المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بدع تعظيم الأماكن والقبور


ناشر الخير
2010-12-24, 20:30
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال الحافظ السيوطي رحمه الله في كتابه :
الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع


تعظيم الأماكن التي لا تستحق التعظيم

ومن البدع أيضاً: ما قد عم الابتلاء به تزيين الشيطان للعامة تخليق الحيطان والعمد بالزعفران المجبول بماء الورد، وإسراج مواضع مخصوصة في كل بلد بما ليس عليهم، فيفعلون ذلك، ويظنون أنهم متقربون بذلك؛ ثم يتجاوزون في ذلك إلى تعظيم تلك الأماكن في قلوبهم؛ فيعظمونها، ويرجون الشفاء، وقضاء الحوائج بالنذر لها، وتلك الأماكن من بين عيون وشجر وحائط وطاقة وعامود وما أشبه ذلك بذات أنواط الواردة في الحديث الذي رواه الترمذي وصححه،
عن أبي واقد الليثي قال: خرجنا مع رسول الله ( إلى حنين، وكانت لقريش شجرة خضراء عظيمة، يأتونها كل سنة، فيعلقون عليها أسلحتهم، ويعلفون عندها، ويذبحون لها. وفي رواية أخرى: خرجنا مع رسول الله ( قبل حنين، ونحن حديثو عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عليها، وينيطون بها أسلحتهم، يقال لها: ذات أنواط، فمررنا بسدرة، فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا " ذات أنواط " كما لهم " ذات أنواط " فقال رسول الله : " سبحان الله الله أكبر!! " كما قال قوم موسى لموسى: (اجعل لنا إلهاً كما لهم الهة) قال: " والذي نفسي بيده لتركبنّ سنة من كان قبلكم " فأنكر النبي ( مجرد مشابهتهم للكفار.
قال الإمام أبو بكر الطرطوشي: فانظروا رحمكم الله أينما وجدتم سِدرةً، أو شجرة، أو عاموداً، أو حائطاً، أو طاقة، أو حجراً؛ يقصدها الناس، ويعظمون من شأنها، ويرجون عندها البُرء والشفاء من قبلها، وينوطون بها الخِرَق، ويوقدون عندها شمعاً، أو سراجاً، أو ينذرون بها زيتاً، أو غيره، فهي ذات أنواط. فاقطعوها، واقلعوها، وقوله " ينوطون " أي يعقلون وهذا أمر منكر قبيح؛ فإن هذا يشبه عبادة الأوثان وهو ذريعة إليها، ونوع من عبادة الأوثان؛ إذ عبدة الأوثان كانوا يقصدون بقعة بعينها لتمثال هناك أو غير تمثال يرجون الخير بقصدها. ولم تستحب الشريعة ذلك، فهو من المنكرات، وبعضه أشد من بعض. وسواء قصدها ليصلي عندها، أو ليدعوا أو ليقرأ، أو ليذكر الله، أو ليذبح عندها ذبيحة، أو يخصها بنوع من العبادات.

بدع النذور

وأقبح من ذلك أن ينذر لتلك البقعة دهناً لتنويرها أو شمعاً، ويقول: إنها تقبل النذر، كما يقول بعض الضالين، أو ينذر ذلك لقبر، أي قبر كان، فإن هذا نذر معصية باتفاق العلماء، لا يجوز الوفاء به، بل عليه كفارة يمين عند كثير من العلماء، منهم أحمد وغيره، وكذلك إذا نذر خبزاً وغيره للحيتان أو لعين أو لبئر، وكذلك إذا نذر مالاً ما: دراهم، أو ذهباً، أو بقراً، أو جملاً، أو معزاً للمجاورين عند القبور، أو عند هذه الأماكن المنذور لها، ويسمون السدنة فهذا أيضاً نذر معصية، وفيه شبه من النذر لسدنة الأصنام.

قبور وهمية

فمن هذه الأماكن ما يظن أنه قبر نبي أو رجل صالح، أو يظن أنه مقام، وليس كذلك، فمن هذه الأماكن: عدة أماكن بدمشق، مثل ما يزعمون عن قبر أبي بن كعب أنه خارج باب الشرقي، ولا يعرف بين أهل العلم أن أبي بن كعب إنما توفي بالمدينة ولم يمت بدمشق، والله أعلم قبر من هو. وكذلك مكان بالحائط القبلي بالجامع، ويقولون: إنه قبر هود عليه السلام. فلن يذكر أحد من أهل العلم أن هوداً عليه الصلاة والسلام مات بدمشق، بل قيل: إنه مات باليمن، وقيل: بمكة، وكذلك قبر بباب حبرون، يقال: إنه قبر بعض أهل البيت، وليس بصحيح، بل هذا باب قديم قيل: بناه سليمان عليه السلام، وقيل ذو القرنين، وقيل غير ذلك. وإنما ذكر لهم بعضهم من لا يوثق به في شهور سنة ست وثلاثين وستمائة أنه رأى مناماً يقتضي أن ذلك المكان دفن فيه بعض أهل البيت، قال الشيخ شهاب الدين أبو محمد عبد الرحمن المعروف بأبي شامة الشافعي رحمه الله: وقد أخبرني عنه ثقة أنه اعترف أنه افتعل ذلك، فقطعوا طريق المارة، وجعلوا الباب بكماله مسجداً مغصوباً.
وقد كان الطريق يضيق بسالكيه، فضاعف الله نكال من تسبب بذلك في بنائه، واجزل ثواب من أعان على هدمه اتباعاً لسنة رسول الله ( في هدم مسجد الضرار المرصد لأعدائه من الكفار. فلم ينظر الشرع إلى كونه مسجداً، وهدمه لما قصد به من السوء والضرار.
وكذلك مسجد خارج باب الجابية، يقال له: مسجد أويس القرني، ولم يذكر أحد أن أويساً مات بدمشق، ومن ذلك قبر باب الصغير، يقال: إنه قبر أم سلمة زوجة النبي (. ولا خلاف أن أم سلمة رضي الله عنها ماتت بالمدينة. ومن ذلك مشهد بقاهرة مصر يقال: إن فيه رأس الحسين رضي الله عنه، وأصله أنه كان له بعسقلان مشهد، يقال باتفاق العلماء - لم يخالف أحد منهم: إن رأس الحسين كان بعسقلان، بل فيه أقوال ليس هذا مكانها.
وكذلك مقابر كثيرة لأسماء رجال معروفين، وقد علم أنها ليست مقابرهم، فهذه المواضع ليست فيها فضيلة أصلاً.

أوهام وأباطيل

ومن ذلك مواضع يقال إن فيها أثر النبي ( أو غيره، كما يقوله الجهلة في الصخرة التي ببيت المقدس إن فيها أثراً من وطء النبي (. وفي مسجد قبل دمشق يسمى القدم يقال: إن فيه أثر قدم موسى (. وهذا باطل لا أصل له، ولم يقدم موسى ( دمشق، ولا ما حولها، وكذلك مساجد تضاف إلى بعض الأنبياء والصالحين تم بناؤها على أنه رؤى في المنام هناك، ورؤية النبي ( أو الرجل الصالح في المنام ببقعة لا يوجب لها فضيلة، تقصد لأجلها وتتخذ مصلى مكروه، وإنما يفعل ذلك وأمثاله أهل الكتاب. وهذه الأمكنة كثيرة موجودة في أكثر البلاد، فهذه البقاع لا يعتقد لها خصيصة كائنة ما كانت، فإن تعظيم مكان لم يعظمه الله شر مكان، وهذه المشاهد الباطلة إنما وضعت مضاهاة لبيوت الله، وتعظيماً لما لم يعظمه الله، وعكوفاً على أشياء لم تنفع ولم تضر، وصداً للخلق عن سبيل الله، وهي عبادته وحده لا شريك له بما شرعه على لسان رسول الله ( واتخاذها عيداً هو الاجتماع عندها، واعتياد قصدها، فإن العيد من المعاودة. وقد يحكى عندها من الحكايات التي فيها تأثير مثل أن رجلاً دعا عندها فاستجيب، أو نذر لها فقضيت حاجته، أو نحن ذلك. وبمثل هذه الأمور كانت تعبد الأصنام، وبمثل هذه الشبهات حدث الشرك في الأرض.

كراهية النذر

وقد صح عن النبي ( أنه نهى عن النذر، وقال: " إنه لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل " فإذا كان نذر الطاعات المعلقة بشرط لا فائدة فيه، ولا يأتي بخير، فما الظن بالنذر لما لا يضر ولا ينفع.

دفع شبهة

وأما إجابة الدعاء هناك فقد يكون سببه اضطرار الداعي، وقد يكون سببه مجرد رحمة الله له، وقد يكون سببه أمراً قضاه الله عز وجل لا لأجل دعائه، وقد يكون له أسباب أخرى.

وإن كانت فتنة في حق الداعي، وقد كان الكفار يدعون، فيستجاب لهم، فيُسقون ويُنصرون ويُعافون مع دعائهم عند أوثانهم وتوسلهم بها. وقد قال تعالى: (كَّلاّ نُمْدُّ هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظوراً).
وأسباب المقدورات فيها أمور يطول تعدادها، وإنما على الخلق اتباع ما بعث الله به المرسلين، والعلم بأن فيه خير الدنيا والآخرة.

حنين موحد
2010-12-25, 09:39
بارك الله فيك
وأنت تعلم أن عمر قطع الشجرة التي تمت قيها بيعة الرضوان ختى لا يعطمها الجاهلون

fatimazahra2011
2010-12-25, 10:24
http://www.samysoft.net/forumim/slambasmla/123g.gif

http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayatc67888cab2.gif





http://www.samysoft.net/forumim/shokr/4/fgsgsdg.gif

http://dc06.arabsh.com/i/00838/kvvw3txepjzm.gif

ناشر الخير
2010-12-25, 12:32
بارك الله فيك
وأنت تعلم أن عمر قطع الشجرة التي تمت قيها بيعة الرضوان ختى لا يعطمها الجاهلون

جزاك الله خيرا يا أخي
ورضي الله عن الصحابة الكرام.

جزائري كتلوني
2010-12-25, 12:48
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز بارك الله فيك على الموضوع وجعله في ميزان جسناتك

لؤلؤة الرحمن
2010-12-25, 13:28
بارك الله فيك اخي

_أمل جديد_
2010-12-25, 13:40
http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat632b27691f.gif
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم

boulboul113
2010-12-25, 14:15
http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQquAkFavBBKUBI2WtU5WL23VtGRW5RM 544b0CVz8uubrb1LQje9g

ناشر الخير
2010-12-26, 11:30
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم

_أمل جديد_
2010-12-26, 16:24
http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat632b27691f.gif
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم

ناشر الخير
2010-12-27, 15:41
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا

جواهر الجزائرية
2010-12-28, 11:25
[color="red"][b]بسم الله الرحمن الرحيم

( الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ) ( الأنعام : 1 ) .

( وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين . إنما هو إله واحد فإياي فارهبون . وله ما في السموات والأرض وله الدين واصباً .

أفغير الله تتقون . وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون . ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم

يشركون .

ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون ) ( النحل : 51- 55) .

( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون . الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءً وأنزل

من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم . فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون ) ( البقرة : 21-22 ) .

( أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون . لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون . لا يسأل

عما يفعل وهم يُسألون . أم اتخذوا من دونه آلهة ، قل هاتوا برهانكم . هذا ذكر من معي وذكر من قبلي ، بل أكثرهم لا

يعلمون الحق فهم معرضون . وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) ( الأنبياء : 21- 25 ) .

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة مقر بربوبيته ، شاهد بوحدانيته ، مذعن له بطاعته ، معترف بنعمته ، فار

إليه من ذنبه وخطيئته ، مؤمل لعفوه ورحمته ، طامع في مغفرته ، بري إليه من حوله وقوته .

لا يبتغى سواه رباً ، ولا يتخذ من دونه ولياً ولا وكيلاً ، عائذ به ملتج إليه ، لا يروم عن عبوديته انتقالاً ولا تحويلاً .

وأشهد أن محمداً عبدالله ورسوله ، وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه ، أقرب الخلق إليه وسيلة ، وأعظمهم عنده جاهاً

وأسمعهم لديه شفاعة ، وأحبهم إليه وأكرمهم عليه .

رفع له ذكره ، وشرح له صدره ، ووضع عنه وزره ، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره .

أرسله الله على حين فترة من الرسل ، والناس من الكفر والجهل والضلال في أقبح خيبة وأسوأ حال ، يعبدون الأصنام

ويدعون الأوثان ويتخذون الأنداد ، وقد جمعوا إلى ذلك ألواناً من الفواحش والمنكرات ، كالقتل والزنا وشرب الخمر ونكاح

المحارم ووأد البنات ، وزيادة في الكفر وإمعاناً في الغي والضلال .

فقام فيهم رسول الله صلى الله وسلم بما أوجبه الله عليه من الدعوة والتبليغ والإنذار خير قيام ، ودعاهم إلى توحيد الله

وترك الإشراك به ونبذ الآلهة والأصنام ، فأبوا عليه وعاندوه وكذبوه ، ثم تمالؤا عليه فآذوه وأخرجوه ، هو ومن آمن معه

، وما آمن معه إلا قليل .

وظل صلى الله عليه وسلم مشمراً في تبليغ هذا الدين لا يرده عنه راد ، صادعاً بما أمره الله لا يصده عنه صاد ، حتى

أشرقت برسالته الأرض بعد ظلماتها ، وتألفت بدعوته القلوب بعد شتاتها ، وعز جند الرحمن وذل حزب الشيطان وظهر

نور الفرقان وقامت حجة الله على الإنس والجان .

فلما أظهر الله دينه وأكمله ، وأتم على عباده نعمته وفضله ، قبض إليه عبده ورسوله ، تاركاً أمته على محجة بيضاء نقية

وطريقة واضحة سوية لا يزيغ عنها إلا هالك .

وظل نور النبوة ساطعاً في القرن الأول لم تطفئه عواصف الأهواء ، ولم يلتبس بظُلَم الآراء ، حتى فتح عليهم باب الفتنة

بعد مقتل الخليفة الراشد أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ونشأت من يومها الفرقة في الأمة ، وظهرت

البدع والأهواء ، وخرجت الفرق الضالة كالخوارج والشيعة والقدرية وأهل الإرجاء .

ثم كثرت في القرنين الثاني والثالث وتفرعت وافترقت ، وازدادت كثرة في القرون التي تلت .

ولم تزل تنمو وتكثر وتتعدد ، تحقيقاً لقضاء الله الكوني ، وتصديقاً للحديث النبوي الذي أخبر فيه صلى الله عليه وسلم أن

أمته ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة . وهذه الفرقة الناجية والطائفة المنصورة هي التي بقيت

موصولة بالعهد القديم والنهج القويم ، مستمسكة بحبل الله المتين متبعة صراطه المستقيم ، مستضيئة بنور السنة والكتاب

، مستنيرة بمنهج الأصحاب ، قائمة بما أمر الله به من النصح والبيان والجهاد باليد واللسان والبنان .

ولقد سطر التاريخ حوادث متنوعة ووقائع متعددة من جهاد سلف هذه الأمة الخيرة ، لدعاة البدع والأهواء مع ظهور أول

بدعة في الدين ، بدعة التكفير التي أسسها الخوارج ، فقام الصحابة بواجب الرد والإنكار ، فجادلهم حبر هذه الأمة عبدالله

بن عباس رضي الله عنهما وحاجهم ، فهدى الله به جماعة منهم ، وأصر الباقون على بدعتهم فقاتلهم الصحابة في وقعة

مشهورة .

ورد علي بن أبي طالب رضي الله عنه على الشيعة بدعتهم، ولما أصر غلاتهم على الكفر حرقهم بالنار ليكونوا عبرة لأولي

الأبصار.

وأنكر عبدالله بن عمر رضي الله عنهما على معبد الجهني رأس القدرية وتبرأ منه ومن بدعته .

وأنكر الحسن البصري رحمه الله في عصر التابعين ، على واصل بن عطاء رأس المعتزلة ، وهجره وأمر بعزله عن

مجلسه .

ولما ظهر الجعد بن درهم رأس علماء الكلام وأول من قال بخلق القرآن ، أنكر عليه وهب بن منبه وغيره من الأئمة

وحذروه .

فلما أصر على كفره ضحى به خالد بن عبدالله القسري .

وناظر الإمام الشافعي رحمه الله بشراً المريسي رأس الجهمية في وقته ، وكفره أكثر الأئمة ، وألف في الرد عليه الإمام

عثمان الدارمي .

ولما صار للمعتزلة الجهمية صولة وسطوة في عهد المأمون الذي تبنى بدعتهم ودعا إليها وامتحن الناس عليها ، وقف

الأئمة منها موقفاً مشرفاً وعلى رأسهم إمام أهل السنة في عصره بلا منازع أحمد بن حنبل رحمه الله ورضي عنه ، وقد

ألف فيهم كتابه المشهور " الرد على الجهمية والزنادقة " .

ولم يزل دأب أئمة السلف في الرد على أهل البدع والأهواء والتصدي للمخالفين عبر تلك القرون الطويلة ، خاصة بعد

حدوث النحل الخبيثة ، القرامطة والباطنية والفلاسفة الملاحدة ، وهذه الفرق هي أشد نكبة نكب بها الإسلام وأهله منذ أن

خلق الله الخليقة إلى يومنا هذا ، وقد قيض الله لها من يردها ويدحرها وينتصر للسنة وأهلها ، إماماً عبقرياً من أئمة

الهدى ، وهو شيخ الإسلام أحمد بن تيمية عليه رحمة الله فناظرهم وجادلهم وحاجهم وألف في الرد عليهم وكشف زيفهم

وباطلهم وله في الرد على كل الفرق المخالفة والمذاهب المنحرفة ، مؤلفات عديدة ، فكان بحق إمام أهل السنة في عصره

وحامل لواء الذب عن عقيدة السلف والدفاع عن حوزة السنة والدفع في وجه كل بدعة مضلة.

ولا تزال مصنفات ذلك الإمام الفذ ورسائله في كل فن ، وخاصة في تقرير مذهب السلف والرد على المخالفين ، هي المرجع

الأساس لكل من جاء من بعده من علماء الأمة .

ومن أجل ذلك عاداه أصحاب تلك النحل الفاسدة واجتمعوا عليه وتكالبوا ورموه عن قوس واحدة ، ولما أعجزهم في مقام

الحجة والبيان والمناظرة لجأوا إلى مثل ما لجأ إليه أعداء الرسل حين تنقطع منهم الحجة ويخرسهم منطق الحق ( قالوا

حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين ) .

وتفصيل الكلام على جهاد ذلك الإمام الهمام وردوده ومناظراته مع المخالفين لا تكفيه هذه الأسطر ، ولا مئات الأسطر ،

ويكفينا الإشارة إلى بعضها ، على سبيل المثال لا الحصر : فقد رد على غلاة المتصوفة وكفرهم ، كابن عربي والحلاج وابن

الفارض والعفيف التلمساني ، ورد على الفلاسفة ، كابن سينا والفارابي ، وعلى الأشاعرة ، كالرازي والباقلاني وأبي

حامد الغزالي ، وغيرهم .

وظل الجهاد ماضياً بين أهل السنة والمخالفين ، يقوى تارة ويفتر أخرى ، إلى أن جاء عهد قويت فيه شوكت البدع

وسرت في الأمة سريان النار في الهشيم ، وبلغ الجهل بالدين مبلغاً يندى له الجبين ، فعبدت الأصنام والأشجار والأحجار ،
وانتهكت المحارم وظهرت الفواحش والمنكرات وغدت أمور الدين وأركانه وفرائضه لدى كثير من

أبناء المسلمين نكرة من النكرات .

فقيض الله لهذه الأمة شيخ الإسلام ، الإمام المصلح الرباني ، محمد بن عبدالوهاب التميمي ، الذي جدد الله به الدين ونصر

به الملة وأعلى به السنة وقمع به الباطل ودحر به البدعة ، فطفق يدعو الناس إلى عبادة الله وحده وترك الإشراك به ،

ويبث فيهم مذهب السلف ، وله مصنفات في تقرير مسائل التوحيد والرد على المخالفين ، وأوذي من أجلها وامتحن حتى

كتب الله له القبول في الأرض ، فعمت دعوته أرجاء المعمورة ، ونفع الله بها أمماً وخلائق لا يحصى عددهم إلا الخالق .

واستمر الأمر على ذلكم المنوال ، والخلاف قائم بين الطائفتين ، دعاة السنة والائتلاف ودعاة البدعة والاختلاف ،

والحرب بينهما سجال ، غير أن الحق دائماً منصور ، والباطل مهزوم مدحور ( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا
يعلمون ) .


جزاك الله خيرا

ناشر الخير
2010-12-28, 18:28
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم

_أمل جديد_
2010-12-30, 01:05
http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat632b27691f.gif
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم

ناشر الخير
2010-12-30, 11:11
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
ووفقكم الله لكل خير