انكماش فقهي أو رؤوس منكمشة ؟

[منير العاصمي]

قرأت مقالا أعجبني بعنوان : " انكماش فقهي " يدعو صاحبه إلى الاعتماد على مقاصد الشّريعة في الاجتهاد الفقهي، و نبذ الفهم الخاطئ لبعض القواعد الأصوليّة الأساسيّة، منتقدا الجمود الفقهي الذي أدّى إلى تخلّف المسلمين و تحيّرهم في الكثير من المسائل الرّاهنة
و مثل هذه المقالات ينبغي أن يكون لها حضور دائم في منتدياتنا، نظرا للحاجة الماسّة إليها، فإثراء الفكر و النّقاش في هذه المواضيع هو البذرة الخصيبة التي تحمل في طيّاتها ثمار التغيير و التّقدّم
و أحببت أن أشارككم بالتعليق الذي أوردته على كاتب المقال و هو التّالي :
ليس هناك انكماش فقهي حقيقة، و إنّما هناك رؤوس منكمشة، و ذلك لأنّ أصحاب هذه الرؤوس يتفنّنون في إبراز انكماشهم و محاولة تسويقه للنّاس على أنّه هو الحلّ المبارك من السماء، أو أنّه خبز السّماء كما يقول النّصارى
آليات الاجتهاد الفقهي سلاح ذو حدّين، يمكن استعمالها لإنتاج حضارة بنّاءة كما فعل أسلافنا، كما يمكن استعمالها في الهدم و تشويه الحقائق، كما هو شائع اليوم - مع الأسف الشديد -
إنّ الرّؤوس المنكمشة لا يمكن الحوار معها، فمن العبث محاولة اقناعها بضرورة الانفتاح
بل إنّها ترى في الإنكماش أصالة و تميّزا يجعلها في مركز منفرد متقدّم على سائر النّاس، و ترى في الانفتاح وسيلة خطيرة للانقضاض على الثّوابت
فأصحاب العقول المنكمشة يدعون للعيش في الواقع كما هو دون محاولة المساس به،
و الحلّ هو في اسقاط الرؤوس المنكمشة نهائيّا

[طه حميدي]

السلام عليكم أخي الكريم
موضوعك رائع لكن كلامك كله مرسل لايمت للعلم بصلة فأنت صنفت لتوك الناس الى منكمش ومتفتح دون تعاريف مضبوطة للانفتاح و الانكماش وهذا يحعلك مجرد مدع لم يقدم اي اثبات فرجائي منك أخي الكريم أن تنير لنا شمعة بدلا من لعن الظلام وذلك بطرح المسائل برؤية علمية ولنتناقش حولها على أسس متينة مطبقين أصول الفقه بما فيها مقاصد الشريعة من أجل فهم النوازل والبت فيها أما مجرد تهم تكال دون مكيال لا أراها الا تزيدنا غرقا والله أعلم

[منير العاصمي]

الأخ طه زادك الله حرصا و أدبا
لكن الذي يبدو أنّك لم تفهم الموضوع من أساسه، و لهذا بدا لك الموضوع مرسلا
أنصحك قبل كل شيء بالرّجوع إلى الموضوع الأصلي لتتمكّن بعد ذلك من المشاركة البنّاءة لإثراء الموضوع
أمّا قولك إنّني صنّفت النّاس، فغريب منك لأنني لست في صدد تصنيفهم على الإطلاق، و لعلّ ما دعاك لهذا القول الغريب هو تنزيلك لما كتبته على طائفة معيّنة، فاسمح لي أن أقول عندئذ بأنّ تنزيلك لما أوردته في موضوعي هو عين التّصنيف
أمّا قولك أنّ الكلام الذي أثبته هو مجرّد ادّعاء و أنّه يحتاج إلى إثبات، فهو كذلك غريب لأنّ الإدّعاء كما تعلّمناه هو أن أن تزعم حقّاً لك أو لغيرك كما ورد في ( معجم مقاييس اللغة لابن فارس ) إذا كنّا بصدد الدّعوى القانونيّة، أو هو تشبّع الشّخص بما لم يعطى - كما ورد في بعض الأحاديث الشريفة - إذا كنّا بصدد المعنى اللّغوي البسيط
فأن كان قصد المعنى الأوّل فقد جعلت نفسك قاضيا عليّ، و إن كان قصدك هو الثّاني فلعمري تحتاج إلى الرّجوع إلى المعاجم اللّغويّة حتّى لا تسيء استعمال هذه اللّفظة مرّة أخرى
أمّا باقي كلامك فلم أفهمه مع الأسف ربّما لتسرّعي في استيضاح المقصود من كلامك، فحاول إعادة صياغته بشكل أبسط يناسب فهمي المتواضع
شكرا لك على المرور