا الزمن عند الأول. وكما يبطئ الزمن بسبب الأجسام عالية الكثافة والكتلة ، فان الكثافة العالية لهذه الأجسام تجعل منها أجسام شديدة الجاذبية بحيث أنها تجذب نحوها الأجسام الأخرى بما في ذلك الضوء والذي هو أسرع شئ في الكون بحسب قوانين النسبية العامة . وقد اثبت العلماء صحة فرضية انحناء الضوء عند مروره بالأجسام الثقيلة في العام 1919 حين ذهب فريق بريطاني إلى إفريقيا الغربية برئاسة الفيزيائي البريطاني السير أدنغتون كي يترصد هذه الظاهرة في كسوف تام للشمس شوهد آنئذ تاما من هناك وأثبتت المشاهدة أن الضوء ينحرف بالفعل بسبب جاذبية الشمس تماما كما تنبأت النظرية النسبية.والخلاصة ان العلماء يرون ان الإنسان إذا ما تمكن من خلق هذا الواقع الفيزيائي الذي شرحناه فبإمكانه السفر عبر الزمن إلى المستقبل . دليل السفر عبر الزمن إلى المستقبل من القرآن الكريم: قصة أصحاب الكهف: خير دليل من القرآن على السفر عبر الزمن إلى المستقبل قصة أصحاب الكهف ! هذه الآية الإلهية العظيمة والتي ما فتئ العلماء يستنبطون منها العبر والمعاني الواحدة تلو الأخرى وفيها المزيد . واليوم وفي عصر العلم الحديث نكشف سر من أدق أسرار هذه القصة المليئة بالعبر . إن هذا القرآن دائما قدر التحدي ملائم لكل العصور بل ويسبقها أحيانا رغم مرور ألف وأربعمائة عام على نزوله. يقول الله تعالى في قصة أهل الكهف: أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) هَؤُلاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِه ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا (16) وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا (17) وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18) وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19) إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20) وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا (21) سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاء ظَاهِرًا وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا (22) وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24) وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26)ونحن هنا لا نريد أن نخوض في تفسير كل آيات القصة وهذا موضوع طويل، ولكننا نريد أن نثبت أن هؤلاء الفتية، وبعون الله، سافروا عبر الزمن إلى المستقبل! حيث قطعوا فترة زمنية مدتها ثلاثمائة وتسع سنين في زمن لم يتجاوز اثنتي عشر ساعة أو أقل! كيف تم ذلك؟ سنرى ذلك من خلال الآيات، وسنرى أيضاً كيف يبسط القرآن قوانين الفيزياء الحديثة!. نسبية الزمن وتباطؤه في القصة: وقبل أن نبدأ، أرجو أن تنتبه عزيزي القارئ إلى قوله عز وجل: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) فرغم أن الخطاب في هذه الآية موجه لشخص النبي (ص)، إلا أنه عموماً موجه لجميع الناس، وبعبارة أدق إلى من هم خارج الكهف. فاستحضار هذا المعنى دائماً حين التدبر في آيات قصة أصحاب الكهف يمكن من استيعاب مرام وأهداف القصة بسهولة. مدخلنا الأول لاستخلاص الدليل على السفر عبر الزمن إلى المستقبل، قوله تعالى: (ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12) هذه الآية توضح، دون لبس، الهدف الأساسي من وراء بعث هؤلاء الفتية فما هو؟ نترك الأمر للإمام القرطبي في تفسيره العظيم ليلخص لنا أقوال الجمهور في تفسير الآية يقول: (والحزبان الفريقان. والظاهر من الآية أن الحزب الواحد هم الفتية إذ ظنوا لبثهم قليلاً. والحزب الثاني أهل المدينة الذين بعث الفتية على عهدهم، حين كان عندهم التاريخ لأمر الفتية. وهذا قول الجمهور من المفسرين.ثم قال: (أي أيّ الحزبين أحصى للبثهم في الأمد، والأمد الغاية. وقال مجاهد: «أمدا» معناه عددا.) ( ) هذا التفسير، غاية في الدقة، وغاية في الذكاء ويشرح بصورة واضحة وبينة أن الهدف من وراء بعث أصحاب الكهف من جديد، هو معرفة تقدير الحزبين لمدة البقاء داخل الكهف، وهذا يعنى أن لكل حزب تقدير يختلف عن تقدير الحزب الآخر! رحم الله الإمام القرطبي هذا الألمعي الفذ! ومن هم الحزبان؟ حسب تفسير القرطبي، وهو ما عليه الجمهور أيضاً، أن الحزب الأول هم أصحاب الكهف، أما الحزب الثاني فهم الناس خارج الكهف، ومن هم خارج الكهف كما يشمل أهل المدينة آنذاك، يشمل أيضاً كل الناس حتى يومنا هذا. فما هو تقدير كل منهما لمدة البقاء داخل الكهف؟ تقدير الحزب الأول: وهم أصحاب الكهف، فقد قالوا وبالإجماع: (قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) بمعنى أن مدة لبثهم داخل الكهف بتقديرهم، هي يوم أو أقل من يوم! أي لم تزد عن اثنتي عشرة ساعة أو هي أقل من ذلك، وكانوا على قناعة تامة بهذا الأمر، ولم تكن هذه القضية مثار خلاف بينهم ولم تكن تشغل بالهم البتة. ويدل على ذلك قوله تعالى (قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ) والآية تعنى، دعونا من هذا الأمر، وكلوه إلى الله، فانصرفوا سريعاً عن هذه القضية إلى ما هو أهم من ذلك! وما يؤكد سرعة انصرافهم، فإن الجزء المكمل للآية ابتدأ بحرف العطف الفاء وذلك في قوله تعالى: (فَابْعَثُوا أَحَدَكُم). واستخدام حرف العطف الفاء يفيد الفورية في تجاوز الأمر، وسرعة الانتقال من حال إلى حال. والأمر المتجاوز هنا هو مدة اللبث في الكهف، تجاوزوه سريعا إلى ما هو أهم، وما هو أهم هو شعورهم بالجوع والحاجة إلى الطعام. كما هو في ختام الآية: (فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19وأمثلة استخدام حرف العطف الفاء للدلالة على الانتقال السريع من حال إلى حال له شواهد كثيرة في آيات القرآن كما في قوله تعالى: وقوله تعالى: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ ۚ بَلَىٰ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) (29) وقوله تعالى (فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ) دليل على سرعة دخولهم لها. وكما في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ) [الأحزاب: ٥٣] فالآية تدعو المؤمنين ضرورة مغادرة بيوت النبي فور الانتهاء من الطعام لأن الانتظار كان يؤذيه (ص) والأمثلة في الباب كثيرة تقدير الحزب الثاني: أما تقدير الحزب الثاني وهم الناس خارج الكهف، فإحصاؤهم لزمن أو مدة بقاء أصحاب الكهف داخل كهفهم يختلف اختلافاً كبيراً عن إحصاء أصحاب الكهف أنفسهم. فقد بين الله لنا مدة لبثهم بتقدير من هم خارج الكهف إذ بلغت ثلاث مائة وتسع سنوات!! وذلك في قوله تعالى: ( وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) وأرجو أن تنتبه جيداً عزيزي القارئ، فالخطاب في قوله تعالى (وَلَبِثُوا) وإن كان موجه للنبي محمد (ص) إلا أنه موجه للناس كافة، وبصورة أدق لكل من هو خارج الكهف بمعنى، إن الله عز وجل تحدث في هذه الآية عن مدة بقاء أصحاب الكهف بلسان من هم خارج الكهف. ويتفق هذا التوضيح مع الهدف من وراء بعثهم والذي سبق أن أوضحته الآية من قبل، وهو بيان اختلاف الحزبين في تقديرهم لمدة البقاء داخل الكهف. وبناء على هذا الشرح يصبح تقدير الآية كالآتي: يا أيها الناس إن هؤلاء الفتية لبثوا في هذا الكهف مدة وقدرها ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا. اثنتي عشرة ساعة أو أقل داخل الكهف تساوى ثلاثمائة وتسع سنوات خارجه! كيف يتم هذا عملياً! شخص ينام أقل من اثنتي عشرة ساعة ثم ينتفض ويقوم ليجد أن الأرض مر عليها ثلاثمائة وتسع من السنين! ما أبطأ زمن أصحاب الكهف مقارنة بزمن من هم خارجه! ولتعرف عزيزي القارئ كيف تم هذا الأمر فالآيات القادمة شرحت ذلك شرحاً علمياً بليغاً. قواعد السفر إلى المستقبل: وقبل الخوض في شرح ذلك ينبغي عزيزي القارئ أن تتذكر أن ما أوردناه من قبل عن خواص الأجسام ثقيلة الكتلة كالنجوم أو الثقوب السوداء. فالنجوم الحية ذوات الكتل العظيمة تجبر الضوء الذي يمر بجوارها أن ينحني بسبب عظم كتلتها ، كما أن الزمن يبطئ عندها ويتمدد.أما في حالة الثقوب السوداء والتي لها أضعاف كتل النجوم الحية، فإن الضوء بدلاً من أن ينحني عندها، فإنه ينقبض تماما ويختفي داخلها وليس بمقدوره الإفلات مرة أخرى، وبالتالي فإن الزمن هناك يتباطأ إلى مستويات مهولة حتى ليصل لدرجة الانعدام!. وقد أثبت العلماء بالتجارب ظاهرتي التباطؤ الزمني وانحناء الضوء أمام الأجسام ذوات الكتل العظيمة كما شرحنا من قبل. وعليه فانحناء الضوء، وتباطؤ الزمن، يدلان على عظيم كتلة الجسم. ثقل الفجوة يحني الضوء: وإذا كانت الآيات السابقة قد أثبتت بطء سير الزمن داخل الكهف مقارنة أو نسبة إلى زمن من هم خارجه،، فإن هذا بالقطع مؤشر لوجود جسم ذا كتلة عظيمة في القصة ومؤشر أيضًا لإثبات انحناء مسار الضوء إذا مرّ بهذا الجسم ونقول للقارئ إننا لن نألو جهداً كبيراً لإثباته فما عليك إلا أن تتدبر معنا قوله تعالى: (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ [الكهف: ١٧]. في هذه الآية الدليل على وجود الجسم عظيم الكتلة والدليل على انحناء الضوء عند مروره بهذا الجسم! كيف؟ سنبين ذلك بالشرح. وقبل أن نشرح الآية علينا الذهاب للمعاجم كما عودنا القارئ لشرح مفردات الآية ودلالتها اللغوية، فاللغة العربية هي مفتاح مهم لاستيعاب مضمون آيات القرآن.نبدأ بقوله تعالى (تَّزَاوَرُ) فقد جاء في لسان العرب: (وزَوِرَ يَزْوَرُ إِذا مال. والزَّوْرَةُ البُعْدُ، وهو من الازْوِرارِ؛ قال الشاعر: وماءٍ وردتُ على زَوْرَةٍ وفي حديث أُم سلمة: أَرسلتُ إِلى عثمان، رضي الله عنه: يا بُنَيَّ ما لي أَرى رَعِيَّتَكَ عنك مُزْوَرِّينَ أَي معرضين منحرفين؛ يقال: ازْوَرَّ عنه وازْوَارَّ بمعنًى؛ ومنه شعر عمر: بالخيل عابسةً زُوراً مناكِبُها الزُّورُ: جمع أَزْوَرَ من الزَّوَرِ الميل.). وفى معجم مقاييس اللغة لابن فارس: (الزاي والواو والراء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على المَيْل والعدول. من ذلك الزُّور: الكذب؛ لأنه مائلٌ عن طريقَةِ الحق. ويقال زوَّرَ فلانٌ الشَّيءَ تزويراً. حتَّى يقولون زوَّر الشيءَ في نفْسه: هيّأَهُ، لأنَّهُ يَعدِل به ِعن طريقةٍ تكون أقربَ إلى قَبولِ السامعِ. فأمَّا قولهم للصَّنم زُور فهو القياس الصحيح. قال:والزَّوَر: الميل. يقال ازورَّ عن كذا، أي مالَ عنه.ومن الباب: الزائر، لأنّه إذا زارَك فقد عدَلَ عن غيرك.) وعليه يصبح معنى تزاور عن كهفهم بمعنى تميل عنه.أما قوله تعالى: (تَّقْرِضُهُمْ) فقد جاء في لسان العرب: (والقَرْضُ والقِرْضُ: ما يَتَجازَى به الناسُ بينهم ويَتَقاضَوْنَه، وجمعه قرُوضٌ، وهو ما أَسْلَفَه من إِحسانٍ ومن إِساءة، وهو على التشبيه؛ قال أُمية بن أَبي الصلت: كلُّ امْرِئٍ سَوْفَ يُجْزَى قَرْضَه حَسَناً، أَو سَيِّئاً، أَو مَدِيناً مِثْلَ ما دانا وقال تعالى: وأَقْرِضُوا اللّه قَرْضاً حَسَناً. ويقال: أَقْرَضْتُ فلاناً وهو ما تُعْطِيهِ لِيَقْضِيَكَه. وكلُّ أَمْرٍ يَتَجازَى به الناسُ فيما بينهم، فهو من القُروضِ. الجوهري: والقَرْضُ ما يُعْطِيه من المالِ لِيُقْضاه، والقِرْضُ، بالكسر، لغة فيه؛ حكاها الكسائي.) . وجاء في معجم المقاييس: (القاف والراء والضاد أصلٌ صحيحٌ، وهو يدلُّ على القطع. يقال: قَرَضت الشيءَ بالمقراض. والقَرْض ما تُعطيه الإنسانَ من مالك لتُقْضَاه،وكأنَّه شيء قد قطعتَه من مالك. والقِراض في التِّجارة، هو من هذا، وكأنَّ صاحب المال قد قَطَع من ماله طائفةً وأعطاها مُقارِضَهُ ليتّجر فيها.) وعليه يصبح معنى تقرضهم أي تعطيهم جزءاً من شعاعها أما معنى الفجوة في قوله تعالى: (وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ) ففي لسان العرب: (الفَجْوَةُ والفُرَجةُ: المُتَّسَع بين الشيئين، تقول منه: تَفاجَى الشيءُ صار له فَجْوَة. وفي حديث الحج: كان يَسيرُ العَنَقَ فإِذا وَجَد فَجْوَةً نَصَّ؛ الفَجْوَةُ: الموضع المتسع بين الشيئين. وفي حديث ابن مسعود: لا يُصَلِّينَّ أَحدكم وبينه وبين القِبلة فَجْوة أَي لا يَبْعُد من قبلته ولا سترته لئلاَّ يمر بين يديه أَحد.) ثم قال: (وفي التنزيل العزيز: وهم في فَجْوة منه؛ قال الأَخفش: في سَعة، وجمعه فَجَوات وفِجاء، وفسره ثعلب بأَنه ما انْخفضَ من الأَرض واتسع. وفَجْوةُ الدَّارِ: ساحتها؛ وأَنشد ابن بري: أَلْبَسْتَ قَوْمَكَ مخْزاةً ومَنْقَصةً، حتَّى أُبِيحُوا وحَلُّوا فَجْوَةَ الدَّارِ.أما في مقاييس اللغة: (الفاء والجيم والحرف المعتل يدلُّ على اتِّساعٍ في شيء. فالفَجْوة: المتَّسَع بين شَيئين. وقَوْسٌ فَجْواء: بانَ وترُها عن كَبدها. وفَجْوة الدَّار: ساحتُها.والفَجَا: تَباعُدُ ما بين عُرقوبَيِ البعير.وإذا هُمِزَ قلت: فَجِئَني الأمرُ يفجَؤُني.). فالفجوة إذن هي المكان المتسع. وقد يكون معناها الفتحة في المكان، لكنها في هذا النص القرآني تعني المعنى الأول ولا تعني المعنى الثاني كما توهم البعض!. وبالمعنى الأول يصبح معنى قوله تعالى (وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ) أي وهم في مكان متسع من الكهف، بمعنى آخر فرغم أن داخل الكهف ضيق شديد، إلا أنه توجد فجوة ومتسع في داخله. وهذا مثل قولك: توجد غرفة واسعة داخل الشقة الضيقة. بعد هذا البيان اللغوي نأتي لتفسير الآية. قوله تعالى: (وَتَرَى الشَّمْسَ) فرغم أن الخطاب موجه إلى الرسول (ص) خصوصاً، فهو موجه أيضاً إلى المراقب للكهف من الخارج. ولكي نبسط شرح الآية كلها نقول، إذا أتينا بمراقب مثلاً، وأردناه أن يتخذ مكاناً بحيث إذا وقف عنده سيتحقق عملياً قوله تعالى (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ) ففي أي مكان من الكهف سيقف هذا المراقب؟ قطعاً سيقف في مكان تكون فيه الشمس طالعة أمامه والكهف أمامه كذلك، أي أن يكون موقع الكهف بينه وبين الشمس وهي طالعة. ثم إذا سألنا هذا المراقب وقلنا له ماذا ترى؟ فحسب الآية سيقول: إني أرى جزءاً من شعاع الشمس يميل أو ينحرف عن الكهف ناحية اليمين (يمين المراقب أو يمين الكهف لا فرق، لأن وضع المراقب هو الذي يحدد يمين أو شمال الكهف. وبدون المراقب فانه لن يعرف للكهف يميناً أو شمالاً، فالاتجاهات الثابتة للكهف هي الاتجاهات الجغرافية الأربع المعروفة). عندها سنصيح بأعلى صوتنا يميل! كيف يميل الشعاع!؟ والعلم قال لنا إن الضوء يسير دائما في خط مستقيم! لا بد أن هناك أمراً ما التبس على هذا المراقب ويبدو أنه لا يحسن أداء دوره كمراقب، فلربما كان ضعيف النظر بحيث لم يتمكن من أداء المهمة. وأمرناه فورا بترك المكان والعودة. لكن وبإصرار المراقب على صحة ما رآه وقسمه بأنه على حق، جلسنا نتفاكر في الأمر، وأخيراً اتفقنا على تكرار التجربة مرة أخرى. ولكي نتأكد مائة بالمائة من صحة ملاحظات المراقب الأول، اتفقنا على استبداله بمراقب آخر، وتغيير مكان المراقبة بحيث يجب أن يقف المراقب الجديد في مكان يتحقق فيه عملياً قوله تعالى: (وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ). فأين سيقف المراقب الجديد هذه المرة؟ والإجابة دون تردد سيكون في وضع عكس ما كان عليه المراقب الأول، بمعنى أنه سيكون هذه المرة متجها ناحية الغروب وسيكون الكهف بينه وبين الشمس وهى غاربة. وذهب المراقب إلى مكانه الجديد وقلوبنا على أيدينا! ثم جاء السؤال..... ماذا ترى؟ فكانت الإجابة كالصاعقة:أرى شعاع الشمس يميل ناحية الشمال! ماذا! يؤكد مرة أخرى، يميل ناحية الشمال! وليست الدهشة في ميل شعاع الشمس فهذا ما أكده المراقب الأول، ولكن المثير حقاً أن يميل شعاع الشمس ناحية شمال المراقب! ماذا يعنى هذا؟ يعنى أن شعاع الشمس في كلا التجربتين مال وانحرف نحو اتجاه واحد!! ودليل ميلان أو إنحاء الشعاع عند الغروب هو قوله تعالى : ( ﭱ) فهذا التعبير الإلهي في غاية الدقة فقد أكد ميلان الشعاع وإنحائه، لأن القرض يعني الإعطاء والإعطاء يتطلب الميل والإنحناء، فلكي تعطي شخصاً شيئاً ما، لابد أن تنحي وتميل نحوه. وأوضح التعبير أيضاً جهة ميلان الشعاع بدقة فهو يميل ناحية أصحاب الكهف أنفسهم!! وأين يرقد أصحاب الكهف؟ ففي الفجوة كما قال تعالى (وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْه) فإذا مال شعاع الشمس عند الغروب نحو الفجوة، فهذا يعنى ميلانه وإنحائه نحوها أيضاً عند الشروق!! لأننا أثبتنا بالتجربة أن الشعاع في كلا الحالين يميل نحو جهة واحدة. نستنتج من هذا أن الفجوة هي التي تجبر جزءاً من شعاع الشمس على الميل أو الانحناء نحوها شروقاً وغروباً! أى هي الجاذبة لشعاع الشمس وهذا سر الآية! لذلك قال الله عز وجل بعد هذا مباشرة (ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّه). ولتفسير ظاهرة انحناء أو ميلان شعاع الشمس نحو الفجوة علمياً، فلا بد أن تكون الفجوة عظيمة الكتلة (ليس الحجم)، ولهذا السبب فإن جزءاً من شعاع الشمس حين مروره بجوار الفجوة يميل أو ينحني نحوها. وبالوصول لهذه النتيجة تكون قد تكاملت لدينا الأدلة من الآية على وجود الجسم عظيم الكتلة وهو الفجوة، ومثَّل انحناء الضوء عند مروره بجوارها مؤشرًا أخرًا لعظم كتلة الفجوة ولسبب عظم كتلة الفجوة تحقق السفر لأصحاب الكهف. فسافروا بقدرة الله عز وجل نحو المستقبل! حيث قطعوا زمناً وقدره ثلاثمائة وتسع سنوات في وقت وجيز لم يتعد اثنتي عشرة ساعة أو أقل! وهذا يعنى أن الساعة من الزمن عند أصحاب الكهف تعادل خمس وعشرين سنة وخمسة وسبعين يوماً عند من هم بالخارج. وكم يكون الباحث فرحا عندما تتطابق لديه حقائق العلم الحديث مع آيات القرآن.والله اعلم. وعلى هذا الشرح نقول مثلاً، إذا كنت متزوجا وأنجبت لك زوجك ابناً، وكان عمرك إذاك عشرين عاماً، ثم رمت بك الأقدار إلى داخل الفجوة وكانت ساعتك تشير إلى الثامنة صباحاً ومكثت داخل الفجوة زمن قدره ساعة واحدة ثم خرجت وعقارب ساعتك تشير إلى الساعة التاسعة صباحاً لا خلاف في مدة لبثك، فإذا ذهبت إلى منزلك فستجد أن ابنك والذي لما لم يمض علي ولادته ساعة واحدة بتوقيتك أنت، قد بلغ من العمر خمس وعشرون سنة وخمسة وسبعون يوما! وبذا أصبح يكبرك بخمس أعوام وسبعين يوماً! في حين أن عمرك أنت لم يزد غير ساعة واحدة! فمن سيكون ابن من؟! ومن سيكون والد من؟! ومن سيتحمل أعباء معيشة المنزل ما أجمل هذا!! وثقل المكان وإبطاء الزمن ليس موجوداً فقط في معنى الآية حين التدبر فيها، ولكن المدهش حقا فإن هذا الثنائي يلازمك وتحس به حين تقرأ الآية! وبالضبط عند الآية التي توضح انحراف شعاع الشمس عن الكهف ناحية الفجوة طلوعاً وغروباً!! فعندما تقرأ قوله تعالى: (طَلَعَت تَّزَاوَرُ) فلا بد أن تدغم تاء (طَلَعَت) في تاء (تَّزَاوَرُ) وهذا عند طلوع الشمس، وكذلك عند الغروب في قوله تعالى: (وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ) فلا بد أن تدغم تاء (غَرَبَت) في تاء (تَّقْرِضُهُمْ). والإدغام في كلا الحالتين يجبرك أن تبطئ في القراءة!! كما هو في قواعد التجويد. ويجبرك الإدغام أيضاً أن تكتم نفسك قليلاً مقدار حركتين وهذا يعنى كأنما هناك شيئا ثقيلا تحمله! فالآية عبرت عن إبطاء الزمن وعن ميل سير شعاع الشمس وثقل المكان معنى ومبنى!! وجوه جديدة لتفسير بقية آيات القصة: استناداً إلى التفسير الذي ذكرناه، والذي يقضي بنسبية الزمن لدى الفريقين فماذا يكون معنى قوله تعالى: وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18 ) بمعنى آخر ما الذي يثير رعب المطلع عليهم؟ ما الذي يخيفه حتى يولي منهم فراراً ويملأ منهم رعبا؟ لا شك أن الإجابة أتت بها الآية، وهي تتلخص في ثلاثة مشاهد: المشهد الأول قوله تعالى :(وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ) والمشهد الثاني قوله تعالى: (وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ) والمشهد الثالث قوله تعالى: (وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيد). هذه المشاهد هي التي ستثير رعب المطلع عليهم، ولكي نعرف ما هو المثير للرعب، نحتاج إلى التدبر في الآية بناء على التفسير الجديد، والتدبر يبدأ بمعرفة الدلالات اللغوية لألفاظها، ومن ذلك قوله: (أَيْقَاظًا) وقوله: (رُقُود) فالرقاد كما جاء في المعاجم، يعني النوم، والنوم كما جاء في المعاجم، يعني السكون فقد جاء في مقاييس اللغة: (النون والواو والميم أصلٌ صحيح يدلُّ على جُمودٍ وسكونِ حركة. منه النَّوم. نامَ ينام نَوْماً ومَناماً. وهو نَؤُومٌ ونُوَمَة: كثير النَّوم. ورجل نومةٌ:خاملٌ لا يُؤبَه له. ومنه استَنامَ لي فلانٌ، إذا اطمأنَّ إليه وسَكَنَ.). فإذا كان الرقاد بمعنى السكون فإن اليقظة تأتى عكس ذلك فهي بمعنى الحذر، فقد جاء في لسان العرب: (ورجل يَقِظ ويَقُظ: كلاهما على النسب أَي مُتَيَقِّظ حذِر،) وجاء في معجم الصحاح في اللغة: (رجلٌ يَقِظٌ ويَقُظٌ، أي متيقّظٌ حذرٌ. وأيْقَظْتُهُ من نومه، أي نبَّهته فَتَيَقَّظَ واسْتَيْقَظَ، فهو يَقْظانُ.). وأما الدلالة اللغوية لقوله تعالى: (وَنُقَلِّبُهُمْ)، فالتقليب كما جاء في لسان العرب: (وتَقَلَّبَ الشيءُ ظهراً لبَطْنٍ، كالـحَيَّةِ تَتَقَلَّبُ على الرَّمْضاءِ. وقَلَبْتُ الشيءَ فانْقَلَبَ أَي انْكَبَّ، وقَلَّبْتُه بيدي تَقْلِـيباً). إذن وبعد الاستعانة باللغة يصبح المعنى واضحاً جداً، فهؤلاء الفتية، وفي وقت واحد، حذرون، يتقلبون ذات اليمين وذات الشمال وساكنون أيضاً! كيف يكون هذا؟! كيف يكون الشخص في آن واحد ساكناً وحذرا؟ والحذر يتطلب الانتباه واليقظة الأمر الوحيد الذي يجعلك تتصور هذا المشهد وتقبله، هو ما ذكرناه من قبل عن إبطاء الزمن داخل الفجوة، فلكي تمر دقيقة واحدة من زمن أصحاب الكهف، على المطلع عليهم أن ينتظر تقريباً مائة وأربعة وخمسين يوماً! وعلى هذا المعنى فإذا أراد أحد أصحاب الكهف أن ينقلب على جنبه اليمين، فلن يكلفه ذلك نصف دقيقة من الزمن تقريباً (زمن الفجوة)، أما المطلع عليهم أو المراقب لهم، فإذا أراد أن يراقب حركة الانقلاب هذه، والتي لا تستغرق سوى نصف دقيقة من الزمن، فعليه أن ينتظر تقريباً سبعة وسبعين يوماً لكي تكتمل الحركة! وهذا ما يسمى بالحركة البطيئة أو بالتعبير الإنجليزي Slow Motion وعلى هذا، فإذا اطلع عليهم شخص فجأة، فسيرى مجموعة من الأشكال البشرية تبدو كالمتجمدة على حركات معينة! سيرى أحدهم رافعاً يده لا ينزلها أبداً! والآخر رافعاً رجله لا ينزلها أيضاً، والثاني رافعاً وسطه وثابتاً عليه! متجمدون على حركات معينة وهم في نفس الوقت أحياء مفتحة عيونهم! أولا يثير هذا المنظر الرعب والخوف! بلى وما في ذلك شك. ولكن كيف يكون الحال إذا عكسنا المشهد؟ بمعنى لو تمكن أحد أصحاب الكهف من أن يطل من فجوته ليرى كيف تسير الأمور خارج الكهف، فماذا سيرى؟ قطعا سيرى الأشياء تمر كسرعة البرق! سيرى الشمس تشرق وتغيب بمعدل تسعة آلاف مرة تقريباً في الساعة الواحدة!! وسيرى المنازل تبنى وتفنى في دقائق! وسيرى الشخص، يولد، ويكبر، ويشيخ، ويموت في دقائق! سيكون مستقبل الأحداث كلها مكشوفا له! باختصار سيرى الأحداث كمن يشاهد فيلماً سينمائياً هو ضاغط على زر التسريع! Play Fast ولكن لا يمكن لأحد من أصحاب الكهف أن يفعل ذلك أبداً، لأنه سيدخل في علم غيب المستقبل ولا يعلم الغيب إلا الله. أما المشهد الأخير في قوله تعالى: (وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد). فالوصيد هنا بمعنى الفناء، أي أن كلبهم باسط ذراعيه بفناء الكهف، وهذا يدل على أنه لم يكن معهم داخل الفجوة! وحسب أقوال العلماء فإن أي جسم يقع بجوار الأجسام ثقيلة الكتلة، لا بد أن تؤثر عليه شدة جاذبيتها! فتشده نحوها، وكلما بلغت الكتلة مبلغاً عظيما كلما اشتدت قوة الجاذبية على الأجسام حتى تمطها مطا كما هو في حالة الثقوب السوداء. وعليه وبالرجوع للآية، فلربما كانت شدة جاذبية الفجوة، السبب وراء مد ذراعي كلب أصحاب الكهف! فالفعل بسط في قوله تعالى (باسط) بمعنى مد، فقد جاء في معجم مقاييس اللغة: (بسط: الباء والسين والطاء أصلٌ واحدٌ، وهو امتِدادُ الشَّيء، في عِرَض أو غير عِرَض). وربما كان أثر المد أو المط خفيفاً جداً على ذراعيه، فلم يلاحظ حينما اعثر الله عليهم. وخفة المد هذه مؤشر أيضاً لمستوى عظم كتلة الفجوة، بمعنى أنها لم ترق إلى مستوى التحول إلى ثقب أسود، إذ لو تحولت إلى ثقب اسود لابتلعت الشمس كلها بدلا من أن تكتفي بجذب جزء من شعاعها!.فإذا أضفنا هذا المشهد إلى المشهدين السابقين فسيكون الرعب أعظم. وإبطاء الزمن كما انطبق على أصحاب الكهف وهم داخل الفجوة ينطبق أيضاً على كل من يكون قريب جداً من الفجوة كما شرحنا من قبل عند الحديث عن الثقوب السوداء، فبالقرب منها ينطوي الزمن وفي داخلها يكون أشد انطواء وبطأ وفي هذا المعنى يقول ريتشارد قوت:Time would pass slowly for you if you simply hovered just out side a black holeوحديثه بمعنى أن الزمن سيمر ببطء إذا ما طوف أحدنا بالقرب من الثقب الأسود. وهذا يعني أن كلب أصحاب الكهف والذي كان يرقد بالوصيد (بفناء الكهف) أي خارج الفجوة ولكنه قريب منها جداً يبطئ زمنه كما أبطأ زمن أصحاب الكهف، ولكن بزمن يختلف قليلاً عن زمن أصحاب الكهف. أما قوله تعالى :( فضربنا على آذانهم)[الكهف: ١١]. والضرب على الآّذان فسره معظم المفسرين بالنوم. وقد جاء في تفسير الإمام القرطبي قال المفسرون: معناه أنمناهم وتقدير الكلام أنه تعالى ضرب على آذانهم حجاباً يمنع من أن تصل إلى أسماعهم الأصوات الموقظة والتقدير ضربنا عليهم حجاباً إلا أنه حذف المفعول الذي هو الحجاب كما يقال بنى على امرأته يريدون بني عليها القبة.) ( ) وجاء عن معنى الضرب في تفسير الشيخ طنطاوي: (وأصل الضرب في كلام العرب يرجع إلى معنى التقاء ظاهر جسم، بظاهر جسم آخر بشدة. يقال: ضرب فلان بيده الأرض إذا الصقها بها بشدة.). وإذا كان تأويل المفسرين للضرب على الآذان الوارد في الآية بمعنى النوم، فكيف يستقيم هذا مع قوله تعالى: (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُود) وهل الرقاد في الآية يعنى النوم؟ وكيف يكونون نياماً والآية وصفتهم باليقظة وبأنهم يتقلبون ذات اليمين وذات الشمال؟ من الصعب جداً أن نقول إنهم كانوا نياماً فالنوم حالة شعورية معروفة للجميع، لكن عموما فإن حالتهم أقرب إلى الإنسان الذي لا يشعر بما يجرى حوله ولا يراه. وإذا كان معنى الضرب، التقاء ظاهر جسم، بظاهر جسم آخر بشدة، فعلى ضوء التفسير العلمي للقصة فإن تفسير قوله تعالى: (فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ) يعنى أن هناك صوتاً شديداً حدث وتسبب في نقلهم إلى الحالة التي كانوا عليها، والصوت يمكن أن يكون جراء انهيار وتراص جزيئات المادة والهواء التي كانت تحتويها الفجوة، حيث تحولت بعد الانهيار إلى جسم ثقيل الكتلة. وهذا بالضبط كما تنهار مادة النجم مكونا الثقوب السوداء مع الفرق في كل. والله أعلم بهذه القصة يكون القرآن قد سبق العلماء حين أثبت أن تحقيق السفر عبر الزمن إلى المستقبل يمكن أن يتم في كوكب الأرض وفي حيز صغير منه، إذ لا يتطلب الأمر أن يتحقق ذلك في الفضاء الخارجي أو أن نقوم بتحويل جرم في حجم كوكب المشترى، وهذا من الاستحالة بمكان، إلى قوقعة صغيرة كما ذكر ريتشارد قوت. ولكن إمكانية تحقيق السفر عبر الزمن إلى المستقبل عن طريق الإنسان كما حدث لأصحاب الكهف مستحيل، لأن الله عز وجل نسبه إلى نفسه حين قال: (ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّه).والله أعلم. منقوووووول ...

wolf09
2014-07-26, 17:49
شكرا اخي عل هاذا الموضوع الرائع

فيصل11
2014-08-05, 18:05
شكراا لك على الموضوع
:mh31: اعتقد لا يوجد شئ اسمه زمكان كما تقول او كما يقول أينشتاين
اعتقد ان المكان وحده والزمان وحده حيث نشعر فقط باشارات الزمن وكانه قطب معكوس لايمكن تفريق بيننهما

بعض الاشياء التى ممكن تساعد في النقل حسب تجريبتي وهي الماء المغنطيس الكهربا يوجد اشياء اخرى

وكذلك الاحلام او النوم

وكذلك انشاء وسط او عزل عن الوسط


وصلت الى هذه النتائج لكن كل تجاربي فشلت :confused::confused:

ولكن نجحت في شئ رؤية المستقبل عن طريق الاحلام

لذلك انصحكم التعمق في احلام الانه هو السر في التنقل

youcefpc
2014-08-12, 00:23
بارك الله فيك على المعلومات القيمة

حميد أبو نوفل
2014-08-15, 01:18
مشكور اخي على الموضوع ، رغم انني لا أؤمن بذلك

MAHDI.S
2014-10-10, 17:10
شكرا موضوغ جميل