المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اليتيمة الصغيرة.


ابراهيم101
2010-12-24, 14:42
اليتيمة الصغيرة
أماه ما إن فتحت عيني على هذا الوجود الرحب حتى عرفتك كيانا أجد فيه حضنا دافئا وحبا وديعا، وأنسا كريما ، وغذاء وفيرا ، وقلبا حنونا.
كنت أرى كثيرا من الأشياء حولي ،أرى أمهات كثيرات ، ولكنك تتميزين عنهن تميز الألوان، وعندما أبكي تتحرك أوتار الحب لديك ، فتعزف حنانا ومودة ورحمة.
كنت ضعيفة أحتمي بك من كل مكروه يصيبني، أحتمي بصوتك الرنان ولسانك الحنان الذي لا يدخر جهدا في إطلاق عبارات الود والدلال ، كان يغمرني فينقشع الغيض من صدري انقشاع الضباب من على وجه الأرض.
هكذا كنت أراك وهكذا صورك الله في مخيلتي، حتى اقتنعت أنك الوجود الرحب، وأنك الأمل ، وأنك الحياة.
وكلماَََ كبرت كبرت معي صورتك، وعظم عندي مقامك ، وغمرتني إرشاداتك ودروسك التي كنت أتلقاها منك لقد علمتني كيف أكون وكيف لا أكون، لقد طبع الله على قلبي كلمة تهتز لها الأعماق وتبذر في مهجتي العزة والأشواق، إنها كلمة'' أمي'' حرمتني منها الأيام بعدما اشتد تعلقي بك، اشتدادا لا يوصف ولا يقدر، حتى صرت أراك في منامي وفي يقظتي أراك ماثلة أمامي في حجرة الدرس ، أراك عندما أغمض عيني ، فسبحان الذي بذر في نفوس العباد وغير العباد هذه العلاقة الوطيدة بين الأمهات والأبناء، أراك وجودا ملازما صادقا ومفضلا.
لقد نزل نبأ وفاتك على قلبي نزول الصاعقة ، وحينها شعرت بدوار مفاجئ قد غمرني وأفقدني وعيي ساعات طوال ما أصعب هذه المفاجأة وما أشدها حتى تمنيت لو كنت مجنونة حتى لا أعقل مثل هذه الأنباء القاتله التي تصيب أعماق الانسان فتحرق أكبادها وتلهب أعماقها، ولما أفقت وجدت المنزل قد غص بالنسوة يذرفن دموع الحسرة والأسى على هذا المصاب الجلل .
أيتها الأم الحنون ، بأي دمع أبكيك إن قلبي يتفتت ويتألم ، أطلقت العنان للدموع حتى أشفي غيضي وأريح حنقي من هذه المصيبة التي حلت بي وبإخوتي وضاقت بي الأرض بما رحبت ، وصرت كالعصفورة التي تهاوت تحت ضربات البرد في يوم ممطر.
أماه لقد اختطفك الموت مني اختطافا ولم يمهلني حتى ارتوي من حنانك وودك، لقد طار قلبي وراءك وطارعقلي وأفقدني صوابي، وهل الدموع كافية كي أنساك لا أظن ذلك صحيحا لأن صورتك المتكاملة مغروسة في كياني سوف تبقى بين عيني تلازمني حتى الموت ، وكلما أذكرك يهزني إحساس دافق بمدى تأثري لفقدانك، أيتها الأم الغاليه وداعا وداعاإلى أن يجمعنا الله يوما إن شاء في جنة الخالدين ، وهنالك سأراك وسوف أمعن فيك النظر حتى أشفي غليلي وسأتمتع برؤيتك ،وهنالك أنسى الدنيا ولوعة الفراق وداعا ياأمي وداعا وداعا أيتها الغاليه.

الأستاذ : الشاعر والكاتب بوتمجت ابراهيم.

ذبُــولْ ~
2010-12-24, 15:00
شكرا جزيلا لك..

فريدرامي
2010-12-24, 20:36
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء