تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : محاربة الإرهاب واجب ديني


عُبيد الله
2007-06-10, 12:08
http://mzayan.com/alsubaie/ebarat41.gif[http://islamroses.com/zeenah_images/besm4.gif

اختص الله الإسلام الذي بعث به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من جميع الأديان، بأنه دين مهيمن على كل الأديان السابقة، فهو أكملها معنى، وأوضحها بيانا، وأقواها حجة وبرهانا، وأوفاها بمصالح العباد وصلاح البلاد. جعل الله فيه نهاية الكمال الإنساني، شرعت أصوله وفروعه على علم وحكمة من رب العالمين ففي عقائده نور القلوب، وفي عباداته تزكية النفوس، وفي أحكامه رعاية المصالح وتحقيق المقاصد، وفي آدابه وأخلاقه خير المجتمع وصلاحه. أصبحت أمة الإسلام بهذا الدين وحدة متكاملة، وصفاً متلاحماً وبنيانا متماسكاً يأبى الله لها أن تتفرق وإن كثرت فيها دواعي التفرق ويأبى الله لدينها القيم إلا أن يظهره على كل الأديان كما قال سبحانه (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون). لقد جعل الله أحكامه وتشريعاته مبنية على اليسر ورفع الحرج، ولا يوجد في أحكامه آصار ولا تعسف ولا ضيق حتى يوصف بالعنت والشدة، بل ما من أمر فيه طرفان للإفراط والتفريط إلا اختار الإسلام بينهما طريقاً عدلاً، قاصداً فيه خير الطرفين وليس فيه شيء من الشر قليل أو كثير، كما وصف الله أهل الإسلام بقوله (وكذلك جعلناكم أمة وسطا). وما كان لهذا الدين القيم أن يبقى ويستمر في تحمل أمانة رسالة البشرية كلها إلا وهو يحمل في تعاليمه وأحكامه وتشريعاته ما يجعله كفيلاً بها لينتهي بالناس إلى أن يكونوا آمنين على دينهم، آمنين على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم وديارهم. وقف الإسلام في وجه الإرهاب المتمثل في الظلم والعدوان والعنف والفساد بكل قوة وصرامة فحرم تهديد الناس وتخويفهم في حياتهم وأمنهم وممتلكاتهم، وجاء في الحديث الذي أخرجه أحمد في مسنده بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا يحل لمسلم أن يروع مسلما". وفي صحيح مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعها وإن كان أخاً لأبيه وأمه". وفي هذا الدليل على تأكيد حرمة المسلم والنهي الشديد عن ترويعه وتخويفه أو التعرض له بما يؤذيه. بهذا يتبين براءة الإسلام من الإرهاب وأهله، لأن دعوته واضحة وطريقته بينة، فهو دين لا يعرف التنظيمات السرية، ولا التخفي في الظلام ولا التخطيط في السراديب، وقد قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين). والإسلام دين الرحمة والسلام والمحبة والإحسان دين المعاملة الحسنة، والاستقامة الجادة والدعوة بالحكمة والإقناع بالحجة، دين عالمي الرسالة يجمع ولا يفرق، ويؤلف ولا ينفر، (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين). لقد أصبح من الواجب على الجميع أن يقف صفاً واحداً متماسكاً لمحاربة الإرهاب وتضييق الخناق عليه، ومواجهة مده الخطير على كل الأصعدة، لأنه نبتة خبيثة شريرة ظالمة يهدد البشرية في حياتها وأمنها، ولم يعد الأمر مجرد حوادث متفرقة، بل هو اتجاه خطير وشر مستطير يسلكه من انطمس عقله، وضل سعيه، وساء عمله. وإذا كان الله قد شدد وخوف وتوعد من فعل المعاصي والآثام بالعذاب الأليم، فإن تطهير الأرض من شر الإرهاب، وخطر الفساد والمفسدين، وتأمين البلاد من التدمير والتخريب، وحفظ النفوس من التقتيل، لمن أعظم الحسنات وأجل الطاعات، لما فيه من تحقيق المصالح للناس ودرء المفاسد عنهم. وإن بلادنا المملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي اكتوت بنار الإرهاب، وابتليت بهؤلاء المفسدين، بل عانت من الإرهاب أكثر مما عانى غيرها من الدول. وهاهي الآن تسعى حثيثة في اجتثاث جذوره واستئصال خيوطه وقطع اتصاله ومواصلته، وها نحن نرى جميعاً أجهزة الدولة تقوم بمطاردة هؤلاء المفسدين، وأكدت جميع الشواهد للعيان يقظة رجال الأمن على كافة مستويات العمل الأمني في البلاد، وتصديهم لكل باغ ومعتد ومفسد، ولكل من يسعى للعبث بأمن واستقرار البلاد وبرهنت الدلائل على أن قيادة هذه البلاد عازمة بحول الله على مواصلة حربها ضد فلول الإرهاب وكشف تنظيماته المستترة، ونواياه الخفية، والإطاحة بتدابيره ومخططاته، وكل هذه المعاني والمفاهيم جاءت في تضاعيف كلمة سمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في افتتاح المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي انعقد في الرياض يوم السبت 25/12/1425هـ. إن المملكة العربية السعودية ما زالت مصممة على مواصلة حربها بعزم وحزم ضد الإرهاب ومطاردة المفسدين في الأرض واستئصال شأفتهم من على وجه الأرض حيث دعت السعودية إلى انعقاد هذا المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب لتبين للعالم أنها صخرة ثابتة تتحطم عليها كل قوى الشر والفساد وهي بهذا العمل تنطلق من دينها وشريعتها الإسلامية ومنهجها الثابت الذي أسست عليه.. وحينئذ فإن الواجب على كل فئات المجتمع القيام بنبذ الإرهاب واجتثاثه من جذوره وإسقاط راياته، وتوعية الناس بخطره والسعي الجاد في كشف مخططاته وتدابيره قبل وقوعها، لأن المستهدف من كل أعماله، أرواحنا جميعاً وبلادنا وخيراتنا، فالأمر لم يعد قاصراً على فئة ضالة أو طغمة، فاسدة، أو عصابة باغية، أو عقول مضللة تعيش بيننا، بل الأمر أوسع من ذلك فهي فتنة عظيمة وسلسلة متصلة الحلقات، رفعت راية الفساد، وركبت مطية الاعتداء وارتضت لنفسها أن تسلك سبيل الإجرام وترويع الناس، وسفك الدماء، واقتراف أشنع الجرائم. والكل مسؤول عن أمن البلاد وسد الثغرات التي يمكن أن تحدث فتنة وبلاء في المجتمع لأن الله تعالى يقول: "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة" فإذا وضعنا أيدينا في اتجاه واحد مع ولاة أمرنا وكبار علمائنا، وعلم كل واحد منا أنه هو المستهدف في نفسه وماله وأهله فإننا حينئذ نبني في مجتمعنا جداراً لا يخترق، وصفاً واحداً لا يفترق وبنياناً متماسكاً لا ينكسر وجسداً واحداً لا ينفصل، و الله تعالى يقول: "وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر" ويقول أيضاً: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان". وختاما لقد أصبحت مقاومة الإرهاب والبحث عن عوامل وجوده بيننا والوقاية من شره وخطره أمراً محتما على الجميع وتتأكد مسؤولية ذلك على أهل العلم والفكر والقلم والإعلام، وعلى المربين والمعلمين في كل مؤسسات التعليم، والآباء والأمهات لينشأ الصغير وتتربى الأجيال على أصول الإسلام وهداياته، ونبذ كل الأفعال المحرمة والطرائق المنكرة ويكون ذلك مقترنا بالنية الصادقة والإخلاص لله في كل عمل ليتحقق المقصود من تلك الأعمال لأن الله تعالى يقول: "وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين".

الدكتور عبدالله عبدالرحمن الشثري - عميد كلية أصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

أختكم
2007-06-11, 18:45
بارك الله فيك أخي الزيتوني على الموضوع الهام !

و إن كنت لا أحب كلمة إرهاب لأنّ الكلمة صارت اصطلاحا و تستعملها أمريكا لوصف كل من لا يعجبها بذلك و أفضل أن نستعمل أي كلمة لها مفهومها في ديننا بحيث لا يلتبس على الناس الفهم و لنَْقُل البغي ! أو الفساد أوـ الخروج على أولي الأمرـ فيما يخص بلادنا الحبيبة الجزائر أمّنها الله و جعلها مستقرَّة مطمئنة و جميع أقطار المسلمين ...و أظهر الله بها الحق حقا و رزقنا اتباعه و أظهر الله بها الباطل باطلا و رزقنا اجتنابه آمين

وهدى الله من يزرع الفتنة فيها من المسلمين إلى الهدى و اتباع سبيل الرَّشاد

أريج_1
2009-01-25, 14:56
جزاك الله خيرا