جهااااااد
2008-07-11, 23:11
( لم يطرأ تغيير يذكر هنا منذ أربع عشرة سنة ، نفس صفوف بيوت الطين الطويلة وهي تنتأ تجاه الصحراء ونفس منظر النساء في ثيابهن الحمراء وهن يجتمعن عند بئر القرية، ونفس الحشد من الأطفال يجرون في صخب دون عمل يؤدونه ، ونفس الكبار يعيشون في فراغ دون هدف على ما يبدو )*
= = =
تقفز تهمة التمرد على المورث والتجديد غير المرحب به إلى ذهن البعض عند إتمام القراءة لعنوان الموضوع ويتبادر إلى الذهن صورة ذلك الكاتب صاحب الأفكار التجددية المتهكمة على ميراث شعب يقال إنه غني وثري بالكثير، وتُطمس في هذا الزخم الصورة والرأي المنصف الذي يتناول الحقيقة كما هي متعرية من المشاعر والانتماءات.
هذا العنوان هو نتاج لقراءة مقتضبة لكتاب (الربع الخالي) للرحال المعروف في جزيرة العرب ،هاري سانت جون فيلبي (عبدالله فيلبي) الذي يعرف عن صحراء الربع الخالي والجزيرة العربية مالا يعرفه سكانها الأصليين، لذلك يجب أن تكون خلاصة ما نقرأ دوماً مجرد رأي ووجهة نظر قابل لكل عوامل التغيير والتبديل. وأن الوصول إلى هذه الخلاصة بهذه الجرأة لدليل كبير يبرهن أنها عُرِضت على التفكير مرة ومرة ومرة ليقبلها كما هي دون أي رتوش ، وليتقبلها أيضا بصعوبة لأن تراكمات الموروث شكلت جزء من ثقافته وهويته.
رغم إن النص المقتبس من كتاب "فيلبي" لم يكن يتكلم في سياقه عن منطقتنا نحن؛ إلا أن مناطق الربع الخالي والجزيرة العربية عموماً ما هي إلا امتداد طبيعي لبلاد اليمن، فتكاد لا تذكر الاختلافات الاجتماعية بين تلك المناطق.
إن القارئ بعين الحقيقة والموضوعية للتاريخ القريب للمنطقة سيجد أن الفراغية في العيش وانعدامية الأهداف والتوجيهات هي ما كان عليه الحال الحقيقي لأجدادنا القريبين الذين تزامن تواجدهم في حقبة "رحلات فيلبي" لذلك كان منطلق حكم "فيلبي" عليهم الحقيقة التي دعمتها رحلاته الطويلة المستكشفة والشاقة.
وإن من دلالات تلك الحال وذلك الوضع الذي يعيش فيه الأجداد هو الحال اليوم الذي يعيش فيه الأبناء والذي يتمثل بالتمسك بموروث قريب وحديث هو في مضمونه عبارة عن جانب سلوكي لا أكثر خواء من التكوينات الأساسية التي تؤهله ليكون لبنة بناء للحضارة التي تُنشد ويطلبها ذوي الألباب.
وما المشاعر القوية في الالتفاف حول الموروث القريب إلا دليل أيضا على أن ذلك الموروث ارتكز في بنائه وتكوينه على مشاعر الناس وأحاسيسهم لا فكرهم ومعتقداتهم التي يبنى عليها الموروث الحقيقي.
فبينما كان العالم المتسارع في التقدم يخطو الخطوات تلو الخطوات للنمو وكانت المجتمعات الأجنبية في ذلك الوقت ذات اهتمامات قوية وتطلعات أفقية بعيدة ، كانت هموم الأجداد واهتماماتهم تكاد لا تطاول سقف الغرفة، فبين الأخذ بالثأر والغزو على القبيلة المجاورة وقطع الطريق هنا والعبث هناك انحصرت الاهتمامات والتطلعات ولم يكن العمل ضمن منظومة اجتماعية واحدة ومتحدة مقبول لديهم؛ لأن الوحدة الإقليمية كان ينظر لها بنظرة سوء وتشاؤم ولا يزال.
لذلك فإنه من السفاهة التبجح بالإدعاء بأن الموروث الشعبي القريب للمنطقة غني وثري من حيث الحقيقية في المعنى، فثراءه وغناه الحقيقيين في تلك المشاعر الوفيرة التي يكنها الناس له والتي يجب أن توضع جانباً لا في النتائج والإنجازات التي أنتجها ذلك الموروث .... والواقع برهان
= = =
تقفز تهمة التمرد على المورث والتجديد غير المرحب به إلى ذهن البعض عند إتمام القراءة لعنوان الموضوع ويتبادر إلى الذهن صورة ذلك الكاتب صاحب الأفكار التجددية المتهكمة على ميراث شعب يقال إنه غني وثري بالكثير، وتُطمس في هذا الزخم الصورة والرأي المنصف الذي يتناول الحقيقة كما هي متعرية من المشاعر والانتماءات.
هذا العنوان هو نتاج لقراءة مقتضبة لكتاب (الربع الخالي) للرحال المعروف في جزيرة العرب ،هاري سانت جون فيلبي (عبدالله فيلبي) الذي يعرف عن صحراء الربع الخالي والجزيرة العربية مالا يعرفه سكانها الأصليين، لذلك يجب أن تكون خلاصة ما نقرأ دوماً مجرد رأي ووجهة نظر قابل لكل عوامل التغيير والتبديل. وأن الوصول إلى هذه الخلاصة بهذه الجرأة لدليل كبير يبرهن أنها عُرِضت على التفكير مرة ومرة ومرة ليقبلها كما هي دون أي رتوش ، وليتقبلها أيضا بصعوبة لأن تراكمات الموروث شكلت جزء من ثقافته وهويته.
رغم إن النص المقتبس من كتاب "فيلبي" لم يكن يتكلم في سياقه عن منطقتنا نحن؛ إلا أن مناطق الربع الخالي والجزيرة العربية عموماً ما هي إلا امتداد طبيعي لبلاد اليمن، فتكاد لا تذكر الاختلافات الاجتماعية بين تلك المناطق.
إن القارئ بعين الحقيقة والموضوعية للتاريخ القريب للمنطقة سيجد أن الفراغية في العيش وانعدامية الأهداف والتوجيهات هي ما كان عليه الحال الحقيقي لأجدادنا القريبين الذين تزامن تواجدهم في حقبة "رحلات فيلبي" لذلك كان منطلق حكم "فيلبي" عليهم الحقيقة التي دعمتها رحلاته الطويلة المستكشفة والشاقة.
وإن من دلالات تلك الحال وذلك الوضع الذي يعيش فيه الأجداد هو الحال اليوم الذي يعيش فيه الأبناء والذي يتمثل بالتمسك بموروث قريب وحديث هو في مضمونه عبارة عن جانب سلوكي لا أكثر خواء من التكوينات الأساسية التي تؤهله ليكون لبنة بناء للحضارة التي تُنشد ويطلبها ذوي الألباب.
وما المشاعر القوية في الالتفاف حول الموروث القريب إلا دليل أيضا على أن ذلك الموروث ارتكز في بنائه وتكوينه على مشاعر الناس وأحاسيسهم لا فكرهم ومعتقداتهم التي يبنى عليها الموروث الحقيقي.
فبينما كان العالم المتسارع في التقدم يخطو الخطوات تلو الخطوات للنمو وكانت المجتمعات الأجنبية في ذلك الوقت ذات اهتمامات قوية وتطلعات أفقية بعيدة ، كانت هموم الأجداد واهتماماتهم تكاد لا تطاول سقف الغرفة، فبين الأخذ بالثأر والغزو على القبيلة المجاورة وقطع الطريق هنا والعبث هناك انحصرت الاهتمامات والتطلعات ولم يكن العمل ضمن منظومة اجتماعية واحدة ومتحدة مقبول لديهم؛ لأن الوحدة الإقليمية كان ينظر لها بنظرة سوء وتشاؤم ولا يزال.
لذلك فإنه من السفاهة التبجح بالإدعاء بأن الموروث الشعبي القريب للمنطقة غني وثري من حيث الحقيقية في المعنى، فثراءه وغناه الحقيقيين في تلك المشاعر الوفيرة التي يكنها الناس له والتي يجب أن توضع جانباً لا في النتائج والإنجازات التي أنتجها ذلك الموروث .... والواقع برهان