ام ريان
2010-12-16, 08:32
مهري وخروبي وعلي بن محمد ينشطون ندوة الشروق التربوية
الإصلاحات التربوية تنجح بالحوار وليس بالقرارات الفوقية
2010.12.15
بلقاسم عجاج
تجنيد المعلمين يصنع المعجزات وتهميشهم يحدث الكارثة
ماذا حققت الإصلاحات التي انتهجتها وزارة التربية، منذ 2003؟، وهل مكنت الجزائر، من إرساء تنظيم شامل لمنظومة تربوية، تحافظ على مقومات الهوية والسيادة الوطنية؟ وكذا بالنسبة لموضوع التعليم الأصلي، هل كان من الضروري اعتماده كنظام تعليم موازي، كانت من بين أبرز محاور الندوة التي نظمتها أمس الأول "الشروق" إلى جانب الخوض في بعض مسارات المدرسة الجزائرية التي خضعت إلى العديد من التغييرات منذ الاستقلال انطلاقا من المدرسة الأساسية بناء على الأمرية الصادرة سنة 1976، وتعطلت هذه الأمرية لسنتين بعد حصر مجمل النقاشات المتعلقة بالإصلاح، ضمن ديباجة نصوص الميثاق الوطني، وأدخلت عليها باستمرار تعديلات مست بعض البرامج لتكون في مستوى متطلبات المرحلة. لذا كان لا بد من تسليط الضوء على واحدة من القضايا الحساسة في المجتمع بمشاركة وزراء ومختصون في المجال، ومن أهل الخبرة والتجربة الميدانية*.
عبد* الحميد* مهري* يقدم* نظرته* للإصلاحات
الإصلاحات* تنجح* بالحوار* وليس* بالقرارات*
سجّل الأمين العام لوزارة التربية السابق، عبد الحميد مهري، تحفظات عديدة على الإصلاحات التربوية التي تمت عبر مراحل تاريخية منذ الاستقلال، واعتبر مهري أن الإصلاح الذي كان مطلوبا هو الذي يتماشى مع جملة المشاكل المطروحة والذي يتم بشفافية وعبر نقاش مفتوح مع المجتمع، وقال إن الإصلاحات التي أدرجت سنوات السبعينيات كلها جزئية ومتقطعة ولا يتوفر فيها الاستمرارية، وهو ما دفعهم آنذاك، حسبه، إلى تناول شامل للمنظومة التربوية، غير أنه أكد بأن تصادف النقاش العام مع الميثاق الوطني عرقل تطبيقها.
عاد، عبد الحميد مهري، المحاضر في "ندوة الشروق" والذي اشتغل في قطاع التربية لمدة فاقت 30 سنة، إلى تجربته مع بناء المنظومة التربوية، منذ سنة 1970، واعتبر أن النقاش هو الوسيلة الأساسية والضرورية لبناء أمة وبالأخص منظومتها التربوية، وأكد أن الدراسات التي وصل إليها تؤكد أنه لم تكن هناك أبدا علاقة للغة بمستوى التحصيل العلمي على عكس ما يشاع حاليا، موضحا أن معاينتهم لمجموعة من الجزائريين يدرسون وفقا للنظام الفرنسي أي مدرسة فرنسية ومعلم كفء ولغة فرنسية، بّين أن نسبة الإخفاق بلغت 75 بالمائة.
وقال مهري إنهم وجدوا أنفسهم، ساعتها، أمام اختيارات سياسية صادقت عليها الجهات والسلطات بمختلف توجهاتها يتقدمها رئيس الجمهورية، وموضحا أن هناك ثلاثة عوامل ومنطلقات فكرية حددت آنذاك، تتمثل في ديمقراطية التعليم وجزأرة التعليم وإعطاء الأولية للتوّجه العلمي والتقني، مع اختلافات في الرؤى بشأن الكم والكيف، "فهناك من يرى أنه يجب التوّسع الكمي دون قيد، ومن يرى ضرورة التنوّّع الكيفي، ورجحت الكفة لتطوير المدرسة نوعا وكيفا"، وتساءل المسؤولون عن المنظومة التربوية على أعلى مستوى في هرم السلطة إن كانت وزارة التربية هي الوحيدة* المعنية* بالإصلاح* أم* أنه* يتطلب* تجنيد* وزارات* قطاعية* أخرى*.
نحن* أحرص* على* اللغات* الأجنبية*
وعن وسائل تطبيق ديمقراطية التعليم، أفاد مهري "طرحت تساؤلات، هل تقتصر الوسائل التعليمية على الكتب والصبورة أم تجند وسائل أخرى"، أما عن جزأرة التعليم فقال مهري إنه كان يجب جزأرة البرامج التي كانت في الغالب من موروث فرنسي، إبان الاستقلال، "مع تكوين المعلمين القادرين* على* مواجهة* مختلف* العراقيل* والقضايا* التي* تطرحها* المدرسة* وعلاقتها* بالمجتمع*"*.
أما عن تعريب التعليم، أكد المتحدث بأن المسؤولين طرحوا قضية إخراج المدرسة من طابعها الفرنسي البحت، وفي نفس الوقت التزوّد باللغات الأجنبية أي تطوير المدرسة دون الإخلال باللغات بضمان مستوى للمتخرجين، كما طرحت قضية الوظائف بالعربية والوظائف التي توّفرها اللغة الأجنبية، مضيفا أنه "أخذ في الحسبان التطوّر الأفقي في جميع المستويات، مع ضم الأبعاد التي تبدو خارج نطاق التربية، مع إجراء دراسات مقارنة بين مختلف نظم التعليم، وإلى جانب المنظومة الفرنسية الموجودة اعتمدنا على التجربة الألمانية باعتبار أنها مغايرة للفرنسية". وأشار المتحدث إلى موافقة بعض المسؤولين على طرح ديغول بتعليم العربية ولكن بالفرنسية، موضحا أن الرفض كان صريحا لعدم ازدواجية اللغة بجعل جيل يعيش لغة للماضي ولغة للحاضر، من خلال لغة أصيلة لتعليم الدين والشعر ولغة أجنبية للتقنيات العلمية، وعليه تركت اللغات الأجنبية* للتعليم* العالي* وتم* الاتفاق* على* تكوين* المعلمين* لمدة* سنة* واحدة،* في* لغة* ثالثة* انجليزية* مع* القنصلية* البريطانية*.
وتأسف مهري عن عدم تطبيق مرحلة المناقشات التي تمت على جميع المستويات بشأن تمديد سنوات التدريس القاعدي، وقال إنها "لم تتم لأنها صادفت مشروع الميثاق الوطني سنة 1976، وحينها عندما بلغ الرئيس الراحل هواري بومدين مشروع إنزال مشاريع النقاش العام، أكد على ضرورة إدراج* التربية* ومقدمة* الإصلاح* في* ديباجة* الميثاق* الوطني*"*.
وتطرق عبد الحميد مهري إلى محاور الإصلاح التي فرضت في السابق مدرسة وحيدة في المدينة داخلها أقسام معربة وأقسام مزدوجة، هذه الأخيرة، مالت الكفة لصالحها فيما بعد عند عمليات التوظيف، كما كانت هناك مدارس المتوسط والثانويات ومراكز التكوين خارج مدارس التعليم الأصلي، وفي ذات السياق، طرح مهري انشغالات المسؤولين آنذاك، "هل نبقى على التعددية أم نوّحد المدرسة؟ وكان الرأي بضرورة توحيد المدرسة على أساس أنها تتكفل بمطالب المجتمع وتتبنى الأساسيات بما فيها الإسلام لأن التعليم كان متجها نحو إبعاد الإسلام"، مضيفا "وهو موضوع اختلاف* مع* المرحوم* مولود* قاسم* نايت* بلقاسم* الذي* كان* يرى* بضرورة* بناء* منظومة* إسلامية* بجانب* المدرسة* العامة*"*.
أما عن المناهج، فقال مهري بأن اختلالات كبيرة كانت في التعليم الثانوي والتقني، وأنه لم يحصل تنسيق أفقي بين المناهج المدرسية، وعن المدرسة الموروثة كانت البكالوريا شهادة جامعية ترغم الذهاب للجامعة، ومن يرسب بعد الامتحان تقدم له شهادة تخرج ثانوي ودخول الجامعة يكون* بمسابقات*.
وأكد المحاضر أن التجهيزات يفترض أن لا تتكفل بها وزارة التربية، وأن مديريات التربية مطالبة بتقييم البرامج والمناهج بدل العمل الإداري، واعتبر أن الإصلاح يتطلب تعديلات باستمرار. وأنه لا مفر من النقاش والحوار مع كل الفعاليات من خلال الشفافية والوضوح.
علي* فضيل*: الوقت* حان* لمناقشة* الإصلاحات* وتقيمها* إيجابا* أو* سلبا
أكد المدير العام للشروق، علي فضيل، أن ندوة حول الإصلاحات محل اهتمام وانشغال منذ سنوات، وقال " لان قطاع التربية استراتيجي وهو المحضن الثاني إن لم يكن الأول للتلاميذ، والبيئة التي يقضي فيها التلاميذ أحيانا أكثر ساعات النهار"، وأضاف " وفي البلدان المتقدمة التربية* هي* المصنع* الذي* يخرج* الأجيال* والكفاءات* التي* تقود* دفة* المستقبل*".
وأوضح علي فضيل أن الدولة الجزائرية بذلت، منذ الاستقلال، مجهودات جبارة واستثنائية لضمان التعليم لكل أجيال الاستقلال، وأن التعليم عرف إصلاحات جزئية في سنوات الستينيات ومنتصف الثمانينات، مؤكدا أن الأمرية المشهورة الصادرة سنة 1976، والتي بموجبها أنشأت المدرسة الأساسية، مضيفا " ومن ذلك الحين تخرج الملايين والآلاف الحاصلين على الشهادات الجامعية أو التكوين المهني، وبعضهم الآن إطارات في مختلف القطاعات، غير أن ذات المدرسة كانت محل إصلاح في البداية وخضعت إلى تغيرات جذرية".
واعتبر* المدير* العام* للشروق* أن* الوقت* حان* لتقييم* هذه* التجربة* والإصلاحات* إيجابا* وسلبا* ولتدارك* النقاش* المسجلة،* موضحا* الندوة* تندرج* في* ذات* الإطار*.
كواليس
* قال عبد الحميد مهري إن اللجنة الوطنية للإصلاحات التربوية لا يجب أن تبرر تعليمات رئيس الجمهورية بأنها قرارات بتطبيق الفرنسية في السنة الثانية، وأضاف: "ولو كانت من عند الرئيس بوتفليقة فيجب مناقشتها ومراجعة كيفية تحسين تدريس الفرنسية وليس بتطبيق قرارات فقط"*.
* أفاد* مهري* أن* الفرنسيين* لما* عجزوا* عن* فرض* الفرنسية* في* المغرب* العربي،* لجؤوا* لفكرة* الازدواجية* اللغوية،* مضيفا* *"إن* الفرانكفونية* لديها* كتب* كيفية* فرض* اللغة* وتعليمها* في* العالم* كله*"*.
* كشف مهري عن نسبة التلاميذ الذين كانوا معرضين للطرد عقب امتحانات السادسة أساسي، وقال أنه بلغ 60 بالمائة وكانوا يشكلون "أطفالا حيطيست"، وهم الفئة التي قال عنها الدكتور علي بن محمد إنها كانت المحضن الذي اشتغل فيه التعليم الأصلي وكذلك قطاع الشرطة.
* قام مسؤول بوزارة الخارجية الفرنسية، في زيارته للجزائر، بتقديم طلب لمهري بصفته أمينا عاما لوزارة التربية الوطنية، حيث قال له بالحرف الواحد "نساعدكم في تدريس العربية مقابل وضع حد للغة أجنبية ثالثة، يقصد الانجليزية" وهي العبارة التي اختصرت الصراع اللغوي في الجزائر*.
* تعددت الطرائف التي صادفت الوزير الأسبق محمد الشريف خروبي خلال توليه منصبه، حيث قال: "وجدت المعلمين يحملون الكراريس في أكياس البطاطا، خلال زيارتي لمعهد التكوين بولاية قسنطينة"، وقال أيضا: "اكتشف، في إحدى زياراتي، أن التلاميذ يمتحنون اللغة الانجليزية باللغة* الفرنسية* صدقوا* أو* لا* تصدقوا*..*!
* أقنع* الوزير* الأسبق* محمد* الشريف* خروبي* معلما* مفرنسا* بتدريس* درس* في* الرياضيات* باللغة* العربية،* وهو* الدرس* الذي* قال* عنه* خروبي* إنه* *"أسكت* خصومي* المعادين* للغة* الضاد*" *.
* أضحك محمد الشريف خروبي المشاركين في الندوة حينما قال إن أحد المفتشين قال لمهري - وهو وزير سابق في الحكومة المؤقتة - في عملية تفتيش له كأستاذ قسم، "انك تصلح كأستاذ وأنت مستعد للتعليم".
* قال* خروبي*:* *"لما* كانت* الثورة* ثورة*.. وجبهة* التحرير* جبهة* تكوّن* المعلمون* داخل* السجون* وتجندوا* في* خدمة* المنظومة* التربوية*" *.
* وعن تغييره لمعامل الفلسفة 4 والعربية 6 بدل العكس الذي كان من قبل، قال خروبي: "أدرك المخالفين لفكرة التصحيحات، وعرضوا الأمر أمام رئيس الجمهورية الشاذلي بن جديد آنذاك بعد قدومه من مؤتمر إفريقي، وأصبحت حينها شيطانا أكبر" .
* قال* الوزير* السابق* علي* بن* محمد* إنه* قال* لمولود* حمروش* رئيس* الحكومة* السابق* لما* دعاه* لتحمل* مسؤولية* وزارة* التربية* *"لا* أذهب* لقطاع* يحس* فيه* المعلم* بأنه* في* أدنى* طبقة* وهندامه* غير* ملائم*" *.
الدكتور علي بن محمد:"الاصلاحات مختلة والعيب ليس في العربية "
2010.12.15
لطيفة بلحاج / عزيز . ح
أن ندرس الفرنسية عبر11سنة معناه أننا لا نحسن تدريسها
كشف وزير التربية الأسبق علي بن محمد بأن لجنة إصلاح المنظومة التربوية التي تم استحداثها بداية العشرية الحالية، استعانت بشخصيات من الخارج من ضمنها وزير التربية من تونس ووزير من لبنان، في حين تم إقصاء مختصين من الجزائر إلى جانب ممثلي أولياء التلاميذ والنقابات، متسائلا عن سبب وقوع تشنجات كلما تعلق الأمر بالحديث عن إصلاحات .
وقال بن محمد بأن الإصلاح يرتبط بميزان القوة، وهو يأتي عادة عندما تتغير السلطة فيظهر الحديث عن ضرورة إحداث تغيير شامل، وبرأيه فإن مشاكل جوهرية ترتبط بمجال التربية والثقافة، وقد كان التعريب دوما في مقدمة تلك المشاكل، مع أن كل وثائق الثورة كانت تتحدث عن إعادة التربية إلى مكانها الطبيعي، بداية من ميثاق الصومام إلى طرابلس، كانت تحتل نفس أهمية استعادة السيادة الوطنية والخيرات الباطنية .
وتساءل الوزير السابق عن سبب احتدام الصراع كلما تعلق الأمر بإعادة اللغة العربية إلى وضعها الطبيعي، "ولماذا يبدأ الصراع والعنف، ويتطور المشكل ليخلق مواقف غريبة"، موضحا بأن المفرنسين في الجزائر لا ينظرون أبدا إلى الفرنسية على أنها لغة أجنبية، ويقولون إنهم يتكلمون بها في بيوتهم ومع أولادهم، " لكن ما هو الفرق بين الحرية الشخصية وأن نفرض على الآخرين ما نراه صحيحا " .
ويصر بن محمد الذي قاد ما كان يعرف بالدفاع عن مدرسة أصيلة ومتفتحة بداية الألفية الحالية، وبمجابهته الشرسة لإصلاحات بن زاغو، بأن الفرنسية تحمل فكرا وثقافة، وعندما تميل الكفة إلى الفرنسية فإن نخبة الفكر يتوجهون إلى هذه اللغة، فتصبح اللغة العربية رمزا للرداءة وعدم القدرة على البحث، كما أن الميل نحو تكوين خريجين يميلون إلى اللغة الفرنسية، من شأنه أن يخلق أزمة بعد سنوات فيما يخص المؤطرين في هذه اللغة، " لأنهم سيتجهون نحو القطاعات المنتجة " .
ولخص ضيف ندوة الشروق الوضعية الحالية القائمة في قطاع التربية بأنها سريالية وينبغي معالجتها، قائلا بأنه لا منافس للغة العربية كلغة وطنية، ولا جدال في دور اللغات الأجنبية، ولا احتكار للغة أجنبية على حساب لغة أخرى، "لو كان هناك تيار يريد احتكار الإنجليزية لكنت ضده " .
وتعرض بن محمد إلى إصلاح المنظومة التربوية حينما تم إنشاء لجنة بن زاغو في ماي 2000، وضمت 159عضوا مما جعلها شبيهة بالبرلمان، "وكانت لجنة مختلة وغير متوازنة، وتم إعطاؤها مهلة 9 أشهر لصياغة تقريرها النهائي، كانت تجتمع بقصر الأمم بين أربع جدران"، وتعمدت اللجنة في تقديره إقصاء الممثلين الفعليين للقطاع من أساتذة ونقابات وأولياء، في حين تمت الاستعانة بخبراء من الخارج من تونس ولبنان .
ورفعت اللجنة ذاتها تقريرها إلى رئيس الجمهورية، دون أن يطلع أعضاؤها على فحوى التقرير النهائي، "وكنا ننتظر طرحه للنقاش، لكن لا شيء من ذلك القبيل حدث"، وخلال تلك الفترة نشط بن محمد 35 تجمعا عبر الولايات للدفاع عن مدرسة أصيلة ومتفتحة، غير أن التقرير أحيل على مجلسي الحكومة والوزراء وشرع في تطبيقه وبدأت المشاكل .
ومن ضمن المصاعب التي جابهت تنفيذ تلك الإصلاحات قلة معلمي اللغة الفرنسية للشروع في تدريسها بداية من السنة الثانية ابتدائي، فتم تأجيلها إلى غاية السنة الرابعة .
وفي تقدير المصدر ذاته، فإنه في مجال التربية هناك مقومات أساسية، كما أنه لا ينبغي أبدا الخوف من النقاش للوصول إلى الصيغة المثلى .
ومعروف عن بن محمد أنه كان ضد التدريس المبكر للفرنسية في المدارس على حساب اللغة الأم، قائلا بأن إقحام الفرنسية في السنة الرابعة وإلى غاية السنة الثالثة ثانوي معناها دراستها بشكل متواصل طيلة 9 سنوات كاملة، بمعدل 5 ساعات في الأسبوع، علما أن القانون التوجيهي لسنة 2008 حدد السنة الدراسية بـ32 أسبوعا، معناه أن الحجم الساعي للفرنسية يقدر بـ400 ساعة، وعدم تعلم هذه اللغة في هذه الفترة يدل على وجود خلل في المناهج .
ويقول وزير التربية الأسبق "بأننا بحاجة إلى تعرية الإصلاحات من عوامل الإثارة والجدل، فإلى جانب الاهتمام بالمناهج والبرامج، يجب العناية أيضا بالجانب البشري من خلال تلبية حاجاتهم المادية والمعنوية"، مذكرا بما قاله لرئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش حينما عرض عليه وزارة التربية الوطنية، " أنا لا أذهب إلى قطاع أحس فيه بأن المعلم محڤور وفي أدنى المستويات " .
مضيفا بان المنظمة التربوية هي كل متكامل، " ولا بد من الحوار وعدم احتكار أي وسيلة في إبلاغ الرأي " .
وذكر بن محمد بأمرية76، وكيف كان يسعى الرئيس الراحل هواري بومدين إلى إرساء مدرسة قائمة على المبادئ السليمة، كما تحدث عن الصراع الكبير الذي كان قائما آنذاك ما بين المدافعين عن اللغة العربية والذي كانوا يرونها غير قادرة على مواكبة مسار التعليم، من بينهم وزير التربية الأسبق مصطفى لشرف .
البعثات العربية لم يكن فيها النجارون .. وعبد الناصر لم يبعث لنا بالإخوان المسلمين
نفى الدكتور علي بن محمد كل ما أثير بشأن مستوى المعلمين الذين كانت تستقدمهم الجزائر من المشرق العربي، وبالضبط من مصر، بعد الاستقلال للاستعانة بهم في مجال التدريس بسبب قلة المؤطرين آنذاك .
وأصر وزير التربية الأسبق على استغلال منبر الشروق للفصل في نقاش لا أساس له من الصحة على حد تأكيده، قائلا بأن وزارة التربية بعد الاستقلال كانت تشحذ المعلمين شحذا، فقد كان العدد الإجمالي للمؤطرين قبيل الاستقلال بـ20 ألف معلم إلى جانب 3000 مدرسا جزائريا، بعد سنة 1962 هاجر17 ألف مؤطر فرنسي إلى بلادهم، كما توجه 1500 جزائري إلى قطاعات أخرى منتجة .
مضيفا بأنه في بداية الاستقلال كانت إمكانية التوظيف في التعليم جد قليلة،"وكنت أنا ضمن الوفد الذي سافر إلى مصر لاستقدام مدرسين، وكنا ندرس الملفات التي تحيلها إلينا وزارة التربية في مصر بدقة، وكنا نشترط أن يكون خريج كلية التعليم، كنا نطلب حوالي 1000 معلم، ولا نحصل على العدد كاملا " .
قائلا بأنه في مصر كانوا يقولون لنا بأنكم لستم وحدكم الذين تحتاجون إلى أساتدة، هناك دول أخرى، من بينها ليبيا، وتلك الدول كانت تقدم امتيازات من حيث الراتب والسكن، "فكنا نحصل على نصف العدد فقط، ونلجأ إلى المعلمين الأحرار الذين يحملون الشهادات، لكن يمارسون أنشطة لا تتعلق بالقطاع " . وليس صحيحا أن جمال عبد الناصر كان ينفي الإخوان المسلمين الى الجزائر ليتخلص منهم، ببساطة لأن عبد الناصر كان يحب الجزائر ولا يمكن ان يعاقبها بالمعارضين له .
نافيا جملة وتفصيلا استقدام بنائين وحذائين لتعليم الجزائريين بعد الاستقلال، مؤكدا بأنه عمد خلال توليه الوزارة إلى القضاء على استقدام أساتذة من الخارج لسد العجز في مناطق الجنوب، "وعمدت إلى عدم تجديد كافة العقود التي انتهت آجالها"، وتم استثناء الفلسطينيين الذين ليس لهم الجنسية الجزائرية " .
وتحدث بن محمد عن ظاهرة "الحيطيست" بداية الثمانينيات، حيث أن 60 في المائة من تلاميذ السنة السادسة كانوا يفشلون في اجتاز تلك الامتحانات، فكان يتم تسريح نسبة كبيرة منهم، فتم التفكير في توجيههم إلى مدارس الشرطة ومعاهد في مجال الشؤون الدينية، وتم بعدها طرح فكرة المدرسة الأساسية لتوحيد كافة التلاميذ الجزائريين .
محمد* السعيد* يعيد* رسم* مسار* المدرسة* الجزائرية* منذ* الاستقلال
"لماذا* لم* يعترض* بومدين* عن* سياسية* مصطفى* لشرف؟*"
قال محمد السعيد رئيس حزب الحرية والعدالة غير المعتمد بأن الجزائر ورثت مدرسة مصممة لأبناء المستوطنين موصدة أمام الجزائريين، وهو ما توجب تصميم مدرسة بمحتوى تربوي مختلف، فتمت الاستعانة بأساتذة من بيئة مختلفة، ثم جاءت مرحلة التعريب، "فبدأت مرحلة تبادل التهم" غير* أن* التيار* الذي* كان* في* الحكم* كان* مع* التعريب،* لكن* التيار* المفرنس* تغلغل* في* الاقتصاد* والقطاعات* السيادية*.
وفي رسمه لمسار المدرسة الجزائرية منذ الاستقلال إلى غاية اليوم، أضاف محمد السعيد قائلا بأن التيار المعرب تمكن من فرض التعليم بالعربية، وتطبيق ما يسمى بالمدرسة الأساسية على أساس التجربة، لكنه تساءل عن كيفية تمكن وزير التربية الراحل مصطفى لشرف الذي تسلم مهام الوزارة* في* سنة77من* إعادة* الإزدواجية* في* التعليم،* من* خلال* اعتماد* اللغتين* العربية* والفرنسية،* وقال* بتأجيل* المدرسة* الأساسية* بدعوى* قلة* الإمكانات،* ونعت* المعربين* بنباشي* القبور*.
وكيف تجاوز أمرية 76 ولماذا ساعده الراحل هواري بومدين بصمته، دون أن يعترض على سياسة مصطفى لشرف، فقد سأل آنذاك هواري بومدين قائلا له: "هل أنت قادر على التعديل فأجابه لشرف بـ "لا"، لكن بومدين لم يتخذ موقفا بشأنه"، وأضاف محمد السعيد بأن موقف بومدين يبقى غامضا ويطرح* جملة* من* علامات* الاستفهام،* خصوصا* وأنه* كان* يسعى* إلى* تجسيد* التعريب*"* فهل* كان* محيطه* على* علم* بمرضه،* وإلا* كيف* يتم* تفسير* تصرف* مصطفى* لشرف*"*.
ثم عاد محمد السعيد إلى بداية التسعينات حينما جمد المجلس الانتقالي قانون التعريب، "وظل القرار قائما إلى غاية اليوم، في وقت ما تزال الإصلاحات التربوية تتم بكيفية مغلقة"، مؤكدا بأن الحديث عن إصلاح المنظومة التربوية يحيل إلى الأذهان لغة التدريس والتعريب.
ويربط المصدر ذاته قضية التعريب في الجزائر بتأرجح العلاقات ما بين الجزائر وفرنسا، وهو السبب نفسه الذي أدى إلى إلغاء ازدواجية التعليم، "لأن الفرنسية كانت وسيلة لتطبيق سياسة الاستعمار"، وأثار رئيس حزب الحرية والعدالة غير المعتمد قضايا أخرى لا تقل أهمية ولها صلة بالتربية، منها تأثير الصراع بين أجنحة السلطة على تعليم الأمازيغية مما أدى إلى تجاهلها، فضلا عن عدم إعطاء البحث العلمي الأهمية التي يستحقها، وكذا تقزيم دور المعلم في بناء المجتمع، مما انعكس على جودة التعليم.
محمد* الصغير* بلعلام*
إلغاء* التعليم* الأصلي* كان* خطأً
دافع الشيخ محمد الصغير بلعلام، نائب رئيس مؤسسة مولود قاسم نايت بلقاسم، عن نظام التعليم الأصلي الذي كان معتمدا إلى غاية السبعينيات، مضيفا أن الكثير من قادة وكفاءات البلاد تخرجت من معهد التعليم الأصلي، التي أنشاها المرحوم مولود قاسم، بفكرة تعود للمرحوم إأحمد* توفيق* المدني*.
تطرق نائب رئيس مؤسسة مولد قاسم نايت بلقاسم، إلى أهم مراحل التعليم الأصلي، في الجزائر، مشيرا إلى أن فكرة إنشاء جامعة إسلامية في الجزائر تعود إلى المرحوم أحمد توفيق المدني، ونقلها وزير الشؤون الدينية مولود قاسم بدوره إلى الرئيس الراحل هواري بومدين وهذا في العام 1973، وهي الفكرة التي لاقت قبولا من الرئيس بومدين، لتكون بذلك معلما من المعالم الحضرية في الجزائر. وأضاف انه لا يمكن أن يكون هناك قطاع للشؤون الدينية بدون تعليم، مبرزا في السياق ذاته، أن معاهد التعليم الأصلي تعود إلى عام 1975، وكانت الداعم الأساس في الحفاظ* على* مقومات* الشخصية* الجزائرية،* حيث* تخرج* منها* حسب* المتحدث،* شبان* جزائريون* متشبعون* بعلوم* عصرية* وثقافة* واسعة* تربطهم* بهويتهم* وعقيدتهم*.
واعتبر الشيخ بلعلام، غياب التعليم الأصلي، الذي كان بمثابة الإطار الضامن لتوجيه جزء من النشء نحو الإرشاد السليم، وتعمل لبناء منظومة تعليمية شاملة تحتوي الأجيال الناشئة، بكل تنوعها، واختلاف مُيولاتها، فليس كل التلاميذ صالح للتعليم العام، وليس كل التلاميذ صالح* للتعليم* المهني،* كما* ليس* كل* التلاميذ* يصلـُح* للتعليم* الأصلي،* كما* لمح* بلعلام* إلى* ان* إلغاء* التعليم* الأصلي* في* سبعينيات* القرن* الماضي* بمثابة* الـفعل* القاتل* الذي* ظهـرت* أثاره* ُ* بعد* حين* من* الـزمن*.*
وأرجع ممثل موسسة مولود قاسم، إلغاء هذا التعليم الأصلي إلى الراحل مصطفى الاشرف، بمبرر توحيد التعليم في الجزائر، إضافة إلى إلغاء الشعبة الشرعية التعليم الثانوي، مقابل عدم إلغاء التعليم المسيحي، وأضاف أن معاهد التعليم الأصلي كانت تضمن تمدرس أكثر من 30 ألف طالب*.
عبد العزيز رحابي:"الإصلاحات التربوية لن تنجح إلا بفصلها عن الشرعيتين الثورية والدينية "
2010.12.15
عزيز حمدي/ بلقاسم . ع /فضيلة مختاري
دعا وزير الاتصال الأسبق عبد العزيز رحابي إلى عدم توظيف القناعات والتوجهات السياسية في مجال التربية، وفتح مجالات النقاش والحوار في كل ما يتعلق بالتعليم، مع تحديد نوعية الطفل الذي نريد، مضيفا أن المدرسة الجزائرية تفتقد إلى مشروع حضاري، مؤكدا في ذات السياق أن 80 بالمائة من ميزانية الجامعة تخصص إلى النقل والسكن والأجور، كما شدّد على افتقاد المدرسة الجزائرية لمشروع حضاري .
تتطلب المنظومة التربوية بحسب الدبلوماسي الأسبق عبد العزيز رحابي، إصلاحا عميقا لتتماشى مع التطورات التي تحدث في المستوى الوطني والدولي لأن هناك تطور مستمر ومتواصل. فلابد من تطعيم البرامج بمعطيات جديدة تتماشى وتتناسق مع روح التطور، ملمحا إلى بعض سلبيات الإصلاحات التربوية الجارية، والتي انطلقت من أن سياسة الحكم تقوم على غلبة تيار على آخر، ومن بين هذه المظاهر يقول رحابي "أتسال كيف بالرئيس الراحل بومدين إصدار الأمرية 1976، ثم محاها المرحوم مصطفى الأشرف"، مبرزا أن المسألة تتعلق بتواجد عصب داخل النظام السياسي. ويرى* وزير* الاتصال* الأسبق،* أن* نجاج* الإصلاحات* التربوية* لا* يمكن* أن* يتحقق* في* غياب* إرادة* سياسية،* تقوم* على* احترام* المبادئ* والقيم* الحضرية* بعيدا* عن* الشرعية* الثورية* أو* الدينية*.
أما عن مجالات الإصلاح التربوي، فمن الضروري أن تمس بالخصوص المناهج المدرسية والوسائل التدعيمية مع انتقاء كوادر تعليمية، بهدف بناء شخصيات مثالية متطورة مع غرس فيها روح المثل والمقومات التي تنسجم مع مجالات حقوق الإنسان، وكذا إيجاد سبل وطرق وظروف منشطة للمتعلم وتحسين مستواه، الأمر الذي يتطلب بحسب المتحدث إعادة تأهيل الكفاءات، مع العمل على الخروج بالنظام التعليمي من الروحانيات إلى نظام يقوم على أخلاقيات المجتمع المدني واحترام الحريات الفردية وحقوق الإنسان. مضيفا أن المدرسة الجزائرية لا تُعّلم الطفل أن يكون مواطنا، من منطلق أن 80 بالمائة من ميزانية الجامعة توّجه لتغطية تكاليف النقل، السكن والأجور، أما 20 بالمائة الباقية فيقول وزير الاتصال الأسبق إنها تخصص للمجال البيداغوجي، واصفا الجامعة الجزائرية بـ"دار الحضانة"، مؤكدا على تحديد نوعية الطفل الذي نريده، مناضلا، مجاهدا* أو* مواطنا*.
وخلص رحابي إلى اعتبار أن المدرسة الجزائرية تفتقد إلى مشروع حضاري، كما عرّج إلى إشكالية اللغة، داعيا إلى البراغماتية في علاقة المجتمع الجزائري باللغة، مشيرا إلى أنه لا يرى مانعا من تدريس العبرية بالجامعة الجزائرية، مؤكدا أن الطفل يتعرض إلى عنف يومي من خلال لغة التعامل سواء في البيت أو الشارع أو المدرسة، والتي قال بشأنها، كلمات لاأصل لها، كما وصف علاقة المجتمع الجزائري باللغة الفرنسية بـ"علاقة عنف". مؤكدا في السياق ذاته أن التعليم الفرنسي في الجزائر قبل الاستقلال لم يكن يوما لائكيا.
فرطاقي*: منسق* التنسيبقية* الوطنية* للمساعدين* التربويين
"نريد* رد* الاعتبار* للمربين*"
قال منسق التنسيقية الوطنية للمساعدين التربويين، مراد فرطاقي، أنه يجب الاهتمام بجميع الأسلاك التربوية، معتبرا أن الإصلاحات لا يجب أن تتعارض مع المطالب المهنية للفئات بل يجب تدعيمها، حيث أشار المتحدث إلى تعرضهم لإقصاء في القانون الخاص بشأن قضية التصنيف، معتبرا أن وزارة التربية الوطنية لا تزال تمنح فئة المساعدين الوعود فقط، وقال فرطاقي أن أعلى رتبة خلال المسار المهني لا تتعدى الثامنة. وعليه اعتبر المتحدث أن نجاح المنظومة التربوية لن يتحقق إلا بإعطاء العنصر البشري حقوقه وتقدير مهامه.
عبد* القادر* كويني* عضو* في* لجنة* الإصلاحات* التربوية
كنا* نطلع* على* التقارير* مثلنا* مثل* الجمهور
قال عبد القادر كويني أحد أعضاء اللجنة الوطنية للإصلاحات التربوية أو ما يُصطلح عليها لجنة إصلاحات بن زاغو، إن اللجنة في بداية تأسيسها كانت تضم 100 عضو، كانوا من تيار واحد، غير أنه تم تدارك الوضع بعدها، حيث تم إضافة 59 عضوا آخر، ومن اللجان التي كانت مُنصبة، لجنة* البيداغوجيا* ولجنة* إصلاح* النظام* التربوي*.
وقال كويني: "تفاجأنا خلال عرض التقرير النهائي للجنة التي أكد من خلالها مقرر لجنة البيداغوجيا المرحوم عمر البرناوي قائلا: "سأتلو عليكم التقرير وأنا أسمتع إليه لأول مرة ". مشيرا إلى أن مسؤولي القطاع كانوا غائبين وقتها.
وتحدث كويني عن عمل اللجنة، حيث كان النقاش محتدما، خاصة حول اللغة ولغة التدريس، وكان رئيس اللجنة الدكتور بن زاغو يعمل على تكريس التوازن بين أعضاء اللجنة، ولأن النظام الداخلي كان ينص على الإجماع بدل الانتخاب أو التصويت، وإذا لم يكن هناك إجماع، نقوم بعملية الترتيب،* والرئيس* هو* الذي* يفصل*.
12* ألف* معلم* كانوا* يتخرجون* سنويا* لسد* العجز
أفاد بن محمد بأن المدرسة الجزائرية إبان الاستقلال كان يؤطرها مدرسون من 26 جنسية، كما كانت تتعاقد وزارة الصناع مع القطاع في مجال التكوين، فكانت تخرج إطارات تعمد إلى تشغيلهم في مجالات تابعة لها، وتعمل على تسديد قيمة التعاقد لوزارة التربية لتخليصهم من المتابعات،* وهو* ما* جعل* العجز* من* حيث* المؤطرين* يتضاعف،* فتم* اللجوء* إلى* تقليص* مدة* التكوين،* بدليل* أنه* سنويا* كان* يتخرج* ما* لا* يقل* عن* 12ألف* معلم*.
وكانت* تستقطب* مسابقات* التوظيف* الفتيات* من* مستوى* البكالوريا،* في* حين* كانت* يتوجه* الرجال* إلى* القطاعات* الاخرى،* أو* المؤسسات* العمومية*.
قال* إن* *"الشروق*"* كسرت* الطابو*
دزيري*: *"لم* يشركنا* أحد*..* بل* فرضت* علينا* الإصلاحات*"
أكد رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، الصادق دزيري، أن النقاش حول الإصلاحات التربوية كسر طابوها من الطابوهات، وأوضح دزيري أن "هناك نوعا من التعتيم للموضوع على جيل الاستقلال، ونحن ندرس أمورا لم نقتنع بها".
وأفاد المتحدث بأنهم كنقابات فاعلة في قطاع التربية غيبوا من التعبير عن مواقفهم في الإصلاحات، مضيفا "نحن كمن يقول كلمته في واد ويسمع صداها، وأي إصلاح يجب الإعداد له والتكوين"، موضحا "نتعرض للإقصاء ولم نشارك في الحوار أو الإصلاح، غير أن كل فشل في المدرسة يحمل* مسؤوليته* للأساتذة* والمؤطرين*"،* وأضاف* *"لم* نحس* يوما* أننا* معنيون* أو* مجندون*"*.
وفي ذات السياق، أكد المتحدث استعدادهم الكامل لرفع التحدي وتحقيق الأهداف، إذا وفرت الإمكانات ونفس الفرص، مضيفا "يجب الحوار ثم التكوين ثم النقاش الجاد واستراتيجية واضحة المعالم، أما بالشكل الحالي السياسة تطبق والخاسر في النهاية المدرسة وأبنائنا".
"الكنابسات*" يدعو* الى* فتح* الحوار* والنفاش*
إصلاح* المنظومة* التربوية*.. سياسي*
اعتبر نوار العربي، المنسق الوطني للمجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، ان اللغة وسيلة تواصل، مؤكدا أن الانجليزية اللغة العالمية الأولى، كما وصف إبعاد المختصين عن مشروع الإصلاح التربوي بالأمر الخطير، مؤكدا أن النظام البيداغوجي له رجاله، ودعا إلى فتح* قنوات* الحوار* والنقاش* حول* هذا* الملف* الحساس*.
يرى المنسق الوطني لـ"الكناباست" ان القول بنجاح أو فشل الإصلاح في هذه الفترة صعب، لأن هذه العملية يجب أن تكون أكاديمية محضة، لكن ذلك لن يحدث الآن بسبب تدخل عدة حسابات سياسية وصراعات تقف وراء عدم الخروج بتقرير موضوعي، مشيرا الى نقائص في الجانب البيداغوجي مشددا* على* ضرورة* إشراك* الأستاذ* في* مسارات* الإصلاح،* مؤكدا* في* السياق* ذاته،* ان* تخريج* مواطن* يؤمن* بالحوار* أهم* ما* يرمي* إليه* الإصلاح* التربوي*.
ومما يعيب على الإصلاحات التربوية، حسب ممثل "الكناباسات" غياب المعنيين بالإصلاح، بحسب قول نوار العربي، متسائلا على المقاييس المعتمد في تقيم المدرسة الجزائرية، واصفا التقييم الراهن "بالتقييم السياسي وليس الأكاديمي". مؤكدا في السياق ذاته، أن تجريم المدرسة أمر* خطير،* داعيا* الى* تحري* الحقيقة،* مشيرا* إلى* أن* الكفاءات* الجزائرية* أثبتت* وجودها* خارج* الوطن*.
محمد الشريف خروبي الوزير الأسبق للتربية يفتح قلبه في ندوة الشروق
خلقنا من السجون مدارس، .. وهذه قصة " التاريخ في المزبلة "
2010.12.15
فضيلة مختاري
* قالوا إن خروبي سبب أحداث منطقة القبائل في الثمانينات ونسوا أنني قبائلي أمازيغي قح
* وجدت المعلمين يحملون الكراريس في أكياس البطاطا وهم في طريقهم لمعهد التكوين
".. اقتحمت عالم التعليم برغبة مُلحة مني، ودخلت الوزارة وأنا أعلم ما يُعانيه المعلم وجدت نفسي أرث تركة من التناقضات .. خلقنا من السجون مدارسا، واجهت الصراع المحتدم داخل المدرسة، أردناها منظومة تربوية روحية فقابلونا بمهزلة "التاريخ في المزبلة.." هي جزء صغير من العبارات التي رردها واحد من صناع المسار التربوي بالجزائر، إنه الوزير الأسبق محمد الشريف خروبي .
استهل الوزير الأسبق محمد الشريف خروبي محاضرته بالأوضاع التي واجهتها الجزائر بعد الحقبة الإستعمارية قائلا: "دخلت عالم التعليم عام 1964، برغبة ملحة مني عايشت في تلك الفترة صراع المعربين والمفرنسين، كان وقتها كل معرب ينظر إليه على أنه متخلف وكل مزدوج هو متحضر،* وكانت* هذه* النقطة* هي* من* بين* أهم* الصراعات* وأشدها* داخل* المحيط* التربوي*"*.
تطرق بعدها خروبي إلى إصلاحات عام 1976 والتغييرات التي أعقبتها على مستوى وزارة التربية من إجراءات وقرارات قال عنها الوزير: "جيء ببرنامج آخر ليس له أي علاقة بالإصلاحات التربوية وتم إلغاء كل شيء بما فيه الشُعب المعربة وغير المعربة، وكان من بين الأهداف الخفية لهذه* التغييرات* إلغاء* التعليم* الأصلي* وتشريد* الذين* ينتمون* إليه*.*"
مصطفى* لشرف* وقصة* 37* إطارا* مقالا
أشار محمد الشريف خروبي أن هذه الصراعات حقيقة موجودة قائلا: "عندما دخلت الوزارة وجدت نفسي أرث كل التناقضات وكل المشاكل التي حدثت في فترة ما قبل عام 1979 أي فترة ما بعد رحيل الرئيس هواري بومدين".
وكشف* المتحدث* للحضور* أن* الرئيس* هواري* بومدين* رد* على* الوزير* لشرف* بالقول*: *"تريدون* ضرة* للغة* العربية*"*. مشيرا* أن* الرئيس* هواري* بومدين* أعطى* تحليلا* للواقع* آنذاك*.
وسرد المتحدث الطريقة التي جيء من خلالها بالوزير المرحوم مصطفى لشرف الذي قال خروبي إنه يكن له كل التقدير والاحترام رغم كونه أقدم بعد تنصيبه على إقالة 37 إطارا تربويا من المجندين لتطبيق الإصلاحات، بحجة أن لديه إصلاحات أخرى عليه أن يأتي بمن يستطيع تطبيقها.
وبحسب* المتحدث* فإن* التركة* التي* ورثها* كانت* تعج* بالتناقضات* التي* استطاع* أن* يفكك* الكثير* منها* رغم* وجود* عدد* من* المطبات* المحيطة* به*.
هذه* قصة* *"التاريخ* في* المزبلة*"*
قال محمد الشريف خروبي إنه بعد استلامه مهام وزير التربية حاول تطبيق الإصلاحات الروحية التي تهدف إلى رفع مستوى التلاميذ، مُشيرا إلى أنه وجد نسبة النجاح في البكالوريا ضعيفة جدا ووجد مستوى التلاميذ في اللغة العربية ضحلا ففكر في طريقة يستطيع من خلالها رفع المستوى، فاهتدى الوزير إلى التغيير في بعض المعاملات، خاصة التاريخ واللغة العربية، قائلا: "أردنا القيام ببعض التعديلات البسيطة على غرار برمجة مادة التاريخ كمادة إجبارية باللغة العربية وكان الغرض تقوية ملكة التلاميذ في اللغة العربية".
كما تحدث الوزير عن تعديلات أخرى من بينها تغيير معاملات بعض المواد على غرار مادة الفلسفة، اللغة العربية، والتاريخ، قائلا: "قمنا بتغيير المعامل في مادة الفلسفة من 06 إلى 04 ، ورفعنا معامل مادة اللغة العربية إلى 06، إلى جانب معامل مادة التاريخ".
وكانت المفاجأة أن بعد هذه التعديلات خرج التلاميذ في مظاهرات أو أخرجوا ضد هذه التعديلات، وكان الرئيس وقتها خارج الوطن، وتحوّلت أنا في نظر البعض إلى سبب لهذه المظاهرات، خاصة وأن المتظاهرين كانوا ينادون "التاريخ في المزبلة"، واصفا هذه المهزلة بالمكيدة التي دبرت* له* بأنها* في* النهاية* انتهت* بسلام*.
بعدها أشار محمد الشريف خروبي إلى إشكالية تطبيق المدرسة الأساسية في التعليم المتوسط، متحدثا عن قانون اللجنة المركزية والتي اقترحت ترك باب إلغاء القانون في أي سنة، مشيرا إلى بعض الإتهامات التي روّجت آنذاك لمصطلح المدرسة الشيوعية.
وتم وقتها اقتراح مدة التعليم الأساسي بـ 9 سنوات، وفصل التعليم الثانوي عن التعليم الأساسي قائلا: "هل يُعقل فصل التعليم الثانوي عن التعليم الأساسي؟" ثم أضاف قائلا: "وقاموا باستحداث منصب كاتب دولة مكلف بالتعليم الثانوي وأرادوا بذلك إبعادي من منصب وزارة التربية،* لكني* قلت* لهم* لن* أخرج* من* هنا* ..*".
* حرم تلاميذ المدارس من أموال عمومية تضمن لهم وجبة الإطعام المدرسي لمدة 35 سنة، بسبب الفضائح التي عاشتها الجزائر مؤخرا في إحدى قضايا هدر المال العام، حيث أكد ذلك الوزير السابق عبد العزيز رحابي الذي قال "الأموال العمومية التي تبخرت في قضية الخليفة تضمن غذاء* للتلاميذ* بالمطاعم* المدرسية* لمدة* 35* سنة،* قيمة* الإطعام* سنويا* هي* 140* مليون* دولار*".
* كشف الوزير السابق خروبي عن حرمان "حموتان" شاعر المرحوم عبد الحميد بن باديس من حقه في التقاعد إلا بعد تدخله لدراسة ملفه، حيث نال حقه بعد 20 سنة أي بعد وفاته وتلقت منحته ابنته، واعتبر أن الحالة نفسها لمدير المعهد التكنولوجي لمليانة المتوفى، وفي المجموع قال* أن* هناك* 119* ملف* كان* وضعه* على* نفس* الشاكلة*.
* قال خروبي أنه "لتقرأ الشروق بمليون نسخة ليس بالبركة وانما هو خلاصة نضال طويل للتعريب"، وأضاف "قراراتي العادلة في حق السيدة لوانشي المفتشة التي خدمت عائلتها الثورة، جعلتها تأتي بابن أخيها ويعلن بشهادتي دخوله الاسلام".
* أستاذة فرنسية امتحنت وفتشت على يد وزير.. هي عبارة رددها خروبي، تأكيدا منه على تمكين أستاذة بمنطقة القبائل ظلت محرومة من اجتياز امتحان الترسيم بسبب جهلها للعربية، وقال خروبي أنه طالب من المسؤولين عدم اخضاعها للامتحان وأنه هو من وافق على ذلك بعدما قرأت عليه* سورة* الفاتحة* و*"قل* هو* الله* أحد*"*.
اتهموني* بأني* وراء* أحداث* منطقة* القبائل*..* ونسوا* أنني* قبائلي* أمازيغي
قال الوزير الأسبق محمد الشريف بخصوص العراقيل التي صاحبت قطاع التربية بعد قضية أحداث منطقة القبائل في الثمانينيات: "اتهموني بأنني أقف وراء أحداث منطقة القبائل في الثمانينيات وقالوا: خروبي هو من يقف وراءها ونسوا أنني أمازيغي وابن منطقة القبائل.."
مزيان* مريان* منسق* النقابة* الوطنية* لأساتذة* التعليم* التقني* والثانوي
"المدرسة* الجزائرية* عاشت* صراعات* إيديولوجية* خطيرة*"
يري مزيان مريان منسق النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني بأن الإيديولوجية التي ينبغي أن تقوم عليها المدرسة الجزائرية هي احترام الهوية الوطنية، فضلا عن ضرورة تحديد الأهداف وكيفية تنفيذ البرامج، معتبرا بأن المدرسة هي آلة الإيديولوجية، وبأن المدرسة الجزائرية عاشت صراعات إيديولوجية وليس بين لغتين، وقد بدأ ذلك الصراع بالتفكير في كيفية تخليص المدرسة من إيديولوجية المستعمر، "فتم تطبيق التعريب بشكل متسرع مع الأسف، فتمت الاستعانة بمدرسين من الخارج من بينهم حذائين".
وفي تقدير مزيان مريان فإن الإيديولوجية ينبغي أن تكون ملائمة مع مشروع المجتمع، متأسفا لتحول المدرسة الجزائرية إبان التسعينيات إلى منابر سياسية، واصفا تلك المرحلة بالسوداء، وقال بأنه من النقاط السوداء للإصلاح الأخير إلغاء شعبة التعليم التقني، فضلا عن تأجيل تطبيق* المقاربة* بالكفاءات*.* *
ل*/ب
الإصلاحات التربوية تنجح بالحوار وليس بالقرارات الفوقية
2010.12.15
بلقاسم عجاج
تجنيد المعلمين يصنع المعجزات وتهميشهم يحدث الكارثة
ماذا حققت الإصلاحات التي انتهجتها وزارة التربية، منذ 2003؟، وهل مكنت الجزائر، من إرساء تنظيم شامل لمنظومة تربوية، تحافظ على مقومات الهوية والسيادة الوطنية؟ وكذا بالنسبة لموضوع التعليم الأصلي، هل كان من الضروري اعتماده كنظام تعليم موازي، كانت من بين أبرز محاور الندوة التي نظمتها أمس الأول "الشروق" إلى جانب الخوض في بعض مسارات المدرسة الجزائرية التي خضعت إلى العديد من التغييرات منذ الاستقلال انطلاقا من المدرسة الأساسية بناء على الأمرية الصادرة سنة 1976، وتعطلت هذه الأمرية لسنتين بعد حصر مجمل النقاشات المتعلقة بالإصلاح، ضمن ديباجة نصوص الميثاق الوطني، وأدخلت عليها باستمرار تعديلات مست بعض البرامج لتكون في مستوى متطلبات المرحلة. لذا كان لا بد من تسليط الضوء على واحدة من القضايا الحساسة في المجتمع بمشاركة وزراء ومختصون في المجال، ومن أهل الخبرة والتجربة الميدانية*.
عبد* الحميد* مهري* يقدم* نظرته* للإصلاحات
الإصلاحات* تنجح* بالحوار* وليس* بالقرارات*
سجّل الأمين العام لوزارة التربية السابق، عبد الحميد مهري، تحفظات عديدة على الإصلاحات التربوية التي تمت عبر مراحل تاريخية منذ الاستقلال، واعتبر مهري أن الإصلاح الذي كان مطلوبا هو الذي يتماشى مع جملة المشاكل المطروحة والذي يتم بشفافية وعبر نقاش مفتوح مع المجتمع، وقال إن الإصلاحات التي أدرجت سنوات السبعينيات كلها جزئية ومتقطعة ولا يتوفر فيها الاستمرارية، وهو ما دفعهم آنذاك، حسبه، إلى تناول شامل للمنظومة التربوية، غير أنه أكد بأن تصادف النقاش العام مع الميثاق الوطني عرقل تطبيقها.
عاد، عبد الحميد مهري، المحاضر في "ندوة الشروق" والذي اشتغل في قطاع التربية لمدة فاقت 30 سنة، إلى تجربته مع بناء المنظومة التربوية، منذ سنة 1970، واعتبر أن النقاش هو الوسيلة الأساسية والضرورية لبناء أمة وبالأخص منظومتها التربوية، وأكد أن الدراسات التي وصل إليها تؤكد أنه لم تكن هناك أبدا علاقة للغة بمستوى التحصيل العلمي على عكس ما يشاع حاليا، موضحا أن معاينتهم لمجموعة من الجزائريين يدرسون وفقا للنظام الفرنسي أي مدرسة فرنسية ومعلم كفء ولغة فرنسية، بّين أن نسبة الإخفاق بلغت 75 بالمائة.
وقال مهري إنهم وجدوا أنفسهم، ساعتها، أمام اختيارات سياسية صادقت عليها الجهات والسلطات بمختلف توجهاتها يتقدمها رئيس الجمهورية، وموضحا أن هناك ثلاثة عوامل ومنطلقات فكرية حددت آنذاك، تتمثل في ديمقراطية التعليم وجزأرة التعليم وإعطاء الأولية للتوّجه العلمي والتقني، مع اختلافات في الرؤى بشأن الكم والكيف، "فهناك من يرى أنه يجب التوّسع الكمي دون قيد، ومن يرى ضرورة التنوّّع الكيفي، ورجحت الكفة لتطوير المدرسة نوعا وكيفا"، وتساءل المسؤولون عن المنظومة التربوية على أعلى مستوى في هرم السلطة إن كانت وزارة التربية هي الوحيدة* المعنية* بالإصلاح* أم* أنه* يتطلب* تجنيد* وزارات* قطاعية* أخرى*.
نحن* أحرص* على* اللغات* الأجنبية*
وعن وسائل تطبيق ديمقراطية التعليم، أفاد مهري "طرحت تساؤلات، هل تقتصر الوسائل التعليمية على الكتب والصبورة أم تجند وسائل أخرى"، أما عن جزأرة التعليم فقال مهري إنه كان يجب جزأرة البرامج التي كانت في الغالب من موروث فرنسي، إبان الاستقلال، "مع تكوين المعلمين القادرين* على* مواجهة* مختلف* العراقيل* والقضايا* التي* تطرحها* المدرسة* وعلاقتها* بالمجتمع*"*.
أما عن تعريب التعليم، أكد المتحدث بأن المسؤولين طرحوا قضية إخراج المدرسة من طابعها الفرنسي البحت، وفي نفس الوقت التزوّد باللغات الأجنبية أي تطوير المدرسة دون الإخلال باللغات بضمان مستوى للمتخرجين، كما طرحت قضية الوظائف بالعربية والوظائف التي توّفرها اللغة الأجنبية، مضيفا أنه "أخذ في الحسبان التطوّر الأفقي في جميع المستويات، مع ضم الأبعاد التي تبدو خارج نطاق التربية، مع إجراء دراسات مقارنة بين مختلف نظم التعليم، وإلى جانب المنظومة الفرنسية الموجودة اعتمدنا على التجربة الألمانية باعتبار أنها مغايرة للفرنسية". وأشار المتحدث إلى موافقة بعض المسؤولين على طرح ديغول بتعليم العربية ولكن بالفرنسية، موضحا أن الرفض كان صريحا لعدم ازدواجية اللغة بجعل جيل يعيش لغة للماضي ولغة للحاضر، من خلال لغة أصيلة لتعليم الدين والشعر ولغة أجنبية للتقنيات العلمية، وعليه تركت اللغات الأجنبية* للتعليم* العالي* وتم* الاتفاق* على* تكوين* المعلمين* لمدة* سنة* واحدة،* في* لغة* ثالثة* انجليزية* مع* القنصلية* البريطانية*.
وتأسف مهري عن عدم تطبيق مرحلة المناقشات التي تمت على جميع المستويات بشأن تمديد سنوات التدريس القاعدي، وقال إنها "لم تتم لأنها صادفت مشروع الميثاق الوطني سنة 1976، وحينها عندما بلغ الرئيس الراحل هواري بومدين مشروع إنزال مشاريع النقاش العام، أكد على ضرورة إدراج* التربية* ومقدمة* الإصلاح* في* ديباجة* الميثاق* الوطني*"*.
وتطرق عبد الحميد مهري إلى محاور الإصلاح التي فرضت في السابق مدرسة وحيدة في المدينة داخلها أقسام معربة وأقسام مزدوجة، هذه الأخيرة، مالت الكفة لصالحها فيما بعد عند عمليات التوظيف، كما كانت هناك مدارس المتوسط والثانويات ومراكز التكوين خارج مدارس التعليم الأصلي، وفي ذات السياق، طرح مهري انشغالات المسؤولين آنذاك، "هل نبقى على التعددية أم نوّحد المدرسة؟ وكان الرأي بضرورة توحيد المدرسة على أساس أنها تتكفل بمطالب المجتمع وتتبنى الأساسيات بما فيها الإسلام لأن التعليم كان متجها نحو إبعاد الإسلام"، مضيفا "وهو موضوع اختلاف* مع* المرحوم* مولود* قاسم* نايت* بلقاسم* الذي* كان* يرى* بضرورة* بناء* منظومة* إسلامية* بجانب* المدرسة* العامة*"*.
أما عن المناهج، فقال مهري بأن اختلالات كبيرة كانت في التعليم الثانوي والتقني، وأنه لم يحصل تنسيق أفقي بين المناهج المدرسية، وعن المدرسة الموروثة كانت البكالوريا شهادة جامعية ترغم الذهاب للجامعة، ومن يرسب بعد الامتحان تقدم له شهادة تخرج ثانوي ودخول الجامعة يكون* بمسابقات*.
وأكد المحاضر أن التجهيزات يفترض أن لا تتكفل بها وزارة التربية، وأن مديريات التربية مطالبة بتقييم البرامج والمناهج بدل العمل الإداري، واعتبر أن الإصلاح يتطلب تعديلات باستمرار. وأنه لا مفر من النقاش والحوار مع كل الفعاليات من خلال الشفافية والوضوح.
علي* فضيل*: الوقت* حان* لمناقشة* الإصلاحات* وتقيمها* إيجابا* أو* سلبا
أكد المدير العام للشروق، علي فضيل، أن ندوة حول الإصلاحات محل اهتمام وانشغال منذ سنوات، وقال " لان قطاع التربية استراتيجي وهو المحضن الثاني إن لم يكن الأول للتلاميذ، والبيئة التي يقضي فيها التلاميذ أحيانا أكثر ساعات النهار"، وأضاف " وفي البلدان المتقدمة التربية* هي* المصنع* الذي* يخرج* الأجيال* والكفاءات* التي* تقود* دفة* المستقبل*".
وأوضح علي فضيل أن الدولة الجزائرية بذلت، منذ الاستقلال، مجهودات جبارة واستثنائية لضمان التعليم لكل أجيال الاستقلال، وأن التعليم عرف إصلاحات جزئية في سنوات الستينيات ومنتصف الثمانينات، مؤكدا أن الأمرية المشهورة الصادرة سنة 1976، والتي بموجبها أنشأت المدرسة الأساسية، مضيفا " ومن ذلك الحين تخرج الملايين والآلاف الحاصلين على الشهادات الجامعية أو التكوين المهني، وبعضهم الآن إطارات في مختلف القطاعات، غير أن ذات المدرسة كانت محل إصلاح في البداية وخضعت إلى تغيرات جذرية".
واعتبر* المدير* العام* للشروق* أن* الوقت* حان* لتقييم* هذه* التجربة* والإصلاحات* إيجابا* وسلبا* ولتدارك* النقاش* المسجلة،* موضحا* الندوة* تندرج* في* ذات* الإطار*.
كواليس
* قال عبد الحميد مهري إن اللجنة الوطنية للإصلاحات التربوية لا يجب أن تبرر تعليمات رئيس الجمهورية بأنها قرارات بتطبيق الفرنسية في السنة الثانية، وأضاف: "ولو كانت من عند الرئيس بوتفليقة فيجب مناقشتها ومراجعة كيفية تحسين تدريس الفرنسية وليس بتطبيق قرارات فقط"*.
* أفاد* مهري* أن* الفرنسيين* لما* عجزوا* عن* فرض* الفرنسية* في* المغرب* العربي،* لجؤوا* لفكرة* الازدواجية* اللغوية،* مضيفا* *"إن* الفرانكفونية* لديها* كتب* كيفية* فرض* اللغة* وتعليمها* في* العالم* كله*"*.
* كشف مهري عن نسبة التلاميذ الذين كانوا معرضين للطرد عقب امتحانات السادسة أساسي، وقال أنه بلغ 60 بالمائة وكانوا يشكلون "أطفالا حيطيست"، وهم الفئة التي قال عنها الدكتور علي بن محمد إنها كانت المحضن الذي اشتغل فيه التعليم الأصلي وكذلك قطاع الشرطة.
* قام مسؤول بوزارة الخارجية الفرنسية، في زيارته للجزائر، بتقديم طلب لمهري بصفته أمينا عاما لوزارة التربية الوطنية، حيث قال له بالحرف الواحد "نساعدكم في تدريس العربية مقابل وضع حد للغة أجنبية ثالثة، يقصد الانجليزية" وهي العبارة التي اختصرت الصراع اللغوي في الجزائر*.
* تعددت الطرائف التي صادفت الوزير الأسبق محمد الشريف خروبي خلال توليه منصبه، حيث قال: "وجدت المعلمين يحملون الكراريس في أكياس البطاطا، خلال زيارتي لمعهد التكوين بولاية قسنطينة"، وقال أيضا: "اكتشف، في إحدى زياراتي، أن التلاميذ يمتحنون اللغة الانجليزية باللغة* الفرنسية* صدقوا* أو* لا* تصدقوا*..*!
* أقنع* الوزير* الأسبق* محمد* الشريف* خروبي* معلما* مفرنسا* بتدريس* درس* في* الرياضيات* باللغة* العربية،* وهو* الدرس* الذي* قال* عنه* خروبي* إنه* *"أسكت* خصومي* المعادين* للغة* الضاد*" *.
* أضحك محمد الشريف خروبي المشاركين في الندوة حينما قال إن أحد المفتشين قال لمهري - وهو وزير سابق في الحكومة المؤقتة - في عملية تفتيش له كأستاذ قسم، "انك تصلح كأستاذ وأنت مستعد للتعليم".
* قال* خروبي*:* *"لما* كانت* الثورة* ثورة*.. وجبهة* التحرير* جبهة* تكوّن* المعلمون* داخل* السجون* وتجندوا* في* خدمة* المنظومة* التربوية*" *.
* وعن تغييره لمعامل الفلسفة 4 والعربية 6 بدل العكس الذي كان من قبل، قال خروبي: "أدرك المخالفين لفكرة التصحيحات، وعرضوا الأمر أمام رئيس الجمهورية الشاذلي بن جديد آنذاك بعد قدومه من مؤتمر إفريقي، وأصبحت حينها شيطانا أكبر" .
* قال* الوزير* السابق* علي* بن* محمد* إنه* قال* لمولود* حمروش* رئيس* الحكومة* السابق* لما* دعاه* لتحمل* مسؤولية* وزارة* التربية* *"لا* أذهب* لقطاع* يحس* فيه* المعلم* بأنه* في* أدنى* طبقة* وهندامه* غير* ملائم*" *.
الدكتور علي بن محمد:"الاصلاحات مختلة والعيب ليس في العربية "
2010.12.15
لطيفة بلحاج / عزيز . ح
أن ندرس الفرنسية عبر11سنة معناه أننا لا نحسن تدريسها
كشف وزير التربية الأسبق علي بن محمد بأن لجنة إصلاح المنظومة التربوية التي تم استحداثها بداية العشرية الحالية، استعانت بشخصيات من الخارج من ضمنها وزير التربية من تونس ووزير من لبنان، في حين تم إقصاء مختصين من الجزائر إلى جانب ممثلي أولياء التلاميذ والنقابات، متسائلا عن سبب وقوع تشنجات كلما تعلق الأمر بالحديث عن إصلاحات .
وقال بن محمد بأن الإصلاح يرتبط بميزان القوة، وهو يأتي عادة عندما تتغير السلطة فيظهر الحديث عن ضرورة إحداث تغيير شامل، وبرأيه فإن مشاكل جوهرية ترتبط بمجال التربية والثقافة، وقد كان التعريب دوما في مقدمة تلك المشاكل، مع أن كل وثائق الثورة كانت تتحدث عن إعادة التربية إلى مكانها الطبيعي، بداية من ميثاق الصومام إلى طرابلس، كانت تحتل نفس أهمية استعادة السيادة الوطنية والخيرات الباطنية .
وتساءل الوزير السابق عن سبب احتدام الصراع كلما تعلق الأمر بإعادة اللغة العربية إلى وضعها الطبيعي، "ولماذا يبدأ الصراع والعنف، ويتطور المشكل ليخلق مواقف غريبة"، موضحا بأن المفرنسين في الجزائر لا ينظرون أبدا إلى الفرنسية على أنها لغة أجنبية، ويقولون إنهم يتكلمون بها في بيوتهم ومع أولادهم، " لكن ما هو الفرق بين الحرية الشخصية وأن نفرض على الآخرين ما نراه صحيحا " .
ويصر بن محمد الذي قاد ما كان يعرف بالدفاع عن مدرسة أصيلة ومتفتحة بداية الألفية الحالية، وبمجابهته الشرسة لإصلاحات بن زاغو، بأن الفرنسية تحمل فكرا وثقافة، وعندما تميل الكفة إلى الفرنسية فإن نخبة الفكر يتوجهون إلى هذه اللغة، فتصبح اللغة العربية رمزا للرداءة وعدم القدرة على البحث، كما أن الميل نحو تكوين خريجين يميلون إلى اللغة الفرنسية، من شأنه أن يخلق أزمة بعد سنوات فيما يخص المؤطرين في هذه اللغة، " لأنهم سيتجهون نحو القطاعات المنتجة " .
ولخص ضيف ندوة الشروق الوضعية الحالية القائمة في قطاع التربية بأنها سريالية وينبغي معالجتها، قائلا بأنه لا منافس للغة العربية كلغة وطنية، ولا جدال في دور اللغات الأجنبية، ولا احتكار للغة أجنبية على حساب لغة أخرى، "لو كان هناك تيار يريد احتكار الإنجليزية لكنت ضده " .
وتعرض بن محمد إلى إصلاح المنظومة التربوية حينما تم إنشاء لجنة بن زاغو في ماي 2000، وضمت 159عضوا مما جعلها شبيهة بالبرلمان، "وكانت لجنة مختلة وغير متوازنة، وتم إعطاؤها مهلة 9 أشهر لصياغة تقريرها النهائي، كانت تجتمع بقصر الأمم بين أربع جدران"، وتعمدت اللجنة في تقديره إقصاء الممثلين الفعليين للقطاع من أساتذة ونقابات وأولياء، في حين تمت الاستعانة بخبراء من الخارج من تونس ولبنان .
ورفعت اللجنة ذاتها تقريرها إلى رئيس الجمهورية، دون أن يطلع أعضاؤها على فحوى التقرير النهائي، "وكنا ننتظر طرحه للنقاش، لكن لا شيء من ذلك القبيل حدث"، وخلال تلك الفترة نشط بن محمد 35 تجمعا عبر الولايات للدفاع عن مدرسة أصيلة ومتفتحة، غير أن التقرير أحيل على مجلسي الحكومة والوزراء وشرع في تطبيقه وبدأت المشاكل .
ومن ضمن المصاعب التي جابهت تنفيذ تلك الإصلاحات قلة معلمي اللغة الفرنسية للشروع في تدريسها بداية من السنة الثانية ابتدائي، فتم تأجيلها إلى غاية السنة الرابعة .
وفي تقدير المصدر ذاته، فإنه في مجال التربية هناك مقومات أساسية، كما أنه لا ينبغي أبدا الخوف من النقاش للوصول إلى الصيغة المثلى .
ومعروف عن بن محمد أنه كان ضد التدريس المبكر للفرنسية في المدارس على حساب اللغة الأم، قائلا بأن إقحام الفرنسية في السنة الرابعة وإلى غاية السنة الثالثة ثانوي معناها دراستها بشكل متواصل طيلة 9 سنوات كاملة، بمعدل 5 ساعات في الأسبوع، علما أن القانون التوجيهي لسنة 2008 حدد السنة الدراسية بـ32 أسبوعا، معناه أن الحجم الساعي للفرنسية يقدر بـ400 ساعة، وعدم تعلم هذه اللغة في هذه الفترة يدل على وجود خلل في المناهج .
ويقول وزير التربية الأسبق "بأننا بحاجة إلى تعرية الإصلاحات من عوامل الإثارة والجدل، فإلى جانب الاهتمام بالمناهج والبرامج، يجب العناية أيضا بالجانب البشري من خلال تلبية حاجاتهم المادية والمعنوية"، مذكرا بما قاله لرئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش حينما عرض عليه وزارة التربية الوطنية، " أنا لا أذهب إلى قطاع أحس فيه بأن المعلم محڤور وفي أدنى المستويات " .
مضيفا بان المنظمة التربوية هي كل متكامل، " ولا بد من الحوار وعدم احتكار أي وسيلة في إبلاغ الرأي " .
وذكر بن محمد بأمرية76، وكيف كان يسعى الرئيس الراحل هواري بومدين إلى إرساء مدرسة قائمة على المبادئ السليمة، كما تحدث عن الصراع الكبير الذي كان قائما آنذاك ما بين المدافعين عن اللغة العربية والذي كانوا يرونها غير قادرة على مواكبة مسار التعليم، من بينهم وزير التربية الأسبق مصطفى لشرف .
البعثات العربية لم يكن فيها النجارون .. وعبد الناصر لم يبعث لنا بالإخوان المسلمين
نفى الدكتور علي بن محمد كل ما أثير بشأن مستوى المعلمين الذين كانت تستقدمهم الجزائر من المشرق العربي، وبالضبط من مصر، بعد الاستقلال للاستعانة بهم في مجال التدريس بسبب قلة المؤطرين آنذاك .
وأصر وزير التربية الأسبق على استغلال منبر الشروق للفصل في نقاش لا أساس له من الصحة على حد تأكيده، قائلا بأن وزارة التربية بعد الاستقلال كانت تشحذ المعلمين شحذا، فقد كان العدد الإجمالي للمؤطرين قبيل الاستقلال بـ20 ألف معلم إلى جانب 3000 مدرسا جزائريا، بعد سنة 1962 هاجر17 ألف مؤطر فرنسي إلى بلادهم، كما توجه 1500 جزائري إلى قطاعات أخرى منتجة .
مضيفا بأنه في بداية الاستقلال كانت إمكانية التوظيف في التعليم جد قليلة،"وكنت أنا ضمن الوفد الذي سافر إلى مصر لاستقدام مدرسين، وكنا ندرس الملفات التي تحيلها إلينا وزارة التربية في مصر بدقة، وكنا نشترط أن يكون خريج كلية التعليم، كنا نطلب حوالي 1000 معلم، ولا نحصل على العدد كاملا " .
قائلا بأنه في مصر كانوا يقولون لنا بأنكم لستم وحدكم الذين تحتاجون إلى أساتدة، هناك دول أخرى، من بينها ليبيا، وتلك الدول كانت تقدم امتيازات من حيث الراتب والسكن، "فكنا نحصل على نصف العدد فقط، ونلجأ إلى المعلمين الأحرار الذين يحملون الشهادات، لكن يمارسون أنشطة لا تتعلق بالقطاع " . وليس صحيحا أن جمال عبد الناصر كان ينفي الإخوان المسلمين الى الجزائر ليتخلص منهم، ببساطة لأن عبد الناصر كان يحب الجزائر ولا يمكن ان يعاقبها بالمعارضين له .
نافيا جملة وتفصيلا استقدام بنائين وحذائين لتعليم الجزائريين بعد الاستقلال، مؤكدا بأنه عمد خلال توليه الوزارة إلى القضاء على استقدام أساتذة من الخارج لسد العجز في مناطق الجنوب، "وعمدت إلى عدم تجديد كافة العقود التي انتهت آجالها"، وتم استثناء الفلسطينيين الذين ليس لهم الجنسية الجزائرية " .
وتحدث بن محمد عن ظاهرة "الحيطيست" بداية الثمانينيات، حيث أن 60 في المائة من تلاميذ السنة السادسة كانوا يفشلون في اجتاز تلك الامتحانات، فكان يتم تسريح نسبة كبيرة منهم، فتم التفكير في توجيههم إلى مدارس الشرطة ومعاهد في مجال الشؤون الدينية، وتم بعدها طرح فكرة المدرسة الأساسية لتوحيد كافة التلاميذ الجزائريين .
محمد* السعيد* يعيد* رسم* مسار* المدرسة* الجزائرية* منذ* الاستقلال
"لماذا* لم* يعترض* بومدين* عن* سياسية* مصطفى* لشرف؟*"
قال محمد السعيد رئيس حزب الحرية والعدالة غير المعتمد بأن الجزائر ورثت مدرسة مصممة لأبناء المستوطنين موصدة أمام الجزائريين، وهو ما توجب تصميم مدرسة بمحتوى تربوي مختلف، فتمت الاستعانة بأساتذة من بيئة مختلفة، ثم جاءت مرحلة التعريب، "فبدأت مرحلة تبادل التهم" غير* أن* التيار* الذي* كان* في* الحكم* كان* مع* التعريب،* لكن* التيار* المفرنس* تغلغل* في* الاقتصاد* والقطاعات* السيادية*.
وفي رسمه لمسار المدرسة الجزائرية منذ الاستقلال إلى غاية اليوم، أضاف محمد السعيد قائلا بأن التيار المعرب تمكن من فرض التعليم بالعربية، وتطبيق ما يسمى بالمدرسة الأساسية على أساس التجربة، لكنه تساءل عن كيفية تمكن وزير التربية الراحل مصطفى لشرف الذي تسلم مهام الوزارة* في* سنة77من* إعادة* الإزدواجية* في* التعليم،* من* خلال* اعتماد* اللغتين* العربية* والفرنسية،* وقال* بتأجيل* المدرسة* الأساسية* بدعوى* قلة* الإمكانات،* ونعت* المعربين* بنباشي* القبور*.
وكيف تجاوز أمرية 76 ولماذا ساعده الراحل هواري بومدين بصمته، دون أن يعترض على سياسة مصطفى لشرف، فقد سأل آنذاك هواري بومدين قائلا له: "هل أنت قادر على التعديل فأجابه لشرف بـ "لا"، لكن بومدين لم يتخذ موقفا بشأنه"، وأضاف محمد السعيد بأن موقف بومدين يبقى غامضا ويطرح* جملة* من* علامات* الاستفهام،* خصوصا* وأنه* كان* يسعى* إلى* تجسيد* التعريب*"* فهل* كان* محيطه* على* علم* بمرضه،* وإلا* كيف* يتم* تفسير* تصرف* مصطفى* لشرف*"*.
ثم عاد محمد السعيد إلى بداية التسعينات حينما جمد المجلس الانتقالي قانون التعريب، "وظل القرار قائما إلى غاية اليوم، في وقت ما تزال الإصلاحات التربوية تتم بكيفية مغلقة"، مؤكدا بأن الحديث عن إصلاح المنظومة التربوية يحيل إلى الأذهان لغة التدريس والتعريب.
ويربط المصدر ذاته قضية التعريب في الجزائر بتأرجح العلاقات ما بين الجزائر وفرنسا، وهو السبب نفسه الذي أدى إلى إلغاء ازدواجية التعليم، "لأن الفرنسية كانت وسيلة لتطبيق سياسة الاستعمار"، وأثار رئيس حزب الحرية والعدالة غير المعتمد قضايا أخرى لا تقل أهمية ولها صلة بالتربية، منها تأثير الصراع بين أجنحة السلطة على تعليم الأمازيغية مما أدى إلى تجاهلها، فضلا عن عدم إعطاء البحث العلمي الأهمية التي يستحقها، وكذا تقزيم دور المعلم في بناء المجتمع، مما انعكس على جودة التعليم.
محمد* الصغير* بلعلام*
إلغاء* التعليم* الأصلي* كان* خطأً
دافع الشيخ محمد الصغير بلعلام، نائب رئيس مؤسسة مولود قاسم نايت بلقاسم، عن نظام التعليم الأصلي الذي كان معتمدا إلى غاية السبعينيات، مضيفا أن الكثير من قادة وكفاءات البلاد تخرجت من معهد التعليم الأصلي، التي أنشاها المرحوم مولود قاسم، بفكرة تعود للمرحوم إأحمد* توفيق* المدني*.
تطرق نائب رئيس مؤسسة مولد قاسم نايت بلقاسم، إلى أهم مراحل التعليم الأصلي، في الجزائر، مشيرا إلى أن فكرة إنشاء جامعة إسلامية في الجزائر تعود إلى المرحوم أحمد توفيق المدني، ونقلها وزير الشؤون الدينية مولود قاسم بدوره إلى الرئيس الراحل هواري بومدين وهذا في العام 1973، وهي الفكرة التي لاقت قبولا من الرئيس بومدين، لتكون بذلك معلما من المعالم الحضرية في الجزائر. وأضاف انه لا يمكن أن يكون هناك قطاع للشؤون الدينية بدون تعليم، مبرزا في السياق ذاته، أن معاهد التعليم الأصلي تعود إلى عام 1975، وكانت الداعم الأساس في الحفاظ* على* مقومات* الشخصية* الجزائرية،* حيث* تخرج* منها* حسب* المتحدث،* شبان* جزائريون* متشبعون* بعلوم* عصرية* وثقافة* واسعة* تربطهم* بهويتهم* وعقيدتهم*.
واعتبر الشيخ بلعلام، غياب التعليم الأصلي، الذي كان بمثابة الإطار الضامن لتوجيه جزء من النشء نحو الإرشاد السليم، وتعمل لبناء منظومة تعليمية شاملة تحتوي الأجيال الناشئة، بكل تنوعها، واختلاف مُيولاتها، فليس كل التلاميذ صالح للتعليم العام، وليس كل التلاميذ صالح* للتعليم* المهني،* كما* ليس* كل* التلاميذ* يصلـُح* للتعليم* الأصلي،* كما* لمح* بلعلام* إلى* ان* إلغاء* التعليم* الأصلي* في* سبعينيات* القرن* الماضي* بمثابة* الـفعل* القاتل* الذي* ظهـرت* أثاره* ُ* بعد* حين* من* الـزمن*.*
وأرجع ممثل موسسة مولود قاسم، إلغاء هذا التعليم الأصلي إلى الراحل مصطفى الاشرف، بمبرر توحيد التعليم في الجزائر، إضافة إلى إلغاء الشعبة الشرعية التعليم الثانوي، مقابل عدم إلغاء التعليم المسيحي، وأضاف أن معاهد التعليم الأصلي كانت تضمن تمدرس أكثر من 30 ألف طالب*.
عبد العزيز رحابي:"الإصلاحات التربوية لن تنجح إلا بفصلها عن الشرعيتين الثورية والدينية "
2010.12.15
عزيز حمدي/ بلقاسم . ع /فضيلة مختاري
دعا وزير الاتصال الأسبق عبد العزيز رحابي إلى عدم توظيف القناعات والتوجهات السياسية في مجال التربية، وفتح مجالات النقاش والحوار في كل ما يتعلق بالتعليم، مع تحديد نوعية الطفل الذي نريد، مضيفا أن المدرسة الجزائرية تفتقد إلى مشروع حضاري، مؤكدا في ذات السياق أن 80 بالمائة من ميزانية الجامعة تخصص إلى النقل والسكن والأجور، كما شدّد على افتقاد المدرسة الجزائرية لمشروع حضاري .
تتطلب المنظومة التربوية بحسب الدبلوماسي الأسبق عبد العزيز رحابي، إصلاحا عميقا لتتماشى مع التطورات التي تحدث في المستوى الوطني والدولي لأن هناك تطور مستمر ومتواصل. فلابد من تطعيم البرامج بمعطيات جديدة تتماشى وتتناسق مع روح التطور، ملمحا إلى بعض سلبيات الإصلاحات التربوية الجارية، والتي انطلقت من أن سياسة الحكم تقوم على غلبة تيار على آخر، ومن بين هذه المظاهر يقول رحابي "أتسال كيف بالرئيس الراحل بومدين إصدار الأمرية 1976، ثم محاها المرحوم مصطفى الأشرف"، مبرزا أن المسألة تتعلق بتواجد عصب داخل النظام السياسي. ويرى* وزير* الاتصال* الأسبق،* أن* نجاج* الإصلاحات* التربوية* لا* يمكن* أن* يتحقق* في* غياب* إرادة* سياسية،* تقوم* على* احترام* المبادئ* والقيم* الحضرية* بعيدا* عن* الشرعية* الثورية* أو* الدينية*.
أما عن مجالات الإصلاح التربوي، فمن الضروري أن تمس بالخصوص المناهج المدرسية والوسائل التدعيمية مع انتقاء كوادر تعليمية، بهدف بناء شخصيات مثالية متطورة مع غرس فيها روح المثل والمقومات التي تنسجم مع مجالات حقوق الإنسان، وكذا إيجاد سبل وطرق وظروف منشطة للمتعلم وتحسين مستواه، الأمر الذي يتطلب بحسب المتحدث إعادة تأهيل الكفاءات، مع العمل على الخروج بالنظام التعليمي من الروحانيات إلى نظام يقوم على أخلاقيات المجتمع المدني واحترام الحريات الفردية وحقوق الإنسان. مضيفا أن المدرسة الجزائرية لا تُعّلم الطفل أن يكون مواطنا، من منطلق أن 80 بالمائة من ميزانية الجامعة توّجه لتغطية تكاليف النقل، السكن والأجور، أما 20 بالمائة الباقية فيقول وزير الاتصال الأسبق إنها تخصص للمجال البيداغوجي، واصفا الجامعة الجزائرية بـ"دار الحضانة"، مؤكدا على تحديد نوعية الطفل الذي نريده، مناضلا، مجاهدا* أو* مواطنا*.
وخلص رحابي إلى اعتبار أن المدرسة الجزائرية تفتقد إلى مشروع حضاري، كما عرّج إلى إشكالية اللغة، داعيا إلى البراغماتية في علاقة المجتمع الجزائري باللغة، مشيرا إلى أنه لا يرى مانعا من تدريس العبرية بالجامعة الجزائرية، مؤكدا أن الطفل يتعرض إلى عنف يومي من خلال لغة التعامل سواء في البيت أو الشارع أو المدرسة، والتي قال بشأنها، كلمات لاأصل لها، كما وصف علاقة المجتمع الجزائري باللغة الفرنسية بـ"علاقة عنف". مؤكدا في السياق ذاته أن التعليم الفرنسي في الجزائر قبل الاستقلال لم يكن يوما لائكيا.
فرطاقي*: منسق* التنسيبقية* الوطنية* للمساعدين* التربويين
"نريد* رد* الاعتبار* للمربين*"
قال منسق التنسيقية الوطنية للمساعدين التربويين، مراد فرطاقي، أنه يجب الاهتمام بجميع الأسلاك التربوية، معتبرا أن الإصلاحات لا يجب أن تتعارض مع المطالب المهنية للفئات بل يجب تدعيمها، حيث أشار المتحدث إلى تعرضهم لإقصاء في القانون الخاص بشأن قضية التصنيف، معتبرا أن وزارة التربية الوطنية لا تزال تمنح فئة المساعدين الوعود فقط، وقال فرطاقي أن أعلى رتبة خلال المسار المهني لا تتعدى الثامنة. وعليه اعتبر المتحدث أن نجاح المنظومة التربوية لن يتحقق إلا بإعطاء العنصر البشري حقوقه وتقدير مهامه.
عبد* القادر* كويني* عضو* في* لجنة* الإصلاحات* التربوية
كنا* نطلع* على* التقارير* مثلنا* مثل* الجمهور
قال عبد القادر كويني أحد أعضاء اللجنة الوطنية للإصلاحات التربوية أو ما يُصطلح عليها لجنة إصلاحات بن زاغو، إن اللجنة في بداية تأسيسها كانت تضم 100 عضو، كانوا من تيار واحد، غير أنه تم تدارك الوضع بعدها، حيث تم إضافة 59 عضوا آخر، ومن اللجان التي كانت مُنصبة، لجنة* البيداغوجيا* ولجنة* إصلاح* النظام* التربوي*.
وقال كويني: "تفاجأنا خلال عرض التقرير النهائي للجنة التي أكد من خلالها مقرر لجنة البيداغوجيا المرحوم عمر البرناوي قائلا: "سأتلو عليكم التقرير وأنا أسمتع إليه لأول مرة ". مشيرا إلى أن مسؤولي القطاع كانوا غائبين وقتها.
وتحدث كويني عن عمل اللجنة، حيث كان النقاش محتدما، خاصة حول اللغة ولغة التدريس، وكان رئيس اللجنة الدكتور بن زاغو يعمل على تكريس التوازن بين أعضاء اللجنة، ولأن النظام الداخلي كان ينص على الإجماع بدل الانتخاب أو التصويت، وإذا لم يكن هناك إجماع، نقوم بعملية الترتيب،* والرئيس* هو* الذي* يفصل*.
12* ألف* معلم* كانوا* يتخرجون* سنويا* لسد* العجز
أفاد بن محمد بأن المدرسة الجزائرية إبان الاستقلال كان يؤطرها مدرسون من 26 جنسية، كما كانت تتعاقد وزارة الصناع مع القطاع في مجال التكوين، فكانت تخرج إطارات تعمد إلى تشغيلهم في مجالات تابعة لها، وتعمل على تسديد قيمة التعاقد لوزارة التربية لتخليصهم من المتابعات،* وهو* ما* جعل* العجز* من* حيث* المؤطرين* يتضاعف،* فتم* اللجوء* إلى* تقليص* مدة* التكوين،* بدليل* أنه* سنويا* كان* يتخرج* ما* لا* يقل* عن* 12ألف* معلم*.
وكانت* تستقطب* مسابقات* التوظيف* الفتيات* من* مستوى* البكالوريا،* في* حين* كانت* يتوجه* الرجال* إلى* القطاعات* الاخرى،* أو* المؤسسات* العمومية*.
قال* إن* *"الشروق*"* كسرت* الطابو*
دزيري*: *"لم* يشركنا* أحد*..* بل* فرضت* علينا* الإصلاحات*"
أكد رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، الصادق دزيري، أن النقاش حول الإصلاحات التربوية كسر طابوها من الطابوهات، وأوضح دزيري أن "هناك نوعا من التعتيم للموضوع على جيل الاستقلال، ونحن ندرس أمورا لم نقتنع بها".
وأفاد المتحدث بأنهم كنقابات فاعلة في قطاع التربية غيبوا من التعبير عن مواقفهم في الإصلاحات، مضيفا "نحن كمن يقول كلمته في واد ويسمع صداها، وأي إصلاح يجب الإعداد له والتكوين"، موضحا "نتعرض للإقصاء ولم نشارك في الحوار أو الإصلاح، غير أن كل فشل في المدرسة يحمل* مسؤوليته* للأساتذة* والمؤطرين*"،* وأضاف* *"لم* نحس* يوما* أننا* معنيون* أو* مجندون*"*.
وفي ذات السياق، أكد المتحدث استعدادهم الكامل لرفع التحدي وتحقيق الأهداف، إذا وفرت الإمكانات ونفس الفرص، مضيفا "يجب الحوار ثم التكوين ثم النقاش الجاد واستراتيجية واضحة المعالم، أما بالشكل الحالي السياسة تطبق والخاسر في النهاية المدرسة وأبنائنا".
"الكنابسات*" يدعو* الى* فتح* الحوار* والنفاش*
إصلاح* المنظومة* التربوية*.. سياسي*
اعتبر نوار العربي، المنسق الوطني للمجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، ان اللغة وسيلة تواصل، مؤكدا أن الانجليزية اللغة العالمية الأولى، كما وصف إبعاد المختصين عن مشروع الإصلاح التربوي بالأمر الخطير، مؤكدا أن النظام البيداغوجي له رجاله، ودعا إلى فتح* قنوات* الحوار* والنقاش* حول* هذا* الملف* الحساس*.
يرى المنسق الوطني لـ"الكناباست" ان القول بنجاح أو فشل الإصلاح في هذه الفترة صعب، لأن هذه العملية يجب أن تكون أكاديمية محضة، لكن ذلك لن يحدث الآن بسبب تدخل عدة حسابات سياسية وصراعات تقف وراء عدم الخروج بتقرير موضوعي، مشيرا الى نقائص في الجانب البيداغوجي مشددا* على* ضرورة* إشراك* الأستاذ* في* مسارات* الإصلاح،* مؤكدا* في* السياق* ذاته،* ان* تخريج* مواطن* يؤمن* بالحوار* أهم* ما* يرمي* إليه* الإصلاح* التربوي*.
ومما يعيب على الإصلاحات التربوية، حسب ممثل "الكناباسات" غياب المعنيين بالإصلاح، بحسب قول نوار العربي، متسائلا على المقاييس المعتمد في تقيم المدرسة الجزائرية، واصفا التقييم الراهن "بالتقييم السياسي وليس الأكاديمي". مؤكدا في السياق ذاته، أن تجريم المدرسة أمر* خطير،* داعيا* الى* تحري* الحقيقة،* مشيرا* إلى* أن* الكفاءات* الجزائرية* أثبتت* وجودها* خارج* الوطن*.
محمد الشريف خروبي الوزير الأسبق للتربية يفتح قلبه في ندوة الشروق
خلقنا من السجون مدارس، .. وهذه قصة " التاريخ في المزبلة "
2010.12.15
فضيلة مختاري
* قالوا إن خروبي سبب أحداث منطقة القبائل في الثمانينات ونسوا أنني قبائلي أمازيغي قح
* وجدت المعلمين يحملون الكراريس في أكياس البطاطا وهم في طريقهم لمعهد التكوين
".. اقتحمت عالم التعليم برغبة مُلحة مني، ودخلت الوزارة وأنا أعلم ما يُعانيه المعلم وجدت نفسي أرث تركة من التناقضات .. خلقنا من السجون مدارسا، واجهت الصراع المحتدم داخل المدرسة، أردناها منظومة تربوية روحية فقابلونا بمهزلة "التاريخ في المزبلة.." هي جزء صغير من العبارات التي رردها واحد من صناع المسار التربوي بالجزائر، إنه الوزير الأسبق محمد الشريف خروبي .
استهل الوزير الأسبق محمد الشريف خروبي محاضرته بالأوضاع التي واجهتها الجزائر بعد الحقبة الإستعمارية قائلا: "دخلت عالم التعليم عام 1964، برغبة ملحة مني عايشت في تلك الفترة صراع المعربين والمفرنسين، كان وقتها كل معرب ينظر إليه على أنه متخلف وكل مزدوج هو متحضر،* وكانت* هذه* النقطة* هي* من* بين* أهم* الصراعات* وأشدها* داخل* المحيط* التربوي*"*.
تطرق بعدها خروبي إلى إصلاحات عام 1976 والتغييرات التي أعقبتها على مستوى وزارة التربية من إجراءات وقرارات قال عنها الوزير: "جيء ببرنامج آخر ليس له أي علاقة بالإصلاحات التربوية وتم إلغاء كل شيء بما فيه الشُعب المعربة وغير المعربة، وكان من بين الأهداف الخفية لهذه* التغييرات* إلغاء* التعليم* الأصلي* وتشريد* الذين* ينتمون* إليه*.*"
مصطفى* لشرف* وقصة* 37* إطارا* مقالا
أشار محمد الشريف خروبي أن هذه الصراعات حقيقة موجودة قائلا: "عندما دخلت الوزارة وجدت نفسي أرث كل التناقضات وكل المشاكل التي حدثت في فترة ما قبل عام 1979 أي فترة ما بعد رحيل الرئيس هواري بومدين".
وكشف* المتحدث* للحضور* أن* الرئيس* هواري* بومدين* رد* على* الوزير* لشرف* بالقول*: *"تريدون* ضرة* للغة* العربية*"*. مشيرا* أن* الرئيس* هواري* بومدين* أعطى* تحليلا* للواقع* آنذاك*.
وسرد المتحدث الطريقة التي جيء من خلالها بالوزير المرحوم مصطفى لشرف الذي قال خروبي إنه يكن له كل التقدير والاحترام رغم كونه أقدم بعد تنصيبه على إقالة 37 إطارا تربويا من المجندين لتطبيق الإصلاحات، بحجة أن لديه إصلاحات أخرى عليه أن يأتي بمن يستطيع تطبيقها.
وبحسب* المتحدث* فإن* التركة* التي* ورثها* كانت* تعج* بالتناقضات* التي* استطاع* أن* يفكك* الكثير* منها* رغم* وجود* عدد* من* المطبات* المحيطة* به*.
هذه* قصة* *"التاريخ* في* المزبلة*"*
قال محمد الشريف خروبي إنه بعد استلامه مهام وزير التربية حاول تطبيق الإصلاحات الروحية التي تهدف إلى رفع مستوى التلاميذ، مُشيرا إلى أنه وجد نسبة النجاح في البكالوريا ضعيفة جدا ووجد مستوى التلاميذ في اللغة العربية ضحلا ففكر في طريقة يستطيع من خلالها رفع المستوى، فاهتدى الوزير إلى التغيير في بعض المعاملات، خاصة التاريخ واللغة العربية، قائلا: "أردنا القيام ببعض التعديلات البسيطة على غرار برمجة مادة التاريخ كمادة إجبارية باللغة العربية وكان الغرض تقوية ملكة التلاميذ في اللغة العربية".
كما تحدث الوزير عن تعديلات أخرى من بينها تغيير معاملات بعض المواد على غرار مادة الفلسفة، اللغة العربية، والتاريخ، قائلا: "قمنا بتغيير المعامل في مادة الفلسفة من 06 إلى 04 ، ورفعنا معامل مادة اللغة العربية إلى 06، إلى جانب معامل مادة التاريخ".
وكانت المفاجأة أن بعد هذه التعديلات خرج التلاميذ في مظاهرات أو أخرجوا ضد هذه التعديلات، وكان الرئيس وقتها خارج الوطن، وتحوّلت أنا في نظر البعض إلى سبب لهذه المظاهرات، خاصة وأن المتظاهرين كانوا ينادون "التاريخ في المزبلة"، واصفا هذه المهزلة بالمكيدة التي دبرت* له* بأنها* في* النهاية* انتهت* بسلام*.
بعدها أشار محمد الشريف خروبي إلى إشكالية تطبيق المدرسة الأساسية في التعليم المتوسط، متحدثا عن قانون اللجنة المركزية والتي اقترحت ترك باب إلغاء القانون في أي سنة، مشيرا إلى بعض الإتهامات التي روّجت آنذاك لمصطلح المدرسة الشيوعية.
وتم وقتها اقتراح مدة التعليم الأساسي بـ 9 سنوات، وفصل التعليم الثانوي عن التعليم الأساسي قائلا: "هل يُعقل فصل التعليم الثانوي عن التعليم الأساسي؟" ثم أضاف قائلا: "وقاموا باستحداث منصب كاتب دولة مكلف بالتعليم الثانوي وأرادوا بذلك إبعادي من منصب وزارة التربية،* لكني* قلت* لهم* لن* أخرج* من* هنا* ..*".
* حرم تلاميذ المدارس من أموال عمومية تضمن لهم وجبة الإطعام المدرسي لمدة 35 سنة، بسبب الفضائح التي عاشتها الجزائر مؤخرا في إحدى قضايا هدر المال العام، حيث أكد ذلك الوزير السابق عبد العزيز رحابي الذي قال "الأموال العمومية التي تبخرت في قضية الخليفة تضمن غذاء* للتلاميذ* بالمطاعم* المدرسية* لمدة* 35* سنة،* قيمة* الإطعام* سنويا* هي* 140* مليون* دولار*".
* كشف الوزير السابق خروبي عن حرمان "حموتان" شاعر المرحوم عبد الحميد بن باديس من حقه في التقاعد إلا بعد تدخله لدراسة ملفه، حيث نال حقه بعد 20 سنة أي بعد وفاته وتلقت منحته ابنته، واعتبر أن الحالة نفسها لمدير المعهد التكنولوجي لمليانة المتوفى، وفي المجموع قال* أن* هناك* 119* ملف* كان* وضعه* على* نفس* الشاكلة*.
* قال خروبي أنه "لتقرأ الشروق بمليون نسخة ليس بالبركة وانما هو خلاصة نضال طويل للتعريب"، وأضاف "قراراتي العادلة في حق السيدة لوانشي المفتشة التي خدمت عائلتها الثورة، جعلتها تأتي بابن أخيها ويعلن بشهادتي دخوله الاسلام".
* أستاذة فرنسية امتحنت وفتشت على يد وزير.. هي عبارة رددها خروبي، تأكيدا منه على تمكين أستاذة بمنطقة القبائل ظلت محرومة من اجتياز امتحان الترسيم بسبب جهلها للعربية، وقال خروبي أنه طالب من المسؤولين عدم اخضاعها للامتحان وأنه هو من وافق على ذلك بعدما قرأت عليه* سورة* الفاتحة* و*"قل* هو* الله* أحد*"*.
اتهموني* بأني* وراء* أحداث* منطقة* القبائل*..* ونسوا* أنني* قبائلي* أمازيغي
قال الوزير الأسبق محمد الشريف بخصوص العراقيل التي صاحبت قطاع التربية بعد قضية أحداث منطقة القبائل في الثمانينيات: "اتهموني بأنني أقف وراء أحداث منطقة القبائل في الثمانينيات وقالوا: خروبي هو من يقف وراءها ونسوا أنني أمازيغي وابن منطقة القبائل.."
مزيان* مريان* منسق* النقابة* الوطنية* لأساتذة* التعليم* التقني* والثانوي
"المدرسة* الجزائرية* عاشت* صراعات* إيديولوجية* خطيرة*"
يري مزيان مريان منسق النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني بأن الإيديولوجية التي ينبغي أن تقوم عليها المدرسة الجزائرية هي احترام الهوية الوطنية، فضلا عن ضرورة تحديد الأهداف وكيفية تنفيذ البرامج، معتبرا بأن المدرسة هي آلة الإيديولوجية، وبأن المدرسة الجزائرية عاشت صراعات إيديولوجية وليس بين لغتين، وقد بدأ ذلك الصراع بالتفكير في كيفية تخليص المدرسة من إيديولوجية المستعمر، "فتم تطبيق التعريب بشكل متسرع مع الأسف، فتمت الاستعانة بمدرسين من الخارج من بينهم حذائين".
وفي تقدير مزيان مريان فإن الإيديولوجية ينبغي أن تكون ملائمة مع مشروع المجتمع، متأسفا لتحول المدرسة الجزائرية إبان التسعينيات إلى منابر سياسية، واصفا تلك المرحلة بالسوداء، وقال بأنه من النقاط السوداء للإصلاح الأخير إلغاء شعبة التعليم التقني، فضلا عن تأجيل تطبيق* المقاربة* بالكفاءات*.* *
ل*/ب