تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لا تستصغر نفسك (م.للفائدة)


bachirsaber
2010-12-22, 21:52
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


يُحكى عن المفكر الفرنسي ( سان سيمون ) ، أنه علم خادمه أن يوقظه كل صباح

في فراشه وهو يقول

( انهض سيدي الكونت .. فإن أمامك مهام عظيمة لتؤديها للبشرية ! ) .

فيستيقظ بهمة ونشاط ، ممتلئاً بالتفاؤل والأمل والحيوية ، مستشعراً أهميته

وأهمية وجوده لخدمة الحياة التي تنتظر منه الكثير .. والكثير ! .

المدهش أن ( سان سيمون ) ، لم يكن لديه عمل مصيري خطير ليؤديه

فقط القراءة والتأليف ...

وتبليغ رسالته التي تهدف إلى المناداة بإقامة حياة شريفة قائمة على أسس التعاون

لا الصراع الرأسمالي والمنافسة الشرسة .

لكنه كان يؤمن بهدفه هذا ، ويعد نفسه أمل الحياة كي تصبح مكانا أجمل

وأرحب وأروع للعيش .

فلماذا يستصغر المرء منا شأن نفسه ويستهين بها !؟

لماذا لا نضع لأنفسنا أهدافاً في الحياة ، ثم نعلن لذواتنا وللعالم أننا قادمون لنحقق أهدافنا

ونغير وجه هذه الأرض ـ أو حتى شبر منها ـ للأفضل .

شعور رائع ، ونشوة لا توصف تلك التي تتملك المرء الذي يؤمن بدوره في

خدمة البشرية والتأثير الإيجابي في المجتمع .

ولكن أي أهداف عظيمة تلك التي تنتظرنا !! ؟

سؤال قد يتردد في ذهنك

وأجيبك ـ وكلي يقين ـ بأن كل امرء منا يستطيع أن يجد ذلك العمل العظيم الرائع

الذي يؤديه للبشرية .

إن مجرد تعهدك لنفسك بأن تكون رجلا صالحا ، هو في حد ذاته عمل عظيم ..

تنتظره البشرية في شوق ولهفة .

أدائك لمهامك الوظيفية ، والاجتماعية ، والروحانية .. عمل عظيم

قل من يؤديه على أكمل وجه .

العالم لا ينتظر منك أن تكون أينشتين آخر ، ولا أديسون جديد ، ولا شافعي معاصر .

فلعل جملة مهاراتك ومواهبك لا تسير في مواكب المخترعين و عباقرة العلم .

لكنك أبدا لن تُعدم موهبة أو ميزة تقدم من خلالها للبشرية خدمات جليلة .

يلزمك أن تُقدر قيمة حياتك ، وتستشعر هدف وجودك على سطح هذه الحياة

كي تكون رقما صعبا فيها .

وإحدى معادلات الحياة أنها تعاملك على الأساس الذي ارتضيته لنفسك ! .

فإذا كانت نظرتك لنفسك أنك عظيم ، نظرة نابعة من قوة هدفك ونبله .

فسيطاوعك العالم ويردد ورائك نشيد العزة والشموخ .

أما حين ترى نفسك نفرا ليس ذو قيمة ، مثلك مثل الملايين التي يعج بهم سطح الأرض

فلا تلوم الحياة إذا وضعتك صفرا على الشمال ، ولم تعبأ بك أو تلتفت إليك .

قم يا أخي /أختي واستيقظ ..!

فإن أمامك مهام جليلة كي تؤديها للبشرية

من كتاب :: أفكار صغيرة لحياة كبيرة