حمدان العربي
2010-12-17, 09:33
" مجموعة أهم الأحداث" : قصة الغراب المشهورة ، الذي أراد ذالك الغراب يوما التنكر لمشيته ، تمنيا بالحمامة و مشيتها "المتبخترة" وأراد تقليدها في ذالك . و بعد عدة محاولات لم يستطيع تقليد تلك المشية . والمصيبة عندما حاول العودة إلى مشيته الأصلية نسياها هي أيضا و بقى حائرا في أمره "لا هو قلد الحمامة ولا تذكر مشيته الأصلية". أتذكر دائما هذه القصة في كل مناقشة مع "أشباه متعلمين" ، رغم أني في الأصل أتجنب المناقشة معهم لكن في بعض الحالات أجبر (بضم الألف) على ذالك.
هؤلاء "أشباه المتعلمين" يحملون كل "التحجر" و الجمود الحاصل في العقول إلى اللغة العربية ، محملين إياها كل المصائب ويتهمونها بالعقر . تماما كالزوج الذي يتهم زوجته بذالك رغم أن العيب فيه " عضويا و نفسيا"... وأصبح أي من كان يتطاول على هذه اللغة ذات الكمال و الجمال تبهر القلوب قبل العيون . انتحرت من اجلها أقلام الشعراء و الأدباء وجف مدادهم وأوراقهم طلبا لودها . ويكفيها فخرا و شرفا أنها اختارها الله ، عز وجل ، اللغة التي يخاطب بها عباده...
دائما في مناقشتي مع هؤلاء الذين تنطبق عليهم "قصة الغراب" اطرح عليهم نفس السؤال ، لأنني متقين أنه (أي سؤال) نقطة ضعفهم لا يستطيعون المجادلة فيه ، السؤال : من الذي يطور الآخر ، العقل البشري أم اللغة هي من تطور هذا العقل ؟ فينسحبون في الحال من المجادلة و حالهم كحال "من على رؤوسهم الطير". اللغة ، هي وسيلة اتصال ، تماما مثل الإشارة للصم أو الطائرة ، دراجة ، سيارة ... أو الهاتف ، جهاز الحاسوب ...العقل البشري هو من يجعل تلك الوسائل فعالة وليس العكس.
المصيبة أن هذه التهمة الموجهة إلى اللغة العربية منتشرة حتى في بعض العائلات الأكثر تحفظا . تجدهم يحرصون على أولادهم في المواد الفرنسية و لا يهتمون بهم في لغم الأم . بل تجدهم ينزعون آخر انزعاج عندما لا يحصلون أولادهم على علامات مميزة في المواد الفرنسية ، وتراهم أكثر غبنا إذا ارتكب احد أبنائهم خطأ بسيط في تركيب جملة فرنسية ، مثلا، كصرف الفعل في بداية الجملة ... وبالعكس ، تجدهم منبسطين آخر انبساط وهم يشاهدون أبنائهم يحطمون نحويا الجمل العربية تحطيما : كنصب الفاعل ، ورفع المجرور...
خلاصة القول ، أن العقل البشري هو وحده من يتحمل مسؤولية تطور من عدمه لأي لغة مثلها مثل أي وسيلة أخرى . وهو (أي العقل البشري) من يرتكب جريمة قتل اللغة وهي في أعز شبابها . أو يحييها وهي ميتة كاللغة العبرية ، التي أحيياها أهلها وردوا لها الاعتبار بعد أن شبعت موتا. وآخرين يريدون دفن لغتهم و هي حية تزرق...
لكن هذه اللغة ( العربية) ، جاءها رد الاعتبار (http://art-ev.blogspot.com/2010/06/blog-post_17.html) من غير أهلها ...عندما اعتبر مسؤول أجنبي سامي أن اللغة العربية أكثر أهمية من اللغة الفرنسية ، وأن هذه الأخيرة ،أي اللغة الفرنسية، التي يتشبث بذيلها الكثيرين، لم تعد لغة مجدية أو لغة حديثة...
وهذا لا يعني أننا نفرط في تعليم أبنائنا أكبر عدد ممكن من اللغات ، حتى العبرية (على قاعدة من تعلم لغة قوما نجا من شرهم ) ، لكن علينا أن لا نهين و لا نلقي اللوم على لغة الأم و اللسان جزافا وظلما ... والخوف كل الخوف أن يحصل لنا كما حصل لذالك "الغراب المسكين" .
حمدان العربي الإدريسي
( نبش في ذاكرة)
17.12.2010
هؤلاء "أشباه المتعلمين" يحملون كل "التحجر" و الجمود الحاصل في العقول إلى اللغة العربية ، محملين إياها كل المصائب ويتهمونها بالعقر . تماما كالزوج الذي يتهم زوجته بذالك رغم أن العيب فيه " عضويا و نفسيا"... وأصبح أي من كان يتطاول على هذه اللغة ذات الكمال و الجمال تبهر القلوب قبل العيون . انتحرت من اجلها أقلام الشعراء و الأدباء وجف مدادهم وأوراقهم طلبا لودها . ويكفيها فخرا و شرفا أنها اختارها الله ، عز وجل ، اللغة التي يخاطب بها عباده...
دائما في مناقشتي مع هؤلاء الذين تنطبق عليهم "قصة الغراب" اطرح عليهم نفس السؤال ، لأنني متقين أنه (أي سؤال) نقطة ضعفهم لا يستطيعون المجادلة فيه ، السؤال : من الذي يطور الآخر ، العقل البشري أم اللغة هي من تطور هذا العقل ؟ فينسحبون في الحال من المجادلة و حالهم كحال "من على رؤوسهم الطير". اللغة ، هي وسيلة اتصال ، تماما مثل الإشارة للصم أو الطائرة ، دراجة ، سيارة ... أو الهاتف ، جهاز الحاسوب ...العقل البشري هو من يجعل تلك الوسائل فعالة وليس العكس.
المصيبة أن هذه التهمة الموجهة إلى اللغة العربية منتشرة حتى في بعض العائلات الأكثر تحفظا . تجدهم يحرصون على أولادهم في المواد الفرنسية و لا يهتمون بهم في لغم الأم . بل تجدهم ينزعون آخر انزعاج عندما لا يحصلون أولادهم على علامات مميزة في المواد الفرنسية ، وتراهم أكثر غبنا إذا ارتكب احد أبنائهم خطأ بسيط في تركيب جملة فرنسية ، مثلا، كصرف الفعل في بداية الجملة ... وبالعكس ، تجدهم منبسطين آخر انبساط وهم يشاهدون أبنائهم يحطمون نحويا الجمل العربية تحطيما : كنصب الفاعل ، ورفع المجرور...
خلاصة القول ، أن العقل البشري هو وحده من يتحمل مسؤولية تطور من عدمه لأي لغة مثلها مثل أي وسيلة أخرى . وهو (أي العقل البشري) من يرتكب جريمة قتل اللغة وهي في أعز شبابها . أو يحييها وهي ميتة كاللغة العبرية ، التي أحيياها أهلها وردوا لها الاعتبار بعد أن شبعت موتا. وآخرين يريدون دفن لغتهم و هي حية تزرق...
لكن هذه اللغة ( العربية) ، جاءها رد الاعتبار (http://art-ev.blogspot.com/2010/06/blog-post_17.html) من غير أهلها ...عندما اعتبر مسؤول أجنبي سامي أن اللغة العربية أكثر أهمية من اللغة الفرنسية ، وأن هذه الأخيرة ،أي اللغة الفرنسية، التي يتشبث بذيلها الكثيرين، لم تعد لغة مجدية أو لغة حديثة...
وهذا لا يعني أننا نفرط في تعليم أبنائنا أكبر عدد ممكن من اللغات ، حتى العبرية (على قاعدة من تعلم لغة قوما نجا من شرهم ) ، لكن علينا أن لا نهين و لا نلقي اللوم على لغة الأم و اللسان جزافا وظلما ... والخوف كل الخوف أن يحصل لنا كما حصل لذالك "الغراب المسكين" .
حمدان العربي الإدريسي
( نبش في ذاكرة)
17.12.2010