مشاهدة النسخة كاملة : نجاة موظفي السفارة الامريكية في اليمن من هجوم عليهم بصنعاء
طاهيري فتيحة
2010-12-17, 08:36
نجاة موظفي السفارة الامريكية في اليمن من هجوم عليهم بصنعاء
اعلن فيليب كراولي الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الامريكية للصحفيين في واشنطن يوم الخميس 16 ديسمبر/كانون الاول ان عددا من موظفي السفارة الامريكية في العاصمة اليمنية صنعاء تعرضوا لهجوم لم يسفر عن سقوط ضحايا.
وقال كراولي ان قنبلة يدوية القيت على سيارتهم في حي حدة مساء الاربعاء الماضي، غير انها انفجرت خارج السيارة، مضيفا ان ملابسات الحادث غير معروفة بعد.
بدورهم قالت مصادر امنية يمنية إن السلطات اليمنية اعتقلت عددا من المشتبه فيهم بالضلوع في الاعتداء.
وجاء في بيان نشرته السفارة الامريكية في اليمن على موقعها الالكتروني ان "مقيمين اجانب في اليمن استهدفوا في الهجوم" دون ذكر المزيد من التفاصيل. كما حذرت السفارة المواطنين الامريكيين المقيمين في اليمن من زيارة مناطق العاصمة التي شهدت هجمات مماثلة في السابق.
هذا والجدير بالذكر ان تنظيم "القاعدة" سبق له ان شن هجمات مماثلة على موظفي سفارات الدول الغربية في اليمن. وقع آخر هذه الهجمات في شهر اكتوبر/تشرين الاول الماضي، حيث اطلق مسلحون صاروخا على سيارة تابعة للسفارة البريطانية في صنعاء. وكانت السفارة الامريكية في صنعاء قد تعرضت مرارا لهجمات دبرتها عناصر من القاعدة .
المصـــــــــــــــــــدر: وكـــــــــــــــــــــالات
طاهيري فتيحة
2010-12-17, 08:59
هجامات لا تسمن ولا تغني
على العمـــــــــــوم إنه خبـر جديـــدhttp://ha01.jeeran.com/t017.gif
.http://abeermahmoud07.jeeran.com/628-GodBlessU-AbeerMahmoud.gif.
أنا مسلم
2010-12-17, 19:33
هجامات لا تسمن ولا تغني
مثل هذه الهجمات بل وأصغر منها أخرجت الجيش الأمريكي صاغرا من الصومال وستخرجه من أفغانستان والعراق خائبا إن شاء الله :19:
طاهيري فتيحة
2010-12-17, 21:16
مثل هذه الهجمات بل وأصغر منها أخرجت الجيش الأمريكي صاغرا من الصومال وستخرجه من أفغانستان والعراق خائبا إن شاء الله :19:
الســـــــــــــــــلام عليكـــــــــم
كلامــــك هذا صحيـــــــــــــــــــــح يا أنــــــا مسلم .
.http://abeermahmoud07.jeeran.com/628-GodBlessU-AbeerMahmoud.gif.
مــــــا لا يجـــــوز الخــــلاف فيـه بين المسلميــــن
عبدالحميد الانصاري
هذا عنوان لكتاب شهير ظهر في أواخر الستينيات ويعد من الكتب الرائدة في علم «الاختلاف الفقهي» وفي «ثقافة التسامح» ألفه إمام جليل هو الشيخ عبدالجليل عيسى – شيخ كليتي أصول الدين واللغة العربية بالأزهر الشريف – وصدر عن دار البيان بالكويت عام 1969، اختلاف الفقهاء، علم عظيم الشأن اهتم به الفقهاء منذ وقت مبكر وألفوا فيه كتب عديدة من أقدمها «اختلاف الفقهاء» للإمام الطبري ت 310هـ صاحب المذهب الذي يجوز أن تكون المرأة قاضية، وهذا العلم يدرس في مختلف الكليات الشرعية بعنوان «الفقه المقارن» بهدف توسيع مدارك الطالب وتعويده ثقافة التسامح فلا يكون أسيراً لمذهب فقهي يراه الحق المطلق، وتخليصه من الروح العصبية المذهبية فلا يسيء الظن بالآخرين ويؤثمهم، فالحق ليس حكراً على مذهب واحد والإسلام أكبر من أن يختزل في مذهب واحد، قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: اختلاف أمتي رحمة، أي اختلاف الفقهاء في اجتهاداتهم بحسب الزمان والمكان، مظهر من مظاهر التيسير والقدرة على التكيف مع المتغيرات لأن النصوص الدينية محدودة لكن القضايا المستجدة غير محدودة، كما أن معظم النصوص الدينية ظنية الدلالة أي تقبل تعدد الآراء في سياقات مجتمعية مختلفة ثم إن كون الإسلام صالحاً لكل زمان ومكان يقتضي التعددية الفقهية والفكرية وإلا وقعت الأمة في حرج ووقع الفرد في تأزم نفسي بين متطلبات دينه وعصره، وقد جاء الإسلام لرفع الأغلال والقيود التي فرضها الكهان على أتباعهم وليحرر المسلم من الموروثات الاجتماعية المعوقة لعمل العقل بحجة «بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا» يقرر المؤلف أن الاختلاف طبيعة الإنسان، لا يمكن الفكاك عنه، والإسلام إذ أتى بالمبادئ والأصول واضحة جلية إلا أنه سمح لنا بالاختلاف فيما عداها من الفروع المتغيرة بل أثاب المخطئ في الاجتهاد، وكان السلف الصالح من العلماء يعذر بعضهم بعضاً ولا يعيب أحد منهم رأياً لغيره وأثمر ذلك نمو روح التسامح والمحبة بينهم ثم خلف من بعدهم خلف قدسوا آراءهم وتعصبوا لها وتعادوا، وهذا هو الخلاف المذموم الذي يفسد ذات البين ويحبط الأعمال ويفرق المسلمين، ويذكر المؤلف دافعه في تأليف الكتاب وهو فزعه من هذا الاختلاف الضار وذلك يورد العديد من الأمثلة لما يراه اختلافاً مقبولاً وما يراه اختلافاً غير مقبول، فمن النوع المقبول: أن يختلف فقيهان في شيء واحد، أحدهما يقول: هو واجب والآخر يقول: بل سنة، مثل البسملة في أول الصلاة: فرض عند الشافعية وسنة عند الحنفية، والتسليمة الثانية في الصلاة: واجبة عند الحنابلة وسنة عند غيرهم، وقراءة المأموم للفاتحة في الصلاة السرية: فرض عند الشافعية ومندوبة عند المالكية، والمبيت بمنى ليالي التشريق: واجب عند الجمهور وسنة عند الأحناف، ومن النوع المقبول أيضاً أن يقول عالم في فعل: إنه حرام ويقول آخر: بل مكروه، مثل: حلق اللحية، حرام عند الجمهور، مكروه عند غيرهم، وقراءة المأموم للفاتحة في الصلاة الجهرية أثناء قراءة الإمام: حرام عند الأحناف، مكروه عند غيرهم، وأما الخلاف غير المقبول فأمثلته كثيرة، منها: دعاء الاستفتاح: مكروه عند الحنفية، سنة عند الجمهور، ورفع اليدين في تكبرات الصلاة: مطلوب عند الشافعية ولا ينبغي عند المالكية، والجهر بالبسملة في الصلاة: مكروه عند المالكية، فرض عند الشافعية، بدعة عند غيرهما، والدعاء بشيء من متاع الدنيا في التشهد الأخير: مبطل للصلاة عند الحنابلة، جائز عند المالكية، وصلاة المأموم الواحد خلف الإمام: باطلة عند الحنابلة، صحيحة عند غيرهم، والتسليمة الثانية في الصلاة: فرض عند الحنابلة، سنة عند مالك والأحناف، على أن أخطر أنواع الخلاف المذموم يتمثل في عمل إذا فعله المصلي عوقب في نظر بعض الفقهاء وإن تركه عوقب في نظر آخرين مثل: قراءة المأموم للفاتحة في الصلاة السرية والجهرية: فهي واجبة تبطل الصلاة بتركها عند الشافعية وحرام عند الأحناف! فماذا يفعل المصلي إذا كان سيعاقب: قرأ أو لم يقرأ؟! وفي فصل خصصه المؤلف لخلافات عجيبة وفي أمور تتكرر يومياً أمام الناس وتسمع بالآذان آلاف المرات مثل: الاختلاف في مكان وقوف الإمام في الصلاة على الجنازة! واختلافهم في تكرار ألفاظ الأذان والإقامة: هل المشروع تثنيتهما أو تثنية الأذان وإفراد الإقامة أو تربيع تكبيرات الأذان وإفراد الإقامة عدا «قد قامت الصلاة» يكرر مرتين؟! واختلافهم في موضع اليدين في الصلاة: هل يضعهما فوق السرة أو تحت السرة أو يرسلهما إلى جنبه؟! وهل المرأة والرجل سواء في ذلك؟ وتظهر الروح التسامحية للشيخ الجليل حين يقرر: أن كل صورة من هذه الصور عمل بها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فالكل سنة والأمر واسع وثل ذلك يقال في ألفاظ التشهدات والقنوتات وأدعية الجنازات، لكنه لا يتسامح مع التعصب المذهبي المبغيظ مثل: سئل بعض المتعصبين من الشافعية عن حكم الطعام الذي وقعت عليه قطرة نبيذ؟ فقال: يرمى لكلب أو حنفي! ويقابله قول متعصب آخر حنفي لمن سأله: هل يجوز للحنفي أن يتزوج الشافعية؟ فقال: لا يجوز، لأنها تشك في إيمانها ـ يشير بذلك إلى أن الشافعي يجيز أن يقول المسلم: أنا مؤمن إن شاء الله ـ ومن ذلك أيضاً، أن بعض الأحناف الأفغان سمع رجلاً يصلي بجواره يقرأ الفاتحة، فضرب بيده على صدره ضربة قوية استنكاراً!
وعن أسباب اختلاف الفقهاء يذكر المؤلف: تشدد المتأخيرن وغفلتهم عن تحذير الرسول صلى الله عليه وسلم من التشدد في الدين «يسروا ولا تعسروا» وعدم عنايتهم بالتحري عن ظروف أوامره صلى الله عليه وسلم: هل المراد منها أن تكون تشريعاً عاماً أو خاصاً ببعض الظروف والناس؟ وغفلة كثير من العلماء أنه عليه الصلاة والسلام كثيراً ما يجيب السائل بما يناسب حاله، ومن أسباب الاختلاف: اغترار كثير من المتأخرين بدعوى الإجماع في مسائل ليست محل إجماع، وتشديد بعض العلماء في المندوبات و المواظبة عليها حتى اعتقد بعض العامة أنها واجبة، وكثيراً ما ثاروا على من تركها! ويختم المؤلف كتابه بذكر نبذ متفرقة تؤيد سعة صدر علماء السلف ونفورهم من التعصب حتى في الأمور العقدية.
طاهيري فتيحة
2010-12-20, 14:47
الســـــــــــــــــلام عليكـــــــــم
شكـــــــــــــــــرا لك .
.http://abeermahmoud07.jeeran.com/628-GodBlessU-AbeerMahmoud.gif
الســـــــــــــــــلام عليكـــــــــم
شكـــــــــــــــــرا لك .
.http://abeermahmoud07.jeeran.com/628-godblessu-abeermahmoud.gif
دمتي في رعايتي الله
مصر تكشف عن شبكة تجسس اسرائيلية
يوم :2010/12/20
أعلن المستشار عبد المجيد محمود النائب المصري العام في مؤتمر صحفي عقد في القاهرة يوم الاثنين 20 ديسمبر/كانون الاول عن إحالة ثلاثة أشخاص، هم مواطن مصري قيد الاعتقال يدعى طارق عبد الرازق عيسى حسن صاحب شركة استيراد وتصدير، وضابطي مخابرات إسرائيليين هاربين هما ديدي موشيه وجوزيف ديمور ، الى محكمة أمن الدولة العليا بتهمة التجسس لصالح إسرائيل.
وقال المستشار إن المواطن المصري طارق عبد الرازق متهم بـ "التخابر مع من يعملون لصالح دولة أجنبية بقصد الإضرار بالمصالح القومية المصرية، إضافة إلى تهمة القيام بعمل عدائي ضد دولة أجنبية وذلك من خلال محاولة تجنيد عملاء سوريين ولبنانيين لصالح المخابرات الإسرائيلية ونقل معلومات من أحد الجواسيس الإسرائيليين العاملين في سوريا لصالح إسرائيل مقابل حصوله على 37 ألف دولار".
بدوره قال هشام بدوي المحامي العام الاول لنيابة أمن الدولة العليا ان الشبكة كانت تهدف إلى اختراق شبكة الاتصالات المصرية وتجنيد بعض موظفي شركاتها للعمل لصالح دولة أجنبية، واكد ان رجل الاعمال المصري، الذي يملك شركة للاستيراد والتصدير في الصين، ألقي القبض عليه في الاول من شهر أغسطس/اب بمطار القاهرة وهو يستعد للسفر الى حيث مقر الشركة، في حين ان ضابطي المخابرات الاسرائيليين ديدي موشيه وجوزيف ديمور هاربان، حيث طلبت السلطات المصرية من الانتربول اعتقالهما.
واضاف بدوي ان طارق عبد الرازق عيسى حسن بادر بالاتصال بـ "الموساد" عارضا التعاون في وقت كان يمر فيه بضائقة مالية بعد عودته من دورة تدريب رياضية في الصين.
واكدت التحقيقات ان المتهم المصري اسس شركة سماها "إتش آر" في كل من مصر وسوريا واعلن عبر موقعها الالكتروني عن وظائف شاغرة في مجال الاتصالات في مصر وفي مجال صناعة الحلوى والزيوت في سوريا وطلب من الراغبين في العمل معه التقدم ببيانات كاملة استغلها في فحص الظروف المعيشية والاجتماعية لكل منهم تمهيدا لانتقاء من مستعد للتعامل مع المخابرات الاسرائيلية .
وأضافت التحقيقات ان المتهم اتفق مع الضابطين الاسرائيليين على تفاصيل عمله معهما في عدة دول منها الهند ونيبال وتايلاند وسوريا وكمبوديا، وأنهم سلموه جهازا مشفرا لاستخدامه في حفظ وإرسال البيانات والتقارير، حيث عثر على الاجهزة المستخدمة في عمليات التخابر بعد القبض عليه.
من جانبها كانت صحيفة "المصري اليوم" المستقلة قد أشارت إلى كشفت الاجهزة الامنية عن "قيام شبكة تجسس بتأسيس مكتبين للاتصالات، أحدهما في القاهرة، والآخر فى بريطانيا، تم من خلالهما تسجيل مكالمات لبعض الشخصيات الحكومية البارزة فى مصر، وتحويل تلك المكالمات إلى مكتب اتصالات مركزي ثالث فى إسرائيل"، اذ تم نقل 15 مكالمة مماثلة.
وبحسب الصحيفة، فقد ذكرت التحقيقات أن الشبكة بدأت عملها عندما التقى أحد الضابطين الإسرائيليين سيدة مصرية تعمل مديرة علاقات عامة فى إحدى الشركات السياحية، واتفق معها على إمداده بمعلومات عن أماكن تجمع أفواج سياحية بعينها، مثل الصينيين واليابانيين فى المناطق الحدودية بسيناء، مقابل مبالغ مالية، وتمكن باستخدام هذه المعلومات من اختطاف عدد من السائحين ونقلهم إلى إسرائيل، بهدف زعزعة الأمن فى سيناء، وكان يعيد السائحين المختطفين بعد أيام إلى الأماكن التى تم اختطافهم منها، على حد قول الصحيفة.
بدوره علق الناطق باسم الخارجية الاسرائيلية يغال بلمور عن هذا الامر بقوله يوم الاثنين "انه لا يوجد لدينا أي معلومات عن هذا الموضوع، وننتظر الحصول على معلومات من مصر حتى نفهم عما يدور الحديث".
الشيخ عبد الـحميد بن باديس
الـمربي و الـمصلـح الديني
ولد عبد الـحميد بن باديس، رئيس جمعية العلـماء الـمسلـمين الـجزائريين وأحد أعلام الـحركة الإصلاحية الإسلامية في الـجزائر خلال النصف الأول من القرن العشرين، يوم 5 ديسمبر 1889 بقسنطينة حيث وافته الـمنية يوم 16 أبريل1940 ، كان ينحدر من عائلة عريقة تعود أصولها إلى بني زيري .وبلوغين بن زيري، مؤسس الـجزائر العاصــمة، أحد أشهــر أعضــاء هــذه العائلــة الأميرية. و قد حفظ عبد الـحميد بن باديس القرآن في مسقط رأسه، وفقا للـمناهج التقليدية، كما تعلـم قواعد اللغة والأدب العربي وأصول العلوم الإسلامية.
وقد أوكلت مهمة تعليمه وتهذيبه، وهو لا يزال طفلا، إلى حمدان لونيسي، وكان من أتباع الطريقة التيجانية الصوفية، وكان تأثيره عظيـما مستديـما على الشيخ بن باديس. هذا الأخير، الذي انتسب، ابتداء من سنة 1908 ، إلى جامعة الزيتونة، بتونس، تأثر هناك كذلك، بأساتذته خاصة منهم الطاهر بن عاشور، من أتباع الـحركة السلفية الإصلاحية الداعية إلى العودة إلى إسلام مطهر من كل ما شابه من شوائب وهي الـحركة التي انتشرت خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر في الشرق الأدنى وفي مصر. وبعد حصوله على الشهادة سنة 1912، مارس عبد الـحميد بن باديس التعليم بالزيتونة لـمدة سنة، وفقا لـما كان متعارفا عليه في هذه الـجامعة التونسية.
بعد أدائه مناسك الـحج بـمكة الـمكرمة والـمدينة الـمنورة، حيث توجه إثر انتهاء دراسته في تونس، تعرف عن كثب على حركة الوهابيين الإصلاحية الـمتشددة وهي في أوج انتشارها بالبقاع الـمقدسة. واجتـمع مجددا، خلال إقامته بالـمدينة الـمنورة، بحمدان لونيسي، أول أساتذته، الذي انتقل للإقامة بـمدينة الرسول صلى الله عليه وسلـم، حيث باشر تعميق معارفه على يديه وعلى يد أساتذة آخرين.
بعد عودته إلى الـجزائر، امتهن بادئ الأمر، من سنة 1913 إلى سنة 1925، التعليم والتنشيط الثقافي، قبل أن يكرس طاقته ويوجهها لإصلاح الـممارسات الدينية السائدة في البلاد. وخلافا للرأي الذي أشاع له مؤرخون وناشرون، فإن الـحركة الإصلاحية الدينية في الـجزائر لـم تولد من العدم على أيدي ابـن باديس ورفاقه.
ذلك أن نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين قد شهدتا بروز مفكرين إصلاحيين تـمثلهم مجموعة من العلـماء والأساتذة الـمقتدرين بالـجزائر العاصمة وقسنطينة وتلـمسان وغيرها، من أمثال الشيخ مجاوي والشيخ بن سماية والشيخ بن على فخار، الذين أدانوا الـممارسات الظلامية لبعض الطرق الدينية وتلك الـمتصلة بـمن كانوا يعتبرون أولياء صالـحين، لورعهم أو نسبهم. كما نددوا بسيطرة إدارة الإحتلال على الشؤون الدينية والإسلامية. وقد التقى الشيخ محمد عبده، خلال زيارته سنة 1905 إلى الـجزائر العاصمة وقسنطينة، بالعديد من هؤلاء العلـماء الـمعلـمين.
وقد تطورت الـحركة الإصلاحية في الـجزائر ما بين الـحربين العالـميتين بفـضل ما بذله ابن باديس ومجمـوعة مـن أتبـاعه الأوفياء، من قدامى تلاميذه ومن رفاق له تلقوا، في معظمهم، تكوينهم بتونس أو في الشرق الأوسط. وقد استرشدت هذه الـحركة بفكر ونشاط محمد عبده ورشيد رضا، لكنها اتسمت، كذلك، بـميسم أفكار الوهابيين الـمتزمتة، بل الـمتشددة في أحيان كثيرة، حيث أخذت عنهم عديد الأفكار والـممارسات.
وكان هدف ابن باديس، العقل الـمدبر والقائد الـمنشط لهذه الكوكبة، الذي اجتـمعت فيه صفات النزاهة والأمانة الفكرية اللامتناهية والذي هام حبا بالـجزائر ولغتها ودينها، هو تطهير الإسلام الـجزائر من كافة الـممارسات التي لا تتفق مع القرآن والسنة من حيث هما الـمصدران الوحيدان للعقيدة الإسلامية. هؤلاء الرجال الـمتفانين والـمتطوعين كانوا يرومون جميعهم، عن طريق التربية والكتاب والصحافة، بعث سنة السلف الصالـح في عهود الإسلام الزاهـرة الأولى، مع تكييفها مع ما تقتضيه آفاق التفتـح على حداثة معتدلة. كان على الـمسلـمين، في نظرهم، أن يجعلوا السلف الصالـح مثلهم الأعلى فأطلقوا على أنفسهم، اسم السلفية، مثلـما كان الـحال في الشرق الأوسط. كما عرفوا باسم الإصلاحية.
حال عودته إلى البلاد إذن، ومن 1913 إلى 1925، خصص عبد الـحميد بن باديس جهوده وما أوتي، كمربٍ، من ملكات ومواهب، للتعليم، بدءا من العلوم التربوية كالأدب والتاريخ والـجغرافيا إلى العلوم الـمدنية والدينية. وكان يوجه نشاطه التربوي نحو الشباب، ذكورا وإناثا، والكبار، على حد سواء :
ففي سنة 1917، افتتـح درسا عموميا بـمسجد سيدي قموش بقسنطينة.
كان ينظم، بـمقر رابطة الإغاثة الإسلامية بقسنطينة، وبـمساعدة تلامذته، دروسا مسائية للكبار. وكان برنامج الدراسة يتضمن تعليم اللغتين العربية والفرنسية.
سنة 1918، أبان ابن باديس عن قدرته التنظيـمية الفائقة بإرسال الدفعة الأولى من الطلبة الـجزائريين إلى جامعة الزيتونة بتونس، وكان الـمأمول أن يصبحوا إطارات للتعليم الـحر، فاتـحين الـمجال لبعثات دراسية مبرمجة دوريا.
- شجع ونظم و أشرف على بروز العديد من الفرق الـموسيقية والـمسرحية والأندية الرياضية عبر التراب الوطني.
- كان من بين أوائل القادة الذين أدركوا مدى الـمساهمة التي يـمكن للـحركة الكشفية تقديـمها في تأطير الشباب وهيكلته ضمن منظمات جماهيرية.
- ومن جهة أخرى، ظهرت شيئا فشيئا إلى الوجود، بإيعاز منه وتـحت إشرافه، مراكز ثقافية كان أشهرها نادي الترقي بالـجزائر العاصمة الذي كان يشرف على إدارته الطيب العقبي، أحد رفاق الأستاذ الأوفياء.
لقد اتـخذ نشاط الـمجموعة من أجل إحياء الـمسلـمين الـجزائريين أخلاقيا، وبعث إسلام أصيل في نظرها، وتأكيد الشخصية العربية الإسلامية للشعب الـجزائري أشكال عدة. كما تـخندقت، للدفاع عن مثلها، في خندق الصحافة.
هكذا قام عبد الـحميد بن باديس، ابتداء من سنة 1925، بنشر جريدة الـمنتقد وفي أعمدتها باشر، هو و رفاقه، نشر الأفكار الإصلاحية. ومنعت الـجريدة من الصدور ابتداء من عددها رقم 18 لأنها كانت، في رأي الإدارة الاستعمارية، تـحريضية. لكن ابن باديس بقي على إصراره وأصدر بعدها عدة منشورات دورية، تبقى أشهرها الشهاب، التي صدرت من 1925 إلى1939، حيث قرر الشيخ إيقافها تـخوفا، حسب ما يراه بعض الـمؤرخين لسيرته الذاتية، من أن يضطر إلى اتـخاذ موقف لصالـح هذا أو ذاك من الطرفين الـمتصارعين في أوروبا.
ثاني وسيــلة استعملـها ابن بــاديس ورفــاقه كانــت إنشــاء الـمدارس لتعليم اللغة العربية ومبادئ إسلام مجدد.
وإذا كانت جريدة "الشهاب" تعلن عن إنشاء 70 مدرسة، إلى غاية سنتي 1934 - 1935، مكونة من قسم أو قسمين وموزعة على مختلف جهات الوطن، يدرس فيها 3000 تلـميذ، فإن جمعية العلـماء، التي تـم إنشاؤها سنة 1931، قد نشرت، سنة 1950، قائمة من 124 مدرسة، بها سلك تربوي يضم 274 معلـما. وأعلنت نفس الـجمعية، سنة 1954، عن عدد 40000 تلـميذ يرتادون مؤسساتها الـمدرسية. وكانت قد أنشأت، سنة 1947، بقسنطينة، معهد ابن باديس الثانوي الذي كان يتولى تكوين الـمعلـمين والطلبة الـمدعوين إلى مواصلة تعليمهم في فاس وتونس والشرق الأوسط.
وقصد جمع كافة الإرادات الـحسنة التي رمت بثقلها في الكفاح من أجل تـجديد الإسلام، انضم ابن باديس ورفاقه، سنة 1931، لشيوخ أهم الطرق الدينية و أنشأوا جمعية العلـماء الـمسلـمين الـجزائريين. تـم انتـخاب عبد الـحميد بن باديس رئيسا لـجمعية العلـماء الـمسلـمين الـجزائريين خلال اجتـماع للـجمعية العامة التأسيسية، بنادي الترقي، بالـجزائر العاصمة، سنة 1931، ضم رفاق وتلامذة الشيخ وأتباعه ومندوبين من داخل البلاد. وكان مجلس الإدارة الأول للـجمعية يضم: الطيب العقبي، مبارك الـميلي، البشير الإبراهيـمي والعربي التبسي.
وهكذا، فقد استـحوذ الإصلاحيون على أهم الـمناصب في الـجمعية وهمشوا، بسرعة، مــمـثلي الطرق. بعد سنة واحدة، تـمت القطيعة مع شيوخ الطرق الذين شكلوا، بدورهم، جمعية علـماء الـجزائر السنيين. وقد أدى الصراع الـمفتوح والقطيعة بين الـمجموعتين الـمتعارضتين، العلـماء الإصلاحيين من جهة، وشيوخ الطرق والزوايا من جهة أخرى، إلى زرع البلبلة في أوساط الشعب، خاصة منه الفلاحين وسكان الـمناطق الداخلية الـمتـميزين ببساطتهم الطبيعية في أداء الشعائر الدينية والذين كانوا لا يزالون جد متـمسكين بزواياهم، خاصة و أن هذه الزوايا كانت لها سلطة روحية معتبرة ونفوذا عميقا فيـما يتصل بالـمسائل الدنيوية : التعليم، التـحكيـم، الضيافة، الأعمال الـخيرية.....
ينبغي التأكيد على أن الإصلاحيين قد أبانوا، مبكرا، عن وطنية معتدلة تقترب من وطنية أتباع حزب بيان الشعب الـجزائري لفرحات عباس، على الأقل فيما يتعلق بإشكالية انعتاق الشعب الـجزائري وأنهم قد تطلعوا باستمرار إلى تغيير للسياسة الاستعمارية الفرنسية. كان شعارهم هو الثلاثية : "الإسلام ديننا، العربية لغتنا والـجزائر وطننا".
كان نهج الإصلاح الإسلامي، إصلاح العلـماء الـمجتـمعين حول الـمعلـم القائد، ابن باديس، يقوم أساسا على العودة إلى الـمرجعين الأساسيين للإسلام : القرآن والسنة. فكانوا يدعون إلى إحياء الإسلام، وأعمالهم التي كانت تتـخذ مرجعا دائما لها إسلام السلف الصالـح الـمطهر من البدع الـمذمومة، كانت هجوما مركزا على كافة الأوساط التقليدية، الـمتهمة بنشر صوفية ظلامية، راجعة القهقرة، متناقضة وقيـم الإسلام الأصيلة. وكانوا ينددون، بوجه أخص، بالتبجيل الذي كان يحظى به الأولياء الصالـحون ويتهمون شــيوخ وأتبــاع الزوايا والطرق بالشعوذة وكتابة التـمائم وحتى بالشرك. وكانوا يقدمونهم على أنهم مستغلون للشعب ومستغلون، دون وازع ولا رادع، لسذاجة سكان الريف.
وإذا كان ابن باديس نفسه، الذي يقدم على أنه متصوف، لـم يعتـمد دائما القسوة تـجاه الطرق الدينية بحكم تـحليه بفضائل الاستماع والتسامح التي تليق بواحد من أتباع ابن عربي وجلال الدين الرومي، فإن أعضاء آخرين في الـجمعية أظهروا، عكس ذلك، تشددا عقائديا أدى إلى انقسام بعض مدن البلاد إلى معسكرين متعارضين تـحدث بينهما مواجهات حول علوم الدين والأخلاق والـممارسة اليومية للشعائر الدينية. وقد قادوا، مرارا، حملات قاسية، بل عمدوا في بعض الأحيان إلى الشتـم والتـجريح والتشهير والسخرية ضد أتباع الـممارسات الدينية الشعبية.
ولـم تسلـم من هذه الـحملة بعض الزوايا التي كان على رأسها رجال خيّرون، حقيقـون بالإشـادة والتنــويه. وقام بعض شيوخ الزوايا، توخيا للـحفاظ على سلطتهم وما كانوا يتـمتعون به من مزايا، بالتقرب من الإدارة الاستعمارية التي عرفت كيف تستعيدهم وتستعملهم، بطريقة ماكيافلية، ضد العلـــماء الإصلاحــيين والأحزاب الداعية إلى الاستقلال، على حد سواء.
وشيئا فشيئا، وحتى يتـجنب الإجراءات العقابية للـحكم الاستعماري التي كان يجسدها الـمنع الـمتكرر لصدور الـجرائد ومنع تعليم اللغة العربية، فإن ابن باديس قد امتنع تكتيكيا، في برامج نشاطه وفي جهوده الرامية إلى تـحقيق انعتاق الشعب الـجزائري، امتنع عن التطرق إلى الآفاق والأهداف السياسية. ولـم ينفك، هو ورفاقه، ينادون بالانتماء العربي الإسلامي للشعب الـجزائري. وجندوا نفسهم لـخدمة الوطن عن طريق التعليم ونشر الثقافة العربية الإسلامية. وموقف التـحصن الثقافي الـماهر هذا الذي تبناه ابن باديس ورفاقه قد وقف سدا في وجه ممارسات الـمحتل وتصرفات الآباء البيض الرامية إلى استلاب الشعب وإحداث القطيعة بينه و بين هويته ورصيده الـحضاري. و سينجح الـمسعى الشجاع للـمصلـحين الدينيين في كبح ما كان يتعرض له الشعب الـجزائري من طمس لشخصيته و تفريق لصفوفه. وقد كان النجاح، بـما لا يدع مجالا للتشكيك، حليف هذا الكفاح الـمتستر ضد العرقية و الـجهوية، ضد الأدواء والآفــات التي اختلقــتها وحفـزتها وأذكتــها العقول الـمدبرة للاستعمار. وهكذا، شاركت الـحركة الإصلاحية، التي أطلقها ونشطها ابن باديس، دون أن تعلن أبدا موقفها صراحة من استقلال الـجزائر، شاركت في تـجذير الوطنية التـحررية وفي توسيع رقعة مقاومة الـممارسات الاستعمارية الفرنسية الرامية إلى تـمديد الاحتلال الإمبريالي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وكان الهدف الأسمى لقائد الإصلاح الديني هو الـمحافظة على شخصية الـجزائر، موحدة ومتـجانسة وجزءا لا يتـجزأ، في كنف خصوصياتها العرقية، الدينية والثقافية.
إن انعدام الانتماء السياسي لابن باديس، الواضح والـجلي على الأقل في بدايات نشاطه، لـم يـمنعه من الاضطلاع بدور الصدارة في تنظيم ونشاط الـمؤتـمر الإسلامي الـجزائري الذي انعقد في يونيو 1936 بالـجزائر العاصمة وضم التيارات السياسية الرئيسية في البلاد، باستثناء دعاة الاستقلال، وطالب الـمؤتـمر بـمنح الـجنسية الفرنسية، مع الاحتفاظ بقانون الأحوال الشخصية، لنخبة من 20000 جزائري، أي لفئة اجتـماعية مكونة من الـحائزين على الشهادات ومن الـموظفين الـمتعلـمين الذين كان بإمكانهم، بالتالي، الـمشاركة في مختلف الانتخابات، مع الـمنتـخبين الأوروبيين أو الأقدام السوداء. ورغم اعتدال الـمطالب الهادفة إلى تـحسين الوضع الـمزري للشعب الـجزائري، فإن الـمعمرين والإدارة الاستعمارية قد أجهضوا، بكل ازدراء، هذا الـمشروع.
عند وفاته، سنة 1940، خلف ابن باديس العديد من التلاميذ والأتباع والرفاق الذين حاولوا مواصلة عمله. وكان أشدهم وفاء واستـماتة في سبيل استقلال الوطن هو، بلا منازع، الشيخ العربي التبسي. وقد اختطفته الشرطة الفرنسية خلال حرب التـحرير الوطنية ولـم يتـم أبدا العثور على جثته.
وخلافا لبعض أعضاء جمعية العلـماء الـمسلـمين الـجزائريين، فإن ابن باديس لـم يلـجأ أبدا إلى العنف الكلامي مع الـمناوئين له، حتى شيوخ الزوايا منهم. لقد كان أكثر طمأنينة وتسامحا وتفتـحا من العديد من رفاقه وكان يتـحلى بالتواضع ونكران الذات والزهد طوال حياته كمفكر ملتزم بالـجبهات التي فتـحها. كان يريد أن يضم الأوساط الـمعادية والـمشككين واللامبالين إلى مشروعه العظيـم الـمتـمثل في مجتـمع أخضعت أسسه الدينية والثقافية للإصلاح. واتـخذ نفس الـموقف الـمتسامح والـحليـم مع الأعراق والديانات الأخرى في البلاد، فلـم يتـخل أبدا عن إنسانية عميقة كان ينهلها أساسا من معتقداته الدينية و من التعاليـم الثمينة التي زودته بها محصلته الثقافية التي جمعها و هو بعد شاب يافع، في بلده أولا، ثم خلال رحلاته التعليمية في الوطن العربي.
وتـخليدا لذكرى إمام القرن، الشيخ عبد الـحميد بن باديس، وتكريـما لـمآثره و هو الـمربي العظيـم و أحد أبرز رجالاتنا، قررت السلطات العمومية أن يكون يوم 16 أبريل يوما للعلـم.
1 - آثاره « باللغة العربية ».
- مبادئ الأصول : نص قدمه و حققه عمار طالبي - الشركة الوطنية للنشر و التوزيع - الـجزائر، 1980 - 48 صفحة.
- العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية - قدمه وعلق عليه محمد حسن فضلاء، دار البعث، قسنطينة، 1985 - 120 صفحة.
- آثار عبد الـحميد بن باديس - وزارة الشؤون الدينية - الـجزائر، 1985 - 4 أجزاء.
- مجالس التذكير، وزارة الشؤون الدينية - الـجزائر، 1991.
2 - الأعمال النقدية لـمؤلفاته « باللغة الفرنسية ».
- علي مراد : ابن باديس، مفسر القرآن الكريـم، جوتنر - باريس 269 صفحة، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الـجزائر، 1971، 269 صفحة.
- علي مراد : « الإصلاح الإسلامي في الـجزائر من 1925 إلى 1940، » باريس، موتون - 1967 - 474 صفحة.
طاهيري فتيحة
2010-12-22, 23:32
شكرا لك على الموضوع
على العمـــــــــــوم إنه خبـر جديـــدhttp://ha01.jeeran.com/t017.gif
.http://abeermahmoud07.jeeran.com/628-godblessu-abeermahmoud.gif.
/center][/quote]
السلام عليكي يا أختاه طاهيري فتيحةأين أنتي أشتقنا إليكي ..؟
طاهيري فتيحة
2011-01-03, 06:09
/center]
السلام عليكي يا أختاه طاهيري فتيحةأين أنتي أشتقنا إليكي ..؟
[/quote]أنا هنا يا صغيرتي
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir